رواية الاميرة والمغترب الفصل الثاني والثمانين 82 بقلم الاء إسماعيل البشري
عند خالد و ياسين
-ها ؟ ايه حكاية عمك اللي كان مختفي و مستني الوقت المناسب ده ؟؟ اصله ما قالش غير مختصر الكلام و حاسس الحكاية غير كدة
ياسين : بص يا لودة ... أبوي الله يرحمه كان دايما ليه رؤية للبعيد ....من تصرفات جوز عمتي مع ابوي و مع ابنه أبوي قدر يستنتج شخصية ايهاب هتبقى عاملة ايه و كان ليه شكوك من زمان بخصوصه ... اول ما ظهر عمي ده أبوي طلب منه محدش يعرف عنه حاجة ...من باب الاحتياط ... لحد ما يشوف حل مع جوز اخته .المجنون ده ..
بس بعدها اتولدت انا و مع السنين اتوضحت له الرؤية اكثر
هو صحيح عمره ما قالي عن شكه في ايهاب مع اني كنت عارف انه كان بيكرهني بس ابوي كان حاسس انه ممكن يكون في دماغه حاجات تانية غير الكره ... عشان كدة مكانش عايز يخاطر بان عمي يظهر ...لان حياته هو كمان كانت هتبقى ف خطر ..الشر اللي شافه في ايهاب محدش فينا كان شايفه ...و محبش يقول لحد عشان ما نفضلش عايشين بالشك طول عمرنا
لما اتخرج ايهاب و بقى دكتور ابوي جابله احدث معدات عشان لو فكر يفتح عيادة و سأله اذا كان عايز يتخصص او يفتح عيادة طب عام على طول
بس هو قال لابوي جملة غريبة خلته اتاكد من الي كان شاكك فيه
خالد : قاله ايه الوا'طي ؟
رد عليه: انا مش هأقعد أدرس طول عمري انا بس بقيت دكتور عشان اثبت لأبوي اني مش غبي ...لا هاتخصص ولا عايز أفتح عيادة ...انا عندي مشاريع تانية خالص في دماغي
و قالها بطريقة غريبة و ابتسامة خبيثة خلت ابوي يتأكد أنه هيبقى عايز يقت"لنا عشان الميراث
أبوي كان خايف علي انا اكثر ما كان خايف على نفسه و قال لعمي يوسف أخيرا على شكوكه و طلب منه يحميني من ايهاب و بأنه يفضل مختفي عشان يقدر يعملها ... انا نفسي مكنتش فاهم السر ده الا من سنين بس
خالد : ايش معنى ...حصل ايه من سنين ؟
ياسين :حسام دخل المخا"برات و عرفت منه إن ايهاب اتشطب من نقابة الاطباء بسبب اعمال مشبوهة و عرفت إنه هو الگلب اللي بيتعامل مع عملاء و بيطلع أسر"ار قو"مية حساسة ...
بصفته طبيب فهو بيسافر بكل سهولة و محدش بيشك فيه
بس من لما اتوقف و و هوما مراقبينه.. و مع كدة ما وصلوش لحاجة
اطرق ياسين قليلا ثم اكمل :أنا رغم اني كنت عارف كل بلاويه بس مكنتش عارف ان هو المجهول اللي كان وراء كل مصيبة بتحصل لي ..ما انا عندي أعداء كثير بسبب الصفقات اللي انا بأكسبها
. لما كشفت ده و قلت لعمي و لحسام ساعتها بس عمي كشفلي عالسر اللي كان ابوي مأمنه عليه
و من وقتها و انا شاكك ان ليه علاقة بمو"ت أهلي
أول ما قلت لعمي على فكرة أم أحمد رحبوا بيها جدا لانها الطريقة الوحيدة اللي هتخليه يتخلى عن حذره و يظهر و هو فاكر أنه خلاص انتصر .
خالد : فعلا حكاية غريبة !!
