رواية FORMAL ASSUMPTION الفصل الثالث3


 رواية FORMAL ASSUMPTION الفصل الثالث 


تَـوقـفـت عَـن مُـحـاولاتـي فـي فَـك قَـيـد ذَقـنـي مِـن كَـنَـف يَـدهُ اُسَـلِـط بَـصـري فَـوق وجـهـه الحـانِـق .

- لـن اخـذ كَـلامـك بـمُـنـحَـنـى يُـقـلِـل مِـن شـأنـي فـ دائـمًـا مـا سَـمـعـت ان الأشـخـاص الـعَـسـكَـريَـة يَـكـبـحـون شَـهـواتِـهـم بِـسَـبَـب مُـحـيـطَـهـم الـقـاسِ والـخـالـي مِـن الـجِـنـس الأخَـر ، بالـعَـكـس انـا اتـعـاطَـف مَـعَـكَ لـذلـك سـأضـع لَـك عُـذرًا فـي اظـهـار احـتـيـاجـك أمـام أول إمـرأة تُـقـابـلَـك فَـهـذا خـارج عَـن ارادَتـك ، سَـيـدي الـقـائـد .

شَـعَـرت بـ اصـابـعـه تُـزيـد مِـن ضَـغـطـهـا فَـوق فَـكـي ، يَـقـتَـرب بـ وجـهـه نـاحـيـتـي .

- اخـتـاري كَـلـمـاتـك بِـعـنـايَـة عِـنـدَمـا تَـتَـحـدثِـيـن مَـعـي .

نَـبـرتـه كـانَـت اشَـد غِـلـظَـة ، حِـدَتُـهـا تُـنـافِـس حِـدَة مَـلامـحـه .

حـاولـت الـحـفـاظ عَـلـى ثَـبـاتـي أمـامـه بِـقَـدر الإمـكـان ، شَـتَـت الإرتِـبـاك عَـن وجـهـي فـي قَـبـضـة يَـدي بـالأسـفَـل بَـعـيـدًا عَـن مَـرمـىٰ بَـصـره .

" انـتَ ايـضًـا راقـب حـروفَـك ، لا تَـنـسـىٰ انـكَ تَـتـحَـدث مَـعَ امـرأة هُـنـا .


اتَـمـنـى ان لا تَـصـل الـى مَـسـامِـعـه خَـفـقـات قَـلـبـي الـصـاخِـبَـة ، هـالـتـه مُـخِـيـفَـة ، نَـظَـراتـه شَـديـدَة الـحُـلـكَـة تُـجـبـر دواخِـلـي عَـلـى الإرتـجـاف .

فِـكـرَة انَـنـي اتـواجـد مَـعـه فـي نَـفـس الـمَـكـان تُـخـفـيـنـي اكـثـر مِـن ايّ شَـيء ، مـا سَـمـعـتـه عَـنـه يَـجـعـل الـدمـاء تَـجـف فـي مَـجـراهـا .

امـسَـكـت طَـرف قَـمـيـصـي بـ يَـدي الأخـرى ابـلَـع مـاء جَـوفـي ، طـال صَـمـتـه كَـمـا ان عَـيـنـاه لَـم تُـسـقـطـنـي الـى الآن مِـن بَـيـن تَـحـديـقـاتِـهـا .


هَـبَـطَـت اصـابـعـه بِـمَـهـل مِـن فَـوق فَـكـي حَـتـى تَـوقَـفَـت اعـلـىٰ عُـنـقـي يُـشَـكِـل بِـهـا قَـبـضَـة زائـفَـة ، ابـقـاهـا سـاكِـنـة يَـمـحـي الـخُـطـوة الـمُـتَـبَـقـيَـة بَـيـنـنـا .

- ايـاكِ ثُـمَ ايـاكِ ان تُـسَـول لَـكِ نَـفـسـك انَـكِ يُـمـكِـنـكِ فَـرض رأيـك عَـلـيّ ، الـعِـصـيـان يَـجـعـل مِـنـي رَجُـلًا غَـيـر أدمـي .

انـزلـقـت حَـنـجَـرتـي بـداخِـل مَـجـراهـا اسـفَـل راحـة يَـده ، غَـاص بـ تَـحـديـقـاتـه فـي عُـمـق عَـيـنـاي ، يَـتَـنـقـل بَـيـنـهـم بَـحَـنـق بـالـغ 

- فـقـدان رَصـانَـتـكِ مَـعَ رَجُـل عَـسـكـري تَـصـرف أحـمـق و لَـيـس بِـشَـجـاعَـة .

اهـتَـزت جـفـونـي لـوَهـلَـة بِـسَـبـب كـبـح الـهَـواء عَـن رئـتـي ، قُـربـه يُـشـارك مَـع يَـده و كَـلـمـاتـه فـي زرع الـخَـوف بِـداخـلـي .

- غَـضـبـي حَـقـيّـر لـلـغـايَـة ، بَـطـشـه يَـمـكـنـه أذيَـتَـكِ بـسـهـولَـة اذا سَـمـحـت لـه ، لـكَـنَـنـا لا نُـريـد ذَلـك ، صَـحـيـح ؟

رَفَـعَ حـاجِـبـه الأيـسَـر يُـثَـبَـتَ نـظـراتـه عَـلـىٰ وَجـهـي يَـعـض بـاطِـن وجـنَـتـه .

- عُـلِـم ايُـتـهـا الـمُـتَـمَـردَة الـصَـغـيـرَة ؟

حَـرَر عُـنـقـي مِـن يَـده ، رجـوعـه الـىٰ الـخَـلـف بَـعـض الـخَـطَـوات سَـمِـحَ لـ الـهـواء ان يَـغـدو زائـرًا لـ رئـتـاي .

وَقـف فـي حَـيـز يَـسـمَـح لَـه رؤيَـتـه لـي بِـشَـكـل كـامِـل ، غَـمـرَ كَـفَـة يَـده الـيُـسـرىٰ داخـل جَـيـب بِـنـطـالـهـا بَـيـنَـمـا يَـده الـيُـمـنـىٰ قـادهـا نَـحـو اسـفَـل شـفـتـه الـسُـفـلـيَـة .

- كَـلامـي لا يُـكَـرَر ، اذا نَـسَـيـتـيـنَـه سَـتَـكـون لَـدَيـكِ مُـشـكِـلَـة عَـويـصَـة لِـذَلـك ركـزي مَـعـي جَـيـدًا .

اردت فـي هَـذا الـوَقـت الـصـعـود الـىٰ الأعـلـىٰ و اخـذ ڤـالـيـريـن لـنَـذهَـب مِـن هُـنـا لـكَـن احـتـيـاجـي الـيـه و خَـوفـي مِـن فـقـدانـي طِـفـلتـي اجـبَـرنـي عـلـىٰ الـوقـوف أمـامـه صـامِـتـة .

هـو خَـيـاريّ الـسَـيء و فـرصَـتـي الـوحـيـدَة .

و كـأنَـه يَـقـرأ الـعـقـول ، انـتَـظَـر انـتـهـائـي مِـن ثَـرثـرة عَـقـلـي ثُـم بـاشـر فـي اسـتـئـنـاف كَـلامِـه مَـعـي .

- عِـنـدَمـا تـحـصُـلـيـن عَـلـىٰ لَـقـبـي سَـتَـتَـبَـدل الـحـدود الـحـالـيَـة بـ قـوانـيـن عـائِـلَـة جـيـون جـونـغـكـوك .

رَفـعَ وجـهـه يَـرمُـقـنـي بـ تَـحـديـقـات صَـلـبـة مِـثـل نَـبـرتـه الـتَـحـذريَـة .

- قـانـون الـعـائِـلَـة لا يُـخـتَـرق بَـل يُـرَوض الـمُـتَـمـرديّـن .

بـكُـل جُـهـد احـمـلـه حـافَـظـت عَـلـىٰ هـدوئـي ، اعـقـد ذراعـاي اسـفَـل صَـدري .

- اكـنُّ كـامِـل احـتـرامِـي لَـكَ و لـ قـوانـيـنَـك سَـيـد جـيـون ، لَـكـنَـنـي لا اريـد كَـسـر ثِـقَـتـك تِـلـك ، انـا لَـم اوافـق عَـلـىٰ الـزواج مِـنـك بَـعـد لـذَلـك لا يُـمـكـنَـنـي الـمـثُـول امـام قَـوانـيـنَـك او الإهـتـمِـام بِـهـا .

ابـقـىٰ عَـلـىٰ مَـلامِـحـه الـثـابِـتَـة يَـدفـع لـسانِـه ضِـد جِـدار وجـنَـتـه .

- الـدسـتـور قـائـم مَـهـمـا ثـارَت الأمـة ، قَـوانـيـنـه تُـنَـفـذ طـاعَـة لـه و لَـيـس بـ رَغـبَـة مِـن الـمـواطِـن .

اسـتَـفـزَتـنـي طَـلاقـتـه في رَدوده الـتـي تُـنـاسِـب كُـل احـاديـثـي ، ضَـغَـطـت عَـلـى أسـنـانـي بـغَـيـظ ارمُـقـه حـاقِـدة .

