رواية الاميرة والمغترب الفصل الرابع والثمانين 84 بقلم الاء إسماعيل البشري
ياسين ...حبيبي !انت رجعت أخيرا !! كنت متأكدة انك هترجعلي ...كنت عارفة اننا هنتجمع مع بعض من تاني 😍
ابتسم ياسين بحب لكن ما لبث ان أصابته جملتها التالية بالذهول و الخيبة بعد ان إختفت ابتسامتها و ظهرت مكانها سحابة حزن و هي تكمل
-بس يا ترى ده معناه إن أنا كمان متت ؟؟
واخفضت عينيها بحزن: ولايكونش مجرد حلم تاني 😔😏
عادت لتلمس ذقنه بحب و هي تهمس مبتسمة بإنكسار
-بس تعرف ؟؟ لو كان ده مجرد حلم فأنت المرة دي شكلك حقيقي اوي ..اكثر من المرات اللي فاتت كلها 😊...
و ريحتك 😌!
اخذت نفسا عميقا بإستمتاع و هي تغمض عينيها لتأخذ اكبر قدر منها في جوفها ثم اقتربت من اذنه لتهمس
-ريحتك حقيقية كمان ...مخلياني عايزة افضل هنا معاك على طول
طب اقولك على سر : ما يهمنيش ان كان حلم او مو"ت ...
انا مستعدة افضل هنا و ما ارجعش تاني .. ما بقاش يهمني حد أصلا ...من لما وعدتني اننا هنبقى مع بعض على طول و انا مستنية اليوم ده عشان محدش يقدر يفرقنا تاني 😔
شعر بدموعها التي تنساب منها بينما تغمض عينيها و أكملت :
أم أحمد فاكراني قوية و أقدر بجد أتحمل و أعيش من غيرك 😭 بتبقى فاكراني نايمة بجد 😭
بس أنا مش بأبقى عايزة اصحى و بأفضل مغمضة عينيا كثير اوي على أمل إن ربنا يرحمني من الشوق اللي هيمو"تني ده و ياخذني ليك 😔
استمرت دموعها في الانهمار بينما لا تزال تغمض عينيها و هي تلمس شفاهه بأصبعيها
-يا ريت النهاردة يكون اليوم اللي انا كنت مستنياه
يا ريت ما اكونش اتجننت بجد و بقيت اشوفك في كل مكان
من كثر ما انا عايشة جوة مذكراتك طول الوقت 😮💨
لم تكن له القدرة على ان يأتي بأي حركة ..عجز حتى عن البكاء رغم أن قلبه يعتصر ألما
تألم جدا لكل كلمة قالتها و قد ادرك قسوة ما فعله بها حين تخلى عن بقاءه الى جانبها من اجل ح"قير مثل إيهاب
فهاهي الآن تظن انها تتحدث الى طيفه في الحلم !
بالطبع كان يعلم ان هذا ما سيحدث ..كان يتوقع كل هذا و اكثر
فكيف سيصدمها للمرة الثانية و يخبرها بأنه مازال حي يرزق و إنه لم يمت قط !! بل أن كل هذا كان مجرد لعبة!
كم تمنى في هذه اللحظة أنه كذلك ..فقط كي يتجنب رؤية شعور الخيبة في عينيها حين تعلم الحقيقة
دموع حارقة تلسع عيناه لكنها تأبى ان ترحمه و تنزل فحبيبته كانت تبدو كمن فقدت عقلها او ستفعل عما قريب حين يخبرها بأن كل هذا كان تمثيلا !
أخيرا تجرأ و وضع يده على راحة يدها التي تمسد وجنته و امسكها بين راحتيه علها تشعر بدفء جسده
علها تشعر بالحياة النابضة في عروقه
و ما هي إلا لحظات حتى فزعت من مكانها و هي تنظر بعينين حاجظتين
-ايديك 😱....ايديك دافية ...و عينيك... بتلمع ! 😳
إقتربت منهما و قالت بصدمة: و بتعكس صورتي جواها !! لالا ...ده اكثر من حقيقي !!😳
انت ...انت حقيقي بجد ولا انا اتجننت من كثر ما اتخيلتك !! ي...يااا...ياسين !!! 😳 ده انت بجد ولا ...😧 !!
