رواية عاصفه الهوي الفصل العاشر 10 بقلم شيماء محمد
همس رفضت حد يعلمها الاتيكيت وده جنن سلوى، حاولت تبتسم وهي بتقنعها : همس حبيبتي ، انتِ اتنقلتي لمستوى تاني ولازم تواكبي التغيير اللي في حياتك ، بعدين سبق و سيف نفسه هو وآية مروا بالتجربة دي من صغرهم يعني ده أساسي .
حاولت همس تحافظ على هدوئها وثباتها قدام حماتها وهي بترد : مع احترامي ليكم كلكم بس حاليا أنا دراستي هتبدأ وهنشغل فيها ومن هنا لحد ما نخلص السنة اللي فاضلة دي على خير ربنا يسهل بعدها لكن دلوقتي اعذريني ، ده غير ان الحاجات دي لازم تكون بمزاجي أنا مش حد تاني، بعد إذنك .
سابتها وطلعت أوضتها وماسابتلهاش فرصة تتكلم تاني .
سلوى تابعتها لحد ما اختفت بعدها بصت لضيفتها بحرج : سوري يا أمينة بس شوفتي بعاني ازاي ؟ همس متهورة ومندفعة ورافضة تماما أي تغيير ، والمصيبة ان سيف بيطاوعها في كل حاجة وبيعتبرها بنته الصغيرة مش مراته ، انتِ لو طلعتي جناحهم فوق هتلاقيها عاملاه زي ما يكون لطفلة مش عروسة أبدا .
أمينة ابتسمت بتفهم : معلش هتاخد فترة وتتعود وتتطبع بطباعكم اديها بس وقتها .
اعتذرت منها سلوى تاني وبعدها انسحبت بهدوء على وعد بزيارة تانية وقت ما تقنع همس .
همس دخلت أوضتها متعصبة وفكرت تطلع عصبيتها دي كلها على سيف ، فضلت تمسك الموبايل وتسيبه ومش عارفة تاخد قرار ، قاطع أفكارها خبطة على باب أوضتها بعدها دخلت سلوى بعصبية : انتِ ازاي تحرجيني كده مع ضيفتي ؟
همس استغربت هجومها وان هي اللي زعلانة وبتتهمها كمان انها أحرجتها، ماردتش من صدمتها وسلوى كملت بهجوم: انتِ عارفة في كام حد حواليا بيتمنوا يمسكوا عليا غلطة ؟ متخيلة في كام واحدة بتحقد عليا ومستنية بس أي حاجة تمسكها ولا حاجة ترغي فيها ؟ انتِ عارفة أنا بعاني ازاي وأنا بأجل زيارات كل أصحابي ومعارفي علشان يتعرفوا عليكي وقلت الأول أعدك وأجهزك تقابلي الناس دي وأتفاجئ انك رافضة أصلا أي تعليم أو تغيير ؟ سيادتك اتنقلتي لطبقة مختلفة تماما ولازم تكوني على مستوى النقلة دي ولازم تواجهي المجتمع وتكوني واجهة لعيلة الصياد ، فدي مش أمور وقرارات هتاخديها بمزاجك ، اتجوزتي سيف الصياد يبقى تكوني زوجة تليق بالاسم اللي اتجوزتيه ، انتِ فاكراني مالاحظتش انك زعلتي من سيف علشان قلت تلبسي حاجة تليق بمكانتك ودلوقتي جاية ترفضي تتعلمي من أكبر واحدة في المجال ده وتحرجيني قدامها ؟
همس ماكانتش عارفة ترد من صدمتها وعدم استيعابها، سيطرت على دموعها انها ماتنزلش قدامها .
سلوى كملت بحزم : أنا سيبتك براحتك يا همس النهارده لكن وراكي واجبات ودور لازم تقومي به ، انتِ مابقيتيش الطالبة الجامعية اللي هتجري وتتنطط انتِ من دلوقتي كل خطوة وكل نفس وكل كلمة هتنطقيها هتتحاسبي عليها ، الأضواء هتتسلط عليكي وماعنديش أدنى استعداد انك تخلي اسم العيلة مادة للسخرية في الصحافة أو السوشيال ميديا .
