أسير الناردين (كامله جميع الفصول) بقلم ماريان بطرس



رواية أسير الناردين الفصل الاول 1 بقلم ماريان بطرس


الفصل الاول 


متاخرة كالعادة


خلف احد المكاتب كان يجلس شاردا وعلى ثغره ابتسامة حالمة يتذكر فتاته التى يحبها كثيرا، لا يصدق انه بعد اقل من اسبوع ستكون مخطوبته رسميا فهو فُتِن بها منذ أول مرة رآها فيها وهى خارجة من جامعتها كعادتها تضحك وتمرح مع اصدقائها فلا يليق بوجهها سوى الضحك ف أمر أحد عساكره ان يتتبعها ويعرف كل شئ عنها، ثم تقدم لخطبتها ووافق اهلها على الفور فمن ذاك الذى يرفض طلب التقدم للرائد هانى السنوسى 

همس باسمها فى شرود وابتسامة عذبة "ناردين"


قطع سلسلة أفكاره دق على الباب يعقبه دلوف العسكرى وهو بقول ب احترام 


_ملف القضية الجديدة ياباشا


نظر له هانى بهدوء ليومى براسه وهو يمد يده قائلا بجدية 


_هاته وروح جيبلى قهوة


ادى العسكرى التحية العسكرية وهو يقول ب احترام 


_تمام يافندم


خرج من المكتب كما امره بينما دقق هانى فى الملف امامه


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تركض هى بسرعة كى تلحق محاضرتها فاليوم لديها امتحان تقييمى فى المحاضرة، تلعن نفسها آلاف المرات على تلك العادة السيئة فى التأخر دائما فى النوم عادة سيئة بها ويبدو انها لن تتخلص منها بتلك السهولة، قطع سيل لعناتها لنفسها رنين هاتفها، نظرت إليه ثم اجابت بينما تركض


_ايوة يامى... جاية... طالعة على السلم بس الدكتور جه.... طيب انا جاية 


وضعت هاتفها فى حقيبتها بعد ان انهت مكالمتها لكنها فجاءة إصطدمت بشخص أمامها دون ان تنتبه. له، رفعت رأسها لتنظر له وهى تلعن نفسها على تلك عادتها الاخرى فى عدم التركيز أمامها ولكن جحظت عينيها من هول ما رأت فقد تسببت فى سكب القهوة من يده على حقيبته العملية،قلبت ملامحه للضيق من نفسها لتقضم شفتها السفلى وهى تقول باعتذار وخوف مبالغ به 


_أنا اسفة جدا يافندم ماكنتش اقصد والله، انا بس كنت متأخرة على المحاضرة وما اخدتش بالى والله


اشفق هو على حالها وهى ترتعد من التوتر والخوف امامه ليردف قائلا بهدوء بعد ان تفحص محتويات حقيبته


_حصل خير اهم حاجة ان الورق اللى جوة محصلوش حاجة 


ابتسمت هى فى وجهة ابتسامة رائعة لا تليق إلا بها قائلة بسعادة 

_بجد شكرا يافندم وانا اسفة مره تانية، بعد اذن حضرتك


ودون كلمة اخرى تركته وذهبت الى محاضرتها تاركة اياه يبتسم على تلك الطفلة البريئة التى كادت تبكى من فرط خوفها، 

دخلت الى المدرج وجلست بجوار صديقتها التى نظرت لها بغيظ من تاخيرها الدائم وتصرفاتها الطفولية البحته لتقول بضيق واضح 


_ايه دة كله؟ كل دة تأخير يا ناردين معقول كدة دى مش عيشة يابنتى!! 


نظرت لها ناردين لتجيب باحراج لتجيبها ب اسف 


_معلهش يا مى انا اسفة بس كالعادة راحت عليا نومة، وانا جاية خبطت ف واحد باين عليه موظف مهم ف الكلية او دكتور بس ربك ستر المهم؛ الدكتور اخر ليه 


هزت مى راسها لها بتعب لتتنهد بضيق ثم نظرت امامها قاىلة بجدية 

_الدكتور مشى وجالنا واحد جديد بداله


وقبل ان تكمل كلامها عم الصمت المكان فجاءة ليرفع الجميع عيونهم وتتعلق انظارهم بذلك الداخل والذى لم يكن سوى الدكتور الجديد


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


داخل واحدة من اكبر شركات المعمار فى مصر ترى الجميع يعمل كأنه خلية نحل الجميع يعمل بدون توقف وبدون حتى ان يسمحو لانفسهم بان يأخذو انفاسهم، يقف كلا على راس عمله دون حتى ان ينظر للاخر الذى بجانبه، مكان يعم بالنشاط والهمة الى ان اُطلِق انذار ما فوقف الجميع كأن على رءوسهم الطير احتراما له ويبدو عليهم الخوف منه؛ 


يدخل هو بثقة وهيبة لا تليق الا به وعينيه الزيتونية تطلع على الجميع مسبب لهم الرعب والقلق، يتطلع الجميع له باحترام فهو لم يكن اى أحد انما هو "آسر التهامى" والملقب ب "التايجر" صاحب اكبر شركة معمارية فى مصر وواحدة من الشركات الكبيرة فى الشرق الاوسط، المهندس العبقرى صاحب افضل تصميمات هندسية فى الشرق الاوسط ومن افضل المهندسين فى العالم، فقد كانت تصميماته تتميز بالرقى والانفراد والاختلاف ذو تصميم فريد ومميز لم يستطع تقليده احد،تميمات فنان حقيقى، كان الجميع ينظر جهته باحترام على الرغم من صغر سنه الذى يصل فقط الى خمسة وعشرون عاما الا انه كان يمتلك من الصرامة والهيبة ما لا يمتلكها الكبار، كان آسر يمتلك وسامة غير طبيعية وسامة شرقية فذه لا تجدها كثيرا فهو كان ذو طول مهيب، عريض المنكبين، صاحب جسد رياضى قوى،خصلات بنية ناعمة، ملامح شرقية وسيمة وبشدة قادرة على خطف الانفاس وعيون زيتونية جميلة، ولكن يختفى وسامته وجمال عينيه خلف نظراته الحادة والصارمة دائما ووجه الصارم والجامد طوال الوقت مما يجعله يثير الرعب بالابدان ليس لملامحه فقط وانما لتصرفاته الحادة والقوية دائما، ف لقب التايجر لم يكن مجرد لقب انما هو صفة به فهو شرس جدا مع اعداءه كما انه جاد فى تصرفاته بشكل عام،


  وقف آسر امام سكرتيرته لتهب قائلة بإبتسامة دبلوماسية


_صباح الخير يا فندم 


همهم آسر دون حتى ان يهتم بالرد عليها انما اجابها قائلا بجدية 


_ابعتيلى قهوتى على المكتب حالا، وابعتيلى لشادى 


اومأت هى برأسها قائلة بطاعة


_تحت امرك يا فندم 


دلف لمكتبه دون ان يهتم بشئ او بأحد ليتحرك جهة مكتبه يجلس عليه بثقة وهيمنه، يضيق عينيه بشدة وقد شرد عقله بعيدا يفكر فى أمر ما، اخرجه من شروده دق عل باب غرفة مكتبه ليرفع عينيه يسمح للطارق بالدلوف، 

دلف شاب صغير بالسن كان من سن آسر تقريبا كان شاب ذو طول متوسط، وبشرة حنطية ملامحه بسيطة مريحة للعين وقد كان هذا هو شادى المساعد الخاص ب آسر التهامى وذراعه الايمن فى كل شئ


ابتسم الشاب قائلا بابتسامة 

_صباح الخير يا بشمهندس 


أومأ هو برأسه وهو يعتدل بجلسته مجيبا بهدوء 

_صباح النور  


نظر له الشاب قائلا ب احترام 

_تحت امرك يا بشمهندس 


نظر له آسر ليتساءل بصوت قوى مهيب

_كل حاجة تمام يا شادى، كل اللى امرتك بيه اتنفذ


اومأ شادى برأسه يقول بحدية 

_ اه يافندم كل حاحة تمام،آخر مشروع اخدناه عملت كل الدراسات والرسومات واخترت المهندسين اللى هيشرفو على المشروع فى مرحلة البنا


اوما آير برأسه ب استحسان ثم سأله بجدية 

_واتفقت مع الشركات اللى هتشترى منها مستلزمات الشغل 


نفى الاخر برأسه مجيبا بعملية بحتة 

_ لا لسة بدرس العروض المتقدمة


زفر هو الهواء من صدره ليامره بجدية بحتة لا تقبل النقاش

_تمام على مكتبك ومش عايز غلطة، وكل اللى امرت بيه يتنفذ


اوما شادى براسه يجيبه باحترام 

_تمام يا فندم


خرج شادى من مكتبه ليضع آسر رأسه على جبهته يفركها بتفكير وقد ارتسمت فى تلك اللحظة نظرة على وجهه تجعلك تتمنى الموت مائة مرة، ولكن من ينظر له يعلم ب ان هناك خطب ما وهو يعد عدته له وهذا الهدوء ماهو الا هدوء ماقبل العاصفة، 

زفر الهواء من فمه ليمسك هاتفه وضرب عدة ارقام وانتظر الرد فاجاب على الجانب الاخر ذلك الصوت المرح دائما 


_لا مش معقول آسر باشا بيتصل بيا يادى الهنا يادى الهنا، وايه سبب المكالمة اكيد مش حبا فيا  


اجابه آسر بما جمده 

_اكيد طبعا


تصنم الاخر من اجابته الوقحة الى حدا ما والذى كان معتادا عليها ولكنه وللعجب تصدمه كل مرة ليحيبه بضيق 

_يا اخى طاب جاملنى حتى، فيه ايه؟ هتتعب لو قلت كلمة عدله 


زفر آسر انفاسه بقنوط ليقول بملل من ءلك الحدبث الذى لا يرجى منه 

_مايكل مش وقت كلام فاضى اسمعنى كويس انا عايز من شركتك كام واحد ثقة هعينهم حراسة على شركتى


صمت الاخر وكأنه ضربه بتعجب ليجيبه بجدية 


_ آسر!! أفهمك ازاى إن أنا شركة حراسات خاصة للافراد مش سكيوريتى؟ دة مش تخصصى ياجدع


قاطعه آسر بنبرة لا تقبل النقاش، نبرة على الرغم من قوتها وهيمنتها الا انها كانت تحمل رجاء خفى استطاع الاخر الشعور به بوضوح ليعلم ان هناك امر ما حل بصديقه وهو يسمعه يقول 


_إسمعنى كويس يامايكل، انا عايز ناس ثقة يتعينو حراسة للشركة بتاعتى، وكمان عايز حرس منهم يكونو كويسين لايلين اختى 


تنهد مايكل بتعب وقد اقلقته نبرة صوته بشدة وتلك الاحتياطات الغريبة التى يفعلها ليجيبه بجدية 

ليجيبه


_اوكى شكل الموضوع مهم وفيه مشكلة عندك، حاضر هعملك كل اللى انت عايزه يا صاحبى 


انهى آسر معه المكالمة بعد ان وصل لما يريد ليقول بنبرة خبيثة وابتسامة مرعبة ارتسمت على شفتيه 


_لحد كدة تمام، اما نشوف بقا اخرتها ايه، وهترسى على مين
 

الفصل الثاني من هنا



تعليقات



×