رواية FORMAL ASSUMPTION الفصل السابع7


 رواية FORMAL ASSUMPTION الفصل السابع

    ارتَـسَـمَـت ابـتِـسـامَـة اكـثَـر وِسـعًـا عَـلـىٰ ثَـغـرهـا بَـعـد ان انـتَـهَـت مِـن مُـحـاولَـتِـهـا لـ ادعـاء اخـتِـلاط الأمـر عَـلـيـهـا تَـحـدِيـقـاتِـهـا بـي تَـضـم سُـتـرتـه الـتـيّ تَـغـمُـر جَـسَـديّ ، بَـيـنَـمـا وَجَـدت الـسَـيـد جـيـون يَـقِـف خَـلـفِـهـا مُـسـتَـنِـدًا بـظَـهـره فَـوق الـحـائِـط بِـخَـلـفـه ، عَـيـنـاه مُـسَـلَـطـة عَـلـىٰ وَجـهـي ، مَـلامِحَـه خـالـيَـة مِـن ايّ تـعـبـيـرًا تَـمـامًـا .

نَـقَـلـت بَـصـري مِـن فَـوق وَجـهـه اتَـجـه بِـه الـىٰ زَوجَـتـه الـسـابِـقَـة الـتـي اتَـضَـح لـلـتَـو انـهـا تَـعـمـل كَـمُـسـاعَـدَة لـه فـي الـقـاعـدة .


سِـرتُ بـ عَـيـنـي نـزولًا مِـن وَجـهِـهـا و تِـلـكَ الإبـتِـسـامَـة الـمُـصـطَـنِـعَـة وصـولًا الـىٰ يَـدهـا الـتـي مـازالـت مُـصَـوَبـة نَـحـويّ ، سَـحَـبـت نَـفـسًـا عَـمـيـق فـي ذات الـوَقـت ارخـي جِـفـونـي اغـادر الـمَـكـان مِـن امـامِـهـا .


بَـقـيَـت يَـدهـا مُـعَـلَـقـة فـي الـهَـواء امـام جَـسَـدهـا بَـعـد مُـغـادَرتـي ، هَـبَـطـتُ بِـجَـسَـدي فَـوق الـمَـقـعَـد بِـجـانِـب الـسَـيـد وايـن الـذي تَـعـتَـريـه حـالَـة مِـن الـذُعـر و الـخَُوف .


عِـنـدَمـا رَفَـعـتُ عَـيـنـي صَـوبَـهـا كـانَـت هـيَّ تُـحَـدق بـ كَـفَـة يَـدِهـا و تَـلـعَـق شِـفَـتِـهـا الـسُـفـلـيَـة ، لَـم تَـسـتَـغـرق الـكَـثـيـر مِـن الـوَقـت فـي ذَلِـك ثُـمَ تَـدارَكَـت تَـجـاهـلـي لَـهـا تُـسـدِل يَـدهـا بِـجـانِـبـهـا مَـعَ عَـودَتِـهـا الـىٰ الـخَـلـف بَـعـض الـخَـطَـوات .


كُـنـت فـي حَـالَـة لا تَـسـنَـح لـي الإهـتِـمـام بِـهـا و بـتَـمَـلُـقـهـا الـمُـزَيـف ذاك ، عَـقـلـي مُـنـشَـغِـل بـيـورثـا فَـقَـط ، وَ لَـكِـن مَـشـهَـد مُـحـاوَطَـتِـهـا لـ كَـتِـف الـقـائِـد لا يَـنـفَـك عَـن الـتَـجَـول بـ داخِـل عَـقـلـيّ ، اغـلَـقـت عَـيـنـي بِـقـوة اضـغَـط فَـوقِـهـا بِـجـفـونـي لِـكَـيّ اُشَـتِـت نَـفـسـي عَـنـهـم .


ضِـحـكَـتِـهـا الـسـاخِـرَة ارغَـمَـت مِـقـلـيـتـاي عَـلـىٰ مُـغـادَرِة الـظَـلامْ و الـتَـوَجـه نَـحـوِهـا ، بَـيـنَـمـا تَـحَـرك الـسَـيـد جـيـون الـىٰ الـجِـهَـة الاخـرىٰ بِـخَـطَـوات بَـطـيـئَـة مَـع مُـحـافَـظَـتـه عَـلـىٰ اسـتِـمـراره فـي الـنَـظَـر الـيّ بِـتِـلـك الـنَـظَـرات الـغَـريـبَـة .

تَـزامـن جِـلـوسِـهـا عَـلـى الـمَـقـعَـد امـامـيّ مَـعَ تِـلـك الـضِـحـكَـة الـزَهـيـدَة .


- هَـل ظَـنـي نـاحـيَـتَـكِ صَـحـيـح ايـلـيـروڤـا ؟ انـتِ لَـم تَـغـضَـبـيـن مِـنـي بِـسَـبـب الْـتِـبـاس الأمـر عَـلَـيّ مُـنـذُ قَـلـيـل ، صَـحـيـح ؟ لَـقَـد كَـانَ مُـجَـرد خـطـأً غَـيـر مَـقـصـود ، كُـل مـا فيّ الأمـر انَـنـي اعـتَـدت عَـلـىٰ وجـود جـيـون بِـجـانـبـي ، بِـجـانـب اسـمـي دائِـمًـا .

رَمَـت نَـظـرَة جـانِـبـيَـة عَـلـيـه ثُـمَ عـادَت الَـىّ .

- اطـمَـح ان لا تَـكـونـي بِـتِـلـك الـعَـقـلـيَـة الـسَـخـيـفَـة الـتـي تَـهـتَـم بـ اخـطـاء بَـسـيـطَـة و غَـيـر مَـقـصـودَة مِـثـل هَـذه .

اتَـجـه انـظـار الـجَـمـيـع الـيـهـا حَـتـىٰ الـسَـيـد وايـن ، فَـقـد اثـارت انـتِـبَـاهـه جُـمـلَـتِـهـا الأخـيـرَة .

رأيـت مَـلامِـح الـقـائِـد تَـتَـهَـكَـم تَـدريـجـيًـا و بِـكَـونـه رَجُـل رزيـن و ثَـقـيـل بَـدر تَـصـرفـي قَـبـلًا مِـنـه .


جَـعَـدت مـا بَـيـنَ حـاجـبـايّ امـيـل بِـرأسـي الـىٰ الـيَـمـيـن بَـعـض الـشَـيء .

- كَـدتُ ان انـسـىٰ وجـودك هُـنـا ، مِـن الـجَـيـد انَـكِ تَـحَـدَثـتِ مَـرة اخـرىٰ حَـتـىٰ الاحِـظَـكِ .

ارجَـعـت ظَـهـريّ الـىٰ الـخَـلـف اسـتَـنـد عَـلـىٰ الـمَـقـعَـد اتـرك يَـديّ فَـوق فَـخـذي و الاخـرىٰ حـاوَطـت بِـهـا ذراعـيّ .

- لا تَـقـلـقـي رومـيـر لـيـدنـا فَـلـم يَـنـتَـبـه احـدًا هُـنـا الـىٰ خَـطَـؤكِ هَـذا غَـيـرَكِ ، انـا اُقَـدِر مـا يَـحـدُث مَـعَـكِ جَـيـدًا ، فَـكَـمـا نَـعـلَـم ، لا يُـلام الـشَـخـص عَـلـىٰ عَـدَم مَـقـدرَتِـه فـي الـتَـخَـطـيّ ، كُـل مـا عَـلـيـنـا فِـعـلـه هـو تَـجـاهُـل تَـخَـبُـطـاتِـه رَيـثـمـا يَـتـأكَـد بِـنَـفـسِـه مِـن سَـخـافَـة طِـمـوحِـه .


اخـذتُ نَـفـسًـا عَـمـيـق اتَـوَجـه بـ عَـيـنـيّ صَـوب بـاب الـغُـرفَـة الـذيّ بَـيـنـي و بَـيـن يـورثـا .

لَـم يَـكُـن لَـديّ ايّ رَغـبَـة فـي الـنَـظَـر الـيـهـا او خَـوض حَـديـث اخَـر مَـعـهـا لَـكِـنـهـا كَـانَـت تَـمـتَـلِـك رَغـبَـة لـعَـكـس مـا اريـده و هَـذا مـا تَـأكَـدتُ مِـنـه حـيـنَـمـا اتـانـي صَـوتِـهـا مَـرَة اخـرىٰ .

 الانـدِفـاع صِـفَـة يَـمـلُـكَـهـا صِـغـار الـعُـمـر مِـثـلَـكِ ، اعـتَـقِـد انَـكِ لَـم تَـعـتـاديّ عَـلـىٰ قـيـادَة الأمـور بِـطَـريـقَـة اخـرىٰ لِـذَلـك سـأعـتَـبِـر ان مـا تَـلـقـاه عَـقـلـك الـفَـقـيـر سـوء فِـهـم لا اكـثَـر ، ايـلـيـروڤـا .


نَـبـرَتِـهـا يَـمـلأهـا الـكَـراهـيَـة ، انـسـانَـة فـاشِـلَـة فـي اخـفـاء هَـذا فـي صَـوتِـهـا فَـلـن تَـكـون قَـادِرَة عَـلـىٰ ذَلِـك فـي مَـلاحِـهـا ايـضًـا و هَـذا مـا تَـأكَـدت مِـنـه حـيـنَـمـا ادرت لَـهـا وَجـهـي .

تَـعَـلَـقَـت بِـمَـلامِـحـيّ لـ ثَـوانِ فَـقَـط قَـبـل ان تَـنـحـاز الـىٰ وَجـهـه الـسَـيـد جـيـون الـذي وَقـف بِـجـانـبِ .

- رومـيـر لـيـدنـا .

صَـوتِـه كـانَ مُـرتَـفـعًـا بَـعـض الـشَـيء و كـأنَـه يُـصـارخ ، تـأثـيـر ذَلِـك كَـانَ واضِـح لِـلـغـايَـة عَـلـيـهـا حَـيـث ارتَـجِـفَـت مَـلامِـحـهـا فَـجـأة تَـزامُـنًـا مَـع نِـدائِـه ، وَقَـفـت تُـخِـفِـض اعـيُـنـهـا تَـضُـم ذراعَـيـهـا الـى جَـسَـدهِـا .

- سَـيـديّ .

نَـطَـقـت بـنَـبـرَة مُـخـتَـلِـفَـة فَـور وقـوفِـهـا ، بَـيـنَـمـا هَـو قَـد اخـذَ خَـطـوَة واحِـدَة اصـبَـح بِـهـا امـامـي .

عَـيـنـاي تَـحـرقـنـي و عَـقـلـي خـائِـف سَـكِـيـنَـتـي تُـصـبِـح مُـشَـتَـتَـة مَـعَ مِـرور الـوَقـت عَـلـىٰ يـورثـا بـالـداخِـل ، بِـرغـم كُـل هَـذا لَـم اقـوىٰ عَـلـىٰ مَـنـع نَـفـسـي مِـن الـنَـظَـر الـيـه خِـلـسَـة ، الـوقـار يُـغَـلـف غَـضَـبِـه بِـشَـكـل مُـلـفِـت .


رَفَـع ذَقـنِـه يُـحَـدق بِـهـا .

- الـسَـيـدة جـيـون ايـلـيـروڤـا و لَـيـسَـت ايـلـيـروڤـا .

بَـقَـيـت احـدق بِـه مُـتَـعَـجِـبَـة مِـن تَـصَـرفـه ذَلِـك ، اخـتَـطَـفـت نَـظـرَة مِـنـهـا و كـانَـت عَـلـىٰ نَـفـس الـوَضـعـيَـة و لَـكِـن مَـع تَـغـيُّـر بَـسـيـط فـي تَـعـابـيـر وجـهِـهـا .

عُـدت ادراجـي اتـمَـركَـز بـ نَـظَـراتـي فَـوقِـه ، نَـظَـراتـه لَـهـا صـارمَـة و كـأنَـهـا قَـد اقـدِمَـت عَـلـىٰ ذَنـبًـا مـا .

- صـونـي لِـسـانـكِ و ايـاكِ ان تَـنـسـيّ حِـدودك ، عِـنـدَمـا تَـتَـحَـدثـيـن مَـعَ زَوجَـة قـائِـدَكِ ، عَـلَـيـكِ مُـراقَـبَـة حِـروفِـك جَـيـدًا .

اخـرَج طَـرف لِـسـانِـه يَسـيـر بِـه فَـوق سُـفـلَـيَـتِـه ، جِـفـونِـه ارتَـخَـت يُـقَـلـص مِـن حَـجـم رؤيَـتـه لَـهـا .

- اسـتِـخـدام مَـكـانَـتـكِ الـسـابِـقَـة وَرَقَـة خـاسِـرَة فـي الـحِـصـول عَـلـىٰ شَـفـاعَـتـي ، انـتِ و الـبـاقـيَـة سَـواسـيَـة .


لِـسـانِـه الـمُـشـاكِـس ذَهـبَ الـى جِـدار وجـنَـتـه يُـغـرز طَـرفِـه بِـه .


- عُـلِـم ؟!


طـأطـأت رأسـهـا اكـثَـر تـومـأ لَـه .


- عُـلِـم سَـيـدي .



بَـعـد ان تَـلَـقـىٰ اجـابَـتِـهـا يَـعـود الـخَـطـوة الـذي تَـقـدمـهـا فـ اضـحَـىٰ بِـجـانِـبـيّ مَـرَة اخـرىٰ ، ارجَـعَ كِـلـتـا يَـداه خَـلـف ظَـهـره يُـشَـكِـل بِـهِـم عُـقـدَة هُـنـاك .


- اعـتَـذريّ .


بَـيـنَـمـا يُـلـقـيّ عَـلـيـهـا اوامِـره ابـتَـلَـعـت انـا دَهـشَـتـي مِـمـا سَـمِـعـتـه لـلـتَـو ، وَقَـفـت سَـريـعًـا بِـجـانِـبـه اتَـحَـدَث بِـنَـبـرَة هـامِـسَـة .


- لا اعـتَـقِـد ان مـا حَـدث يَـسـتَـحـق كُـلّ هَـذا ، انـا لَـسـتُ بِِـحـاجَـة الـىٰ اعـتِـذارًا سَـيـد جـيـون .

اسـتَـمَـر فـيّ الـنَـظَـر الـيـهـا يَـتـجـاهَـل وجـوديّ بِـجـانِـبـه .

- اصـمُـتـي .


فـي نَـفـس الـوَقـت كَـانَـت كَـفَـتـه فَـوق ظَـهـري مِـن الـمُـنـتَـصَـف يـوَجـه جَـسَـدي الـىٰ اسـتِـقـبـال لـيـدنـا الـذيّ شَـرعَـت فـي الـسَـيـر صَـوبـي بـالـفِـعـل .


وَقـفَـت امـامـيّ تَـضُـم ذراعَـيّـهـا بِـجـانِـب جَـسَـدهِـا ، عَـيـنـي ذَهـبَـت مَـعَ رأسِـهـا و هـو يَـنـحَـنـي اكـثَـر الـىٰ الأسـفَـل .



- اعـتَـذر مِـنـكِ سَـيـدتـي .


كُـل شَـيء يَـحـدُث الآن يُـزيـد مِـن ارتِـبـاكِ ، اعـتِـذارهـا ، يَـده الـتـيّ تَـسـيـر فَـوق ظَـهـري ، الاجـواء و الـمَـكـان الـذيّ يَـجـمَـعـنـا ، اعـيُـن الـسَـيـد وايـن الـتـيّ تُـراقِـب مـا يَـحـدث فـي صَـمـت .


كَـانَ كَـثـيـر عَـلـيّ حَـقًـا وَجـدت نَـفـسـي اخـتَـنِـق ، افـقِـد الـشِـعـور تَـدريـجـيًـا بـ اقـدامـي ، يَـده اسـتَـقـبَـلَـت ضُـعـف جَـسَـدي تُـسـنِـده ، اغـلَـقـت عَـيـنـي اسـتَـجـمـع نَـفـسـي ، احـاول عَـدم اظـهـار ضَـعـفـي الـحـالـيّ .



فـؤجـت بِـه يـأخـذنـي و يُـسـاعِـدنـي عَـلـىٰ الـجِـلـوس فَـوق الـمَـقـعَـد ، لَـم يَـكـتَـفـي بِـهَـذا فَـقَـط بَـل نَـزل يَـجـلـس الـقَـرفـصـاء امـامـي ، عَـيـنـاه تَـتَـفَـحـص مَـلامِـحـيّ عَـن كَـسـب .


ارتَـطَـمَـت انـامِـلـه بِـبَـشـرَة وَجـهـي حـيـنَـمـا رَفـعَ يَـده نَـحـوي ، يَـمـسَـح عَـلـىٰ وَجـهـي و بِـنَـفـس الـيَـد يُـزيـح خُـصـلات شَـعـري بَـعـيـدًا جَـبـيـنـي ، يَـتَـحَـدَث مَـعـيّ اثـنـاء ذَلِـك .


- مـا الـذيّ تَـشـعُـريـن بِـه ؟


اسـقَـطـت وَجـهـه مِـن بَـيـن جِـفـونِـي اذهَـب لاجـئَـة الـى ذَلِـك الـبـاب .



- الـخَـوف .


اصـبَـح ضَـعـيـفَـة و هَـشَـة عِـنـدَمـا اخـاف ، يـورثـا تَـعـلَـم ذَلِـك عَـنـي ، تَـعـلَـم انَـنـي لا اعـرف كَـيـفـيَـة الـتَـصَـرف حِـيـنَـمـا اشـعُـر بـالـخَـوف ، لِـذلـك طَـلـبَـت مِـنـي الـلـجـوء الـيـه عِـنـدَمـا شَـعـرت بِـخـوفـي مِـن فِـقـدان ڤـالـيـريـن ، اتـمَـنـىٰ ان تَـشُـعـر بـي الآن كَـمـا تَـفـعَـل دائِـمًـا و تَـخـرُج مِـن هُـنـاك .


تَـشَـبَـثـت بِـصَـوتِـه اهـرب مِـن افـكـاري .


- الـخَـوف عَـدوًا مؤقَـت يَـحـصُـل عَـلـىٰ قِـواه مِـن سَـلـبـيَـة افـكـارَكِ ، يـورثـا سَـتَـكـون بِـخَـيـر ، ادفَـعـيـه بَـعـيـدًا عَـنـكِ بـ ايـمـانَـكِ لِـهَـذه الـجُـمـلَـة .


اسـتَـمَـر فـي الـلـهـو فـي خُـصـلات شَـعـري الأمـامِـيَـة اثـنـاء تَـحَـدثـه مَـعـيّ .


- يـورثـا سَـتَـكـون بِـخَـيـر .


نَـفَـخـت وجـتـيّ اخـفِـض رأسي و بداخِـلـي اردد تِـلـك الـجُـمـلَـة مِـرارًا ، ذهَـبـت بـكِـفـوف يَـدي نَـحـو حـوافـي الـمَـقـعَـد اتَـمَـسَـك بِـهـم اتـمَـنـىٰ بِـداخِـلـي ان تُـفـلِـح خِـطَـتـه تِـلـك مَـعـيّ .

اثـنـاء انـشِـغـالِـه بـي ، انـشِـغـالـيّ بِـنَـفـسـي ، سَـمِـعـت صَـوت بـاب الـغُـرفَـة يُـدفَـع مِـن الـداخِـل ، امـرًا بَـسـيـط ازاد الـخَـوف بِـداخِـلـي الـضِـعـف ، احـتَـدَت قَـبـضَـتـيّ فَـوق الـمَـقـعَـد ارفُـض الـنَـظَـر الـيـه او الاهـتِـمـام بِـمـا سَـيـقـولـه .

شَـعـرت بِـهَـروَلَـة الـسَـيـد وايـن نَـحـو الـطَـبـيـب كَـمـا شَـعـرتُ ايـضًـا بـوقـوف الـقـائِـد مِـن امـامـي لَـكِـنـه بَـقـى بـ الـقُـرب مِـنـي .

- زَوجَـتـي هَـل هـيَّ بِـخَـيـر ؟

صَـوت الـسَـيـد وايـن الـمُـرتَـجِـف الـذيّ خـاطَـب بِـه الـطَـبـيـب سـاعَـد عَـلـىٰ اخـتِـنـاقـي بـ الـعَـديـد مِـن الـغَـصـات ، صَـدري يَـعـلُوا و يَـهـبَـط .


اعـراض الـبُـكـاء ظَـهَـرت عَـلـيّ و لَـكِـن عَـيـنـيّ مـازالَـت جـافَـة .

- زَوجَـتَـك تَـعَـرضَـت الـىٰ وِلادَة مُـبَـكِـرَة بِـسـبـب ضَـغـط كَـبـيـر عَـلـى جِـدار الـرَحِـم ، كـان سَـيـبـدو هَـذا امـرًا شِـبـه طَـبـيـعي و لَـكِـن الـكَـدمَـة الـتـي فـي اسـفَـل بَـطـنـهـا تـؤشِـر عَـلـىٰ اذىٰ قَـد نـال الـجَـنـيـن و والِـدَتـه .

سَـحَـبـت شَـهـيـقًـا اسـحَـق مِـقـلـيـتـاي اسـفَـل جِـفـونـي .

- الأم تَـخَـطَـت الـخَـطَـر و سَـوف نَـقـوم بـ نَـقـلـهـا الـىٰ غُـرفَـتِـهـا بَـعـد قَـلـيـل .

فَـور سَـمـاعـيّ لِـتِـلـك الـجُـمـلَـة نَـفَـثـت انـفـاسـي الـمُـضـطَـربَـة ارفَـع رأسـي نَـحـوه اعـايـن الـوَسَـط ، رَمـىٰ لـيّ الـسَـيـد جـيـون نَـظـرَة قَـبـل ان يَـتـحَـرك فـي اتِـجـاه الـسَـيـد وايـن يَـقِـف بِـجـانِـبـه .

جَـمـيـعَـنـا نُـحَـدق بِـه نَـنـتَـظِـر ايّ خَـبَـرًا يَـخـص الـطِـفـل و هـا قَـد فَـعـل اخـيـرًا .

- الـجَـنـيـن لَـم تَـكـتَـمـل رِئَـتَـيـه بَـعـد لِـذَلـك مَـعَ الأسَـف سَـيَـبـقـىٰ لـمُـدَة مـا بِـداخِـل عِـيـادات الاطـفـال لِـكَـيّ يَـحـصُـل عَـلـىٰ الـعِـنـايَـة الـلازِمَـة .


قـال الـجُـمـلَـة هَـذِه ثُـمَ غـادَر الـمَـكـان .

تَـوَقـعـت شَـيـئًـا هَـكَـذا كَـون ان الـوِلادَة كـانَـت مُـبَـكِـرَة لـلـغـايَـة ، حَـقـيـقَـة انَـنـي لَـم افـقِـد ايًـا مِـنـهـمـا كَـانَـت دافِـع قَـوي لـ اسـتِـعـادَة قـوتـي .

وَقَـفـت نـاويَـة الـذهـاب نَـحـو الـسَـيـد وايـن الـذي كَـانَـت حـالَـتـه اسـوء مِـن حـالَـتـي ، مُـغَـادَرتـي لِـلـمَـقـعَـد جَـذبِـت انـتِـبـاه الـقـائِـد الـذيّ صـاحَـبَـتـنـي نَـظَـراتِـه فـي طَـريـقـي الـيـهـم .

وَقَـفـت بِـجـانِـب الـسَـيـد وايـن ارفَـع يَـديّ عَـلـىٰ كَـتِـفـه الـمُـقـابِـل لـيّ .

- صِـحَـة يـورثـا فـي الـفَـتـرَة الـسـابِـقَـة لَـم تَـكُـن جَـيـدَة لِـذَلِـك كُـنـا نَـتَـوقـع شَـيـئًـا مِـثـل هَـذا ، عَـلَـيـكَ ان تَـكـون قَـويًـا مِـن اجـلِـهـم سَـيـد وايـن .

عِـنـد تَـنَـقـل بَـصَـري بِـشَـكـل تِـلـقـائـي نَـحـوه اسـتَـطَـعـت رؤيَـة نَـظَـراتِـه الـحـادَة فَـوف كَـفَـة يَـدي الـتـي تَـقـبَـع فَـوق كَـتِـف الـسَـيـد وايـن قَـبـل ان يَـنـتَـبِـه لـي يُـرسـي بِـهِـم اعـلـىٰ وجـهـي .


نَـزَعـت يَـدي تَـدريـجـيًـا حَـتـىٰ لا اثـيـر الـريـبَـة بَـيـنَـنـا ، بَـعـد ذَلِـك انـتَـقـلـت بـجَـسَـدي الـى الجِـهَـة الـمُـقـابِـلَـة لـ الـسَـيـد وايـن امـسَـح عَـلـى مُـقَـدمِـة رأسـي بِـكَـفَـة يَـدي .

هَـز رأسِـه خَـفـيـفًـا يَـعـتَـري مَـلامِـحـه الـيـأس .


- مـاحَـدث لَـيـس لَـه عِـلاقَـة بـ صِـحَـتِـهـا ايـلـيـروڤـا ، هُـنـاكَ اذىٰ قَـد اصـابـهـا و هـوَ مـا ادىٰ الـىٰ ذَلِـك .

بَـلَـعـت مـاء جَـوفـي اتـأهَـب لِـكَـي اتـحَـدث مُـجَـددًا و لَـكِـن تَـدخُـل ال الـقـائِـد جَـعَـلَـنـي اتـراجِـع عَـن ذَلِـك .


سَـلَـط بَـصَـره عَـلـيّ لـ لَـحَــظـات قَـبـل ان يَـنـحـاز بِـهِـم نَـحـوه ، يَـتـحًَدث بـ صَـرامَـة .


- تَـمـالَـك نَـفـسَـك وايـن ، لا تَـجـعَـل هَـذا مَـحـض اهـتِـمـامَك الـحـالـيّ فـيّ حـيـن ان زَوجَـتَـك و طِـفـلـك بِـحـاجَـة الـيـك .

لانَـت نَـظَـراتِـه قَـلـيـلًا يُـدثِـر كِـفـوف يَـديـه بِـداخِـل جـيـوب بِـنـطـالِـه .


- اتـجـه الـىٰ الـغُـرفَـة و انـتَـظِـر قِـدومـهـا ، مِـن اجـل ان تَـكـون اول شَـخـص يُـطَـمـئِـنـهـا هُـنـاك .


اومـأ الـسَـيـد وايـن عِـنـدَمـا وَجَـد انَـه مُـحِـقًـا ، رَفـع كِـفـوف يَـده يَـمـسَـح بِـهِـم عَـلـىٰ وَجـهـه ثُـمَ هَـمَ بـالـمُـغـادَرَة .

جَـذَب بَـصَـري تَـواجـد لـيـدنـا و وقـوفَـهـا فـي مَـكـانِـهـا الـسَـابِـق تُـحَـدق بـي ، مـا حَـدث سَـيـجـعَـلِـهـا حـاقِـدَة عَـلـيّ بـالـطَـبـع .

فَـرَدت ذراعَـيّ اتـجـاهَـل نَـظَـراتِـهـا صَـوبـي ، قَـبـل ان انـزِل بَـجَـسَـدي الـىٰ الـمَـقـعَـد ، شَـعَـرت بِـمَـلـمَـس يَـده الـخَـشِـن فَـوق يَـدي ، يُـحـاوطِـهـا بِـكَـفَـتِـه .

لَـم يُـعـطـيـنـي فُـرصَـة لـ ادارك غَـايَـتـه يَـقـوم بِـسَـحـبـي خَـلـفـه نَـحـو الـخـارِج ، فُـرصـي فـي الـتَـسـاؤل كَـانَـت مَـعـدومَـة ايـضًـا ، اسـتَـمَـر فـي سَـحـبـي خَـلـفِـه حَـتـىٰ وَصَـلـنـا الـىٰ سَـيـارتِـه الـمَـصـفـوفَـة امـام الـمُـسـتَـشـفـىٰ يَـدفَـعـنـي عَـلـيـهـا بِـقَـلـيـل مِـن الـعُـنـف


بَـسَـطـتُ يَـديّ فَـوق هَـيـكَـل الـسـيـارَة اراقِـب تَـهَـكُـم مَـلامِـحـه و عَـضـه عَـلـىٰ شِـفـاهِـه بَـيـن الـحـيـن و الآخَـر .


- مـاذا تَـفـعَـل ؟

رَمَـقَـنـي مِـن اسـفَـل جِـفـونِـه .


- لَـم افـعَـل بَـعـد .


عَـقَـدت حاجـبـاي بـ اقـتِـطـاب .


- بِـشـأن ؟


خَـطَـىٰ خَـطَـوَة واحِـدَة يـأخُـذ مَـضـجـعًـا لَـه امـامـيّ .



- تَـمَـردك ايَـتُـهـا الـعـاصِـيَـة .


رَمَـيـت جَـسَـدي بـالـكـامِـل فَـوق هَـيـكَـل الـسـيـارَة امـيـل بـوَجـهـي جـانِـبًـا .


- سِـيـادَتَـك تَرىٰ كُـل افـعـالـي عِـصـيانًـا ، لِـذَلـك لا اعـلَـم عَـن ايّ تَـمَـرُد بـالـتَـحـديـد تَـقـصِـد .


تَـعـانَـقَـت نَـظَـراتِـنـا حِـيـنَـمـا اسـتَـنَـد بِـكَـفَـة يَـده بِـجـانِـب جَـسَـدي فَـوق الـسَـيـارَة .


- الا تَـعـلَـمـيـن ان الـمُـواسَـاة الـشَـفَـهـيـة تَـفـي بـالـغَـرض ؟


انـكَـمَـشَـت مَـلامِـحـي احـاول فِـهـم مَـقـصِـده ، تَـجَـوَلـت فـي مَـلامِـحـه حَـتـى ادركـت مـا يُـرمـيّ الـيـه بِـكَـلامِـه .


- اذ كُـنـت تَـقـصِـد الـسَـيـد وايـن مُـنـذُ قَـلـيـل ، فَـقـد كـانَ فـي حـالَـة سَـيـئـة و مـا بَـدِرَ مِـنـي مُـحـاوَلَـة لـ تَـحـسـيـن حـالـتـه .

فَـرضَـت قَـواطِـعـه سَـيـطَـرتِـهـا عَـلـىٰ بـاطِـن وجـنَـتِـه ، اراه يَـقـضُـمـهـا مِـن الـداخِـل مَـع تَـنَـقـلـه بِـنَـظَـراتِـه بَـيـن مِـقـلـيـتـايّ بِـمَـهـل


- تَـهـتَـمـيـن كَـثـيـرًا انـتِ ايـلـيـروڤـا .


اطـرأت رأسـي ، ارفَـع يَـدي صَـوب الـمُـسـتَـشـفـىٰ .


- بـالـتـأكـيـد سَـأهـتَـم ، فَـهـوَ يَـفـعَـل مَـعـي دائِـمًـا ، الـسَـيـد وايـن شَـخـصًـا مُـهِـم بـالـنِـسـبَـة لـي ، يَـكـفـيّ انَـه زَوج يـورثـا و يـرانـي كَـشَـقـيـقَـتـه الـصَـغـيـرة .


رَسَـوت بـ نَـظَـراتـي فَـوق وَجـهـه بَـعـد انـتِـهـائـي ، عَـيـنـاه اكـتَـسَـبَـت حِـلـكَـة قَـويَـة ، تَـوقَـف عَـن قَـضـم بـاطِـن وجـنَـتـه يُـشَـددّ الـضَـغـط فَـوق فَـكَـيـه ، هـالَـتـه هـادئَـة و غَـاضِـبَـة فـي نَـفـس الـوَقـت .


- اهـتِـمـامَـتِـكِ تِـلـك لا تُـنـاسِـبـنـي ، تَـجـعَـلـنـي اشـعُـر بـالـضَـجَـر ، يُـثـيـر جِـنـونـي تَـداول اغـراضـيّ بَـيـن ايـاديّ شَـخـصًـا اخَـر غَـيـري .


رَفَـعـت حـاجـبـي بِـعَـدَم اعـجـاب لِـ مـا نَـطـقـه لـلـتَـو .


- اتَـحـتَـسـبـنـي غَـرضًـا سَـيـد جـيـون ؟


دَفـعَ خُـصـلات شَـعـره بَـعـيـدًا عَـن جَـبـيـنـه ، يَـلـتَـقِـط انـفـاسِـه .


- فَـهِـمـتِ تَـحـذيـري اذًا .


حِـدتُ بِـبَـصَـري بَـعـيـدًا عَـنـه ارفَـع ذراعـايّ اعـقِـدَهـم اسـفَـل صَـدري .


- لَـم افـهَـم ، حَـتَـىٰ انَـنـي لا اعـرِف لِـمَ ابَـرر لَـكَ فِـعـل دَارِج مِـثـل هَـذا !


هَـمَـهَـم يُـرَطِـب زاويَـة ثَـغـره .


- سَـتُـبـرريـن كُـل شَـيء تَـفـعـلـيـنـه لا يَـعـجـبَـنـي ، تَـجَـنُـبًـا لإثـارَة غَـضَـبـي ، فـ أنـتِ لا تُـرديـن ذَلِـك بـالـتـأكـيـد ، صَـحـيـح ؟


عِـنـدَمـا تـأكَـدت ان يـورثـا بِـخَـيـر اصـبَـح لَـديّ مُـتَـسِـعًـا لـ الـتَـفـكـيـر فـي شَـيـئًـا اخـر ، وَجَـدت نَـفـسـي مُـحـاصَـرة بِـداخِـل مَـشـهَـد زَوجَـتـه الـسـابِـقَـة و هـيَّ تُـحـيـط ذراعـه .


- الَـم تُـفـرض قَـوانـيـنـك و تَـوجـيـهـاتَك تِـلـك عَـلـى زَوجَـتَـك الـسـابِـقَـة ؟


اقـتَـرَب اكـثَـر بـ وَجـهـه مِـنـي يُـقـطِـب مـا بَـيـن حـاجـبَـيـه .


- بِـمَـعـنـى ؟


اخـذتُ نَـفـسًـا عَـمـيـق ازيـح بِـه ضـيـق صَـدري .


- الـمُـواسَـاة الـشَـفَـهـيَـة تَـفـي بِـالـغَـرض سِـيـادَة الـقـائِـد .


الـتَـقـت عَـيـنـي بِـخـاصَـتـه فـي لَـحـظَـة غَـضَـب مِـنـيّ ، اسـتَـقَـمـت بِـجَـسدي اشَـتِـت نَـفـسـي عَـنـه كَـون ان خَـيـاراتـي مَـحـدودَة فـي الـشِـرود فـي شَـيئًـا اخَـر غَـيـره نَـظَـرًا لـ انـه يُـحـاصِـرنـي مِـن كُـلّ الاتِـجـاهـات .


وَقَـعَ بَـصـري عَـلـىٰ عُـنِـقِـه لِـوَهـلَـة ، رأيـت حَـنـجَـرتِـه تَـتَـحَـرك اسـفَـل بَـشـرة عُـنـقـه ، يَـبـتَـلـع مـاء جَـوفِـه ، فَـتَـكَـهَـنـت انـه سَـوف يَـتَـحَـدَث لِـذَلِـك عُـدت ادراجـي نَـحـو وَجـهـه الـهـادئ .


- اشـاطِـرك الـرأي .

غَـرَزت اظـافِـري فـي يَـدي .


- لَـم اتـخَـيـل انَـك سَـتـوافِـقـنـي فـي الـرأي يَـومًـا مـا ، ظَـنَـنـتُـك رَجُـل غَـرور لا تُـحِـب الـمُـشـارَكَـة .


يَـمـتـاز بـ طَـبـيـعَـة حـادَة و ثـابِـتـه ، لا يُـظـهـر سِـوىٰ مَـشـاعِـره الـغَـاضِـبَـة فـي مَـلامِـحـه ، امّـا الآن لا ارىٰ ايّ شَـيء غَـيـر اتـزانـه الـمُـعـتـاد .

انـحَـنـىٰ بـجِـذعِـه يُـقَـلـِـص الـمـسـافَـة بَـيـن وجـهـيـنـا .


- رَجُـل انـانـي يَـسـتَـبـد الافـضَـلـيـة لَـه ، لا يَـحِـب الـمُـشـاركَـة لَـكـنـه يَـسـيـر عَـلـىٰ نَـهـج ان لابُـد مِـن وجـود اشـخـاصًـا اسـتـثـنـاء فـي بَـعـض الأحـيـان .


الـنُـقـطَـة الاولـىٰ مِـن كَـلامِـه صَـحـيـحَـة ، لَـم ارىٰ فـي غِـروره و شِـمـوخِـه ، تَـصَـرفـاتِـه لَـم اراهـا مِـن قَـبـل حَـتـىٰ كَـلِـمـاتِـه تُـثـيـر دَهـشـة عَـقـلـي حـيـنَـمـا اسـتَـمـع الـيـه ، لِـذَلِـك يَـسـتَـحـق ان يَـكـون لَـه الافـضَـلـيـة حَـتـمًـا فـي كُـلّ شَـيء اراده .


هَـمـهَـمـت بـ اقـتِـنـاع .


- انـتَ شَـخـصًـا طـاغـيَـة ، سَـيـدي الـقـائِـد .


مـالَ بِـ رأسِـه يَـسـارًا يَـرفَـع حَـاجـبـيـه بـ اعـجـاب .


- يُـنـاسِـبـنـي .


ابـتَـعَـد عَـنـي يَـرمـي نَـظَـرَة عَـلـىٰ سُـتـرَتـه فَـوق جَـسَـدي ثُـمَ تَـوَجـه بـ عَـيـنـاه مَـع يَـده نَـحـو كَـفَـتـي يَـتَـمَـسـك بِـهـا .


اخـذ بـي يُـشـرع فـي الـعَـودَة الـى الـداخِـل .


ضَـغَـطـتُ عَـلـىٰ يَـده اثـنـاء سَـيـرنـا لِـكـي اجـذب انـتِـبـاهـه لـي .


اسـتَـمـر فـي الـسَـيـر يُـجـيـبَـنـي بـهُِدوء

- هـمـم .


اكـتَـفـي بِـذَلـك يَـتَـوَجـه بـي نـاحـيَـة غُـرفَـة يـورثـا ، امـسَـكـت سُـتَـرتـه بـ الـيَـد الاخـرىٰ .


- انـتَ لا تَـنـفَـك عَـن اخـتِـراق قَـوانـيـنَـك ، ارَدت ان اذكِـرك بـذَلِـك .


حِـيـنَـمـا وصَـلـنـا الـىٰ الـرواق الـذي تَـقـبَـع بِـه غُـرفَـة يـورثـا الـتَـفَـت الـيّ بـ نِـصـف وَجـهـه .


- هَـذا ما يَـفـعَـلـه الـطـاغِـيَـة بـالـتَـحـديـد .


تَـحَـدَث و كـأنـه اطـراء ، يُـنـاسِـبـه حَـقًـا .


لـيـدنـا كـانَـت تَـنـتَـظِـر فـي الـخـارِج فَـعَـلِـمـت ان الـسَـيـد وايـن بـالـداخِـل .



جـازَفـت و حـاوَلـت تَـرك يَـده ، سَـوف ادخُـل الـيـهـا لَـن انـتَـظـر الـىٰ ان يَـشـبَـع مِـنـهـا زوجـهـا ، يَـد الـقـائِـد مَـنـعَـتـنُي مِـن الـتَـحَـرر ، قَـرر مُـشـارَكَـتـي فـي هَـذا الـلـقـاء حِـيـنَـمـا قـامَ بِـطَـرق الـبـاب قَـبـل ان يَـفـتَـحـه يَـدلـِـف الـىٰ الـغُـرفَـة و انـا بِـخَـلـفِـه .


فَـور دخـولِـنـا تَـركـت يَـده و هَـرَعَـت نَـحـو يـورثـا الـتـي تُـحـاول بَـلـع مـاء جَـوفِـهـا بِـصـعـوبَـة ، وَجـهِـهـا غَـارق فـي الـدَمـع ، الـسَـيـد وايـن يَـمـسـك بـ يَـدِهـا يُـقـبِـلـهـا ، هِـدوئـه دلالَـة عَـلـىٰ حـيـرَتِـه و خَـوفِـه عَـلـيـهِـم .

حَـيـنَـمـا ادرَكـت يـورثـا تَـواجـودي صَـوَبـت بَـصـرِهـا نَـحـوي ، شَـهـقـات كَـثـيـرة و مُـرهِـقَـة فَـاه بِـهـا ثَـغـرهـا .


- ايـلـيـروڨـا .

مَـدَدت يَـدي اخـذ بِـيَـدهـا بَـيـن كَـفَـتـي قَـبـل ان اجـلِـس بـالـقُـرب مِـنـهـا .

- اتَـيـت .


انـحَـنَـيـت اقـبِـل جَـبـيـنَـهـا و وجِـنَـتِـهـا .

- طِـفـلـي ، هَـل حَـدثَ لَـه شَـيء ؟ وايـن لا يُـخـبـرنـي الـحَـقـيـقَـة .


اسـنَـدت جَـبـيـنـي فَـوق جَـبـيـنَـهـا امـسَـح بـ يَـدي الاخـرىٰ فَـوف وجـنَـتِـهـا .


- انَـه بِـخَـيـر صَـدقـيـنَـنـي ، كُـل مـا فـي الأمـر انـه صَـغـيـر الـحَـجـم و يـحـتـاج الـىٰ عِـنـايَـة خـاصَـة لا اكـثَـر .


حَـرَكَـت جَـبـيـنَـهـا ضِـد خـاصَـتـي تُـجِـهِـش فـي الـبُـكـاء لـ دَرَجَـة عَـدم قُـدرتـهـا عَـلـى الـتِـقـاط انـفـاسِـهـا .


- اريـد رؤيَـتـه اذًا .


حَـطَـطـتُ بِـشِـفـاهـي عَـلـىٰ وجـنَـتِـهـا اضَـع قُـبـلَـة ثـالِـثَـة .

- سَـأخُـذَكِ بَـيـدي الـيـه و لَـكـن عَـلـيـكِ ان تَـهـدئـي اولًا حَـتـىٰ نَـسـتَـطـيـع فِـعـل هَـذا .


هُـنـاكَ شَـيـئًـا اخَـر بِـداخِـل عَـيـنـاهـا غَـيـر خَـوفَـهـا عَـلـىٰ الـطِـفـل ، خَـوف اخَـر و رَهـبَـة .


اعـدَمـت الـمَـسـافَـة بَـيـنَـنـا اقـتَـرب مِـن وجـنَـتِـهـا مُـجـدَدًا ادعـي تَـفَـقُـدِهـا .


- هَـذا لَـيـسَ حـادِثًـا يـورثـا ، مَـن فَـعَـل بِـكِ هَـذا ؟

تَـشَـبَـثَـت بـي اعـيُـنـهـا و كـأنِـهـا تُـنـاجـيـنـي بِـهِـم ، عَـلِـمـت انـهـا لا تُـريـد ان يَـعـلِـم زَوجَـهـا بِـمـا سَـتَـقـولـه لـي فَـلَـم يَـكُـن امـامـي حَـلًا غَـيـر الـلـجـوء الـيـه .

الـتَـفَـت الـيـه بِـوَجـهـي احـاوِل ان لا الـفِـت انـتِـبـاه الـسَـيـد وايـن لـي ، لَـم ابـذل مَـجـهـودًا كَـبـيـر مِـن اجـل مُـنـاداتِـه لأنَـه بـالـفِـعـل كَـانَ يَـنـظُـر الـيّ ، تَـرَجَـيـتـه بـ مَـلامِـحـي و بِداخِلي اتـمَـنـىٰ ان يَـفـهَـمـنـي .


اعـتَـقـد انَـنـي قَـد اصَـبـتُ فـي الـلـجـوء الـيـه ، سُـرعِـة بَـديـهـيَـتُـه فـي الـتِـقـاط نَـظَـراتـي ، وَقَـفَ امـام الـبـاب يِـوَجـه انـظـاره الـيـه .


- وايـن ، تَـعـال مَـعـي الـىٰ الـخـارج .

راقَـبـت الـوَضـع مِـن بَـعـيـد ، اول مَـن غَـادَر الـغُـرفَـة كـان الـقـائِـد ثُـمَ لَـحِـق بِـه الـسَـيـد وايـن بِـخَـطَـوات مُـتَـرَدِدَة و نَـظَـرات ابـيَـة لِـلـمُـغـادَرَة .

تَـنَـهَـدت بِـراحَـة فَـور ان تَـأكَـدت مِـن مُـغـادَرتِـهـم و اصـبَـحـنـا بِـمُـفَـردنـا .


- و الآن اخـبـريـنـي مـا حَـدثَ مَـعَـكِ و مَـن فَـعـل بِـكِ هَـذا .


سِـؤالـي كَـان الـسَـبَـب فـي تَـفـاقُُم عَـويـلـهـا ، حـاوَطـت وجـهِـهـا بَـيـن كِـفـوفـي .


- لا تَـضـغَـطـي عَـلـىٰ نَـفـسَـكِ ، انـا هُـنـا مَـعَـكِ و سـأفـعَـل مَـا تُـريـديـنَـه مِـنـي .

نَـزلـت بـيَـدي عَـلـىٰ كَـتِـفَـهـا اربـت فَـوقِـه ، ارتَـخَـت جِـفـونِـهـا تَـلـتَـقِـط انـفـاسِـهـا ، بَـعـد عِـدة مُـحـاولات فـي تَـهـدئَـة نَـفـسَـهـا تَـغَـلَـبَـت اخـيـرًا عَـلـىٰ رَجـفَـتِـهـا و تِـلـكَ الـشَـهـقـات الـمُـرهِـقَـة .


- ريـلازا .

سَـقَـط فَـكـي حَـيـنَـمَـا سَـمِـعـت ذَلِـك الاسـم ، زَحَـفـت بِـجَـسَـدي الـىٰ حـافَـة الـفِـراش اغـادره نِـهـائـيًـا ، سِـرتُ حَـتَـىٰ نِـهـايَـة الـفـراش امـسَـح عَـلـىٰ جَـبـيـنـي .

- الَـم اقـل لَـكِ يـورثـا ! الَـم اقـل لَـكِ ايـاكِ ان تَــتَـدخَـلـي فـي هَـذا الأمـر ؟


كُـنـت عَـلـىٰ وشَـك الـجِـنـون ، اسـيـر ذِهـابًـا و ايـابًـا بـ الـقُـرب مِـنـهـا ، خُـصـلات شَـعـري كَـانَـت ضَـحـيـه حَـنـقـي .

سَـمَـعـتُ شَـهـقَـتِـهـا قَـبـل ان اراهـا تُـحـاوِل الـجِـلـوس ، اسـرَعـت فـي الـتَـوجـه نَـحـوَهـا امـنَـعـهـا مِـن ذَلِـك .

عَـانَـقَـت كَـفَـتـي تَـبـلَـع مـاء جَـوفِـهـا .

- هَـيَّ مَـن اتَـت الـىٰ الـمَـنـزل ، تَـحـدَثَـت مَـعـي بِـشـأن هَـذا الأمـر و طَـلَـبـت مِـني مُـسـاعَـدتـي و حـيـنَـمـا رَفـضُـت ذَلِـك ، اشـتَـد الـنِـقـاش بَـيـنَـنـا و تَـهَـجَـمَـت عَـلـيّ .


ضَـغَـطَـت فَـوق جِـفـونِـهـا بـ الَـم ثُـم اكَـمَـلَـت .

- دَفَـعـتـنـي عَـلـى الـطـاولِـة و لَـم تَـكـتَـفـي بِـذَلِـك ، اسـتَـغَـلَـت وقـوعـي ارضًـا و قـامَـت بِـ تَـوجـيـه عِـدَة ركَـلات فـي مُـنـتَـصَـف بَـطـنـي ، ارادَت قَـتـل طِـفـلـي ايـلـيـروڤـا .

غَـصـتِـهـا صـاحَـبَـت حُـروفِـهـا فَـخَـرجَـت تِـلـك الـجُـمـلَـة مُـتـقَـطـعَـة .

- ارادَت قَـتـلـه لأنَـنـي رَفَـضـت مُـسـاعَـدتِـهـا .

بُـكـائـهـا مَـلأ الـغُـرفَـة ، اصـبَـحـتُ عـاجِـزة عَـن مـواسَـتِـهـا ، اصـابَـتـنـي صَـدمَـة كَـبَـلَـت اطـرافـي ، شَـردت بِـهـا يَـتَـرَدَد داخِـل اذنـي مـا قـالَـتـه مُـنـذ لَـحـظـات ، ارادَت قَـتـل طِـفـلـي .


يَـدهـا سَـاعَـدتـنـي عَـلـى اسـتِـعـادَة وعـيّ ، لَـم اجِـد نَـفـسـى الا و انَـنـي اسـحَـبـهـا الـىٰ داخِـل احـضـانـي ، احـاوِط جَـسَـدهـا ، تَـرتَـجِـف بِـشَـكـل هـيـسـتـيـري ، لا تَـكـف عَـن الـبُـكـاء .


- عَـلـيـنـا اخـبـار الـسَـيـد وايـن ، لا يَـجـب اخـفـاء مـا حَـدثَ عَـنـه ، يـورثـا .

نَـفَـت بِـوَهـن بَـيـن ذراعَـيّ .

- بِـمـا سَـنـخـبِـره ؟ انـا خـائِـفَـة عَـلـيـه و عَـلـىٰ طِـفـلـي .

امـسَـكـت ذراعَـيـهـا اصـنَـع مَـسـافَـة بَـيـنَـنـا .

- شَـقـيـقَـتَـك هـيَّ الـسَـبـب فـي الـحـاق الاذىٰ بـ زَوجَـتَـكَ ، شَـقـيـقَـتَـك حـاوَلَـت قَـتـل طِـفـلَـك ، هَـذا ما سَـنُـخـبـره بِـه يـورثـا .

مَـنَـعـتُ ايّ مُـحـاوَلَـة مِـنـهـا فـي رَفـضِـهـا لـذَلِـك .

- تَـخـافـيـن عَـلـيـه مِـن حُـزنِـه اذا عَـلِـمَ بِـمـا فَـعَـلـت شَـقـيـقَـتـه بِـكِ ، حَـسنًـا الا تَـخـافـيـن ايـضًـا حُـزنـه مِـنـكِ اذا اخَـفـيـت عَـنـه الأمـر و صَـادَف مَـعـرفَـتـه مِـن مَـصـدَر اخَـر غَـيـرَكِ ، الَـن يُـحـزنـه ذَلِـك ؟


ابـتَـعـدت عَـنـهـا اشـعُـر بـ الـغَـضَـب يَـتَـمَـلَـك جَـسَـدي بـالـكـامِـل .

- ريـلازا تَـعـتَـقِـد انَـكِ الـسَـبَـب فـي رَفـض الـسَـيـد وايـن لِـعـلاقَـتِـهـا بِـهَـذا الـشـاب ، مـثـلَـمـا حـاولـت الـيَـوم سَـوفَ تُـحـاوِل مُـجَـدَدًا ، الـحِـقـد سَـيـجـعَـلـهـا تَـفـعَـل ذَلِـك بـالـتَـأكـيـد .

تَـلَـبَـثـتُ فـي مَـكـانـي حـيـنَـمـا زارنـي ذَلِـك الـشِـعـور الـمـؤذي .


- انـتِ لا تَـعـلَـمـيـن مـا الـذي شَـعـرتُ بِـه حَـيـنَـمـا عَـلِـمـت بِـمـا حَـدثَ لَـكِ ، و قَـفَـت هُـنـاك امـام تِـلـك الـغُـرفَـة اتـرجـاكِ ان تَـعـودي الَـيّ ، كُـنـت عَـاجِـزة عَـن الـتَـعـبـيـر عَـن مـا بِـداخِـلـي ، وَصَـلـت الـىٰ تِـلـكَ الـمَـرحَـلَـة الـتـي تَـخَـيَـلـتَـكِ هـيَّ ، ذَلِـك الـيَـوم تَـكَـرر مَـرة اخـرىٰ ، ڤـالـيـريـن لَـم تَـخـرج مِـن هُـنـاك ، لَـم تَـعـود الـيّ .

صَـدري يَـضـيـق بـي و حَـلـقـي تَـتَـزاحِـم بِـه الـغَـصـات حَـتـىٰ نَـبـرَتـي مُـرتَـجِـفَـة .

- لا تَـنـسـي وَعـدَكِ لـي ، وعَـدتـيـنَـنـي انـكِ لَـن تَـكـونـي هَـيَّ ، لَـن تَـذهَـبـي عَـنـي مِـثـلـمـا فَـعَـلَـت هـيَّ ، يـورثـا .

رَفَـعـت وَجـهـي الـيـهـا .

- ارجـوكِ .

فَـرَدت ذراعَـيـهـا بِـوَهـن تَـطـلُـب مـنـي الـذهـاب الـىٰ دفـئ عِـنـاقِـهـا ، لَـجـأت الـيـهـا ، احـمـل عِـبْء و ثُـقـل تِـلـك الـذِكـريـات فَـوق عـاتـقـي ، جَـلَـسـت بِـجـانِـبـهـا ادفَـع جَـسَـدي نَـحـوَهـا ، دَفَـنـت وَجـهـي بَـيـن كَـتِـفـهـا و عُـنـقِـهـا .

 سَـوفَ يَـمُـرّ كُـلّ هَـذا و سَـتَـكـونـيـن بِـخَـيـر انـتِ و طِـفـلَـكِ ، اعِـدَك بِـذَلِـك .


سَـارَت بـ يَـدِهـا فَـوق شَـعـري تُـربِـت عَـلـيـه .


- مَـازِلـت عِـنـد وَعـدي لَـكِ ايـلـيـروڤـا ، لَـن اكـون هَـيَّ .

ارتَـخـىٰ جَـسَـدي تَـدريـجـيًـا بَـيـنَـمـا يـورثـا قَـد تَـوَقَـفَـت عَـن الـبُـكـاء بِـشَـكـل كـامِـل و لَـكِـن جَـسَـدِهـا مـازال يَـرتَـجِـف ، لا اعـلَـم كَـيـف سَـتَـتـخَـطـىٰ مـا حَـدثَ مَـعـهـا .

خَـطَـر عَـلـى بـالـي سـؤالًا فـ غَـادَرت ذراعَـيّـهـا انـظُـر الـيـهـا .

- حـيـنَـمـا حَـدَثَ هَـذا ، ايـنَ كـانَـت الـمُـسـاعِـدَة ، الـحُـراس ، الَـم يَـسـمَـعـك احَـد وقـتَـهـا ؟ كَـيـفَ ذَهَـبَـت بِـدون ان لا يَـشُـعـر احـدًا حـيـالِـهـا بـأيّ ريـبَـة ؟

نَـفَـت تُـرمـي رأسَـهـا عَـلـىٰ الـوِسـادَة بِـخَـلـفِـهـا .

- كـان كُـلّ شَـيـئًـا سَـريـع لِـلـغـايَـة ، فَـور ارتِـطـامـي بـ الـطـاولِـة شَـعـرت بـألَـم مُـمـيـت ، عَـقـلـي تَـوَقَـف حِـيـنَـهـا لِـدَرَجَـة انَـنـي لَـم اتـفـوه بـشَـيء ، وَقـعـت ارضًـا اتـألَـم ، الألَـم ارهَـقـنـي حَـتـىٰ ان صُـراخـي اثـنـاء ركـلـهـا لِـ بَـطـنـي لَـم يَـكُـن مَـسـمـوعًـا .

عَـضَـت عَـلـىٰ سُـفـلـيَـتِـهـا الـمُـرتَـجِـفَـة .

- تَـركَـتـنـي مُـسـتَـلـقـيَـة يَـنَـهَـشـنـي الـخَـوف و الألَـم و غـادَرت بِـكُـلّ بَـسـاطَـة .

تَـوَقَـفَـت تـأخُـذ نَـفَـسًـا طَـويـل ثُـمَ اضـافَـت .

- لا اعـلَـم كَـم مِـن الـوَقـت بَـقـيـت عَـلـىٰ هَـذه الـحـالَـة حَـتـىٰ انـتَـبِـهَـت الـعَـامِـلَـة لـي و لـ بُـكـائـي ، لَـكِـنَـه كـان الأسـوَء .


ابـتَـسَـامَـة مُـرهِـقَـة بَـزَغِـت فـي احَـد زَوايـا ثَـغـرَهـا .


- مِـن الـجَـيـد ان الـعَـامِـلَـة قَـامَـت بِـمُـهَـاتَـفَـتِـكِ انـتِ ، لَـقَـد انـقَـذتـيـنـا ، ايـلـيـروڤـا .


بَـادِلـتَـهـا الإبـتِـسـامَـة انـفـي بِـخِـفَـة .


- انـه الـقـائِـد ، هـوَ مَـن فَـعَـل و لَـيـسَ انـا .


تَـنَـهَـدت اهـرب بَـعـيـد بِـعَـيـنـي مِـنـهـا .


- حَـتـىٰ انَـه انـتَـشَـلـنـي مِـن حـالَـة الـذِهـول الـتـي تَـمَـلَـكَـت مِـنـي ، الـفَـضـل يَـعـود لَـه .


نَـفـضـتُ رأسـي اقـف مِـن فَـوق الـفِـراش .


- ابـقـي مُـسـتَـلـقـيَـة بِـهَـذا الـشَـكـل ، لا تَـتَـحَـرَكِ كَـثـيـرًا رَيـثُـمـا اذهَـب لِـكَـي اخـبِـرهُـم عَـن رَغـبَـتَـكِ فـي رؤيَـة الـصَـغـيـر .


تَـرَكـتُـهـا خَـلـفـي اتـوَجـه نـاحـيَـة الـبـاب ، عِـنـد خِـروجـي هَـرع الـسَـيـد وايـن نَـحـوي فَـوَقَـفـت امـامـه و بِـعَـيـنـي ابـحَـث عَـنـه .


يَـتَـحَـدث بِـالـهـاتِـف هُـنـاك فـي نِـهـايَـة الـرواق لَـكِـنَـه لَـم يَـكُـن بِـمُـفـرَدِه ، لـيـدنـا رومـيـر كـانَـت تَـقِـف بـالـقُـرب مِـنـه .


عُـدت ادراجـي بـ عَـيـنـي احـدق بـالـسَـيـد وايـن ، وجـود تِـلـكَ الـسَـيـدَة يُـضـايـقـنـي و لِـلـغـايَـة ، اخـذت شَـهـيـقًـا ثُـمَ نَـطَـقـتُ .

 يـورثـا تُـريـد رؤيَـة الـصَـغـيـر .


هَـمـهَـم لـي و كـان بِـصَـدَدّ الإلـتِـفـاف الـىٰ الـجِـهـة الاخـرىٰ مِـن اجـل الـذَهـاب لِـكَـي يَـطـلـب مِـن الـسَـمـاح لَـهـا بِـذَلِـك .


اشـهَـرت بِـيَـدي امـامِـه امـنـعـه مِـن الـتـحَـرك .

- سأذهَـب انـا ، ابـقَـىٰ مَـعـهـا .


خَـطَـوت بَـعـيـدًا عَـنـه ، خَـطَـواتـي مُـصَـوَبَـة نَـحـوِهـم كَـونِـهـم يَـقـفـون فـي مَـكـان لابُـد ان امُـر بِـه ، مـازال يَـتـحَـدث فـي الـهـاتِـف يُـعـطـيـنـي ظَـهـره بَـيـنَـمـا لـيـدنـا لاحَـظـت قِـدومـي تَـلـتَـفـت بـِـجَـسَـدِهـا الـيّ و فَـوق ثَـغـرَهـا ابـتِـسـامَـة لَـم اعـرف مَـغـزاهـا .


الـهِـدوء الـذي يَـتَـوسَـط الـمَـكـان سَـنَـح لَـه فُـرصَـة لِـسـمـاع خَـطـواتـي ، الـتَـفَـت يَـهـبِـط بِـبَـصـره فَـوق جَـسَـدي ، حـاوَلـت الـتَـصـرُف بِـشَـكـل طَـبـيـعـي و تَـجـاهـلـهـا ، مَـرَرتُ مِـن امـامِـهـا لـ اجِـد جَـسَـده يَـقِـف امـامـي حـائِـلًا بَـيـنـي و بَـيـنَ طَـريـقـي .


انـزَل الـهـاتِـف مِـن فَـوق اذنـه فَـور وقـوفـي امـامِـه .


- الـىٰ ايـن ؟


اشَـرت بِـ وَجـهـي عَـلـىٰ الـفَـراغ خَـلـفـه .


- الـىٰ الـطَـبـيـب .


مـال بـ رأسـه جـانِـبًـا مَـعَ انـحِـنـاء بَـسـيـط بِـجِـذعـه نَـحـوي .

- مِـن اجـل ؟


عَـقَـدت ذراعَـيّ اسـفَـل صَـدري .


- رؤيـة الـطِـفـل ، يـورثـا لا تَـتَـوَقـف عَـن الـبُـكـاء و تُـريـد الإطـمِـئـنـان عَـلـيـه .


ادخَـل الـهـاتِـف فـي احَـد جـيـوب سُـتـرَتـه الـواقـيَـة يَـنـحـاز عَـن الـطَـريـق سـامِـحًـا لـي بـ الـمـرور او هَـذا مـا ظَـنَـنـتـه قَـبـل ان يَـسـبـق خَـطـواتـي بـ امـساكـه لـ يَـدي ، اعـتَـقِـد ان هَـذه هـيَّ عـادَتـه لـ الـيَـوم ، اعـتِـراض طَـريـقـي و الـتَـمَـسُـك بِـيَـدي .


حَـمـلَـقـت فـي ظَـهـره الـوَسـيـع اثـنـاء سَـحـبـه لـي خَـلـفـه ، عِـنـدَ انـعِـطـافَـنـا يَـسـارًا اسـتَـدَرتُ بِـ وَجـهـي نـاحـيَـة تِـلـكَ الأعـيُـن الـتـي تَـرمُـقَـنـي بِـحـقـد ، اخـتَـفَـت بَـسـمَـتِـهـا الـسـابِـقَـة ، مَـلامِـحـهـا اصـابَـتـنـي بـ الـقَـلَـق ، هُـنـاكَ شَـيـئًـا قـادم لـي مِـنـهـا انـا مُـتـأكِـدَة مِـن ذَلِـك .

قـابَـلـنـا الـطَـبـيـب امـام غُـرفَـتـه ، تَـولـىٰ الـقـائِـد اخـبَـاره عَـن غـايَـة قِـدومَـنـا الـيـه لَـم يَـسـمَـح لـي بِـذَلِـك .


- سَـيـكـون مِـن الـصَـعـب نَـقـل الام نَـظَـرًا لـحـالَـتِـهـا ، لـكِـنَـنـا سَـنَـفـعَـل مـا تُـريـده سَـيـدي .


هَـذا اخَـر مـا قـالـه الـطَـبـيـب قَـبـل ان يَـنـحَـنـي لَـه مُـغـادِرًا ، مـازال يُـصـدمِـنـي بِـ سُـلـطَـتـه فـي كُـلّ مَـكـان .

اتَـت احْـدَى الـمُـمَـرضـات تُـوَجِـهـنـا الـىٰ غُـرفَـة الـعِـنـايَـة بـ الاطـفـال ، سَـحَـبـت يَـدي مِـن قَـبـضَـتـه حـيـنَـمـا رأيـت أَسِـرَّة عَـديـدَة تَـحـمُـل الـصِـغـار ، يَـفـصِـل بَـيـنَـنـا حـائِـط زُجـاجـي فَـقَـط ، رؤيَـتِـهـم تَـجـلـب الـسَـعـادَة ، بَـقَـيـتُ اشـاهِـدهُـم بـ مَـلامِـح مُـشَـتَـتَـة بَـعـض الـشَـيء ، اعـلَـم ان طِـفـل يـورثـا لَـيـس مِـن ضِـمـنَـهـم ، لِـذَلِـك لَـم تُـكـتَـمَـل سَـعـاداتـي .


اثـنـاء تـأمُـلـي لَـهـم شَـعـرت بِـه يَـقـف بِـجـانِـبـي ، يُـحَـدِق بِـهِـم و لَـكِـن لَـيـسَ بِـنَـفـس الـشَـغَـف .


- مَـن يَـكـون .


نَـقَـلـت بَـصَـري سَـريـعًـا الـيـه احـدِق بِـه مُـنـدَهِـشَـة ، عُـدت بـ اعـيُـنـي الـىٰ الأمـام .


فَـكـرت كَـثـيـرًا قَـبـل ان اجـيـب عَـلـيـه ، فـي كُـلّ الأحـوال سَـوفَ يَـعـلَـم حَـتـىٰ لَـو لَـم اكـن مَـن يَـخـبِـره .


- ريـلازا ، شَـقـيـقَـتـه .


سَـمِـعـت صَـوت هَـمـهَـمَـتـه الـهـادِئَـة ، اسـتَـنَـدتُ بِـيَـدي فَـوق الـحـائِـط الـزُجـاجـي .


- هَـل يُـمِـكِـنـكَ اصـالـي غَـدًا الـىٰ الـجـامِـعَـة .

كُـنـتُ مُـتَـوَتِـرَة و خـائِـفَـة مِـن رَفـضـه او اسـتِـغـرابِـه لِـطَـلـبـي لَـكـنـه صَـدَمَـنـي بـ ذَلِـك الـرَد .


- لِـمَ لا ؟


اكـتَـفَـيـت بِـهَـذا الـحَـد مِـن الـتَـحَـدُث مَـعـه خَـوفًـا مِـن ان يَـكـتَـشِـف الـحَـقـيـقَـة وراء مَـطـلَـبـي ، نَـظَـراتِـه تُـزيـح ايّ سِـتـار سـاتِـر لـلـخـفـايـا .

تَـرَكـتـه واقِـفًـا و الـتَـفَـت الـىٰ مَـقـاعِـد الإنـتِـظـار اذَهَـب نـاحـيَـتِـهـا ، جَـلَـسـتُ اخـرج هـاتِـفـي مِـن جَـيـب سُـتـرَتِـه اتـفَـقَـده ، تَـوَقـعـت مـا وَجَـدتـه ، لَـقَـد نَـفِـذَت بَـطـاريَـتُـه بِـالـفِـعـل .

اخـرَجـتُ زَفـيـرًا ضَـجِـرًا ، الإرهـاق تَـمَـلَـك مِـنـي ، اريـد ان يَـنـتَـهـي هَـذا الـيَـوم بِـشَـكـل سَـريـع ، اريـد الـنَـوم فَـقَـط .

سَـنَـدت رأسـي عَـلـىٰ الـحـائِـط اغـلـق عَـيـنـي ، بَـعـد مُـدَة عَـلِـمـت انَـه جَـلَـس ايـضًـا عِـنـدَمـا هَـبَـط بِـجَـسَـده عَـلـىٰ الـمَـقـعَـد الـمُـجـاور لـي ، اسـتَـمَـريـت فـي اغـلاق عَـيـنـي ، ابـحَـث عَـن بَـعـض الـراحَـة .

- سَـنَـعـود الـىٰ الـمَـنـزل بَـعـد ان نَـنـتَـهـي هُـنـا .

مُـدرِكَـة لِـمـا قـالِـه و لَـكِـن تَـمَـكِـن مِـنـي الـخـمـول فَـلَـم اجِـد طـاقَـة لـ الـرَد عَـلـيـه اكـتَـفَـيـت بـ الـهَـمـهَـمَـة كَـجـوابًـا لَـه ، فَـور ان تَـرىٰ يـورثـا طِـفـلَـهـا و اتـأكَـد انـهـا بِـخَـيـر سـأذَهـب انـا ايـضًـا مِـن اجـل رؤيَـة صِـغـاري .

- اسـتَـنـدي عَـلـىٰ كَـتـفـي .

جَـمَـعـت قـواي افـتَـح عَـيـنـي احـدق بِـه .

- انـا بِـخَـيـر ، لا تَـهـتَـم .

عـاد بِـظَـهـره الـى الـحـائِـط .

- لا اهـتَـم .

كَـشَـرتُ عَـن مَـلامِـحـي اغـرض عَـن الـنَـظَـر الـيـه .


- حَـصَـلـتِ عَـلـىٰ اجـابَـتـكِ ؟ تَـعـالـي هُـنـا .

بِـالـطَـبـع لَـن يَـتـراجَـع ، نَـفَـخـت وجـنَـتـي اسـتَـسـلِـم لـ الإرهـاق بِـ جَـسَـدي و ذَهَـبـت الـيـه ، اغـلَـقـت عَـيـنـي حَـتـىٰ لا ارىٰ مـا انـا مُـقـدِمَـة عَـلـىٰ فِـعـلـه .


رَمَـيـتُ رأسـي فَـوق كَـتِـفـه ، كـان اقـتِـراح جَـيـد و افـضَـل مِـن هَـذا الـحـائِـط الـصَـلـب ، زَحَـفـت بَـجَـسَـدي نـاحـيَـتُـه اكـثَـر اعـدل طَـريـقَـة اسـتِـلـقـائـي ، عِـنـدَمـا اسـتَـكَـنـت فَـوق كَـتِـفـه ، اخـذت شَـهـيـقًـا مُـتَـرَدد ثُـمَ نَـطـقـت قَـبـل ان اغـفـو .


- شُـكَـرًا لَـكَ عَـلـىٰ وجـودَك هُـنـا مَـعـي .


الـصَـمـت الَـذيّ اتـىٰ بَـعـد حَـديـثـي كَـان سَـبَـبًـا اخَـر مَـعَ الـدفـئ الَـذيّ اسـتَـمَـدتـه مِـن قُـربِـه سَـاعَـدنـي عَـلـىٰ الـذَهـاب مِـن ضَـوء هَـذا الـواقِـع الـىٰ ظُـلـمَـة الـراحَـة .



لَـم اشـعُـر بِـ نَـفـسـي و انـا اغـفـو فَـوق ذِراعَـه و لِـ مَـتـىٰ بَـقَـيـتُ هَـكَـذا ، كُـلّ مـا اشـعُـر بِـه الآن يَـده و هَـيَّ تَـمـسَـح فَـوق وِجـنَـتـي و صَـوتـه يُـنـاديـنـي .


- ايـلـيـروڤـا .


فَـتَـحـت عَـيـنـي بِـمَـهـل احـاول اسـتِـعَـادَة وَعـيّ ، تَـجَـولـت بـ عَـيـنـي فـي الـمَـكـان قَـبـل ان افـارِق كَـتِـفِـه .


- يـورثـا ؟


الـتَـفـت الـيّ يَـعـقِـد كِـفـوف يَـديـه مَـعًـا .


- فـي الـدَاخِـل .


هَـزَزتُ رأسـي اُلَـمـلِـم شَـتـات نَـفـسـي ، بَـقَـيـت شَـارِدَة لِـعِـدَة دقـائِـق ، عَـقـلـي فـارغَ كُـلّ مـا افـعَـلـه هـوَ الـنَـظَـر امـامـي و الإلـتِـزام بـ الـصَـمـت .


خِـروج يـورثـا مِـن هَـذا الـقِـسـم فَـوق الـمَـقـعَـد الـمُـتَـحَـرك ، الألَـم يَـتـجَـول فـي مَـلامِـحـهـا ، جِـفـونِـهـا مُـمـتَـلـئَـة بـ الـبُـكـاء ، وَقَـفـت سَـريـعًـا اذهَـب الـيـهـا .


- مـا الـذيّ يَـحـدث ؟ أأنـتُـمـا بِـخَـيـر ؟

شَـارَكَـت الألَـم و الـدَمـع فـي وَجِـهَـهـا ضَـحِـكَـة وَاسِـعَـة .


- انـه صَـغـيـر لِـلـغـايَـة ايـلـيـروڤـا .



الـسـعـادَة تَـتـغَـلـغـل بَـيـن حِـروفِـهـا و نَـظَـراتِـهـا ، انـحَـنَـيـت صَـوبِـهـا امـسَـح تِـلـك الـدمـوع مِـن اسـفَـل جِـفـونِـهـا قَـبـل ان اضَـع قُـبـلَـة اعـلـىٰ جَـبـيـنَـهـا .


- سَـيـكـون بِـخَـيـر لأنَـكِ والـدَتـه .



حـاوَطَـت مِـعـصَـمي بـ يَـدهـا تَـومـأ لـي .



ابـتَـعـدتُ عَـنـهـا و عَـن طَـريـقَـهـا اسـمَـح لَـهُـم بـ اعـادَتِـهـا الـىٰ الـغُـرفَـة ، سِـرتُ بِـخَـلـفِـهـا انـا و الـقـائِـد بَـيـنَـمـا الـسَـيـد وايـن يَـمـسُـك بِـيَـدِهـا ، يَـسـيـر بِـجـانِـب مِـقـعَـدهـا ، اتـمَـنـىٰ حَـقًـا ان تَـتَـمَـكـن مِـن اخـبـارِه عَـن حَـقـيـقَـة شَـقـيـقَـتـه .





تَـوَجَـهـنـا مَـعُـهـم الـىٰ الـغُـرفَـة ، تـأكَـدت انـهـا اصـبَـحـت احـسَـن عَـن مـا قَـبـل قَـبـل ان نُـغـادِر ، تَـعَـرقَـلـت نَـظَـراتـي بِـجَـسَـد لـيـدنـا وَ هـيَّ قـادِمَـة مِـن الـرواق الـمُـقـابِـل لـي .





ظَـنَـنـتُ انَـهـا قَـد ذَهَـبـت حـيـنَـمـا لَـم اجـدهـا هُـنـا عِـنـد عَـودَتِـنـا .





وَقَـفَـت امـامـي تَـرمـي نَـظـرَة جـانِـبـيَـة عَـلـيـه اثـنـاء انـهِـمـاكـه فـي الـتَـحَـدُث مَـع الـسَـيـد وايـن بِـجـوار غُـرفِـة يـورثـا .





احـاَدت بِـ بَـصَـرهـا عَـنـه تُـرَكِـز مَـعـي .





- هَـل سَـتُـصَـدقـيـنَ انَ لِـقـائَـنـا الأول هَـذا اثـار اعـجـابـي ؟





مَـدَدتُ شِـفـاهـي الىٰ الـخـارِج قَـلـيـلًا ارفَـع حـاجـبـاي .





- اتَـفـق مَـعـكِ كُـلـيّـا ، مَـشَـهـد اعـتِـذارك هـوَ الـمُـفَـضَـل بِـالـنِـسـبَـة لـي الـىٰ الآن .








سَـقَـطَـت بَـسـمَـتِـهـا الـتـي تَـتَـخِـذهـا كَـ قـنـاعًـا لَـهـا مِـن فَـوق مَـلامِـحـهـا .




- الـىٰ الآن نَـعَـم ، لا تَـجـعـلـي اعـجـابِـك بِـه ان يُـلـهـيـكـي عَـن مـا هـو قـادِم ، صَـدقـيـنَـي سَـتَـحـصُـلـيـن عَـلـىٰ مـا هـو افـضَـل .





انـهَـت حَـديـثــهـا بـ ارتِـداء ذَلِـك الـقِـنـاع تَـتـراجَـع لـلـخَـلـف خَـطَـوتَـيـن تَـزامُـنًـا مَـعَ قـدومِـه نَـحـوَنـا .




- لَـم يَـكُـن هُـنـاكَ داعـي لـ بَـقـائـكِ هُـنـا لـيـدنـا ، لِـمَ لَـم تَـذهَـبـيـن ؟





نَـطـق مُـخـاطـبًـا ايـاهـا بَـعـد ان وَقـفَ بِـجـانِـبـي .





ثَـبَـتَـت نَـظَـراتِـهـا عَـلـيـه تَـتَـمَـلَـق بِـهـا .





- اتَـيـت الـىٰ هُـنـا بـسَـيـارَة الـكـولـونـيـل و بِـمـا انَ سِـيـادَتَـك سَـتَـذهَـب الـىٰ الـمَـنـزل مُـبـاشَـرَة فَـكـرت ان تَـأخـذنـي مَـعَـكَ مِـن اجـل رؤيَـة جـيـان ، لِـذَلِـك بَـقَـيـت .





نَـبـرَتَـهـا تَـتَـغـيَـر مَـعـه حَـتـىٰ نَـظَـراتِـهـا ، كُـلّ شَـيئًـا بِـهـا .





عَـلـىٰ كُـل حـال هَـذا لا يُـهـمَـنـي .





اغـرَضـتُ عَـن الـنَـظَـر الـيـهِـم كَـمـا امـتَـنـع هـوَ ايـضًـا عَـن الـرَد عَـلـيـهـا ، اقـتَـرب مِـنـي يُـحـاوط كَـتـفـي بـذراعِـه ، بَـقـيَـت عَـيـنـي جـاحِـظَـة لِـعـدَة لَـحـظـات ثُـمَ هَـمَـسـتُ لَـه اثـنـاء سَـيـرنـا .





- انـتَ تَـتَـخَـطـى الـحِـدود بٓـسُـرعَـة مُـريـبَـة ، هَـلا ابـتَـعَـدت عَـنـي ؟





ضَـيـق الـحِـصـار عَـلـىٰ جَـسَـدي بـ ذراعِـه .





- هَـذه الـحِـدود كـانَـت مِـن اجـلِـك انـتِ .




قَـطَـبـت بَـيـن حـاجـبـاي احـدق بِـه .





- انـا ايـضًـا وَضَـعـت لَـك الـكَـثـيـر مِـن الـحِـدود .





سـار بـي الـىٰ الـخـارِج ثُــمَ قـال عِـنـدَمـا وَصَـلـنـا الـيٰ الـسـيـارَة .





- كـانَـت مُـجَـرَد ثَـرثَـرَة مِـن فَـتـاة الـقـانـون ، لَـم احـفَـل بِـهـا .








وَقَـفـت امـام الـسـيـارَة انـظُـر الـيـه بِـغَـضـب ، اضـغـط عَـلـىٰ فَـكـي غَـيـظًـا مِـنـه ، لاحَـظـت قِـدوم لـيـدنـا نَـحـوَنـا ، اتَـجَـهـت بـ بَـصـري الـيـه عِـنـدَمـا مَـدَّ يَـده بِـجـانـبـي يَـقـوم بِـفَـتـح الـبـاب لـي .





بَـقَـيـتِ واقِـفَـة لا اسـتَـطـيـع الـتَـحـكُـم فـيّ تَـهَـكُـم وَجـهـي و انـفـاسـي ، رَفَـع يَـده يَـضَـعـهـا فَـوق حـافَـة هَـيـكَـل الـسَـيـارَة يـؤشِـر لـي بـ عَـيـنـاه الـىٰ الـداخِـل .




نَـفَـخـت وِجـنَـتـي اخـرج زَفـيـر بَـطـيء احـاول تَـهـدئِـة نَـفـسـي بـ نَـفـسـي ، وَقـفَـت لـيـدنـا خَـلـفـه تُـراقِـب الـوَضـع بَـيـنَـنـا ، ارجَـعـت خُـصـلات شَـعـري خَـلـف اذنـي اصـعَـد الـىٰ داخِـل الـسَـيـارَة .





نَـسَـيـت امـر حـزام الإمـام ، جَـلـستُ اعـقـد ذراعَـيّ اسـفَـل صَـدري ، اسَـلِـط بَـصَـري امـامـي ، دخـولِـه بِـجـذعِـه الـعِـلـوي الـىٰ الـسـيـارَة مِـن نـاحـيَـتـي اعـادَنـي لِـلـواقِـع اراقـب بِـعَـيـنـي اقـتِـرابـه مِـنـي ، وَجـهـه كـان امـامَ وَجـهـي ، حَـبَـسـت انـفـاسـي بِـداخِـلـي حَـتـىٰ لا تَـهـبَـط فَـوق بَـشـرَتـه .





مَـدّ يَـده يَـقـوم بِـسَـحـب الـحِـزام الـىٰ الأمـام يَـلـفـه حَـولّ جَـسَـدي ، ابـتَـعـدَ بَـعـض الـشَـيء يُـغـلـقِـه مِـن نـاحـيَـتـه ، تَـرَكـت الـعَـنـان لـ انـفـاسِـي حـيـنَـمـا خَـرج مِـن الـسَـيـارَة يُـغـلِـق الـبـاب ، تَـعَـلَـقـت مِـقـلـيـتـاي بِـه حَـتـىٰ بَـعـد ذَلِـك ، تَـوَجـهـت مَـعـه اثـنـاء الـتِـفـافـه مِـن امـامـي نَـحـو الـمَـقـعَـد الآخَـر .




تَـخَـلَـيـت عَـن مُـراقَـبَـتـه خِـفـيًـا الـقـي نَـظَـرَة عَـلـىٰ الـمِـرآة الـجـانِـبـيَـة حَـيـثُ تَـقـف لـيـدنـا الـتـيّ شَـرعَـت فـي فَـتـح الـبـاب الـخَـلـفـي فَـور ان جَـلـسَ الـقـائِـد عَـلـىٰ مَـقـعَـده ، صَـعـدت تَـزحَـف بِـجَـسَـدهـا الـى مُـنـتَـصِـف الأريـكَـة الـخَـلـفـيَـة و هَـذا هِـو هَـدفِـهـا ، الـظِـهـور فـي الـمِـرآة الأمـاميَـة ، تَـجـاهَـلـت تِـلـك الأفـعـال الـطِـفـولـيَـة اسـتَـخـدم اصـابِـع يَـديّ فـي الـهـاء نَـفـسـي عَـنـهـا بـالـضَـغـط بِـهِـم عَـلـىٰ راحَـة يَـدي .





فَـفـي الـنِـهـايَـة هـيَّ تَـكـون وَالِـدَة جـيـان .





رِحـلَـتِـنـا كَـانَـت هـادِئَـة عَـكـس مـا تَـوَقَـعـت مِـنـهـا ، ظَـنَـنـت انَـهـا سَـوفَ تَـسـتَـخـدم جـيـان كَـحـجَـة فـي فَـتـح حَـديـث مَـعـه ، مَـعـنـا 




وَصَـلـنـا الـىٰ الـمَـنـزل اسـحَـب جَـسَـديّ بـصِـعـوبَـة ، هُـنـاكَ ثُـقـلًا فـي جَـمـيـع خَـلايـا جَـسَـدي ، دَلَـفـت لِـداخِـل و هـيَّ خَـلـفـي ، الـسَـيـد جـيـون بِـقـىٰ فـي الـخـارح مِـن اجـل اجـراء مُـكـالَـمَـة هـاتِـفـيَـة .



لَـم اهـتَـم بـِ شَـيء او لـ احَـد صَـعـدت سَـريـعًـا الـىٰ الأعـلـىٰ ، وِجـهَـتـي كَـانَـت غُـرفَـة الـصِـغـار ، لا اريـدَهـا ان تَـقـتَـرب مِـن ڤـالـيـريـن ، جـيـان طِـفـلَـهـا و لًَن تـؤذيـه بـالـتـأكـيـد .




فَـتَـحـت بـاب الـغُـرفَـة فـ اسـتَـقـبَـلَـتـنـي مـيـر تَـقِـف مِـن فَـوق الـمَـقـعَـد ، جـيـان و ڤـالـيـريـن يَـجـلـسـان ارضًـا ، يَـلـهـون بِـبَـعـض الألـعـاب حَـولَـهِـم .




جَـلَـسـت الـقُـرفـصـاء بِـجـانِـبـهـم ، عِـنـدَمـا ادرَكَـت ڤـالـيـريـن وجـودي تَـركَـت مـا بـيَـدِهـا و هَـرعَـت نَـحـوي تُـرمـي جَـسَـدِهـا بَـيـن ذراعَـيّ ، راقَـب جـيـان مـايَـحـدُث بِـ اعـيُـن لامِـعَـة و لَـطـيـفَـة .




فَـرَدت ذراعـيّ الأخَـر نَـحـوه .



- تـعـال الـيّ .





تَـوَسَـعَـت ابـتِـسـامَـتـه يَـزحَـف عَـلـىٰ رُكـبَـتـه نَـحـويّ ، اغـلَـقـت عَـلـيـهـم بِـداخِـل عِـنـاقـي ، قَـبَـلـتَـهـم ارخـي ذقَـنـي فَـوق رأس ڤـالـيـريـن انـظُـر الـى اعـيُـن جـيـان الـلَـطـيـفَـة .




- هَـل تَـنـاوَلـت طَـعـامَـك ؟




هَـز رأسـه الـصَـغـيـر فَـوق كَـتـفـي يَـعـض بـ اسـنـانـه فَـوق شِـفَـتِـه ، هَـمـهَـمـت انـزل بـ شِـفـاهـي اضـع قُـبـلَـة فَـوق جَـبـيـنـه .





- احـسَـنـت صَـغـيـري ، اخـبـرنـي اذًا ، هَـل ڤـالـي فَـعـلَـت ؟



كَـرَر امـائَـتـه يـصَـوب بَـصـره نـاحـيَـتـهِـا ، ابـتـسَـمـت بِـشَـكـل تِـلـقـائـي بِـمُـجَـرد رؤيَـة ردود افـعـالـه الـلَـطـيـفَـة ، سَـعـيـدَة لِـلـغـايَـة ان طِـفـلَـتـي اعـتـادَت عَـلـىٰ الـمَـكـان هُـنـا بِـهَـذه الـسُـرعَـة و وَجَـدت شَـقـيـقًـا لَـهـا مِـثـل جـيـان .





- اراكِ تُـجـيـديـن دَور الأم بِـشَـكـل جَـيـد ، فـي عِـدَة ايـام فَـقَـط اسـتَـطَـعـتِ كَـسـب ود جـيـان ، جـيـان الـذيّ يَـنـفُـر مِـن الـغُـربـاء وَ يَـصـبـح عَـنـيـفًـا مَـعـهَـم ، لَـقَـد اسـتَـهـنـتُ بِـكِ حَـقًـا .





تَـدَخَـلَـت والِـدتـه تَـقـطـع تِـلـك الـلَـحـظَـة الـجَـمـيـلَـة مَـعَ الـصِـغـار .





- تَـعـال الـىٰ والـدَتـك جـيـان .





نـادَت عَـلـىٰ طِـفـلَـهـا بِـنَـبـرَة قـاسـيَـة بَـعـض الـشَـيء ، ارتَـعَـد جَـسَـده بَـيـن يَـدي و رأيـتُ الـتَـرَدُد فـي عَـيـنـاه ، حـاوَلـت طَـمـأنَـتـه مَـسـحَـت عَـلـىٰ ذراعـه الـصَـغـيـر اضَـع قُـبـلَـة اخـرىٰ فَـوق وجـنَـتـه .







ذَهَـب جـيـان نَـحـوهـا بِـخـطَـوات ضَـئـيـلَـة الـمَـدىٰ ، يَـضَـع اصـابِـع يَـده فـي فَـمـه يَـقـرض اظـافِـره ، الـتَـفَـت احـمِـل ڤـالـي اقـف بِـهـا امـامِـهـا .





- كَـمـا قُـلـتِ لـيـدنـا ، يَـنـفُـر مِـن الـغُـربـاء ، فَـلِـذَلـك لا يَـفـعَـل مَـعـي ، فـأنـا اكـون زَوجِـة والـده ايّ يَـعـنـي والـدتـه ايـضًـا ، الـيـسَ كَـذَلِـك ؟




احـتَـضَـنـت طِـفـلَـتـي و الـتَـفَـت بِـ وَجـهـي نَـحـو مـيـر .





- اعـتَـنـوا جَـيـدًا بـالـسَـيـدَة لـيـدنـا ، فَـهـي ضَـيـفَـتـي الـلَـيـلَـة .




اكـتَـفَـيـت بِـهَـذا مِـن اجـل الـصِـغـار كَـمـا انَـنـي ايـضًا لا امـلُـك طـاقَـة لـ ايّ كَـلـمَـة اخـرىٰ مَـعـهـا ، خَـرَجـت مِـن الـغُـرفَـة و مَـعـي ڤـالـيـريـن اتَـجِـه بِـهـا الـىٰ غُـرفَـتُي .





وَضَـعـت ڤـالـيـريـن فَـوق الـفِـراش بِـجـوار الـعـابِـهـا اشـرع فـي نَـزع حِـذائـي ثُـمَ بَـدأت فـي فَـك ازرار سُـتـرَتـه ، احـدق بـ الـمِـرآة و مَـعَ كُـلّ لَـحـظَـة تَـمُـر اتـذَكَـر احـداث الـيَـوم بِـشَـكـل عـام ، امـسَـكـت الـسُـتـرَتَـة بَـيـن يَـدي ارفَـعـهـا نَـحـو انـفـي اشـتَـم عِـطـره بِـهـا ، لَـقـد نـالَ اعـجـابـي ، تَـذكَـرت لَـحـظَـة دخـولِـه الـىٰ الـمَـكـتَـب و مُـحـاوَطَـة جَـسَـدي بِـمَـلابِـسـه .




امـر الأربَـعَـة اشـهُـر الـذي تَـحَـدث عَـنُـهـم هُـنـاك مَـازال يُـثـيـر فِـضـولـي نَـحـوَهِـم ، خَـرَجـت مِـن الـغُـرفَـة انـاديّ عَـلـىٰ مـيـر ، انـتَـظَـرتَـهـا لِـعِـدَة لَـحـظـات امـام الـبـاب ، اراقِـب ڤـالـيـريـن تَـارَة و تَـارة اخـرىٰ اكـرر نِـدائـي ، اتَـت مِـن الأسـفَـل نَـحـوي ، اشَـرتُ لَـهـا الـىٰ الـدَاخِـل قَـبـل ان اعـود ادراجـي .





- ابـقـي مَـعَ ڤـالـيـريـن مِـن فَـضـلِـك ريَـثَـمـا اسـتَـحِـم .





اومـأت لـي تَـتَـجـه نَـحـوَهـا تَـبـدأ فـي مُـداعَـبـاتِـهـا ، تَـرَكـت سُـتـرَتـه فَـوق الـكُـرسـي الـذي يَـقـبـع امـام الـمِـرآة و دَخـلـت الـىٰ الـحَـمـام ، نَـزلـت اسـفَـل الـمـيـاه اغـلـق عَـيـنـي ، تَـركـت نَـفـسـي لـ الـمـيـاه لِـكـي تُـزيـح ثُـق هَـذا الـيَـوم مِـن فَـوق جَـسَـدي .





اسـتـغـرَقـت فـي الـداخِـل حَـوالـي الـثَـلاثـون دَقـيـقَـة ، خَـرجـت اضَـع الـمَـنـشَـفَـة فَـوق جَسدي ، الـقَـيـتُ نَـظـرَة خـاطِـفَـة عَـلـىٰ ڤـالـيـريـن الـتـي تَـسـتَـلـقـي فَـوف فَـخـذ مـيـر و تَـتَـحَـدث بـ لُـغَـة غَـيـر مَـفـهـومَـة .








جَـفَـفـتُ شَـعـري و ارتَـديـت مَـلابِـس مُـريـحَـة عِـبـارَة عَـن مَـنـامَـة بـ الـلَـون الأبـيَـض ، قَـمـيـص قُـطـنـي ذا حـمـالات رَفـيـعَـة و سِـروال قَـصـيـر يَـصـل الـىٰ مُـنـتَـصِـف افـخـاذي .





احـتَـل الـخِـمـول جَـسَـدي بَـعـد ان شَـعـرتُ بـ الـراحَـة ، ذَهَـبـت نـاحَـيَـتُـهـم ارمـي بِـنَـفـسـي فَـوق الـفِـراش .





- شُـكـرًا لَـكِ مـيـر ، اذا سـألَـك الـسَـيـد جـيـون عَـنـي اخـبـريـه انَـنـي مُـتـعَـبَـة و سَـوف اخـلُـد لِـلـنَـوم .





غَـادَرت الـغُـرفَـة عَـلـىٰ الـفَـور بَـعـد ان شَـعـرت بـ ارهـاقـي حَـقًـا .





اخـذتُ ڤـالـيـريـن بَـيـن ذراعـيّ ادثِـر جَـسَـديـنـا اسـفَـل الـغِـطـاء ، بَـقـيـت اتـَحَـدث مَـعـهـا ، اداعـب وَجـهـهـا حَـتـىٰ غَـفَـت .




مُـنـذُ دقـائِـق فَـقَـط لَـم اكـن قـادِرَة عَـلـىٰ فَـتـح عَـيـنـي و بِـمُـجَـرَد ان سَـمَـحَـت لـ عَـقـلـي بـ الـتَـفـكـيـر ، غَـادرَتـنـي الـراحَـة ، اسـتَـلـقَـيـت عَـلـىٰ ظَـهـري احـاول اغـلاق عَـيـنـي ، يـورثـا ، لـيـدنـا ، ڤـالـيـريـن ، جَـمـيـع مَـخـاوفـيّ هَـجَـمَـت عَـلـيّ بِـشَـكِـلًا عَـنـيـف سَـلَـبَـت مِـن عَـيـنـي الـنَـوم .





نَـظـرتُ الـىٰ سَـقـف الـغُـرفَـة اشـرُد بِـه ، جَـفِـلـت فَـجـأة عِـنـدَمـا سَـمِـعـت طَـرق فَـوق الـبـاب ، اسـتَـنَـدت عَـلـىٰ رسـغـي اسـمـح لـ الـطـارِق بـ الـدخـول ، كَـانَـت تِـلـكَ الـفَـتـاة الـمَـدعـوة بـ تـيـانـا ، وَقَـفَـت امـام الـفِـراش تَـرسُـم ابـتـسـامَـة مـاكِـرَة فَـوق مَـلامِـحـهـا .





- الـسَـيـد يُـريـدَكِ بـالأسـفَـل .





رَفَـعـتُ حـاجِـبـي ازفـر انـفـاسـي .





- اخـبَـرت مـيـر انَـنـي مُـتـعَـبـة و سَـوف انـام ، مـا الَـذي حَـدثَ ؟





رَفَـعَـت اكـتـافِـهـا بِـعَـدم مُـبـالاة .





- لا اعـلَـم شَـيـئًـا بِـخـصـوص هَـذا .





ازَحـت الـغَـطـاء مِـن فَـوق جَـسَـدي .





- حَـسَـنًـا اذهَـبِ انـتِ .





خَـرَجـت تُـغـلِـق الـبـاب بِـخَـلـفِـهـا ، انـزَلـت اقـدامـي ارضًـا اكـبَـح غَـيـظـي ، هَـذا الـرَجُـل لا يَـسـمـح لأحَـد بـالـتَـنـفـس بِـدون رَغـبَـة مِـنـه ، نَـزَلـت كَـمـا انـا فَـقَـد اعـمـانـي الـغَـضَـب ، ارتَـدي خُـف مَـنـزلـي و بـيَـدي احـمـل هـاتِـفـي ، خَـطَـواتـي غَـاضِـبَـة مِـثـلـي قَـادَتـنـي نَـحـو غُـرفَـة الـطـعـام بَـعـد ان عَـرفـت مَـكـان تَـواجـده .








كُـنـتُ مُـسـتَـعـدَة لـ بَـدأ شِـجـارًا مَـعـه ، كـانَـت هَـذه نـيَـتـي قَـبـل ان ارىٰ لـيـدنـا جـالِـسَـة عَـلـىٰ احَـد مَـقـاعَـد الـطـاولِـة و جـيـان بِـجـانِـبـهـا ، انـهـا لا تَـذهَـب بـتـاتًـا .





ابـتَـلَـعـت حَـنـقـي بِـداخـلـيّ و ذَهَـبـت لـ الـجِـلـوس فَـوق الـمَـقـعَـد بِـجـانِـبـه .





لَـم تَـخـرُج مِـنـي كَـلِـمَـة واحِـدَة انـقـل انـظـاريّ بَـيـنـه و بَـيـن الأعـلـىٰ .





شَـرعَ فـي تَـنـاول طَـعـامِـه ، يُـقَـطـع الـلَـحـم بـ الـسـكـيـنَـة الـخـاصَـة بـه ، اثـنـاء ذَلِـك نَـطـقَ فَـجـأة .





- مـيـر .




اقـتَـربـت مِـنـه تَـنـحَـنـي .





- سَـيـدي .




تَـرك الـسِـكـيـن يُـرخـي يَـده فَـوق الـطـاولِـة .





- اذهـبِ الـىٰ ڤـالـيـريـن .




كَـرَرت انـحِـنـائِـه لَـه .





- امـرَك سَـيـدي .




انـتَـهـت حـيـرتـي بَـيـن جِـلـوسـي هُـنـا و بَـيـن تَـواجـد ڤـالـيـريـن فـي الأعـلـىٰ بِـمُـفـرَدِهـا .





رَفـعَ انـظـاره فَـجـأة يُـحَـدق بـي ، بِـمَـلابِـسـي .





- مَـرة اخـرىٰ لا تَـتـركِ مَـكـانَـكِ فـارغًـا .





غَـادَر وَجـهـي مَـعَ نِـهـايَـة جُـمـلَـتـه يَـسـتـأنُِف تَـنـاول طَـعـامِـه بِـكُـل هِـدوء و وقـار و كـأنَـه لَـيـسَ صـاحِـب تِـلـكَ الـنـيـران بِـداخِـلـي الآن .





لَـهَـوت بـ الـمِـلـعَـقـة قَـبـل ان امـسـك بِـهـا بَـيـن انـامِـلـي اضَـعـهـا فـي طَـبَـق الـحـسـاء .





- ابـي .





صَـوت جـيـان الـلَـطـيـف جَـذَب انـظـاري مَـعَ والِـده





- هـمـم .





غَـرزَ رِسـغَـيـه اعـلـىٰ الـطـاولِـة يَـسـتَـنِـد بـذَقـنـه فَـوق كَـفَـة يَـده ، لاحـظَـت انَـه لَـيـسَ حـادًا مَـعـي انـا فَـقَـط بَـل مَـع ابـنـه ايـضًـا .




تَـقَـدَم الـصَـغـيـر الـىٰ الأمـام بَعـض الـشَـيء يُـقَـلـد والِـده ، وضـعَ ذراعَـيـه فَـوق الـطـاولَـة يُـرخـي رأسـه فَـوقِـهـم .







ابـتـسـامَـتـي شَـقَـت وَجـهـي اثـنـاء مُـشـاهَـدة افـعـالِـه الـصَـغـيـرَة مِـثـلـه ، عَـكـس والـدَتـه الـتـي لَـم تَـنـتَـبـه لَـه اطـلاقًـا ، عَـيـنـاهـا مُـصَـوبَـة نَـحـو الـسَـيـد جـيـون .





جَـذبَ انـظـاري الـصَـغـيـر مُـجـدَدًا .





- ابـي ، اخـبـر امـي ان تَـبـقَـىٰ هُـنـا الـلـيـلَـة ، اريـد الـنَـوم مَـعـهـا ، ارجـوك ابـي .





لَـم اسـتَـطـيـع الـسَـيـطَـرَة عَـلـىٰ ضَـحـكَـتـي الـسـاخِـرَة الـتـي فـاه بِـهـا ثَـغـري بَـعـد ان سَـمِـعـت رجـاء جـيـان ، جـيـان الـذي كـان خـائِـف مِـن والـدَتـه مُـنـذُ سـاعَـتـيَـن تَـقـريـبًـا بـات الآن يَـتـرَجـى والـده مِـن اجـل ان تَـبـقـىٰ مَـعـه ، غَـريـب لِـلـغـايَـة .





انـتَـظَـرت رَد والـده ، بِـرَغـم انَـنـي مُـتـأكِـدة انـهـا مَـن حَـثَـتـه عَـلـىٰ قَـول هَـذا لَـكـنَـنـي اتَـمَـنـىٰ بِـداخِـلـي ان يُـوافـق عَـلـىٰ طَـلـبـه الـبَـسـيـط ذَلِـك مِـن اجـل ان لا يُـحـزنـه لا اكـثَـر .




كـان الـجَـمـيـع يَـنـتَـظـر جَـواب الـقـائِـد و مِـن ضِـمـنَـهـم انـا .





انـزَل يَـديـه يَـعـود بِـظَـهـره الـىٰ الـمَـقـعَـد ، وضـعَ كَـفَـة يَـده الـيُـسـرا فَـوق فَـخـذه يَـسـتَـنـد بـ مِـرفَـقـه الأيـمَـن عَـلـىٰ حَـوافـي الـمَـقـعَـد الـجـانـبـيَـة ، اعـطَـتـنـي هـالَـتـه تِـلـك تَـنَـبـوءً بـ الـرَفـض مِـن قَـبـل ان يَـتـحَـدث حَـتـىٰ ، سـار بـ لِـسـانِـه عَـلـىٰ نَـسـيـج شِـفـتـه الـسُـفـلـيـة .





- لا ضَـرَرًا فـي ذَلِـك مِـن اجـل جـيـان ، يُـمـكِـنَـكِ الـبـقـاء لـيـدنـا .





وافَـق ! تَـنَـبـوئي اتَـضَـح انـه خـاطِـئ لأنـه و بِـبـسـاطَـة رَجُـلًا غَـيـر مُـتَـوقـع .




جـيـان لَـم يَـكُـن مُـتـحَـمِـسًـا مِـثـل والـدَتـه الـتـي رَمَـت نَـظَـرَة لـي ثُـم اردَفَـت .





- اتـمَـنـىٰ ان بَـقـائـي هُـنـا لا يُـسَـبـب ايّ مُـشـكِـلَـة ، سَـيـدي .





مـا بـال كَـلـمَـة سَـيـدي تِـلـك مَـعـهـا ، نَـحـن لَـسـنـا فـي الـقـاعـدة هُـنـا .





اطـرقـت عُــنـقـي اشَـتِـت نَـفـسـي عَـنـهـا ، تَـبـادَلـت الـنَـظَـرات مَـعـه حـيـنَـمـا قَـرَر مُـشـارَكـتـي جـوابِـه عَـلَـيـهـا .





- يُـمـكِـنـكِ الإسـتِـفـسـار عَـن هَـذه الـنُـقـطَـة مِـن سَـيـدة الـمَـنـزل .








تَـوَقَـفَـت انـفـاسـي عَـلـىٰ حـيـن غُـرَة ، حَـتـىٰ انَـنـي فَـقَـدت تَـوازن حـروفـي و نَـظـراتـي ، بَـقـيـت مُـشَـتَـتـة بَـيـنـه و بَـيـنِـهـا .




- ايّ شَـيئًـا يُـريـده جـيـان .





لا اعـرف اذا كـانَـت اجـابَـتـي مُـنـاسِـبَـة لـ سـؤالِـهـا ، هَـذة مـا خَـرجَ مَـعـي .





طَـرق عَـلـىٰ الـطـاولـة امـامـي يَـسـتَـحـوذ عَـلـىٰ انـتِـبـاهـي .





- بَـعـد ان تَـنـتـهـي مِـن طَـعـامِـك ، غَـيـري وِجـهَـتَـكِ الـىٰ غُـرفَـتـي .





وَقـفَ مُـغـادِرًا الـطـاولَـة يَـتـرُكـنـي اتـنـاوش مَـعَ طَـلـبـه هَـذا بِـداخِـل عَـقـلـي ، ثَـمَ انـا لا اعـرف ايـن تَـتَـواجَـد غُـرفَـتـه ، تَـبـعـتـه بِـ نَـظَـراتـي وجَـدتـه يَـنـحـاز يـمـيـنًـا ايّ يـعـنـي بِـجـانِـب غُـرفَـتـي انـا و ڤـالـيـريـن .




لَـم اكـن اشـعُـر بـ الـجـوع كُـلّ مـا اشـعُـر بِـه الـتَـوتـر فَـقَـط ، نَـظَـرات لـيـدنـا بَـيـنَـة لـي بِـدون ان ان اراهـا ، وَقَـفـت اخـرج جَـسَـدي مِـن بَـيـن الـطـاولَـة و الـمَـقـعَـد ، تَـخَـطَـيـت لـيـدنـا اقِـف خَـلـف جـيـان ، انـحـنَـيـت الـيـه اقـبِـل وجـهـه .





- نَـومًـا هَـنـيئًـا .



داعَـبـت وجـنَـتـه ثُـمَ تَـحَـركَـت اتـانـي رَدًا مِـن والـدَتـه جَـعَـلَـنـي الـتَـفِـت الـيـهـا .





- لَـكِ ايـضًـا .




ابـتَـسَـمـت لَـهـا اسـتَـأنِـف سَـيـري .





عِـنـد صِـعـودي الـىٰ الاعـلـىٰ وزعـتُ نَـظـراتـي فـي الأرجـاء ، تَـوقَـعـت عَـلـىٰ الـفَـور ايـن هـيَّ غُـرفَـتـه مِـن لَـون بـابِـهـا الاسَـود و تَـمَـركُـزهـا فـي الـرواق .





اخـذتُ نَـفَـسًـا اطـرق عَـلـىٰ الـبـاب خَـفـيـفًـا عِـدَة مـرات ، سَـحَـبـت يَـداي الـىٰ جـانِـب جَـسَـدي ، احـدق فـي الـفَـراغ .





سـأرَىٰ مـا الـذيّ يُـريـده و اذهَـب الـىٰ فِـراشـي ، هَـذه الـمَـرة سـوف ابـتَـعـد عَـن ايّ شَـيء يَـسـلـبـه مِـنـي .





رَفَـعـت يَـديّ مَـرَة اخـرى بِـنـيَـة اعـادَة الـطَـرق ، نَـفَـثـت انـفـاسـي الـضَـجـرَة تـزامُـنًـا مَـعَ فَـتـحـه لـ الـبـاب .





شَـعـره مُـبـعـثَـر ، مـازال يَـرتَـدي مَـلابِـسـه الـعَـسـكَـريـَـة ، رَفَـعـت حـاجِـبـي اتـسـاءل عَـن وجـودي هُـنـا .








تَـراجَـع الـى الـخَـلـف بَـعـض الانـشـات يُـشـيـر بِـ وَجـهـه الـىٰ داخِـل الـغُـرفَـة ، بَـقَـيـت عِـدَة لَـحـظـات واقِـفَـة مُـتـرَدِدَة مِـن الـمِـثـول امـام اوامِـره و بـ الـفِـعـل بَـقَـيـت واقِـفَـة ارفُـض الـدخـول .





قَـرَر هـو حَـسـم هَـذا الامـر يَـتَـقَـدم مِـنـي و بـيـده يَـسـحَـبـنـي الـى داخِـل غُـرفَـتِـه .





- عـاصـيَـة .





سَـمـعـتـه يُـتَـمـتـم بِـهـا اثـنـاء ذَلِـك ، نَـزَعـت ذراعـيّ مِـن بَـيـن كَـفَـة يَـده اتـراجـع بَـعـض الـخَـطـوات .





- مـاذا تُـريـد ؟





مـالَ بـرأسِـه قـلـيـلًا ، يَـدفـع لِـسـانِـه ضِـد بـاطِـن وجـنَـتـه .





- اريـدك .




حَـمـلَـقـت بِـه مُـنـدَهـشَـة .





- نَـعَـم ، عَـفـوًا ، مـاذا تَـقـول انـتَ ؟





اعـطـانـي ظَـهـره يَـنـزَع مَـلابِـسـه الـعِـلـويَـة ، اخـفَـضـت عَـيـنـي سَـريـعًـا و هُـنـا بَـدأ قَـلـبـي فـي تَـعـايـش الـقَـلـق و الإرتـِـبـاك مَـعًـا 



مَـد يَـده يَـلـتَـقِـط مَـنـشَـفَـتـه يَـتـداولـه بَـيـن كِـفـوف يَـده اثـنـاء اسـتِـدراتـه نَـحـوي .





- تَـنَـفَـسـي .





نَـطَـق مَـع اقـتِـرابـه مِـنـي .





- لَـيـسَـت كُـلّ الـرَغـبـات شَـهـوانـيـة كَـمـا تَـظُـنـيـن روڤ .





تَـجـرأت و رَفَـعـت عَـيـنـي الـيـه ، اسـتَـقـبَـلـهـم يَـتَـجَـول بِـخـاصَـتـه بَـيـن مَـلامِـحـي .





- اريـدك ان تَـبـقـي هُـنـا هَـذه الـلـيـلَـة كَـونِـك سَـيـدة الـمَـنـزِل .





خَـطَـىٰ خُـطـوَة اخـرىٰ نَـحـوي .





- هَـذا بـاقِ جُـمـلَـتـي .





اخـذت انـفـاسـي ، اشـعَـر بِـراحـة اخـيـرًا ، تَـرَبَـعـتُ بـ ذراعَـيّ اسـفَـل صَـدري .





- لَـيـسَـت كُـلّ الـرَغـبـات تُـلَـبـىٰ سَـيـدي الـقـائـد .





سَـحَـبـت جَـسَـدي تَـدريـجـيًـا نَـحـو الـبـاب مِـن اجـل الـخـروج و حـيـنَـمـا حـاوَلـت فَـتـح الـبـاب فَـشَـلـت فـي ذَلِـك ، لأنَـه مُـغـلَـق بِـشَـفَـرَة مـا .







ذَهَـبـت الـيـه بِـوَجـهـي ذو الـمَـلامِـح الـكَـشِـرَة .





- اريـد الـذَهـاب مِـن هُـنـا ، قُـم بِـفَـتـح الـبـاب .





ظَـل يُـرمِـقـنـي بِـهـدوء يَـلـعَـق شِـفـاهـه .





- هَـذه الـرَغـبَـة لا تُـلـبـىٰ ايُـتـهـا الـعـاصَـيَـة .




اسـتَـدار مُـجَـددًا يَـتَـوَجـه نـاحـيَـة الـحـمـام و يـتـرُكـنـي افـقِـد اعـصـابـي خَـلـفـه .





حـاولِـت فَـتـح الـبـاب عِـدَة مَـرات جَـمـيـعَـهـا بـائـت بـ الـفَـشَـل .





سِـرت فـي ارجـاء الـغُـرفَـة حَـتـىٰ شَـعـرت بـ الإرهـاق فَـجَـلَـسـت عَـلـىٰ حـافَـة الأريـكَـة ، اغـلَـقـت عَـيـني و بَـدأت فـي تَـنـظـيـم انـفـاسـي .





جَـذب انـتِـبـاهـي اهـتِـزاز الـهـاتِـف بِـداخِـل يَـدي ، تَـوَجـهـت الـيـه بـ عَـيـنـي احـاول قـراءة مُـحـتَـوى تِـلـكَ الـرسـالَـة الـتـي وَصَـلَـتـنـي لـلـتَـو 


- عَـلِـمـت انَـكِ تَـزَوَجـتِ ايـلـيـروڤـا ، هَـل تَـظُـنـيـن ان هَـذا سَـوف يَـمـنَـعـنـي عَـنـكِ انـتِ و طِـفـلَـتـي ؟

الفصل الثامن من هنا

تعليقات



×