سيطر الصمت عليهم وسلوى مستنية أي رد أو اعتذار لكن همس واقفة بجمود وده ضايقها أكتر جت تكمل بس لقت همس بترد بقوة: كلامك ده كله ولا يهمني ولا هعمل به ، ابنك اتجوزني كدا زي ما أنا بدون تزييف ومظاهر فارغة ومش هتغير أيا كان السبب ايه ولا علشان خاطر مين
سلوى بغضب : ماليش دعوة بابني البيت ده له قواعد فيا تمشي على نظام وقوانين البيت ده وتحترميه يا ….
ماكملتش الجملة بس المعنى كان مفهوم ، سابتها وخرجت وهمس انهارت أول ما اتقفل الباب .
سيف اتقابل مع كريم ومؤمن اللي سلم عليه بقوة وقعدوا مع بعض التلاتة يتكلموا كل واحد عن ظروفه ، سيف اطمن على كريم انه استقر بعد رجوع مؤمن واطمن على مؤمن انه قعد مع مراته واتناقش معاها وسأله : المهم طيب قعدتوا واتناقشتوا وصلتوا لايه بقى ؟
مؤمن حرك كتفه ببساطة: ما وصلناش زي ما قعدنا زي ما قمنا فضلنا نلف وندور في حلقتنا المفرغة .
كريم اقترح : ما تردها طيب يا مؤمن يمكن تتصالحوا أسرع وهي معاك في بيتك أو ترجع تفتكر سعادتكم مع بعض فتعقل .
مؤمن بصله ورد بتهكم : أردها ؟ سيادتها امبارح أول ما شافتني لبست طرحتها وقال ايه أنا بقيت غريب عنها .
كريم استغرب و وضح : انت جوزها وأصلا خروجها من بيتك في شهور عدتها غلط ، المفروض شهور العدة تاخدها في بيتك علشان ممكن تتصالحوا .
مؤمن بتأكيد : ده اللي قلتهولها قالتلي لما يبقى عندك بيت مش هبقى أخرج منه .
سيف اتدخل في حوارهم وقال : طيب ما تجيب شقة يا مؤمن واكتبهالها باسمها يمكن تطمن ان عندها بيت وتستقر بقى معاك ، يعني أنا جبت شقتي وفرشتها وجاهزة بس قاعدين في الفيلا ، اعمل كده يمكن تهدا وتسكت بعدها لما تحس ان عندها بيتها وشقتها الخاصة .
كريم عجبته الفكرة وشجع مؤمن : أيوة عنده حق هاتلها شقة واكتبها باسمها وقولها دي بتاعتك ويلا نرجع بيتنا ، جرب مش هتخسر .
رد بفتور : هجرب بس ده مش قصد نور ، هي مش بتحب جو الأسرة وعايزة أسرتها الخاصة الصغيرة اصلا اللي سمعته منها كان صادم ( محبش يتكلم اكتر عنها أو يذم فيها قدامهم ) بس هجرب
ساد الصمت بينهم بعدها قاطعتهم علياء ان الوفد وعلى رأسه نايف المالكي وعياش وزايد وصلوا فقاموا يستقبلوهم في أوضة الاجتماعات وانضملهم حسن المرشدي ونادر واتفقوا يتعاملوا معاهم بس كتمويل للشركة لكن مش وكيل معتمد ، هيتعاملوا معاهم ويتعاملوا مع أي شركة تانية شايفينها مناسبة ليهم .
همس فضلت تعيط لحد ماحست ان دموعها خلصت وقامت وقفت لبست هدومها و اتصلت بسيف بس كنسل عليها بسرعة وكتبلها (( حبيبتي أنا في اجتماع مهم اعذريني مش هينفع أتكلم دلوقتي ))
همس كتبتله(( أنا رايحة عند بابا وماما هما لسه عند نادر في شقته ))
شاف الرسالة وكتبلها (( روحي بس نصر يوصلك ))
قرأت رسالته وأخدت شنطتها بسرعة ونزلت تحت فقابلتها سلوى اللي وقفتها بضيق : انتِ رايحة فين كده ؟
همس فكرت ما تردش عليها بس سلوى كملت : ما ينفعش تخرجي بدون إذن جوزك ولا ايه ؟
همس طلعت موبايلها وفتحته قدامها ببرود : جوزي عارف أنا رايحة فين ، بعد إذنك
وقفتها تاني : خدي نصر يوصلك زي ما هو قالك ، لحظة هرنلك عليه أشوفه فين ؟
اتصلت به وبلغها انه برا في الجنينة فطلبت منه يجي بسرعة يوصل همس لبيت أخوها .