نظر الى الطريق و قال
-وصلنا أخيرا يالا تنزل سيبني اشوف مصالحي
ياسين : طب قبل ما تمشي عايز اطلب منك طلب
خالد : اؤمرني
-اخت أميرة
-عارف من غير ما توصيني ...انت ما تقدرش تظهر و لا تسحب من حسابك .. انا هاتصرف
-جدع يا صاحبي ...عايزك تحجزلها في احسن مستشفى قبل ما يوصلوا مصر
خالد : من عينيا 🙂
عند الزعيم
اعتذر عن بشا"عة المشهد
غاب جايكوب للحظات ثم عاد و هو يدفع ايهاب المذعور و الجالس على عربة معدنية
صممت العربة بشكل خاص :فقد كانت شبيهة بلوح التزلج و لكنها عبارة عن قاعدة معدنية مستطيلة الشكل بها اربع عجلات صغيرة
يوجد في احد اطرافها حلقتين بشكل اصفاد للرجلين و في الطرف الآخر من القاعدة و بشكل عمودي ثبتت عارضة معدنية سميكة بشكل( + ) أو صليب يحتوي على اصفاد لليدين و في المنتصف الصليب كان يوجد خوذة معدنية ملحومة مع العارضة بشكل مائل بطريقة تجعل من يضع رأسه فيها يكون مرغما على النظر إلى الاسفل و لا يمكنه رفع رأسه للأعلى
كان ايهاب جالسا على تلك القاعدة و هو يرتجف وقد ثبتت اقدامه بإحكام بتلك الأصفاد بينما يتكأ بظهره على العارضة العمودية و يديه مكبلتان عليها و رأسه بداخل الخوذة لا يدري ما الذي يجري حوله و لا يستطيع أن يرى سوى اقدامهم
كما كان مكمم الفم بواسطة قطعة معدنية بشكل اسطوانة مرتبطة بالخوذة فلا يستطيع الكلام و لا الحركة يمينا أو يسارا دون ان يؤذي فكيه
اوصله جايكوب الى جانب الزعيم الذي كان منشغلا بتقليم شجرته بعناية فأومأ الى جايكوب بإشارة فهمها
وقال الزعيم : صغيرتي المدللة ها قد وصل ضيفنا الذي حدثتك عنه ! اعرفكِ على السيد ايهاب المنصور 😁
ثم نظر اليه بينما كان يحاول الكلام و لا يستطيع و قال بإبتسامة غامضة و بذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة
-سيد ايهاب ...اعرفك على صغيرتي الرائعة ...فخر حديقتي و المفضلة لدي من بين كل الأشجار الموجودة هنا
"مانشينيل " 🥰 او كما يسميها الخبراء "شجرة الموت" 😊
قلٌم احد أغصانها و أكمل : أتعلم لماذا سميت كذلك ؟؟
وضع الغصن جانبا و قال :
لأن جميع أجزاء الشجرة شديدة الس"مية ، و التفاعل مع أي جزء من هذه الشجرة أو ابتلاعها قد يكون مميتا
قالها و هو يلمس تلك القطرات الساقطة من الغصن بهدوء ثم يلمس بها وجه ايهاب ببطء و بشكل دائري
سرعان ما إلتهب مكان اللمس و تحول وجه ايهاب الى اللون الاحمر كأنه قطعة من نار
ثم اخذ حبة فاكهة و قطعها بالمقص الى قطعتين وضع احداهما في فم ايهاب و هو يدفعها بقوة بين اسنانه و تلك القطعة المعدنية قائلا : ربما تريد أن تجرب فاكهتها ايضا
لكن علي أن احذرك !!
فقد تعطيك انطباعا بأنك قد ابتلعت كمية هائلة من الفلفل الاسود ستشعر بالأختناق فور ابتلاعها
في تلك اللحظة حاول ايهاب بصقها بكل قواه و قد حالت تلك القطعة دون ذلك و سرعان ما تضاعف حجم شفاهه و تشوه فمه بالكامل بسبب الس"م
بينما اكمل الزعيم بإعجاب
مذهلة هي تلك العصارة التي تخرج من كل شيء فيها اللحاء والأوراق و حتى الفاكهة ... إذا لامست الجلد تسبب بثورا شديدة تشبه الحرو"ق و يبدأ جلدك في التآكل فورا لأنها تحتوي على مجموعة س"موم 😁
أمسك بخاخا و راح يرش اوراقها بحذر لإزالة الغبار المتجمع عنها ثم أكمل :لكن أخطرها هو س"م الفوربول
هل تعلم لماذا ؟ لأنه يذوب في الماء بسرعة... ضحك و هو يقول لهذا يا صديقي فأنت لا تريد حتى أن تقف تحت ظل المانشينيل عندما تمطر 🙄😂
فبإمكان قطرات المطر التي تحمل النسغ السام المخفف، أن تحرق بشرتك بشدة.
