رواية FORMAL ASSUMPTION الفصل الخامس5


 رواية FORMAL ASSUMPTION الفصل الخامس



نَـفَـضـتُ رأسـي احـاول إبـعـاد الإرتـبـاك الـذي حـاوَطـنـي بِـه بِـداخِـل عَـيـنـاه الـحـادَة ، جِـفـونِـه مُـرتَـخـيَـة يَـتَـنَـقَـل بِـهـم بَـيـن حَـدقـيـتـاي و شِـفـاهـي .

فِـي خِـضـم ذَلـكَ الإرتِـبـاك ابـتَـلـعـت مـاء جَـوفـي بِـصـعـوبَـة بـالـغَـة ، فـي مُـحـاولَـة فـاشَـلَـة مِـنـي فـي عَـدم جَـذب انـتـبـاهـه .

نَـظَـراتِـه الـمُـبـهَـمَـة تَـربَـصَـت بـرجـفَـة شِـفـاهـي و ضَـغـطُـهـم عَـلـى اصـبَـعـه اثـنَـاء ذَلِـكَ ، وَجَـدت ان هَـذا الـوَقـت الـمُـنـاسِـب لـرَدعـه عَـنـي ، اسـتَـغَـلَـيـت ذلـكَ فـي دَفـع اصـبـعـه خـارج شِـفـاهـي بَـعـد ان أرجـعـت رأسـي الىٰ الـخَـلـف بَـعـض الـشَـيء .

حـيـنَـمـا نَـجَـحـت فـي ذَلـك فـاجَـئـنـي بِـمَـحـو الـمَـسـافَـة الـتـي صَـنـعـتُـهـا مُـنـذ لـحـظـات قَـلـيـلَـة بـ إرجـاع رأسـي الـىٰ الـوراء ، مَـلامِـحـه لَـم تَـتَـغـيَـر بَـل ظَـلـت ثـابِـتَـة و هَـذا مـا يَـجـعَـلـه مُـخـيـفًـا اكـثـر ، لا اسـتَـطـيـع تَـكَـهـن خَـطـواتـه الـقـادمـة مِـن خَـلـف هَـذا الـثـبـات .

بـقـيـت نَـظَـراتـي مُـتـعَـلـقَـة بـوَجـهـه ، احـدق بِـه مُـتَـعَـجِـبَـة مِـن افـعـالِـه تِـلـك .

- ابـتـعـد عَـنـي .

شَـعـرتُ بـ ارتِـخـاء قَـبـضَـتـه فَـوق مِـعـصَـم يَـدي تَـدريـجـيًـا ، يَـقـتـرب مِـن وَجـهـي اكـثـر .

- هَـل مَـازلـتِ تُـلـقـيـن اوامِـرًا هُـنـا ؟

انـفـاسِـه غَـاضِـبَـة مِـثـلـه ، تَـرتَـطِـم بـوَجـهـي بِـعُـنـف ، عـادَت قَـبـضَـتـه تَـشـتَـد قـوَة عَـلـىٰ مِـعـصَـم يَـدي و هَـذا يَـدُل عَـلـىٰ نَـجـاحـي فِـي اثـارَة غَـضَـبـه اكـثَـر فـأكـثَـر .


حـافَـظـت عَـلـىٰ لِـقـاء عَـيـنـاي بـ سَـوداويـتـاه تَـجَـنُـبًـا لـ فِـقـدان مـا تَـبـقـىٰ مِـن اعـصـابِـه .

- بِـالـتَـأكـيـد لَـن اتـرجـاك فـيـمـا هـو مِـن حَـقـي .

يَـدي دُفِـعَـت مِـن قِـبَـلـه الـىٰ خَـلـف ظَـهـري فـأصـبَـحَـت بَـيـن جَـسَـدي و هَـيـكَـل الـسـيـارَة .

- فَـلـتَـخـبـرنـي فَـتـاة الـقـانـون مَـا هـوَ حَقـهـا بِـمـا انـهـا تَـبـحَـث عَـنـه اذًا .

اقـتـرابـه هَـذا يُـعـدم انـفـاسـي ، اشـعُـر و كـأنـه يُـراقِـب تَـحـرُكـات جَـمـيـع خَـلايـا جَـسَـدي ، نَـظـفـت حَـلـقـي بـحَـمـحَـمـة خَـفـيـضَـة ، لا شَـك فـي انَـه قَـد سَـمِـعـهـا مِـن مَـوقـعـه الـقَـريـب ذاك .

- ان تَـبـتَـعـد عَـنـي و لا تَـلـمـسـنـي مَـرَة اخـرى ، هَـذا هـو مـا ابـحَـث عَـنـه سَـيـدي الـقـائـد .

لَـم انـتَـظـر رَده عَـلـيّ اسـرع فـي اضـافَـة جُـمـلَـة اخـرىٰ تَـدعـي الـثـبـات امـامِـه .

" هَـنـاكَ شَـيـئًـا اخـر ابـحَـث عَـنـه و هـوَ احـتِـرام رغـبَـتـي فـي عَـدم الـذهـاب مَـعَـك .

انـتَـهـيـت مِـن سَـرد مـا اريـده مِـنـه احـدق بـ عَـيـنـاه ، غَـيـر مُـتَـأهِـبَـة لـ أيّ فِـعـل قَـد يُـبـدر مِـنـه او اجـابَـة تـأتـي عَـكـس مُـبـتـغـاي .

جـال بـ عـيـنـاه بَـيـن جِـفـوني ، انـفـاسـه لا تُـراعـي انـعِـدام الـمَـسـافَـة بَـيـنَـنـا .

- مـا تَـبـحَـثـيـن عَـنـه بَـدىٰ و كـأنـه يُـمـلـي عَـلـيّ مـا يَـجـب فِـعـلـه ، هَـل ابـدو لَـك شَـخـصًـا تَـقـوده رَغـبـات الآخَـريـن ، هـمـم ؟

لَـم تَـعـد يَـده مُـتَـحـكِـمَـة فـي مِـعـصَـمـي بَـعـد ، تَـرك يَـدي خَـلـف ظَـهـري يَـذهَـب بـ كَـفـتـه يَـسـتَـنِـد بِـهـا اعـلـىٰ هَـيـكـل الـسَـيـارَة لـ يُـضـحَـى جَـسَـدي مُـحـاصَـر بَـيـن ذراعـيـه بَـيـنَـمـا وَجـهـي مـازال يَـبـحَـث عَـن الـحُـريَـة مِـن قـيـود عَـيـنـاه الـحـالِـكَـة .

وَقـعـت يَـدي بِـجـانِـب جَـسَـدي ، اسـتَـقـيـم امـامِـه ، ان تَـنَـفَـسـت بـ قـوة سَـوف الـتَـصـق بـه ، بَـقَـيـت اسـتَـرق مِـن الأرجـاء هَـواءً خِـفـيـة .

انـتَـقـل بَـصـري لـ وَهـلَـة مَـعَ لِـسـانِـه الـذي يَـتَـوسَـط اسـنـانـه ، طَـرفـه يـظـهَـر مِـن بَـيـنَـهـم عِـنـدَمـا انـفَـرِجَـت شِـفـاهه قَـلـيـلًا مِـن الـشَـيء ، يُحـركـه عـلـىٰ اطـراف اسـنـانِـه الـعُـلـويَـة يُـحـدث بَـيـنَـهـم احـتِـكـاك طَـفـيـف .

تَـوقَـف فَـجـأة يُـلـصـق شـفـاهـه بِـبَـعـضُـهـم الـبَـعـض ، يَـمـيـل بـ رأسِـه جـانـبًـا .

- شَـتـان بَـيـنَ الـرَغـبـة و الـحَـق ، حَـديـثـك كـان راغـبًـا اكـثـر مِـن كَـونـه يَـفـرض حِـقـوقِـه ، نَـبـرَتـكِ مُـتَـهـورَة مِـثـلـكِ ، عَـلـيـكِ بـمُراقَـبَـة رِبـاط جـأشـهـا اذا كُـنـتِ تَـبـحَـثـيـن عَـن شَـيـئًـا مـا بِـحـوزتـي ، ايـلـيـروڤـا !

كُـلـمـا تَـفَـوه بـ اسـمـي تَـنـتَـابَـنـي تِـيـهَـة غَـريـبَـة ، اريـد بِـهـا الـهَـرب مِـن نَـظـراتِـه تِـلـك .

- فـي كُـلّ الأحـوال كِـلاهُـمـا يَـطـمـح لـمَـدي بِـمـا اريـد ، انـتَـقـي مِـن بَـيـنَـهـم مـا يُـنـاسِـب غِـرورَك ، انـتـقـي مـا يَـمـكـنـه ابـعـادك عَـنـي .


قُـدت ذراعَـيّ حَـيـث صَـدري اشَـكِـل بِـهـم عُـقـدَة اسـفَـلـه بَـيـنَـمـا احـاول عَـدم الانـحِـدار بـ عَـيـنـاي الـىٰ ذراَعـه الـذي يَـقـتَـرب مِـن خِـصـري ، تَـوقـف بِـجـانـب جَـسـدي لَـكـنَـه لَـم يَـلـمِـسـنـيّ بَـعـد .

- انـتِ لا تَـصـمُـتـيـن ابـدًا !

فُـرصـي فـي الـهـروب مِـن احـتـجـازه لـيّ بـاتَـت مَـعـدومَـة ، زَفِـر انـفـاسِـه بِـمَـهـل ، الـىٰ الآن لَـم يُـسـقِـطـنـي مِـن بَـيـن جِـفـونِـه .

- اخـبَـرتـك مُـنـذ قَـلـيـل بِـمـا يَـتَـعَـلـق بـ امـر رغـبـاتِـكِ تِـلـك .

بِـشَـكـل تِـلـقـائـي مِـني رَفَـعـت احَـد حـاجـبـاي مُـسـتَـنـفِـرَة مـا تَـفَـوه بِـه لـلـتَـو .


- مـاذا عَـن حَـقـي ؟


ابـقـىٰ عَـلـىٰ امـالَـة رأسـه امـامـي يَـسـتَـمِـر فـي اربـاكي .

- تَـجـديـنـه عِـنـدَمـا اقـرر مَـنـحِـك ايـاه غَـيـر هَـذا انـتِ لا تَـمـتـلـكـيـن شَـيـئًـا مـا بِـحَـوزَتـي .

انـتَـفِـضَ جَـسَـدي بِـغَـضَـب بَـيـن ذراعَـيـه ، اُسـدِل يَـدايّ بِـجـانـبـي .

- و الآن مـاذا ؟

يَـده الـقَـريـبَـة مَـن خِـصـري اسـتَـمَـرت فـي جَـذبـه نَحـوي كُـلـمـا قَـلـص الـمَـسـافَـة بَـيـنـهـا و بَـيـن خِـصـري .

اصـبَـحـت فـي مَـوقِـف ان تَـنَـفَـسـت سـأصـنـع احـتِـكـاكًـا مَـع ثَـغـره ، كـان قَـريـبًـا الـىٰ هَـذا الـحَـد .

كُـنـت بِـصَـدَد رَفـع يَـدي نَـحـو صَـدره لِـكَـي ادفَـعـه عَـنـي ، لَـم اجِـد حَـيـزًا يَـكـفـي وجـودِهـم بَـيـنَـنـا ، مَـلابِـسـنـا بِـالـكـاد تَـفـصـل بَـيـنَـنـا .

وقـتَـهـا مـال بـ وَجـهـه اكـثَـر مَـع ذراعَـه ذَلـك حَـتـىٰ شَـعـرت بِـمِـعـصَـمـه يَـلـتَـصـق بـي .


لَـم يَـمُـر غَـيـر لَـحـظـات قَـلـيـلَـة ثُـم سَـمِـعـت صَـوت فَـتـح بـاب الـسـيـارَة بِـجـانِـبـي مِـن قِـبَـل يَـده الـتـي ظَـنَـنـت انـهـا تُـحـاول الـوصـول الـيّ .

اسـتـقـام بـجَـسَـده امـامـي فَـذَهـبَـت عَـيـنـي مَـعـه ، ابـقَـى عَـلـى جَـسَـدي مُـحـتَـفِـظًـا بَـيـن ذراعَـيـه ، يَـرفَـع حـاجِـبـه الأيـمَـن مُـشـيـرًا بِـه الـىٰ الـسـيـارَة بـخَـلـفـي .

- اصـعَـدي .

كَـان عَـلـيّ اطـاعَـة امـره ذلـك مِـن اجـل الـتَـخَـلـص مِـن احـتِـجـازه لـي ، انـحَـنَـيـت بـجَـسـدي اعـبُـر مِـن اسـفَـل ذراعِـه ادلـف الـى الـسَـيـارة و كُـلّ خَـلايـا جَـسَـدي تَـنـتَـفـض غَـضـبًـا مِـن هَـذا الـرَجُـل .


صَـوبـت بَـصَـري امـامـي احـاول تَـنـظـيـم انـفـاسـي ، حـافَـظـت عَـلـىٰ ثَـبـاتـي فَـوق الـمَـقـعـد عِـنـدمـا قَـام بـ اغـلاق بَـاب الـسَـيـارة بـجـانـبـي بِـقـلـيـل مِـن الـعُـنـف .


انـحـاز بَـصـري الـيـه عِـنـد انـتـقـالـه مِـن جـانـبـي يَـسـيـر الـىٰ الأمـام يُـرخـي جِـفـونِـه الـىٰ الأسـفَـل مُـحـافِـظًـا عَـلـىٰ ثَـبـات رأسـه مُـرتَـفـعًـا و ثَـبـات مَـلامِـحـه ايـضًـا ، يَـسـيـر بـ وَقـار مُـريـب عَـكـس تَـصَـرفـاتُـه مَـعـي .

حِـيـنَـمـا مَـر مِـن امـام الـسَـيـارَة انـحَـنَـت لَـه جَـمـيـع الـجِـنـود الـذيّـن يَـقـفـون بِـجـانِـب و امـام مَـنـزل الـسَـيـد وايـن .

نَـسَـيـت امـرُهـم تَـمـامًـا ، نَـسَـيـت ان كُـلّ هَـذا حَـدث امـامَـهـم ، اسـرَعـت فـي اخـفـاض بَـصـري اسَـلـطَـه فَـوق يَـدي فَـوق فَـخـذي ، كَـانَ هـو قَـد دَلِـفَ الـىٰ داخِـل الـسَـيـارة بِـالـفِـعـل ، يَـجـلـس خَـلـف الـمَـقـود و بـيَـده هـاتِـفـه يَـبـحَـث عَـن شَـيـئًـا مـا .

اعـتَـقِـد انَـنـي قَـد تَـأخـرتُ كَـثـيًـرا عَـلـى شِـعـوري بـالـنَـدم فـي مـوافَـقـتـي عَـلـىٰ اقـتِـراح يـورثـا ، نَـظـرت الـيـه بِـتَـهـكُـم و حِـقـد ، احـاول ادراك كَـم سَـوف اعـانـي مَـعـه عَـلـىٰ هَـذا الـمِـنـوال .

اكـرَهـه حَـقًـا .

لَـم يَـسـتَـغـرق كَـثـيـر مِـنَ الـوَقـت فـي الـتَـخَـلُـص مِـن هـاتِـفَـه ، قـام بـرَمـيـه بـجـانِـب مَـقـعَـده ، يُـشـرع فـي الـقـيـادَة .

مِـن اجـل تَـهـدئَـة ذاتـي تَـربَـعـت بـذراعـيّ اسـفَـل صَـدري و بـيَـدي الأخـرى دَفَـعـت خُـصـلات شَـعـري الـعَـاصـيَـة خَـلـف اذنـي .

- اعـلَـم انَـكَ لَـكَ يَـدًا فـي مـوافَـقَـة الـعَـمـيـد عَـلـىٰ اسـتِـئـنـاف دراسَـتـي ، لَـم اكـن بِـحـاجَـة الـىٰ ذَلـك ، كـانَ بـ إمـكـاني تَـدبـيـر امـري بِـنَـفـسـي .


نَـفَـخـت وجـنـتـاي بَـعـد انـتـهـائـي مِـن الـتَـحَـدث اكـبَـح كُـلّ تَـخـبُـطـاتـي بِـداخِـلـهـم .

اسـتَـرقـت نـظَـراتٍ خـاطِـفَـة مِـنـه قَـبـل ان يُـقَـرر مُـشـاركَـتـي فـي الـحَـديـث .

- اعـتـمـادك عَـلـىٰ نَـفـسـك كَـانَ فَـعـالًا فـي وقـتًـا سـابـق فـي حـيـاتـك قَـبـل ان تَـصـبـحـيـن عـائِـدَة لـي .

اخَـر مـا نَـبَـسـه كَـان غَـريـبًـا لـلـغـايَـة ، جَـعـلـنـي الـتَـفـت بـ وَجـهـي احـدق بـه .

ابـقـىٰ بَـصَـرِه مُـصَـوابًـا امـامـه ، يَـدًا تُـعـانـق مَـقـود الـسَـيـارَة و الاخـرى تَـقـبَـع فَـوق فَـخـذه .

- زَوجـة جـيـون جـونـغـكـوك يَـخـضـع لـهـا الـعـالَـم بـأسـره و لَـيـس عَـميـد الـجـامِـعَـة فَـقـط .

اسـقـانـي مِـن غـروره جُـرعَـة انـسَـتـنـي مـا حَـدث ، انـسَـتـنـي كُـرهـي لـ تِـلـك الـعِـلاقَـة .

ارتَـخـى ذراعـيّ حَـول جَـسَـديّ اسـتَـمـر فـي الـنَـظَـر الـيـه .

- كَـونـي زَوجَـتَـك او بِـمَـعـنـى اصَـح سـأصـبـح زَوجَـة لَـكَ ، الا يَـجـعَـل هَـذا الأمـر سَـاريًـا عَـلـيـكَ انـتَ ايـضًـا ؟

مُـيـقِـنَـة ان حَـديـثـي اثـار حَـنـقـه ، احـسَـده عَـلـىٰ ثـبـاتـه الـوَقـور هَـذا حَـتـى و هـو فـي خِـضـم غَـضَـبـه ، رَجـل عَـسـكـري داخِـل و خـارج عَـمَـلـه .

اصـابـع يَـده سـارَت فَـوق فَـخـذه بِـبـطء مِـمـا اثـار مُـشاهَـدتـي لَـهـا .

- الـسُـلَـطـة تُـخـضِـع الـجَـمـيـع عَـدا مـالـكـهـا ، هَـذا قـانـون وَجِـبَ عَـلـيـكِ دراسَـتـه جـيـدًا بِـمـا انَـكِ طَـمـوحَـة الـىٰ هَـذا الـحَـد !

اعـادانـي حَـديـثـه الـىٰ وَجـهـه مَـرَة اخـرى ، رفَـع يَـده الـمُـغـطـاة بـ قُـفـزاتِـه الـسَـوداء يَـمـسَـح بِـهـا عَـلـىٰ عُـنـقِـه .

- لَـقـبـي سَـتَـجـديـنـه يَـسـري عَـلـىٰ الـجَـمـيـع و مِـن ضِـمـنَـهَـم انـتِ ، شَـخـصًـا اخَـر فـي مـكَـانَـكِ خَـوَلَـت لَـه نَـفـسِـه الأمـارَة بـ الـسـوء بـ الـتَـحـدث مَـعـي بِـهَـذه الـصـيـغَـة كَـان لـيـصـارع مِـن اجـل الـبـقـاء حـيًـا اسـفَـل يَـديّ الآن ، مَـكـانَـتَـكِ اصـبَـحَـت تَـشـفَـع لَـكِ و كَـثـيـرًا .


تَـزامـن نُـطـقـه بـ اخـر كَـلـمـاتِـه مَـعَ تَـوجـيـه نَـظـراتـه نَـحـوي ،

هُـنـا تـأكَـدت مِـن حَـديـثـي مَـعَ نَـفـسـي سَـابِـقًـا ، كَـلامـي اثـار غَـضـبـه حـقًـا .

سَـحَـبـت نَـفـسي مِـن الـوَسَـط اعـود الـىٰ وضـعـيَـتـي الـسـابِـقَـة .

- لا اعـلَـم كَـيـف لـ شَـخـص غَـرور مِـثـلَـكَ ان يَـتـنـازل و يَـأتـي لِـكـي يَـصـطَـحِـبـنـي بِـنَـفـسـه الـىٰ الـمَـنـزل ، جِـنـودك كـانَـت تَـكـفـي .

عُـدت اكـرر مَـلـئ وجـنَـتـاي بـ الـهـواء كُـلـمـا شَـعـرت بـالـضِـيـق .

كُـنـت اتـحَـدث بِـنَـبـرَة مُـنـخَـفِـضَـة اضـغَـط عَـلـى اسـنـانـي .

مَـدَ يَـده بِـجـانِـبـه يُـغـلـق هَـاتِـفـه الـذي اصـدر صَـوتًـا بـادِرًا عَـن وصـول مُـكـالـمَـة مـا الـيـه .

- اعـتَـادي عَـلـى هَـذا الأمـر ، فـ اكـتـفـائـك بـجـنـودي لا يُـعـجِـبَـنـي .

ذَهَـبـت لـه بِـمَـلامِـح مُـجَـعَـدَة

- لِـمَ ؟

ارخـى رأسـه عَـلـى كَـفَـة يَـده الاخـرى الـتـي يَـسـتَـنـد بِـهـا فَـوق حـافَـة الـنـافِـذَة بـجـانِـبَـه .


- تَـخَـلـي عَـن فِـضـولـك هَـذا و اصـمُـتِ .

عَـضَـضُت عَـلـى شِـفـاهـي اعـود بـ وَجـهـي الـىٰ امـامـي ، كُـل شَـيئًـا بـي حـاقِـد عَـلـيـه .

بَـعـد مُـدة مِـن الـزَمَـن وصـلـنـا حَـيـث مَـنـزلَـه ، فَـور وصـولـنـا وضَـعـت يَـدي فَـوق مِـقـبـض الـبـاب رَغـبَـة فـي الـذهـاب مِـن الـسـيـارة .

عِـنـدمـا فَـشَـلـت فـي فَـتـحـه اتـجَـهـت الـيـه ، كـانَ يَـمـسَـك بـ هـاتِـفـه يُـسَـلِـط بَـصَـره عَـلـيـه .

قَـررت عَـدَم الـتَـحَـدث مَـعـه و انـتَـظـرتـه ريـثَـمـا يُـبـادر هو .

الـتَـهـى فـي هـاتِـفـه يَـتـجـاهَـل وجـودي وَ رغـبَـتـي فـي مُـغـادَرة سَـيـارتـه ، نَـقَـر بـ اصـبَـعـه اعـلـى شـاشَـة الـهـاتِـف .


- لا تَـتَـوجَـهـيـن مُـبـاشَـرة الـىٰ غُـرفَـتـكِ ، انـتَـظـريـنـي بـ الأسـفَـل ريـثَـمـا اتـي الـيـكِ .

تَـحَـدث اثـنـاء انـهِـمـاكـه فـي عَـمَـلِـه فـي الـهـاتِـف ، فَـعَـلـت مِـثـلـه و تـجـاهَـلـت مـاقـالـه لـلـتـو ابـقـي عَـلـىٰ صَـمـتـي .

رجـوعـي الـى الـخَـلـف اسـتَـنـد بـ ظَـهـري عَـلـىٰ الـمَـقـعَـد مَـنَـحـنـي رؤيَـة جَـيـدَة بـدون الـنَـظَـر الـيـه .

تَـوَجَـهَـت يَـده الـيُـسـرىٰ نَـحـو صَـك الـبـاب تَـقـوم بـ ابـطـالـه .

- انـزلـي .

لَـم انـتَـظِـر كَـثـيـرًا ، اسـرَعـت فـي الـنـزول مِـنـهـا ، دقـائـق اخـرىٰ بـجـانِـبَـه سَـتـفـقـديـنـي صَـوابـي .


عِـنـد نـزولـي مِـن الـسَـيـارَة قَـابَـلـنـي رجـالـه ، هُـنـاك جُـزءًا مِـنـهُـم تَـوَجـه الـيـه امّـا الـبـاقِ مِـنـهُـم أرادوا اصـطـحـابـي الـىٰ الـداخِـل


قَـبـل ان اقـف كـعـادَة مـنـي فـي الاعـتِـراض عَـلـىٰ تَـحَـركـاتِـهـم تِـلـك مَـعـي ، تَـدَخَـل بـوق سَـيـارتـه الـذي جَـذَب الـجَـمـيـع الـيـه و مِـن ضِـمـنُـهـم انـا .

اخـفَـض زُجـاج سَـيـارَتـه شَـديـد الـسَـواد يُـشـيـر بـ اصـبَـعـيـه الـىٰ جِـنـوده الـذيّـن اسـرعـوا فـي الإبـتـعـاد عَـنـي و الإنـحِـنـاء لَـه مُـلـبـيـن اوامِـره .


ادَعَـيـت انَـنـي تَـجـاهَـلـت تَـصَـرفـه ذلـك اكـمِـل سَـيـري الـىٰ الـداخِـل .

حـيـنَـمـا دخـلـت الـىٰ الـمَـنـزل رَمَـيـت حَـقـيـبَـتـي بـ هَـمَـجـيَـة فَـوق الـطـاولَـة ، تَـجَـولـت فـي حَـيـز وقـوفي ذهـابًـا و ايـابًـا ، اشـد عَـلـى خُـصـلات شَـعـري بـ عُـنـف .

كَـلـمـة مِـنـه تُـثـيـر جِـنـونـي ، ايـنَ كـان عَـقـلـي حـيـنَـمـا وافَـقـت عَـلـىٰ الـزواج مِـن شَـخـص مِـثـلـه .

اتَـت مـيـر نَـحـوي مُـبـتَـسِـمَـة ، بَـحَـثـت عَـن ڤـالـيـريـن بِـجـوارهـا لَـكـنـهـا كـانَـت بـ مُـفـرَدهـا تَـمـامًـا ، وَقـفَـت امـامـي بـمـلامِـحـهـا الـبَـشـوشَـة .


- مَـرحـبًـا بـعَـودَتـكِ ، هَـل انـتِ بِـخـيـر ؟

نَـفـثـت مـا تَـبـقـي مِـن غَـضـبـي بـداخِـل زفـيـرًا طَـويـلًا اغـلـق عَـيـنـي .


- عَـلَـيّ الإعـتـيـاد حَـتـى اكـون بِـخَـيـر .


مَـسَـحـتُ عَـلـىٰ وَجـهـي ثُـم اكـمَـلـت .


- هَـل ڤـالـيـريـن نـائـمَـة ؟

اومـأت لـي بـخِـفَـة .


- نَـعَـم ، مـازَلـت نـائِـمَـة مُـنـذُ اخـر اتـصـال بَـيـنَـنـا .

هَـمـهَـمـت لَـهـا اتـحَـرك نـاحـيَـة احَـد الـمَـقـاعِـد اجـلـس عَـلـيـهـا .


- هَـل يُـمـكِـنـكِ ارسـال كَـوبًـا مِـن الـمـاء مَـعَ تِـيـانـا ، مِـن فَـضـلـك ؟


نَـيَـتـي لَـم تَـكُـن حَـسِـنَـة فـي اخـتـيـارهـا هـي بـالـتَـحـديـد ، تَـعـمَـدت ذَلـك اسـتَـغِـل مَـكـانَـتـي كَـمـا اخـبَـرنـي .


انـحَـنَـت مـيـر انـحِـنـاء بَـسـيـط قَـبـل ان تُـغـادر ، رَمَـيـت رأسـي اعـلـىٰ الـمَـقـعَـد اغـلـق عَـيـنـي لـعـدَة دقـائـق .


اثـنـاء ذلـك سَـمِـعـت صَـوت حـذائـهـا يَـصـدَح فـي الـمَـكـان ، اسـتَـمَـريـت فـي اغـلاق عَـيـنـي لا اعِـرهـا ايّ اهـتِـمـام .


وَضَـعَـت الـكَـوب فَـوق الـطـاوِلَـة بـجـانـبـي و هَـذا ما فَـهـمـتـه عـنـد سَـمـاعـي لـ صَـوت الإرتِـطـام .


- لَـم آمُـركِ بـ الـذهـاب .


تَـوَقَـفَـت خَـطـواتِـهـا الـعـائـدة تَـزامُـنًـا لـ فَـتـح عَـيـنـي و الـنَـظَـر الـيـهـا .


- لَـم اكُـن لـ أحَـبـذ الـتَـحَـدَث مَـعـكِ بـهَـذه الـطَـريـقَـة او اسـتِـغـلال مَـكـانـتـي فـي الـتـعـامُـل بِـهَـذا الـشَـكـل الـذي يُـنـافـي طَـبـيـعَـتـي و لَـكـن بِـمـا انـكِ انـتِ مَـن حَـرضـتـيـنَـنـي عَـلـىٰ فِـعـل هَـذا ، لـيـتـقـن كُـلًا مِـنـا دَوره هُـنـا اذًا .


جَـمَـعَـت كِـفـوف يَـدهـا امـام حِـجـرهـا تُـرمـقـنـي بـكُـره ، اعـتَـدلـت فـي الـجِـلـوس امـامِـهـا امـد يَـدي لِـكَـي الـتَـقِـط كَـوب الـمـيـاه .


- لا يُـهـمَـنـي اعـتِـقـادكِ حـيـال مَـن تَـكـون سَـيـدة الـمَـنـزل الـحَـقـيـقَـيَـة ، جَـمـيـعـنـا نَـتَـمَـنـى و لـكـن يُـفَـاجِـئـنـا الـواقـع بـ تَـدابـيـر الـقَـدَر لـنـا ، خُـذي كَـوب الـمـيـاه هَـذا كَـ إثـبـات بَـسـيـط لَـكِ .

ارتَـشَـفـت مِـنـه رَشـفَـة صَـغـيـرَة ثُـم اعَـدتُـه الـىٰ الـطـاولَـة .


- كَـونـي فَـتـاة جَـيـدَة تـيـانـا فـ أنـا لا أريـد ان يَـنـقَـطـع الـود بَـيـنـي و بَـيـن احَـد عُـمـال مَـنـزلـي .


مَـلامِـحـهـا تُـعَـبـر عَـن كُـلّ شَـيء بـداخـلـهـا ، حـافَـظَـت عَـلـى صَـمـتَـهـا امـامـي .


اشَـرت بـ عَـيـنـي عَـلـى الـكَـوب ثُـم الـيـهـا .


- انـتَـهـيـت ، يُـمـكِـنـكِ الـذهـاب الآن .


اتَـت تَـحـمُـل مُـكـرهـا و كُـرهَـهـا لـي بِـداخِـل خَـطـواتـهـا ، تَـتـرُكـهـم بَـدلًا مِـن الـكَـوب الـذي حَـمَـلَـتـه بِـهـدوء ذاهِـبَـة مِـن امـامـي .


لا شَـك فـي ان مـا حَـدَثَ الآن سَـيـزيـد مِـن الـعَـقـبـات مَـعـهـا مُـسـتَـقـبَـلًا .


شَـردت لـ بَـعـض الـوَقـت فـي الـفَـراغ امـامـي ، بَـقـيـت عَـلـى هَـذا الـحـال حَـتـى رأيـت دخـولـه مِـن الـبـاب يَـتَـجـه نَـحـوي ، مـازال يَـتَـحَـدث بـ هـاتِـفـه ، هَـذه المَـرة كَـانَـت مُـكـالـمَـة هـاتـيـفـيَـة .

تَـرك كُـلّ الـمَـقـاعِـد الـمُـتَـواجِدَة و قـرَر الـجـلـوس اعـلـىٰ الـمـنـضَـدة المُـتَـوسِـطَـة حَـيـز جـلـوسـي .


هَـبِـطَ بـ جَـسَـده عَـلـيـهـا ، يَـده الاخـرى تَـحـمـل مَـلـفًـا جـلـديّ بـ الـلـون الأسـوَاد ، هَـمـهـم لـ الـجـانـب الأخَـر فـي الـمُـكـالَـمَـة ، فَـور جِـلـوسِـه تَـرك الـمَـلَـف بِـجـانِـبـه اعـلـىٰ الـمَـنـضَـدة يُـسَـلـط بَـصَـره عَـلـيّ .


عِـنـدَمـا انـحَـنـىٰ بـ جِـذعـه يَـسـتَـنـد بـ رسـغـه فَـوق فَـخـذه ، زَحـفـت بـ جَـسَـدي الـىٰ الـخَـلـف حَـتـىٰ وَصَـلـتُ الـىٰ نِـهـايَـة الـمَـقـعَـد .


كَـان هـوَ الـطَـرف اقَـل تَـحـدُثًـا ، يُـهَـمـهـم و بـَيـن الـحـيـن و الأخَـر يَـنـطـق بـ كَـلـمَـة او اثـنـتَـيـن بـ الـكَـثـيـر .


تَـركـيـزه مَـعـي اثـنـاء ذلَـك اعـادَ لـي شِـعـوري بـ الإرتِـبَـاك فـي حَـضـرَتـه .


اغـلَـق الـمُـكـالَـمَـة يَـضـع الـهـاتِـف بـجـانـب الاوراق ، اثـنـاء عَـودة يَـده الـتَـقَـطَـت ذلـك الـمَـلـف يُـشـهِـر بـه امـامـي .


- وَقـعـي .

اخـذتـه مِـن يَـده و انـا مُـتـأكِـدة مِـن مـحـتَـواه ، قُـمـت بـ فَـتـحـه احـدق فـي كُـلّ كَـلـمَـة بـه ، بَـيـن حُـروف تِـلـك الـجُـمَـل سَـتُـقَـيـد حُـريَـتـي ، بَـيـن حُـروف تِـلـك الـجُـمَـل امـان طِـفـلَـتـي و هَـذا مـا يَـشـفـع لِـمـا سَـوف اقـدم عَـلـيـه فـي حَـق نَـفـسـي .

وَصَـلـت الـىٰ نِـهـايَـة الـعَـقـد حَـيـث الـمَـكـان الـمُـخَـصَـص لـ وضـع تَـوقـيـعي بـه ، كَـان هِـوَ بـالـفِـعـل قَـد سَـبَـقَـنـي و قـام بـ الـتَـوقـيـع فـي خَـانَـة اسـمـه .


اخـذت الـقَـلَـم الـمُـعَـلـق اعـلـىٰ الأوراق بـ يَـدًا مُـتَـردِدَة ، وَقَـفـت امـام خَـانَـة اسـمـي لِـعِـدَة لَـحـظـات ارفـض الـنَـظَـر الـيـه ، بـالـتـأكـيـد يُـحَـدق بـي بـ ذات الـمَـلامِـح الـبـاردَة .


اسـتَـسـلَـمـت لـلـواقـع اخُـذ نَـفَـسًـا عَـمـيـق فـي نَـهـايَـتـه نَـقَـشـت حُـروف اسـمـي فـي تِـلـك الـخـانَـة الـفـارغَـة .


وبـهـذا الـتَـوقـيـع اصـبَـحـت زَوجَـتـه ، اصـبـحـت جـيـون ايـلـيـروڤـا زَوجـة قَـائـد الـفَـيـلَـق جـيـون جـونـغـكـوك .


اغـلَـقـت الـمَـلَـف ثُـمَ وَضَـعـتـه بِـداخِـل يَـده الـتـي قَـامَـت بـدورهـا فـي اخـذُه مِـنـي ، يَـقـوم اعـاداتـه الـىٰ مَـكـانِـه الـسـابِـق .


هُـنـاكَ شَـيـئًـا مـا حَـدث بـداخـلـي ، شَـيـئًـا غَـريـب شِـعـور لا اسـتَـطـيـع وَصـفـه ، شُـعـور اجـبَـرنـي عـلـىٰ الـصَـمـت ، صَـمـت بـ مَـلَـمَـس بـارد يُـحـاوط قَـفَـص صَـدري مِـن الـداخِـل .


- اعـطـيـنـي يَـدكِ .

انـتَـشَـلـنـي مِـن ذَلِـك الـشـرود صَـوتـه الـهـادئ .

حَـمـلَـقـت بـه بـبَـلاهَـة ، لا افـهَـم غـايَـة ذلِـكَ الـطَـلَـب .

قـابـلـنـي بـ رفـع حـاجـبـه الأيـسَـر يَـمـيـل بـ رأسـه خـفـيـفًـا مَـعَ مَـد يَـده فـي الـوَسَـط بَـيـنـا .

بَـلَـلـتُ شِـفـاهـي اسـحَـب يَـدي الـيُـسـرىٰ مِـن فَـوق فَـخـذي ، اقـودهـا حَـيـث يَـده ، وَضَـعـتُـهـا بِـداخِـل راحَـة يَـده بـمَـهـل ، ابـحَـث عَـن شَيء يُـرضـي فِـضـولـي بَـيـنَ مَـلامِـحـه .


لا اعـلَـم مَـتـي اتـى ذَلِـكَ الـخـاتِـم فـي يَـده الاخـرىٰ ، خَـاتَـم ذو فَـص اسـود و بِـجـانـبـه خـاتِـم اخَـر صَـغـيـر يَـحـمُـل نَـفـس الـتَـصـمـيـم و لَـكِـن بِـحَـجـم مُـخـتَـلِـف ، امـسَـكَـهـم بَـيـن سـبـابَـتـه و ابـهـامِـه يَـدفَـعَـم نَـحـو بِـنـصَـر يَـدي الـيُـسـرى .

- هُـنـاكَ حـالـة واحـدة يُـمـكِـنـكِ بِـهـا نَـزعـه مِـن يَـدكِ .

مِـلـت بـ وَجـهـي فـي نَـفـس اتـجـاه وَجـهـه .

- مـا هـي ؟ هَـل يُـمـكِـنَـنـي مَـعـرفَـتِـهـا ؟

تَـحـدثـت بـ حُـسـن نـيـة فَـقـط و قَـلـيـل مِـن الـفِـضـول .


سَـحَـبَ اصـابـعـي بَـيـن خَـاصَـتـه يُـراقـب تَـصَـرُفـي هَـذا .


- ازهـاق رَوحـك .

تَـوَقَـف الـهـواء بِـداخِـل مـجـراه ، ارمـش عِـدة مَـرات ، لَـقَـد فـاجـئـنـي بـ تِـلـك الإجـابَـة .


اسـتـقـام امـامـي يُـرفع رأسـه .


- وقـتَـهـا سَـتَـشـعُـريـن بِـضـيـق و رَغـبَـة عـارمَـة فـي الـتَـحـرُر مِـن كُـل شَـيء حَـتـى مَـلابِـسَـكِ ، فـي هَـذه الـحـالَـة سـأسـمَـح لـكِ بـنَـزعـه .


بَـقـيَـت يَـدي عـالـقَـة بَـيـن اصـابـعـه ، عَـقـلـي مـازال يـحـاول اسـتـيـعـاب بَـسـاطَـة حَـديـثـه فـي امـر كَـهـذا ، انـه مُـخـتَـل .



بَـلَـعـت مـاء جَـوفـي اتَـنَـقَـل بـ نَـظَـراتـي بَـيـن وَجـهـه و يَـدي بَـيـن يَـده


- مـاذا سَـيـحـدُث اذا قَـررت نَـزعـه قَـبـل ان يَـحـيـن وَقـت تِـلـك الـحـالَـة ؟ كَـرغـبَـة مِـنـي مَـثـلًا .



تَـلاعَـب بـ لـسـانِـه خَـلـف جِـدار وجـنَـتـه .



- حـيـنَـهـا لَـن تَـجـدي شَـيـئًـا اخَـر يُـمـكـنـكِ الـتَـحَـرُر مِـنـه غَـيـر مَـلابِـسَـكِ .


كَـلامـه ذو مَـعَـنَـيَـيـن افـضـل واحـد مُـنـهـم فَـقَـط .


ضَـغَـط عَـلـى يَـدي بـقـوة يُـجـذب انـتـبـاهـي الـيـه بَـعـد ان شَـردت فـي جُـمـلَـتـه الأخـيـرَة .


- لا اعـتَـقـد ان رَغـبَـتـكِ مازالـت قـائِـمَـة ، ايـلـيـروڤـا .


نَـفَـيـت لـه ارفـع رأسـي بـبَـعـض الـغِـرور .


- اُفَـضِـل تِـلـك الـحـالَـة عَـن رَغـبَـةمـؤقَـتَـة سَـتَـخـتَـفـي فـي وقـتًـا لـذَلـك سَـأنـتَـظِـرهـا .


هَـز رأسـه بِـشَـكـل مَـلـحـوظ ، ثَـقـيـل لـلـغـايَـة فـي تَـصَـرفـاتـه و الـتَـعـبـيـر عَـن مَـشـاعِـره


قُـمـت بِـسَـحـب يَـدي مِـن بَـيـن يَـده اضـعـهـا بـجـانـبـي فَـوق الـمَـقـعِـد .


- مـاذا عَـنـك ؟

انـكـمـاش بَـسـيـط بَـيـن حـاجـبَـيـه دل عَـلـى تَـسـاءلـه حَـول سُـؤالـي .


اشَـرت عَـلـى يَـده .


- اعـنـي ايـن هـو خـاتِـمَـكَ ، الـن تَـرتَـدي واحـدًا ؟


اصـدَر هَـمـهَـمَـة بَـعـد ان ادرك مَـقـصـدي ، يُـخـفـض عَـيـنـه عَـن وَجـهـي .


- سَـأرتَـديـه فـيـمـا بَـعـد ، لا تُـفـكـري بـشـأنـه .


رَفـضـتُ هَـذا ازحـف الـىٰ الأمـام بِـمـلامـح مُـسـتَـنـكِـرَة .


- لِـمَ لَـيـسَ الآن ؟ عَـفـوًا و لَـكِـن فـي هَـذه الـعِـلاقَـة مـا سَـيُـسـري عَـلـيّ سَـيـسَـرىٰ عَـلـيـكَ ، كَـمـا ارتَـديـتـه الآن و امـامَـك ، سَـتَـفـعَـل انـت ايـضًـا ، بِـصِـفَـتَـك زَوجـي وَلَـيـس قَـائـدي .


رَفِـعَ كِـلا حـاجـبَـيـه مَـع انـكِـمـاش فـي جَـبـيـنـه .


- قـائـدك ؟


خَـانَـنـي الـتَـعـبـيـر مِـمـا اعـطـاه الـفُـرصَـة فـي انـتِـقـاء ما لَـفِـت انـتـبـاهـه مِـن جُـمـلِـتـي اكـثَـر .


حـافَـظـتُ عَـلـى مَـوقِـفـي و مَـلامِـحـي انـفـي لَـه .


- لَـم يَـكُـن هَـذا مـا اردت قَـولـه ، قَـصَـدت قـائـد الـفَـيـلـق .


عَـجـزت عَـن مَـعـرفَـة مـا قَـد اقـتَـنـع بـ تَـبـريـري ام لا ، ادخَـل يَـده فـي احـد جـيـوب سُـتَـرتـه الـعـسـكَـريـة يُـخـرج مِـنـهـا خـاتِـمـه .


بِـنَـفـس الـيَـد الـتـي الـبَـسـنـي بِـهـا الـخـاتَـم امـسـك بَـيـدي يَـقـوم بـوَضـعـه داخِـل راحَـة يَـدي .


- اعـجَـبـنـي الـمُـسَـمـى الـثـانـي اكـثَـر ، يُـمـكِـنـكِ اسـتـخـدامـه مَـتـىٰ شِـئـتِ .


حَـلَ الـتَـعَـجُـب مَـلامـحـي .


- مـا الـذي يُـعـجـبـك فـي لَـقـب يُـنـاديـك الـجَـمـيع بـه ؟


اطـال الـنَـظَـر الـيّ بـذات نَـظَـراتـه الـثـابِـتَـة .


- يُـعـجـبـنـي كَـونـك لَـسـتِ الـجَـمـيـع .


هَـذا مُـريـبًـا بَـعـض الـشَـيء ، لأول مَـرة لا يُـحـاول اغـضـابـي او فَـرض سُـلَـطـتـه عَـلـي كـ تَـشـبـيـهـي بـ احَـد جِـنـوده مَـثـلًا .


بَـيـن كُـلّ جُـمـلَـة تَـخـرج مِـن بَـيـن شِـفـاهـه اقـف حـائـرة فـي مُـحـاولَـة فِـهـمـه .


- قـائـدك يَـنـتَـظـر هُـنـا ، ايـليـروڤـا .


اتـىٰ صَـوتـه يُـذَكـرنـي بِـمـا انـا بِـصَـدد فِـعـله ، امـسَـكـت الـخـاتِـم بَـيـنَـمـا هـو قـام بـ اعـطـائـي يَـده الـيُـسـرىٰ ، خَـاتـم بـالـشَـكـل الـحَـجـري يـأتـي بـنـفس لَـون خـاتـمـي ، الاسـواد الـحـالـك ، يَـشـبَـهـه و يَـشـبَـه شَـخـصـيَـتـه .


دَفـعـتـه فَـوق اصـبـعـه الـى نِـهـايَـتـه حَـتـي غَـلَـفَـه ، فَـكـرت فـي اخـتـيـاره لـ خـاتـمـي بـ نَـفـس لـون خـاصَـتـه وَجـدت نَـفـسـي ابـعـد كُـلّ الإحـتِـمـالات عـدا انـهـا مُـجَـرد صُـدفَـة .


ابـتَـعـدت عَـنـه بَـعـد انـتـهـائـي اسـتَـنِـد بـ كِـفـوف يدي فَـوق الـمَـقـعَـد مُـتـأهـبَـة لـلـذهـاب .


- ابـقـي مَـكـانـك ، انـا لَـم انـتَـهـي بَـعـد .


تَـصَـلُـب جَـسَـدي تَـحَـول الـىٰ ارتِـخـاء ، نَـظـراتـي تَـجـول بَـيـن مَـلامِـح وَجـهـه .


مَـسَـحَ عَـلـى ذَقـنـه يُـفـرض عَـلـيّ الـتَـركـيـز مَـعـه .


- فـي بِـدايَـة قـدومـك الـىٰ هُـنـا اخـبَـرتـك بِـبَـعـض الـحِـدود الـتـي عَـلـيـكِ الإلـتِـزام بِـهـا كَـمـا اخـبَـرتـك ايـضًـا ان هَـذه الـحِـدود سَـتَـتَـحـول الـىٰ قَـوانـيـن فَـور الـزواج بِـكِ .


هَـزَزت رأسـي مُـتَـفَـهِـمَـة لِـمـا يَـقـولـه .


فَـرق بَـيـن سـيـقـانـه يَـجـلـس بـ راحَـة اكـثـر .


- اول قـانـون لا تَـطـلُـبـي اعـادَة كَـلامـي مَـرة اخرى ، سَـيَـكـون بَـذل مَـجـهـود لَـيـس لـه داعـي مِـنـكِ لا اكـثَـر .


جـال بـ عـيـنـاه فـي جَـمـيـع مَـلامِـحـي .


- ثـانِ قـانـون يَـتـعَـلـق بـ جـيـان ، مُـنـذُ الآن اصـبَـحـت والـدتُـه لِـذَلـك ، سَـتُـعـامـيـلـنَـه مـثـلَـمـا تُـعـامـلـيـن طِـفـلَـتـكِ .


هَـذا امـر طَـبـيـعي كَـونـه يُـريـد الإطـمـئـنـان عَـلـىٰ طِـفـلـه .


اومـأت لـه اعـلـق عَـلـىٰ تِـلـك الـنُـقـطَـة الـمُـتـعَـلِـقَـة بـ جـيـان .


- لا امـلُـك ايّ ضَـغـيـنَـة تِـجـاه طِـفـلَـك فَـهـو لا يَـشـبَـهـك و هَـذا في حَـد ذاتـه سَـيـجـعـلـنـي اراه بِـمَـثـابـة ڤـالـيـريـن .


جُـمـلَـتـي كَـانَـت كـالـحـريـق الـذي نَـشَـب فـي اشـيـاءً هَـشَـة قـابـلـة لـلإنـهـيـار .


شَـكَـل بـ اصـابِـعـه عَـدد الـقـانـون الـتـالـي .


- ثـالـث قـانـون ، ايـاكِ و قَـطـع حَـديـثي مَـرَة اخـرىٰ .


بـعـيـدًا عَـن تَـسَـلُـطـه الـغـيـر مُـفـاجـئ بـالـنِـسـبَـة لـي كُـنـت فـي غَـايَـة سَـعـادَتـي و انـا اراه يَـحـتَـرق غَـضـبًـا امـامـي بِـهـذا الـشَـكـل 

انـزل رأسـه يَـلـتَـقـط انـفـاسِـه



- رابـع قـانـون عَـدم الإعـتـراض عَـلـى اي قَـرار يَـخُـصـك مِـن بَـعـد الآن ، لَـيـسَ لَـدي ايّ مـانِـع فـي مُـنـاقَـشَـتـك لـلأمـر مَـعـي ، سـأمـنَـحـك حَـقَـك فـي مُـنـاقَـشـتـي و ابـداء رأيـك ايـضًا ، فـي الـنِـهـايَـة سَـيُـنَـفَـذ مـا أمـرت بـه .


ضِـحـكَـة سـاخِـرة هَـربـت مـن زاويـة ثَـغـري ، لا اعـرف مـا هـو الـتَـصـنـيـف الـذي يُـنـاسِـبـه غَـيـر انـه مُـسـتَـبـد .


عـادَ بـ وَجـهـه الـيّ يُـلـعـق طَـرف سُـفـلـيَـتـه .


- لا تُـحـاولـي اثـارة غَـضـبـي و هَـذا يَـعـد الـخـامِـس .


غَـاصَـت انـامِـلـه بَـيـن خُـصـلات شَـعـره يُـرجِـعـهـم الـىٰ الـخَـلـف .


- الـغـايَـة مِـن زواجـنـا مَـعـروفَـة لِـذلـك لَـن يَـكـون هِـنـاكَ ايّ احـتـكـاك جَـسَـدي او حَـتـى بَـصَـري بَـيـنَـنـا .


تَـمـلـك الـغَـضَـب مِـنـي بِـقـوة هَـذه الـمَـرة ، تَـحَـركـت بـعُـنـف فَـوق الـمَـقـعَـد اضـرب قَـوانـيـنـه تِـلـك فـي عَـرض الـحـائـط ، قَـبـل ان انـدفـع رفـعَ اصـبـعـه يـوقـفـنـي عَـن ذلـك .


- انـتِـهـاك ايّ قـانـون مِـنـهُـم سَـيـتَـحَـمَـل صـاحِـبـه عـواقِـب ذلـك الـفِـعـل ، و هـذا يَـعـد الأخـيـر .


انـتـظـرت رَيـثـمـا انـتَـهـى ثُـم وقَـفـت اغـادِر الـمَـكـان مِـن امـامـه .


ذَهـبَـت عَـيـنـاه مَـعـي ايـنَـمـا تَـحَـرَكـت ، وقَـفـت فـي مُـنـتَـصـف تِـلـك الـصـالـة ارمُـقـه بـ نَـظَـرات حـاقِـدَة .


- انـت لَـسـتُ الـوَحـيـد هُـنـا الـذي سَـيـضَـع لـه قـوانـيـن خـاصَـة بـه ، انـتَ مُـلـزَم بـ احـتِـرامـي و احـتـرام رغـبـاتـي و أرائـي ، لا تُـعـامِـلـنـي و كـأنَـنـي غَـرضًـا مـا اقـتَـنَـيـتـه مِـن احَـد الأمـاكِـن و قُـمـت بِـوَضـعـه فـي مَـنـزلـك ، يُـمـكِـنـكَ اعـتـبار هَـذا اول قـانـون .


راقـبـتـه اثـنـاء مُـغـادرَة جَـسَـده الـمِـنـضَـدة و تَـقَـدمـه نَـحـوي يُـخـفـي احَـد يَـدَيـه بِـداخِـل جـيـوب بَـذلَـتـه ، اسـتَـمَـريـت فـي الـتَـحـدث رغـم اهـتـزاز صَـلابَـتـي بَـعـض الـشَـيء .


- ايـاك و لَـمـسـي رغـمًـا عَـنـي او الـتَـحـكُـم فـي شَـيـئًـا يَـخُـصـنـي خـارج اطـار تِـلـك الـعِـلاقَـة ، اضـف الـى قـانـوك الـسـادس عَـدم الاحـتـكـاك الـلـفـظـي ايـضًـا مِـن اجـل ان لا تُـثـيـر غَـضـبي .


هَـز رأسـه اثـنـاء تـقـدُمـه مِـنـي و بـيـَده الاخـرى مَـسَـحَ عَـلـىٰ مُـقـدمَـة انـفـه .


عُـدت الـىٰ الـخَـلـف اضُـم يَـدم امـام عُـنـقـي اخـفـي رَجـفَـة نَـبـرتـي .


- ڤـالـيـريـن تَـهـاب الـصَـوت الـمُـرتَـفـع ، ضَـع هَـذا فـي حِـسـابـاتَـك جَـيـدًا سَـيـد جـيـون .


انـتَـهـيـت مِـن حَـديـثـي اعـض عَـلـىٰ شِـفـاهـي ، الـتَـوتـر يُـحـيـط بـي ، مُـنـذ عِـدة لَـحـظـات يَـقـف امـامـي بـدون الـتَـفـوه بـ اي كَـلِـمَـة ، يُـحـدق بـي مِـن اسـفَـل جِـفـونـه .


- مـاذا عَـنـك ؟ مـا الـذي تَـهـابـيـنـه ؟


واجـهـت صِـعـوبَـة فـي بـلـع ريـقـي ، هَـزَزت رأسـي انـفـي لـه .


- لا شَـيء .


خـطـىٰ الـخُـطـوَة الـمُـتَـبَـقـيـَة بَـيـنـنـا .


- سـأكـون الأول اذًا .


انـزَلـت عَـيـنـي ، الـتَـشَـبـث بـ مَـلامِـحـه فِـكَـرة فـاشـلَـة فـي وَقـتـنـا الـحـالـي .


رَجِـعَ بـجَـسَـده ذات الـخُـطـوَة يُـدثـر يَـده الأخـرىٰ بِـداخِـل جَـيـب بَـذلـتـه .


- يُـمـكِـنـكِ الـتـجَـول فـي اي مـكـان بـالـقَـصـر كَـمـا تُـريـديـن و الآن الـى غُـرفَـتـكِ .

انـسَـحـبـت مِـن امـامِـه بِـهـدوء اصـعَـد الـى الـغُـرفَـة ، تَـوَجـهـت مُـبـاشَـرة الـى الـحـمـام ، افـتَـح مَـرش الـمـيـاه الـبـارِدَة ، بـدون ايّ تَـفـكـيـر دَخـلـت اسـفَـلـهـا بِـكـامِـل مَـلابِـسـي ، جَـسـدي بـالـكـامِـل يَـنـفُـث غَـضـبًـا ، بِـصـعـوبَـة كُـنـت الـتَـقِـط انـفـاسـي .


بَـقـيـت اسـفـل الـمـيـاه حَـتـىٰ هَـدأت قَـلـيـلًا ، احـكَـمـت عَـلـىٰ نَـفـسـي بـ الـهَـلاك عِـنـدمـا قـررت الـزواج بـه ، فَـقَـدت عَـقـلـي حَـتـمًـا


خَـرجـت مِـن الـحـمـام بـمـلابِـسـي الـمُـبـتَـلـة امـسَـح عَـن وجـهـي الـمـيـاه و بـيـدي ازاحـت شَـعـري الـمُـلـتَـصـق بـجـابـيـنـي .


اخـذتـنـي خَـطَـواتـي الـىٰ غُـرفِـة الـمَـلابِـس ، لـكـي ابـدل تِـلـك الـمُـبـتَـلَـة بـ اخـرى جـافَـة .


انـتـهَـيـت مِـن هَـذا الامـر كَـمـا قُـمـت بـ تَـجـفـيـف شَـعـري ، اثـنـاء اتـجـاهـي الـى الـفِـراش تَـذَكَـرت ڤـالـيـريـن ، خَـرجـت مِـن الـغُـرفَـة و تَـوجـهـت الـى غُـرفَـة جـيـان بِـمـا ان اصـبَـحَ تَـجَـولـي مَـسـمـوحًـا .


عَـنـد دخـولـي وَجـدت مـيـر نـائـمَـة فَـوق الـمَـقـعَـد الـمُـتـواجَـد فـي احَـد زوايـا الـغُـرفَـة ، نَـقَـلـتُ بَـصَـري مِـن فَـوقِـهـا الـى الـصِـغـار ، جـيـان يَـنـام بِـجـانِـب ڤـالـيـريـن ، بَـيـنَـهـم مَـسـافَـة صَـغـيـرَة مِـن خِـلالـهـا مَـد جـيـان يَـده لـكَـي يُـحـاوط بـهـا يَـد ڤـالـيـريـن .


رؤيَـتُـهـم بِـهَـذا الـمَــنـظَـر الـلـطـيـف سَـلـبـت مِـنـي كُـلّ هَـمـي ، احـتَـلَـت بَـسـمَـة واسِـعـة ثَـغـري اثـنـاء انـحِـنـائـي نَـحـوَهـم ، وضَـعـت قُـبـلَـة فَـوق جَـبـيـن كُـلًا مِـنـهُـمـا ، بَـقـيـت واقِـفَـة لـبَـعـض الـوَقـت اتـأمَـلـهـم فَـقَـط .


عِـنـدَمـا شَـعـرتُ بـ الإرهـاق غـادرت الـغُـرفَـة ، فـي طَـريـق الـعَـودَة الـىٰ غُـرفَـتـي لَـمَـحـت جَـسَـده يَـخـرج مِـن بـاب الـمَـنـزل ، لَـم اهـتَـم بـذلـك و اكـمَـلـت سَـيـري .


قَـضَـيـت هَـذا الـيـوم بِـداخِـل غُـرفَـتـي بَـيـن الـنَـوم و الـلـهـو مَـعَ الـصِـغـار حَـتـى الـطـعـام تَـنـاولـنـاه فَـوق الـفِـراش ، كَـونـه لَـم يَـعـد الـىٰ الـمَـنـزل مُـنـذ اخـر مَـرة رأيـتُـه ، لَـم يَـكُـن هُـنـاك شَـيـئًـا اخَـر غَـيـره يُـجـبِـرنـي عَـلـى الـخُـروج مِـنـهـا .

اتـىٰ صَـبـاح الـيَـوم الـتـالـي و هـو ايـضًـا لَـم يَـعـد ، اسـتَـغَـلَـيـت هَـذا و قَـررت الـذهـاب الـىٰ شَـركَـة الـمُـحـامـاة الـتـي قَـد ذَهَـبـت الـيـهـا مِـن قَـبـل و تَـم رَفـضـي .


ارتَـدَيـت ثَـوب مِـن الـچـيـنـز ذو حـمـالات عَـريـضَـة و يـاقَـة صَـدر واسِـعَـة ، يَـصـل طـولـه الـىٰ مـا قَـبـل نِـهـايَـة فَـخـذايّ بـقَـلـيـل مَـعَ حِـذاء ريـاضـي بـالـلـون الأبـيَـض ، تَـركَـت شَـعـري حُـرًا كَـمـا افـعَـل دائـمًا .


خـاتِـمَـه يَـتـربَـع فَـوق اصـبَـعـي يُـذَكـرنـي بـه كُـلَـمـا نَـظَـرت الـيـه ، انـزَلـت يَـدي مِـن امـام وَجـهـي بَـعـد ان حَـدقـت بـه بـبـغـض ثُـمَ انـحَـنَـيـت الـتَـقِـط اوراقـي و حَـقـيـبَـتـي اغـادر الـغُـرفَـة .

اطـمَـئـنَـيـت عَـلىٰ الـصِـغـار اكـمِـل سَـيـري تِـجـاه الـخـارج ، بـاتَ مَـشَـهَـد جِـنـوده امـامـي و اقـتِـرابـهُـم مِـنـي مُـعـتـادًا بالـنِـسـبَـة لـي 

اعـتَـرض طَـريـقـي نَـحـو الـبـاحَـة شَـخـص مِـنـهُـم ، يَـخـفِـض بَـصَـره بـ اتـجـاه الارض .


- اعـتَـذر سَـيـدتـي و لَـكـن لا اعـتَـقِـد ان سَـيـدي الـقـائـد لَـديـه عِـلـمًـا بِـذهـابَـك الـيَـوم .


تَـجـاوزت جَـسَـده اكـمـل سَـيـري .


- لا اعـتَـقِـد ان هَـذا مِـن شـأنَـك ، اذ لَـم يَـكـن لَـدَيـكَ تَـعـلـيـمـاتٍ مِـن قِـبَـل قـائـدَك بـ اصـطـحـابـي الـىٰ ايّ مَـكـان ، يُـمـكِـنَـنَـي الـذهـاب بِـمُـفـرَدي ، لا مُـشـكِـلَـة فـي ذَلـك .


سَـمِـعـت خَـطَـواتِـه خَـلـفـي يُـصـاحِـب ذلـك تَـحَـدُثـه مِـن خِـلال سَـمـاعَـة اذنـه مَـع احَـد زُمـلائِـه ، وَقَـفِـت نَـفـس الـسـيـارة الـتـي اقَـلـتـنـي بـالأمـس امـامي ، اقـتَـرب ذلـك الـشَـخـص الـذي تَـحـدثـت مَـعـه مُـنـذ قَـلـيـل يَـتَـقـدَم و يَـقـوم بِـفَـتـح بـاب الـسَـيـارَة لـي .


جَـلَـس فـي الـمُـقَـدمَـة بِـجـانِـب الـسـائـق يُـخـرج هـاتِـفـه يُـحـاول مِـن خِـلالـه الإتـصـال عَـلـىٰ شَـخـصًـا مـا .


اخـبَـرتَـه بـالـمَـوقِـع الـذي اود الـذهـاب الـيـه فَـبَـدأت الـسَـيـارة فـي الـتَـحَـرك مِـن امـام الـقَـصـر .


حـاولَـت يـورثـا الـتَـحَـدُث مَـعـي بَـعـد ان راسـلـتـهـا هَـذا الـصَـبـاح لَـكـنَـنـي فَـي وَضـع الـحِـقـد عَـلـيـهـا الآن لـذلـك تَـجـاهَـلـت جَـمـيـع اتـصـالاتِـهـا .


مَـرَة اخـرى قـام ذلَـك الـشَـخـص بِـرفَـع الـهـاتِـف و اعـادَة الاتـصـال ، بالـتـأكـيـد يُـحـاول الـوصـول الـى قـائـده الـمُـخـتَـفـي مُـنـذُ لَـيـلَـة امـس مِـن اجـل ان يَـمَـده بـ تَـحـركـاتـي و خَـط سَـيـري .


تَـرَكـتُـه يَـفـعـل مـا يُـريـده و سَـلَـطـت بَـصَـري عَـلـى الـنـافِـذَة اشـاهـد الـطَـريـق ، هَـذه هـوايـتـي الـمُـفـضَـلـة فـي كُـل مَـرة اسَـتـقـل سَـيـارة .


مَـلـمَـس الـخـاتِـم فَـوق اصـبـعـي غَـريـب ، مَـازِلـت لَـم اعـتـاد عَـلـيـه ، هَـذا الـقـائـد سَـخـي فـيـمـا يَـخُـص لَـقـبـه ، مُـتـأكِـدة ان خـاتـم بِـهَـذا الـثُـقـل و هَـذا الـتَـصـمـيـم قَـد كَـلَـفَـه الـكَـثـيـر .


طـوال الـطَـريـق لَـم يَـكـف عَـن مُـحـاولَـة الـوصـول الـىٰ قـائـده و لا يَـجِـد ايّ ردًا مِـنـه و هَـذو غَـريـبًـا نَـوعًـا مـا .


نَـزل مَـعـي مِـن الـسَـيـارَة يُـصـلـنـي الـى الـداخِـل ، اسـتَـمَـر سَـيـره بـخَـلـفـي حَـتـىٰ وَصَـلـت الـىٰ الـمَـصـعَـد الـكَـهـربـائـي ، الـتَـفَـت الـيـه احـدق بـه .


اخـفَـض رأسـه يُـشَـكِـل عُـقـدَة بـ يَـده امـام جَـسـده .

- سـأتـأكَـد مِـن وصـولـك سـالِـمَـة الـىٰ وجـهَـتـكِ ثُـم اعـود الـى الـخـارج سَـيـدَتـي .


هَـمـهَـمـتُ لـه الـتَـفِـت بـ جَـسَـدي الـىٰ الـمَـصـعَـد ، اردت سـؤالـه و الإسـتِـفـسـار عَـن اذا كـان قَـد حَـصـل عَـلـى ايّ ردًا مِـن قـائِـده لـكـنَـنـي تَـراجَـعـت فـي اخَـر لَـحـظَـة .


وَصـلـت الـىٰ الـشَـركِـة ، رَجـلـه مـازال يُـسـيـر بِـجـواري ، نَـظَـرات الـجَـمـيـع تَـجَـمَـعَـت حَـولـنـا ، فَـتـاة تَـحـمُـل اوراق بـيَـدهـا ، تَـرتَـدي حِـذاء ريـاضـي و بـجـانِـبـهـا شَـخـص ضَـخـم الـبُـنـيـان يَـرتَـدي بَـذلَـة عَـسـكَـريَـة سَـوداء يُـخـفـي وَجـهـه خَـلـف قِـنـاع اسَـود كُـلّ مـا يـظـهَـر مِـنـه عَـيـنـاه فَـقَـط ، بـالـتـأكـيـد هَـذا الـمَـظـهـر سَـيُـثـيـر الـريـبَـة بِـداخِـل الـجَـمـيـع .

عِـنـدَمـا وَصَـلـت الـىٰ مَـكـتَـب الـسِـكـرتـيـرَة وقَـفَـت لـكَـي تَـسـتَـقـبَـلـنـي ، نَـظـراتِـهـا ذَهـبَـت تِـلـقـائـيًـا نَـحـو رَجُـلـه .


الـقَـيـت لَـهـا بَـسـمَـة مُـصـطَـنـعَـة قَـبـل ان اعـود بـجَـسَـدي نَـحـوه .


- هَـل يُـمـكِـنـكِ الـعَـودَة الآن ؟


تَـجَـول بـ نـظَـراتِـه فـي جَـمـيـع ارجـاء و زوايـا الـمـكـان ، كُـنـت انـا مَـحَـطَـتُـه الأخـيـرَة .


- سَـأكـون بـ انـتِـظـارك فـي الـخـارج سَـيـدتـي .


نَـطـق تِـلـك الـجُـمـلَـة ثُـم غـادر مِـن الـمَـكـان بِـشَـكـل كـامِـل ، عُـدت الـى الـسِـكـرتـيـرَة اكـرر ابـتـسـامَـتـي .


- تَـواصَـلـت مَـعـكِ لَـيـلَـة أمـس ، هَـل تَـتَـذَكَـريـنَـنـي ؟


عـانَـقـت خـاتـمـي ثُـم اكـمَـلـت


- جـيـون ايـلـيـروڤـا .


بـادَلَـتـنـي الإبـتـسـامَـة اثـنـاء خـروج جَـسَـدهـا مِـن خَـلـف مَـكـتَـبَـهـا .


- نَـعـم ، اتـذَكَـركِ بـالـطَـبـع سَـيـدتـي ، بَـعـيـدًا عَـن لَـقَـبـك الـغَـنـي عَـن الـتَـعـريـف ، وَجـهـك بَـدى و كَـأنـه مـألـوفًـا لـي !


اشـارت بِـيَـدهـا الـى احَـد الـكـراسـي الـمَـوجـودَة خَـلـف مَـكـتَـبـهـا ، بَـعـد تَـأكُـدهـا مِـن جـلـوسـي جَـلَـسِـت هـي الاخـرىٰ امـامـي .


وضَـعـت الأوراق مِـن يَـدي فَـوق الـطـاولِـة الـتـي تَـتَـوَسَـطـنـا .


- اتَـيـت الـىٰ هُـنـا مِـن قَـبـل لَـكِـنَـنَـي لَـم اوفَـق .


ارتَـبـكَـت مَـلامِـحـهـا فَـجـأة فَـور ان اردَفـت تِـلـك الـجُـمـلَـة .


- بـالـتـأكـيـد هُـنـاك خَـطـأً مـا سَـيـدتَـي ، فَـنَـحـنُ مُـحـالًا ان نَـرفُـض حَـضـرتـكِ بِـشَـكِـل مُـتَـعَـمِـد او مُـبـاشـر ، اعـتَـذر عَـن هَـذا الـلَـبـث ، اخـبـريـنـي كـيـف يُـمـكِـنـنـا تَـعـويـضـك ، نَـحـنُ فـي اتَـم اسـتِـعـدادنـا لـذلـك كـونـي مُـتـأكِـدة .


لَـم اكـف عَـن صَـنـع ابـتـسامَـة فـي وَجـهـهـا ، كَـان مُـحـقًـا بـشـأن لَـقـبـه ، لَـقـبـه سَـيُـخـضـع الـجَـمـيـع كَـمـا يَـحدث الآن امـامـي .


لَـم اخـذ حَـديـثَـهـا بـمَـحـمَـل الـجَـد ، انـهـي تِـلـك الـمَـسـرَحـيَـة .


- لَـيـس هُـنـاكَ داعـي لِـذلـك ، اخـبـريـنـي مَـتـي يُـمـكِـنَـنـي مُـقـابَـلَـة الـسَـيـد شـيـن ؟


بَـدأ الـتَـوتـر يُـحـاوِطـهـا مَـرَة اخـرَىٰ ، يَـدهـا تُـنـاوش الأخـرىٰ فَـوق فَـخَـذَيـهـا .


- الـسَـيـد شَـيـن لَـم يَـكُـن لَـديـه عِـلـمًـا بِـقـدومـك الـيـوم لِـذلِـك اضـطَـر لـ الـذهـاب الـىٰ احَـد الإجـتِـمـاعـات ، سَـأقـوم بُـمَـهَـاتَـفـتـه حـالًا .


وَقَـفـت مَـعَـهـا اوقِـفـهـا عَـن فِـعـل ذَلِـك .


- لَـيـسَ هُـنـاكَ داعـيّ لـذَلِـك ، هَـذا خَـطـئـي انـا كَـونـي لَـم ابـلـغـكِ مُـسـبِـقًـا بـ قـدومـي الـى هُـنـا .


خَـطَـوت عِـدَة خَـطـوات جـانِـبـيَـة اخـرج جَـسَـدي مِـن بَـيـن الـمَـقَـعـد و الـطـاولَـة .


- سـأتـي فـي وقـتًـا اخـر اعـتَـذر عَـلـى اضـاعَـة وَقـتـك .


اعـطَـيـتُـهـا ظـهـري و بَـدأت فـي الـسَـيـر ، لَـم اكـمـل خَـطـواتـيـن فَـقَـط و كـانَـت هـي واقِـفَـة امـامـي .


- بِـخـصـوص الـعَـمـل فَـيُـمـكِـنـكِ الـبَـدأ مِـن الـيـوم ، هَـذه تَـعـلـيـمـات الـسَـيـد شـيـن مُـنـذ الأمـس ، عِـنـد عَـودَتـه بَـعـد قَـلـيـل سَـيَـكـون مُـتـأسِـفًـا حـقًـا لِـعَـدَم اسـتِـقـبـالَـكِ بِـنَـفـسِـه ، مِـن فَـضـلـك فَـلـتَـأتـي مَـعـي .


سِـرت خَـلـفَـهـا لا افـهَـم شَـيـئًـا ، مـا هَـذا الـتَـغـيُـر الـمُـخِـيـف و الـتَـحـرك الـسَـريـع ايـضًـا مِـن اجـل لَـقَـب فَـقَـط .


امـسَـكـتُ بـ حَـقـيـبَـتـي ادخُـل الـى غُـرَفَـة فـي نِـهـايَـة الـرواق الـذي بِـه غُـرفَـة الـسَـيـد شـيـن .


وَضـعَـت حَـقـيـبـَتـي اعـلـىٰ الـمَـكـتـب و بَـدأت فـي تَـفَـحـصـه بـنَـظـرات خَـفـيَـة ، بَـيـنـمـا تِـلـك الـفَـتـاة تَـقِـف بِـجـانـبـي و تَـبـتَـسـم فَـقَـط .


تَـركـت كُـلّ شَـيـئًـا جـانِـبًـا و امـسَـكـت بـ اوراقـي اواجـهـهـم نَـحـوهـا .


- مـاذا عَـن ما يُـثـبِـت بَـقـائـي عَـلـىٰ قَـيـد الـدراسَـة مِـن اجـل الـتَـدريـب ، الـن يَـرى الـسَـيـد شـيـن هَـذا و الـتَـأكـد مِـنـه ؟


نَـفَـت بـ يَـدهـا و رأسَـهـا .


- لَـيـس هُـنـاكَ ايّ داعـي لـهـذا سَـيـدتـي ، لَـم نَـعُـد بِـحـاجَـة الـيـه .

ضَـغَـطـت عَـلـىٰ شِـفـتـي الـسُـفـلـيَـة بـ الـعِـلـويَـة اهـز رأسـي بـ اعـجـاب ، مِـن كُـل شَـيء .


- سـأمَـنَـحَـكِ الـخـصـوصـيَـة .


غـادَرت الـمَـكـتَـب تُـغـلـق بـابِـه خَـلـفَـهـا ، الـى الآن لَـم اصَـدق مـا يَـحـدث مَـعـي ، جَـلَـسـت اعـلـىٰ الـمَـقـعَـد خَـلـف الـمَـكـتَـبًد اضـحَـك فَـقَـط .


سَـيـخـضـع الـعـالـم بِـأسـره مِـن اجـل زَوجِـة جـيـون جـونـغـكـوك ، لا انـفَـك عَـن الـتَـفـكـيـر فـي كَـلامِـه مُـنـذُ قِـدومـي الـى هُـنـا .


وجَـدت نَـفـسـي افَـكـر بـه و بـ اخـتِـفـائـه مُـنـذ لَـيـلَـة امـس ، اتـمَـنـى ان يَـكـون بِـخَـيـر مِـن اجـل جـيـان و ڤـالـيـريـن .


شَـردت فـي قَـوانـيـنـه الـتـي فَـرضـهـا عَـلـيّ قَـبـل ان يَـنـتَـقِـل تَـفـكـيـري الـى حَـديـثـه مَـعـي بِـداخِـل الـسـيـارَة و اثـنـاء الـبـاسـه خـاتِـمـه لـي فـي يَـدي ، اخـذ مـنـي الامـر الـعَـديـد مِـن الـوَقـت افـكـر بِـه ، انـظُـر الـى يَـدي تـارَة و الـىٰ الـفَـراغ تـارَة اخـرىٰ ، اخـر شَـيء تَـبـادر عَـلـى ذهـنـي عَـدم قُـدرة جِـنـوده عَـلـى الـوِصـول الـيـه .


تَـوَجَـهـت بـ يَـدي الـىٰ حَـقـيـبَـتـي بِـنـيَـة الإتـصـال بـ يـورثـا ، ادخَـلـت يَـدي بِـداخِـل الـحَـقـيـبَـة ابـحَـث عَـنـه و عِـنـدَمـا وضَـعـت يَـديّ عَـلـيـه كَـان هُــنـاكَ مَـن يَـقـوم بـ الإتـصـال بـي و لَـم اسـمَـعَـه كَـونـي وَضـعـتـه عَـلـىٰ الـوَضـع الـصـامِـت صَـبـاح هَـذا الـيَـوم .


اخـرجـتـه احـدق بـ هَـويَـة الـمُـتَـصِـل و لَـم يَـكـن سِـواه .

وَجَـدت نَـفـسـي اسـرع فـي الـرَد عَـلـيـه ، وَضَـعـت الـهـاتِـف عَـلـىٰ اذنـي و لَـم اتـوَقـع انَـنـي سـوف اسـتَـمِـع الـىٰ صِـراخـه عَـلـيّ .

- لِـمَ تـأخَـرتِ فـي الإجـابَـة ؟


اعـتَـدلـت فَـوق الـمَـقـعـد .


- هـاتِـفـي بِـوَضـع الـصـامِـت لِـذلـك لَـم اسـمـع صَـوتـه .


زارانـي الـقَـلـق حـيـال نَـبـرتـه تِـلـك ، غَـضَـبـه و صِـراخـه عَـلـي لَـم يَـمـنَـحَـنـي ايّ فُـرصَـة فـي تَـبـريـر مَـوقِـف هـاتِـفـي .


- لا تَـتَـحَـرَكِ مِـن مَـكـانِـكِ سَـأتـي الـيـكِ ، اذا قـادكِ عِـنـادك و خـالـفَـتِ امـريّ هَـذا ، لَـن تَـجـدي مِـن صَـبـري تِـجـاهـك سـوى الـعِـصـيـان .


اسـتَـنَـدت بـجِـذعـي الـعِـلـوي فَـوق حَـافَـة الـمَـكـتـب اغـلـق عَـيـنـي فَـقـد تَـضَـرَرَت اسـتِـكَـانَـتـي بـهـذا الـصِـراخ .


- اعـطـيـنـي فُـرصَـة لِـكَـي اخـبِـرك انَـنـي لَـن اذهَـب او سَـأكـون فـي انـتِـظـارك ، مـا الـذي حَـدث لـ كُـل هَـذا الـغَـضَـب ، قَـوانـيـنَـك لَـم تُـفـرض عَـلـي طَـلَـب الـتَـنَـفـس بـ إذنًـا مِـنـك ، لا اتـذَكَـر شَـيـئًـا مِـثـل هَـذا سَـيـد جـيـون .


ذَهَـبـت بـ عَـيـنـي تِـجـاه الـبـاب الـذي تَـم طَـرقـه مِـن الـخـارج و دخـول تِـلـكَ الـسِـكـيـرتـيَـرة الـى الـغُـرفَـة .


- لَـقَـد وَصـل الـسَـيـد شـيـن و يـريـد رؤيَـتـكِ مِـن اجـل الـتَـرحـيـب بـكِ و الـتَـعـرف عَـلـيـكِ هَـل اخـبِـره بـ الـدخـول ؟ .


تَـشـتَـت انـتـبـاهـي بَـيـنـهـا و بَـيـن صِـراخـه مَـرة اخـرىٰ فَـور اسـتِـمـاعـه الـى حَـديـثـهـا .


- اعـطـي الـهـاتِـف لـ تِـلـكَ الـمَـخـلـوقَـة .


بِـدون ان افَـكـر وَقَـفـت امـد يَـدي لَـهـا و بِـداخِـلـهـا الـهـاتِـف ، تَـعَـجَـبَـت الـفَـتـاة مِـن تَـصَـرُفـي الـغَـريـب هَـذا فـي بِـدء الأمـر لَـكِـنَـهـا اخـذتـه و وضَـعـتـه فَـوق اذنـهـا .


بَـقَـيـت واقِـفَـة امـامِـهـا اراقـب تَـغـيـر مَـلامـحـهـا الـهـادِئَـة الـىٰ اخـرىٰ مَـذعـورَة .


- امـرَك سَـيـدي .


هَـذا مـا قـالـتـه فَـقَـط ثُـم اعـادَت الـهـاتِـف لـي تَـهـم بـالـخـروج مِـن الـغُـرفَـة .


وَضَـعـت الـهـاتِـف عَـلـىٰ اذنـي ، اول مـا الـتَـقـطـه كـانَـت انـفـاسِـه الـصـاخِـبَـة و الـضَـوضـاء بِـجـانِـبـه .


- قـادم الـيـكِ جـيـون ايـلـيـروڤـا .

ثُـمَ اغـلَـق الـمُـكـالـمَـة بَـعـد اخَـر مـا نَـطَـقـه .


جُـمـلَـة عـاديـة كـانَـت قَـادِرَة عَـلـى بَـث الـخَـوف فـي جَـمـيـع انـحـاء جَـسَـدي .


رَجـعـت اجـلـس فَـوق الـمَـقـعَـد ، افَـكـر فـيـمـا الـذي قَـد افـتَـعَـلـتـه لـيُـثـيـر تِـلـكَ الـبَـراكـيـن بِـداخِـلـه.


الـفَـتـاة ذَهـبَـت و لَـم تـأتـي مَـرة اخـرىٰ الـىٰ هُـنـا حَـتـى الـسَـيـد شـيـن و هَـذا مـا اثـار قَـلَـقـي اكـثَـر و اكـثَـر .


وَقَـفـت اتـمَـشَـى بِـداخِـل الـمَـكَـتَـب حَـتـى اقـضـي عَـلـىٰ قَـلـقـي و تَـوتـري ، بَـقـيـت عَـلـىٰ هَـذا الـحـال اكـثَـر مِـن نِـصـف سـاعَـة ، تَـوَجـهـت الـى وَجـهـة الـمَـكـتَـب الـزُجـاجـيـة ، اشـغـل ذاتـي فـي مُـراقَـبَـة الـطُـرق .


الـسَـيـارة الـتـي اتَـيـت بِـهـا مـازالَـت واقِـفَـة امـام مَـدخَـل الـمَـبـنـىٰ و بِـجـوارهـا رجـالـه .



وَقَـفـتُ حـائِـرة بَـيـن الـخـروج لـ رؤيَـة مـا يَـحـدُث فـي الـوَسَـط و بَـيـن الاسـتِـمـرار فـي الـوقـوف امـام الـزُجـاج اراقِـب رجـالـه و الـطَـريـق الـذي سَـوف يَـقـوده الـىٰ هُـنـا .


وَقـع اخـتـيـاري عَـلـىٰ الـبَـقـاء فـي مَـكـانـي ، كَـان اخـتـيـار فـي مَـحَـلـه ، اثـنـاء مُـراقَـبَـة رِجـالـه وَجـدتـهـم فَـجـأة يَـصـطَـفـون بِـجـانِـب الـسـيـارَة مِـن الـجِـهَـة الـمُـقـابِـلَـة لـ الـطَـريـق .


ذَهَـبـت بـ عَـيـنـي تِـجـاه مـا يَـنـظـرون الـيـه و هُـنـا صُـعِـقـت حَـقًـا .


مَـوكِـب مِـن الـسَـيـارات الـسَـوداء يَـتَـوسَـطُـهـم سَـيـارة اعـرف صـاحِـبـهـا جَـيـدًا ، تَـوَقَـف الـمَـوكِـب امـام مَـدخَـل الـمَـبـنـى يُُخـرج مِـن جَـمـيـع الـسـيـارات جِـنـودًا يَـرتَـدون نَـفـس الـمَـلابِـس ، بَـعـد مِـرور بَـعـض الـوَقـت خَـرجَ هـو يَـرتَـدي مَـلابس لَـم اراهـا مِـن قَـبـل عَـلـيـه ، مَـلابـس عَـسـكَـريـة مُـخـتَـلِـفَـة بـ اكـمـام طَـويـلَـة تُـغَـطـي ذراعَـيـه ، حَـتـى عُـنـقـه مُـغـطـاة ، هَـيـبَـتـه شَـعـرت بِـهـا مِـن هَـذا الـبُـعـد .

تَـرَجَـل مِـن الـسـيـارة يَـتَـقَـدَ مِـن رجـالـه الـخـاصـيـن بـي الـذيـن يَـقـفـون فـي اسـتـقـبـالِـه .


رأيـتـه يَـتَـحَـدث مَـعـهـم لِـعِـدَة لَـحـظـات قَـبـل ان يَـسـيـر بـ وقـار امـامِـهـم و هَـم يَـلـحـقـون بِـه .


بَـدأت ان اشـك فـي كَـونـي مَـطـلـوبَـة مِـن قِـبَـل جَـهَـة امـنـيَـة مـا .

الـتَـفَـت الـىٰ الـبـاب انـتَـظِـر لَـحـظـة دخـولـه الـىٰ هُـنـا ، شَـابَـكـت يـداي مَـعًـا امـام مِـعـدتَـي ، الـبَـاب لَـم يَـسـقِـط مِـن انـتِـبـاهـي .


اغـلَـقـت عَـيـنـي حـيـنَـمـا شـاهَـدتُ الـمَـقـبَـض يُـدار مِـن الـخـارج ، قَـبـل دخـولـه اخـذت نَـفَـسًـا طَـويـلًا سَـريـعًـا ، ادعـي عَـدم الـخَـوف .


اضـمَـحِـل هَـذا الإدعـاء فَـور ان تَـلاقَـت اعـيُـنـنـا مَـعًـا ، تَـركَ وجـهـي عـالـقًـا فـي الـفَـراغ يُـسـقِـط نَـظـراتِـه فَـوق جَـسَـدي ، مَـلابِـسـي تَـحـديـدًا .


حـيـنـهـا اغـلَـق جِـفـونـه بِـبُـطء فَـوق حَـدقـيـتـاه الـحـادة ، شَـديـدة الـحُـلـكَـة ، يَـدفَـع لِـسـانِـه ضِـد جِـدار شِـفَـتـه الـسُـفـلـيَـة و ذَقـنـه .


بَـقَـيـت فـي مَـكـانـي ، لَـم اسـتَـمـع الـى خَـفـقـان قَـلـبـي الـهَـرعَـة بَـيـن جُـدران قَـفَـصـه و لا لـ خَـوفـي الـذي بَـدىٰ واضِـحًـا عَـلـىٰ مَـلامِـحـيٰ و سـائِـر حَـركـات جَـسَـدي .


تَـقَـدَم مِـن يُـسَـلِـط بَـصَـره بِـداخِـل عَـيـنـي و كـأنـه يَـجـول بِـهـم داخِـل رَوحـي يُـزَعـزع ثَـبـاتـي .


حَـطَ بـكِـلـتـا يَـداه فَـوق سُـتـرَتـه الـواقـيـة يَـنـزعَـهـا ، تَـلـىٰ ذلـك اخـراج سِـلاحـه يَـضـعَـه بِـجـانِـبـه فَـوق مَـكـتَـبـي .


وَقـف امـامـي يُـنـزع سُـتـرَة بَـذلَـتـه الـعَـسـكَـريـة ، يُـبـقَـى بـ قَـمـيـص قُـطـنـي اسـود ذو اكـمـام قَـصـيـرَة .


اغـلَـقـت عَـيـنـي مَـعَ اقـتـرابِـه مِـنـي ، يَـضَـع سُـتَـرَتـه فَـوق جَـسَـدي ، اكـمَـل مُـحـاوَطَـة جـذعـي بِـهـا بـالـكـامِـل يُـخـرج شَـعـريّ مِـن اسـفَـلِـهـا .


- سَـيـد جـيـون !


نَـبَـسـت بـجـانِـب عُـنـقـه الـقَـريـبَـة مِـن وَجـهـي .


ضَـمَ طَـرفَـيّ سُـتَـرتـه فَـوق صًَدري الـعـاريّ ، نَـظًراتِـه تُـحـرقـنـي ، تُـحـرق دواخِـلـي .


- اصـمُـتـي .


اغـلَـق الـزر الأول مِـن سُـتـرَتـه فَـوق صَـدري ، يُـهَـسـهِـس امـام شِـفـاهـي .


- انـتِ الـمَـسـؤولَـة هُـنـا عَـن خـروجـي عَـن طَـوري ، جَـعـلـت رَجُـل مِـثـلـي يَـتـرُك الـقـاعِـدة الـعَـسـكَـريَـة بـرُمَـتـهـا ، حَـركـت مَـوكـب عَـسـكَـري مِـن اجـلـك ايَـتُـهـا الـلَـعِـيـنـة .

الفصل السادس من هنا

تعليقات



×