أنس في بيته موبايله رن صحاه من نومه كان رقم غريب ، اتردد يرد علشان ما تكونش رشا وتجاهله بالفعل لحد ما بطل يرن ، بس شوية ورن تاني وتالت ، قعد على سريره ضم ركبه بايديه ومش عارف يعمل ايه ؟
بابه خبط ودخل أبوه شاف وضعيته فقلق عليه : أنس في ايه مالك ؟ وايه اللي صحاك ؟
بصله: موبايلي صحاني .
قعد قصاده بهدوء : مين ؟
رفع راسه بحيرة : معرفش ما رديتش بس رقم غريب هيكون مين يعني ؟
بدر أخد الموبايل شاف الرقم وبص لابنه سأله : تحب أكلمه ونشوف مين مع بعض ؟
أنس بتردد : هتطلع هي أنا عارف ومش عايز أسمع صوتها ولا أرد عليها ، عايز ترد انت رد براحتك بس مش عايز أسمع صوتها ، مش عايز أسمعه أبدا .
بدر أخد الموبايل وقام خرج برا قابلته هند : الفطار جاهز يلا .
بصلها : لحظة هعمل فون مهم .
قربت منه بتساؤل: ده موبايل أنس ؟ هتعمل ايه ؟ وليه أخدته منه ؟ بدر لو سمحت حافظ على خصوصياته
بدر بصلها بذهول : انتِ بتتكلمي بجد ؟ أنا طول عمري بحترمه وبحافظ على خصوصياته
كشرت بعدم فهم : امال واخد منه ليه الموبايل ؟
رد عليها وهو داخل أوضته : علشان في رقم بيرن عليه وهو خايف تكون رشا فطلب مني أرد ، عرفتي ولا ؟
اتحرجت من تسرعها ومسكت دراعه : سوري اني اتسرعت وحكمت غلط
ابتسملها بحب : حبيبة قلبي انتِ تسرعك وتدخلك فرحني لاني بفرح لما ألاقيكي بتهتمي به بزيادة أو بتحبيه ، ربنا ما يحرمني منك ولا من حبك أبدا .
دخل اتصل بالرقم ودعا يكون رقم غلط مش هي علشان خاطر ابنه وقلقه وتوتره ، ردت بسرعة : أنس حبيبي
غمض عينيه والأمل الصغير اتدمر فرد بتحفز: عايزة ايه منه ؟
اتصدمت بصوت بدر اللي رد فحاولت ترد بشجاعة: عايزة أكلم ابني
ضحك بتهكم : ابنك ؟ ما أنا وديتلك ابنك وقلت يارب تكوني أم ويكون عندك دم عملتي ايه انتِ؟ انسي بقى لو سمحتي
زعقت بنفاد صبر : ده ابني ومهما يحصل هيفضل ابني
بدر بهدوء : لو بتحبيه يا رشا ارجعي اختفي من حياته - جت تتكلم بس ماسابلهاش فرصة - ابنك كرهك وللأسف كره نفسه معاكي ، مساعدة أنا مش هساعد يا رشا بأي شكل وتحت أي ظرف مش هساعدك ، ابنك كل اللي بتعمليه انك بتكرهيه في نفسه أكتر وأكتر لانه بجد كرهك ومش عايز يسمع صوتك ، النهارده دخلت لقيته قاعد وضامم رجليه ومش عايز يرد لانه خايف تكوني انتِ علشان مش عايز يسمع صوتك ، رشا أنا هعرضه على دكتور نفسي علشان يتخطاكي لانه بيكرهك وكرهك ده خلاه يحس انه شخص مش كويس علشان بيكره أمه وبقى متلخبط مش عارف هل كده هو شخص مش كويس علشان بيكرهك ولا لو عطاكي فرصة يبقى شخص مش كويس علشاننا احنا ؟ متخيلة تفكيره ؟ عندك دم وإحساس تحسي بابنك انك موقعاه في حيرة مش عارف يكره نفسه علشان بيكرهك ولا يكره نفسه علشان لو ماكرهكيش ؟ حسي أرجوكي وابعدي عنه خليني أعرف أعالجه و أوقفه على رجليه من تاني ، لآخر مرة هقولك مساعدة مش هساعد ، رقمه هغيره علشان ما تعرفيش تكلميه ، ابعدي عننا وحاولي تتغيري علشان نفسك يمكن تلحقي اللي فاضلك .