- مَـن تَـكـون حَـتـى تَـظـن ان طَـاعَـة الـجَـمـيـع لَـكَ فَـرض ؟

اشـتَـدَت مَـلامِـحـه اكـثَـر خـشـونَـة يُـصَـوب نَـظَـراتـه الـمُـتـعـالـيَـة نَـحـو عَـيـنـي .


- انـا الـدسـتـور 

خـانَـتـنـي عَـدستـاي الـمُـرتَجـفـتـان مِـن شِـدَة حَـنـقـي و ارتـبـاك دواخـلـي أمـامـه .

اسـتَـغَـل ذلـك يـقـتَـرب مِـنـي مُـجـدَدًا ، هَـذه الـمَـرَة تَـراجَـعـت الـىٰ الـخَـلـف حَـتـىٰ ارتَـطـمَـت بـحـافَـة الـمـقـعَـد ، تَـمَـسَـكـت بـ مَـسـنَـده احـاول الـوقـوف بـشَـكـل مُـتـزن ، مـلأَ الإرتـبـاك اوسَـط صَـدري حـيـنَـمـا انـحَـنـى يُـقَـلـص فَـرق الـطَـول بَـيـنَـنـا .

- اصـبَـح لَـديـكِ عَـلـمًـا الآن بـ مَـن اكـون ، هَـل تَـظـنـيـن انَـنـي الـهـو هُـنـا ، هـمـم ؟

الإرتـبـاك حـاوط قَـلـبـي فَـتَـحَـول الـى خَـوف عِـنـدَمـا امـسَـك خُـصَـلَـة مِـن شَـعـري بَـيـن سَـبـابَـتـه و ابـهـامـه ، ذَهـبـت بـ نَـظَـراتـي مَـعَ يَـده ثُـم عُـدت الـى وَجـهـه مَـرة اخـرىٰ ، اسـتَـقـبَـلـتـنـي سَـوداويـتـاه يُـحـاصِـر مَـلامـحـي بَـيـن جِـفـونِـه .

- كـانَ لَـديـكِ مَـعـرَفـة بـي قَـبـل ذلـك الـيَـوم و رَغـم هَـذا وافـقـتـي عَـلـىٰ الـقـدوم الـيّ ، انـتِ مَـن اخـتَـرتِ مَـصـيـرك ايَـتُـهـا الـصَـغـيـرَة .

تَـجـرأت عَـلـى مَـسـك يَـده لـكـي اوقـفـهـا عَـن الـلـهـو بـ شَـعـري ، مَـلـمَـس يَـده الـبـارد اصـاب جَـسَـدي بـ الإرتجاف ، طـال هَـذا نَـبـرَتـي ايـضًـا ، احـكَـمـت جَـيـدًا عَـلـى كَـفـتـه ثُـمَ تَـحَـدَثـت .

- انـا لَـسـتُ خـائِـفَـة مِـنـكَ .

هَـز رأسـه خَـفـيـفًـا يـنـقـل انـظـاره بَـيـن عَـيـنـي و شِـفـاهـي .


- تَـنَـفَـسـي اولًا .

ادرَكـت حـيـنَـهـا انَـنـي تَـوقَـفـت عَـن الـتـقـاط انـفـاسـي مُـنـذ ان اقـتَـربَ مِـنـي ، تَـغـاضَـيـت عَـن ذلـك اتَـمَـسـك بـمـوقِـفـي الـثـابِـت امـامـه .

لَـم يُـخـفـىٰ عَـنـه هـذا فـ اسـتَـمَـر فـي قُـربـه مِـنـي كَـحـيـلَـة لـ الـضَـغـط عَـلـيّ .

وقَـعـت يَـدي مِـن فَـوق يَـده بـجـانـب جَـسَـدي ، اسـتَـمَـريـت فـي ادعـائـي الـثَـبـات حَـتـىٰ قَـرر اخـيـرًا الابـتـعـاد عَـنـي يُـعـطـيـنـي ظَـهـره .

ارتَـخَـىٰ ظَـهـري انـحـنـي بَـعـض الـشَـيء الـىٰ الأمـام احـاول تَـنـظـيـم انـفـاسـي بِـمَـهـل حَـتـىٰ لا يُـلاحـظ ذَلـك .

تَـقَـدمـت بَـعـض الـخَـطوات اتـخَـطـى جَـسـده الـواقِـف بـشـمـوخ غَـيـر مُـهـتـم بِـمـا افـعَـل .

هَـذا مـا ظَـنَـنـتـه قَـبـل ان يـوقِـفـنـي بـصـرامَـة .

- لـم اسـمَـح لـكِ بـ الـذهـاب كـيـوان ايـلـيـروڤـا .

كَـانَـت هَـذه اول مَـرة يَـقـول بِـهـا اسـمـي ، وَقـفـت فـي مَـكـانـي اسـتَـديـر لَـه بِـمَـلَـل .

سـار بـ رزانـة حـيـث اقـف ، حَـتـى طَـريـقَـة سَـيـره تَـحـمـل وقـار و هـيـبَـة بـالِـغَـة .

- جـيـان سَـيـكـون هُـنـا بَـعـد قَـلـيـل ، عَـلـيـكِ تَـقـديـم نَـفـسـك الـيـه .

بِـرَغـم انـه طِـفـل صَـغـيـر الا انَـنـي شَـعـرت بـالـتَـوتـر فَـور ان نَـطـقَ ذلـك الـسَـيـد جـيـون ، خـائـفَـة مِـن ان يَـنـفـر وجـودي او ان يَـكـون مِـثـل والـده بَـغـيـض و يَـحـمـل نَـفـس صِـفـاتِـه الـسَـيـئَـة .

رَفـعـت احَـد حـاجـبـاي احـاوط اسـفـل صَـدري بـ ذراعـاي .

- بـمـا سـ اعـرف نَـفـسـي الـيـه ؟

اسـتَـقـبَـل سؤالـي يَـضـع كـامِـل تَـركـيـزه مَـعـي .

- هَـل يَـصـعـب عَـلـيـك اخـبـاره انـكِ زَوجـة والـده ؟

تَـهـكَـم وجـهـي قَـلـيـلًا .

- لَـم اصـبـح زَوجَـتَـك بَـعـد .

سـار بـ لـسـانـه فَـوق شَـفـتـه الـسُـفـلـيَـة اثـنـاء نَـقـل بَـصـره نَـحـو حـاجـبـي الـمَـرفـوع .

- اصـبَـحـتِ عِـنـدَمـا قَـرَرت انـا ذلـك .

تَـركـيـزه مَـعـي جَـعَـلـنـي اتَـوتـر بَـعـض الـشَـيء فـ ارخَـيـت مَـلامـحـي ، اعـود ادراجـي الـىٰ الـمَـكـان الـسـابِـق كـهـروب مِـن الـحَـيـز الـذي يَـقـف بـه .

رَمَـيـت جَـسَـدي فـوق مَـقـعَـدي الـسـابـق بـ ضـجـر ، راقـبـت جَـسـده اثـنـاء ثَـنـي عُـنـقـه الـىٰ الـخَـلـف لـعِـدَة لَـحـظـات قَـبـل ان يَـسـتَـديـر عـائـدًا الـيّ يَـسـيـر نَـحـو الـمَـقـعـد امـامـي .

حـقـدي تِـجـاه ذَلـك الـرَجُـل سَـيـتـحَـول الـىٰ كُـره مَـع اسـتـمـراري فـي الـنَـظـر الـيـه ، غـاضِـبَـة مِـن نَـفـسـي لأنَـنـي لا انـفَـك عَـن الـنَـظـر الـيـه بَـيـنَـمـا هو مُـنـشَـغـل فـي تَـصَـفُـح هـاتِـفـه .

وَضـعـت رسـغـي اعـلـىٰ الـمـقـعـد اسَـتَـنـد بـوجـنَـتـي فَـوق راحَـة يَـدي ، اسـتَـمـر في الـتَـحـديـق بـه ، وَصـلـت الـى مَـرحـلـة مِـن الـحِـقـد لـدرجـة لَـعـنـه بـداخـل عَـقـلـي .

- عَـقـلـك لَـيـسَ مُـخـلـصًـا لَـكِ يَـنـضـح مـا بِـه عَـن طَـريـق عَـيـنـاكِ .

رفَـعَ وجـهـه صَـوبـي مَـعَ اخـر كَـلِـمَـة قـالـهـا .

لَـم اتَـفـاجـئ مِـن ادراكـه لـنـظـراتـي نَـحـوه ، اعـلَـم ان الاشـخـاص الـعَـسـكَـريَـة شَـديـدة الـمّـلاحَـظَـة فَـمِـن الـسَـهـل عَـلـيـه مَـعـرفـة مَـجـرىٰ بَـصـري مِـن هَـذا الـبُـعـد بـدون ان يَـنـظُـر الـيّ 


- الـذلـك انـتَ مَـهـووس بـ الـنَـظَـر الـىٰ أعـيُـنـي اثـنـاء تَـحَـدثـك مَـعـي ؟ مِـن اجـل مَـعـرفَـة مـا يَـدور بِـداخـل عَـقـلـي تِـجـاهَـكَ .

تَـركَ الـهـاتِـف يَـضـع كُـل تَـركـيـزه مَـعـي .