كانت قطرات الماء الذي كان يبخه على الأوراق تنزل على رجلي ايهاب و تحرقهما بشدة و بقي يتلوى مكانه و دموعه تنزل رغما عنه
وضع الزعيم البخاخ ثم توجه الى ايهاب و هو يجلس القرفصاء قائلا بتساؤل ؛ الآن ...هل تسائلت بينك و بين نفسك لماذا هي المفضلة لدي!!
غمغم ايهاب بألم
فإبتسم الزعيم قائلا : أجل هذا صحيح 😁 ...لأنها تشبهني إلى حد كبير 🙂
ثم سرعان ما تغيرت تعابير وجهه الى الجمود و قال بحدة و هو يقف ثانية بينما ينظر الى جايكوب :
التعامل معها بأي شكل من الأشكال يوصلك الى حتفك لا محالة
وصلت سما الى المطار بعد ان حجزت تذكرة عبر الهاتف
ما إن وصلت الى المعبر حتى أمسك الرجل جواز سفرها و هو يقرأ اسم بتمعن ثم اومأ الى رجلين كان بالقرب من البوابة فإقتربا مسرعين
-سيدتي تفضلي معنا
سما بتعجب: لماذا ؟؟ ماذا هناك؟؟
-من فضلك بهدوء سيدتي لا نريد إثارة الرعب في المطار عليك أن تلحقي بنا
وضع احدهما الأصفاد في يد سما المذعورة و هو يقول : يحق لك التزام الصمت و طلب محامي و كذا الاتصال بقنصليتك
سما بخوف : انا لا افهم شيئا ! ماذا تريدون مني !! ابعد يدك القذ"رة عني!! لم هذه الأصفاد ؟
اوصلاها الى احد المكاتب رغم مقاومتها الواهية فوجدت أحدهم بإنتظارها و بجانبه آخر يعمل على حاسوبه و ثالث يقف بترقب
فقال أحد فردي الأمن : المرأة التي نبحث عنها سيدي الضابط
سما بخوف : من يبحث عني !! اتركوني انا لم افعل شيئا !! انتم ترتكبون خطأ فادحا ..اريد أن أتصل بالقنصل المصري
الضابط الكندي: بالعكس تماما ...فأنت من نبحث عنه منذ سنوات
اومأت سما بتعجب : تبحثون عني !!! كيف ؟؟ و أنا لم ازر كندا قط إلا منذ يومين !! قلت لك هناك خطأ 😤
فأكمل الضابط
-أنت متهمة بجريمتي قت"ل مواطنين كنديبن سيدة سما المصري
السيد جيك كولتن الذي وجد محر"وقا بشقته بتاريخ ...
و السيد توماس تايلر الذي وجد ميتا في مغطسه بعد وجود ماس كهربائي لامس المياه بتاريخ ....
سما بصدمة : م ..ماااذا تقول !! انا لم اسمع بهذه الأسماء قبل اليوم !! من المؤكد أنك تقصد امرأة اخرى !! 😰😱
الضابط : سيخبرنا خبير الاصوات بذلك
ونعرف بعد قليل هل انت المرأة المطلوبة أم اننا مخطؤون
نظر الى الرجل الجالس بجانبه و الذي كان يعمل على الحاسوب منذ ان دخلت و يضغط ازرارا كثيرة
فنظر إليه و اومأ بالإيجاب : حصلنا على تطابق للصوتين بنسبة 100%
صوتها مطابق لصوت المكالمة التي وردتنا حضرة الضابط
سما بخوف :م ..م...مكاااالمة 😱 !! أي مكالمة ؟؟! 😰
أشار الضابط الى الرجل الثالث الواقف الى جانبه و قال: ترجم لنا كل كلمة الى الاجليزية
فتح الضابط تسجيلا صوتيا فصعقت سما و هي تسمع محتواه !
- ايه لزمة السيرة النگد دي دلوقت ! سيدرا ما"تت اقفلي السيرة دي بقى و انسي
-مستحيل انسى الا لما انتقم لكل اللي اتسببوا في موتها فاهم؟؟
انا انتقمتلها من الصايع اللي قلت عليه و حر"قته جوة بيته ...البيت اللي لهف فلوسه منها ..و انتقمتلها من الگلب اللي وصلها لسكة الإدمان، و من ياسين اللي رماها لگلاب السكك و ما رحمش دموعها ..مش فاضل غيرك يا فؤاد بيه ...دورك جاي"
ترجم المترجم المحلف كل كلمة و ابتلعت سما ريقها برعب و هي تقول : عملتها يا فؤاد الگلب !!! 😡😤
-و الان بعد أن تأكدت انك المطلوبة فيمكنك ان تكوني على يقين بأنك ستقضين معنا وقتها طويلا جداااااا و لا تفكري في الاتصال بالقنصلية فلن تستطيع فعل شيء من أجلك...في هذه الحالات يتم محاكمة المجرم في البلد الذي تمت فيه الجري"مة و وفقا لقوانينه .
كان ايهاب مرعوبا و لا يدري ما الذي ينتظره
و ظل يغمغم بشدة يحاول الكلام و لا يستطيع و لا يقدر على رفع رأسه
فأكمل الزعيم بهدوء :اه بالمناسبة أتمنى ان تعجبك العربة فقد طلبت تصميمها خصيصا من أجلك ... فيبدو ان احدهم لم يتعلم من والده كيفية التحاور مع الغير و رأيت ان اتولى مهمة تعليمه بطريقتي الخاصة ...خاصة الخوذة تبدو فيها ...🤔
فكر قليلا ثم قال ؛ مطيعا للغاية
ايهاب : مممممم ..ممممم 😤
التفت الزعيم إلى شجرته بهدوء : إذن سيد ايهاب لنر الآن سبب زيارتك اليوم لنا
قلم غصنا آخر و قال: تآمرت مع دانيال و جعلته يعصي أوامري و انا لم يخلق بعد من يعصيني
التفت اليه و نظر الى المقص الموجود في يده و الذي تتقاطر منه عصارة الشجرة ثم قطع إبهامه فغمغم ايهاب بصوت مكتوم و راح يتلوى ألما في مكانه بصوت مكتوم بينما أمسك الزعيم بالأصبع المقطوع و رماه خلف ايهاب و أكمل و هو يغمس المقص ثانية في النسغ المتقاطر من الغصن المقطوع
-ثانيا جعلتني أق"تل أكفأ رجالي و أنفي دانيال الذي هو بمثابة ابن لي بعدما نكلت به امام جميع أفراد جماعتنا مرغما
ثم قطع السبابة بنفس الطريقة و رماها خلفه
كان ايهاب يكاد يغمى عليه من شدة الألم المزدوج : القطع و تآكل مكان القطع بسبب الس"م الذي بدأ يسري بداخله
بينما اكمل الزعيم بهدوء:ثالثا قت"لت الرجل النبيل و جعلت أصابع الإتهام توجه الينا بعدما كنا قد أعطيناه ميثاقا بعدم التعرض له ...
جعلتنا نبدو انذ"الا أمام الصحافة و الناس جميعا و شو"هت سمعتنا التي سعيت جاهدا من اجل الحفاظ عليها 😤
قطع الإصبع الوسطى و رماها بغضب
-و رابعا و هو الأهم ...انت تحديت رسولي الذي كان يمثلني و انت تعلم انني لا أحب من يتحداااااااني ايها الو"غد 😡
قطع الخنصر و البنصر معا و رماهما بغضب ثم توجه اليه و قال : كنت قد احببت الرجل حقا !! من المؤسف أن يموت على يد حق،ير عديم الاخلاق مثلك !!! 😤
غمغم ايهاب كثيرا و كان يحاول أن يتكلم و هو يكاد يمو"ت من شدة الألم
-لقد اجريت تحرياتي و عرفت انك لم تحب الرجل يومأ .. هذا يعني انك لم تحاول قت"له فقط كي تستحوذ على ثروته ! بل لأنه كان أحسن منك دوما !