قفل الموبايل بدون مايسمع منها كلمة وقرر يغيرله الرقم ويعجل بموضوع الدكتور .
سيف خلص الاجتماع ومسك موبايله يكلم همسته ويطمئن عليها بس ساعتها مؤمن وكريم انضموله واتكلموا مع بعض ، موبايله رن كان سبيدو سلم عليه بعدها فكره : انت عارف ان محاكمة ماجدة قربت ولسه ما روحناش ولا زورناها ؟
سيف فرك راسه بإرهاق : قربت اللي هي امتى يعني ؟
جاوبه : اللي هي بكرا
سيف كشر : بكرا ده على طول ؟ وشذى أراضيها فين ؟
رد : عرفت انها اتمنعت من السفر لحد الحكم في القضية لأنها كانت متهمة ، سيف لو هتتحرك يبقى النهارده
استغرب وسأله : ليه النهارده؟
جاوبه : علشان النهارده في زيارة والمفروض جوزها بيروحلها فالمفروض ما يروحش وانت اللي تروح
سيف مش قادر يقرر فسأله : وبعدين ؟ بعد ما أروح ؟
سبيدو وضحله وجهة نظره وقفل معاه بعدها مؤمن سأله : ايه الجديد ؟ مالها شذى ؟
وضحلهم المكالمة وبعدها كريم سأله : وجوزها مين هيمنعه يروح ؟
سيف بصله بتردد لأن كريم ممكن ما يوافقش ومؤمن لاحظ تردده ده فطمنه : اتكلم على طول هو حتى لو هيعترض بس مش هيتدخل .
كريم بصلهم الاتنين وقال : لو مش حابب تتكلم براحتك عادي أنا..
سيف قاطعه بسرعة ووضح: لا عادي بس اللي هنعمله مش هيعجبك.
كريم أخد نفس طويل قبل ما يرد : بعد كل اللي مرينا به أعتقد ان كله مباح في التعامل مع الأشكال دي .
سيف وضحلهم اللي ناوي يعمله والاتنين أيدوه وعرضوا مساعدتهم .
نصر في العربية لاحظ ان همس من فترة للتانية بتمسح دموعها وماعرفش يعمل ايه ؟ بصلها في المرايا واقترح : تحبي اتصل بسيف بيه ؟
بصتله باستغراب لوهلة ومافهمتش ليه يتصل بسيف ؟
لاحظ حيرتها فوضح : يعني شايف ان حضرتك زعلانة ، أنا آسف لو بتدخل بس تعزوا عليا كلكم
همس مسحت دموعها وابتسمت : متشكرة لاهتمامك يا نصر بس أنا كويسة ، مخنوقة شوية مش أكتر ، ما تتصلش بسيف ، كمان هو في اجتماع ولما يخلص هيكلمني .
وصلها لبيت أخوها وشكرته مرة تانية ، سألها يجيلها امتى ياخدها بس بلغته ان سيف اللي هيجي وشكرته ومشي .
طلعت بيت أخوها خبطت وأمها فتحت وأول ما شافت بنتها ابتسمت ولسه هترحب بها لمحت دموعها في عينيها فأخدتها في حضنها ودخلتها وهي بتسألها بخوف: في ايه مالك يا همس ؟
همس ردت ببكاء: مفيش بس وحشتوني .
فاتن استغربت أكتر وحشوها ازاي دول لسه كانوا عندها ، خاطر جه على صوتها وأول ما شاف همس قال بابتسامة : همس روح
قطع جملته أول ما شاف وشها وأخدها في حضنه بلهفة : في ايه ؟ مين مزعلك ؟
بصتلهم وابتسمت بمجاملة: أنا كويسة صدقوني مفيش أي حاجة ومحدش مزعلني .
فاتن سألتها بتوتر : طيب سيف فين ؟ وجاية لوحدك ليه ؟
ابتسمت وهي بتجاوبها: سيف في الشركة وعنده اجتماع مهم وأنا جابني نصر ، عندكم أسئلة تانية ؟
خاطر وضحلها بحب : يا بنتي احنا قلقانين عليكي مش أكتر ، دموعك قلقتنا .
