رواية اجنبية بقبضة صعيدى الفصل الحادى عشر بقلم نور عبد العزيز
صعد “عاصم” للغرفة ليلًا ليراها تقف بجوار باب الشرفة وتنظر بالخارج، مُرتدية فستان نومها الأبيض القصير ويصل إلى ركبتيها، بدل ملابسه وخرج من المرحاض وكانت تقف كما هى، تنحنح بهدوء وقال:-
-واجفة أكدة ليه؟
ألتفت غاضبة وبوجه عابس تحدق به وقدميها تسير نحوه لتقول بضيق شديد:-
-عاصم انت قتلته؟!
نظر إليها بهدوء ثم قال بخفوت:-
-أنتِ جايبة الحديد المساخ دا منين؟
صاحت به بأنفعال شديد وهى تقول بطريقة هسترية وهى على وشك الجنون:-
-حصل ولا لا؟، أنتِ قولت أنك مش قتال قتلة ولا بتقتل حد، أزاى قدرت تقدره وتولع فى البيت وهو فيه
نظر للجهة الأخر غاضبًا دون أن يجيب عليها، ألتف ليغادر لكنها أستوقفته عندما مسكت معصمه بضيق لينظر مُجددًا إليها فقالت بخفوت:-
-يعنى عملتها، صمتك معناه انك عملتها
دفعته بقوة وهى تسير النحو مُغادرة الغرفة ليقول بضيق شديد:-
-انتِ رايحة فين؟
أجابته بأغتياظ شديد قائلة:-
-رايحة أنام عند هُيا مستحيل أنام معك فى سرير واحد، أصلًا أزاى حضرتك هتضمنى بأيدك الملطخة بالدماء حتى لو كان شخص سيء أيدك لوثتها بدمه
غادرت الغرفة غاضبة منه ولا تتحمل فكرة أنه قاتل، حتى وأن كان قتله للدافع عنها وحمايتها من شر هذا الرجل، دلفت إلى غرفة “فريدة” بحزن شديد وكانت نائمة لتصعد جوارها بالفراش بعيني باكية…….
_________________________________
لم تنم “هيام” بهذه الليلة من الخوف والتوتر وهى تعلم أن غدًا مع شروق الشمس يجب أن تقدم البحث له، هذا البحث الذي لم تنهيه اليوم، ظلت تعتصر أفكارها وعثلها فى أستكمال البحث حتى لو لم يكن الجيد، نظرت مُطولًا إلى الورقة المدون بها رقمه لكن كبريائها منعها من طلب المساعدة منه، كلما جاء على بالها تذكرت رسالة “حلا” وأنه مُعجبًا بها، أعادت كوب من النسكافيه وتابعت بحثها حتى أشرقت الشمس وذهبت للجميع قبل أن يستيقظ الجميع وذهبت إلى حيث مكتب “أدهم” وجلست تنتظره حتى يأتي وتعطيه البحث وتنهتى من فترة الأرهاق والتوتر التى تعيش بها بسبب هذا الرجل، دلف “أدهم” فى الساعة الثامنة إلى المكتب ووجدها تجلس هناك، نظر إليها بأندهاش لتقول بضيق شديد:-
-البحث وحتى لو معجبش حضرتك أنا أجتهدت فيه
وقفت لكي تغادر وهو ينظر إليها بأستغراب شديد فهى أول من سلمه البحث ليقول:-
-أنتِ …..
أبتلع كلماته مُسرعًا عندما فقدت الوعي أمامه وسقطت أرضًا، أتسعت عيني “أدهم” على مصراعيها وهرع إليها ليرفع رأسها على ذراعه وبيده الأخرى يحاول أيقاظها وهو يناديها بقلق شديد:-
-هُيام…. هُيام…..
