رواية FORMAL ASSUMPTION الفصل الاول
كُـلّ شَـخـص مُـعَـرَض لـ الـوحـدة مَـهـمـا ازدَحـم يَـومِـه بـالـوجـوه ، مَـواقـفـهـم الـمُـعـتـادة ، أفـعَـالَـهـم الـمُـتَـوَقَـعَـة ، بَـقَـائِـهـم الـمـؤقَـت ، كُـلّ هَـذا بِـمَـثَـابـة أحَـداث يَـومـيَـة تُـنَـافـي مَـفـهـوم الألـفَـة ، اكـتـظَـاظ لا جَـدوَى مـنـهُ يُـسَـمـىٰ بـ ضَـجـيـج الـعَـابِـريّـن .
مَـنـطـقْ أتَـعَـايَـش مَـعـهُ بَـل فُـرضَ عَـلَـي مُـنـذ ثَـلاثـة أعـوام حِيـنَـمـا تَـوَفـت شَـقـيـقـتـي الـكُـبـرىٰ أثـنَـاء انـجَـابـهـا لـطِـفـلَـتـهـا الأولـىٰ الـتـي قَـرَر الـقَـدَر أن تَـكـون الأخِـيـرَة أيـضًا .
أجـلِـس أمَـام ابـنَـة شَـقـيـقَـتـي صَـاحِـبَـة الـثَـلاثَـة أعـوام مُـنـذ مَـا يُـقـارب الـسَـاعـة اسـتَـمـع لـبُـكـائـهـا الـمُـسـتَـمِـر بِـدون حـيّـلَـة .
لَـديّ رَغـبَـة شَـديـدَة فـي الـبُـكـاء مَـعَـهـا لَـكِـن هـذا لَـم يَـحـدث مُـنـذ ذَلـك الـيَـوم الـذي أخـبَـرنـيّ الـطَـبـيـب الـمُـخـتَـص بـحَـالـة شَـقـيـقَـتـي انـهـا قَـد ذَهـبـت عَـنـي .
اعـتَـقـد أنَـهـا صَـدمَـة مـا ، صَـدمَـة تـواظِـب عَـلى انـجِـرافـي مـعـهـا طـوال هَـذه الـمُـدَة .
- تَـنـاولـتـي طَـعـامـك لـلـتو ، هـل هُـنـاكَ مـا يـؤلِـمـكِ ؟!
اسـتَـمَـرت فـي الـبُـكـاء تَـقـتـرب مـني ، ذراعَـيـهـا الـصَـغـيـرة حـاوطـت عُـنـقـي تَـدفِـن وجـهـهـا فـي تَـجـويـفَـهـا .
مَـحَـت دمـوعَـهـا فـي مـلابِسـي بـيـن شَـهـقـاتِـهـا الـلـطـيـفـة .
ادرَكـت مِـن هِـدوئـهـا فَـور اسـتـكَـانـتـهـا داخـل عـنــاقـي انـهـا كـانَـت تَـبـحـث عـن الانـتـبـاه و الاهـتـمـام .
- سَـتـبـقـيـن الـيـوم مَـع الـخَـالـة يـورثَـا لـحـيـن قـدومـي فـي الـمَـسَـاء ، لَـدي بَـعـض الأشـغـال الـبَـسـيـطـة ، سـأحـاول جَـاهِـدة ان لا اتـأخَـر عَـلـيـكِ .
رَبـتُ فَـوق ظَـهـرهـا اضـيـق الـعـنـاق عَـلـى جَـسَـدهـا الـصـغـيّـر .
- عِـديـني انـكِ سَـتـكـونـيـن فَـتـاة جَـيـدة ڤـالـيـريـن .
مِـلـتُ بـوجـهـي فـوق رأسـهـا أكـمـل ذلـكَ الـعـنـاق الـدافـئ
أسـمَـيـتُـهـا بـ اسـم والـداتُـهـا حَـتـى تَـكـون دائـمًـا مـعـنـا ، حَـتـى لا تَـنـسـاهـا يَـومًـا مـا .
خَـطَـواتـي الـنـاجِـحَـة فـي حَـيـاتـي مَـعـدودَة و ضَـئـيـلـة الازدهـار تُـكـاد تُـذكَـر ، الـيـوم انـا بِـصـدَد أخـذ خُـطـوَة أخـرى يَـتـوَقَـف نَـجـاحَـهـا عَـلـى مَـشِيـئَـة الـقَـدر .
حَـمـلـت ڤـالـيـريـن الـصـغـيـرة بـعـد إنـتِـهـائـي مِـن ارتِـداء مَـلابِـسـي امـسـكـت حـقـيـبَـتـي و حَـقـيـبَـة أخـرى تـحـتـوي عَـلـى بَـعـض الأغراض الـخَـاصَـة بـالـصَـغـيـرَة فـي يَـدي الأخـرى وهَـمَـمـتُ بـمـغَـادرة شـقـتـي .
تَـحَـسـن مَـزاجـي قـليـلًا فَـور أن شَـعـرت بـالـهـواء الـبـارد يـرتَـطـم بـوَجـهـي و يُـلاطـف خُـصـلات شَـعـري الـمُـنـسـابـة خَـلـف ظَـهـري ، ابـتـسـامـة ڤـالـيـريـن عِـنـدمـا رأت الـطَـريـق و بَـعـض الأشـخـاص الـذيّـنَ يـسـيـرون امـامـنـا شَـارَكَـت فـي ذَلـك أيـضًـا .
خَـطَـوت خُـطـوَة الـىٰ الأمـام و الـتَـفـاؤل يـغـمُـرنـي ، اتَـمـنـى بِـداخِـلـي ان يَـرأف الـقَـدر بـي هـذه الـمَـرة فَـقَـط حَـتـى أستَـطـيـع مـواكَـبـة الـحَـيـاة بِـمـفـرَدي دونَ الـحـاجَـة الـىٰ أيّ شَـخـصًـا أخَـر .
ثَـلاثـون دَقـيـقَـة كَـانـت الـمُـدة الـتـي أخَـذَهـا الـطَـريـق الـى مَـنـزِل صَـديـقَـتـي ، الازدِحَـام يَـمـلأ الـشَـوارِع الـيَـوم ، مِـن الـجَـيـد انـنَـي مَـعـي الـمَـزيـد مِـن الـوَقـت حَـتـى أتـوَجـه الـى وجِـهـتـي الـتَـالـيَـة .
انـحَـنـيـت الـى دَاخِـل سَـيـارة الأجـرَة بَـعـد ان تَـرَجـلـت مـنـهـا مِـن أجـل الـتـقـاط الـصـغـيـرة و بـاقِ اغـراضِـهـا ، قَـبـل ان ابـتَـعـد عـن الـسَـيـارة نَـظـفـت حَـلـقـي بـحَـمـحَـمـة بَـسـيـطـة لـكَـي اجـذب انـتـبـاه الـسـائـق
- هَـل يُـمـكِـنـكَ انـتِـظَـاري هـنـا اذا كَـانَ لَـديـكَ مُـتـسـع مِـن الـوَقـت ؟
أومـأ لـي بـوَجـه بَـشـوش .
- بـالـطَـبـع سَـيـدتـي .
تَـركـت لـه بَـسـمـة امـتِـنـان قَـبـل ان اغَـادر الـمَـكَـان ، هُـنـاك بَـعـض الـحُـراس أمَـام مَـنـزل يـورثـا فَـهَـذا شـيئًـا طَـبـيـعـي ان كَـانَ زَوجِـهـا رَجُـل عَـسـكَـري ، الأشـخَـاص الـعَـسـكـريَـة يَـتَـمَـحـوَر تَـفـكِـيـرهـا حِـيَـال عَـائـلَـتِـهـا بـالـقَـلَـق الدائـم لاسـيَـمـا اذا كَـانـوا مُـعَـرَضـيّـن لـلـخَـطَـر بِـشَـكـل مُـسـتَـمِـر .
جَـمـيـع الـحُـراس لَـديـهُـم مَـعـرِفَـة بـي بـالـفِـعـل لِـذَلـك فَـور رؤيَـتـهـم لـي أسـرَع أحـدهُـم بـالـسَـيـر نَـاحـيَـتـي يـأخـذ حَـقـيـبة ڤـالـيـريـن مِـن يَـدي .
- سَـيـارة الاجـرة مَـعـي لَـيـس هُـنـاك دَاعـي لـلـقـلـق حـيـالـهـا .
وَجَـهـت كَـلامـي لـحَـارس أخَـر يَـذهَـب صَـوب الـسـائـق .
وَقـف احـتـرامًـا لـي يـحَـرك رأسـه بـالإيـجـاب ورغَـم ذَلـك ذَهـب لـه يَـضـرب كَـلامـي بِـعَـرض الـحـائـط ، الـتَـحـقـق شَـيء حَـتـمـي لَـديـهـم .
لا أعـلَـم لـمَ زار الـقَـلـق خَـافِـقـي فَـور ان عَـبَـرت هَـذه الـبـوابـة ، نَـظـرت الـى ڤـالـيـريـن ثُـم الـى الأرجَـاء ، هُـنـاكَ شـعـورًا غَـيـر مُـحَـبَـب داهـمَـنـي عَـلـى حـيـن غُـرَة ، ضَـمَـمـتُـهـا لـصَُدري أكـثَـر مُـتَـجـاهِـلـة ايـاه اتَـقَـدم الـى الـداخِـل و ذَلـك الـحـارس يَـسـيـر بـخَـلـفـي .
مِـن الـعـادة دائِـمًـا قَـبـل أن اصـل الـى الـبـاب الـداخِـلـي تَـقـوم يـورثـا بـاسـتِـقـبـالـي و هـا هـي تَـفـتَـحـه مِـن الـداخِـل تُـقـدِم عَـلَـيـنـا مُـرحـبَـة بِـنـا ، كَـانَ ذلـك قَـبـل ان تَـتـاجَـهـلـنـي و تـصَـوب كُـل تَـركـيـزهـا مَـعَ ڤـالـيـريـن تَـخـتـطـفـهـا مِـن بَـيـن يَـداي .
بـكُـل بَـسَـاطـة أعـطَـتـنـي ظَـهـرَهـا تُـحــادث الـصَـغـيـرة بـنَـبـرة لَـطـيـفَـة لـلـغـايـة ، أحـب عِلاقَـتـهـا بِـهـا جـدًا ، هـذه الـحَـالَـة الـوَحـيـدة الـتـي أسـعَـد بِـهـا حـيـنَـمـا يَـتـم تَـجَـاهُـلـي .
- لا تَـحـلَـمـيّـن بـ اخـذَهـا الـيَـوم إيـلـيـروڤـا ، سَـتَـبـقـى مَـعـي الـى الـغَـد ، يُـمـكـنـكِ الـذَهـاب انـتِ .
حَـركـت رأسـي اذهَـب خَـلـفَـهـا ، عُـدت ادراجـي أخُـذ الـحـقـيـبَـة مِـن يَـد الـحَـارس ، أغـلـق الـبـاب بـقَـدمـي
وَقـعـت عَـيـنـي عَـلـى يـورثـا وهـي تـحـمُـل ڤـالـيـريـن فـوق فَـخـذيَـهـا ، تَـوَجـهـت نَـحـوَهـم احَـط بـالأغـراض اعـلَـى الـمِـنـضَـدة الـمَـصـفـوفـة جـانِـبًـا .
- الـسَـيـد وايـن لَـيـسَ هُـنـا ؟
تَـحَـدثـت أجـلـس عـلـى طَـرَف الأريَـكَـة بـجـانِـبـهـا ، الـتَـفـتـت لـي تُـبـادلـنـي نَـظـاراتـي .
- لا ، لَـديـه مُـهـمَـة تَـدريـبـيَـة فـي الـمَـقَـر الـعَـسـكَـري ثُـم لا يَـجَـب عَـلـيـكِ احـتـرامـه بـهَـذا الـشَـكـل الـمُـبـالـغ بِـه ، تَـعـلَـمـيـن انَ وايـن يُـعـتـبـرك مِـثـل شَـقـيـقَـتـه و أكـثَـر .
طـأطـأتُ رأسـي مُـمـتَـنَـة ، انـجَـرفـت نَـظَـراتـي حَـيـث بَـطـنُـهـا الـمُـنـتَـفـخَـة .
اخـبـريـني كَـيـف تَـسـيـر مَـعَـكِ الـشـهـور الأخَـيـرة مِـن الـحَـمـل ، هَـل تَـتـألَـمـيّـن كَـثـيـرًا ؟
انـحَـنَـت تُـداعـب وجـنَـة ابـنَـة شَـقـيـقَـتـي ثُـم رَفـعَـت عَـيـنـاهـا صَـوبـي .
- الأمـر لَـيـس مُـريـح عَـلـى الإطـلاق إيـلـيـروڤـا ، مـا يُـرهـقـنـي أكـثَـر انَـنـي اعـانـي هـذه الـفَـتـرة بِـشَـكـل مُـضـاعـف بِـسَـبـب غـيـاب وايـن الـدائـم ، اشـعـر بـالـوحـدة و الـمَـزاج الـمُـتَـقَـلـب
نَـظَـرتُ الـيـهـا قَـلـقـة مِـن ان تُـفَـسـر تَـحـديـقـاتـي الـخـائـفَـة فـتـزداد مُـعـانـاتِـهـا .
فِـكـرة انَـه مِـن الـمُـمـكِـن ان اخـسـرهـا هـي أيـضًا بِـسَـبـب خَـطـأ طـبـي تـراودنـي كَـثـيـرًا كُـلَـمـا مَـرت الأيـام عَـلَـى حَـمـلَـهـا و وصـفـهـا لـ آلامـهـا .
بَـلـعـت مـاء جَـوفـي انـفـض هَـذه الأفـكـار الـسَـلـبـيَـة مِـن رأسـي .
- تَـعـلَـمـيـن ان هَـذه هـي طَـبـيـعـة عَـمـلـهـم يـورثـا ، انـا مُـتـأكـدة ان الـسَـيـد وايـن قَـلـق حـيـالـك ولايـنـفَـك عَـن الـتَـفـكـيـر بـكِ وَسَـط اشـغـالـه الـكَـثـيـرَة تِـلـك .
حَـاولـت الـتَـخـفـيـف عَـنـهـا بـكَـلِـمـات بَـسـيـطَـة كَـونَـهـا تَـعـلَـم انَـنـي لا احـبـذ فِـكـرة الارتـبـاط بِـرَجُـل عَـسـكَـري مِـن اجـل هَـذه الأمـور ، اذا اضـفـت شَـيئًـا أخَـر سَـتـدرك عَـدم مِـصـداقـيـة هَـذه الـمـواسـاة و عَـدم اقـتِـنـاعـي بِـهـا .
هَـمـهَـمـت بـ اقـتـنـاع تَـضَـع كُـل تَـركـيـزهـا مـعـي بَـعـد ان وَضـعـت لُـعـبَـة صَـغـيـرَة الـحَـجـم فـي حِـجـر ڤـالـيـريـن .
- لَـم تُـخـبـريـنـي شَـيئًـا عَـن هَـذا الـعَـمَـل ، كَـيـف تَـسـيـر الأمـور
تَـدحـرَجـت عَـيـنـي بَـعـيـدَة عَـنـهـا انـظُـر الـى الـفَـراغ خَـلـفـهـا .
- لا أمـلُـك الـوَقـت الـكَـافـي لـلـتَـفـسـيـر لأن سَـيـارة الأجـرة مـازالَـت تَـنـتَـظـرنـي بـالـخـارج ، فـي عَـودَتـي سَـيَـسـنَـح لـي الـوَقـت لِـذَلـك ، تَـمـنـي لـي الـتَـوفـيـق فَـقط .
مَـع انـتِـهـائـي مِـن جُـمـلـتـي وَقَـفـت اغـادر الأريـكَـة .
عَـيـنـاهـا ذَهـبـت معي تُـحَـرك شِـفـاهِـهـا بـنـيـة الـتَـحـدث .
- دَعـيـهـا تَـذَهـب ، سـأخـبـر أحَـد الـسـائـقـيـن لـيَـقـلـك الـى وجـهـتـكِ .
حَـركـت يَـدي امـام وَجـهـهـا انـفـي لَـهـا ، اعـرب عَـن رَفـضـي .
- لَـيـس هُـنـاكَ داعـي لـذَلـك ، هَـكـذا سـأكـون مـرتـاحـة أكـثَـر .
رأيـت مَـلامِـحـهـا الـيـائـسـة جِـراء كَـلامـي ، اسـرَعـت ابـرر لَـهـا مَـوقـفـي حَـتـى لا تَـحـزن مـنـي .
- جَـعَـلـت الـسَـائـق يَـنـتَـظـرنـي كُـل هَـذه الـمُـدَة كَـمـا انـه كَـانَ لَـطـيـفًـا لـلـغـايَـة مَـعـي ، سَـيـكـون الأمـر مُـحـرِجًـا اذا ذَهـبَ بـهَـذا الـشَـكـل يـورثـا ، تَـفَـهَـمـي مَـوقـفـي و لا تَـحـزَنـي مـنـي رَجـاءً .
نَـزلـت بـجِـذعـي اضـع قُـبـلَـة فَـوق جَـبـيـن ڤـالـيـريـن ، اشَـرت عـلـيـهـا بـحـاجِـبـي قَـبـل ان اسـتَـقـيـم .
- مَـزاجِـهـا لَـيـسَ بِـجَـيـد مُـنـذ الـصَـبـاح ، كُـل مـا تَـفـعَـلـه هـو الـبُـكـاء فَـقَـط ، اعـتَـذر مُـسـبَـقًـا اذا ارهَـقـتـكِ مَـعَـهـا .
اكـتَـفَـت بـنَـفـي بَـسـيـط مِـن رأسِـهـا ، تَـنـخَـفـض نـاحـيـتـهـا تُـداعِـبـهـا .
- لا عَـلـيـكِ ، سَـنَـتَـدبَـر الأمـر انـا وهـي فَـكـلانـا لَـديـنـا مِـزاج مُـتَـشـابِـه ، الـيـس كَـذَلـك ڤـالـي ؟
بَـقـَـيـتُ واقــفَـة أرمُـقـهـم بـشـرود ، تَـفـكـيـري هَـذه الـفَـتـرَة مُـتَـعَـلـق بـكلاهـمـا ، يُـفـرض عَـلـي الـكَـثـيـر مِـن الافـتـراضـات و الإحـتِـمـالات حَـول سَـيـر الامـور جَـيـدة كَـانـت ام سَـيـئـة ، الـقَـلـق هـو وَنـيـسـي الـغَـيـر مَـرغـوب بـه ، وَنـيـس افـضـل الـوِحـدة عَـن الإحـتـمـاء بـه مِـن مَـخـاوفـي الـمُـسـتَـمـرة حـيـال كُـل شَـيء .
خَـرجـت مِـن الـمَـنـزل احـمـل كُـل غَـبارات الـطُـرق فَـوق أمَـلـي الـذي بـاتَـت رؤيـتـي لَـة مُـشَـوَشَـة ، هـو ذاتـه الأمَـل الـذي خَـرَجـت بِـه مِـن بـاب شَـقـتـي ، الـفَـرق فـي تَـوقـيـتـي لـ مـواجَـهَـة الـواقـع فَـقـط .
صَـعـدت الـى الـسَـيـارة اكَـرر اعـتذاري لـلـسائـق عَـن تـأخـري الـغَـيـر مَـقـصـود .
احـتَـبَـسـت مَـشـاعـري أجـمَـع بَـيـن قَـبـضـة يَـدي أخـبـره عَـن عِـنـوان وجـهـتـي الـتـالـيَـة .
بـرَغـم مِـن مَـعـرفَـتـي لـلـعَـقَـبَـة الـتـي سَـتـواجـهـنـي فـي مُـقـابَـلـة هَـذا الـعَـمـل الا انَـنـي رَغـمًـا عَـنـي اتَـجَـنَـب الـتَـفـكـيـر بِـهـا مِـن أجـل ڤـالـيـريـن ، مِـن اجـلـي ، احـاول بـقَـدر الإمـكـان ان املأ بَـصـيـرتـي بـالـقَـلـيـل مِن الـتـفـاؤل اثَـنـاء سَـيـري فـي طَـريـقـي الـيـهـا
قَـطـعَ شـرودي بَـعـد وَقـتًـا مـا وقـوف الـسَـيـارة امـام احَـد الـبِـنـايـات الـشـاهِـقَـة ، عـانَـقَـت انـامِـلـي الـحَـقـيـبَـة اتـرَجـل مِـن الـسَـيـارة .
عِـدة دَقـائـق مَـرت عَـلـى وقـوفـي امـامِـهـا بـدون حِـراك انـظُـر الـيـهـا تـارة و الـى يَـدي تـارة أخـرى .
بَـعـد صِـراع طَـويّـل وعَـمـيـق مَـع مَـخـاويـفـي ، سَـحَـبـت نَـفَـسًـا غـائِـر اخـطـوا الـى الأمـام .
قـابـلِـتـنـي تـلـك الـسـيـكـرتـيـرَة بـمـلامـح بَـشـوشَـة عَـكـس الـمُـتَـوقـع فـ زاد تَـشَبُـثـي بـذلـك الـتَـفـاؤل اكـثـر عَـن ذي قَـبـل .
- بـعـض الـدَقـائـقَ فَـقـط وسَـيـتـفَـرغ الـسَـيـد شـيـن ، اعـتَـذر عَـن انـتِـظـارك .
تَـحَـدثـت وهـي تُـشـيـر عَـلـى احَـد الـمَـقـاعـد بـجـواري ، جَـلـسـت امـنَـح كـامِـل اهـتـمـامـي لَـهـا .
- لا بـأس بـذَلـك ، يُـمـكـنـنـي الانـتِـظـار ، لَـيـسَـت هُـنـاك ايّ مُـشـكَـلَـة .
شِـركَـة مُـحَـمـاة ذات سـيـط واسـع فـي مُـحـيـط الـمَـديـنَـة ، يَـتَـمـنـى الـجَـمـيـع نَـيـل فُـرصَـة واحـدة فَـقـط لـلـتَـدريـب بِـها .
اصـبَـحَـت بـعـض الـدَقَـائـق عِـدة دَقـائـق ، الـدَقـائـق تَـحَـولـت لـسَـاعَـتَـيـن و نِـصـف اجـلـس فَـوق ذَلـك الـمَـقـعَـد انـتَـظـر فَـقَـط .
اخـذت الـمَـوضـوع بـرحـابَـة صَـدر ، اضَـع الـعَـديـد مِـن الـتَـبـريـرات لَـهـم فـي مُـحـاولَـة الـتَـخـفـيـف مِـن افـكـاري الـسَـلـبـيَـة .
عَـقـلـي مَـع ڤـالـيـريـن ، راسـلـت يـورثـا عـدَة مَـرات أثـنـاء جـلـوسـي و طَـمـئـنِـتـنـي عَـلـيـهـا .
اتـانـي صَـوت تـلـك الـسـيـكـرتـيـرَة يَـنـتـشـيـلـنـي مِـن الـمَـلـل
- يُـمـكـنـكِ الـدخـول الآن .
رددت عَـلـيـهـا بـابـتـسامَـة فَـقَـط قَـبـل ان اغـادر مَـكَـان جـلـوسـي
بَـسـطُ راحـة يَـدي فَـوق الـبـاب مُـتَـنَـهدَة بـقـوة ثُـم شَـكـلـتـهـا عـلـى هَـيـئـة قَـبـضـة اطـرق اعـلاه .
الـقَـلـيـل مِـن الـثَـوانِ كَـانـت كَـفـيـلَـة فـي مَـنـحي الـمـوافَـقـة بـالـدخـول .
احـتَـوانـي مَـكـتَـب الـسَـيـد شـيـن ، يَـفـصـل بـيـنـي و بَـيـنـه بَـعـض الانـشـات فَـقَـط ، اخَـذت مِـن وَجـهـه إمـائـة بَـسـيطـة تُـشَـجـعـنـي عـلـى الـتَـقـدُم .
الـتَـصـق فَـخـذي بـحـافَـة مَـكـتَـبـه الـخـارجـيـة اثـنـاء انـحـنـائـي صَـوبـه امـد يَـدي حَـتـى ارَحـب بـه .
- كـيـوان إيـليـروڤـا .
نَـطق فـور ان امـسَـك الـمَـلـف الـمُـتـعَـلـق بـي الـذي يَـجـمـع كُـل مَـعـلـومـاتـي و سـيـرتـي الـذاتـيَـة .
هـزَزت رأسـي اراقـب مَـلامـح وجـهـه و اصـابــعـه الـتـي تُـقَـلِـب بَـيـن الأوراق .
- هَـذا جَـيـد سَـيـدة إيـلـيـروڤـا ، كُـل شَـيء جَـيـد و يُـنـاسِـب الـمُـتَـطـالـبـات الـخـاصَـة بـالـمُـقـابـلَـة .
شَـقَـت الإبـتـسـامَـة وجـهـي ، بـدى ذَلـك كَـخَـيـط تَـعـثـرت بـه و بـدأَ فـي سَـحـبـي نَـحـو مُـبـتَـغـاي .
- لَـكـن .
اخـتَـفَـت تـلـك الـبَـسـمَـة فـي غِـضـون الـثَـوانِ فَـقَـط مـعَ ذكـره لـهذه الـكِـلـمَـة الـوَحـيـدة ، يُـعـيد الـتَـقـلـيـب بَـيـن الأوراق .
- انـا لا أرى أيّ شِـهـادة تَـخـرج هُـنـا او شَـيـئًـا مِـن هَـذا الـقَـبـيـل ، هـل مَـازلـتِ تَـدرسـيـن ؟
هـا هـي الـعَـقـبـة اتَـت لـكـي تَـتـعـترض طَـريـقـي لـلـمـرة الـتـي لا تُــعَـد .
لـلـحـظـة واحـدة فَـقَـط ظَـنَـنـت انـنـي قَـد تَـخَـطَـيـتُـهـا بـالـفِـعـل مـعَ جُـمـلـتـه الأولـى .
بـكـل يـأس نَـفـيـت لـه ، احـول انـظـاري مِـن فَـوق الأوراق الـى وَجـهـه .
رأيـت مَلامـحـه الـسـاخِـرة و طَـرف شِـفَـتـه الـمُـرتَـفِـع تَـزامُـنًـا لـرَمـيـه لـلـورَق اعـلَـى سَـطـح الـمَـكـتَـب .
- تَـوَقَـفَـت دِراسَـتـي بِـسَـبـب الـظُـروف الـجَـبـريَـة ولـم يـسـنَـح لـي الـوَقـت اكـمـالـهـا .
مَـلامـحـه الـجـامِـدة لَـم تـتـح لـي الـفُـرصـة لـمـعـرفَـة طَـبـيـعـة رَده عَـلـى كَـلامـي .
- مَـعَ احـتـرامـي الـكـامـل لـظـروفـك سَـيدة إيـلـيـروڤـا لَـكـن كُـل هـذا لا يَـهـمـنـي ايّ لا شـأن لـلـعَـمَـل بـه .
لَـم اتَـفـاجـئ صَـراحَـة مِـن مـمـا حَـدث ، ضَـغَـطـت فـوق يَـدي بـيـدي الأخـرى ، اطُـرح مـايُـمـلـيـه عـقـلـي عَـلـي كَـفُـرصَـة اخـيـرَة
- تَـنـقـصَـنـي الـسـنَـة الأخـيـرة فَـقَـط كَـمـا انَـنـي اكـمَـلـت جَـمـيـع مـوادهـا فـي الـمَـنـزل ، دَرسـتُ بِـجِـد كَـمـا لو انَـنـي عَـلـى قَـيـد الـجَـامـعـة بِـحَـق ، أوراقـي لا يـنـقـصـهـا سِـوى تـلـك الـشـهـادة ، الا يُـمـكِـنـكَ اعـطـائـي فُـرصـة واحـدة فَـقَـط لِـكَـي اثـبـت لـكَ انـنـي لـسـتُ بـحـاجَـة لـهـا حَـتـى احـصـل عَـلـى الـوَظـيـفَـة ؟
كَـرهـت تـلـك الـظـروف الـتـي اجـبَـرتـنـي عـلـى الـتَـحَـدث بـهَـذه الـصـيـغَـة كَـمـا لـو انَـنـي اتـرجـاه ، ان لَـم افـعـل ذَلـك بـالـفـعـل بـنَـظَـراتـي مُـنـذ لَـحـظـات و انا انـبـس جُـمـلَـتـي الأخـيـرة .
سَــخـرت مِـن نَـفـسـي عِـنـدَمـا رأيـت الـرَفـض فـي عَـيـنـاه ، لَـم يَـكـتَـفـي بـذلـك ، لَـعـق طَـرف شـفـتـه الـسُـفـلـيَـة يَـقـتَـرب بـجـذعـه الـعـلـوي نـاحـيَـتـي ، يَـسـتَـند بـ احَـد رِسـغَـيـه فـوق اوراقـي اعـلـى سَـطـح الـمَـكـتَـب .
سَـارَت نـظـراتـي رُغـمًـا عَـنـي فـي طَـريـقـهـا نَـحـو اوراقـي الـتـي سُـحـقَـت اسـفـل مِـرفَـقـه .
- انـتِ لا تَـطـلُـبـيـن مِـنـي مُـخـالـفَـة احَـد قَـوانـيـن الـشَـركَـة مِـن اجـلـك الـيـس كَـذلـك ؟ الـطَـلـبـات الـمُـسـتـحِـقَـة مِـن اجـل الإلـتـحـاق بـالـوَظـيـفَـة ، شِـهـادة تَـخـرج او اثـبـات مِـن الـجـامـعـة انـكِ مـازلـتِ طـالـبَـة بـهـا ، غَـيـر هَـذا اعـتَـذر مِـنـكِ عَـلـى اهـدار وَقـتـكِ و وَقـتـنـا ، يُـمـكِـنـكِ الـذَهـاب الآن .
وَقـفـت سَـريـعًـا احـرك رأسـي مُـتَـفَـهـمَـة كَـلامه اسـحَـب اوراقـي مِـن اسـفَـل يَـده ، اسـرَعـت فـي الالـتـفـاف و الـخـروج مِـن مَـكـتـبه و الـشـركَـة كَـامـلـة ، حَـاولـت قَـدر الإمـكَـان الا اظـهـر مـا اضرَمـه كَـلامـه بـي .
حَـتـى خَـرجـت مِـن مَـخـرَج الـشـركَـة ، نَـفَـثـت انـفـاسـي الـتـي كَـبـحـتـهـا بـداخـل صَـدري مُـنـذ مُـدَة ، ابـتـعَـدت عَـنـهـا بـخَـطَـوات سَـريـعـة و غَـيـر مُـدركَـة طَـريـقَـهـا .
كُـل مَـا اشـعُـر بـه حَـالـيًـا هـو الـنَـقـص ، الـنَـقـص شـعـور سَـيء لـلـغـايـة ، اسـفَـل اضـلُـعـي وَخـز قَـوي ، بَـيـن جـفـونـي وَخـز أخَـر ، كُـل شَـيء بـي يُـجـبـرنـي عَـلـى الـبُـكـاء لَـكـنـنـي لا ابـكِ ، اشـعـر بـه و لا اعـبـر عَـنـه .
اصـبَـحـت مِـن الأقَـلـيَـة الـتـي تَـتـمـنـى ان تَـبـكِ يَـومًـا مـا ، الـفَـرق بَـيـنـي و بَـيـنـهـم انـهـم سـأمـوا مِـن الـسَـعـادَة بَـيـنَـمـا انـا لَـم احـصُـل عَـلـيـهـا و لا اسـتَـطـيـع الـتَـعـبـيـر عَـن اسـتـيـائـي بِـطَـريـقَـة مُـعـتَـادة مِـثـل الـبُـكـاء .
كُـنـت مُـغَـيَـبـة عَـن الـعـالَـم اسـيـر بِـلا وِجـهَـة ، حَـتـى داهـمَـتـنـي افـكـاري حـيـال ڤـالـيـريـن و أعـادتـنـي الـى واقِـعـي .
اوقَـفـت سَـيـارة أجـرة ذاهـبـة نَـحـو مَـنـزل يـورثـا ، اثـنـاء عَـودَتـي كَـانَ قَـد اخـتَـفـى الازدحـام بـالـفِـعـل لـذلـك اخـذ طَـريـق الـعَـودَة سِـتَـة عَـشَـر دَقـيـقَـة فَـقَـط .
كُـنـت اسـيـر تِـجـاهــهـا اسـحَـب خَـيـبـاتـي خَـلـفـي ، عَـايَـنَـت وَجـهـي بـاهـت الـمَـلامـح و سَـريـعًـا مـا عـانَـقَـت يَـدي تُـجـلـسـنـي بـجـانِـبـهـا .
- اسـتَـمـع الـيـكِ .
كَـان الإهـتِـمـام ظـاهـرًا عَـلـى مَـلامِـحـهـا و عَـيـنـاهـا ، لَـم يَـكُـن أمـامـي سـوى اغـلاق عَـيـنـي لـبُـرهَـة اخـرج ذَلـك الـضَـجـيـج مِـن داخِـل رأسـي .
- تَـعـلـيـمـي الـمُـتَـوَقـف احـجَـب طَـريـقـي كَـعَـقـبـة مَـرَة اخـرى .
الـيـأس احـتَـل نَـبـرتـي و تَـصَـرفـات جَـسـدي ، ارتَـمـيـت بـظَـهـري اعـلَـى الأريَـكَـة اضَـع رسـغـي فَـوق جَـبـيـنـي .
- يَـبـدو ان خِـطَـتـي فـي الـمُـعـايَـشَـة مَـعَ هَـذه الـظـروف بـاءت بِـالـفَـشَـل .
عَـاوَدت اغـلاق عَـيـنـي فَـور ان شَـعـرت بـ انـامِـلـهـا فَـوق وَجـهـي تُـلاطِـفـه .
- انـتِ لا تَـسـمَـحـي لأحد بـمـسـاعَـدتـكِ إيـلـيـروڤـا ، كَـم مَـرة عَـرض عَـلَـيـكِ وايـن ان يَـجـد لـكِ عَـمـل يُـنـاسـبكِ لَـكِـنَـكِ تَـرفُـضـيـن دائـمًـا ، عَـنـيـدَة
بَــعـد انـتِـهـائِـهـا نَـزعـت يَـدي مِـن فَـوق وَجـهـي تَـأخـذهـا مَـعـهـا حَـيـثُ فَـخـذهـا .
ذَهـبـت نَـظَـراتـي مَـع يـدهـا ، ابـلـل شِفـاهـي .
- اعـتِـمـادي عَـلـى نَـفـسـي لا يُـسَـمـىٰ عـنـاد يـورثـا ، انـا فَـقَـط اريـد ان اكـون راضـيَـة عَـن كُـل شَـيء فـي حَـيـاتـي و مِـن ضِـمـنـهـم عَـمـلـي .
غَـدر مَـشـاعـري انـقَـذنـي مِـن الـشـرود فـي حِـلـول اخـرى لَـن تُـرضـي مَـبـادئـي .
اسـتَـقَـمـت بـجـذعـي اجـلـس بـمَـيَـلان ، رُكـبـتـي الـتَـصـقِـت بـ ركـبَـة يـورثـا ، انـظـر فـي الأرجـاء
- انـتَـهـىٰ هَـذا الأمـر بـالـنـسـبـة لـي ، لَـن احـاول مَـرة اخـرى مِـن اجـل شَـيء ادرك حَـتـمـيـة فَـشَـلـه ، سَـوفَ اسـتَـمـر فـي عَـمـلـي بـالـمَـنـزل ، يُـمـكـنَـنـي الـمُـثَـابَـرة مَـعَ هـذا الـمَـبـلغ الـبَـسـيـط .
تَـحـرَكـت فَـوق الأريـكَـة ازحـزح جَـسـدي الـى الأمـام ، كُـنـت بِـصَـدَد الـوقـوف لَـكـن يَـدهـا الـمُـتَـحَـكِـمَـة فـي يَـدي مَـنَـعِـتـنـي مِـن ذَلـك .
نَـظـرت الـيـهـا و الـى مَـلامـحـهـا الـمُـترَددة بَـعـض الـشَـيء ، بـعـد عِـدة لَـحـظـات قَـرَرت الـتَـحـدث .
- انـتِ بـحَـاجـة الـى خـطَـة اخـرى .
مَـعـالـم الـجـهـل اصـبَـحـت خَـلـيـلَـة لـوجـهـي .
- ايّ خـطـة تَـقـصـديـن ؟
اردفـت و عَـيـنـاي مُـسَـلَـطَـة فَـوق وَجـهـهـا الـذي زاد بـه الـتَـردد اكـثَـر عَـن قَـبـل .
اخـذت نَـفَـسًـا عَـمـيـق تَـتـرُك يَـدي .
- الـزواج .
رَفـعـت احـد حـاجـبَـي بـدَهـشَـة مِـمـا سَـمـعـتـه لـلـتـو ، قَـبـل ان اقـول ايّ شَـيء اعـتَرضَـت نـيَـتـي تُـكـمـل .
- اسـمَـعـيـنـي الـى الـنِـهـايَـة ثُـم اصـدري حُـكـمِـك عَـلـى حَـديـثـي ، حَـسـنًـا ؟
ظَـنَـت ان صَـمـتـي مـوافَـقَـة عَـلـى طَـلَـبِـهـا فـ اكـمَـلـت .
- انـتِ بـحـاجَـة الـيه ، انـظـري الـى الوَضع كيـفَ يـسـوء مـع مـرور الـوَقـت ، لا تَـمـلـكـي وَقـتًـا حَـتـى لـنَـفـسـك ، كُـل دخـلـك يُـصـرف عـلـى ڤـالـيـريـن ، عِـنـدمَـا تَـنـتَـكـس صِـحـتـك لا تَـهـتَـمـيـن بـهـا خَـوفًـا مِـن اهـدار الأمـوال عَـلـى شَـيء لا يَـسـتَـحـق لَـكـنَـكِ تَـسـتَـحـقـيـن ذَلـك إيـلـيـروڤـا .
صَـرفـت نَـظـري عَـنـهـا اكـره الاعـتراف بـ ان مـا تَـقـولـه صَـيـحًـا .
- خـطَـتـُـكِ بـاءت بـالفَـشـل كَـمـا قُـلـتِ ، انـتِ بـحـاجَـة الـى اكـمـال تَـعـلـيـمـك ، بـحـاجَـة الـى عَـمـل ، بِـحـاجـة الـى الأمـوال مِـن اجـل الـحِـفـاظ عَـلـى صـحـتـكِ ، اجـار شَـقَـتُـكِ ، ڤـالـيـريـن بـحـاجـة ايـضًا الـى كُـل ذَلـك .
هَـززت رأسـي ارفـض كُـل مـاتَـقـولـه ، ارفـض صـحـتـه .
- اخـبـريـني مـاذا سَـتَـفـعَـلـيـن اذا قَـرَر والـد ڤـالـيـريـن اخـذَهـا مِـنـكِ فَـجـأة ؟
الـتَـفَـتُ الـيـهـا بـوَجـه مُـتَـهَـجـم انـفـي بِـشَـكـل هـيـسـتـيـري .
- لَـن يَـفـعَـل ، لا يَـجـرؤ عَـلـى اخـذَهـا مِـنـي ، انـا لَـن اسـمَـح بـذَلـك مَـهـمـا حَـدث ، ڤـالـيـريـن ابـنَـتـي انـا لَـيـسَـت بـ ابـنَـتـه .
رأيـت نَـظـرات فـي عَـيـنـاهـا زَعـزَعـت سَـكـيـنَـتـي .
- ڤـالـيـريـن تَـحـمُـل لَـقـب والـدكِ ، مِـن الـسَـهـل عـلـيـه اخـذهـا ان لَـم يَـقـف احـدًا بـوَجـهـه ، فَـهـو والـدهـا فـي نِـهـايَـة الـمَـطـاف .
عَـادت بـيَـدهـا ادراجـهـا نَـحـو يَـدي تَـحـتَـويـهـا مَـرَة اخـرى
- مِـن اجـل ڤـالـيـريـن يَـجـب ان تُـفَـكـري فـي هَـذا الأمـر ، حَـتَـى تَـبـقـى مَـعـكِ ، مِـن اجـل ابـنَـتـكِ افـعَـلـي إيـليـروڤـا .
ثِـقَـتـي فـي حِـمـايَـتـهـا تَـزَعـزَعـت وبـاتَـت فـي الـحَـضـيـض ، مُـجَـرد الـتَـفـكـيـر فـي الأمـر يـجـعَـلـنـي ارجُـف مِـن الـداخـل .
يُـمـكَـنَـنـي تَـحَـمُـل خِـسـارَة كُـل شَـيء عَـدا خِـسـارتـهـا ، لَـن اسـتَـطـيـع تَـحَـمُـل خِـسـارة شَـقـيـقَـتـي مَـرة اخـرىٰ و مـا تَـبـقـىٰ لـي مـنـهـا ، ڤـالـيـريـن هـي حَـيـاتـي و صَـبـري ، مُـثـابـرتـي ضـد كُـل شـيء ، سَـبَـب بَـقـائـي عـلـىٰ قَـيـد الـحَـيـاة .
هَـوىٰ ثُـقـل الـواقـع فَـوق عَـاتـقـي يُـذكـرنـي بـسـوءه و غَـدر الأمـان مَـهـمـا طـال بَـقـائـه ، بَـقـىٰ الـخَـوف يَـتَـجَـول بَـيـن افـكـاري ، الـحـيـطَـة تُـجـبـرنـي عَـلـى الـتَـفـكـيـر فـيـمـا قَـالـتـه .
هَـيْـعَـة خَـافـقـي فَـرضـت عَـلـي الـنَـظـر الـيـهـا و مـخَـاطَـبـتـها .
- لـنـفـتَـرض انَـنـي وافَـقـت عَـلـى هَـذه الـخـطَـة الـبَـديـلَـة ، مِـن ايـن سـأجـد شَـخـص حَـتـى يَـتَـزَوجـنـي ، بـالـتـأكـيـد لَـن اذهـب الـى أحَـدهم و فَـرض نَـفـسي عَـلـيـه ، هَـذا مُـسـتَـحـيـل يـورثـا ، ما تُـفَـكـريّـن بـه مُـسـتَـحـيـل و غَـيـر مَـنـطـقـي ، فــكـرة الـزَواج بـرُمـتـهـا فـكـرَة غَـيـر صـائـبَـة .
ابـتـسَـامَـة هادئـة سَـكِـنَـت فَـوق ثَـغـرهـا تُـرخـي جـفـونِـهـا عِـدة مـرات .
- الـشَـخـص مَـوجـود بـالـفـعـل .
عُـقـدة حـاجـبـاي زادَت تَـهَـكـمًـا عِـنـدمـا تَـحَـدَث ، بَـقَـيـت اراقـبـهـا حَـتـىٰ جُـمـلـتـهـا الـتـالـيَـة .
- و مـنـذ مُـدَة ايـضًـا لَـكـنـنـي لَـم اجـد الـفُـرصَـة الـمُـنـاسـبَـة لِـكَـي اعـرض عَـلَـيـكِ الأمـر كَـمـا انـنَـي كُـنـت خَـائـفَـة مِـن رَد فـعـلـك .
تَـجـاهَـلـت مـا قـالَـتـه اسـعـىٰ خَـلـف مَـعـرفـة هَـويَـة ذلـك الـشَـخـص و لـمَ هو بـالـتَـحـديـد .
- مَـن هـو ؟ اخـبـريـني .
وَضَـعـت يَـدهـا اسـفَـل بَـطـنَـهـا الـبـارزَة تَـحـمُـلـهـا بـراحـة يَـدهـا اثـنـاء عَـودَتـهـا بِـجَـسَـدهـا الـى الـخَـلـف .
حَـبَـسـت شِـفـاهـهـا داخـل جَـوفـهـا عـيـنـاهـا تَـلـمَـع بـمُـكـر بـالـغ ، بـعـد ان اكـتَـفَـت مِـن تَـشـويـقـي قَـررت انـهـاء هـذا الجَـو الـمَـشـحـون تـردف بَـعـد ان نَـظَـفـت حَـلـقـهـا بـحَـمـحَمـات عَـديـدَة .
- قَـائـد الـفَـيـلَـق جـيـون جـونـغـكـوك .
لَـم اصـدق ما تَـقـولـه و لَـن افـعـل بـالـطـبـع .
- انـتِ تَـمـزَحـيـن صَـحـيـح ؟ بـالـتـأكـيـد تَـمَـزَحـيـن يـورثـا .
بُـدلَـت مَـلامِـحـهـا فَـور ان رأت نـفـوري ، تَـحَـركـت بـهَـمَـجـيَـة فَـوق الأريـكَـة .
- لـمَ انـتِ صـامِـتَـة ؟ هَـل تُـريـديـن مـنـي الـزَواج مِـن هَـذا الـرَجـل الـمُرعـب حـقًـا ؟
اومـأت بـكـل بَـسـاطَـة كَـمـا لـو انـهـا لَـم تُـطـرح كـارثـة عـلَـي مـنـذ دقـائـق فَـقـط .
- لَـم أراه يَـومًـا ما و لا احـبـذ ذَلـك ، يَـكـفـيـنـي فَـقَـط سَـمـاع مـا كـنـتِ تَـسـرديـنـه لـي عَـنـه حـتـى يُـزرع الـخَـوف مِـن نَـاحـيـتـه بِـداخـلـي
كَـبَـحـت ضَـحـكـاتِـهـا بِـداخـل جَـوفـهـا تُـحَـدق بـي صـامـتَـة .
- انـتِ اشـد الـنَـاس درايَـة بـي ، تَـعـلَـمـيـن مَـدى كُـرهـي لـلـحـيـاة الـعَـسـكَـريَـة ، الـمُـجَـنَـد يَـكـتَـسِـب الـجِـدِيَـة مِـن تـلـك الـبـيـئَـة فَـ يَـضـحـىٰ صَـلْـب مَـعَ عـائـلـتـه و الأشـخـاص الـمُـجـاوريـن لَـه ، و انـتِ بـكـل سـهـولَـة تَـطـلُـبـيـن مـنـي الـزَواج مِـن قـائـدهـم ، قَـائـد فَـيـلَـق يـورثـا ، جـديًـا ؟
كَـرَرت الإمائـة تُـصـيـبَـنـي بـالـجـنـون
- هَـذا اخـر رَجـل فـي الـعَـالَـم يُـمـكِـن ان افَـكـر بـالـزَواج بـه ، انـسـي الأمـر ، انـسـيـه تَـمـامًـا .
وَقَـفـت امـسـك حَقـيـبَـتـي و بـدأت فـي الـبَـحـث عَـن اشـيـاء ڤـالـيـريـن .
شَـعـرت بـهـا تَـتَـقَـدم نـحـوي .
- بَـلـىٰ سَـتُـفَـكـريـن بـه ، فَـهـو الـرَجُـل الـمُـنـاسِـب لـذَلـك ، هـو الـوَحـيـد الـذي يَـسـتَـطـيـع حِـمَـايَـتـكِ انـتِ و ڤـالـيـريـن مِـن شـرور الـعَـالَـم .
تـضـغَـط عَـلـى صـلابـة تَـفـكيـري بـ ڤـالـيـريـن و حـمـايَـتـهـا ، تَـوَقَـفـت عَـن مـا كـنـت افـعَـلـه الـتـفِـت الـيـهـا .
ثَـبـتَ جَـسَـدِهـا أمـامـي تُـعـانـق وَجـهـي بَـيـن جـفـونِـهـا .
- الـسَـيـد جـيـون بَـعـيـدًا عَـن كَـونـه صَـارم لـلـغـايَـة و جِـدي ، مُـخـيـف بَـعـض الـشَـيء ، لا يَـتَـهـاون مَـع ايّ خَـطـأ الا انـه جَـيـد إيـليـروڤـا ، صَـدقـيـنـي .
خَـرجَـت مـنـي ضِـحـكَـة سـاخِـرَة ارفـع احَـد حاجـباي .
- بـعـيـدًا عَـن ان مـا قُـلـتـيـه لـلـتـو زادَ مِـن رَفـضـي الا انـكِ تَـكـونـيـن اخـر شَـخـص يُـمـكـنَـنـي تَـصـديـقـه خـصـيـصًـا حـيـال هَـذا الأمـر .
رَبـعـت ذراعـي اسـفَـل صَـدري ارمُـقـهـا بـغَـضـب ، بَـطـنـهـا الـمُـنـتَـفـخَـة صَـنـعَـت مَـسـافَـة بَـيـن اجـسـادنـا .
اقـتَـربـت بـيَـدهـا الـيُـمـنـى تَـمـسَـح فَـوق ذراعـي ، تَـسـتـائـنِـف حَـديـثـهـا .
- لا أطـلـب مـنـكِ ان تُـحـبِـيـنَـه فـ أنـا مُـتـاكِـدَة انـكِ مِـن الـمُـسـتَـحـيـل ان تَـفـعـلـي هـذا ، كُـل مـا فـي الأمـر هـو الـحـصـول عَـلـى لَـقـبـه فَـقَـط و الـتَـنَـعـم بـحـمـايَـتـه ، الـحـصـول عَـلـى بَـعـض الـحُـريـة مِـن فـروضـك الـيَـومـيَـة حَـتـى تَـسـتَـطـيـعـي اكـمـال تَـعـلـيـمـك و ايـجُاد فُـرَصـة عَـمـل جَـيـدَة تُـنـاسـبـك .
الـى الآن لَـم تأخـذ رَفـضـي اجـابَـة صَـريـحـة ، مـلامـحـي تُـنـذر عَـن مَـدى اعـتـراضـي .
الـقَـت نَــظَـرة عـلـى يَـدي الأخـرى و هـي تـكـبَـح الـغَـيـظ بِـداخـلـهـا .
- سَـيَـكـون زَواج ذو حـاجَـة مُـتَـبـادلِـة .
خَـفَـفـت الـضَـغـط عـلـى كَـفـة يَـدي اركـز مَـعـهـا .
- الـسَـيـد جـيـون لَـديـه طـفـل فـي الـخـامِـسَـة مِـن عُـمـره ، مـنـذ مُـدَة يَـبـحَـث عَـن امًـا بَـديـلَـة تَـحـت مُـسَـمـىٰ الـزواج و لـكَـونـه رَجـل لا يـثـق بـ أي شَـخـص يُـفـضـل ان تَـكـون مُـحـتـاجَـة الـى الـزواج اكـثـر مِـنه حَـتـى يَـضـمَـن تَـعـامُـلـهـا الـجَـيـد مَـع طـفـلـه .
صـفَـة سَـيـئـة و مـخـيـفَـة اخـرى اضـيـفَـت فـي صَـفـحـة ذلـك الـرَجُـل .
اغـرَضـت عَـن مُـعـظَـم مـا قـالـتـه و رَكَـزت مَـعَ نُـقـطـة مُـعـيَـنَـة .
- زَوجَـتـه مُـتَـوفـيَـة ؟
حَـرَكَـت رأسـهـا تَـنـفـي .
- مُـنـفَـصـلـيّـن .
رفـعـت رأسـي اضـحَـك سـاخـرَة .
- بـالـطَـبـع لَـم تَـتَـحَـمـل الـبَـقـاء مَـع رَجُـل مـثـلـه و طَـلـبـت الإنفـصـال .
عـنـدَمـا عُـدت الـيـهـا بـنَـظَـراتي وجـدتـهـا تُـكَـرر نَـفـيـها.
- هـو مَـن انـفَـصِـل عَـنـهـا .
هَـمَـهـمـت مُـتَـفـهِـمَـة اطـرح سـؤال اخـر .
- الـسَـبَـب ؟
رَفـعَـت مَـنـكـبَـيـهـا الـى الأعـلى .
- لا أحَـد يَـعـلَـم فَـهـو لا يُـشـارك أيّ شَـيء يَـخـص حَـيـاتـه الـشَـخـصـيَـة مَـعَ احـد مَـهـمًـا كـان .
كُـلَـمـا تَـحَـدَثـت عَـنـه كُـلَـمـا زادت رَهـبَـتـي حـيـالـه و امـتـلأت صَـفـحـتـه بـالـعـيـوب .
تَـمَـكَـن الـتَـفـكـيـر مِـنـي مَـرة اخـرى ، شِـق مـنـه يُـفـكـر فـي نَـتـائـج هـذا الـزواج اذ تَـم و الـشِـق الأخَـر لا يـرى أيّ صَـواب مِـن هَـذه الـخَـطـوة .
كـلاهـمـا يـنـحَـدران الـى طَـريـق مُـبـهـم الاتـجـاه عَـقـلـي بـات مُـشَـوَش .
لا اسـتَـطـيـع الـبَـقـاء مَـع رَجُـل مـثـلـه اسـفَـل سَـقـف واحـد و فـي نَـفـس الـمَـكـان ، هَـذا شَـيء مُـسـتَـحـيّـل .
بَـحـثـت عَـن حـجَـة اخـرى غـيـر رَفـضـي اطـرحــهـا عَـلـيـهـا حـتـى تـنـسـىٰ هَـذا الأمـر ، حـتـى اريـح ضَـمـيـري حـيـالـه و اتـوَقـف عَـن الـتَـفـكـيـر بـه .
- شَـخـص مِـثـلـه مِـن الـمؤكَـد انـه يَـضـع شـروطًـا و مـواصـفـات مُـحَـدَدة لـمَـن سَـوف يَـتَـزَوج بـهـا ، و بـالـتـأكـيـد جَـمـيـعـهـا لا تُـنـاسـبـنـي ، انـا لـن اضـع نَـفـسـي فـي هـذا الـمـأزق الـمُـحـرج ، لَـن اعَـرض نَـفـسـي لـلـرَفـض يـورثـا .
نَـبـرتـي الـبـائـسَـة جَـذبَـت يَـدهـا الأخـرى تـسـيـر بـهـا فَـوق و جـنَـتـي .
- تَـريّـن الـجَـمـيـع لُـطـفـاء و لا تَـري نـفـسـك بـهـذا الـشَـكـل لـمَ ؟ انـا مـتـأكـدة ان الـسَـيـد جـيـون سَـيَـتَـشَـبَـث بـكِ مـنـذ الـوَهـلـة الأولـىٰ .
اعـجَـبـنـي جـزء مِـن كـلامـهـا فَـقَـط .
- الـجَـمـيـع عَـدا قـائـد الـفَـيـلـق ذلـك .
عُـدت بـجَـسـدي اسـتـنـد عـلـى الـمَـسَـنَـد الـجـانـبـي لـلأريـكَـة .
- مُـجَـرد ذكـر اسـمـه فَـقَـط اشـعـر بـهـالَـتـه الـمُـظـلِـمَـة تُـحـاوطـنـي .
شَـردت بَـعـض الـلـحـظـات و هـي تَـقـف أمـامـي تَـنـتَـظـر عـودتـي الـى الـواقِـع .
- سـأذهـب لأخـذ ڤـالـيـريـن حـتـى نَـعـود الـى الـمَـنـزل .
غـادرت الأريـكَـة اتـوجـه الـى الـغُـرفَـة الـتـي تَـنـام بِـهـا ، يـورثـا تـسـيـر بِـخَـلـفـي تُـحـاول الـتـأثـيـر عَـلـي و مَـنـعـي مِـن أخـذهـا .
- لَـقَـد نـامـت قَـبـل مَـجـيـئـك بـخَـمـسَـة دقـائـق فَـقَـط . اتـركـيـهـا لـي الـيَـوم رجـاءً ايـليـروڤـا .
انـحَـنَـيـت الـتَـقِـطـهـا بَـيـن ذراعـي اضـع رأسـها فَـوق كَـتـفـي بِـمَـهـل حَـتـىٰ لا اتَـسَـبَـب فـي ايـقـاظـهـا .
- لا اسـتَـطـيـع الـنـوم بِـدونـهـا ، اعـتَـذر يـورثـا .
قـلـت جُـمـلـتـي اسـيـر نـاحـيَـة الـبـاب .
وَقـفـت يـورثـا تـمـسَـك عـلـى مـقـبـض الـبـاب و قَـبـل ان تُـديـره بـ اتـجاهـهـا نَـبـسَـت .
- هَـذا سَـبَـبًـا يَـجـعَـلـكِ تـوافـقـيـن ، فَـكـري فَـقَـط فـي الأمـر .
رَمَـيـت لـهـا نَـظَـرة اخـيرَة ، احـتَـضَـنـت ڤـالـي اخـرج مِـن الـبـاب ، هَـرع احَـد الـحـراس يـلـتَـقـط الأغـراض مِـن بَـيـن يَـدي ، حَـاول اخـذ الـصَـغـيـرَة مِـن بَـيـن يَـدي لَـكِـنَـنَـي رَفـضـت اتَـمَـسـك بـهـا اكـثـر .
امَـرَتـهـم يـورثـا بـ ايـصـالـي الـى الـمَـنـزل .
رَمَـيـت كُـل شـيـئًـا ارضًـا اسـيـر اتـجـاه غُـرفَـتـي و بـيـن ذراعَـي ڤـالـيـريـن ، وجـهـهـا لا يَـغـيـب عَـن نَـظـراتـي .
لَـم اكـن بـهـذا الـقَـلـق الـشَـديـد و هَـذه الـحـيـطَـة مِـن قَـبـل حَـديـث يـورثـا ، وَضَـعـتُـهـا فَـوق الـفـراش و دَثـرت جَـسـدهـا اسـفَـل الـغِـطـاء ، مَـسـحـت بـكَـفَـة يَـدي عَـلـى وجـهـهـا اجـلـس بِـجـانِـبـهـا .
طـوال الـثَـلاث سَـنـوات الـسـابِـقَـة حـاولـت جـاهـدَة الا يَـنـقُـصـهـا شَـيء ، اكُـون لَـهـا الأم و الأب ، لا انـظـر لـهـا كَـونـهـا ابـنَـة شَـقـيـيَـتـي الـمُـتَـوفـيـة بَـل كَـونـهـا ابـنَـتـي انـا ، انـا احَـق بـهـا عَـن والـدهـا الـمَـزعـوم ذلـك .
فِـكـرَة الـبـقـاء وَحـيـدَة بـدونِـهـا تُـرهـق الـمًـا و عَـقـلـي خَـوفًـا .
تَـركـت قَـدمـي ارضًـا ونَـزَلـت بـجَـسَـدي اقـبـع بـجـانـبـهـا ، ذراعـي حـاوط جَـسـدِهـا الـضَـئـيـل ، عَـيـنـي لـم تَـتـرك وجـهـهـا وحـيـدًا طـوال فَـتـرَة اسـتـيـقـاظـي .
بَـعـد مُـدة مِـن الـوَقـت ذَهَـبـت فـي نَـوم عَـمـيـق لـم احـصُـل عَـلـيـه مُـنـذ زَمَـن .
ثَـمَـانـيَـة ايـام لـم اتـوَقَـف عَـن الـتَـفـكـيـر ، اصـبَـحـت خـائـفَـة مِـن اي رقَـم غَـيـر مَـعـروف يَـقـوم بـالاتـصـال بـي ، تَـوَقَـفـت عـن الـخـروج الـى الـخـارج الا فـي الـضَـرورَة الـقـصـوى ، لـم ارسـل ڤـالـيـريـن الـى الـجـيـران مـنـذ ذَلـك الـيَـوم .
تَـتـرَدَد جُـمـلَـة يـورثـا الـمُـتَـعَـلـقَـة بـوالـدهـا داخـل اذنـي ، سـواءً كـنـت مُـسـتَـيـقـظَـة ام نـائـمَـة .
لـهـو ڤـالـيـريـن بـجـانـبـي و صـوتـهـا الـلـطيـف انـتَـشَـلـونـي مِـن غَـور ظـنـونـي .
اسـبـوع اخـر مَـر عـلـى نَـفـس الـحـال ، لـم ارى يـورثـا مـنـذ اخـر مُـقـابَـلـة بـيـنَـنـا ، اكـتَـفَـيـت بـمُـهَـتَـافَـتـهـا فَـقَـط مِـن أجـل الإطـمـئـنـان عَـلـيـهـا .
قَـبـل نـصـف سـاعـة انـتَـهَـيـت مِـن عَـمـلـي الـمَـنـزلـي ، اقـوم بـتَـدريـس بَـعـض الـمـواد الأسـاسـيَـة لـ بَـعـض اطـفـال الـمَـنـطـقَـة ، هَـكـذا انـا احـصـل عَـلـى دَخـلـي الـمـادي الـذي يَـكـفـي ڤـالـيـريـن بِـصـعـوبَـة .
ايـجـار شَـقَـتـي تَـم دَفـعـه مُـقَـدمًـا بَـعـد ان قُـمـت بِـبَـيـع حـاسـوبـي الـمَـحـمـول .
لـيـسَـت لـدي ايّ فـكـرَة عَـن كَـيـفـيَـة دفـعـه الـشَـهـر الـقـادم .
وَقَـفـت اجـمَـع الأوراق و بـاقِ الأغـراض مِـن فَـوق الأرض ، ڤـالـيـريـن تَـلـهـو بـجـانـب قَـدَمـي .
سَـهَـوت بـهـا اثـنـاء تَـمـسُـكـهـا بـمـلابـسـي ، اتَـوَقَـف عَـن مـا كُـنـت افـعَـلـه ثُـمَ انـحَـنَـيـت بـجـذعـي الـعـلـوي اقـرص عَـلـي وجـنَـتـهـا بَـيـن اصـابـعـي .
هـدوئـهـا و لـطـافِـتـهـا اجـبـرانـي عَـلـي الـجـلوس ارضًـا امـامـهـا .
- هَـل نَـحـنُ بـحـاجَـة الـى الـزواج ڤـالـي ؟
خـاطِـبـتـهـا وكـأنَـهـا شَـخـص راشـد و واعـي سَـوف يَـفـهَـمَـنـي .
- انـا مُـتَـعَـبَـة و خـائـفَـة ڤـالـي ، مـالـذي عَـلـي فِـعـلـه اخـبـريـنـي ؟
اعـطَـتـنـي ظَـهـرهـا تـدفَـع جَـسَـدهـا الـصَـغـيـر عَـلـى فَـخـذي ، اسـتَـنَـدت بـ رأسـهـا فَـوق صَـدري تـقَـوس شـفـاهـهـا ، تَـصَـرفـاتـهـا جَـعَـلـتـنـي اضـحـك فَـور ان رأيـتُـهـا .
- نَـحـنُ بـحـاجَـة الـيـه مِـن اجـل ان تَـبـقـي مَـعـي و بَـيـن احـضـانـي دائـمًـا صَـحـيـح ؟
تَـحـدَثـت تَـزامُـنًـا مَـع انـحـنـائـي نَـحـوهـا اكـثَـر اضـع قُـبـلـة اعـلـىٰ جَـبـيـنَـهـا .
مَـر عَـلـى حَـديـثـي مَـعَ ڤـالـيـريـن يـومـان بَـيـن الـتَـرَدد و الـحـيـرَة ، خَـائـفَـة مِـن تَـسَـرعـي فـ اكُـون نَـادمَـة فـيـمـا بَـعـد .
تَـرَكـت الـصَـغـيـرة وسَـط الـعـابـهـا ابـتـعِـد عـنـهـا احـمُـل هَـاتـفـي بَـيـن يَـدي .
- أخـبـرنـي هـل هُـنـاك أيّ جَـديـد ؟
رَسَـلـتُ هَـذا الـسـؤال لـ احَـد الـمَـعـارف الـمُـشـتَـركَـة بَـيـنـي وَ بَـيـنَ والـد ڤـالـيـريـن .
بَـقَـيـت فـي مَـكـانـي انـتـظـر الـرَد حَـتـى صَـدح صَـوت الاجـابـة
- حـاوَلـت الـوصـول الـيـكِ مِـن عِـدَة ارقـام اخـرى غَـيـر هَـذا مـنـذ اربَـعَـة ايـام لـكَـي اخـبـرك ، تـيـانـغ سـألـنـي عَـنـكِ كَـمـا انـه اخـبَـرنـي عَـن مـيـعـاد عَـودَتـه الـى كـوريـا .
بـيَـد مُـرتَـجـفَـة و أعـيـن مُـرتَـبـكَـة نَـظَـرت الـى شـاشـة الـهـاتِـف .
- فـي خِـلال اسـبـوع سَـوف يَـكـون تـيـانـغ هـنـا .
انـتَـفـض قَـلـبـي اغـلـق الـهـاتـف ، خَـطـوات هَـمـجـيَـة و مـبَـعـثَـرة فـي ارجـاء الـمَـكـان ، خـصـلات شَـعـري تَـخـتَـنـق بَـيـن انـامِـلـي .
اتَـحـدَث بـداخـل عَـقـلي الـثـرثـار ، مَـالـذي عَـلـي فـعـله او كَـيـفـيـة التَـصَـرف ، لـن اخـاطـر بـهـا .
ذهـابًـا و ايـابًـا فـي هَـذا الـحـيـز الـصَـغـيـر ، ڤـالـيـريـن تَـنـظـر الـى تَـبَـعـثـري بَـيـن الحـيـن و الأخَـر ، الـقَـيـت بَـصَـري عَـلـيـهـا قَـبـل ان اضَـغَـط بـشِـدَة عَـلـى الـهـاتِـف .
ذَهَـبـت الـى مَـنَـصَـة الـحَـديـث بـَـيـنـي انـا و يـورثـا ، الـقَـلـق و الـتـرَدد يَـمـنَـعـانـي مِـن كِـتـابَـة هَـذه الـرسـالـة ، لـكـن الـتَـوَجُّـس كَـانَ اقـوى مِـن كـلـيـهـمـا .
- اسـمَـعـيـنـي يـورثـا ، انـا مـوافـقَـة عَـلـى خِـطَـتـكِ الـبَـديـلـة تِـلـك و لـكِـن عَـلـي مُـقـابَـلـة ذَلـك الـقـائـد قَـبـل ايّ شَـيء .
وَضَـعـت الـهـاتِـف جـانِـبًـا حَـتـى لا يَـطـولـه الـنَـدَم الـذي داهـمَـنـي فَـور ارسـال هَـذه الـرسـالـة فـ اتـراجـع عَـنـهـا .
سَـحَـبـت جَـسَـدي وَهَـويـت ارضًـا بـجـانـب الـصَـغـيـرَة اشـغـل نَـفـسـي فـي الـلَـهو مَـعـهـا .
دقـائـق مَـعـدودَة و اقـتَـحـم رَنـيـن الـهـاتـف سَـمـعـي ، زَحـفًـا عَـلـى رُكـبَـتـاي وَصَـلـت الـيـه ، قَـرَرت قـراءة رد يـورثـا بَـعـد الـتـقـاط الـكَـثـيـر مِـن الأنـفـاس .
- فَـعَـلـتِ الـصَـواب إيـلـيـروڤـا ، صَـدقـيـنـي لـن يَـزور الـنَـدم عَـقـلـك اطـلاقًـا ، بـخـصـوص مُـقـابَـلـتـه وايـن سَـيـتـولـى هَـذا الأمـر ، لا عَـلـيـكِ .
نَـقـشـت بـيـدي عِـدة احـرف اشـكـل جُـمَـلـة .
- بـلـى زارنـي ، اتـحَـدث مَـعـكِ الآن و انـا شَـديـدَة الـنَـدم ، لا تَـكـونـي واثـقَـة الـى هَـذا الـحَـد .
ثَـنَـيـت عُـنـقـي الـى الـخَـلـف لـكَـي اخَـفـف عَـنـي الـتَـوتـر قَـلـيـلًا ، اسـتـقـامـتـي كـانَـت تَـزامـنًـا مـع وصـول رد يـورثـا .
- حـقًـا ، حَـسَـنًـا سـأعيـد صـيـاغَـة الـجُـمـلـة ، صَـدقـيـنـي حَـتـى و ان زارَكِ الـنَـدَم الآن لـن يَـفـعـل فـيـمـا بَـعـد .
زَفَـرتُ بـضـيـق اكـتـب اخـر رسـالـة .
- اعـلـمـيـني بالأمـر حـيـنَـمـا يَـتـم .
لـم اقـتَـرب مِـن الهـاتـف حَـتـى هَـذا الـوَقـت الـتـي اخـبـرتـنـي بـه يـورثـا عَـلـى اخـر الـمُـسـتَـجَـدات .
تَـأكـدت ان هَـذا الـرجـل لا يَـفـقـه شـيـئًـا عَـن الـمُـشـاركَـة او احـتـرام الـطَـرَف الاخـر ، حَـيـث هـو مَـن قـامَ بـتَـحـديـد الـيـوم الـمُـنـاسِـب لـه و لـيـسَ لـكِـلانـا ، حَـتـى مَـوقـع الـلـقـاء و تَـوقـيـتـه كَـانـا مِـن اخـتـيـاره هـو ايـضًـا .
ارتَـدَيـت ثَـوب يَـومـي طَـويـل و نَـاعـم بـالـلـون الـرمـادي الـفـاتِـح مَـعَ سُـتَـرَة صـوفـيـة بَـسـيـطَـة فَـوقـه بـالـلـون الـبـيـج
شَـعـري لـيـسَ طَـويـل كَـثـيـرًا لـذلـك تَـرَكـتُـه مُـبَـعـثـرًا فَـوف اكـتـافـي و ظَـهـري ، اكـتَـفَـيـت بِـقَـلـيـل مِـن الـمُـسـتَـحـضـرات الـتَـجـمـيـلـيَـة ، كَـل هَـذا مِـن اجـلـي كـ اهـتِـمـام بِـنَـفـسـي و لـيـس مِـن اجـلـه هـو .
انـتَـهـيـت مِـن تَـحـضـيـر ڤـالـيـريـن و جَـمـع الاغـراض الـتـي قَـد تَـحـتـاجـهـا هـنـاك لـدى يـورثـا ، حَـمَـلـت كُـل شَـيء و خَـرجـت مِـن الـشَـقَـة .
كـان فـي اسـتـقـبـالـي الـسـائـق الـذي ارسَـلـه الـسَـيَـد وايـن و احَـد الـحـراس لـيـرافـقـنـي الـى مَـنـزلـهُـم .
وَضـعـت ڤـالـيـريـن فـي احـضـان يـورثـا و بَـقَـيـت امـام الـبـاب احـدق بِـهـا عَـلـى امَـل ان تَـطـلـب مِـنـي عَـدَم الـذَهـاب الـى هُـنـاك .
اتـى الـسَـيـد وايـن مِـن خَـلـفـهـا يُـعـانـق خِـصـرَهـا ، يَـده بُـسِـطَـت فَـوق بَـطـنـهـا الـمُـنـتَـفـخَـة ثُـم نَـزل بـوَجـهـه يُـقَـبِـل جَـبـيـن ڤـالـيـريـن .
بَـعـد ان انـتَـهـى مِـن هَـذا الـتَـرحـيـب الـلـطـيف تَـوجـه الـي يـعـطـيـنـي نَـظـرة خَـلـوقَـة يُـرَحـب بـي انـا الأخـرى .
- لا أمـلـك أيّ نَـصـائـح او حَـتـى كَـلِـمـات تَـحـفـيـذيَـة ، انـتِ بـالـفـعِـل تَـعـلـمـيـن مـا الـذي اقـحَـمـتـي نَـفـسـك بـه صَـحـيـح ؟ .
تَـحَـدَث مَـعـي بِـصَـلابَـة بـالـغَـة ، كَـلامـه جَـعـل الـخَـوف فـي تَـفـاقُـم بِـداخِـلـي ، بَـلـعـت مـاء جَـوفـي اومـأ له .
الـتَـفَـت اعـطـيـهـم ظَـهـري بـنـيَـة الـذَهـاب ، حَـمَـحَـمَـة الـسَـيـد وايـن اجـبَـرتـنـي عَـلـى الـرجـوع ادراجـي انـظُـر الـيـه .
- وَجَـدت نَـصـيحَـة فـي غَـايـة الأهـمـيَـة لـكِ .
رَمَـيـت نَـظـرَة لـيـورثـا الـمُـبـتَـسـمَـة ثُـم عُـدت الـيـه اهـز رأسـي .
- حـاولـي الا تُـغـضـبـيـنَـه .
فـي هَـذه الـلـحـظَـة اردت الـتـراجـع عَـن كُـل شَـيء ، يَـجـب عَـلـيـهم طَـمـئـنَـتـي و لـيـس اخـفـاتـي ، ابـتـسـامـة يـورثـا هَـذه تُـغـضـبـنـي ، اريـد لـكـمَـهـا بـقـوَة .
انـحَـنَـيـت لـه بـرأسـي احـتـرامًـا لـنَـصـائـحـه الـمُـحَـفـذَة تِـلـك ثُـم غـادَرت مِـن امـامُـهـم .
اوصَـلـنـي الـسـائـق الـي الـمَـكـان الـمُـحَـدَد ، بَـعـد تَـرجُـلـي مِـن الـسَـيـارَة تَـعـرقَـلـت قَـدمـي فـي الـسـكـون الـمُـحـيـط بـالـمَـكـان ، بَـقَـيـت واقِـفَـة اعـايـن الـوَسَـط و مُـحـيـطـه الـخـالي تَـمـامًـا .
رَجـعـت الـى الـخَـلـف ارمـق الـسـائـق الـذي بـدوره يَـنـظُـر الـي ، تـأكـدت مِـن مَـلامـحـه انَـنـا فـي الـمَـكـان الـصَـحـيـح .
اتـخَـذت تِـلـك الـخُـطـوَة بَـعـد جِـدال حـاد مَـعَ عَـقـلـي و مَـنـطـقـه الـدَؤوب بـ الـقَـلـق ، هَـذه الـمُـقـابَـلـة سَـوفَ تُـحَـدد مَـصـيـر حَـيـاتـي الـقـادمَـة ، مـن خـلالـهـا سـأقـرر إمّـا سـأكـون إمـرأةً مُـتـزوجَـة إمّـا سـأسـتـمـر فـي كَـونـي وَحـيـدَة الـى الأبـد .
عَـيـنـي تَـتَـنَـقـل فـي ارجـاء الـمَـكـان اثـنـاء سَـيـري الـى الـداخـل ، وَجَـدت شَـخـصًـا اخـيـرًا يَـقـف امـام بـاب الـرواق الـمـؤدي الـى الـداخِـل .
رَحَـب بـي ثُـم اقـتـادَنـي الـى الـطـاولـة الـخـاصَـة بـنـا ، فـي الـحَـقـيـقَـة لا ارى ان هُـنـاك داعـي لـذلـك كَـون ان الـمَـكـان فـارغ بـالـكـامـل لا يـوجَـد بـه سـواي و عَـدد قَـلـيـل مِـن الـعُـمـال ، ايّ طـاولـة سَـتَـفـي بٕالـغَـرض .
كُـنـت اظُـن انَـنـي سأجـده جـالـسًـا فـي اسـتـقـبـالـي لَـكـنـه مُـسـتَـمـر فـي خَـيـبَـة ظـنـونـي بـه مِـن قَـبـل ان أراه حَـتى ، بـرَغـم انَـنـي وَصَـلـت فـي الـوَقـت الـمُـحَـدد الا انـه لـم يـأتـي الـى الآن .
- رَجـل مُـتَـغَـطْـرس و مُـتـعـالـي .
تَـمـتَـمـث و انـا اجـلـس فَـوق احَـد مَـقـاعـد الـطـاولـة .
تَـرَكـت تَـفـكـيـري يَـذهَـب بَـعـيـدًا مَـع تَـخَـيُـلاتـي حـيـال شَـكـلـه ، رَجـل يَـقـتَـرب مِـن الـخَـمـسـيـن مِـن عُـمـره يَـتـغَـلـغـل الـبَـيـاض خُـصـلات شَـعـره الـقَـصـيـر ، خَـيـالـى لَـم يُـفـرض الـقُـصـر عَـلـى شَـعـره فَـقَـط بـل عـلـى جَـسَـده ايـضًـا ، اتَـخَـيَـلـه قَـصـيـر الـقـامـة ، بَـطـنـه مُـنـتَـفـخَـة مـثـل يـورثـا ، مَـلامـح وجـهـه قَـبـيـحَـة ، بـالـطَـبـع لـن يَـكـون صـاحِـب هَـذه الـخِـصـال الـسَـيـئَـة و الـمُـتَـكِـبـرَة شَـخـص وَسـيـم .
مِـن الـجَـيـد انـنـي لـم انـجَـرف خَـلـف فـضـولـي و لـم اطـلـب مِـن يـورثـا ايّ صـورَة لـه او مَـعـرفـة عُـمـره ، حَـتـى يَـتَـسَـنـي لـي اجـاد شَـيء يُـشـغـلـنـي رَيـثـمـا يـأتـي ذَلـك الـقـائـد الـغَـرور .
ايّ رَجُـل هَـذا الـذي يَـتـرُك امـرأة تَـنـتَـظـره فـي اوَل مَـوعـد لـهـمـا بِـهَـذا الـشَـكـل ؟
فـى خـِضَـام مـنَـاوشَـتـي مَـعـه بـداخـل رأسـي ، جَـذبَ انـتِـبـاهـي جَـلـبَـة عَـنـد مَـدخَـل الـمَـطـعَـم .
رَفَـعـت نَـظـري مِـن فَـوق يَـدي الـمُـتَـربِـعَـة اعـلـىٰ الـطـاولـة لـ اجـد بَـعـض الأشـخــاص بِـمـلابـس عَـسـكَـريَـة و الـبَـعـض الاخـر بـبـذلات سـوداء مُـتـشـابـهَـة ، يَـتَـفَـرقـون فـى انـحـاء الـمَـكـان و الـبَـعـض ظـل واقـفًـا امـام الـبـاب .
حَـسـنًـا هَـذا غَـيـر طَـبـيـعـي ، تَـراجـعَـت يَـدي واقـعَـة فـوق فَـخـذي ، ظَـهـري الـتـصـق فـي الـمـقـعَـد ، عَـيـنـاي لـم تَـتـزَحـزح عَـن الـمَـدخَـل انـتـظـر دخـولـه
كُـل ظـنـونـي و تَـخـيُـلاتـي تَـبـخَـرت فَـور رؤيـتـه ، سَـقَـط فَـكـي جـديًـا عِـنـد رؤيـتـه بـهـذه الـحُـلـة الـمُـهِـيـبَـة .
مَـلابِـسـه الـعَـسـكَـريَـة الـسَـوداء ، يـثـنـي اكـمـام قَـمـيـصـه الـى نِـهـايـة رسـغـه ، طـولـه يُـضـاعـف تَـخـيـلاتـي لـه ، خـصـلات شَـعـره الـقـاحـلـة بـالـسَـواد مِـثل عَـيـنـاه الـحـادَة ، كَـفـة يَـده تَـقـبـض عَـلـى الـكـاب الـخَـاص بـمـلابِـسـه الـعَـسـكَـريَـة حـد الإنـكِـمـاش ، عُـري ذراعـه اظـهـر مَـدى صَـلابـة بُـنـيـان جَـسـده .
رَهـبـة عـارمـة صـاحـبَـت قـدومـه نَـحـوي ، هـالـتـه الـبـاردة شَـعـرت بـهـا هـذه الـمَـرة حـقًـا ، عَـيـنـاه لـم تَـلـتـقـي مَـع خَـاصَـتـي فـي تَـواصـل الـى الآن و هَـذا جَـيـد لـلـغـايَـة ، لـسـتُ مُـسـتَـعـدة بَـعـد .
فَـور ان هَـبـط جَـسَـده فـوق الـمَـقـعـد امـامـي انـسَـحـب كُـل جـنـوده مِـن الـمَـكـان ، بَـقـى مَـن يَـقـف فـي الـمَـدخـل فـقَـط .
هَـذا اقـتـحـام ولـيـس مَـوعـد !!
صَـرفـت نَـظـري عَـنـه اخـنـق خُـصـلات شَـعـري بَـيـن انـامِــلـي اجـبـرهـا عَـلـى الـرجـوع الـى خَـلـف اذنـي .
- عَـيـنـاكِ .
تَـحـشـرج الـنَـفـس بـداخِـل مـجـراه عِـنـدمـا الـتَـقـطـت اذنـي صَـوتـه الـخـشـن ، اخـذت وقـتي الـكـامِـل فـي رَفـع بَـصـري الـيـه ، اسـتـقـبَـلـنـي بـنَـظـرات جَـامـدة لـيـس لـهـا ايّ مُـسَـمـىٰ .
حاذى يَـده مَـع صَـدره يـشـيـر عَـلـى جَـسـده .
- ابـقـيـهـا هُـنـا .
تَـعَـجَـبـت مِـن تَـسـلــطـه ولـهـجــتـه الـجـافـة ، يـأمـرنـي وكـأنـنـي احَـد جـنـوده .
حـاجـبـي تَـمـرد عَـلـى مَـلامِـحـي الـهـادئـة يُـعـرب عَـن اعـتـراضـه .
راقـبـت تَـصـرفـه الـثَـقـيـل بـتَـمَـعُـن ، يَـمـيـل بـرأسـه قَـدر مَـلـحـوظ يـرفـع حـاجـبـه مَـع تَـسـلـط نَـظـراتـه الـغَـرورَة و الآمـرة .
نَـفـضـتُ رأسـي اسـتَـقـيـم بـجَـسـدي أمـامـه ، لـن اسـمَـح لـه الـتـأكـد انـه مُـخـيـف و يـؤثـر عَـلـي .
- وايـن كَـان شَـغـوف اثـنـاء تَـحَـدثـه عَـنـكِ ، لـنـرى اذا الـوَقـت الـذي بَـذلـه فـي الـثـرثـرة امـامـي يَـسـتَـحـق ام لا .
طَـرف شَـفـتـي الـمَـرفـوع سَـبـقـنـي فـي الـرَد عَـلـيـه .
- عَـفـوًا ، إذ لـم يَـكـن يَـسـتَـحـق لـم تَـكـن لـتَـدعـه يُـكـمِـل ثَـرثـارتـه تِـلـك ، عَـلـى حَـد عِـلـمـي ان الأشـخـاص الـعَـسـكَـريـَـة تُـقـدس الـوَقـت ، لـن تُـهـدر وَقـتـك الـثَـمـيـن عَـلـى سَـمـاع مـالا يُـعـجـبـك صَـحـيـح ؟
بـروز بـاطِـن وجـنَـتـه اثـر مُـنـاوَشَـة لـسـانـه مَـعَـهـا بـالـداخـل جَـذب انـظـاري الـيـه .
- تَـتَـحَـدثـيـن كـثـيـرًا ايـتُـهـا الـصَـغـيـرة .
جَـعَـلـتـنـي جُـمـلـتـه اشـتـاط غَـضـبًـا ، حَـدَقـت بـه بـنَـظـرات حَـاقِـدَة اشـاهـد لَـعـقـه لـطَـرف شـفـاهـه و مَـسـحـه بـ سَـبـابـتـه اسـفَـل انـفـه .
- مَـعـلـومـاتـك لـم تَـتَـجـاوز بـاب غُـرفـتـك .
عَـاد بـظَـهـره يُـلـصـقـه فـي الـمَـقـعـد يُـرمـق وَجـهـي و تَـشَـتـت عَـيـنـي بَـيـن مَـلامـحـه الـثـابـتَـة و بَـيـن يَـده الـعـابـثَـة بـذَقـنـه .
- مَـعـلـومَـة بَـسـيـطَـة سَـقـطَـت مِـن الـفـهـرس الـخـاص بـكِ ، الأشـخـاص الـعَـسـكَـريـَـة فـضـولـيّـن لـلـغـايَـة ، اسـتـمـاعـي الـيـه كـان فـضـول لـمَـعـرفَـة الـشَـخـص الـذي سـأهـدر مِـن وقـتـي الـمُـقَـدس مـعـه .
اسـنـانـي تُـعـانـي مَـعـي فـي كَـبـح غَـضـبـي مَـمـا يَـقـولـه .
- عَـلـى عَـكـسَـك تَـمـامًـا سـيـادة الـقـائـد ، لـم يَـكـن لَـدي فـضـول حـيـالـكِ نـهـائـي ، بَـل لـم تَـكـن لـدي رَغـبَـة بـالـقـدوم الـى هــنـا تَـمـامًـا .
عَـدلـت جـلـستـي ابـسط رسـغـي فَـوق مَـسـنَـد الـمَـقـعَـد الـجـانـبـي ، مَـرت عِـدَة لـحـظـات صَـمـت مِـنـه ، يُـحَـدق بـي بـثَـبـات تـام ، مـلامـحـه لـم تَـهـتَـز ، لـسـانـه مُـسـتَـمـر فـي الـمـنـاوشـات مَـعَ بـاطـن و جـنَـتـه .
اعـتـقـد انـنـي اثَـرت غَـضـبـه .
تَـلاعَـب فَـكـه و اقـتـرابـه بـ اصـابـعـه مِـن حـافَـة الـطـاولـة يـحـتَـك بـها ، شَـردت بـهـا لـعـدة ثـوانِ حَـتـى جَـفـلـت مِـن صَـوتـه الـذي داهـمـنـي فَـجـأة .
- هَـذه الأولـىٰ و سَـتَـكـون الأخـيـرَة ، نَـبـرتـكِ حـيـنـمـا تَـتَـحَـدثـيـن مَـعـي يَـجـب ان تَـكـونـي حَـريـصَـة بـشـأنـهـا ، همم !
فُـرصَـتـي فـي الـرد عَـلـيـه كـانَـت مَـعـدومَـة حـيـنَـمـا نَـظـف حَـلـقـه يـسـتـائـنـف حَـديـثـه .
- اعـانـي مِـن حـسـاسـيَـة مُـفـرطَـة تِـجـاه الـعَـبَـث لـذلـك سَـنَـكـتَـفـي الـى هَـذا الـحَـد ، اريـد سَـمـاع ظـروفـك الـتـي اجـبَـرتـك عَـلـى الـقـدوم الـى هُـنـا ايَـتُـهـا الـغَـيـر راغِـبَـة .
اجـبـرت نَـفـسـي عَـلـي الاعـتـقـاد ان هَـذه لـهـجـتـه فـي الـمُـطـلـق حَـتـى يَـمـر هَـذا الـلـقـاء .
- اعـتَـقَـدت ان ثَـرثَـرة الـسَـيد وايـن ارضَـت فـضـولـك و رَغـم ذَلـك سـأمـنَـحـكَ مـا تُـريـد .
تَـجَـاهَـلـت نَـظَـراتـه الـحـارقَـة و قَـلـبـي الـذي يَـرتَـجـف فـ انـزَلـت عَـيـنـي احـدق بـيـَدي .
نَـسَـيـت تَـنـبـيـه لـي مُـنـذ قَـلـيـل ، هَـمـهَـمَـتـه الـغَـلـيـظَـة اعـادَتـنـي الـى وجـهـه .
تَـعَـلـقـت نَـظـراتـي بـوَجـهـه ، اخَـذت نَـفَـسًـا طَـويّـل ثُـم اكـمَـلـت .
- لـدي طِـفـلَـة تَـبـلـغ مِـن الـعُـمـر ثـلاثَـة سـنـوات ، ابـنَـة شَـقـيـقَـتـي الـمُـتَـوفـيـة ، اريّـد حِـمـايَـتـهـا ، هَـذا فَـقَـط ما اريـده .
رَفـع حـاجِـبـه يـتـسـائـل بـنـظـراتـه قَـبـل شِـفـاهـه .
- مِـن مَـن ؟
عَـضـضَـت عَـلـى سُـفـلـيـتـي
- والـدهـا .
تَـوَقَـعـت نَـفـور مَـلامِـحـه او غَـضـبـه مـمـا اقـولـه .
- همم اكـمـلـي .
نَـفَـيـت خَـفـيـفًـا اكـمـل
- عـنـدمـا عَـلـمـت شَـقـيـقَـتـي بـحَـمـلـهـا مِـن حَـبـيـبَـهـا ، ذَهـبـت الـيـه و اخـبـرتـه لـكـنـه اخـبـرهـا انـه لـيـس مُـسـتَـعَـدًا لـلـزواج او ان يَـكـون والـدًا فـي الـوَقـت الـحـالـي ، تَـوَفـت شَـقـيـقَـتـي بِـسَـبَـب خَـطـأ طـبـي ، وقـتـهـا اصـبَـحـت كُـل شَـيء لـلـصَـغـيـرَة .
لـم ازحـزح عَـيـنـي عَـنـه لـكـنـنـي اردت اخـذ نَـظـرَة مُـطَـولـة قـبـل ان اضـيـف .
- غـادر والـدهـا بَـعـد ولادتِـهـا بِـبَـعـض ايـام و مـنـذ ذلـك الـحـيـن لـم اسـمـع عَـنـه شَـيـئًـا ، لـكـن مِـن فَـتـرَة بَـسـيـطَـة عَـرفـت انـه سَـيـعـود الـى كـوريـا كَـمـا انـه سـأل عَـلـي بَـعـض الـمَـعـارف الـمُـشـتَـركَـة بَـيـنَـنـا .
اكـتَـفَـيـت بـهَـذا الـقَـدر ، انـتَـظـرتـه يَـطـرح هـو الأسـئـلـة حَـتـى اجـيـب عَـلـيـه .
بَـلـل شِـفـاهـه يـرفـع حـاجـبـه
- جَـيـد .
هَـذا مـا نَـبـسـه فَـقَـط ، بَـعَـد كُـل هَـذا قـال جَـيـد فَـقَـط !
- مَـصـيـر هَـذه الـعـلاقـة تَـم تَـحـديـده اذًا ، تَـبـادل الـحَـاجَـة .
فَـقَـدت الـقـدرَة عَـلـى غَـض بَـصـري عَـنـه عَـيـنـاه الـحـالـكَـة تُـجـبـرنـي عَـلـى الالـتـزام بـتَـنـبـيـه تَـجـنـُـبًـا لـ اثـارة الـجِـدال ، يَـكـفـيـنـي الـتَـوتـر و الـرَهـبَـة فـي حَـضـرَتـه .
- لـم اوافـق بَـعـد سِـيـادة الـقـائـد .
ثـقـتـه تَـشَـكَـلـت فـي ثَـبـاتـه .
- لا ارى مـوافـقـتـك شَـيـئًـا مُـهـم .
الاهـانَـة فـي نَـبـرَتـه و غـروره جَـعـلـوا الـغَـضَـب بِـداخِـلـي ، زَحـفـت بـجَـسَـدي الـى الأمـام بـهَـمَـجـيَـة نَـاويـة الـرد عَـلـيـه .
مَـع خـروج اول حَـرف مِـن بَـيـن شِـفـاهـي رَفـع سَـبـابـتـه يُـشـهـر بِـه امـامـي يَـمـنَـعـنـي عَـن الاكـمـال .
- اسـتـثـنـاءتـي مَـعـدومَـة .
اخـفَـض اصـبـعـه مـع رجـوع جَـسَـدي
- تَـفـتَـقـديـن الـحـيـطـة فـي انـدفـاعـك .
ذَهـبَـت عَـيـنـي مَـع يَـده الـتـي خَـطَـفَـت الـكـاب الـخَـاص بـه ثُـم غـادرتِـهـا مَـع بـدئـه فـي الـحَـديـث مَـرة اخـرى .
- طـفـلـي بِـحـاجَـة الـى ام مَـسـؤولَـة و انـتِ بـحـاجَـة الـى حِـمـايَـة طِـفـلـتـكِ ، هُـنـا يَـكـمُـن مَـفـهـوم الـزَواج .
يُـغـلـف الـوَقـار كَـلـمـاتـه و تَـحـركَـات جَـسـده الـقَـلـيـلـة
فَـرضـت عَـلـيـه الـتَـركـيـز مَـعـي بـهَـمـهَـمَـة مُـعـتَـرضـة .
- سَـنُـحـاكـي هَـذه الـعِـلاقَـة لـمُـدَة شَـهـرَيّـن كَـ افـتـراض حَـتـى نَـكـون عَـلـى قَـنـاعَـة تَـامَـة مِـن ذَلـك الـقَـرار الـذي سَـوف نـأخـذه حـيـال اسـتـمـرارهـا او زَوالـهـا .
مَـلامـحـه الـثـابـتَـة جَـعَـلـتـنـي جـاهِـلـة لـمَـوقـفـه مِـن شَـرطـي الـذي طَـرَحـتـه عَـلـيـه مُـنـذ قَـلـيـل .
- انـا لـسـتُ مُـراهـقًـا يَـبـحـث عَـن وَسـيـلـة لـتَـقـضـيَـة وَقـتـه و الاخـتـلاء بـإحـداهـن لـكَـي يـرضـي غَـريـزَتـه ، وجـودي هُـنـا امـامـك يَـجـعَـلـك تَـدركـيـن جِـديـتـه بـالـفـعـل .
غَـض اهـتِـمـامـه عَـن ارتِـبـاكِ يُـكـمِـل .
- سَـيَـكـون افـتـراض رَسـمـي ، قَـررت الـزَواج بـكِ و انـتـهَـى الأمـر .
بَـعـد انـتِـهـائـه وَقـف بـوقـار يَـنـظـر الـي مِـن اسـفَـل جـفـونـه
- سَـبـعَـة عَـشـر دَقـيـقَـة يـأخـذهـا الـطَـريـق مِـن هُـنـا الـى شَـقـتـكِ ، خـذي وَقـتـك فـي جَـمـع اغـراضـكِ ايَـتُـهـا الـثـرثـارَة ، غَـدًا سَـتَـكـونـيـن فـي مَـنـزلـي