- لا اظُـن انَـكِ تَـمـتَـلـكـيـن شَـيـئًـا يَـجـعَـلـنـي مُـتـهـوِسّ بـه .

غَـرزت قَـواطِـعـي فـي سُـفـلـيَـتـي كَـ مُـحـاوَلِـة مَـنـع نَـفـسـي عَـن طَـرح كُـل احـاديـثـي و أرائـي بـداخِـل رأسـي عَـنـه عَـلـى الـمَـلـئ أمـامـه ، قـائِـد الـغَـطـرَسـة .

اسَـتَـنـدَ بـ اصـابِـع يَـده الأخـرىٰ يَـطـرق بِـهـم عَـلـىٰ فَـخـذه .

- انـا فَـقَـط شَـخـص يَـهـوىٰ رؤيَـة تـأثـيـره عَـلـىٰ الاخَـريّـن و انـتِ ارضـيـتِ غـروري مُـنـذ اول لِـقـاء ايـليـروڤـا ، لِـذَلـك قَـرَرت اسـتـغـلال عَـيـنـاكِ .

فـاه ثَـغـري بِـبَـسـمَـة غَـيـر مُـصـدقَـة ارمُـقـه بـكُـره بالـغ ، نَـرجَـسـيَـتـه تِـلـك و ثِـقَـتـه الـمُـخـيـفَـة فـي كَـلـمـاتـه يَـدفـعـونـنـي الـىٰ لَـكـمُـه فـي وَجـهـه حَـتـى اكـتَـفـي .

غَـادَرَت عَـيـنـاه وَجـهـي يَـعـود بِـهـا الـىٰ هـاتِـفـه ، يَـنـظـر نَـحـوه بِـعَـدَم ارتـيـاح لـكـنـه مُـسـتَـمـر فـي مُـرسـالَـة الـطَـرف الأخَـر .

جَـذَبـت يَـده انـظـاري الـيـهـا ، كُـنـت مُـجـبَـرَة عَـلـى ذلِـك فَـ يَـده قـاسِـيَـة مِـثَـلـه لَـكِـن بِـطَـريـقَـة مِـثـالـيَـة و مُـلـفِـتَـة ، اصـابِـعـه طَـويـلَـة نَـوعًـا مـا ، كَـفَـتـهـا مُـمـتَـلـئَـة بـ الـعـروق ، خَـالـيَـة مِـن اي بُـثـور أو خِـدوش ، اخـفـىٰ وَشـمِـه بـاقِ ذراعـه و لَـم اجـد هَـذا مُـبـالـغَ أو سَـيء بـل اعـجَـبَـنـي بِـشِـدَة .

سـارَت عَـيـنـي الـعـاصـيَـة عَـلـىٰ بـاقِ ذراعِـه وصـولًا الـىٰ عُـنـقِـه الـمَـمـشـوقَـة ، حَـنـجَـرتـه تَـتـربَـع اوسَـطِـهـا بِـشـمـوخ مِـثـلـه ، تَــتَـدحَـرَج كُـلـمـا قـام بِـبَـلـع مـاء جَـوفـه ، اكـمَـلـت فـي عِـصـيـانِـهـا تَـنـحـاز الـىٰ وَجـهـه و مَـلامـحـه الـحـادَة ، فَـكـه الـبـارز تَـتَـفـاقـم حِـدَتـه كُـلـمـا تَـعَـمَـق فـي حَـديـثُـه مَـعَ الـشَـخـص الـمَـجـهـول .

شَـخـص بَـغـيـض مِـثـلـه لا يَـسـتَـحـق هَـذه الـتَـفـاصـيـل و هَـذه الـمَـلامِـح ، لِـذلـك لا يُـمـنَـح الـمَـرء كُـل شَـيء و هـو اكـبَـر مـثـال عَـلـىٰ ذلـك ، مَـن يـراه يَـظُـنـه مِـثـالـي ، لَـن يَـعـرفـون كَـم انـه شَـخـص غَـرور و مُـتـعـالـي ، سَـلـيـط ، غَـيـر بـ الـتَـعـامُـل مَـعـه .

- شَـرهَـة الـتَـحـديـق انـتِ .

جَـفِـلـت فـي مَـكـانـي حِـيـنَـمـا انـتَـشَـلـنـي صَـوتـه مِـن نَـظـراتـي الـشـاردَة بـحـقـد فـي مَـلامِـحـه .

ابـعَـدت عَـيـنـي عَـنـه بـ اسـرع مـا يُـمـكـنَـنـي خِـشـيَـة مِـن يَـمـسُـك مُـتـلَـبِـسَـة بـ الـجُـرم الـمَـشـهـود .

نَـظَـرت الـىٰ الـفَـراغ اشـغـل نَـفـسـي بـ ايّ شَـيء عِـنـدَمـا تَـأكَـدت مِـن انـتِـهـائِـه يُـرمـي الـهـاتِـف اعـلـىٰ الـطـاولـة الـجـانـبـيَـة .

- لِـم لَـم تَـسـألـنـي عَـن حَـيـاتـي الـشَـخـصـيَـة ، الا تَـخـشـىٰ أن تَـتَـزوج مِـن امـرأة لَـديـهـا مَـشـاعِـر تَـجـاه رَجُـلًا أخر ؟

رَمَـيـت ذلـك الـسـؤال الـيـه بَـعـد أن مَـرت عِـدَة دقـائـق عَـلـى كِـلانـا صـامِـتَـيـن .

ابـقَـيـت عَـيـنـي عَـلـىٰ الـفـراغ انـتَـظـر اجـابـتـه ، انـتـظـاري حَـصَـد الـتَـجـاهُـل مِـن قِـبَـلـه لِـذلـك عُـدت الـيـه ارفـع احـد حـاجـبـاي .

الـغَـريـب انَـنَـي عَـنـد عَـودتـي وَجـدتُـه يُـسَـلِـط بَـصـره عَـلـي بـالـفـعـل ، مـالَ بـ وجـهـه جـانِـبًـا يَـهـز رأسـه خـفـيـفًـا .

أدركـت انـه رفَـض مُـشـاركَـتـي الـحَـديـث طـالـمـا وجـهـي بَـعـيـدًا عَـنـه ، تَـحـذيـره لـي كَـانَ جِـديًـا ، هَـذا مـا رأيـتـه بَـيـن جِـفـونـه الآن .

تَـرَبَـعـت عَـيـنـي اعـلـىٰ وجـهـه ، اعـطـيـه مـا يُـريـده لِـكَـي احـصـد انـا ايـضًـا اجـابَـة سـؤالـي .


مَـنَـحـنـي بَـعـض الـلـحـظـات الـصـامـتَـة يُـحـدق بـي بـ نــظرات تُـجـبـرنـي عَـلـى الـشـعـور بـ الـنَـدم عَـلـىٰ عِـصـيـانـي لـه .

عِـنـدَمـا اكـتَـفـىٰ مِـن هَـذا الـصَـمـت الـعِـقـابـي ، ضَـرب لِـسـانـه فـي نَـسـيـج شِـفَــتَـهُ الـسُـفـلـيَـة مِـن الـداخِـل 


- سـؤالـك يَـبـحَـث عَـن الإهـتمـام و عَـيـنـاكِ مُـتَـلـهِـفَـة لـلـحـصـول عَـلـيـه ، انـتِ امـرأة مُـتَـطـلـبَـة حـقًـا .

تَـشَـكَـلـت بَـسـمَـة خَـفـيـضَـة فـوقَ ثَـغـري اتـلاعَـب بـ حاجـبـي الأيـمَـن .

- لا اعـتَـقـد انَـنـي كَـذَلـك سَـيــدي الـقـائـد ، فـ انـا لـسـتُ الـشَـخـص الـذَي افـصـح عَـن احـتـيـاج شَـهـوتـه عَـلـىٰ الـمَـلـئ لـ امـرأة لَـم تَـلـمـسـه حَـتـى ، اهـتـمـامـي و لَـهـفَـتـي مِـن بـاب الـفـضـول فَـقَـط لَـيـس الا .

غَـاصَ لِـسـانِـه اكـثَـر عُـمـقًـا داخِـل بـاطِـن وجـنَـتـه ، يُـحـاصِـر وجـهـي بَـيـن جـفـونـه ، تَـنَـفـسـت بـمـهـل ابـلَـع مـاء جَـوفـي عِـنـدَمـا عـاد بـ ظَـهـره الـىٰ الـخَـلـف يـضـع كَـفـة يَـده اعَـلـىٰ فَـخـذه يُـربِـت عَـلـيـه عِـدَة مَـرات مُـتَـتـالـيَـة .

- طـالـبَـة الـقـانـون تُـجـيـد اسـتَـخـدام اقـوالـي ضـدي إذًا ؟

تَـوَقَـفَـت يَـده عَـن الـحَـرَكَـة فَـجـأة يُـثـبـتـهـا اعـلـىٰ قَـدمــه .

- بَـحَـثـتِ عَـن ثَـغَـرة مِـن اجـل الإحـتِـفـاء بـ تَـبـريـر ضَـعـيـف ، الا تَـعـلَـمـيـن أن الـفـضـول هـو الـخَـطـوة الأولـىٰ الـتـي يَـتَـعَـثـر بـهـا كُـلّ الـبـاحِـثـيـن عَـن الإهِـتـمـام ؟ حـاجَـة الـشَـهـوة الـمَـطـروحَـة مُـزيـفَـة لـذلـك عَـلَـيـك الإعـتـمـاد عَـلـىٰ شَـيئًـا مَـلـمـوسًـا لَـكَـي تَـثـبـتـيـن وجـهـة نَـظـرك .

فَـرضـت الـسـكـوت عَـلـى رغـبَـتـي فـي الـحَـديـث ، اريـد اخـذ اجـابَـتـي فَـقـط ، لا اريـد الانـجِـراف خَـلف رَغـبَـتـي فـي اسـتـمـرار هَـذا الـتـحـاور الـمُـريـب .

صَـنَـع احـتِـكـاك بـ لـسـانـه مَـعَ اسـنـانِـه الـعُـلـويَـة

- مَـشاعـركِ عَـذراء مِـثـلـك ، اقـتـنـائـك لَـم يَـكـن عَـشـوائـيًـا لَـذلـك لا اخـشـىٰ ما هـو لـي ، هَـذه اجـابَـة سـؤالـك .

تَـمَـلَـكَـنـي الـخَـجَـل اضـغَـط عـلـى اصـابِـع يَـدي بـ اصـابِـع يَـدى الأخـرىٰ ، كَـان عَـلـيّ وَضـع احـتـمـال لـمـعـرفـتـه لـ شَـيء مِـثـل هَـذا كَـونـه عَـلـىٰ عِـلـم بـ كُـلّ مـا يَـخـصَـنـي بـالـفـعـل .

شَـتَـت الـخَـجـل عَـنـي ارجـع خُـصـلات شَـعـري الـىٰ الـخَـلـف اصـنـع مَـعـه تَـواصـل بَـصـري اخَـر .

- مـاذا ان حَـدث و انـصـاعَـت مَـشـاعِـري الـىٰ شَـخـصًـا مـا اثـنـاء فَـتـرَة زواجَـنـا ؟

تَـشَـكَـلَـت عُـقـدَة شِـبـه مَـرئـيَـة بَـيـن حـاجِـبَـيـه ، أردت الـهَـرب مِـن عَـيـنـاه الـمُـتَـهَـكِـمَـة لـكَـنَـنـي بَـقـيـت امـامـهـا اصـطَـنَـع الـثَـبـات


شَـعـرت بـثُـقـل و تـبـاطـئ فـي وسَـط صـدري عَـنـد رؤيـتـه يُـغـادر مَـقـعَـده مُـتـقَـدمًـا نَـحـوي ، وقـفَ امـامـي يَـنـزل بـجـذعَـه الـعـلـوي نَـحـوي ، وضـع يـداه عَـلـى مَـسـنَـدَيّ الـمِـقـعَـد يُـحـاوطَـنـي مِـن كِـلا الـجـانـبَـيـن .

رجـعـت بـ ظهـري فَـقَـط الـصـقـه فـي الـمَـقـعـد هُـروبًـا مِـن هَـذا الـقُـرب الـشَـديـد بَـيـنَـنـا ، تَـجـاهَـلـت اضـطـراب جَـسـدي انـظُـر الـيـه ، اخـتَـرقـت عَـيـنـاه حـاجـز ثَـبـاتـي يَـتَـنَـقـل بِـهـم بَـيـن جِـفـونـي .

- جـيـون ايـلـيـروڤـا لَـن يَـكـون لَـقَـب حَـصَـلـتِ عَـلـيـه فَـقَـط مِـن اجـل تَـغـيـيـر هَـويَـتـكِ ، بَـل لَـقَـب يُـقَـيـد كُـل انـشًـا بـكِ ، تَـفـكـيـرك لَـن يَـتـعـدى حَـقـيـقَـة كَـونـك عـائـدَة لـي حَـتـى لـو اعـتَـرفـت انـا بِـعَـكـس ذَلـك ، مَـشـاعِـركِ الـتَـي لَـم و لَـن اهـتَـم بِـهـا لَـن تَـسـتـخـدمـيـنـهـا لـ احـدًا غَـيـري .

تَـحَـشـرج الـهَـواء بـداخـل رئـتـاي ، مَـشـى بـ عيـنـاه عَـلـىٰ وجـهـي وصـولًا الـى شِـفـاهـي يُـكَـثـف حِـدَة مَـلامِـحـه و تَـحـديـقـاتـه .

- انـانـي فـيـمـا هـو لـي و طـاغـيًـا فـي فَـرض سُـلـطَـتي عَـلـيـه لاسـيـمـا اذا كـانَ مُـتـمـردًا مِـثـلـكِ ، اجـد مُـتـعَـة فـي تَـرويـضـه .


حَـبـسـت ارتِـبـاكِ بـداخـل كَـفَـة يَـدي ادثـرهـا اسـفَـل فَـخـذي ، جَـذَبـت نَـظَـره نَـحـو عَـيـنـي عِـنـدمـا تَـحَـدثـت .

- انـتَ تُـعـانـي مِـن جـنـون الـعَـظَـمَـة .


هَـمـهَـم يَـمـيـل بـ رأسـه بَـعـض الـشَـيء .

- قـائـد الـجَـمِـيـع خُـلـق لَـه كُـل شَـيئًـا جَـلِـل حَـتَـىٰ مُـعـانـاتـه عَـظـيـمَـة .

فَـقـدت اسـتـطـاعَـتـي فـي الـنَــظـر الـيـه مُـطَـولًا مِـن هَـذا الـقُـرب ، اخـفـضـت عَـيـنـي لـلَـحـظـات قَـلـيـلَـة اسـتَـجـمَـع بَـعـض الـشَـجـاعَـة عَـلـى مُـجـابَـهـتـه .

عُـدت الـىٰ وجـهـه مُـرتَـبـكَـة ابـلـل شِـفـاهـي ، اسـتـقـام بِـجَـسـده يَـعـطـي جَـسَـدي حُـريَـة الـتَـحَـرُك ، ارتَـفِـعَـت عَـيـنـي مَـعَـه حَـيـثُـمـا وَقـف .

حَـدق بـي مِـن اسـفَـل جِـفـونِـه يَـطـرح سَـيـطرة هـالَــتـه الـمُـهـيـبَـة عَـلـى الـوسَـط .

- طَـرح اسـئـلَـة رَعْـنَـاء مِـثـل هَـذه لَـيـسَـت فِـكـرَة سَـديـدَة ايـتُـهـا الـصَـغـيـرَة .

فَـشـلـت فـي تَـحـكُـمـي بـ نـظـراتـي تـجـاهـه ، اسـلـط جُـل كُـرهي لَـه مِـن خِـلال هَـذه الـتَـحـديـقـات الـمـتـبـادَلَـة بَـيـنَـنـا .


تَـركـنـي احـتَـرق غَـيـظًـا يَـتَـوَجـه نـاحـيَـة هـاتـفـه الـذي قَـام بـ الـرَنـيـن الآن ، الـتَـقَـطـه مِـن فَـوق الـمَـقـعَـد يُـحـدق بـ هَـويَـة الـمُـتَـصِـل بَـبـعـض الـغَـضـب الـبـادي عَـلـى مَـلامِـحـه 


اثـنـاء سَـيـره بَـعَـيـدًا عَـن الـزاويَـة الـتـي نـجـلـس بِـهـا ، غَـيـر وجـهَـتـه نَـحـو الـطَـرف الأخـر مِـن الـصـالَـة .

- ابـقي مَـكـانـكِ .


وَجَـه حَـديـثـه لـي يَـعـطـيـني ظَـهـره مُـغـادرًا الـمَـكـان بـالـكـامِـل .

اقـتَـفَـيـت اسـره حتى اخـتَـفـىٰ ، اخَـر مـا شاهَـدتـه هـو عِـنـدَمـا رَفـعَ الـهـاتِـف اعـلـىٰ اذنـه يُـجـيـب عَـلـىٰ مُـكـالَـمـتـه الـواردَة .

سـؤالـي مُـنـذ قَـلـيـل كـانَ هَـزلـي و عَـشـوائـي الـغَـرض مِـنـه مُـضـايَـقـتـه كَـمـا يَـفـعـل بـي ، اجـابَـتـه فـاجَـئـتـنـي لـلـغـايَـة ، ظَـنَـنـت انَـه لَـن يَـحـفـل بـ اي شَـيء مُـتـعَـلـقـا بـي كَـون ان عِـلاقَـتـنـا سَـتُـبـنَـى عَـلـىٰ عَـقـيـدة الـكُـره و الاحِـتـيـاج فَـقَـط .

اشـعُـر بـ الـجـوع و الإرهـاق ، اريـد الـصـعـود الـى تِـلـك الـغُـرفَـة لـكَـي احـصُـل عَـلـى بَـعـض الـراحَـة فـي نَـوم هـادئ و خـالٍ مِـن الـقَـلَـق و الـخَـوف ، سَـيَـصـمُـت عَـقـلـى عَـن الـثَـرثَـة اخـيـرًا .

