رواية اجنبية بقبضة صعيدى الجزء الثانى الفصل العاشر بقلم نور عبد العز
دفعها للخارج بغضب سافر دون أن يهتم لصراخ النساء فى الخلف لتسقط “حلا” ارضًا على الأدراج، باللحظة التى وصلت سيارة “عاصم” وترجل من السيارة بصدمة ألجمته وعينيه مُتسعة على مصراعيها مما يراه، حدق “مازن” بـ “عاصم” الذي ظهر للتو من العدم ليتذكر للحظة ما تناساه وإنها ليست أخت له فقط بهذا المنزل بل زوجة لهذا الرجل الوحشي، أقترب “عاصم” مُسرعًا من زوجته الجالسة على الأرض وتبكي بأرتجاف، نزع عباءته الرمادية اللون الموضوعة على أكتافه ثم وضعها على أكتافها العارية بسبب ملابسها وبيجامتها القصيرة عبارة عن بنطلون قصير يصل لأسفل ركبتيها وتي شيرت بكم واحد وكتفها الأخر عاري، رفع نظره إلى “مازن” ولم يستمع لما بجعبته بل لكمه بقوة على وجهها وأقترب مرة أخرى كي يلكمه لكن توقفت “حلا” بالمنتصف وقالت بنبرة خافتة وسط دموعها:-
-ما تعملها، عاصم لو سمحت لا تعلمها كفاية
صرخ بها مُنفعلًا بعد أن ساره فى داخل المنزل قائلًا:-
-وهو مجالش كفاية لي وهو بيرمي مرتي برا داري، لا يا حلا
أبعدها عن طريقه لتتشبث بيه بذراعيها وهى تحيط خصره ثم قالت:-
-رجاءًا يا عاصم، هو عنده عذره خلينا نتكلم ومستحيل أسمح لك تأذيه، مازن بيكون أخي وأنت عارف دا كويس
نظر “مازن” لها بحيرة من امرها والآن تدافع عنه وما زالت تصر على كونه أخاها حتى بعد طرده لها لكن قاطعها “عاصم” يقول:-
-لا مفيش كلام لازم يرتبي على اللي عمله
قالها بأنفعال ويحاول فك يديها عن خصره بضيق، تحدث “مازن” بانفعال شديد غاضبًا من هذه الحقيقة التى سقطت عليه كدلو من الماء الباردة الذى سقط على رأسه:-
-أتربي على أيه؟ واللي عملته هى أيه، نصابة ومحتالة دخلت بيتنا ووسطنا عشان الفلوس، الفلوس اللى هتورثها مننا ولو دا هدفك يبجي على جثتي أنك تأخذي مني مليم واحد، لا أنتِ اللى زيك لازم يتسلم للمركز
تأفف “عاصم” بأختناق سافر ولا يتحمل ما يسمعه والهراء الذي يتفوه به هذا الرجل،ثم قال:-
-خد بالك من كلامك عنها يا مازن، لأن كيف ما جولت وعرفت هي متبجاش خيتك يعنى الصفة الوحيدة اللى ليها أنها مرتي وأنا اللى يغلط فى مرتي أدفنه حي بعد ما أجطع لسانه، ورث هتورث منكم أيه وكام، ما تفتح عجلك يا باشمهندس أبوك كان معاه كام بعد الجمار والسفر والنسوان عشان يورثه لأربعة من عياله ومرته، لو شايف أنها جاعدة هنا عشان الورث تبجي غبي لأن اللى هتورثه معاكم مجرد ملاليم من اللى ممكن تورث وهى مرت عاصم الشرقاوي وأم ولده، أنت أكتر واحد خابر دا زين ….
كانت تستمع “حلا” للحديث والشجار بينهم وأحدهم يتوعد بالأنتقام ودفن الاخر حيًا والأخر لا ينوي على أنهاء الشجار من صدمته ، لكمه “عاصم” مرةأخرى بعد أن وصل له بيديه ليسقط “مازن” أرضًا وتنزف أنفه وبدأ “عاصم” يلكمه مرات متتالية ورد
“مازن” له لكمة، والجميع يشاهدون فقط دون تدخل بين هذان الذئبان لتستسلم للأمر الواقع وتقفد الوعي فألتف “عاصم” بعد أن سمع صوت أرتطام جسدها بالأرض وصرخ الجميع ليحملها على ذراعيه بسرعة ولهفة خوف من أن يكون أصابها شيء، صعد للغرفة، وضعها بالفراش وحاول إيقاظها بقلق شديد لتفتح عينيها بسرعة فقال بأغتياظ:-
-حلا
-ما كان عندي حل تاني وأنتوا ماسكين فى بعض بسببي
قالتها بعد أن جلست أمامه فصرخ بها بسخط شديد بعد أن تحول قلقه إلى غضب:-
-تخضينى عليكي!!
ترجل من الفراش غاضبًا بعد أن كذبت بشأن مرضها، ترجلت خلفه بضيق شديد وتتحدث بجدية:-
-عاصم لو سمحت، أنا مستحيل أسمح لك تأذيه وأنت ضربته كفاية، مازن بكون أخي حتى لو هو رفض دا لكن بالنسبة ليا ومن ساعة ما دخلت البيت دا وهو أخي وهيام بتفضل أختي، حتى ان ماما مُفيدة قبلت فيا وأعتبرتني بنتها بجدية وبتعاملنى كأنها أمي، حاول تتمالك غضبك للحظة وفكر فيا أنا
ألتف لها بضيق وبداخله بركان من الغضب بعد أن رأها على الأرض بالخارج ثم قال:-
-وهو مفكرش ليه فيا وفيكي لما طردك من داري ومعملش حسب لأى حاجة خالص
أستدار كي يخرج من الغرفة لكنها كانت أسرع منه بجسدها الذي بخف الفراشة ووقفت أمام الباب تمنعه من الخروج ثم قالت بحزن شديد وعينيها تبكى دموعًا تذرف على وجنتيها الحمراء وترتعش شفتيها مع حديثها:-
-عاصم أسمعني قبل ما تخرج، أنا مسامحاه وما زعلانة منه ما تكبر الموضوع أكتر كفاية أنه مصدوم دلوقت بالحقيقة اللى عرفها تخيل كام مرة قبلني وكام ضمني على أنى أخته ودلوقت أكتشف أنى ما أخته
أقترب “عاصم” بغيرة شديدة تأكل قلبه كأن عقله المُشتعل كان ينقصه الغيرة بهذه اللحظة وقال بنبرة مُخيفة:-
-جلبك وضمتك!! يااااااا إياكِ يلمسك مرة تاني ولا حتى تسلمي عليه بالأيد فاهمة وكمان متطلعيش من أوضتك بالخلجات دى مرة تانية، دلوجت بجى فى غريب فى البيت فاهمة ولا لا
أومأت إليه بنعم بخوف شديد بعد أن أزدردت لعابها رعبًا منه ونظرات عينيه التى تكاد تقتلها للتو ثم قالت:-
-اه أكيد، لا تخاف ممكن نكتفي بقبلة الصباح قبل الجامعة وضمة واحدة لما يرجع من شغله
كز “عاصم” على أسنانه بغضب سافر، سمعت صرير أسنانه من محلها وضرب الباب الذي تقف أمامه بقبضته ليحاصرها به لتقول بتلعثم شديد مرتجفة من رؤيته كالجمر المُتلهب وعينيه تلتهب من شرارة الغضب الممزوج بالغيرة:-
-قصدي يعنى أنا مثل هيام بيضمها وبيقبلها حتى ماما مُفيدة أنا حابة القبلات دى بتحسسنى أنه أخي بجد وحنين
-حلا
قالها بنفاد صبر من هذه الفتاة التى تغار من أي شيء حولها فقالت:-
-حاضر حاضر، ما هسمحه يقلبنى ولا يضمنى أساسًا من دلوقت مازن ما هعمل كدة نهائيًا لأنه ما بعتبرني أخت له
بعثر غرتها بلطف رغم غضبه ثم وضع قبلة على جبينها وضمها إليه بحنان، أخذ نفس عميق وتنهيدة قوية يهدأ من روعه ثم قال بهمس:-
-أنا هضمك وهبوسلك رأسك وأيدك كمان بيرضيك كدة!
أومأت إليه بنعم ببسمة تنير وجهها ورفعت ذراعيها تلفهما حول خصره بلطف شديد وإمتنان لوجوده ثم قالت:-
-بيرضينى ويكفينى كمان حبيبي
-ولأجل عيونك ودموعك الغالية علي يا حلا مهجتلهوش كفاية عليه اللى خده وأنه خسر أخت بتحبه كيفك أكدة وأنا واثج أنه مهيلاجيش أخت كيفك فى عمره كله..
قالها بحزن شديد وضيق يقتله من الداخل بسبب تنازله عن أخذ حق زوجته التى تهانت أمام الجميع…..
___________________________
سارت “فريدة” فى الحديقة نحو “مازن” الجالس هناك وحده بعد ما حدث صباحًا ولم يُحدث أحد، جلست جواره فى صمت ليسأل “مازن” بضيق:-
-عندك كلمتين جاي تجوليلهم أنتِ كمان
نظرت “فريدة” له بحزن شديد ثم قالت:-
-ليه مُصر تخسر كل اللى بيحبوك يا مازن، بالأول أنا خسرتني وجت ما وافجت على كلام أمك وأتجوزت ولا مأوخدش بالك أننا
بعاد بعاد جوي يا مازن، جبل الخطوبة والجواز كنا جريبين عن كدة، جولت معلش فترة وهتعدي ومبتعديش ، ودلوجت بتخسر حلا خيتك اللى من يوم ما دخلت البيت دا وهي بتعتبرك أخوها وسندها، العيلة الصغيرة اللى بتستناك ترجع من الشغل عشان تأخدها فى حضنك كيف هيام وتأخد شيكولاتها منك
قال بضيق شديد وكأنه لا يستمع لحديث “فريدة” بل يستمع لصوت عقله الخبيث وأفكاره الشيطانية السيئة فقط:-
-بتمثل وتكدب علينا على ما توصل لسن الجانوني اللى تأخد فيه الورث وتهرب
ضحكت بسخرية عليه مما تسمعه من حديث وهو لا يستمع نهائيًا لها بل ما زال مُصر على ما بداخله، نظرت لضحكاتها بضيق أكثر فقالت بتهكم ونبرة هادئة:-
-ورث أيه اللى بتتكلم عنه، حلا من يوم ما حطت رجلها فى البلد دى وأنت بنفسك جررت تجوزها عاصم فى خلال أيام معدودة ومن يومها وهى مسئولة منه وهو لوحده اللى بيصرف عليها ولا خدت منك جنيه ولا سألتك عن ورث ولا ليها كام أو أيه حتى؟، أنا مفتكرش حتى انك دخلت عليها بهدية او حاجة دهب تخليك تجول أنها طماعة وعايزة فلوس ومحتالة
نظر للأمام بهدوء مُستفز ثم قال بجدية:-
-بكرة تشوفي لما توصل للواحد وعشرين هتطالب بالورث ولا لا
لم تتمالك غضبها أكثر من هذا الرجل ولا تعلم ماذا حدث لحبيبها ورجلها الذي أخترته وصرخت “فريدة” بأختناق سافر قائلة:-
-أنت بتكدب الكدابة وتصدجها، كيف ما كدبت على حالك لما جولت أن جوازك من نهلة مهيبعدناش وأدينا أهو بعاد يا مازن وكل واحد ميعرفش حاجة عن التاني، فوج لحالك بجى أنت بتخسر كل اللى بتحبهم وحتى هيام سرجت فرحتها النهاردة بعمايلك دى ومن ساعتها بتبكي فى أوضتها بسبب أخوها اللى مبيفكرش جبل ما يعمل حاجة وتصرف
وقفت لكي تغادر من امامه حزينة على ما وصلت له من أمره لترى “نهلة” تقف أمامه بعد أن سمعت جزءًا من حديثهم وقالت بحزن:-
-أنا مجصدتش أتصنت عليكم…
تجاهلت “فريدة” ودلفت للداخل بحزن شديد ودموع قد تساقطت على وجنتيها من الحزن والألم الذي أصبحت تعيش معه ويحتلها من الداخل..
_______________________________
خرجت “هيام” من غرفتها فجرًا على صوت بكاء “يوسف” ورأت “ناجية” تحمله على ذراعيها وتطعمه اللبن لكنه لا يكف عن البكاء، أقتربت “هيام” منها وقالت:-
-ماله؟
-متشغليش بالك يا بنتى، كل العيال الصغيرة أكدة تبكي هبابة وهنام
قالتها “ناجية” بلطف ثم قالت بحب:-
-أدخلي نام وأرتاحي أنتِ
جلست “هيام” معها حتى شروق الشمس بصحبة “يوسف” هذا الأمير الصغير المُدلل الذي جاء لعالمهم ومنزلهم، فتح باب الغرفة وخرج “عاصم” صباحًا مُتجهًا إلي العمل ورأي “ناجية” نائمة على الأريكة و”هيام” تحمل طفله وتسير به فى الرواق ذهابًاً وإيابًا، سار “عاصم” نحوها وقال:-
-تعبك يا هيام، كنت صحي حلا أو رني عليها التليفون تطلعلك
ألتفت “هيام” له بحرج شديد فهى أكثر شخص يتجنب الحديث مع هذا الرجل فقالت بأرتباك سافر:-
-لا مفيش حاجة، أصل هو نام
أومأ إليها بنعم ثم ترجل للأسفل وذهب إلى عمله..
______________________________
أستعدت “نهلة” للذهاب إلى الجامعة بأول يوم دراسي فى العام الجديد، أرتدت فستان أصفر اللون ولفت حجابها الأسود وحملت الحقيبة السوداء لتخرج من الغرفة واتجهت إلى غرفة “حلا”، طرقت الباب بتوتر وخوف من معرفة مُفيدة” لعودتها إلى الجامعة وهل ستقبل بهذا القرار أم لا، فتحت “حلا” الباب ببسمة عفوية رسمت على وجهها فور رؤيتها لـ “نهلة” وقالت:-
-ووااوو ايه الحلاوة؟ يلا أنا جاهزة
خرجوا الأثنين معًا وكانت “حلا” ترتدي بنطلون جينز وتي شيرت أبيض اللون وعليه قميص أسود مفتوح وتصفف شعرها على ظهرها بحرية، ترجل الأثنين معًا و”حلا” تنادي “ناجية” قائلة:-
-دادى ناجية.. دادى ناجية
رفعت “مُفيدة” نظرها إلى “حلا” وتحمل فى يدها فنجان القهوة ودُهشت من “نهلة” التى تستعد للخروج فقالت بضيق:-
-حلا
جاءت “ناجية” من الداخل بينما نظرت “حلا” إلى “مُفيدة” وقد أدركت من ملامحها العابسة سبب تُحدثها إليها فقالت بخفوت:-
-أنا هروح الجامعة يا دادي، يوسف نايم فوج خلي بالك منه
أومأت “ناجية” لها بلطف ثم سارت “حلا” إلى “مُفيدة” وقالت بهدوء:-
-نعم
وضعت “مفيدة” فنجان قهوتها على الطاولة ثم وقفت بضيق وقالت وعينيها تكاد تحرق “نهلة” بشرارتها:-
-عرفت أنك رايحة الجامعة لكن البهيمة دا رايحة على فين؟
تنحنحت “حلا” بهدوء شديد ثم قالت بحرج:-
-رايحة معايا الجامعة، عاصم قالها تروح معايا
-عاصم بتاعك دا كان رافض جوازها من ولدي ودلوجت بجي بيديها أوامر والله عالي لما يجي انا هشوف الموضوع دا
قالتها “مُفيدة” بضيق شديد على عكس “حلا” التى تبسمت بلطف وقالت بدلا:-
-انا مش هتأخر ممكن يوسف يقعد معاكي لما يصحى
تأفف “مُفيدة” بتذمر ورغم غضبها قالت بأختناق:-
-هتوصينى على حفيدي أياك، روحي وخلي بالك من حالك
ضحكت “حلا” بلطف على هذه المرأة التى تحمل بداخلها قسوة وحنان فى آن واحد، خرجوا معًا، صعدوا للسيارة الخاصة بـ حلا وعندما وصلوا للجامعة قالت بجدية:-
-أنا مش هدخل معاكي دلوقت بصراحة عندي مشوار أهم بس هخلص علي طول وهجيلك
أومأت “نهلة” لها بلطف ثم ترجلت من السيارة لتقول “حلا” بجدية:-
-ودينى الشركة لعاصم يا عم حمدي لو سمحت
أخذها إلى الشركة وصعدت بالدرج بدلًا عن المصعد ثم أتجهت إلى مكتب “مازن” لتراه واقفًا مع المُهندسين زملائه وفور رؤيتها أنهي الأجتماع بضيق شديد وعاد للجلوس على مكتبه، تنحنحت بحرج ثم قالت:-
-أنا جيتلك هنا لأني ما عارفة ألاقيك فى البيت
لم يجيب عليها فأقتربت بخطوات ثابتة نحوه ثم جلست على المقعد الأمامي للمكتب وحدقت به ثم قالت مُتابعة:-
-أنا ما زعلانة منك، أنا كمان لما عرفت زعلت وكنت عايزة أموت من الجوع اللي جوايا، تخيل الست اللى فضلت عمري كله عايشة معها ومتحملة كل قسوتها وجبروتها عليا لأنها أمى ما بتكون أمي لا ويا ريت كانت واحدة لاقيتنى وعطفت عليا كنت شفعت لها اللى عملته فيا مقابلة أنها ربتنى لكن تخيل بقى تطلع هى نفسها اللى خطفتني من أمى
أشعل “مازن” سيجارته بإختناق شديد لا يتحمل وجودها أمامه وكلما سمع صوتها زاد غضبه:-
-أنا ميخصنيش حياتك ولا معاناتك لأن بالنسبة انا مستحيل أصدج كلمة واحدة منك لأنى مبثجش فيكي يا حلا، دا إذا كان أسمك حلا
دمعت عينيها بحسرة وألم لما الت الأمور إليه مع أخاها فتابعت حديثها قائلة:-
-تخيل تعيش مع واحدة تقعد تبيع فيك عشان بس تجيبلها فلوس، مجرد سلعة للبيع بمقابل، اه ما هنكر أن لما بعتتني لهنا بكذبة جديدة كان هدفها والورث اللى أنا ما بعرف هو كام ولا يستاهل انى أتبع ليكم كسلعة ولا ما يستاهل، من وقت ما دخلت بيتكم وأنا شوفت أخ لي وسارة الله يرحمها كانت أخت لي وهيام كلكم أخواتي وحبتكم لأنكم أخواتي أو مرة اتخانقت مع عاصم جيتلك أشتكيلك منه وقولتلك خليه يطلقنى، لأنك أقوى من عاصم مثلا لا بس لأنك أخي وسندي ورجلي بعد أبي، عشيت عمر مع أبوك عمران على أنه أبي فكل مرة كانت جوليا بتضربني او تحبسبنى وأنا صغيرة كان بيطبطب عليا ويحبنى لأنه فاهم أنى بنته، عاش ومات وأنا بنته يا مازن كيف سارة ماتت وأنا اختها، حتى ماما مُفيدة أكتر شخص كان بيكرهني قبلتنى وخليتنى بنتها وبقيت تتخانق وتدافع عني ولو حد قرب مني ممكن تأكله بسنانها وأنا واثقة من دا، معقول أنت ما بتقبلنى أخت ليك، طب أيه الأذي اللى عملته حتى تكرهني كدة؟
كاد أن يتحدث لتقاطعه بحدة صارمة مُتابعة حديثها وسط بكائها:-
-احتيال ونصاب، مستحيل أنا بحياتي كلها ما أهتمت بالمال وألا كنت قبلت بحياة جوليا وروحت لكل رجل ليلة واحدة وبقيت غنية بس أنا كل اللى اهتمت فيه عائلة تحبنى وتحمينى، يكون لي أم زى مُفيدة وأخ وأب زيك وأخوات زى هيام وسارة وزوج كيف عاصم، معقول أمنيتى مستحيلة، أنا كل اللى طالبة منك تجبلي حاجة حلوى وأنت راجع من شغلك زى ما كنت بتعمل، تمسح على رأسي وتضمني بس والله ما عايزة منك أكتر يا مازن ولا مال، أتصل بالمحامي أو البنك أى حد كان وأنا أتنازلك عن الورث من غير حتى ما أعرف هو أيه حتى لو كان كنوز العالم، أنا عايزة أخ وخال لأبنى يوسف، أنت حملت بأيدك وضمته
جهشت باكية من الحزن التى سيطر عليها بينما أطفي “مازن” سيجارته ووقف من مكانه،ألتف حول مكتبه لتقف “حلا” بخوف من رد فعله أو يطردها مرة أخرى من مكتبه أمام الجميع مرة اخرى، ضمها إليه بقلب يسكنه الحب فمنذ أن ظهرت فى حياتها وهى زرعت الحب لها بكل قلب يراها، وأولاً كان قلب “مازن” حتى قبل “عاصم” فمنذ أن كانت “جوليا” تتصل به قبل أن ترسل “حلا” لأجل المال وهو يرسل لها المال من أجل المقامرة ويهددها ألا تلمس أخته، فكيف يكرهها وهو يحبها قبل أن يراها، تشبثت “حلا” به بأمتنان وسعادة تغمرها ليقول:-
-كفاياكِ عياط بجى هتبلي الجميص يا بت
أومأت له بنعم بعد أن أبتعدت عنه وتجفف دموعها، أخرج من جيبه حلوى لأجلها ثم قال:-
-أنا كنت هجبهالك النهاردة، اتوحشت رخمتك وزنك، إذا كانت مُفيدة بجبروتها جبلت فيكي معجول أنا أبو جلب طيب مأجبلش بعيلة زيك
ضحكت بعفوية وسط بكائها، أخذتها بسعادة كأنها طفلة حصلت على الحلوى من أبيها، أقتربت كي تضع قبلة على جبينه لكنها سرعان ما تراجعت عندما تذكرت حديث “عاصم” وقالت بأرتباك:-
-لا ما بقدر عاصم هيقتلني
فتح باب المكتب على سهو ودلف “عاصم” مُنفعلًا وخائفًا بعد أن أخبره أن زوجته هنا، أزدردت “حلا” لعابها بقلق من زوجها، قال بجدية بينما يسير نحوه ويشير لها بيده بأن تقترب:-
-اه هجتلك لو عملتيها، تعالي هنا
كادت أن تذهب نحوه لكن “مازن” مسك معصمها وقال بجدية ويده الأخري تشير على وجنته:-
-مش جبل ما تدفعى تمن الحلوي
نظرت له تارة بقلق وتارة أخرى بخوف من زوجها وهى الآن تقف بين رجلين أعند من بعضهما وكلاهما صعيدين لن يقبل الأخ بهزيمته أمام زوج أخذ أخته منه والآن يقف حاجزًا بينهما ولن يقبل الزوج بأن تقترب زوجته وتلصق شفتيها بهذا الرجل الذي نعتها بالغربية وقطع كل صلته بها حتى لو تصالحا الأثنين معًا يكفي أن الآخر يعلم حقيقة كونها لست أخت له، أبتلعت لعابها بأرتباك ورجفة ولا تعلم ترضي من فى هذه اللحظة……