أمسكت وجهه بكفيها و أغمضت ثانية و هي تتمنى الا يكون مجرد وهم صنعه عقلها المتعب
لم تشأ ان تفتح لكي لا يتبخر من بين يديها
كان سيقول لها أنه هو و أنه ليس م"يتا
لكن قبل أن ينطق !
-لا..لاا...لا ...انا عارفة انك مش حقيقي 😮💨😓
وقفت و عدلت ملابسها و همت بالخروج بحزن تاركة اياه خلفها يتمز"ق وجعا
تحررت دموعه المنتظرة أخيرا و انهمرت دفعة واحدة
أخيرا تشجع و وجد صوته الهارب منه يقول بهدوء بينما يمسح دموعه: لا يا أميرة..انا مش حلم ..انا بجد هنا معاكي 😔
لكن أميرة لم ترد و كأنها لم تسمعه
و دون ان تلتفت واصلت طريقها نحو الباب متجاهلة إياه كأنه شبح فعلا !!
خرجت تبحث عن ام أحمد فخرج خلفها بخيبة أمل
نزلت بهدوء و هي تمسح دموعها كعادتها و تلتزم الصمت كي لا تعتبرها ام أحمد مجنونة
كانت ترفع سفرة العشاء التي لم يلمسها احد
و ما أن رأتها و هو خلفها حتى وقع الصحن من يدها بصدمة:
هل تجاهلته حقا ام يخيل إليها !! 😳
كانت أم أحمد تعتقد أن لقاءهما سيكون مختلفا
كان تعتقد انها جاهزة !
-اميرة ...حبيبتي ! هو انتي نزلتي ليه ؟؟
لم تستطع أميرة تصنع القوة اكثر من هذا ...فهذا الألم يفوق قدرتها على التحمل
فجأة نطقت بخيبة أمل و هي ترتمي بين احضانها بإنهيار
-هو انا هروحله امتى يا ماما !! انا تعبت بجد !! خلاااااص معدتش قادرة عالوجع ده 😭قوليلي لحد امتى هأفضل اتعذب بالشكل ده يا ماما ؟؟ 😭😭 لحد امتى هفضل أكلم طيفه بس!! انا ما بقااااش فيااا حييييل خلااااص 😭
إحتضنتها أم أحمد و هي تنظر اليه بينما يومأ لها بالنفي و قالت بحزن : اهدي يا قلبي ...أميرة حبيبتي فتحي عينيكي و امسحي دموعك بقى ...مش كنتي عايزة تشوفيه و تكلميه؟؟ بصي كدة !!
أميرة بإنهيار: مش عايزة أفتح 😭لا مش عايزة .. !! 😭 انا عايزة امووو"وت بقى 😭 ..لا حاسة نفسي عايشة و لا انا ميتة و لا انا صاحية و لا انا نايمة ! 😭😭 هارتاح من العذاب ده امتى بس يااااا رب 😭
أم أحمد : ايه الكلام ده يا حبيبتي استغفري ربنا انتي مؤمنة
ثم نظرت إليه بحزن فوجدته يبكي بحرقة فكلماتها كانت اشبه بجلد سياط على قلبه
خرجت من حضنها و فجأة نظرت الى حيث كانت تنظر ام أحمد فوجدته خلفها !!
نظرت ثانية إليها بضياع و هي تمسح دموعها و تمعن اانظر ظنا منها انها قد جنت رسميا !
ثم قالت بصدمة:ماما !!هو انتي... كمان شايفاه !! 😳
عادت لتنظر اليه و قالت بضياع :معنى كدة ان احنا الإثنين ميتين ولا ....ولا انا نايمة و كل ده حلم مش اكثر.🤔..ولا ايه اللي ...انا.😱..انا ... مش فاهمة.😧.. ؟
أم أحمد بحزن: لا يا بنتي ..انا شايفاه لإنه حقيقي 😮💨😓
حدسك كان صح يا أميرة ياسين ما ماتش...وأهو قدامك يا ضنايا 😔
عادت اليه و هي تقترب بحذر و امسكت يده و هي تشبث أصابعها بها و كأنه دخان تخشى ان ينسل من بينهم و يختفي ثانية وهي تقول بصوت مختنق
-هو انت ...انت عايش بجد !! 🥺
هز رأسه بالإيجاب بحزن ممتزج مع الشوق: ايوة يا روحي
فتراجعت للخلف و قد تجمعت دموع غزيرة في لمح البصر و كأنها نبع لا ينضب مهما بكت !! و صرخت بأعلى صوتها
-لاااااااااا .....مستحيييييييل !!! 😱
التفتت لأم أحمد و هي تشعر كأن أحدهم قد وجه إليها طعنة قا"تلة و هي تقول بذهول:و انتي؟؟ كنتي عارفة طول الوقت !!! مش كدة 😱
لم تستطع أم أحمد أن تواجهها بنظراتها فأخفضت رأسها بألم و هي تدرك جدا هول الصدمة التي تمر بها في هذه اللحظة
فجأة بدأت بالضحك بشكل هستيري وسط دموعها المنهمرة بشدة و تابعت :
-و طبعا خالد كمان عااارف....و أكيد عمك ...و ابنه !!😳😱😧😂
يعني طلعت انا الوحيدة المغفلة في كل الموضووع !! انا الغبية اللي قاعدة زي الاطرش في الزفة !! 😳
نظرت إليهما بحدة و صرخت بصوت عال
-هات مخبيين عني ايه كماااان هاااا ؟؟ اتكلم !! 😡
لم يكن حال ياسين أفضل من حال ام أحمد فهاهي المواجهة التي كان قد تهرب منها لايام قد وصلت... فقال بصوت منكسر
-اميرة الموضوع مش زي ما انتي فاهمة صدقين....
قاطعته أميرة بجنون ؛ اصدقك !! معقووولة مستني مني اصدق اي كلمة منك بعد كدة !!! 😤
د...ده 😱..ده انا كنت بمووو"ووت حرفياااا بسبب الكذ"بة الفظي"يييعة دي !! 😱
نظرت حولها بضياع و أكملت
هو فيه سبب مهما كانت خطورته يخليك تو"جع قلبي و تؤذيني بالشكل البش"ع ده !!! ليييه !!! كان ذنبي ايييه ؟؟
ولا كان ذنبي الوحييد اني حبيتك من كل قلبي و وقفت فيك !! 😰
ياسين بحزن: حقك تزعلي و تقولي عني كل الكلام الو"حش اللي في الكون .. بس ارجوووكي اديني فرصة اشرحلك موق...
-مش عاااايزة اسمع ....مش عااااايزاااااا 😤😤
سدت اذنيها و هي تهز راسها كالمجنووونة مرارا و تدور بشكل هستيري بينما تكررها : مش عاااايزااااا...مش عاااايزاااا .....يا ريتك فضلت مي"ت...يا ريييييتك مووتت بجد ...ياااا ريييت...
-امييييييرة ؟!!!! 😱 !!
سقطت أرضا مغمى عليها فهرع إليها يحتضنها و هو يبكي بحرقة : سامحيني يا روحي ... يا ريتني مو"تت بجد و لا حطتكيش في الموقف ده 😭
أم أحمد بخوف: طلعها اوضتها و انا هأنادي الدكتورة داليا 😰
رفعها و صعد بها الى غرفتها كالمجنون بينما اتصلت ام أحمد بالطبيبة النفسانية
وضعها على سريرها و احتضنها و هو يمسح على شعرها و يبكي بمرارة
-آسف حبيبتي .. هيجي يوم و تسامحيني عارف
بس لحد ما يجي اليوم ده انا عايزك تعرفي حاجة وحدة
انا بجد كنت م"يت من غيرك 😭
عايش صحيح ..بس كل علامات الحياة فارقتني يوم ما بعدت عن حضنك
كنت مجرد شبح بيلف هنا و هناك خايف حد يلمحه ...و الأهم من ده كله اني كنت محروم من شوفتك... و من عينيكي... و من ضحكتك اللي كانت مالية عليا دنيتي
لو تسمي دي حياة ...فأيوة ...أنا كنت عايش 😭😭
في تلك اللحظة دخلت أم أحمد
-الدكتورة زمانها جاية يا ابني
-انت بتقول ايه يا خااالد !!!😳😳 ياسين عاااايش !! كان فيه طول المدة دي طيب !!!
خالد بحزن : كان في بيت الجبل يا سحر 😥 و رجع دلوقت عالقصر...كل ده كان لعبة عشان بس يقدر يمسك الگلب ايهاب متلبس
سحر بخوف : متلبس ب ايه الوا'طي ده !!
خالد : لا ده موضوع يطول شرحه هاحكيلك ايه و لا ايه ما الگلب بلاويه كثيرة يالا ربنا ياخذه مطرح ما راح بقى !!
فكرت سحر قليلا ثم صرخت بخوف -يا نهار ألوااااان !! دي مصيبة و حلت فوق دماغه ... أميرة أكيد هتتجنن !!! أصلها من لما كانت صغيرة عمرها ما كرهت حاجة في الدنيا قد الكذب !!
-اه و الله . انا قلتله اضرب الحديد و هو سخن و ارجع هو اللي ما سمعش كلامي
سحربقلق : بصراحة يا خالد !! موقفه معاها صعب اوي !! ما اعتقدش هتسامحه بالبساطة دي ..
خالد : انا كمان ده رأيي !!و ادي النتيجة ...اهي اغمى عليها من الصدمة بعد ما صرخت و سمعت كل اللي في القصر لما افتكروها اتجننت خلاااص 😥
سحر : يا خبر !! طب هي كويسة !!
خالد : مش عارف .. الدكتورة لسة ما طلعتش من عندها
سحر :ابقى طمنني عليها اوكي ؟
في تلك اللحظة كانت سحر تدخل الى المطبخ حيث فاتن تغسل اواني العشاء و تنظف المطبخ
-طب نتكلم بعدين ... باي
ثم قالت لوالدتها
-ماما انا كنت عايزة أشرب شاي
فاتن -ثواني اسخنلك كوباية ...الا قوليلي كنتي بتكلمي مين كدة ؟
-ده خالد يا ماما
-اه قلتيلي ! طب و مالك كنتي بتصرخي بصوت عالي ؟!
قالتها و هي تضع الابريق على النار
سحر بدهشة: مش هتصدقي اللي حصل يا ماما !!!
فاتن : مش هصدق ايه !؟ 🤨😕
قالتها فاتن بتهكم بينما تملأ كوب المياه لتشرب
سحر : مش ياسين طلع عايش !!
شرقت فاتن بشدة بينما تشرب و راحت تبصق تلك المياه و هي تقول بإختناق ...قلتي ..ع ...عايش !! 😰
سحر : ايوة يا ماما تخيلي !! كل ده كان مجرد لعبة منه عشان يكشف الوا'طي ابن عمته
فاتن بتوتر : طب ...طب هو يعني رجع القصر ؟
-ابوة خالد بيقول رجع و أميرة حالتها بقت صعبة اوي !!
شحب لون فاتن و لم تكن تسمع ما تقول سحر حتى !
-مامااا ...يا ماما ؟؟
فاتن بشرود : هااا اااه سامعاكي... ربنا يسترها بقى ! 😰
سحر: يا رب يا ماما
لم تكن سحر تعلم أن فاتن كانت تقصد نفسها لا أميرة
فهل يا ترى سيكتشف انها هي من اخذتهم؟؟
همست لنفسها: و هو هيعرف منين !! هو انا بس اللي دخلت القصر !! ده كان مليان ناس يوم الدفنة ممكن يشك ف اي حد 🙄
نظرت لسحر و قالت
-طب بقولك ايه خذي بالك من الشاي... رايحة أغير هدومي
خرجت الطبيبة النفسانية من غرفتها و هي تهز رأسها بخيبة أمل
ياسين : طمنيني يا دكتورة داليا
الطبيبة -بصراحة ...اللي عملته ده صدمنا كلنا مش هي و بس ...و أعتقد انت عارف انها اكثرنا صدمة نظرا لكل الظروف اللي حصلت ...ما تنساش انك اختفيت تاني يوم جواز !
ياسين بضيق : عارف كل ده قوليلي حاجة انا مش عارفها..!
الدكتورة : بصراحة هي صدمتها شديدة ..يكون من الاحسن لو تتجنبها اول ما تصحى
ياسين: و لو حاولت معاها يمكن تتف...
الدكتورة بمقاطعة: مش هتتفهم حاجة ...عقلها خلاص مش عايز يسمعك ولا يفهم منك حاجة ...زي ما بيقول المثل أعتقد انك هتزيد الطين بلة مش اكثر ..انا اول ما ابتدت تفقد اعصابها اضطريت اتصرف
ياسين بحزن: طب انتي رأيك ايه يا دكتورة !
الدكتورة بتفكير: مش هافدر اقولك رأيي بسرعة...خليها تفوق و أكلمها تاني و بعدين اقولك اقتراحي...انا دلوقت اديتها حقنتين وحدة مهدئة مضادة للإكتئاب و التانية منومة هتخليها تنام بعمق للصبح و ان شاء الله من بدري هاكون عندها .
ياسين : تمام يا دكتورة ...متشكرين 😔
غادرت الطبيبة و بقي ياسين ينظر الى أم أحمد قائلا
-تفتكري هيجي يوم و تسامحني ؟
-ربنا كبير يا ابني ..سيبها ترتاح و من هنا لبكرة يبقى يحلها ألف حلال ...ألا صحيح افتكرت !
ياسين: ايه يا ماما !
-قبل شوية لما وصلت الدكتورة لعندكم و نزلت اتصلت بيا أمها و قلتلها عالخبر
-ها!! حصل ايه !
-اسكت يا بني دي كانت هتطب من طولها و شوية و أتصل بيا جوزها بيقول ضروري تكلمه
ياسين بحزن: طيب يا ماما انا هأتصل بيه بعد شوية . روحي انتي نامي الوقت أتأخر
-طب اسخنلك لقمة تاكلها؟
ياسين : يعني فاكراني هاقدر اكل في الوضع ده ؟؟
-يا ابني عشان تصلب طولك و تفضل متماسك و قوي ان مكانش عشانك يبقى عشانها
-ايه الفايدة يا ماما ..حاسس انها هتكر"هني أصلا
-لا طبعا يا ابني اللي يحب عمره ما يقدر يكره
-بس مش هتقدر تثق فيا بعد كدة... انتي سمعتيها قالت ايه !! يا ريتك مو"تت بجد !! هو فيه بعد الكلمة دي يا ماما؟😓
تنهدت لم أحمد بحزن و هي تقول : ربنا يصلح الاحوال ما بينكم يا ابني ...كل اللي نقدر عليه دلوقت هو الدعاء انها تعدي الأزمة دي بسلام ...يالا تصبح على خير
-و انتي من اهل الخير يا ماما
دخلت أم أحمد و نظر ياسين الى الساعة فكانت الحادية عشر ليلا
دخل الى مكتبه و اغلق على نفسه بضيق ثم أمسك هاتفه و أتصل
-الو ...سلام عليكم يا عم رجب انا ياسين 😮💨
رجب: ايه اللي بيحصل ده يا ياسين !! معقولة كل اللي عشناه ده يبقى تمثيل !! طب ازااااي !!
ياسين : سيبني افهمك يا عمي... الموضوع كله كان متعلق بإبن عمتي ايهاب...و دي كانت الطريقة الوحيدة اللي نقدر نكشفه بيها ..
رجب: انا مش مهم با ياسين ... المهم أميرة ! هتقدر تقنعها ازاي بكل ده !!
ياسين : إلا ما تتفهم موقفي و دوافعي
رجب بحزن:غلطان يا ابني ... تبقى ما تعرفش أميرة كويس زي ما انا عارفها
بنتي صحيح طيبة و رقيقة و قلبها كبير بس عيبها الوحيد العناد .... مهمتك شبه مستحيلة يا ياسين ... مش هتعرف تقنعها مهما حاولت...مش هتقتنع الا لما هي تبقى عايزة تقتنع و مش هتسامحك مهما حاولت إلا لما تبقى جاهزة من جواها انها تسامحك
أميرة لما تفقد ثقتها ف حد لو اجتمعت كل الدنيا عشان تخليها تغير رأيها فيه مش هتقدر تقنعها بحاجة
ياسين : عارف ان مهمتي معاها صعبة بس مش مستحيلة ...و أكيد في النهاية هتسامحني
رجب: على الله يا ابني ...المهم هي دلوقت مسؤولة منك و امانة في رقبتك ...مش هاوصيك عليها
-ما تقلقش عليها انا جبتلها دكتورة هتتابعها و هأعمل المستحيل عشان اقدر ارضيها و أكسب ثقتها من تاني
رجب بحزن -نصيحة يا بني .... سيبها براحتها ...لان الموضوع ده هياخذ منك وقت طويل ...ربنا يحنن القلوب على بعض
ياسين : يا رب يا عمي... ألا من حق هي ندى كويسة؟
رجب: الحمد لله الدكتور بيقول تقدر تطلع بعد يومين ...تقريبا مبقاش فيه أثر للحر"ق خالص هنكمل العلاج في البيت
-الحمد لله ...يالا استأذن منك ..تصبحو على خير
اقفل الخط و هو يفكر في كلام والدها و قد ادرك الآن ان امامه حرب طويلة على وشك ان يبدأ خوضها
نفخ بضيق و هو يقول
-منك لله يا ايهاب الگلب ...ربنا يحرقك انت و مراتك مطرح ما رحتو 😮💨😤
كان يشعر بضيق شديد و بحاجة الى ان يفضفض مع احدهم... أمسك هاتفه و أتصل
-الو ...اوعة تقولي انك نايم! 😮💨
-لا طبعا ...أصلا اتأخرت ..كنت قاعد مستني اتصالك من ساعة
ياسين : كنت بأتكلم مع ابوها 😓😔
-اكيد شت"مك بأمك مش كدة!! 🙄😂
ياسين بغضب -خاااالد !! 😤😤
خالد بضحك: باهزر يا اخي..🙄🙂
ياسين بضيق : هو انت شايفني في مود هزار يا ج"حش انت! قال يش"تمني قال ! 😡😒
خالد : روق بس مالك جاي مستقصدني هو انا الي كنت هببت الدنيا ولا انت !! بس اعترف انه حتى لو كان ش"تمك فده الطبيعي يحصل!! انت ناسي انك جننت بنته و دخلتها في صدمة يا عالم هتفوق منها ولا لأ؟ بصراحة لو انا مكانه كنت احجز طيارة مخصوص عشان اجي أفتح لك نفوخك وارجع مصر و معايا بنتي و ورقة طلاقها
-طلاق !!! 😳
خالد : ايوة طلاق ! مالك اتخضيت كدة ! اي واحد بيخاف على مصلحة بنته هيفكر كدة ! دي بنتي مش عروسة لعبة كسبتها في اليانصيب !!
ياسين : طب اتلهي و النبي ... قال و انا اللي اتصلت بيك تهونها عليا ...قال بنته قال !!
كان سيقفل حين اوقفه خالد قائلا : لالا انت هتقفل ولا ايه استنى استنى انا كنت بأهزر عشان اطلعك من المود الوحش ده
بس مش عارف ليه اتقمصت الدور و اتخيلتها بنتي بجد و اخذتني الحمية و كدة...المهم ...انا سامعك : هات احكيلي ابوها قالك ايه 🙄🤔
نفخ ياسين بضيق : حاضر ...هقولك بس نص كلمة تريقة هاقفل السكة في وش أمك العكر ده و اعملك حظر تمام 😤
خالد :حاااضر ولا هافتح بوقي بكلمة . .. هأسمع و بس
و على فكرة وش إيلينا حلو و انا طالع ليها و الا مكنتش تحبني 🙄😁...يالا اتفضل قول و خلصني
في الصباح
سرعان ما انتشر خبر عودته الى الحياة في كل الصحف و السوشل ميديا " عودة الميلياردير الميت الى الحياة !!"
-تمثيلية وفاة الميلياردير ياسين المنشاوي ... دوافعها و تبعاتها !
-وفاة رجل الأعمال الكندي ذو الاصول المصرية مجرد خبر كاذب !!
في سجن النساء
في وسط الزنزانة الواسعة وضعت طاولة خشبية كانت تجلس عليها امراة في الاربعينات من عمرها سوداء البشرة و هي تدخن سيجارتها و تشرب كوبا من القهوة بهدوء و تحيط بها مجموعة من النسوة منتظرات اوامرها
نظرت الى تلك المنكمشة في أحد أركان الزنزانة المظلمة و أشارت الى احدى الواقفات ففهمت إشارتها و توجهت إليها قائلة : انتِ...أيتها المتقززة !! قفي هيااا ...الملكة تريد أن تكلمكِِ
لم تلتفت إليها سما و كأنها لم تسمعها
فلمستها المرأة برجلها و صرخت :هييي أيتها التا"فهة!! ألم تسمعي ما قلت ُ !! 😤
نظرت إليها سما و انتفضت بغضب: ابعدي قدمك القذ"رة عني أيتها المجر"مة الح'قيرة !! إياكي ان تلمسيني ثانية ! 😤
نظرت المرأة الى تلك الجالسة بهدوء تنتظر أوامرها فأومأت هذه الأخيرة لأخرى من اجل مساعدتها و سرعان ما كانت سما ترتفع في الهواء مثل ورقة بينهما نظرا لضخامتهن
حملنها وسط مقاومتها الواهية و وضعاها أرضا أمامها و هن تكبلانها بحيث لا تستطيع الحراك
و قالت الجالسة بهدوء:كل ما اردته هو ان نتعرف بهدوء .. كان بإمكانك المجيء دون افتعال مشكلة ... عموما في المرة القادمة لن تصلي الى هنا سليمة كما وصلت الان صدقيني 🙄
قالتها ببرود بينما ترتشف قهوتها
حاولت سما التملص من بين يديهما و هي تقول بغضب :ماذا تريدون مني ايتها المجر"مات! دعوني و شأني ! لا أريد أن اتعرف على احد ! 😡
-تؤتؤتؤ...للمرة الثانية تكرري هذه الكلمة ...
قالتها و هي تقف لتلتف حولها و هي تتفحصها من كل الجهات ثم أكملت : لا أعتقد أنك هنا لأنكِ قد اكتشفت علاجا لداء السيد"ا أليس كذلك ! 🤨
نظرت اليهن فضحكت كل الموجودات في الزنزانة بينما أكملت المرأة :الإحترام هو اساس العلاقات البشرية بشكل عام ... و هنا بشكل خاص... لاننا سنقضي معا وقتا طويلا جدااااا ...و هذا يعني اننا سنكون عائلتك الوحيدة الى أن تفارقي الحياة سما المصري
قالتها و هي تومأ الى المرأتان بتركها
وقفت سما و هي تنظر إليها بتعجب بينما تعدل فستانها المهتريء : هل تعرفينني؟؟ 😧
جلست المرأة و هي تنفخ دخان سيجارتها و قالت ؛ بالتأكيد اعرفك ..و ان كنت هنا الان فهذا لأنك مجر"مة بقدرنا ...فإياك ان تنطقي هذه الكلمة مرة ثانية ...
فكرت قليلا ثم قالت : دعيني أتذكر : حكم عليك بالسجن لمئة و عشرين سنة لقت"لك رجلين كنديين ؟؟
سما بغضب: لست انا من فعلها !! 😤
كوين: اجل بالتأكيد .. فريدريك كان الفاعل كنت انت العقل المدبر فقط 🙄
سما بتعجب : كيف تعلمين كل هذا !! 😳
فقالت المرة بثقة -اسمي غوين لكنك سمعت ان الجميع هنا يناديني كوين اي الملكة ..بالتأكيد ان هذا الإسم لم يأت من فراغ ... هل تعلمين لماذا ؟؟ لأنني اعرف كل ما يدور داخل هذه الزنزانة و خارجها كذلك ...
ارتشفت آخر رشفة من كوب قهوتها و اكملت
-و انصحك ان تتحلي بآداب الاحترام و الأدب كي تستطيعين العيش هنا بيننا و الا فستقضين ما تبقى من حياتك ذ"ليلة و منبو"ذة ...هل هذا مفهوم ايتها المتقززة !
كانت سما تنظر بتوجس اليهن ثم قالت : ماذا تريدين مني؟
-انا ؟؟؟ انا لا أريد منك شيئ و لا احتاجك في شيء ...انت من تحتاجيننا كي تقضي ما تبقى من حياتك بسلام
نظرت سما الى تلك المترصدات بها و الشر يظهر جليا في نظراتهن هي تعلم في قرارة نفسها بانه ليس من مصلحتها معاداتهن فقالت بضيق
-حسنا ما المطلوب مني !! 😓🥺
-كما ارى فأنت قد تعودت على حياة الرفاهية ...و لا يناسبك جو السجون...يمكنني ان اوفر لك حماما خاصا و ملابس نظيفة و فراشا نظيفا كذلك بدلا من تلك الارضية التي تفترشينها منذ عشرة ايام . كل ما عليك هو ان تطيعي اوامري و ألا ترين نفسك أحسن من أي امراة اخرى هنا في الزنزانة ..فالكل سواء
سما بإستسلام : موافقة 😔...
نظرت حولها و قالت بدهشة : لكن لا افهم كيف تكونين مسجونة مثلنا و لديك الحق في إستعمال الهاتف و لديك مرحاضا خاصا و لك الحق في اخذ حمام كل يوم !!
ضحكت المرأة و قالت : لقد قلت لكِ ؟؟ لأنني الملكة ! 😂
في القصر :
وصلت الدكتورة داليا باكرا و استقبلتها أم أحمد و هي تقول : أهلا يا دكتورة ... جيتي في وقتك أعتقد انها صاحبة بس مش هاقدر ادخل لها لإنها واخذة مني موقف بقدر ياسين ...عشان خبيت عليها
الدكتورة : طيب يا خالتي ما تقلقيش انا هأدخل اكلمها ادعيلي اتوفق معاها
أم أحمد : يا رب تسهلها يااا كريم
نزل ياسين مسرعا : دكتورة داليا صباح الخير كويس انك وصلتي كنت هاتصل بيكي
-انا في الخدمة ☺️ أقدر أطلع دلوقت !
ياسين : اتفضلي
صعدت الدكتورة و دخل خالد : صباح الخير
ياسين :صباح الخير يا خالد
أم أحمد : صباح النور يا ابني تعال تفطر مع صاحبك
-لا يا خالتي انا فطرت قبل ما اجي .. جاهز يا ياسين ؟؟
ياسين : ايوة جاهز.. مستعجلين انا و خالد ورانا شغل كثير يا ماما
أم أحمد : ليه كدة يا ابني ! ده كلها دقيقتين اكل ! 😥
ياسين : معلش يا ماما ... انا لازم اطلع مشوار ضروري عشان ارجع تاني ..أبقي طمنيني على اميرة و قوليلي الدكتورة قالت ايه اول ماتطلع
أم أحمد بقلة حيلة: حاضر يا ابني 😮💨
خرج ياسين برفقة خالد الذي قال بتوجس : اقولك حاجة و ما تزعلش؟؟
ياسين : قول اللي عندك من غير فزلكة قال يعني انا مبسوط 🙄...ولا يكونش فيه زعل اكثر من كدة !😒
خالد : بصراحة انا مش متفائل اوي للعلاقة ما بينكم ...من كلام سحر عن أميرة و مكالمتك مع ابوها امبارح حسيت ان مهمتك مستحيلة يا صاحبي 🙄😥
ياسين : و النبي با خالد تسك عالسيرة دي مش عايز افتكر...يالا امشي قدامي خلينا نخلص اللي ورانا عشان ارجع لمصيبتي 😓
خرجت الطبيبة بعد ان قضت معها اكثر من اربع ساعات
إقتربت ام أحمد منها و قد لاحظت علامات الضيق على وجهها: خير يا دكتورة داليا طمنيني عليها
الدكتورة بأسف: للأسف يا خالتي ... صدمتها شديدة
مقفلة دماغها و مش عايزة تسمع حاجة...حاولت معاها كثير بس الظاهر انها عنيدة اكثر مما اتصورت
أم أحمد : طب انتي شايفة ايه يا دكتورة ؟؟
الطبيبة بإحراج : بصراحة ..هي مش عايزة تشوف ولا تكلم اي حد فيكم ...انا شايفة انها محتاجة تبعد عن هنا ...تروح لاي مكان تلاقي نفسها فيه بعيدة عن اي ضغوط و يمكن ده هيساعدها على انها تفكر بهدوء
ام أحمد بحزن: مكان ايه ده بس !
الدكتورة : مش عارفة .. حاولوا تلاقوا لها مكان تقعد فيه لازم تطلع من هنا يا اما حالتها هتتعقد اكثر
أم أحمد بتفكير: طب و لو حاول يكلمها يمكن تسمعله لآخر مرة!
-بصراحة ...ما انصحكمش بالمواجهة معاها تاني ...لان ده ممكن يزود الفجوة ما بينكم و بينها اكثر ...سيبوها لحد ما اعصابها تهدى...المهم زي ما قلتلك ..خليه يبعدها عن هنا خالص
أم أحمد بقلة حيلة : اللي تشوفيه يا دكتورة 😮💨😔
غادرت الطبيبة و اتصلت ام أحمد بياسين لتخبره بكل ما قالته الطبيبة
في غرفة أميرة
كانت تحزم حقيبتها بضيق و هي تفكر أين ستذهب يا ترى ! فهي لا تستطيع العودة الى خالتها ... لا يهم ..