مـازلـت مُـتَـخَـوفَـة حـيـال ذَلـك الـرَجُـل ، و لَـكِـن الأهَـم ان ڤـالـيـريـن سَـتكـون فـي امـان مَـعـه اكـثَـر مِـن أيّ شَـخـص اخَـر ، اكـثَـر مِـنـي شَـخـصـيًـا .


نَـزلـت بِـجِـذعـي اسـتَـلـقـي جَـانِـبًـا اعـلـىٰ الـمَـقـعَـد ارخـي جِـفـونـي ، حـاوَلـت الـصـمـود اكـثَـر امـام الـنَـوم لَـكـنَـنـي فَـشَـلـت فـي ذَلـك اغـفـو بـ عُـمـق اعـلـىٰ الـمَـقـعَـد .

شَـعـرت بـ يَـد صَـغـيـرَة تَـنـكـز وجـنَـتـي كَـمـا أن هُـنـاك ثُـقـلًا فَـوق فَـخـذي يَـتـحـرك عَـلـيـه بِـخـفَـة و لُـطـف .


فَـتَـحـت عَـيـنـي رَغـمًـا عَـنـي ابـحَـث عَـن سَـبَـب ذلـك الإزعـاج ، وَجـدت طِـفـل فـي حُـلَـة لَـطـيـفَـة لـلـغـايَـة ، يَـرتَـدي قَـمـيـص قُـطـنـي بـ الـلـون الأصـفـر وبـنـطال قَـصـيـر يَـصـل الـىٰ رُكـبَـتَـيـه بـ الـلـون الأسـواد ، شَـعـره حـالِـك الـسَـواد ذو خُـصـلات طَـويـلَـة تَـنـسَـدل عَـلـىٰ جَـبـيـنـه وصـولًا الـىٰ عَـيـنـاه ، اعـيُـن والـده ، يَـشـبـه بـ نِـسـبَـة كَـبـيـرة حـتـى انـفـه و اسنـانِـه .

قَـبـل أن اخـتَـطـفـه بَـيـن اذرُعـي بَـحَـثـت عَـن الـسَـيـد جـيـون فـي الـمَـكـان لـ أجده يَـجـلـس امـامـنـا مُـفـرقًـا بَـيـن فَـخـذَيـه يُـحَـدق بـي ، بـنـا .

تَـجـاهَـلـت نَـظـراتـه الـغـريـبَـة نَـحـوي اخـذ يَـد جِـيـان الـصَـغـيـرَة بَـيـن اصـابِـعـي حَـيـث شِـفـاهـي اضـع قُـبـلَـة عَـلـى كَـفَـتـهـا و اخـرى فـى وَسَـط راحَـتِـهـا .

الابـتـسـامَـة الـلـطِـيـفَـة لَـم تُـفـارق وَجـهـه و هَـذا مـا دَفَـعـنـي لـ الإبـتـسـام مِـثـلـه احـاوط وجَـنَـتَـيـه بَـيـن كِـفـوف يَـدي .

ضَـم شِـفـاهـه يـضَـع اصـبَـعـه الـسَـبـابَـة عَـلـىٰ صَـدري .

- انـا جـيـون جِـيـان و انــتِ ؟

تَـوَسَـعَـت ابـتـسـامـتـي اكـثَـر فَـور مـا سَـمِـعـت صَـوتِـه الـذي لا يَـخـتَـلـف عَـن لَـطـافَـتـه شَـيـئًـا .

رَمَـيـت نَـظَـرَة خَـاطِـفَـة عَـلـى والـده الـذي بَـادلـنـي ايـاهـا بـ اخـرىٰ غـائِـرَة ، فَـهِـمـت مَـغـزَاهـا ، اعـود ادراجـي نَـحـو جـيـان .

- جـيـون ايـلـيـروڤـا .

شـعـور غَـريـب احـتَـلـنـي فَـور أن نَـطـقـت ذَلـك الـلـقَـب ، تَـزامُـن ذلـك بـتَـحـديـقـي بِـ صـاحِـب الـلـقَـب نَـفـسـه ، يَـضـع كُـلّ تَـركـيـزه مَـعـي .

اسـتـجـابَ انـتـبـاهـي الـىٰ الـصَـغـيـر عِـنـدمـا نَـقَـر عَـلـىٰ صَـدري بـ اصـبَـعـه .

- هَـل انـتِ ايـضًـا امـي ؟

تَـردَدت فـي الـرَد عَـلـيـه لـذَلـك تَـرَيَـثـت بَـعـض الـلـحـظـات اولًا ، ابـحَـث عَـن اجـابَـة مُـنـاسِـبَـة .

- اخـبـرنـي انـت ، هَـل تُـريـدَنـي أن اصـبَـح والـدَتـك ؟

اصـابِـعَـه ضَـئـيـلَـة الـحَـجـم لَـهَـت بـ ازرا قَـمـيـصـي يُـصنـع تَـعـابـيـر تَـعـابـيـر ظَـريـفَـة و نـاعِـمَـة .

- انـتِ امـي ، ابـي قـال لـي ذَلـك .

الـجَـمَـتَـنـي تِـلـك الـجُـمـلَـة اتَـخـذ الـصَـمـت ذَريَـعَـة لـلـهـروب .

بَـقَـيـت تـائِـهَـة رَيـثـمـا قَـرَر جـيـان الـتَـحَـدث مَـرَة اخـرَىٰ .

- امـي لـيـدنـا تَـرفُـض احـضـار شَـقـيـق لـي لِـكـي يَـلـعَـب مَـعـي ، هَـل يُـمـكِـنَـكِ انـتِ احـضـاره ؟

تَـوَقَـفت حُـروفـي فَـجـأة بِـداخِـل حَـلـقـي فَـشَـعَـرت بـ الاخـتـنـاق ، اشـغـل نَـفـسـي بـ الابـتـسـام انـظُـر الـىٰ يَـده ، سَـمِـعـت هَـمـهـات الـسَـيـد جـيـون الـتَـحـذريَـة الـمُـوَجَـهَـة نَـحـو ابـنـه .

امـسَـكـت كِـفـوفِـه الـصَـغـيـرَة احـاوط بِـهـا وجـنَـتـاي عِـنـدَمـا شَـعـرت بـحُـزنـه و يـأسِـه عَـقَـب تَـحـذيـر والـده لَـه .

- لَـدي طِـفـلَـة اصـغَـر مِـنـكَ بَـعـض الـشَـيء يُـمـكـنـهـا الـلـعـب مَـعَـكَ ، لَـكِـنَـهـا نـائـمَـة الآن ، عَـلَـيـكَ انـتـظـارِهـا حَـسـنًـا ؟

غَـمَـرَتـه الـسـعـادَة يُـنَـطـنـط فَـوق سـيـقـانـي .

فَـزعـنـا انـا و الـصَـغـيـر عِـنـدمـا خَـرج صَـوت سَـيـد جِـيـون الـصـارخ فَـجـأة .

- مـيـر .

نَـادَ عَـلـىٰ مُـرَبـيـة جـيـان الـطَـف شَـخـصـيَـة هُـنـا بَـعـد جـيـان نَـفـسـه .

لَـم يُسـاعـدهـا نِـدائـه الـغـاضـب فـجـأة عَـلـىٰ الـقـدُوم الـيـه بِـشَـكـل طَـبـيـعـي ، اتَـت مُـهَـرولَـة تُـحـاول الـتـقـاط انـفـاسِـهـا ، انـحَـنَـت امـامـه تُـرَحِـب بـه .


- امـرَك سَـيـدي .

اشـار بـعـيـنـاه عَـلـى جَـسَـد طِـفـلـه الـقـابِـع فَـوق فَـخـذي يُـحـاوط عِـنـقـي بِـكِـلا ذراعَـيـه .

- خـذي جـيـان الـىٰ غُـرفَـتـه .

بَـعـد الـقـاء اوامـره عَـلـيـهـا تَـركَ عَـيـنـاه مُـعَـلَـقـة عَـلـى وَجـهـي ، اتَـت مِـيـر لِـكَـي تـأخـذ جـيـان مِـنـي فَـحَـجَـبَـت الـرؤيَـة عَـلـىٰ كِـلانـا .

تَـشَـبَـثَ بِـهـا جـيـان يُـحـاوطـهـا بِـجَـمـيـع اطـرافـه ، قَـبـل أن تَـذهَـب بـه مِـن امـامـي مـالَـت بـجـذعَـهـا قَـلـيـلًا نَـحـوي مُـبـتَـسِـمَـة .

مُـغـادرتـهـا كَـانَـت بِـمـثـابَـة اسـتِـئـنـاف لـتـواصـلـنـا الـبَـصـري ، وَقـعَـت انـظـاري عَـلـيـه فَـوَجَـدتِـه مُـسـتَـقـبِـلًا ايـاي بِـنَـفـس تَـحـديـقـاتِـه الـبـاردَة .

سَحَـبـت سـيـقـانـي نَـحـوَ صَـدري اغـلِـفَـهـم بـذراعـي الأيـمَـن .

- هَـل يُـمـكَـنَـنـي الـذهـاب الـىٰ غُـرفَـتـي انـا ايـضًـا بِـمـا انَـنـي قـد انـتَـهـىٰ دَوري 

رَفِـع وَجـهـه مَـع حـاجِـبـه يُـشـيـر الـى الطَـابِـق الأخَـر .

اسـتَـغَـلَـيـت ذلـك انـزل اقـدامـي ارضًـا ، اسـتَـقـيـم مِـن فَـوق الـمَـقـعَـد .

ذَهَـبـت بـخـطَـوات مُـتَـزنَـة مِـن امـامِـه ريـثَـمـا اتـوارىٰ عَـن انـظـاره ، فَـور أن حَـطَـيـت بـقَـدمـي عَـلـىٰ اول دَرَجَـة هَـمَـمْـتُ راكِـضَـة نَـحـو الـغُـرفَـة الـتـي مَـنَـحـنـي ايـاهـا .

عِـنـد دلـوفـي الـيـهـا الـشَـيء الـوَحـيـد الـذي رأيـتـه هـو الـفِـراش ، الـقَـيـت جَـسـدي عَـلـيـه ، اتـجـاهـل مَـلابِـسـي الـغَـيـر مُـريـحَـة اغـلـق عَـيـنـاي ذاهـبَـة فـي ثَـبـات عَـمـيـق 


لَـم اُكَـمـل الـعَـشـرَة دقـائـق و اتَـىٰ شَخـص مَـجـهـول يُـقـلـق نَـومـي الـذيّ سَـعَـيـت لـلـحـصـول عَـلـيـه جـاهِـدة 


هَـمـهَـمـت بـ انـزعـاج اسـمـح لـ الـطـارِق بـ الـدخـول ، تَـيَـن لـي هَـويَـتـه عِـنـدمـا تَـحَـدَثَـت بِـطَـريـقَـة مُـتَـمَـلـمِـلـة مُـتَـقـدمَـة نَـحـوي ، انـهـا نَـفـس الـفَـتـاة الـتـي تُـدعَـىٰ تـيـانـا ، تَـحـمـل صِـيـنـيَـة خَـشَـبِـيَـة تَـحـتَـوي عَـلـى الـعَـديـد مِـن الـوَجـبـات الـمُـخـتَـلـفَـة .

- امَـرنـي الـسَـيـد جـيـون بـ احـضـار الـطَـعـام لَـكِ .

تَـحَـدَثَـت بِـطَـريـقَـة تُـوضِـح رَغـبَـتِـهـا الـعـارمَـة فـي عَـدَم تَـنـفـيـذ ذَلـك .

امّـا عَـنـي فَـقـد سَـعـدت كَــثـيـرًا بـداخـلـي لأنَـه انـتـقـاهَـا هـيٰ مِـن اجـل الـقِـدوم الـيّ .

اسـتَـلـقَـيـت عَـلـى مِـعـدَتـي ارفَـع جِـذعـي الـعُـلـوي فَـقَـط احـدق بِـهـا بِـمَـلامِـح شِـبـه غَـاضِـبَـة .

- مُـطـيـعَـة انـتِ تـيـانـا .

تَـلاعَـبـت بِـحـاجِـبـي نـاحـيَـة الـطـاولَـة الـصَـغـيـرة بِـجـانِـب الـفِـراش .

- ضَـعـيـهـا هُـنـاك ثُـمَ اخـرجـي مِـن الـغُـرفَـة .

اغـلَـقـت عَـيـنـي احـاول الـنَـوم مُـجـدَدًا لـكِـن وقـوفـهـا فَـوق رأسـي بِـدون حِـراك ارغَـمـنـي عَـلـى اعـادَة تَـوجـيـه انــظـاري الـيـهـا .

عَـيـنـاهـا تُـصـوب شَـراراتِـهـا الـي بـ انـدفـاع ، اجـهـل مـا هـو سَـبَـب كُـرهَـهـا الـشَـديـد هَـذا لـي ، بِـرغَـم انَـهـا لَـم تَـرانـي سـوى الـيَـوم .

اعـرَبَـت مَـلامِـحـي عَـن انـتـقـادهـا لـ تَـصـرُفـهـا ذَلـك ، قَـلـبـت جَـسَـدي عَـلـىٰ جـانـبـي الأيـمَـن مُـسـتَـنـدَة بـ رسـغـي اعـلـىٰ الـفِـراش

- هَـل تَـمـتـلـكـيـن مُـشـكِـلَـة مَـعـي 

تَـجـاهَـلـت سـؤالـي تَـذهَـب بـ الـصـيـنـيَـة نَـحـو الـطـاولَـة تَـضـعـهـا فَـوقـهـا بِـقَـلـيـل مِـن الـقـوَة .

عِـنـد انـتِـهـائِـهـا عَـادت الـيّ تَـقـف بِـجـانِـب فـراشـي ، عَـقـدت كِـفـوف يَـداهـا امـام حِـجـرهـا مَـع انـشـاء بَـسـمَـة سـاخِـرَة اعـلـىٰ مـبـسَـمـهـا .

- يُـمـكِـنَـكِ تَـسـمـيَـتـه ولاءًا لـسَـيـدَة الـمَـنـزل الـحَـقـيـقَـيَـة .

جَـعـدت مـا بَـيـن حَـاجـبـاي مُـتَـعَـجِـبَـة .

- لَـكـنَـنـي لا ارىٰ أيّ ولاءًا مِـنـكِ لـي .

صَـدحَ صَـوت ضَـحـكـتِـهـا الـرنـانَـة فـي ارجـاء الـغُـرفَـة .

- بـالـتـأكـيـد لَـم اعـنـيـكِ انـتِ ، عَـنَـيَـت الـسَـيـدَة لـيـدنـا بِـحَـدثـي .

هَـمـهَـمـت بـ اقـتـنـاع اقـلـب شَـفـتـاي مَـعَ امـائـة بَـسـيـطَـة 

- مـا اعـرفـه أن لَـقَـب سَـيـدة الـمَـنـزل يُـطـلـق عَـلـىٰ زَوجـة رَبْ الـمَـنـزل أو وجـودهـا بِـه عَـلـىٰ الأقَـل ، اخـبـريـنـي ايَـنَ سَـيـدَتَـكِ تـيـانـا ؟

نَـبـرَتـي كـانَـت هـادِئَـة ، لا اعـرف مِـن ايـنَ اتَـيـت بـكُـل هَـذه الـثِـقَـة ، غَـلـغَـلـت اصـابِـعـي بَـيـنَ خُـصـلات شَـعـري اداعـب فَـروة رأسـي .

- وجـهَـة ولائَـكِ خـاطـئَـة فـ انـا مَـن تَـحـمـل كُـلّ هَـذه الـصِـفـات ، انـا سَـيـدَة الـمَـنـزل الـحَـقـيـقَـيَـة و لـيـس لَـدي الـوَقـت الـكـافـي لـمُـجـادلَـة شَـخـص اعـمـىٰ يَـنـحـاز عَـن الـوقـائـع ، الـىٰ الـخـارج اريـد الـنَـوم .

تَـلَـبَـكَـت حَـرَكَـة يَـداهـا امـام حِـجـرهـا تُـكـبـح حَـنـقَـهـا بَـيـنَـهـمـا

- مَـسـألَـة عَـودتِـهـا مُـجـرَد وقـت لا اكـثـر 

كَـرَرت هَـمـهَـمـتـي ادثـر جَـسَـدي اسـفَـل الـغِـطـاء 


- لا تَـنـسـي ان تُـوقِـظـيـنَـنـي عِـنـد عَـودتـهـا مِـن اجـل ان ارَحـب بِـهـا اذًا .

اغـلَـقـت عَـيـنـي اديـر وجـهـي الـى الـنـاحـيَـة الأخـرىٰ .

- جـديًـا هَـذه الـمَـرَة الـىْ الـخـارج .


خَـطـواتِـهـا نَـحـو الـبـاب كَـانَـت مَـسـمـوعَـة ، تَـحـمِـل مَـقـتَـهـا لـي بَـيـن طَـريـقَـة سَـيـرهـا و انـفَـاسِـهـا الـمَـكـلـومَـة .

فَـور تَـأكـدي مِـن ذَهـابِـهـا قَـلَـبـت جَـسَـدي احـدق شَـاردَة الـى سَـقـف الـغُـرفَـة ، الـمُـعـانـاة هُـنـا لَـن تَـقـتَـصـر عَـلـيـه هَـو فَـقَـط ، هُـنـاكَ الـمَـزيـد مِـن كَـارهَـيّ وجـودي و مُـرغَـمـيـن عَـلـيـه ايـضًـا .

لا اريـد أن انـثـر الـقَـلـق بِـداخـلـي تِـجـاه والـدَة جـيـان لَـكِـن حَـدسـي يُـخـبـرنـي انَـنـي سـأضـطـر لـمـواجَـهـة بَـطـشـهـا يَـومًـا مـا .

اخـتَـفـىٰ الـنَـوم مِـن عَـيـنـي ، امـيـل بـ رأسـي جـانِـبًـا ارمـق صـيـنـيَـة الـطَـعـام بَـشَـهـيَـة زال مِـنـهـا الـشَـغَـف .

بَـعـد مُـدَة كَـبـيـرة مَـعَ الـصـراع ضِـد افـكـاري الـيـأسَـة ، تَـغَـلـب عَـلـي الـنُـعـاس يُـذهِـب عَـقـلـي مَـعـه 


اسـتَـيـقَـظـت مُـبَـكـرًا ابـقـىٰ جـالـسَـة اعـلـىٰ الـفـراش شَـاردَة ، اسـتَـنَـدت بـ وجـنَـتـي فَـوق راحَـة يَـدي ، اتـحَـدث مَـع نَـفـسـي كَـمُـحـاولَـة لـ ايـقـاظي و اسـتـيـعـاب وجـودي هُـنـا فـي هَـذه الـغُـرفَـة .

مُـمَـطـالـتـي انـتَـهَـت مَـع دخـول مـيـر الـىٰ الـغُـرفَـة تَـحـمـل بَـيـن يَـداهـا ڤـالـيـريـن الـتـيّ مِـن الـظـاهـر قَـد اسـتَـيـقَـظَـت مِـثـلـي لـلـتَـو 

وضَـعَـتـهـا مـيـر فَـوق الـفـراش بـجـانِـب قَـدمـي ، زَحـفَـت ڤـالـيـريـن عَـلـى اطـرافِـهـا تَـتـقَـدم نَـحـوي ، ضِـحـكِـتـهـا الـلـذيـذَة و شَـعـرهـا الـمُـمَـشَـط بـ عِـنـايَـة ، ارغَـمـونـي عَـلـى الـضـحـك مَـعـهـا الـتَـقِـطـهـا بَـيـنَ ذراعَـيّ .

قَـبـلـت كُـلّ انـش بـ وجـهِـهـا انـهـي الـوَضـع هَـذا بـعـنـاق يَـعـمُـه الـراحَـة و الإطـمـئـنـان .

زَفـرت مُـطَـولًا ارفَـع انـظـاريّ صَـوب مـيـر صـاحِـبَـة الـمَـلامِـح الـبَـشـوشَـة ، الـقـي عَـلـيـهـا ابـتـسـامَـة تُـرحـب بـ قـدومِـهـا و مُـمـتَـنَـة ايـضًـا مِـن اجـل اعـتـنـائـهـا بـ طِـفـلَـتـي .

- شُـكَـرًا مـيـر .

نَـفَـت بـ يَـدهـا و وجـهَـهـا .

- هَـذا واجـبـي ايـلـيـروڤـا .


ابـتـسـامَـتـي مَـلأت وجـهـي عَـنـد سَـمـاعَـهـا تَـقـول اسـمـي فَـقَـط بِـدون أيّ الـقـاب تُـجـاوره 


قـاطَـعَـت بَـهـجَـتـي تَـتـلـي عَـلـيّ جُـمَـلَـة اخـرىٰ .

- سـأفـعَـل كَـمـا طَـلـبـتِ مـنـي ، لَـكـن هَـذا سَـيـكـون عِـنـدَمـا نَـكـون انـا و انـتِ بـ مـفـردنـا فَـقَـط ، ارجـوكِ ان تَـسـمَـحـيـن لـي بـمُـنـاداتـكِ بـ الـسَـيـدَة ايـلـيـروڤـا امـام الـسَـيـد تَـجـانُـبًـا لـ غَـضَـبـه فَـقَـط .


مـن اجـل ان لا يُـصـيـبـهـا أيّ مَـكـروهًـا بـسَـبَـبـي وافَـقـت عَـلـىٰ طَـلـبَـهـا 


- سَـيَـكـون الـسَـيـد مُـتَـواجـدًا أعَـلـىٰ طـاولَـة الإفـطـار بَـعـد نِـصـف سـاعَـة بـ الـضَـبـط مِـن الآن .

فـي نِـهـايَـة حَـديـثـهـا حَـدَقِـت بـ سـاعَـة يَـدهـا 


وَضـعـت ڤـالـيـريـن جـانـبًـا عَـلـى الـفِـراش اقـف احـمُـل مَـلامِـح مُـسـتَـنـكِـرَة ، مَـحَـوت الـمـسـافَـة بَـيـنَـنـا بـ ثـلاث خَـطـوات فَـقَـط .

- بِـمَـعـنـىٰ ؟

حـافَـظَـت عَـلـى مَـلامِـحـهـا الـبَـشـوشَـة تُـعـيـد تَـحـديـقـهـا بـ سـاعَـة يَـدهـا .

- بِـمَـعـنـىٰ انَـكِ تَـمـتَـلـكـيـن اقـل مِـن نِـصـف سـاعـة لِـكَـي تَـكـونـيـن هُـنـاكَ قَـبـلِـه .

فَـرت بَـسـمَـة مُـنـدَهـشـة مِـنـي عَـلـىٰ حـيـن غُـرَة ، اتـخـصَـر بِـ كَـفَـة يَـدي الـيُـمـنـىٰ .

- مـاذا سَـيـحـدث اذ تـأخـرت عَـن الـتَـوقـيـت الـمـحَـدَد ؟

تَحـوَلَـت مَـلامِـحـهـا الـىٰ اخـرى جـادَة .

- سَـيَـحـدث كُـلّ مـاهـو سَـيء ، الـسـيَـد شَـديـد الـدقِـة حـيـال الـوَقـت و الـتَـعـلـيـمـات .

لَـعـقـت طَـرف سُـفـلـيَـتـي بِـغَـضَـب .

- حَـسـنًـا ، لِـمَ يَـجـب عَـلـيّ الـتَـواجِـد هُـنـاك قَـبـلًا مِـنـه ؟ لِـمَ لا يَـلـتَـزم هـو ايـضًـا بـ الـمـواعـيـد الـمُـحَـدَدة كَـمـا يُـريـد مِـن الـجَـمـيـع ؟

تَـصـرُفـهـا حـيـال رَد فـعـلـيّ غَـريـب نَـوعًـا مـا حَـيـث انـهـا بَـدأت فـي الـضـحـك خِـفـيًـا ، رَفـعـت حـاجِـبـي مُـتـسـائـلَـة .

- لا يَـلـتَـزم بِـهـا لأنـه هـو مَـن وضـعـهـا ، لـذلـك يَـحـق لَـه اخـتِـراقـهـا وقـتَـمـا يُـريـد .

هَـمـهَـمـت بِـعَـدم اقـتِـنـاع .

- لِـمَ تَـضـحَـكـيـن إذًا ؟

ضَـمَـت كـفـوف يَـدهـا امـام حِـجـرهـا كَـمـا فَـعـلَـت تـيـانـا لَـيـلَـة امـس ، لابُـد انـهـا حَـركَـة يَـعـتـاد عَـلـيـهـا الـجَـمـيـع هُـنـا بـ الـتـأكـيـد 

سـؤالـي جَـعـلـهـا تُـرجِـع الـىٰ حـالـتِـهـا الـسـابِـقَـة ، تُـشـيـر عَـلـىٰ ڤـالـيـريـن بـ عـيـنـاهـا .


- مُـنـذ قَـلـيـل غَـضـبَـت ڤـالـيـريـن بِـنَـفـس طَـريـقَـتـكِ الإنـفـعـالـيَـة عـنـدمـا جَـعـلـتـهـا تَـرتـدي جَـواربِـهـا رَغـمًـا عَـنـهـا .


نَـسـيـت مَـجـرىٰ الـحَـديـث اذهَـب بِـنَـظـراتـي الـيـهـا ، تَـجـلـس فـي وسَـط الـفـراش تَـلـهـو مَـع قَـدمِـهـا تُـحـاول نَـزعـه بـ كـامـل جُـهـدهـا .


- تَـشـبَـهـكِ كـثـيـرًا .


اردفَـت مـيـر تَـسـتَـحـوذ عَـلـى انـتِـبـاهـي ، وَقـعَ بَـصـري عَـلـيـهـا ، تُـحَـدق مَـرَة اخـرى عَـلـى مِـعـصَـم يَـدهـا تَـحـديـدًا فَـوق سـاعَـة يَـدهـا .


- تَـبـقـىٰ مِـن الـوَقـت امـامَـكِ ، ثَـلاثَـة و عِـشـرون دَقـيـقَـة .

نَـفَـخـت وجـنـتـاي اتـوجـه الـىٰ حَـمـام الـغُـرفَـة ، فـي الـعـادَة لا اسـتَـغـرق وقـت كَـثـيـر فـي تَـحـضـيـر نَـفـسـي ، انـتَـهَـيـت عَـنـد الـدَقـيـقَـة الـواحـدَة و الـعـشـرون تَـمـامًـا .

قَـبـل أن اخـرج مِـن الـغُـرفَـة مَـدَدت رأسـي خـارجـهـا اسـتَـكـشـف الـوَسَـط ، حـيـنـمـا شَـعـرتُ بِـهـدوء يـتَـغَـلَـل الـطـابِـق الـعُـلـوي ، كُـل الـصَـخَـب يـأتـي مِـن الأسـفَـل تَـحـديـدًا غُـرفَـة الـطـعـام بِـجـانِـب الـمَـطـبَـخ فـي الـشِـق الأخَـر مِـن الـصـالَـة .

تـأكـدت مِـن عَـدَم نـزولـه بَـعـد اهـرول الـىٰ الأسـفـل ، ڤـالـيـريـن بـالـتـأكـيـد مَـع مـيـر لأن عَـنـد خـروجـي مِـن الـحـمـام لَـم اجـد كِـلاهُـمـا .

لَـمَـحـت تـيـانـا بـداخِـل الـمَـطـبَـخ تَـتَـنَـقـل بَـيـن ارجـاء الـمَـطـبـخ ، وَقـفَـت تَـضَـغـطـت عَـلـىٰ الـطَـبَـق بَــيـن يـداهـا عِـنـدَمـا لاحَـظَـت وجـودي .

اغـرضـتُ عَـن الـنَـظَـر الـيـهـا اذهَـب نَـحـو وجـهَـتـي الأسـاسـيَـة ، غُـرفَـة الـطـعـام .


اخـتَـرت كُـرسـيًـا فـي مُـنـتَـصَـف الـطـاولَـة اجـلـس عَـلـيـه .

الـجَـمـيـع يُـهَـرول بَـيـن الـطـاولَـة و الـمَـطـبـخ يَـنـقـلـون الـطَـعـام فـيّ صَـمـتًـا تـام .


اخـر طَـبـق وضـعَ اعـلـىٰ الـطـاولـة قَـبـل قِـدومِـه بـ لـحـظـات مَـعـدودَة ، بَـعـدهـا اخـتَـفـى الـجَـمـيـع بـشـل تـام مِـن الـوَسَـط .


تَـوقَـفـت عَـن الـلـهو بـ الـمَـلاعِـق حـيـنَـمـا وَقـعَـت عَـيـنـي عَـلـى هَـيـئَـتُـه يَـسـيـر نـاحـيـة الـكُـرسـي الـذي يَـتَـوسَـط مُـقَـدمَـة الـطـاولِـة 

مَـلابِـسـه مُـشـابِـهَـة لـ مَـلابِـسـه فـي اول لِـقـاء بَـيـنَـنـا ، بِـنـطـال اسـوَد ضَـيـق و خَـشـن يَـحـتَـوي عَـلـى الـعَـديـد مِـن الـجـيـوب ، فـي الأعـلـىٰ غَـلَـفَ صَـدره قَـمـيـص نـاعِـم و ضَـيـق ايـضـا ، بـنـصـف اكـمـام ، بـ نَـفـس الـلـون الأسـود ، فَـوقـه درع حِـمـايَـة اقـل ثُـقـلًا مِـن الـسـابِـق لَـكـنـه مُـتـشـابِـه مَـعـه فـي الـشَـكـل و الـهَـيـئَـة .

جَـلـس بِـصَـمـتًـا تـام يَـشـرع فـي الـتـقـاط الـشَـوكَـة بـ يَـده الـيـُـسـرى .

- هَـذا لَـيـس مَـقـعَـدكِ ، تَـحـركِ 

مَـددتُ يَـدي امـسك الـمَـلـعَـقَـة الـتَـي وَقـعَـت مِـن يَـدي مُـنـذ قَـلـيـل .

- لَـن يَـفـرق مَـعـي فـي شَـيء ، فـي كُـلّ الأحـوال سـأتَـنـاول طَـعـامـي .

ارتـعَـدَ جـسـدي فَـور أن ارتَـطَـمِـت مَـلـعَـقَـتُـه فـوق صَـحـنـه الـفـارغ .

احـتَـضَـنـت صَـحـنـي بَـيـن راحَـتَـيّ يَدي ، انـقـل مَـكـانـي فَـوق الـكُـرسـي بِـجـانِـبـه ، بـدون أن انـبس حَـرفًـا واحِـد .


غَـرَزت شَـوكَـتـي فـي قِـطـعَـة الـجُـبـن اضَـع جُـلّ غَـيـظـي بِـهـا ، ابـتَـلَـعـت لُـقـمَـتـي ارمـق جَـسـده و تَـنـاولـه لـ طَـعـامِـه بِـكُـل هـدوء 

- تَـيـانـغ سَـيـكـون الـيَـوم فـي كـوريـا 

اردَفـت بَـيـنَـمـا عَـيـنـاي مُـصَـوابَـة عَـلـى وَجـهـه ، نَـبـرتـي ايـضًـا كَـانَـت قَـلـقَـة ، ذَهـبَـت مِـقـلـتـاي مَـع يَـده بـجـانِـب صَـحـنـه ، عِـنـد عَـودتـي الـىٰ مَـلامِـحـه ، لَـم اجـد مِـنـه اهـتِـمـام واضـح عَـلـيـه لَـكـنـه اخـذ كـامِـل وَقـتِـه فـي بَـلـع طَـعـامـه ثُـمَ حَـرك شِـفـاهـه يـوجـه حَـديـثـه نَـحـوي .

- اعـلَـم .

اكـتَـفـىٰ بِـهَـذه الـكَـلِـمَـة يـأخـذ قَـضـمَـة اخـرىٰ مِـن صَـحـنـه .

هَـززتُ رأسـي عِـدَة مَـرات اشـهـر بـ يَـدي امـامي .

- إذًا ، كَـيـف سـأتَـصَـرف مَـعـه ؟


عَـانَـق طَـرف شَـوكَـتـه بـ شـفـاهِـه يَـسَـحَـب مُـحـتـواهـا بِـداخِـل جَـوفِـه .



بَـيـن كُـلّ قَـضـمَـة و الأخـرىٰ انَـتـظـر ريـثَـمـا يَـنـتَـهـي مِـن مَـضـغَـهـا .

قَـرر اخـيـرًا الاهـتِـمـام بـ وجـهـي ، يَـلـتَـفِـت الـي .

- اهـتـمـي بـ طِـفـلَـتـكِ فَـقَـط .

تَـهَـكَـمَـت مَـلامِـحـي ادفـع صَـحـنـي بَـعـيـدًا عَـنـي .


- هـا انـا افـعَـل ، هـا انـا اهـتَـم بـ طِـفـلَـتـي ، هَـل تَـرى عَـكـس ذَلـك ؟

سَـحَـبـت يَـدي اسـفَـل الـطـاولَـة فَـور مـا شاهَـدت عَـيـنـاه مُـسَـلَـطـة عَـلـيـهـا تُـغـرقـهـا بـ سَـوادهِـم .

زَحـزَح نَـظـراتـه مِـن هَـذا الـحَـيـز الـفـارغ ، يَـمـشـي بِـهـا طَـريـقُـه لـ وَجـهـي الـسـاكِـن .

- صَـوتـكِ !

لَـم يَـتَـسَـنـىٰ لـي الـهـروب مِـن جِـفـونـه فـ سَـريـعًـا مـا قَـيَـده بـ عَـودَة جَـسـده الـى الـخَـلـف حَـتـى نِـهـايَـة مَـقـعَـده يُـلـصـق ظَـهـره بـه ، غَـاصَـت يَـده فـي شَـعـره يُـبَـعـثِـر خُـصـلاتِـه الأمـامـيَـة.

- اخـطـائَـكِ كَـثـيـرَة ايـلـيـروڤـا ، بَـدأت افـقـد صَـوابـي حَـقًـا !

الـقـىٰ جُـمـلَـتُـه اثـنـاء تَـنـاوش لِـسـانِـه مَـع جِـدار وجـنَـتـه و نَـسـيـج سُـفـلَـيَـتـه الـداخـلـي .


بَـلَـعـت مـاء جَـوفـي ، يَـدي اسـفَـل الـطـاولَـة تُـنـاوش هـي الأخـرىٰ راحَـتَـهـا تُـغـرز اضَـافِـرهـا فـي راحَـتِـهـا .


- مـاذا فَـعَـلـت غَـيـر الإسـتـفـسـار عَـن سَـبَب قُـبـولـي لـ الـزواج مِـنـكَ ؟ قَـلِـقَـة عَـلـى طِـفـلَـتـي أو تَـعـرُضـه لـي فـي يَـومًـا مـا يُـطـالـب بِـهـا ، هَـل يَـعُـد هَـذا خَـطئًـا الآن ؟

حـاولـت اخـفـاض نَـبـرَتـي بـ الـقَـدر الـكـافـي الـذي لَـن يُـزعـجَـه ، الـحِـيـطَـة فـي الـتـعـامُـل مَـعـه واجِـبًـا مِـثـل مـا اخـبَـرَتـنـي مِـيـر .


صَـمـتـه و سـكَـونـه بِـهـم تَـضـاد مَـع مَـلامِـحـه ، وَقـف يَـتـرك الـفَـراغ خَـلـفـه فَـوق كُـرسـيـه ، فَـفَـعـلـت الـمِـثـل اقـف امـامِـه .

- انـا اتـحدث مَـعـكَ سَـيـد جـيـون .

اعـطـانـي ظَـهـره يَـرتَـدي قُـفـزات يَـده واحـدًا تِـلـو الأخَـر 

اسـتـدار لـي بٓـمَـهـل يُـغـلق قَـفـاز يَـده الـيُـمـنَـىٰ .

- نَـسَـيـتـي مِـن فَـرط جَـهـلـك زَوجـة مَـن سَـتَـكـونـيـن ، مَـن هَـذا الـذي تَـقـلـقـيـن بِـشـائــنـه و انـتِ زَوجـة جـيـون جـونـغـكـوك هـمـم ؟

الفصل الرابع من هنا

تعليقات



×