ثار ايهاب بغضب بل و أوجعته تلك الكلمة اكثر من قطع اصابعه و الحر"وق التي انتشرت مكانها فقال الزعيم
-أجل هذا ما توقعته 🙂 ! لم تتقبل أبدا فكرة أنه احسن منك .. لكن للأسف يا صديقي ...هذه هي الحقيقة التي عليك أن تعترف بها ...
وضع المقص من يده و تجول حول العربة و هو يفكر
ثم قال : اتعلم يا هذا ...في عالم الأعمال ... هناك عملة مهمة جدا انا شخصيا اعتبرها اهم من المال نفسه ...لكنك طبعا لا تعلم ماهي ... قريبك بلى
نظر اليه و قال بتصديق : اجل قريبك كان يعلمها و لهذا السبب أحببته
نظر اليه مليا و كان ايهاب يكاد يفقد وعيه من كمية الدم"اء التي فقدها و شدة الحرو"ق التي تعرض إليها ثم نظر خلف العربة حيث فتح جايكوب غطاء المسبح فور اعطاءه الاشارة له
كانت العربة على حافته تقريبا فابتعد الزعيم للخلف و قال بتفكير
-أتعلم ما الذي يملكه السيد ياسين و لا تملكه انت ؟
التفت اليه و قد تجمدت تعابير وجهه : الأخلاق و الإحترااااام أيها الساااااا"فل !!! 😡😡
قالها بصوت عال جدااا و هو يدفع تلك العربة برجله بكل ما أوتي من قوة ليسقط ايهاب وسط المسبح
و الذي لم يكن سوى بركة مليئة بأسماك البير"انا المف"ترسة
التي كانت تتلهف للمزيد ما إن رمى لها الاصابع الواحد تلو الاخر و تنتظر تلك الوجبة الدسمة بفارغ الصبر
ما هي إلا لحظات حتى مزقته الأسماك الفت"اكة تمز"يقا و لم يستغرق الامر طويلا قبل ان يتحول ايهاب الى هيكل عظمي
بينما أردف الزعيم بحب : اعتذر منكم يا اولادي.. تركتكم بدون طعام ليومين لكن وجبة اليوم كانت تستحق الانتظار فلطالما أحببتم طعم الأو"غاد أليس كذلك يا صغاري ! 😂
اعتذر عن بشاعة المشهد و لكن كانت هذه نهاية الطمع و الغدر ( الزعيم مجنون مش كدة 😂؟)
كان خالد يهم بدخول المطار حين رأى سما تضع اصفادا هي برفقة اثنين تتوجه بخ"زي الى سيارة الشرطة و كان الجميع يحدقون إليهم
عرف خالد الرجل الذي كان يترجم فهو احد معارفه فناداه
-كمال !!
التفت الرجل و ما أن رآه حتى اقترب منه مسرعا: خالد وش هالصدفة الغريبة ! مش ع أساس عايش بأوتاوا !
خالد : و الله حظي اني الاقيك النهاردة
كمال : سمعت باللي صار مع صاحبك ...البقية بعمرك
خالد : لا دي حكاية طويلة هأحكيهالك بعدين المهم كنت عايز اسألك عن الست دي ..أشار الى السيارة التي تقل سما
كمال : تعرفها ؟
-يعني!
فهمس له في اذنه: متهمة في جريمتين ق"تل و حسب القانون الكندي هتاخذلها مش أقل من 160 سنة سجن
خالد بضحكة: يا شيخ اراهنك إنها لو عدت واحد بالمئة من المدة دي هأهديلك عربيتي ! 😳😂
كمال بضحك: انا كمان اول ما شفتها قلت نفس الكلام 😂
أتم خالد ما جاء لأجله و غادر مسرعا لكنه تفاجأ بكل من حسام و يوسف
-الله !! انتو هنا ؟
حسام : ايوة يا خالد ...هنحجز احنا كمان عشان نسافر بكرة ان شاء الله
خالد : مستعجلين على ايه ؟؟
حسام : ان كان عليا انا مش عايز أرجع.. بس مضطر عشان شغلي
فقال خالد : طب ما ترجع انت و يفضل هو اهو يونسنا شوية
نظر حسام الى والده و قال : بس سيادة العقيد وراه حاجات تانية أهم
نظر اليه خالد بفضول فاجابه بإبتسامة : ورايا مشوار مأجله بقالي اكثر من ثلاثين سنة
نظر خالد الى حسام ثانية بتساؤل فرد هذا الاخير : يا سيدي عايز يتعرف على اخته و كمان يقف جنبها
اطرق يوسف رأسه بحزن و قال : عرفت انها عملت قسطرة بعد ما عرفت بالخبر من ابنها الوا'طي...قلبها ما استحملش الصدمة الحمد لله ان ربنا ستر و عدت على خير
و كمان الراجل اللي ياسين وصاه عليها و مراته طلعوا ناس طيبين اوي و فضلوا يصرفوا عليها من عندهم
حسام: الحمد لله اننا اتصرفنا في الوقت المناسب . ماهوما كمان ناس غلابة على قدهم
خالد بدهشة: يعني كنتو قريبين منها على طول!
حسام : أكيد... كنا دايما متابعين اخبارها من قريب
يوسف بفرحة: و دلوقت جيه الوقت اللي تعرف فيه ان ليها سند وظهر و انها عمرها ما كانت لوحدها ...و ربنا عوضها عن ابنها السا"فل بأخ و ثلاث أولاد غير ياسين : حسام و رندة و تالا ☺️
خالد : ربنا يخليكم لبعض
-امين يا رب
خالد : اسيبكم انا بقى اتشرفت بمعرفتكم
كان خالد سينصرف لكن حسام اوقفه
-خالد لحظة عايزك
يوسف : طب انا داخل احجز
اومأ حسام بالإيجاب و توجه نحو خالد
-الا ما قلتليش يا خالد !!
-خير ! يا حضرة الضابط
-هو ياسين رجع بيت الجبل تاني ليه ؟؟
خالد بخيبة: بيقول مش عايز يصدمها .. عايز يسيبها على راحتها لحد ما تبقى جاهزة لظهوره
فكر حسام قليلا ثم قال : تعتقد بجد أنه مش عايز يظهر عشان ما يصدمهاش ولا معندوش جرأة يظهر دلوقت عشان خايف من رد فعلها ؟؟
خالد -اعتقد الإثنين ...بس أرجح الاحتمال الثاني ...انا شايف ان هو اللي مش جاهز مش هي...برأيي هو خايف ما تسامحوش
حسام بضحك :معاها حق ..ماهي عملة مهببة فعلا !
خالد : ربنا يسترها بس ادعيله تعدي على خير
حسام : يا رب يا بشمهندس
في القصر
-سفر ايه ده يا ماما اللي بتتكلمي عنه دلوقت ؟...معقولة تسيبوني في الظروف دي لوحدي ! ده انتو ما تمتوش يومين هنا 😰😓
فاطمة بحزن : غصب عننا يا بنتي ...قلبي متشحتف على اختك تلاقيها يا حبة عيني مرعوبة و خايفة على وشها ...و كمان عشان ناخذها مستشفى خاصة
-طب ما نجيبهاش هي ليه ؟
رجب : صعبة يا بنتي ... زيادة على الاجراءات هي وشها ملفوف بشاش هتقدر تسافر ازاي ! خلينا نروح لها احنا و نعمل اللازم و لو شفت انها محتاجة عملية تجميل هنجيبها و نرجع تاني
أميرة بتفكير : طب ما أسافر انا كمان معاكم و اهو اتطمن عليها !
رجب : ايه اللي تسافري معانا ! لا طبعا مش ممكن انتي هتفضلي هنا ...أولا انتي في العدة انا سألت و عرفت أن ليكي عدة عادي زي اي وحدة متجوزة
و ثانيا صحيح عم المرحوم اتنازل لك و الحكاية خلصت بس احنا متأكدين ان الوا'طي ايهاب ده مش هيسكت.. اوعي تسيبيله البلد و تمشي عشان يخلى له الجو... حافظي على بيت جوزك ..اجراءات نقل الميراث أكيد هتاخذ وقت و هتحتاج وجودك شخصيا
أميرة : طيب يا بابا اللي تشوفه !!😥
اومأ رجب:مش اللي اشوفه..ده الصح يا بنتي
فاطمة : أبوكي معاه حق ... و بعدين احنا هنبقى نطمنك عليها فيديو اول ما نوصل اهم حاجة اننا متطمنين عليكي مع أم أحمد
في تلك اللحظة خرجت أم أحمد : ما تخافوش عليها انتو سافروا بالسلامة و اول ما توصلوا كلمونا عشان نتطمن على ندى
فاطمة: ان شاء الله يا ست ام أحمد ..أشوف وشك بخير
في تلك اللحظة وصل خالد : سلام عليكم
-و عليكم السلام ها يا ابني ..كل حاجة جاهزة !!
خالد : ايوة ياعمي...لو جاهزين هنمشي حالا لان الطيارة عندها اذن بالإقااع بعد نص ساعة يا دوب نلحق
-تمام يا ابني ..يالا يا فاطمة و انتي يا بنتي خلي بالك من نفسك
أميرة : ما تقلقش عليا ... توصلوا بالسلامة يا رب
فاطمة: لا اله إلا الله
أميرة : سيدنا محمد رسول الله
غادر ثلاثتهم و عادت أميرة الى الداخل بحزن و هي تقول
-بقينا لوحدنا يا ماما 😔
-اي الكلام ده يا بنتي ! ماهو طبيعي كل واحد يرجع بيته ...و انتي مكانك الطبيعي في بيت جوزك
أميرة بحزن : مكاني الطبيعي في بيته من غيره 😓 انكتب عليا انحرم منه قبل ما الحق اشبع من حبه.. قبل ما اتعرف عليه حتى ! 😥
فكرت أم أحمد قليلا ثم قالت
-طب عندك كل الوقت ما تتعرفي عليه براحتك !
اومأت أميرة بتوجس: مش فاهمة قصدك ؟
أم أحمد : مش عمك قال أنه بيكتب مذكرات؟؟
أميرة : ايوة !
أم أحمد : طب خذيها و اقريها براحتك ...ساعتها مش هتحسي بغيابه ... هتحسيه لسة معاكي ..قلتي ايه؟! بدل ما انتي طول الوقت قاعدة بتعيطي
اميرة : بس الاقيها فين؟! مش قال في المكتب !! المكتب مقفول بالمفتاح 😔
اخرجت ام أحمد المفتاح و اعطتها اياه
-المفتاح اهو احتفظي بيه و اوعي حد غيرك يلمسه ..الكود 12570
وصلت سحر و فاتن الى المنزل و و من خلفهما صالح الذي كان يحمل الحقائب
صالح : الحمد لله وصلنا بخير ...محتاج اخذ دش عشان اصحصح كدة و انزل اشتري حاجات البيت احسن انا مش طايق نفسي
سحر : انا كمان هاغير هدومي عن اذنكم
كانت سحر ستأخذ حقيبتها و تدخل غرفتها لكن فورا تصنعت فاتن المرض و قالت و هي تكاد ان تقع
-اااااه يا دماااغي !!
صالح : مالك يا فاتن ؟!
قالها و هو يمسكها و يجلسها على الأريكة
فاتن : صداع شديد يا صالح ...من لما نزلنا من الطيارة مش مبطل ...حاسة نفسي هيغمى عليا !!
صالح : سحر اجري شوفي دوا للصداع في المطبخ و هاتي كوباية مية...يالا
سحر بقلق : حاضر يا بابا
فاتن بتصنع الألم : مفيش دوا يا صالح ...انت ناسي انك اخذت آخر وحدة قبل ما نمشي؟
صالح بتذكر: صح ! اووف هنعمل اي ؟ هنزل اجيب ...
امسكت به فاتن: خلي سحر تنزل خليك معايا انت حاسة اني مش هأقدر اوصل للاوضة يا ريت تساعدني
صالح بإستسلام: حاضر ...خذي يا سحر انزلي بسرعة هاتي بانادول
اخذها الى غرفتها و خرجت سحر مسرعة
صالح : طب ارتاحي انا هاخذ دش بسرعة و ارجعلك
اومأت فاتن بتعب
ما إن سمعت صوت المياه حتى خرجت مسرعة الى حقيبة سحر
فتحتها و اخرجت منها لوحتين ملفوفتين و بيضة ذهبية مع قاعدتها الذهبية ثم أسرعت بإخفائهما بين ثيابها و عادت الى سريرها متصنعة الصداع
فتحت أميرة المكتب و ما أن فعلت حتى شعرت برائحته تملأ المكان ...كان عطره مميزا لا يزول بسرعة
يمكنها ان تميزه في أي مكان
تجولت في ارجاء المكتب و راحت تتفحص المكتبة و المكان و الادراج الى أن وجدتهم
كانت مجموعة دفاتر منها الجديدة و منها القديمة
فتحت احدثهم و كان واضحا أنه اخرهم فهو لم يكن مكتملا
يوم العاشر من يونيو
كان مجرد حادث ...لكني لا اعتبره كذلك ...
عندما رأيتُكـِ لأول مرة ، خفق قلبي بطريقة غير طبيعيةْ ، لم اشعر بهذا الشعور من قبل ، احسست وكأنني وجدتُ ما كنت ابحثُ عنه منذ زمنٍ طويل ، تلك الرعشة التي حصلت معي لم تكُن مألوفة لي من قبل ، كان خوفا غير طبيعي ...لم يحدث ان خفت في حياتي على احد كما خفت عليك حينها ... لم أدر لماذا أشعر بخطر يتربص بك..لكني اقسم ان احميك حتى لو كلفني ذلك حياتي
الساعة الثانية و النصف ليلا
وصلنا الى القصر و وضعتك في سريرك ثم ...لم اقدر على الرحيل ..وجدتني مثل المسحور اجلس بجانبك اتأملك
تأمّلت كثيرًا تلك العينين التائهتين
أدرك بداخلي أن تلك اللحظات التي تأمّلتك فيها لن أنساها أبدًا، كيف يُمكن لنظرة لم تأخذ من وقتي إلا دقائق قليلة أن تسكُن في وسط صدري بتلك الطريقة المرعبة؟
أدركت أنني سأُحبك كثيرًا...ادركت بأنك ستسكنين بداخلي عُمرًا كاملًا
قلبت الصفحات
اليوم 17 من يونيو
أخيرا استيقطت أميرتي النائمة ..هذا هو اليوم الذي انتظرته منذ ان رأيتها .. لطالما تساءلت كيف هي تلك العينين التي سحرتني
يوم 27 يونيو
لم اعرف ماذا فعلت لقلب كياني راسا على عقب هكذا
لكن كل ما كنت أعرفه هو انها كانت مُختلفة عن كل النساء التي رأيتهن في حياتي ، كل شيء فيها كان مختلفا عن الباقيات ، و كأني علمت لحظة صدمتها أنها قدري لكني كُنت اخاف من الاقتراب ، حاولت الا اقحمها في حياتي المليئة بالحروب لكن لم يكُن بوسعي ان احارب قلبيْ ،
قلبي الذي انهزم أمام عينيها ..و ابتسامتها التي تنير يومي
سافرت مع تلك الكلمات الى عالم مواز و ظلت تقلب في تلك الصفحات و هي تبكي بشدة و ما اخرجها من عالمها سوى طرق الباب و كانت أم أحمد
-أميرة يا بنتي ... الدنيا بقت ليل مش هتقومي تاكلي لك لقمة عشان تنامي
اغلقت تلك المذكرات و اخذتها معها و هي تقول
-لا يا ماما مليش نفس انا طالعة أصلي و أنام
ام أحمد : براحتك يا بنتي
غادرت المكتب بعد ان اقفلته و صعدت تلك الدرجات بصعوبة بينما تطالعها أم أحمد بحزن و هي تقول
-هانت يا بنتي .. اتحملي شويتين بس
قبل ساعتين في منزل صالح
ما لبث صالح ان خرج من الحمام متجها نحو غرفتها
و تصادف ذلك مع دخول سحر
-ها جبتي الدوا؟؟
-ايوة يا بابا
-طب هاتي و روحي انتي جيبيلها كوباية مية
اخذ العلبة منها و ما كاد ان يذهب حتى سمع صوت هاتفها
في حقيبتها الملقاة على الارض حين وقعت قبل قليل
-الله دي رمت شنطتها هنا ..مش عارف ايه اللي غير حالها في ثانية ما هي كانت كويسة في الطيارة !
التقط حقيبتها و اخرج هاتفها و لكن قبل أن يدخل لفت انتباهه رسالة غريبة فتوقف بتوجس و هو يخفي الهاتف حين رأى سحر تخرج و هي تحمل كوب الماء
-المية يا بابا ..الله ؟؟ مالك لونك اتغير كدة تكونش انت
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا