رواية عزلاء امام سطوة ماله الجزء الثاني الفصل التاسع والستون بقلم مريم غريب
( 69 )
_ نداء عاطفي ! _ ج1
تملكها الخرس فجأة، حين رأته يستل من جزدانه ورقة مطوّبة عرفتها فورً قبل أن يفتحها و يضعها نصب عينيها قائلًا ببرودٍ مخيف :
-قصدك على ده مش كده ؟ إنتي حقيقي كنتي متخيلة إن حتة ورقة زي دي ممكن تمنعني عنك أو تحميكي مني ؟!
جحظت عيناها من شدة الصدمة، لتنطق بتلعثمٍ :
-إ. إنت.. إنت جبتها إزاي ؟؟!!!
علت زاوية فمه بابتسامة ساخرة و هو يقول باستخفافٍ :
-مقدرش أغفرلك ظن زي ده.. معقول بعد كل إللي بينا. لسا ماعرفتنيش كويس ؟ لسا ماعرفتيش أنا مين و أقدر أعمل إيه !
حملقت فيه و الصدمة لا تزال تؤثر عليها، لتقول بعدم استيعابٍ :
-إزاي عملت كده ؟؟!!
رفع ذقنه ناظرًا إليها من علوٍ، ثم قال بلهجة الغرور خاصته :
-الفلوس يا بيبي.. أي حاجة ممكن تشتريها بالفلوس. حتى الناس !
وطوى الورقة و أعادها لجيبه من جديد ..
صعد الدم إلى وجهها، فاستحالت بشرتها بنفسجية و هي ترفع قبضتيها محاولة دفعه بعيدًا عنها و تصيح باهتباج :
-و إنت دلوقتي عاوز إيه يعني.. مش خلاص. كل إللي بينا خلص ؟ لازمتها إيه الحركات دي ؟!!
ظل "عثمان" ثابتًا أمامها كالصخر.. لم يتأثر مثقال ذرةٍ... ليقول بصوته القاس بينما لا تزال هي تواصل دفعه عبثًا :
-لو فعلًا كان كل إللي بينا خلص يبقى إنتي إيه إللي جابك هنا لحد عندي ؟
كادت تفتح فمها لترد عليه بعنفٍ، لكنه قاطع أي سبيل لها للحديث و علا صوته و هو يمسك بكتفيها فجأة مقربًا إياها منه :
-و قبل ما تحاولي تنكري.. عمرك ما هتقدري تنكري اللهفة إللي في عينيكي دي. و لا تقدري تنكري إنك ملكي يا سمر.. فاهمة يعني إيه ملكي !
-أنا مش ملك حد !!! .. صرخت بوجهه بحرقةٍ و قد أطلّت الدموع من عينيها الآن
و رغم أن الدموع قد شوّشت رؤيتها له بنسبة كبيرة، إلا إنها استطردت من قلبٍ مكلوم :
-لسا ليك عين تقف و تقولي الكلام ده.. إنت فاكرني زي الأول ؟ لا و الله ما زي الأول و لا هايحصل تاني.. و مش معنى إني جيتلك دلوقتي أبقى نسيت أي حاجة عملتها فيا. أنا لما سيبتك كان قرار نهائي. و مالوش رجعة
إختلج فمه و هو يرمقها بنظرة غير واثقة دامت لثانية واحدة، ثم إندفع رده الهجومي محاولًا زحزحة هذا العصيان المدهش الذي يراه منها لأول مرة :
-حلو أوي ده.. بتقلبي الترابيزة عليا دلوقتي. بعد كل إللي عملتيه. بعد ما قدمتي فيا بلاغ و دخلتيني القسم لأول مرة في حياتي. و مش بس أنا.. أمي يا سمر !!!
-إنت السبب ...
جمد بعد صرختها التي غطت الأجواء بوطأةٍ قوية.. بقى يحدق فيها مصدومًا فقط... كأنها صفعته بالضبط.. فأعادت إليه كافة المشاعر القاسية التي غمرته في بُعدها عنه.. كل دمعة ذرفتها عينه خفيّة.. كل زفرة مهمومة... كل لحظة ضيق خال بأنها تمضي كالدهور
لم يكن هو من كان يتحدث قبل قليل... كان شخصه المغرور الذي يقف مناطحًا و متحديًا إياها.. أما الآن ...
الآن "عثمان" الحقيقي.. الرجل الذي يحب امرأته... الذي أبقاها بقلبه كما لم يبقى سواها _ باستثناء أمه _ كان هو ذاته الذي يقف أمامها في هذه اللحظة
تحوّلت صدمته إلى جزعٍ مرير ما لبث أن إنحسر، لتحل اللوعة محله و تملأ كيانه و هو يحاوط وجهها بكفاه في طرفة عينٍ ...
-طيب أنا مستعد أنسى كل ده يا سمر ! .. قالها متمتمًا بقدرٍ من التلهف
حدجته بنظرات جوفاء و الدموع لا تزال تترقرق بعينيها، بينما يتابع على نفس النحو :
-هانسى كل حاجة. و إنتي كمان إنسي.. تعالي ننسى إحنا الاتنين و نبتدي من جديد. أنا عارف إني جيت عليكي أوي في الفترة الأخيرة. إتصرف غلط كتير. و قسيت عليكي. بس المرة دي صدقيني أنا هاتغير بجد.. إديني فرصة تانية بس و إرجعي. إنسي كل حاجة يا سمر لو مش عشاني عشان يحيى !
أخذت تتلوّى بين يديه بضراوةٍ.. حتى أضطر لإفلاتها أخيرًا، لكنه وقف و سد عليها طريق الخروج، بينما ترفع رأسها و تستجمع نفسها مرةً أخرى و ترد عليه بقوة أذهلتها بقرارة نفسها :
-ماتفتكرش إنك ماسكني من إيدي إللي بتوحعني. إنت ماتقدرش تلوي دراعي بابني.. لازم تعرف مهما كانت نفوذك و سلطتك. و لو عندك حتى مال قارون.. أنا هاعرف أخده منك. إبني هايتربى في حضني يا عثمان.. و إنت مش هاتقدر تحرمني منه أبدًا. طول ما فيا نفس. هحارب عشانه. و أظن إنت عارفني كويس و عارف أنا ممكن أعمل إيه عشان إللي بحبهم و يخصوني !
كز على أسنانه مانعًا نفسه من أيّ تصرف أحمق قد يندم عليه، و عوض ذلك حاول معها مجددًا بلطف :
-أنا مش هاعتبك على أي كلام تقوليه.. بالعكس. أنا عاوزك تتكلمي دلوقتي و تخرجي كل إللي جواكي. عارفة ليه ؟ .. عشان أنا عارف إنك لسا باقية عليا و عاوزاني.. زي ما أنا باقي عليكي. و عاوزك يا سمر
أصدرت "سمر" ضحكة مصطنعة و ردت عليه بسخرية لا تخلو من الوجع :
-عاوزاك ! يمكن.. بس قبل ما أكتشف كدبك و خيانتك و أشوف بعيني. أنا شوفتك بعيني محدش قالي
هز رأسه للجانبين :
-مش حقيقي.. أقسملك بالله ما حقيقي !
رمقته بتلبدٍ و قالت بجفاء :
-إحلف زي ما تحب. منك لربنا.. حتى لو مش حقيقي و إنت بريئ. أنا خلاص يا عثمان. تعبت. تعبت من حياتي معاك.. و مش هقدر أكمل. حتى لو لسا بحبك و عاوزاك. بس كرهت عشرتك. و قربي منك بقى يئذيني.. و أنا أصلًا إتئذيت بسببك بما الكفاية.. دلوقتي فراق. فراق !
و صمتت قليلًا تراقب تأثير كلماتها عليه، لكنه كان كالصنم.. بيّد بأنه لم يفقه تمامًا ماذا تعني... أو ربما يضمر عله أهرى في نفسه
لا تعلم.. و لا تهتم ...
-حمدلله على سلامتك ! .. غمغمت و هي تكفكف بقايا دموعها في كم كنزتها
شقّت طريقها تجاه باب الغرفة، لكنه جمدها أثناء مرورها به.. قبض على معصمها و أدار وجهه قليلًا ناحيتها و هو يحذرها بلهجةٍ هادئة :
-مش هاسيبك يا سمر.. خليكي فاكرة ده كويس. مهما روحتي و جيتي. مرجعوك ليا أنا !
ابتسمت باستخافٍ و قالت :
-فعلًا هارجعلك قريب.. عشان إبني. هارجع في أقرب وقت عشان أخد يحيى يا عثمان.. باي باي ...
و سحبت يدها من قبضته.. أسرعت بالفرار بخطوات مهرولة.. تخشى لو أبطأت قليلًا يدركها و يبقي عليها و يأسرها من جديد
تحول سيرها إلى ركض.. وصولًا إلى بوابة المشفى الخلفية.. حيث جلست "يارا" تنتظر عودتها في هدوء
تستقلّ "سمر" إلى جوارها ثانيةً، تتنفس الصعداء، بينما ترفع "يارا" نظارتها الشمسية و تلتفت لها قائلة :
-شوفتيه و إرتحتي ؟!
أغمضت "سمر" جفونها بشدة فسالت عبراتها تلقائيًا، لم تستطع الاجابة على الأخيرة.. لكن شخصية لبيبة مثل "يارا" قد فهمت بالإشارة
فلم تشأ أن تضغط عليها ...
تنهدت بعمقٍ و ألقت بنظرة على توأميها بمرآة السيارة الأمامية، شغلت المحرك و هي تقول بصوتٍ رخيم تطغى عليه رقتها :
-مافيش راحة طبعًا.. إيه السؤال الغبي ده. من إمتى الراحة و الرجالة بيتجمعوا في جملة واحدة... هاتستهبلي تاني يا يارا !
و إنطلقت عائدة إلى بلدتها السريّة ! ............................................................ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
( 69 )
_ نداء عاطفي ! _ ج2
كل محاولات السيدة "فريال" للإبقاء على حفيدها الصغير هادئًا قد باءت بالفشل ...
حيث و كأنه يشعر و يعي حقيقة الأوضاع من حوله، و ما يجري لوالديه.. فلم يكفّ منذ مطلع الفجر و حتى الآن... و بالرغم من أنه تربّى في حجر زوجته و رغم أنها حلّت بمكان أمه فترةٍ طويلة.. لكنه صار لا يطيق المكوث لحظةٍ واحدة بين أحضانها
فكان يتلوّى و يئن صارخًا و باكيًا بحرقةٍ و لسانه لا يكف عن مناجاة أمه :
-مووووورااااااا.. موووورااااا.. موووووووراااااااااا ...
هكذا أسفل المظلّة المرفقة بالارجوحة الكبيرة وسط حديقة القصر الفسيحة، ذهبت مجهودات "فريال" للتخفيف عن الصغير "يحيى" كلها سدى.. حتى "هالة" التي مثلت أمامه متقمصة دور المهرج علّه يسكت قليلًا
لكنه أيضًا لم يرضى ...
-يا يحيى إهدا شوية. إهدا بقى يا حبيبي قطعت قلبي ! .. قالتها "فريال" بوهنٍ و هي لا تكف عن مراضاته بشتَّى السُبُل
مسحت على شعره و أخذت تمسد على ظهره مواصلة بصوتها الرقيق :
-طيب حقك عليا. إللي إنت عايزه.. هاعملك كل إللي إنت عايزه و الله ..
-كده مش هاينفع خالص يا أنطي ! .. غمغمت "هالة" متأففة و هي ترتمي فوق الكرسي المقابل
نظرت لها "فريال" بقلة حيلة و قالت :
-طيب هاعمل إيه بس يا هالة.. أديكي شايفة الولد كأنه شايف عفاريت. مش راضي يهدا و لا يسكت.. أنا خابفة عليه أوي
هالة بنفاذ صبرٍ :
-طيب ما تكلمي عثمان يرجع سمر و يصالحها.. إبنها بقى متعلق بيها و عاوزها مش هاتقدروا تنسوه وجودها بسهولة زي أول مرة
تنهدت "فريال" بثقلٍ و هي ترد عليها :
-هو حد يعرف مكانها.. طيب ياريت أقدر أوصلها. عثمان نفسه مش عارف طريقها.. إختفت تاني. مش عايزة حد يعرف طريقها. لا عثمان و لا أخوها !
لوت "هالة" فمها قائلة بامتعاضٍ :
-بصراحة عندها حق.. الجوز دول محدش يطيقهم في حياته. خير ما عملت سمر و الله
فريال بدهشة : إنتي إللي بتقولي كده يا هالة ؟ معقول !!
عبست "هالة" مشيحة بوجهها للجهة الأخرى تتهرب من نظرات الأخيرة ...
في نفس اللحظة تسمعا صوت البوق المميز لسيارة كبير العائلة.. تنتبها الاثنتين معًا و تتظرا نحو الممر الذي يؤدي للباحة
ذهلت "فريال" كثيرًا حين تأكدت بأنه إبنها، نهضت في الحال حاملة "يحيى" الذي لا يزال عويله يملأ فمه ...
-عثمان رجع بالسرعة دي إزاي ؟! .. تمتمت "فريال" بغرابةٍ شديدة
-ده صالح كلمني و قالي إنه رايحلهم القاهرة.. يا ترى حصل إيه رجعه كده !!!
لم تحاول "هالة" أن تتبعها.. ظلت بمكانها... بينما تمضي "فريال" مهرولة تجاه سيارة إبنها.. لحظة هبوطه منها كانت قد وصلت و وقفت أمامه
تشهق "فريال" بذعرٍ حين إستدار "عثمان" ليواجهها.. غطت فمها بكفها تكتم صرخة ملتاعة و هي ترى وجهه المثخن بالجراح و رأسه الذي أحاطه القطن و الشاش ...
-عثمآااااان !!! .. صاحت "فريال" بصدمةٍ
رفعت كفها لتحيط بجانب وجهه مستطردة بجزعٍ كبير :
-إيه ده يا عثمان.. إيه إللي عمل فيك كده يابني. قولي إيه إللي حصل !!!!
أسبل "عثمان" جفونه لهنيهة، ثم قال بصوته العميق يطمأنها :
-إهدي يا فريال هانم.. إهدي. ماتقلقيش عليا أنا تمام. عملت حادثة بسيطة بس
ضمت حاجبيها بشدة و هي تلقي نظرة سريعة على سيارته، ثم تنظر إليه قائلة بتوترٍ وجل :
-حادثة إيه.. عربيتك أهيه كويسة. لأ يا عثمان.. لأ إنت إتخانقت !!
أطرق "عثمان" رأسه مطلقًا زفرة مطوّلة.. انتظر حتى استعاد هدوئه من جديد و رفع رأسه ناظرًا إليها ...
-ماما.. أنا تمام. صدقيني كويس جدًا. إطمني !
لم تقتنع "فريال" بكلامه و عزمت على جداله مرةً أخرى، لكنه يلاحظ حالة طفله و يرى دموعه الجارية فوق خديه البارزين ..
فيمد ذراعيه ليأخذه من بين أحضان والدته متسائلًا باهتمامٍ :
-يحيى ماله ؟ إيه ده.. إيه كل ده. بيعيط أوي كده ليه ؟!!
و حمله فوق ذراعه مقربًا إياه من حضنه، أخذ يكفكف له دموعه و يهدهده بلطفٍ.. بينما ترد "فريال" على سؤاله :
-أهو كده من الصبح.. صحاني من النوم على عياطه. اتخضيت عليه و إفتكرت فيه حاجة لدرجة جبتله الدكتور لحد هنا. بس طلع مافيهوش حاجة. بقى ينام شوية و يصحى يكمل عياط بالشكل ده
عثمان رافعًا حاجبيه بدهشةٍ :
-ليه كده ؟ عشان إيه ؟!!!
-مووووورااااااااا ! .. آتاه الجواب من الصغير "يحيى" دون الحاجة لنطق جدته
نظر "عثمان" لأمه مستوضحًا :
-مورا ! قال مورا ؟!
أومأت "فريال" قائلة :
-أيوة.. يقصد أمه. سمر !
تفاجأ "عثمان" بعض الوقت.. ثم نظر إلى طفله متمتمًا :
-سمر بقت مورا يا يحيى !!
لم يأبه "يحيى" بمشاكسات والده.. كان التعب و مجهوده الضئيل الذي أهدره على البكاء قد أنهكه كليًا.. فأسند رأسه إلى صدر أبيه و راح يتثاءب و يفرك بعينه ...
-الباشا عاوز ينام ! .. قالها "عثمان" رابتًا على ظهره بحنانٍ
يعتذر من أمه الآن بلهجته المهذبة :
-بعد إذنك يا فريال هانم.. هاخده معايا على أوضتي. ينام و أنا كمان أريح جمبه شوية !
و مر من جانبها خاضعًا بصره
لم تشأ "فريال" أن تضغط عليه أكثر الآن.. تركته يذهب و يأخذ معه طفله... لتقف هي تراقبهما حتى يختفيا و هي تطلق من صدرها زفرات الضيق و الأسى ...
______________
-متأكدة إنك بقيتي أحسن ؟! .. قالتها "يارا" بتساؤلٍ و هي تحني رأسها ناظرة لوجه "سمر" عن كثب
تنفست "سمر" بعمقٍ و ردت عليها بلهجة طبيعية :
-أنا كويسة يا مدام يارا.. كويسة أوي
قالت "يارا" و هي تسحب من جزدانها بضعة أوراق نقدية و تقدمها إليها :
-مبدئيًا أنا يارا بس و قولتهالك قبل كده.. منغير مدام دي. إتفضلي ياستي. فلوس معاكي و الهايبر ماركت وريتهولك و إحنا راجعين.. هاتروحي تجيبي شوية الحاجات إللي طلبتها منك و شوفي هاتجيبي إيه تاني. شوفي إللي ناقص عندنا في التلاجة و هاتيه
سمر بابتسامة متكلفة :
-حاضر.. هاروح دلوقتي. مش هتأخر عليكي بس من فضلك خدي بالك من ملك لحد ما أرجع
يارا برقتها المعهودة :
-في عنيا يا حبيبتي ماتقلقيش عليها !
و خرجت "سمر" من الشاليه ...
إتجهت سيرًا على الأقدام إلى خارج القرية.. كانت لتقصد متجر المواد الغذائية الضخم المقام على الطريق الرئيسي.. لولا أن استوقفتها قبضة حديدية أحاطت برسغها بشكلٍ فجائي
أصدرت صرخة قصيرة سرعان ما علقت بحلقها فور أن رأته !
آخر شخص توقعت أن تراه الآن و في هذا المكان ...
-أستاذ نبيل !!! .. تمتمت "سمر" مشدوهة
إنتزع "نبيل" نظارته الشمسية ليرى عيناها الجميلتان بوضوحٍ أكبر.. ابتسم نصف ابتسامة و هو يقول بصوته القوي :
-سمر.. أهلًا يا سمر ! ...................................................................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!