طلب الطبيبة الخاصة بالجامعة وجاءت لفحصها ثم أخذتها إلى العيادة وعلقت لها المحاليل الطبية، كان جالسًا جوارها بقلق شديد ولا يعلم سبب مرضها وماذا حدث إليها لتقول الطبيبة بهدوء:-
-متجلجش يا دكتور أدهم هى بخير بس بتعانى من انميا حادة وأرهاج شديد من جلة النوم
للحظة شعر بأنه السبب فى هذا الأرهاق وقلة نومها، أومأ للطبيبة بإيجاب لتغادر بينما ظل هو جوارها فأخذ يدها فى راحة يده بلطف وقال:-
-أنا أسف، لو أنا اللى مرضتك فحجك عليا
كانت مُغمضة العينين لكنها أستعادت وعيها عندما كان يتحدث مع الطبيبة لتستمع إلى حديثه بصمت وحرج شديد من أن تفتح عينيها للتو وتجده ممسكًا بيديها، أخرج منديلًا من جيبه ليمسح حبيبات العرق عن جبينها بلطف وقال:-
-ربنا يعلم أن يعز عليا مرضك وتعبك يا هُيامي
تنحنح بحرج عندما رن هاتفه بأسم صديقه يستعجله فى الحضور من أجل محاضرته ليغادره أضطرارًا، فتحت عينيها بتوتر شديد وهى تلفظ أنفاسها التى كانت تكتمها فى صدرها من التوتر ونطقه لأسمها أخرًا جعلها تتأكد من أنه يكن المشاعر لها بعد وضعه لياء الملكية فى نهاية أسمها، لم تصدق بأن “حلا” كسبت هذا الرهان ……..
______________________________
“بالمنــــزل الكبيـــر”
فتحت “فريدة” عينيها لتفزع عندما رأت “حلا” جالسة جوارها على الفراش وعينيها مُنتفختين باكية بطرية هسترية وجنونية، وجنتيها حمراء وكأن دماءها تدفقت إلى رأسها كاملة، جلست “فريدة” بهلع شديد وهى تقول:-
-حصل أيه؟
تابعت “حلا” بكائها الشديد وهى تُتمتم بضعف قائلة:-
-أنا مخاصمة عاصم
نظرت “فريدة” إليها وهى تفرك عينيها بأصابعها ثم قالت:-
-ليه حصل أيه؟
تحدثت “حلا” ببراءة وهى تمسح دموعها بأنكسار:-
-أنا سمعتكم وأنتوا بتقولوا أنه ولع فى بيت الرجل عشاني، أنا مش قولتله يقتل حد عشاني
ضمتها “فريدة” بلطف إليها وتبسمت على براءة هذه الفتاة ثم قالت وهى تربت على ظهرها:-
-متزعليش يا حلا، دا عاصم
شهقت “حلا” بضيق شديد وهى تنتفض بين ذراعيها قائلة:-
-أنا معرفتش أنام طول الليل من غيره، أنا وجعنى أنه مش حاول يصالحنى ونام من غيرى عادي
ضحكت “فريدة” عليها ثم أبعدت عنها بعفوية وتقول:-
-ههههه يا حلا أنتوا لسه فى بداية الحياة ياما هتتخانجوا وتتخاصموا وأحتمال تجوليله طلجنى، دى سُنة الحياة الخناجات يا حبيبتى
قوست “حلا” شفتيها بحزن شديد ثم قالت:-
-أنا مش هقوله طلقنى
ضحكت “فريدة” عليها ثم قالت بلطف:-
-طيب، أنا هجوم دلوجت أصلي الضحى وبعدين نشوف موضوع الطلاج دا
تمتمت “حلا” بعبوس شديد قائلة:-
-خدينى أصلي معاكي
توقفت “فريدة” عن السير بأندهاش شديد وألتف إليها مذهولة ثم قالت:-
-أنتِ هتصلي يا حلا!!
أومأت إليها بنعم ثم قالت بلطف:-
-أممم عاصم علمنى
تبسمت “فريدة” بذهول وهى لا تصدق بأن شهرًا احدًا مع “عاصم” علمها به الكثير وأولهم كيفية الصلاة؟، صلوا الأثنين وترجلوا معًا إلى الأسفل فسألت “فريدة” ببسمة:-
-صباح الخير يا ماما، أمال فين عاصم؟
أجابتها “تحية” وهى تقطع الخضراء وهى جالسة على الأريكة:-
-خرج راح الشركة مع مازن، فطركم على السفرة
نظرت “حلا” إلى “فريدة” بحزن شديد من مغادرته وكأنه لم يبالي أو يهتم بها، صعدت مرة أخرى إلى الغرفة بحزن شديد وقلبها يألمها بجنون، تنهدت “فريدة” بإشفاق وهى تنظر على “حلا”
أثناء صعودها فسألت “تحية” بفضول قائلة:-
-مالها يا فريدة؟
تبسمت “فريدة” بخفوت شديد قائلة:-
-شكل الجميلة حبت الوحش يا ماما……..
______________________________
“شــركــة الشـرقــــــاوى”
دلف “مازن” إلى المكتب ويمسك فى يده ورقة بنكية وهو يقول:-
-أنا راجعت الشيكات دى جبل ما تمضي عليها يا عاصم
أومأ “عاصم” إليه بنعم ليقول “مازن” وهى يبعثر خصلات شعره بضيق قائلًا:-
-حضرتك ماضي على 100000 جنيه زيادة فى المراتب وتجولي أه
نظر “عاصم” بضيق شديدوهو يأخذ الورقة ويمزقها جيدًا ليقول:-
-هكتبلك غيره
كان “مازن” يحدق به بأندهاش من أخطاءه المتكررة اليوم على عكس المعتاد فسأل بفضول:-
-أنت زين؟
أومأ إليه بنعم وهو يعطيه الورقة ويقول:-
-اه متنامش كويس بس
أومأ “مازن” إليه بنعم ليأخذ الورقة ويخرج بينما وقف “عاصم” من مكانه بضيق شديد مما يحدث إليه، لأول مرة يقف صامتًا أمام أحد عندما وقف أمامها أمس ولم يتجرأ على التفوه بكلمة واحدة، لم تغفو له عين من الأمس رغم محاولاته الكثيرة للنوم لكنه كان يفتقدها ورائحتها الفريدة، صوت أنفاسها الدافئ وهو يضرب عنقه، ضمه إليها، كل هذا كان غائبًا عنه وجعله يكاد يجن من رحيلها عنه لكنه تشبث جيدًا بكبريائه، تنهد بهدوء شديد وهو لا يصدق ما يحدث والتغيرات التى طرأت عليه ووخزات قلبه المستمرة، كل هذا يأخذه للجنون ليدرك فى الحال بأن هذه الفتاة التى أقتحمت حياته مُنذ شهرًا واحدًا لم تسكن بيته وغرفته فقط بل سكنت قلبه وعقله، كل ما يحدث به بسبب “حلا” هذه الفتاة التى تحمل مسئوليتها كأبًا لها، الفتاة التى تملك ضعف عمرها وضعف بنيتها الجسمانية الآن هى من غلبته بضعفها وصغرها، للحظة شعر بأنه على وشك الهزيمة وأن تصابه إنتكاسة لم تحدث بالتاريخ بأكمله ليحسم أمره بأن يتركها ترحل بعيدًا عنه خوفًا من هذه المشاعر المتخبطة التى ضربت قلبه بعاصفتها، خرج من الشركة غاضبًا من وجود “حلا” ومُتمنيًا أختفائها من حياته لتعود حياته كما كانت …..
________________________________
” منــــــزل الكبيـــــر”
عادت “هيام” من الجامعة ظهرًا بعد أن أتصلت بـ “حمدي” ليأخذها، ذهبت “حلا” مُسرعة إلى غرفة أختها وعندما رأتها تجلس على الفراش هرعت إليها بقلق وهى تقول:-
-حصل أيه؟
رفعت “هيام” نظرها بيأس إلى “حلا” وقالت بصدمة لم تستوعبها حتى الآن:-
-شكل الموضوع طلع كيف ما جولتي
تبسمت “حلا” بأنكسار شديد وهى تجلس جوار اختها وقالت بيأس:-
-بيحبك
أومأت “هيام” غليها بنعم وهى ترفع نظرها إلى “حلا” لتقول بحيرة:-
-أعمل أيه ؟ أنا مهعرفش أشوفه ولا أدخل الجامعة تاني
تجمعت الدموع فى عيني “حلا” بحزن على قلبها فأندهشت “هيام” من دموعها التى تركت اسر جفنها وهربت منه إلى وجنتيها تبللهم بدموعها الغزيرة فقالت بذعر:-
-مالك؟ بتبكي ليه؟
نظرت “حلا” إلى “هيام” بحزن شديد ثم قالت بضعف وصوت مبحوح:-
-أنا بحبه يا هيام…
ألتفت “هيام” إليها بأندهاش وصدمة الجمتها وهى لا تصدق بأن قلب الفتاة الرقيقة مال للوحش ودق من أجله لتقول بتلعثم:-
-مين عاصم؟!! لا أكيد بتهزرى، عاصم عمر ما حد حبه ولا فكر يجرب منه، كيف حبتيه؟
جهشت باكية بأنهيار شديد وقالت بخوف:-
-أعمل أيه؟
رفعت يدها إلى قلبها المُتألم بضعف شديد وضربت صدرها بأغتياظ قائلة:-
-هو اللى دق عشانه، أنا مختارتش حاجة يا هيام
هزت “هيام” رأسها بذهول وهى لا تستوعب الأمر ثم قالت بضيق:-
-لتكوني بتوهمي نفسك يا حلا عشان الرهان
شعر بحزن شديد من هذا الحديث، مزاحهم انقلب عليهم وهى من عشقت هذا الرجل، شعرت بخوف شديد من فراقه إذا علم بهذا الأمر أو يهجرها أبدًا لتتزداد بكاءًا أكثر وصاحت بضيق شديد وعينيها تبكي بخوف شديد قائلة:-
-مش عايزة، مش عايزة أرهن على حاجة
حدقت “هيام” بها بحزن شديد وقالت بلطف:-
-طب أهدئي يا حلا، إحنا كنا بنهزر لأننا مصدجناش كلامك مش جصدنا رهان ولا حاجة
جهشت “حلا” باكية بحزن شديد وهى تقول:-
-أنا قولت لك أنى هخليه يحبنى، بس قوليلي يا هيام ليه أنا اللى حبته ها، قلبي ما بيوقف دقات وهو قريب ليه أنا حبته وأنا عارفة أن عاصم مستحيل يحبنى، ما بيكفي وجعى وحياتي السيئة لحتى يجينى وجع جديد
ضمتها “هيام” بإشفاق على حالها، أحبت رجلًا لا يملك بصدره قلبًا ولن يعترف بوجود الحب نهائيًا، رجلًا خُلق من رحم القسوة والألم، ربتت على ظهرها بحنان وهى تقول:-
-أهدئي يا حلا، أكيد هتلاجي حل
جهشت باكية أكثر وشهقاتها لا تتوقف نهائيًا وهى تنتفض ضعفًا وحزنًا وتُتمتم بحزن:-
-قلبي بيوجعنى يا هيام، هو بيعاملنى على أني بنته، عاصم مبيشوفش غير طفلة، وأنا هنا قلبي بيوجعنى والله، بغار عليه يا هيام والله بموت من الغيرة بس يبتسم لواحدة غيري ويبص عليها، أنا يعنى مستحقش أني يحبنى، معقول أكون وحشة اوى كدة بس لأني ربيت ببلد برا، ما بستاهله
مسحت “هيام” على رأسها بلطف وهى تقول ببسمة لطيفة:-
-والله بتساهلي يا حلا، أنتِ جميلة ورجيجة معجول ما فى رجل يحبك بس المشكلة فى عاصم مش أنتِ
كان “عاصم” يسترق السمع لحديثهم من خلف الباب ويسمع شهقاتها حتى أنه سمع عن رهانهم عليه، شهقاتها تقتله وتمزق قلبه لكنه لم يجرأ على الدخول وضمها إليه ليقول بهمس خافت:-
-والله حتى عاصم جلبه دج لـ حلوته الصغيرة……..
غادر منى أمام الغرفة بضيق شديد بعد أن ترك عمله فى الشركة وجاء لتخلص منها وطردها خارج حياته، مجرد بكائها لم يتحمله حتى أنه لم يهتم لحديثها عن الرهان ليغادر المنزل غاضبًا وبقلبه بركانًا من النار الملتهبة …
توقفت عن البكاء وهى بين ذراعي “هيام” حتى غاصت فى نومها العميق من التعب وهى لم يغفو لها جفنًا من الأمس بعيدًا عنه، فتح باب الغرفة ودلف “مازن” ليراها نائمة فقال بهدوء:-
-هى نايمة من ميتى؟
أجابته “هُيام” بهدوء قائلة:-
-من العصر
تنحنح بضيق ثم قال:-
-لما تصحي عرفينى عشان عايزها
نظرت “هيام” إليه بفضول شديد ثم قالت:-
-ليه؟
نظر إلى وجه “حلا” الطفولي ثم قال:-
-عاصم جالي أنه عايز يطلجها
أتسعت عيني “هيام” على مصراعيها ثم نظرت على “حلا” بصدمة ألجمتها فهى لم تنام بسبب حزنها وفراقه لليلة واحدة فما سيحدث لها عندما تعلم بأنه سيتركها للأبد…
_____________________________
جن جنون “حمدي” عندما سمع للحديث من “عاصم” وهما جالسين بالأرض الزراعية ليقول:-
-جولي يا عاصم أنت جنت ولا حاجة
رمقه “عاصم” بحدة من كلماته وهو لا يتهم لشيء سوى نطق ما يريده ليتابع “حمدي” بغضب سافر ولا يبالي بهذه النظرات القاتلة الغليظة قائلًا:-
-بحياتي كلتها ما شفت واحد طلاج مرته بس لأنه حبها، وأنت جاي تجول أنك هتطلج حلا مرتك لأن جلبك دج وحبتها.. دا معجول ومنطجي يعنى
تنهد “عاصم” بضيق شديد وحيرة تحتل عقله ثم قال:-
-لأن الحب بيخليك غبي وضعيف وأنا عمرى كله كنت الكبير وهفضل الكبير
ترك “حمدي” كوب الشاى من يده بضيق شديد ثم قال وهو ينظر إلى “عاصم” بغضب:-
-مين جال أنك لما تحب مرتك وتعيش وياها حياة طبيعية كيف الناس مهتكونش الكبير، كيف كان جدك وأبوك الكبار يعنى، ما هم كمان أتجوزوا وخلفوا وحبوه نسوانهم
تأفف “عاصم” بضيق شديد قائلًا:-
-كفاياك زن خلاص أنا جولت لمازن وزمانه جالها وهطلجها بكرة …
_____________________________
“منــــزل الكبيـــــر”
تحدث “مازن” بلطف مع “تحية” قائلة:-
-يبجى نعمل الشبكة أول الأسبوع
نظرت “تحية” إلى “فريدة” وبسمتها لم تفارق وجهها ثم قالت:-
-مفيش مانع نبلغ عاصم لما يرجع ولو وافج نعملها ونفرح شوية
تبسم “مازن” بسعادة وهو ينظر إلى “فريدة” المُبتسمة بأشراق وقلبه يدق بجنون غليها ليقول بلطف:-
-أنا بجول نخليه فرح ومفيش داعي للخطوبة
ضحكت “فريدة” على تعجله وكادت ان تتحدث لكن أستوقفها صوت أرتطام شيء قوي فى الأعلى، وقف “مازن” من مكانه بذعر وهكذا البقية وصعدوا للأعلى ودلفوا إلى غرفة “هيام” إلى حيث يأتى الصوت وكانت “حلا” غاضبة بجنون بعد أن أخبرتها “هيام” بقرار “عاصم “، نظر “مازن” غلى أخته بضيق شديد ثم قال:-
-حصل أيه؟
أقتربت “حلا” بضيق شديد منه وهى تنظر بعينيه وسألت بقلق:-
-عاصم قالك انه هيطلقنى
أومأ إليها بنعم لتصرخ بأنفعال شديد مما أدهش الجميع على عكس “هيام” التى هزت رأسها بلا إلى “مازن” وعندما أجاب عليها ضربت وجهها بخوف شديد ليرى “حلا” تخرج مسدس “عاصم” من خلف ظهرها بحزن شديد ثم قالت:-
-مستحيل، إذا حابب يخلص منى معناه أن يكون موتي
أتسعت أعين الجميع على مصراعيها من جنون هذه الفتاة التى تفضل الموت على فراقه إليها، صرخت “فريدة” بهلع شديد وهى تقول:-
-أهدئي يا حلا وهملي السلاح من يدك
هزت “حلا” رأسها بلا بضيق من قراراتهم فى حياتها لتقول:-
-لا مستحيل، إذا هو كمان حابب يخلص منى وما متحملنى معناه أموت أفضل، أصلًا مين بيحبنى فيكم ولا حد…..
كانت ترتجف وتبكي بحزن شديد على حالها وكل من تحبه يغادرها ويهجرها، كانت بهذه اللحظة تفكر بوالدتها ووالدها وحتى أخاها لم يرحب بها عندما جاءت وزوجها بالأكراه لرجل حتى يخلص منها والآن “عاصم”، فقد قرره الذي أشعل نيرانها التى لم تخمد أبدًا، وسط أرتجافها وبكاءها خرجت رصاصة من المسدس فزعت الجميع…..
كان “عاصم” صاعدًا الدرج ويفكر برد فعلها عندما تعلم بقراره ليستوقفه الفزع عندما سمع صوت الرصاصة ليهرع للأعلى حيث الصوت وصُدم عندما رأى “حلا” تقف بمنتصف الغرفة وتحمل المسدس بيدها فجاء نحوها من اليسري وهو مصدومًا ويسمع كلمات “مازن” المصدوم يقول:-
-حلا سيبى المسدس وأنا أوعدك أن أتكلم مع عاصم، أصلًا أنا بحبك أنتِ عارفة كدة صح
هزت رأسها بالنفي باكية وقالت:-
-كلكم ما بتحبونى، أصلًا كل واحد فيكم مضطر يتحملنى فى حياتي
أتاه صوته وهو يقول بصدمة مما يراه وهى تضع المسدس فى منتصف صدرها وتصوبه نحوها:-
-حلا ..
ألتفت إليه بحزن شديد ودموعها تبلل وجنتيها وبدأت يديها ترتجف وقالت بحزن شديد:-
-أجى زوجي، عايز تطلجنى، ماشي …بس ليه ؟ عملت أيه وحش زعلك منى؟ ها!! قولتي ما تشربي خمر وسمعت الكلام، قولتي ما تلبسي دا وقولت حاضر، قولتي صلي والله أنا بصلي كل صلاة واسأل فريدة كمان، قولتي ما تطلعي لحالك وما بطلع نهائيًا، أنا بقي عملت أيه أستاهل دا…ليه كلكم ما بتحبوني أه، إذا أنت كمان ما بتتحملنى فى حياتك ليه تعذبوني، معقول أنا سيئة أوى كدة لحتى لا يتحمل حد وكلكم بتطردوني من حياتك وتهجروني، طيب ليه ولعت فيهم كنت أعطينى له وأرتاحوا كلكم مني
كان يستمع لحديثها بقلب مُرتجف وهو يعلم جيدًا بأن سلاحه معبأة بالرصاصات فقال بنبرة خافتة:-
-هملي السلاح وبعدين نتكلم
هزت رأسها بلا بحزن شديد ثم قالت:-
-لا…. كل مرة أنتوا اللى بتسيبوا وتمشوني بس المرة دى أنا اللى هسيبكم وأمشي، أصلًا موتي رحمة عن عذابي معكم، معرفش أى ذنب أنا عملته لتكون حياتى تعيسة وكلها وجع كدة بس معلش أنا ملت من تعاستى وكيف ما أنتوا ما بتحبوني أنا كمان ما بحبكم……..
كانت تتحدث وهى ترتجف بذعر وحزن شديد على ألمها وقلبها الذي يفتك به الوجع والخذلان من الجميع حتى هذا الرجل الذي أحبته وقرر هجرها لكن سرعان من توقفت عن الحديث عندما خرجت رصاصتها التانية من المسدس ليُصدم الجميع وأتسعت عيني “عاصم” على مصراعيها بصدمة ألجمته ليسقط المسدس من يدها وتسقط هى أرَضًا مغمضة العينين ……..