همس كانت عارفة انهم مش هيصدقوا ان مفيش حاجة وهيفضلوا يلحوا لحد ما يعرفوا مالها ، أخدت نفس طويل و وضحلتهم : مخنوقة شوية وقلت بما انكم هنا آجي أغير جو وأريح أعصابي شوية وكده كده سيف مش في البيت وآخر النهار يعدي عليا ياخدني عندكم مانع ؟
أمها حضنتها : عندنا مانع ايه بس؟ ده انتِ آخر العنقود السكر المعقود والله وحشتينا و وحشتنا قعدتك وهزارك وضحكك ، اتخضينا لما شوفنا دموعك مش أكتر .
أبوها كمل : مش عايزين نتدخل في حياتك بس طبيعي أي أب وأم لما يشوفوا ابنهم أو بنتهم بتعيط لازم قلبهم ياكلهم ويسألوا في ايه ومالك ، حابة تتكلمي هنسمعك مش حابة براحتك مش هنضغط عليكي ، عايزانا نتدخل في حاجة قولي مش عايزانا نتدخل وعايزة تتكلمي بس برضه قولي ، احنا سندك يا بنتي .
همس ابتسمت وفكرت تحكيلهم على خناقتها مع سلوى بس تراجعت لان النفوس ممكن تشيل من بعض وهما بيحبوا سيف وأهله بلاش تكرههم في بعض ، سيف هيتدخل ويحل كل المشاكل دي وهتنتهي وهي حماتها وطبيعي هتسامحها لكن أمها بالذات ممكن ما تسامحش .
أخيرًا قررت انها مش هتتكلم وهتحتفظ بمشاكلها لجوزها زي هند ما بتعمل ، هي عمرها ما سمعت هند بتتكلم عن أي مشاكل مع بدر من يوم ما اتخطبت ولا عمرها شافت أمها بتحكي عن مشاكلها هي وأبوها مع أي حد من صحباتها أو أهلها ، هتعمل زيهم وتحتفظ بمشاكلها لنفسها ولو احتاجتهم هتبقى تدخلهم .
بصتلهم بعد ما أخدت قرارها : زي ما قلت يا بابا أنا بس مخنوقة مش أكتر ولو في حاجة هقولكم ، فطرتوا ولا أقول اتغديتوا ؟ أصلا صحيت لقيت سيف مشي من بدري فقلت ألحقكم وأفطر معاكم أو اتغدى معاكم أيهما أقرب ؟
أبوها بص لساعته ورد بابتسامة: يا بنتي فطار ايه دلوقتي انتِ عارفة اننا بنفطر بدري بس على العموم أخوكي على وصول فنتغدى مع بعض أو لو جعانة كلي انتِ أي تصبيرة كده .
ابتسمت بحماس مزيف: لا مش جعانة ، نستناه وناكل كلنا زي زمان .
قعدت بهدوء على غير طبيعتها والاتنين واثقين ان في حاجة مزعلاها بس محدش فيهم حب يضغط عليها ؛ هي لو عايزة تتكلم محدش بيعرف يوقفها .
سيف كلم محاميه يرتبله زيارة لماجدة وسبيدو راح بيت جوزها هو واتنين من رجالته اللي بيثق فيهم .
جوز ماجدة كان خارج بابنه يروح ميعاد الزيارة بس لقى سبيدو في وشه ، حاول يفاديه بس وقف قدامه فاضطر يقف ويسأله: خير حضرتك محتاج حاجة ؟
سبيدو ابتسم ورفع البرنيطة اللي على راسه شوية لفوق وبصله ببرود : انت ماهر إبراهيم ؟
ماهر استغرب وبصله هو ورجالته اللي وراه وماردش بس التوتر ظهر على ملامحه .
سبيدو ابتسامته وسعت وبص للطفل اللي معاه : والصغنن ده محمد صح ؟
توتره زاد وبصلهم وهو بيرجع لورا بخوف : انتم مين وعايزين مني ايه ؟
سبيدو رفع ايديه ببساطة: احنا مش عايزين منك أي حاجة نهائي
سبيدو بص لابنه وقبل ما ينطق لقى ماهر بيضم ابنه بحماية : ابني محدش هيلمس شعرة واحدة منه .
سبيدو ابتسم ابتسامة عريضة وقلع نظارته وبصله بجدية : ومين هيمنعنا ؟ انت مثلا ؟
رد بانفعال وهو بيرجع لورا : الدنيا سايبة ولا ايه ؟
سبيدو ضحك بعدها سأل بتهكم : ايه هتصرخ وتلم الناس علينا ؟
لحظة صمت عدت بعدها سبيدو ضحك : بهزر معاك ما تقلقش مش هناخد ابنك منك ما تخافش .
ماهر بتوتر : عايزين ايه طيب ؟
سبيدو شاور على عربيته وراه : تتفضل معانا انت وهو وهتفضل في ضيافتنا لحد بكرا بس كده .
بصله بذهول وقبل ما ينطق سبيدو بص لرجالته : هاتوه ولو مارضيش يجي بالذوق خدوا ابنه منه وهو هيجي زي الـ… - ابتسم وبصله وكمل - زي الشاطر
سابهم وركب عربيته
ماهر بص للراجلين وقبل ما ينطق واحد فيهم اتكلم : هتيجي بالذوق ولا بقلة الذوق ؟
التاني فتح چاكيت بدلته علشان ماهر يلمح المسدس اللي في جنبه وقال: ها قلت ايه ؟
ماهر بصلهم الاتنين ولاحظ ان التاني برضه في حاجة في جنبه زي صاحبه فسألهم بخوف : انتم عايزين مني ايه ؟ أنا ولا حد ، أنا ماعنديش عداء مع أي حد أكيد انتم غلطانين أو
قاطعه واحد فيهم بملل : انت بترغي كتير ليه ؟ الباشا مستنيك في العربية هتيجي ولا ؟
يادوب هيقرب منه بس ماهر رفع ايده باستسلام خوفا على ابنه اللي شايله: هاجي
أخدوه على عربية سبيدو وفتحوا الباب ركب جنبه والاتنين ركبوا قدام .
ماهر بص لسبيدو برعب: انت عايز مني ايه ؟ أنا ورايا مشوار مهم ولازم
قاطعه سبيدو اللي طلع موبايله : مش هتروح لمراتك اقعد واهدا
ماهر هنا فهم ان الموضوع يخص مراته اللي لعن غباءها وتهورها ومن يوم اللي حصل وهو مرعوب يتورط هو ومراته في حرب باردة بين ناس هو مش قدهم .
دعا ربنا بصمت ينجيه هو وابنه وحتى مراته من اللي وقعوا فيه .
سمع سبيدو بيتكلم في موبايله : كله تمام ادخل انت .
ماهر بتردد: انتم تبع شذى ؟ والله مراتي ما هتتكلم ولا هتجيب اسمها ولا سيرتها ، كفاية بقى خربتوا حياتنا وبيتنا حرام عليكم
سبيدو بصله بغيظ : وبالنسبة للي مراتك كانت هتقتلها ها؟ ده ماكانش حرام عليها
ماهر عينيه وسعت من الصدمة ده معناه انهم مش تبع شذى بس ماجدة أكدتله ألف مرة ان سيف الصياد حد نظيف مش زي شذى أبدا .
سبيدو لاحظ صدمته ففهم تفكيره وقال بتهكم: أيوة احنا تبع الطرف التاني .
ماهر حرك راسه برفض : ماجدة قالت انه غير ، هو حد نظيف ومش
قاطعه بتوضيح: هو نظيف بس بيلعب مع أوس** وكان لازم يلعب بأسلوبهم وطالما مراتك مش هتيجي بالذوق يبقى تيجي بالعافية .
ماهر بتلعثم: ولو .. لو رفضت تتكلم ؟
سبيدو بص لابنه اللي في حضنه وضحك بتهكم بدون ما يرد فماهر اترعب : ابني مالهوش ذنب
برر بهدوء : وهمس ماكانلهاش ذنب ، العين بالعين والسن بالسن و
قاطعه بخوف : لا إلا ابني
سبيدو ببرود : اهدا وخلينا نستمتع باللعبة بهدوء
جه يتكلم تاني بس سبيدو رفع ايده في وشه بضجر : كلمة زيادة وصدقني هرميك برا العربية بس لوحدك ، أنا واخدك لله في لله علشان ابنك وقلتلك هتفضل معانا لحد بكرا ويا هتمشي بابنك قي حضنك يا هتمشي من غيره ، انت ما تهمناش في أي حال من الأحوال ، ما تخلينيش أغير رأيي وأمشيك من دلوقتي.
بصله بصدمة وسبيدو ابتسم بتشفي: أيوة اهدا وادعي ربنا يعقل مراتك ، سيف الصياد اه طيب بس اتقي شر الحليم ، وهو حليم وغضب ومراتك أذت أغلى ماعنده .
كريم ومؤمن راحوا الشركة وأول ما وصلوا كريم وقف قدام باب الشركة فمؤمن بصله باستغراب : انت مش داخل ولا ايه ؟
كريم نفى بهدوء : لا أهل أمل وصلوا و وعدت أمل مش هتأخر فهروح بقى طه وأبوها موجودين وبابا فوق ومش حلوة محدش يبقى موجود في استقبالهم .
مؤمن عاتبه : طيب ما قلتش من بدري ليه وروحت استقبلتهم أول ما وصلوا ؟
كريم ابتسم بحرج : قلت بعد الاجتماع بس المهم فكرة سيف عجبتني نفذها
بصله باستغراب : فكرة ايه ؟
كريم استغرب انه نسي بالسرعة دي : يا ابني فكرة الشقة ، اشتري شقة واكتبها باسمها ، كلم علياء تشوف سمسار كويس يشوف شقة بسرعة
مؤمن ضحك بتهكم : انت متخيل ان ده هيرضي نور ؟ هي عايزة
كريم قاطعه : مؤمن احنا بنعمل كل اللي علينا وبزيادة علشان لما ناخد قرار نبقى واثقين ان عملنا كل اللي ممكن يتعمل .
مؤمن فتح باب العربية وبصله : ليقضي الله أمرًا كان مفعولا ، ربنا يسهل حاضر هكلم علياء وهشوف شقة وبسرعة ، ابقى سلملي على طه سلام .
نزل وكريم اتحرك لبيته وأول ما دخل سمع صوت ضحك عالي وهزار فابتسم بشكل تلقائي ، وأول حد استقبله ابنه اللي كان بيجري وشافه فغير اتجاهه وجري عليه و وراه إيان و وراهم حور اللي ابتسم أول ما شافها وقعد على الأرض يضمهم التلاتة : أحلى استقبال ده ولا ايه ؟ حبايب قلبي - بص لحور وابتسم - خسارة انك أكبر منهم يا عسل انتِ
مافهمتش كلامه بس ابتسمت ببراءة .
فضل يهزر معاهم وانتبه على أمل بتكلمه : انت جيت امتى ؟
بصلها و وقف : بقالي ساعة قاعد معاهم
كشرت بعدم تصديق : الولاد غابت من دقيقة هتهزر؟
قرب منها وباس خدها ورد بمداعبة: اه بهزر عندك مانع يعني ؟
ابتسمت وحطت ايدها على خده بحب : بابا وطه جوا ادخل سلم عليهم .
دخل والولاد بيجروا وراه ، سلم على الكل ورحب بهم وقعد وسطهم والأطفال التلاتة واقفين قصاده فبصلهم بمرح: انتم واقفين كده ليه زي البوبيهات الصغيرة ما تنصرفوا تلعبوا
أمل زعقتله بمزاح : ما تقولش عليهم بوبيهات
ضحك وهو باصصلهم : ناقصلهم ديول يهزوها والله
إياد ابنه مسك ايده وشده : ييا
بصله باستغراب : يلا فين بس ؟
إيان شده هو كمان وزعق : ييا
عبدالله ابتسم : قوم معاهم شوفهم عايزين ايه ؟
كريم بصله ورد بقلة حيلة : عايزين يلعبوا هيكونوا عايزين ايه يعني ؟
طه بتصميم: قوم معاهم يا ابني
كريم بصله : طيب ما تقوم انت
طه ضحك : هم شدوني وما قمتش ؟ بيشدوك انت قوم الله يعينك .
قام باستسلام معاهم وجريوا قدامه لحد أوضة الألعاب ، فتحلهم الباب ودخلوا وهو معاهم شغلهم المكيف والأنوار وبعدها إياد ركب عربيته الصغيرة وشاور لحور تركب جنبه وإيان مسك الريمود بتاع العربية وناوله لكريم وجري جاب الريمود التاني وناولهوله وراح ركب عربيته وبصوله بانتظار انه يلاعبهم فاتنهد : انتم بجد عايزين تلعبوا ؟ بتهرجوا ، أنا سايب الشغل والشركة علشان آجي ألعب ؟
إيان زعق فيه : ييا يكها ( حركها )
بصله بغيظ مصطنع: انت يالا بتزعق ليه ؟ أما انت ابن مؤمن بجد .
أمل دخلت عنده وسمعته فسألته بتعجب: مالك وماله بس
بصلها : دول عايزين يلعبوا ؟
ضحكت : جايبينك أوضة الألعاب علشان يذاكروا مثلا ؟ ما هم أكيد عايزين يلعبوا ، لاعبهم شوية وبعدها هنادي حد من البنات يقعد معاهم .
بصلها بتذكر : فين البنت اللي جيبتيها ليهم هاه ؟
جاوبته بندم على قرارها : اديتها اجازة وقلت بلاش تيجي النهارده
بصلها بصدمة: بجد ؟ يعني النهارده نقعد مع الناس ولا نقعد نلاعبهم
بررت بحرج : ما أنا قلت الولاد هيقعدوا مع جدهم وجدتهم وهي هتيجي تفضل لوحدها وما عليها إلا المشوار
هز راسه باستسلام وبص للولاد وحرك عربية فيهم : قراراتك غريبة ، محسساني انهم كبار وهيقعدوا بجد مع جدهم مش هيطيروا بعد ثانية .
ناولها ريمود : اتفضلي حركة عربية فيهم
إيان بص لأمل وقال بتلعثم وهو بيشاور بايده جنبه: مل كبي ايا ( أمل اركبي معايا )
أمل ضحكت وكريم بصله باستنكار: انت بتشقطها قدامي كدا عادي يالا؟ وأنا أزقكم بالمرة
إيان بصله بعدم فهم وأمل بتضحك ومالت على إيان باسته وهي بتقول: أنا هحرك العربية ياحبيبي
إياد بص لحور وقالها : كبي جب يان
كريم بص لأمل وردد بتهكم: دول بيحدفوا البت لبعض كل واحد تقعد جنبه شوية
أمل قهقهت بصوت عالي وقعدوا معاهم شوية وبعدها كريم قام : مش هينفع أفضل هنا العبي انتِ معاهم شوية .
سابها وخرج يقعد مع طه وعبدالله وانتبه فجأة فسألهم : امال فين عم محمد وعمتو ؟ أمل قالتلي انهم جايين
عبدالله حمحم وبعدها قال : جايين فعلا .
كريم بص لأمه وبصلهم : طلعوا يرتاحوا يعني من الطريق ولا ايه ؟
ناهد ردت : لا يا حبيبي عمتك راحت بيتها
بصلها باستغراب وردد : بيتها ؟ ومن امتى عمتي بتيجي على بيتها ؟
الكل بص لبعض وهو مستني حد يعلق بس فضلوا ساكتين فبص لناهد بحيرة : هو في ايه ومالكم بتبصوا لبعض ؟
ناهد وضحت : عمتك شافت ان الأفضل تنزل في بيتها واهو تكون براحتها هي وجوزها وحفيده
هنا هو فهم الموضوع كله وهز دماغه باستيعاب : اممم جوزها وحفيده ، قولي كده بقى .
وقف فناهد سألته : وقفت ليه رايح فين ؟
بصلها بحسم: هروح لعمتي وأجيبها ، طبعا عمي محمد مارضيش يجي علشان حفيده معاه صح كده ؟ اتحرج وقال ازاي يجي بابن سمر عارف أنا دماغه وتفكيره بس تخيلت عمتو هتقدر عليه وتجيبه هنا مش هي اللي تروح بيتها - بص لعبدالله وطه واستأذن - اعذروني بس مش هينفع أسيبهم ولازم أروح أجيبهم عمتو مش هتنزل غير في بيت أخوها.
حسن كان داخل وسمع آخر جملة فسأله : وهي عمتك فين ؟
الكل وقف يستقبله وسلم على الكل ورحب بهم بعدها بص لابنه بحيرة : عمتك فين هي وجوزها ؟
وضحله اللي حصل وحسن وافقه : روح هاتها وما تتأخرش علشان نتغدى كلنا مع بعض .
سابهم وخرج وقبل ما يخرج برا الفيلا أمل لمحته : رايح فين ؟
بصلها : هجيب عمتو وعمك عايزة حاجة ؟
ابتسمت بحب لانها كانت عايزة تطلب منه الطلب ده بس تراجعت ، لاحظ ابتسامتها فابتسم : اممم سيادتك كنتي عايزاني أروح أج
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا