رواية اجنبية بقبضة صعيدى الجزء الثانى الفصل الحادى عشر بقلم نور عبد العز
قاد “عاصم” سيارته غاضبًا رغم صمته لكن هذا الغضب الذي يسكن بداخله ويحتله يكبحه جيدًا على هذه الزوجة، تنحنحت “حلا” بحرج من رؤيته غاضبًا ويكاد تشعر بحريقه الداخلي ثم قالت بلطف:-
-أحم.. عاصم
-أسكتي متسمعنيش حسك، أنا تنصري أخوكي المغرور دا عليا يا حلا، خلي ينفعك
تبسمت “حلا” بعفوية على غيرته المُلتهب وقد أحرقته من الداخل بالفعل، أقتربت نحوه ثم وضعت رأسها الصغير على كتفه بدلال وتقول:-
-معقول يا عاصم غيران من أخويا، وتقول عليا أنا الطفلة يعنى
حرك كتفه بضيق شديد يبعدها عنه مُتذمرًا لتحدق بوجه زوجها الغيور الذي تحول لطفل صغير ويجرأ الآن على خصام والدته ودفعها بعيدًا، خرجت منها شهقة ساخرة على فعلته ورفعت حاجبيها لا تتمالك دهشتها من فعله ثم قالت بتهكم:-
-عاصم!! أنت فعلًا غيران كل دا من أخى! ما مصدقة أنك طفولي بالقدر دا
نظر لها بينما يديه تمسك المقودة ووجهه حاد غليظ يحمل عبوس يكفي الأرض والعالم كاملًا وقال بضيق شديد:-
-لا مستحيل، أنا مفروس بس يا روحي لأن حبيبتي نصرت حد تاني عليا وأنا ناصرها وحاططها تاج على رأس الكل
تبسمت “حلا” بلطف على حديثه ثم رفعت يدها إلى وجنته تلمس لحيته بأناملها الدافئة وتحدق بوجهها العابس وقالت:-
-مرة يا عاصم عشان نحل الخلاف بيننا وبين مازن ما كنت عايزة أحس فعلًا أنى خسرت أخ وبقي غريب ومينفعش أسلم عليه بالأيد ولا يجبلي حاجة حلوى ونتعامل كالغرباء، صدقنى شعور مؤلم أوى أن القريب يصبح غريب، ما كنت عايز أتوجع بالأحساس دا لكن أنت عارف أنك عندي ما تتقارن بحد لأنك بكف والعالم كله بكفة
أجابها بسخرية شديد دون أن ينظر إلى وجهها قائلًا:-
-واضح جدًا !!
تذمرت بضيق شديد من هذا العبوس الذي يحتل وجهه وعناده لتعتدل في جلستها وتنظر للأمام عاقدة ذراعيها أمام صدرها لتقول:-
-براحتك يا عاصم خليك مقموص زى العيال الصغيرة خلبت أبنك الرضيع
رفع حاجبه إليها من تشبيهها إليه بطفله الذي لم يكمل سوى شهر من ولادته وكز على أسنانه بضيق فأزدردت لعابها بقلق منه ونظرت للنافذة بعد أن سمعت صرير أسنانه فى أذنها…
_______________________________
جلس “حمدى” على الحظيرة بقرب الشجرة الكبيرة فى الأرض الزراعية ليلًا وأمامه دائرة النار وتصنع كوب من الشاي الساخن بنفسه حتى سمع صوت خطوات تقترب منه أكثر وألتف ليرى “مازن” فعاد لما يفعله وهو يقول:-
-تعالي يا ولدي
جلس “مازن” بجانبه صامتًا فسكب “حمدي” له كوب من الشاي وقدمه إليه وعينيه ترمق “مازن” الصامت فقال:-
-أتحدد يا مازن، مش أنت جاي عشان تتحدد
تنحنح “مازن” بحرج مما يدور فى رأسه الصغير ثم قال بلطف:-
-تعبان من حياتي يا عم حمدي
أومأ “حمدي” إليه بنعم ثم قال:-
-خابر دا زين، عاصم كيفك أكدة وجت ما تضيج به الدنيا يجي أهنا، أنتوا أكدة يا ولاد الشرقاوي، عايز تسمع منى أيه؟ أنك صح ومظلوم والدنيا جت عليك؟ لا تبجى غلطان
نظر “مازن” له بعد أن ترك الكوب من يده مُتذمرًا كأنه جاء ليسمع ما يرغب به وليس الحقيقة حتى يطمن عقله فقال “حمدى” بجدية:-
-متبصليش أكدة، أنا مخابرش باللى بيدور جوا داركم والبيوت أسرار لكن يا ولدى أنا خابر باللى كل الناس تعرفه أنك اتجوز على مرتك اللى أكيد كيفها كيف أى ست بتكون مجهورة ومكسورة بجواز جوزها من واحدة تانية، مسألتش حالك البنت اللى دخلت دارك دى حياتها أتدمرت أكدة ليه بسببك وبسبب أخوها، كل الرجالة أستجوي عليها لأنها ضعيفة أبوها اللى رماها وأخوها اللى دفعت تمن جريمته وجوزها اللى هو حضرتك اللى جبتها ورميت للست مُفيدة تطلع فيها كرهها ودا كل الناس خابراه من غير ما نشوفه، ذنب البنت دى فى رجبتكم كلتكم ودا الحاجة اللى بتخلي عاصم يختلف عنك وعشان أكدة هو الكبير والناس بتجبل بحكم، عمره ما سمح فى جعدت حج أن الحج يتأحد من مرة، دايمًا بيجول الرسول وصانا عليها ودى وصيته كيف نأذيها، يا ريتك سمعت لكلامه ورفضه للجوازة دى
-أمي غضبت عليا يا عم حمدى
قالها “مازن” بحزن ثم تابع بجدية:-
-من يوم ما أبوي أتخلي عنها وسافر وأنا بجيت راجلها ودايمًا تجولي أني سندها ومالهاش غيري كيف أهملها لحالها ةأخسرها وتنزل دموعها بسببي
ترك “حمدي” الكوب من يديه ووضع يديه الأثنين بأتكاء على ركبتيه وقال حادقًا بحدة فى عيني “مازن”:-
-ودلوجت متبكيش على فراج بتها، مبتتوجعش يا ولدي، أشك لأني بنتي ماتت صغيرة من حولي 30 سنة لما وجعت فى الترعة ولسه جلبي بيوجعنى عليها وببكي دم مش وموع علي فراجها، ما بالك بأم بنتها مجتولة، وشايفة جصادها أخت اللى جتل، لو الدموع والبكاء اللى منعوك تعارضها يبجى خسارة لأنها أكيد لسه بتبكى، ولو على رضاها عمر رضا الوالدين ما كان فى الشر يا ولدي، أنت عشان ترضي الست الوالدة أذيت حالك ومرتك وبنت مالها ذنب، تعرف لما جادر بعت رجالته يسأله عنها بأمر الست الوالدة جبل ما توافج على الجوازة جالوله إيه، الناس جالوا أنها بنت طيبة متشبهش حد من بنت الصديج، جالوا أنها الذرية الصالحة والنبة الخضراء اللى طلعت فى أرض بور، تخيل واحدة بالشبه دي تدفع تمن حياتها أكدة
-أنت رافض لأنها بخلج طيبة ولا لأنك كيف عمى أبو عاصم طيب ومالكش فى الدم و الثأر
قالها “مازن” بخبث شديد ليُجيب عليه “حمدي” قائلًا:-
-ولنفرض أن السبب رفضي للثأر والدم، أصلًا عمر الثأر ما طفي نار الوجع والفراج ولا رجع اللى راح، أنت يا ولدي مش بس أذيت زوجاتك الأثنين لا حتى خيتك أستجويت عليها، كيف ترميها أكدة برا الدار إحنا قوامين على النساء مش للكسر والإهانة، عشان نخبيهم تحت جناحاتنا، نسندهم والسند محتاج يكون قوي
تنهد “مازن” بضيق شديد من هذا الشيء ثم قال:-
-أنا همشي، اه همشي زود الحمل علينا مخففتهوش
وقف ورحل لكن أستوقفه “حمدي” عندما قال بجدية:-
-الست الوالدة وزوجاتك وأنت كلكم بخطوة واحدة ترتاحوا لكنكم يا عائلة الشرقاوي تحبون الشجاء والوجع
رحل من أمامه غاضبًا ويفكر بهذا الجملة الأخيرة وأى خطوة ستريحهم جميعًا…..
___________________________
جلست “هيام” قرب “حلا” بضيق تترجاها أن تتحدث مع زوجها مرة أخرى لتقول:-
-روحي يا حلا
-قولت لا يعنى لا، ما عايزة أتكلم معاه
قالتها بضيق بعد غضبهما وشجارهما صباحًا لتتأفف “هيام” بأختناق ثم ضربتها على ذراعها ساخطة من عنادها وقالت:-
-والله وبجيتي تعاندي اختك الكبيرة ومفيش أى أحترام لي
مقنتها “حلا” بنظرات باردة ثم قالت بجدية:-
-روحي كلميه
أنتفضت “هيام” من مكانها فزعًا ثم قالت بصدمة ألجمتها:-
-أكلمه، مين أنا!! لا… لا مستحيل، أنا أتكلم مع عاصم لا
ضحكت “حلا” على فزعها وأنتفاضها من فوق الأريكة كأنها صعقت بالكهرباء للتو فقالت:-
-لحظة ليكون عاصم هيعضك يا هيام، عادي بنى أدم زينا، أدينى قدامك أهو عايشة معاه فى أوضة واحدة… روحي
جلست “هيام” مرة أخرى أمامها وحدقت بعينيها ولا تستوعب الأمر ثم قالت:-
-حلا أنتِ غير، أخرجي برا وأطلبي من أى حد يقوله صباح الخير مش يتكلم معه وشوفي الناس هتجبل ولا هتخاف، أنتِ يا حبيبتي غير الكل، عاصم …. لالالا مستحيل أتكلم معاه حتى لو فضلت عمرى كله من غير جواز
وقفت من جوارها ثم ذهبت من أمامها لتستوقفها “حلا” بنبرة صوتها المرتفعة وتقول:-
-معقول أدهم ما بيستاهل أنك تضحي عشانه وتتكلم مع عاصم
وقفت على أول درجة من السلالم وقلبها يرتجف حائرًا، “أدهم” بل يستحق لا قلبها يقتلها شوقًا إليه والأيام تمر دون أن تسمع صوته أو تراه، لكن وجه “عاصم” كافي بأن يرددها ويجعلها تتسمر محلها كأنها جمدت محلها…
صعدت للأعلي غاضبة لتبتسم “حلا” على أختها ثم نظرت نحو باب غرفة المكتب حيث يجلس زوجها الذي يخشاه الجميع لكنه الآن يتجرأ على خصامها فتنهدت بأختناق وعقلها لا يتوقف عن التفكير كيف تجعله من يبدأ بالصلح بينهم ويهرع إليها، تبسمت بخبث شديد ثم صعدت للغرفة بالأعلي..
____________________________
دلف “مازن” من باب السرايا بسيارته وترجل منها بعقل شارد حتى رأي “نهلة” تجلس هناك أسفل المظلة الخشبية وأمامها الكثير من الكتب ويبدو أنها تذكر وتستعد لدراستها فى العام الدراسي الجديد، دلف للداخل وعقله يفكر فى حديث “حمدي”، رأته “نهلة” عندما عاد وظلت تنظر عليه بينما يسير نحو الباب وشعرت بحزن يسكن قلبها، زوجها أى زوج هذا وهو لا يتطلع بوجهها لبرهة واحدة، تكاد تقسم أنه حتى لا يعرف لون عينيها لأنه لم ينظر بها لمرة واحدة رغم كونها زوجته من شهور، خرجت أففة من فمها وعادت بنظرها للأمام فلمحت بنظرها “قادر” يجلس مع الرجال يضحكون معًا ويتسامرون، فسألت بجدية مُتمتمة:-
-مبتناموش؟ بسببكم أنا عالجة هنا مجادرش حتى على الهرب
عادت للنظر إلى كتابها غاضبة ووضعت السماعات فى أذنها ثم نظرت إلى الهاتف تستمع إلى المحاضرة وبدأت تكتب كل شيء تسمعه فى دفترها، تجتهد حتى لا تترك مجال للفشل، وقف “قادر” من مكانه يضحك مع رجاله ويحمل فى يده كوب من الشاي الساخن فوقع نظره عليها ومُنذ أن عادت من الخارج وهي تجلس هناك أمام الكتب تدفن رأسها بها، دلف للغرفة المجاورة للباب حيث يسكن وجلس على الفراش وقبل أن تغفو عينيه فى النوم تمامًا سمع صوت المطر يرتطم بالأرض الصلبة فخرج من محله وهو يضع يده أعلى جبينه فأسرع الرجال فى ترتيب المكان لينظر للجهة الأخرى ورأى “نهلة” تجمع الكتب بخوف من أن تبلل ولم تستطيع إحضار غيرها إذا تلفوا، جمعتهم ووقفت بهلع فنزلت الدرجتين الخشبين بخوف من المطر وتحتضن كتبها لكن زلقت قدميها مع الماء وسقطت أرضًا لتبدأ بالبكاء على حالها بعد أن أتسخت ملابسها بالطين وتبللت الكتب وسقط بعضهم على الأرض فى الطين، حاولت الوقوف لكنها تألمت قليلًا فعادت للجلوس أرضًا وتساقطت دموعها على وجنتيها لتخلط مع قطرات المطر، ظلت محلها تبكي وتبللها قطرات المطرات حتس سمعت صوته القوي يقول:-
-أساعدك فى حاجة!!
رفعت نظرها للأعلي لترى وجه “قادر” الذي يقف كجبل صلبة لا يعري أهتمام لتساقط المطر أو يمكن المطر أبكاءها بسبب ما تحمل من ثقل فى قلبها فأنفجرت فى البكاء على أقل الأسباب، ظلت تتحمل وتصطنع الشجاعة والصمود لكن مع أبسط سبب أنفجر الثقل الذي بداخلها، نظرت أرضًا ومُتابعة بكاءها وقالت:-
-شكرًا
جثا على ركبتيه أمامها وبدأ يجمع لها الكتب وهاتفها الذي تبلل بالطين ومسحه بوشاحه الموضوع حول عنقه ثم قال:-
-أتفضلي
نظرت للهاتف ثم إلى وجه “قادر”، حدقت به بهدوء، أزدرد لعابه بتوتر من نظراتها ثم قال بخفوت:-
-أسمحيلي
لم تفهم كلمته لكن سرعان مع علمت علما يطلب أذنها عندما حملها على ذراعيه ووقف بها فصرخت بهلع:-
-أنت بتعمل أيه؟ نزلني
لم يبالي بصراخها وسار نحو السرايا بها فقالت بحرج:-
-هوسخلك هدومك بالطين
أجابها بجدية ونبرة خشنة:-
-دا ألطف من زعج عاصم بيه لو أتصاب حد من أفراد عائلته
صرخت بهلع بعد أن نظرت للخلف قائلة:-
-الكتب!!
لم يبالي بصراخها وهذه الفتاة البلهاء لا تهتم سوى بالكتب أم قدمها التى تورمت على الفور من سقوطها لتوحي بأنكسار عظامها ومع ذلك لا تهتم لصحتها فقط كتبها، صمتت بحرج من كلماته وأخفضت رأسها قليلًا بعد أن شعرت بقشعريرة فى جسدها تصيبها بسبب قربه هكذا وهى تكاد تستمع لأنفاسه وتشعر بضربات قلبه المُنتظمة فى صدره، لأول مرة يلمسها رجل حتى زوجها لم يفعل ولم ينظر لها، رأت قطرات المطر تتساقط من شعره الأسود إلي وجنته ولحيته الكثيفة، كان رجوليًا وحادًا تخشي النظر له وهو كقطعة من الثلج لا يعرف شيء سوى القتال والقوة، فتحت “ناجية” باب السرايا بعد أن طرقه لتراه يحمل “نهلة” أمامها ثم قال:-
-أعتجد أنها رجلها أتاذت
أخذتها “ناجية” منه ووضعت “نهلة” ذراعها حول أكتاف “ناجية” وحاولت الأتكاء عليها والسير للداخل فعاد “قادر” للخارج ورأى كتابها على الأرض جمعهم ثم أعطهم لأحد الرجال كي يدخلها للسرايا من أجلها، لم يهتم أحد لما حدث لها وسمعت “حلا” بما حدث لتذهب إلى غرفة “نهلة” وكانت وحدها تضع الثلج على قدمها وتبكي من الألم لتتأفف بضيق من هؤلاء الناس الذين يسكنون هنا فقالت:-
-حصل أيه؟
-متجلجيش أنا كويسة
قالتها بلطف مُصطنع محاولة كبح ألمها، نظرت “حلا” بحزن شديد عندما نظرت إلى قدمها المتورمة جدًا وأصبحت زرقاء وباردة من الثلج فقالت:-
-كويسة!! قوليلي أزاى؟
صرخت “حلا” بضيق شديد من هؤلاء الأشخاص ثم خرجت من غرفتها وأتجهت للأسفل فكان الجميع جالسون على السفرة يتناولون الإفطار فقالت:-
-بتعملوا أيه؟
نظر الجميع لغضبها ومن بينهما زوجها المُتعجب لأنفعال زوجته فقال:-
-مالك يا حلا؟
لم تتمالك غضبها وأتجهت إلى مقدمة السفرة المقابلة لزوجها ومسكت مفرش السفرة وسحبته نحوها بقوة حتى سقطت الأطباق أرضًا وسقط الحساء الساخن على قدمها ليفزع “عاصم” من مكانه وهكذا الجميع فقال “مازن” بأندهاش:-
-حلا؟
-أنتوا بتأكلوا هنا ببساطة كدة؟
هرعت “هيام” نحو “حلا” ونظرت إلي قدميها ثم قالت بقلق:-
-حلا أنتِ مجنونة، الأكل سخن
دمعت عيني “حلا” بحزن شديد وقالت:-
-قلقانة عليا، كلهم بتقلقوا عليا لكن فى حين أن واحدة مريضة فوق ورجلها مكسورة حتى مكلفتوش نفسكم تأخدوها للمستشفي، أنتوا جبتوا القسوة دى منين؟ مازن… فين رجولتك ومراتك مكسورة فوق منتظر مين يعالجها ويجبلها دكتور غيرك
تأففت “فريدة” بضيق ثم مرت لكي تصعد إلى الأعلي غاضبة من هذا الحديث لتقول “حلا” بأختناق سافر وصراخ أكثر:-
-ما تتقمص يا فريدة، جوزك المصون ما بيهتم غير بيك وبيأذي بنت بريئة وكلكم ظلمانة، أزاى بتناموا بليل وتحطوا رأسكم على المخدة وأنتوا ظالمين..
أقتربت “حلا” من “مازن” بأنفعال ثم قالت:-
-طلقها يا مازن، حافظ على اللى باقي من رجولتك وطلقها…
-إياك
قالتها “مُفيدة” بضيق ثم تابعت بحجود وقسوة:-
-سيبها يا حلا هى تستاهل كل اللى يجرالها وحتى لو ماتت أنتِ عارفة أننا مش هنهتم فياريت تموت بسرعة
نظرت “حلا” إلى “مفيدة” بحسرة وحزن شديد لتنظر إلى زوجها الواقف محله فقال بضيق قبل أن توجه الحديث له:-
-جولتلكم من البداية أنا ماليش صالح بالجوازة دى
لم تتمالك غضبها أكثر فى حضرة هؤلاء وجميعهم لا يهتمون لشيء يخص هذه الفتاة المسكينة فقال “حلا” بتهديد صريح:-
-أسمعوا يا تطلق وترجع لأهلها وكفاية لحد كدة يا أم قسمًا بالله ما هتشوفوا وشي مرة تانية وهمشي وما حد فيكم هيعرف لي طريق، أختاروا يا أنا يا هى فى البيت دا
تركتهم وصعدت للأعلي حتى وصلت إلى غرفة “نهلة” لتراها تتألم من قدمها ودموعها لا تتوقف عن الأنهمار ثم قالت:-
-أنتِ ليه ضعيفة أوى كدة؟
أخذتها بلطف من الفراش لتضع ذراعها حول كتفها بلطف وساعدتها فى الحركة حتى نزلت للأسفل بصعوبة وجسد “حلا” الضئيل لا يساعدها فأقتربت “مُفيدة” غاضبة منها تقول:-
-حلا
-ما تحاول توقفني إلا لو حابة تخسري بنت تانية يا ماما مُفيدة
قالتها بتحذير شديد والجميع يعلم يجنون هذه الفتاة فلم تتفوه “مُفيدة” بكلمة أمام تهديدها وهذه الفتاة تعلم جيدًا أنها أصبحت ابنه لها حقيقة وليس مجرد كلمة تتفوه بها وغالية على قلبها، سار “عاصم” نحو “مازن” بجدية ثم قال:-
-طلجها يا مازن لأن من البداية وأنا رافض الجوازة دى اللى دمرت حياتنا كلتنا وأولهم أنت ومرتك …
خرج للخارج مع زوجته وأخذها بسيارته إلى المستشفي، نظر “مازن” إلي والدته بضيق وعنادها هو سبب كل شيء يحدث هنا ……