رواية الصندوق الفصل الرابع و الستون 64بقلم الهام عبده


 

رواية الصندوق الفصل الرابع و الستون بقلم الهام عبده

#نقطة_الضعف 
ذهبت بسمة و جلست في غرفة الممرضات و استغرقت في بكاءٍ مر و حين جاءت حسنية زميلتها و صديقتها المقربة و شاهدت حالتها الصعبة اقتربت منها و قالت لها بتأثر : بسمة!! ما بك يا عزيزتي ؟! ماذا حدث ؟! هل عزيز من جديد ؟! 
مسحت بسمة دموعها و حاولت التوقف وسط شهقات البكاء ثم ردت قائلة : نعم .. الرجل بعد إجراء تلك الجراحة الدقيقة و انتظاره الصعب لم يحدث أي تغيير !! بقي الحال علي ما هو عليه !!
حسنية بأسي : اذن فقد فشلت الجراحة !! سمعتهم يتحدثون قبل قليل عن أن نجاح الجراحة محتمل و لكنه ليس اكيد !!
بسمة : نعم و لم يحدث ذلك الاحتمال للأسف !! لا يمكنني العيش مع ذلك الاحساس بالذنب !! مَنيتُ نفسي بأن ينال الشفاء و يعود له بصره و حينئذ كنت سأستريح، دعوت و صليت كثيراً لكنه لم يحدث !! ماذا أفعل يا الله ؟!! 
  حسنية بدفاع و حزم : إلي متي ستظلين هكذا يا عزيزتي ؟! طيبتك تلك هي السبب في حالتك هذه !! ذلك الرجل ينال مقابل أفعاله و ليس بسبب وشايتك به !! كان من الممكن ألا يحدث له ذلك برغم الضرب و السقوط لكن هذا كان مُقدراً له ربما يستقيم و يندم علي أخطائه!! ألم تقولي لي عن انفاقه أموال أبيه في ملذاته حتي أن والده طرده و منع عنه المال !! ثم مشاكله التي جعلت اخته تأتي هنا و تدفع عنه الدين للسيد سالم !! حتي أنه استغلك أنتِ لعلاج شخص مأجور كي ينفذ مخطط للايقاع بالطبيب إيفان !! و حتي وقوعه في يد السيدة التي فعلت به هذا كان بسبب فعلته مع ابنة اختها !! إن فكرتِ قليلاً ستجدين أنكِ لم تفعلي شئ و هو مسئول عن الحالة التي وصل إليها!! إن كان واجباً حدوث اللوم، ليلقي باللوم علي نفسه أولاً !!
بسمة: أعرف كل ما تحدثتي عنه و لكنني جئت سبباً لذلك !! لن أستطيع أن استريح ابداً هكذا، ضميري متعب بشدة يا حسنية !!
حسنية : كما قلت لكِ، لا تفكري هكذا و لا تلومي نفسك علي ما حدث، لا ذنب لكِ .. صدقيني 
بسمة : أنتِ تقولين ذلك كي تخففي عني و لأنك تحبينني 
حسنية : بالطبع لا !! إن كنتِ تظنين هذا فيمكنك سؤال شخص آخر لا يحبك مثلي و وقتها ستقتنعين برأيه !!
بسمة و قد لاحت في عقلها فكرة فقالت : أنتِ محقة، عرفت لمن سألتجئ!!
حسنية بتساؤل: منْ؟!! 
بسمة : معلمي الكبير، صدقي باشا 
حسنية بتعجب : هل ستراسلينه مجددا؟!! 
بسمة : نعم و لكن في تلك المرة سأشرح له كل ما حدث كي يرد لي جواباً يريحني به !! 
حسنية : ليكن .. أنا فقط أود أن اراكِ بحالٍ جيدة و أن تخرجي من تلك الحالة !!
بسمة : لو كان هنا لاختلف الأمر كثيرا !!
حسنية : نعم .. ابتعد عنكِ هو و الطبيب إيفان دفعة واحدة فتركتِ وحيدة و حائرة دونهما !!
بسمة : فكرت في مراسلة ايفان لكنه هارب من مشكلته لبعيد فلم أجرؤ علي تحميله بهم آخر في هذا الوقت 
حسنية : رغم ان ما فعله ليس صحيحاً و لكنني أتفهم ضعف بعض الناس أمام المشكلات و تفضيلهم للهروب منها بدلا من حلها!!
بسمة : نعم .. الهروب ليس حلاً لكنه اختار ذلك !! 
حسنية : الأميرة و السيد سالم وصلا لأشخاص كان لهم صلة بما حدث و قريبا سيتضح كل شئ، حينها يمكن للطبيب أن يعود !!
بسمة : أتمني ذلك بأقرب وقت ممكن فوجوده هنا كان يشعرني براحة و اطمئنان ..
حسنية بابتسامة تهكم : علي الرغم من ضعفه في حل مشكلاته لكنه يتخطي ذلك عندما يتعلق الأمر بكِ أو بأخته !! غريب !!
بسمة : ايفان شخص طيب و حنون و حبيب وفي لأحباءه لكن طبيعته الهادئة المسالمة تجعله يختار  المواجهة كحل أخير دائماً !!
حسنية : اذن متي ستكتبين لصدقي باشا ؟! 
بسمة : الان !!
وجدت حسنية ورقاً و قلم فحمي و قدمتهم لها ثم قالت : اذن سأتركك تكتبين براحة و انا سأعود لعملي و سأتفقدك مرة أخري بعد قليل، رجاءً لا تبكي مجدداً 
بسمة : سأحاول .. 
___________بقلم elham abdoo
أما عزيز فأكمل قائلاً : يظهر أنني يجب أن أعتاد علي عشرة الظلام هذه لأنها تعلقت بي و ستلازمني حتي نهاية العمر!! 
منصور بك في تأثر: لا تفقد الأمل يا بني فنتيجة تلك الجراحة ليست نهاية الأمر 
عزيز بتهكم : كيف ؟! أليست تعني أنه لا سبيل لعودة بصري ؟! تلك كانت أملي الوحيد !! لا أصدق أنني سأقضي حياتي هكذا !! تلك الصعوبة أشد مما تخيلت !! 
بكت ثريا و قالت بأقوي طبقة صوت استطاعت الوصول إليها لتخفي بكاءها بعد أن اقتربت منه و احتضنت رأسة بذراعها  : أخي .. لا تقل هذا الكلام!! ربما يكون هناك علاجاً لحالتك بدلا من الجراحة، ربما يكون هناك طبيبا آخر يعطينا أملا جديداً، ابق متماسكاً يا عزيز كي تستمتع باللحظة التي ستعود مبصراً بها 
مسحت كاريمان دموعها و قالت : هناك العديد من الاطباء هنا و في الخارج فلم ينتهي الأمل بفشل تلك الجراحة بل سنستمر بالبحث و الكشف و لن نيأس أبداً .. الأمل موجود طالما أننا لن نسلم أنفسنا لليأس!! 
عزيز بأسي و بمعنويات محطمة : لا .. لن أتحمل المزيد من الأمل الذي يعقبه تحطم و فشل !! ما حدث اليوم يكفيني!! دعونا نخرج من هنا فأنا لا أطيق التواجد هنا .. من فضلكم !! 
منصور بك : كما تريد يا بني و لكن دعنا نخبر طبيبك و نستخرج تصريح خروجك في البداية !!
قام عزيز من علي سريره يتحسس الطريق أمامه ثم استند علي الجدار الذي به فراغ الباب و قال : لا !! لن انتظر أحداً أو تصريحاً، سأذهب الآن و سأعود للمنزل و لن أكرر تجارب مثل هذه مرة أخري لذا لا أحد منكم يتحدث أمامي عن الأمل و الابصار و كل تلك الخرافات !! أفهمتم ؟! 
ثريا : أخي . لا تنفعل أو تزعج نفسك و سنفعل لك كل ما تريد !!
عزيز بعصبية : اذن لنذهب الآن!! 
قام منصور بك بمساعدته ليرتدي ملابس مناسبة للخارج بينما  ذهبت كاريمان باصطحاب ثريا للانتظار خارجاً ريثما ينتهي 
ثريا : عزيز صدمته قويه للغاية !!
كاريمان بحزن : نعم !! رافض للنقاش في الموضوع  أو حتي للبقاء هنا !!
ثريا : انه معذور في ذلك ! الصدمة تحَّول الانسان من حال إلي حال فيصبح و كأنه شخصاً آخر !! لو رأيتِ ما حدث لي يوم علمت بسفر هدي مع والدها لخارج مصر !! و كأنه بقي ضوء صغير في داخلي يبحث عنها و عندما جاء الخبر الأسود انطفأ و اعتمت دنياي للأبد من بعدها!! م يوقفني علي قدميَّ الآن هو ما مررتِ به و ما حدث لعزيز أيضاً فالانسان يتقوي من أجل من يحب .. 
احتضنت كاريمان اختها و قالت في تأثر : برغم كل ذلك السوء الذي حل بنا لكن الخير الوحيد في وسط كل هذا الشر هو اقترابنا لبعضنا البعض و قلوبنا التي تحتوي بعضها في حنو بعد أن كان كل واحد منا في دنيا منفردة لا يشعر أحدنا بالاخر !!
ثريا: معكِ حق و لكن لن أستطيع أن أخفي دمار قلبي و عتمة روحي و الظلمة التي أحاطت بعقلي منذ ذلك اليوم، استيقظ كل صباح من نومي فأتمنى أن تعود هدي لي و قبل أن أنام أتخيل أنني سأصحو يوماً علي صوتها تناديني مثلما كان !! 
كاريمان : ستعود لكِ يا أختي، لا تقلقي .. أشعر أن حدوث ذلك قريب .. قريب جدا 
ثريا و قد تجمعت الدموع بعينيها من جديد : يا ليت .. يا ليت يرق قلب فاضل و يعيدها لي .. أنا أحيا بهذا الأمل!!
خرج عزيز بصحبة والده من الغرفة و لم يشأ البقاء بالمبرة لدقيقة أخري فأخرجه والده و جلسا بالعربة في الخارج أما كاريمان و ثريا فأخبرتا الطبيب بإصرار عزيز و أنهيا معه الإجراءات ثم لحقا بهما .. 
____________بقلم elham abdoo
لم يكد سالم يسترح قليلا من تلك الرحلة حتي أتاه نفر من قوة المخفر يخبره بالحضور لأمر ضروري لمقابلة اليوزباشي ماهر علي وجه السرعة !! 
_________بقلم elham abdoo 
أما حفيظة هانم فقد استيقظت بهمة و نشاط و بدي كل شئ أمامها عادي!! رغم أن شفيقة و زوجها تعللا بزكام شديد أصابهما و لذا لم يحضرا أما فاتن فجلست بجانب خالتها في وجل و ارتباك جعلها تسألها قائلة : ما بك يا فاتن ؟! أري خوف و ارتباك في ملامحك !!
تلعثمت فاتن و قالت : لا .. لا شئ، أنا فقط متعبة من ليلة أمس 
حفيظة : متي جئت ؟! و كيف مرت الليلة؟! 
فاتن : لا شئ مهم .. اطمئنينا علي فائق ثم عدنا 
حفيظة: لما لم يأت معكم ؟! لم يبق سواه بعيدا !!
فاتن : تلك رغبته !!
حفيظة هانم : مثلما يريد و لكن .. ما بكِ ؟! هل ضغطا عليكِ في شئ ؟! هل وجها لكِ كلاماً اخافك ؟! صارحيني!! 
فاتن و هي تحاول الظهور طبيعية : لا .. علي العكس تماما فقد كانوا لطفاء معي !! 
حفيظة بتفاجؤ: لا أصدق!! هل فعلا هكذا حقاً ؟! 
فاتن : نعم 
حفيظة : ربما أرادوا ارضائي كي أرفع يدي عنهما قليلا، هذين لا يفعلان شيئا سُدي !! أنا أعرفهما جيداً !!
لم ترد فاتن لكن خوفها كان واضحاً فقالت حفيظة : تغذي جيدا يا ابنتي فربما ما أنتِ عليه من إجهاد ليلة أمس !!
فاتن : نعم هو كذلك .. هل ستغادرين اليوم إلي القصر ؟! 
حفيظة: نعم .. مباشرة بعد انتهاء الإفطار 
فاتن : ستتركيني هنا .. بمفردي !!
حفيظة : يمكنك المجئ معي اذا اردتِ أما أنا فلا يمكنني البقاء لأن لدي هناك  أعمالا متراكمة يجب أن أنهيها !! 
فاتن: و أنا أيضا لدي أعمال هنا لا أستطيع تركها 
ابتسمت حفيظة و قالت: أنا مسرورة من لهجة سيدة الأعمال تلك .. ليوفقك الله يا ابنتي .. لن أتأخر كثيرا فسأنهي أعمالي هناك ثم أعود!! 
فاتن : سأنتظرك ..
__________بقلم elham abdoo
أمسكت بسمة بالقلم و بدأت في كتابة رسالتها و جاءت كالتالي : 
" إلي معلمي الكبير و صديقي و الرجل العظيم الذي اضعه بمكانة أبي ... 
أتمني أن تكون متمتعاً بالثحة و العافية عندما تقرأ خطابي .. 
أكتب إليك و أنا في حالة حزن و أسي و لا أجدك أمامي كي أبوح لك بألمي لذا اخترت أن أكتب لك خطاباً كي ترشدني و تقف إلي جواري .. 
أخبرتك في خطابي السابق عن حالة عزيز الراعي و لكنني لم أخبرك عن ملابسات ما حدث له فأنا من تسببت له في ذلك الحادث و لكي لا أطيل عليك لن أشرح الأسباب بالتفصيل لكنني سأقول لك أنني أشعر بارتكاب اثم كبير و شعوري بالذنب يدمرني من الداخل و يحرقني كأنه نار مشتعلة و لا أجد طريق للخلاص من هذا فلم أعد أعرف العيش بشكل طبيعي بسبب ما فعلت !! 
اليوم فشلت جراحته التي أجراها بأمل كبير، ليتك كنت هنا فربما جاءت النتيجة مختلفة علي يديك الماهرتين!! 
أحتاجك بجانبي فياليتك قريب مني، ليت كل ما حدث لم يحدث !! ليتني لم اتبع خطي الشيطان !! 
هل لك أن تكتب لي خطابا تهدئ به نفسي المضطربة و هل لك أن تخبرني متي ستنتهي تلك الغيبة و أراك من جديد؟! 
لك مني أشواق  لا تنتهي و قبلات كثيرة من ابنتك المتعبة.. 
ابنتك / بسمة 
طوت الخطاب و أعطته للطبيب بشري كي يرسله كسابقه .. 
___________بقلم elham abdoo
ذهب سالم مسرعاً نحو المخفر دون أن يتناول إفطاره تاركاً والدته علي المائدة بمفردها..
عندما وصل إلي هناك رأي اليوزباشي قلقه فأخبره قائلا ان الاخبار جيدة فلا داعي للتوتر فسأله قائلا بارتياح : ما هي الاخبار اذن ؟! 
اليوزباشي : في فترة سفركم للبحث عن عاصم كانت قوتنا هنا تبحث عن أثر لصديق هلال أخ وهيبة ذلك الذي عمل كوسيط بينه و بين الحارس الثاني الذي يعاون المحقق ..
سالم باهتمام : و هل وصلتم اليه ؟! 
اليوزباشي : هذا الرجل امضي وقت طويل سابقاً عندما كان يعمل في بني سويف غفيراً علي طاحونة هناك، توقعنا عودته إلي هناك للاختفاء عن الاعين و بالبحث عنه هناك لم نجد صيداً واحداً بل كدنا أن نصيب عصفورين بحجر واحد !! 
سالم بقلق : ماذا يعني كدتم؟! من الذي فر ؟! و ماذا حدث ؟! 
اليوزباشي : الرجل رفيق هلال أصبح في قبضتنا الآن فقد أتي به رجالنا منذ قليل أما الذي فر فتبين أنه الحارس الثاني للمحقق، عندما رأي أمس القوة قادمة، فر هارباً كثعلب سريع و ماكر !! 
سالم : و كيف عرفتم أنه هو الحارس ؟! 
اليوزباشي : أوصافه تطابقت مع الاوصاف التي أدلي بها هلال و أيضا هربه من القوة بهذا الشكل ليس له تفسير سوي هذا!!
سالم: هل اعترف الرجل الذي قبضتم عليه بهذا ؟! 
اليوزباشي : ليس بعد ! لكنه و ان اعترف فالصيد هرب من الكمين و فقدنا أثره !! 
سالم : وجوده و اعترافه كان سيجعل الاتهام قويا جدا علي المحقق و من خلفه  
اليوزباشي : لا تقلق ف بوجوده او عدمه، موقف المحقق سيئاً .. القوة ربما أبلغته الان بضرورة حضوره للتحقيق !!
سالم : لما لم يلقي القبض عليه فوراً ؟! 
اليوزباشي : لانه اجنبي فقد يرفع الأمر لقنصليته و يرفض المثول للتحقيق !! 
سالم بصدمة : سنكون حينها ندور في دائرة مفرغة، بحث و أدلة دون قضية أو أحكام ؟! 
اليوزباشي : لا تقلق، وجود أجنبي آخر في القضية و خاصةً من دولة قوية مثل فرنسا لها نفوذها في مصر سيجبره علي المثول أمامنا .. إن تعنت و رفض سنهدده بأن قنصلية الطبيب المدعي هي أيضاً ستضخم الأمر و سيضطر في النهاية للمثول أمام القضاء !!
تأوه سالم و قال : لحسن الحظ أن إيفان لم ينسحب من القضية !!
اليوزباشي : هذا بفضل تأثير الأميرة فهي من أقنعته بالاستمرار .. 
سالم : متي اذن يبدأ التحقيق مع المحقق ؟! 
اليوزباشي: فور وصوله إلي هنا .. سأبلغكم حينها كي تتابعوا كافة التفاصيل و التحقيقات من بدايتها 
سالم  : شكرا جزيلا  لك 
غادر سالم القوة ذاهبا نحو منزل كاريمان ليبلغها بتلك الاخبار الجيدة لكنه وجدها تجلس في الحديقة مع والدها و اختها و قد ظهر عليهم الغم الشديد!! 
_________بقلم elham abdoo
أما فاتن فبعد مغادرة خالتها نحو قصر المنصورة، فضَّلت التخلص من توترها بالانشغال مع الفتيات في الحقول و مراقبة سير العمل بينما والديها ظلا مختبئين في الغرفة حتي يتأكدا من أن الطقس مناسب للخروج !! 
جاء كرم من الخارج فقد ذهب لمنزله من اجل زفاف اخته المرتقب و رآها من بعيد تقف وسط الفتيات فاقترب و وقف بجوارها و قال بهدوء : ماذا حدث ؟! 
فاتن : لا شئ . غادرت خالتي الي القصر، هذا فقط !!
كرم بتعجب: ووالديكِ؟! 
فاتن : لم أراهما منذ ما حدث بالأمس فقد تعللا بزكام أعياهما فلم يحضرا علي مائدة الإفطار 
كرم : ألم تواجهيهما بعد ؟!
فاتن بتوتر و وجل : لا !! لم أستطع !! 
كرم : ماذا تقولين ؟! الم تقطعي وعدا لمدبر قصر خالتك بأنهما سينفصلا عن عملهما خلال أيام !! 
فاتن : احتاجك معي في هذا .. لن أستطيع تنفيذ ذلك بمفردي !! 
كرم بانفعال : و انا أعتذر !! لن أذهب معكِ 
فاتن بعينين لاجئتين خائفتين : لمَ ترفض ؟! هل تتخلي عني في وقت كهذا ؟! بعد أن قطعنا عهداً و أصبحنا أصدقاء!! 
كرم : و أنا أفعل هذا من أجل عهد الصداقة الذي قطعناه!! لا يجب أن تبقي هكذا خائفة و ضعيفة، واجهي فأنتِ في موقف قوة و هم من يجب أن يخافوا لأنهم في موقف ضعف شديد!! 
فاتن : و لكنني أخاف !!
كرم : أنا لا أفهم !! كيف تخافين منهما إلي هذه الدرجة ؟! بدأت أشعر أنكِ تتكتمين علي فعلتهما ليس تقديرا لانهما والديكِ حتي و لو بالدم فقط!!
فاتن : ماذا تقصد ؟! 
كرم : أقصد أن خوفك منهما هو من يتحكم بكِ و يدفعك إلي ذلك و هذا أمر خطير !!
فاتن : بالطبع لا !! أنا لا أريد أن تأذيهم خالتي و لذلك  فقط أصمت 
كرم : و الآن أتي الوقت كي تواجهي و تضعيهم امام خيارين : أما الرحيل و أما تلقي العقاب !! و عليهما الاختيار !! 
فاتن : نعم .. لكن هل ستأتي معي ؟! 
كرم : لا . ستذهبين بمفردك !!
فاتن بتوتر : و إن ... حدث . شئ ؟!! 
كرم : لا تخافي فأنا سأبقي هنا و أنتظرك 
فاتن : هل لابد أن أذهب الآن؟! 
كرم : نعم . الآن!!
فاتن : حسناً 
ذهبت فاتن بتوتر و قلق من المواجهة لكن ضغط كرم عليها دفعها لاثبات القوة أمامه و أمام نفسها !! 
____________بقلم elham abdoo
وصل اليوزباشي جلال من قوة مخفر المنصورة لمنزل المحقق ايلاريون ليسلمه اشارة بالحضور معه للتحقيق علي وجه السرعة .. 
قراءته لطلب الحضور بتلك الصيغة أقلقته و اصابته بتوعك في معدته أوقفه عن إكمال وجبته الصباحية التي جلس ليستمتع بها كعادة كل يوم !! 
قال له في اقتضاب : فهمت .. اذهب و أنا قادم بعد قليل اليكم !! 
اليوزباشي جلال  : آسف لسيادتكم و لكنني سأصطحبك معي إلي هناك !!
المحقق : هل تجرأتم علي التحدث اليَّ بتلك الطريقة ؟! هل أنا مقبوض عليَّ أم ماذا ؟! 
الرجل : لا .. لم نقل هذا و لكن الأمر خطير و يتوجب ما نفعله !! 
المحقق ايلاريون : لأعرف ما هو ذلك الأمر الخطير الذي دفعكم للتعامل معي هكذا ؟! 
اليوزباشي جلال : ستعرف كل شئ عند بدء التحقيق !!
ايلاريون : أنت تعلم أنه يمكنني رفع الأمر لقنصليتي و عدم المثول لتحقيقاتكم !!
اليوزباشي جلال : ليكن بعلمكم أن طرف القضية الاخر هو أجنبي أيضا و من دولة قوية لا يستهان بها فرجاءً منك، لا تدفع الأمور للاحتقان من البداية و كن متعاوناً من فضلك !!
ايقن ايلاريون أن الموضوع يخص إيفان و الأميرة و أن هناك دليلا قويا يدينه و الا ما كان حدث ما يحدث الآن معه !! 
اليوزباشي جلال : دعنا لا نتأخر ..من فضلك 
ايلاريون : اذن سآتي معك !! 
_________بقلم elham abdoo
جاءت الإشارة من قوة مخفر المنصورة إلي يد الطبيب إيفان عندما كان جالساً علي مائدة الإفطار مع سيمون .. 
سألته قائلة: ما ذلك ؟! 
إيفان: يطلبون حضوري للمخفر لاطلاعي علي تقدم مهم بالقضية و لكن لا يوجد تفاصيل في الإشارة بالطبع !!
سيمون : هل آتي معك ؟! 
إيفان: لا يا عزيزتي .. اذهبي لعملك و لا تقلقي فأنا سأضطلع علي الجديد و أذهب لعملي علي الفور .. لا داعي لتعطيلك عن مدرستك .. 
سيمون : و هو كذلك.. سأطمئن عليك بعد انتهاء اليوم في المدرسة 
إيفان: حسنا .. 
__________بقلم elham abdoo 
توجهت فاتن نحو غرفة والديها و هي متوجسة من ردة فعلهما و كلما تقدمت عدة خطوات نظرت للخلف حيث كرم ينتظرها.. 
حاولت إخفاء قلقها و توترها عندما طرقت الباب عليهما بعنف و قوة و عندما لم يرد أحد فتحت الباب بالرغم من ذلك و قالت بصوت مرتفع: أعلم جيداً أنكما ليسا مريضان و أنكما بأتم صحة لذا ارفعا عنكما تلك الاغطية و اجلسا أمامي لنتحدث و ننهي الأمر !! 
لم تتلقي رداً فجلست علي أحد الكرسيين مقابل السرير و قالت : لن أذهب حتي ننهي ما جئت من أجله !! 
بعد أقل من دقيقة قررت شفيقة أن تقوم من رقادها الظاهري و تواجه الأمر فتلك في النهاية ابنتها فهل لن تستطع السيطرة عليها ؟!! 
نظرت لفاتن فوجدتها تجلس مقابلهما منتظرة ثم اتجهت بعينيها نحو سلامة الذي كان نائماً بالحقيقة و لا يتظاهر، تأكدت من ذلك عندما هزته عدة مرات لكنه لم يستيقظ كعادته ذات النوم الثقيل !! 
غادرت السرير ثم ذهبت و جلست علي الكرسي الاخر أمام ابنتها و قالت : أبيكِ نائم جدياً لذا لنتحدث بدونه فهو لن يخرج عن كلامي ايا كان !! 
فاتن : أنا واثقة من هذا !! 
تركت شفيقة الاختباء ثم قالت في قوة : قولي ما لديكِ ؟!! 
فاتن : باختصار و دون اطالة الأمر، غادرا من لدن خالتي فوراً و عودا لبيتكما و حياتكما!!
شفيقة بهدوء : لن يصلح هذا !!
فاتن : كيف ؟! 
شفيقة و قد استمرت في التمسك بالهدوء : أفشلتِ مخططنا أمس و فضحتنا أمام ذلك الرجل الغريب .. ألا يكفك هذا ؟! 
فاتن: انتما اجبرتماني علي هذا .. هل ظننتِ أن خالتي و اموالها لقمة سائغة لكما !! لم تكن لتتركما تسلبانها مالها أبداً، أنا كنت أنقذكما !! 
شفيقة بتهكم : لم يطلب أحدا منكِ الإنقاذ أيتها الفدائية، كان يكفي ألا تتدخلي و تستمتعي بتدليلها لكِ فقط ايتها الانانية!! 
فاتن بصدمة : هل أخطأت بمنع جريمة كهذه ؟! هل أصبحت أنانية الآن؟! بعدما وافقت علي بقائكما هنا و وضعتكما بأعلي وظائف !!
شفيقة : لكن خالتك سرعان ما سحبت البساط من أسفلنا !!
فاتن : ذلك لأن علاقتك بها لا تسمح لكِ بالبقاء هنا من الأساس!! لا ذنب لي في ذلك و اعلمي أنها وافقت علي بقائكما من أجلي انا 
شفيقة : أعلم !! لذا أقول عنكِ أنانية فلو كنتِ تمتعينا معكِ بتلك الأموال التي بيدك لما كنا لجئنا لذلك الحل !! لكنك تعاملين كسيدة في الوقت الذي نعامل نحن كأجراء !! 
فاتن : لن اسرق خالتي التي ربتني من جديد لأجل اي احد !! لن أقع في فخ كهذا مرة أخري!!
شفيقة بتفاجؤ : هل فعلت هذا من قبل ؟! من أجل من ؟! 
فاتن بألم : شخص أحببته لا يختلف عنكما كثيراً و لكنني تعلمت الدرس جيداً و لن أقترف اثماً كهذا مرة ثانية !!
شفيقة بتهكم : هل قررتِ التوبة علي حظنا ؟! 
فاتن : ليتكما لم تكونا أبي و أمي!! ليت ما كان بيني و بينكما صلة دم !! أنا حزينة لأجلكما و لأجل نفسي لصلتي بكما !! 
شفيقة بانفعال : كفي !! كفي أيتها الشريفة العفيفة !! لا أود سماع المزيد!! اغربي عن وجهي !!
وقفت فاتن ثم قالت بحزم : أمامكما مهلة ليوم واحد، اما تعودا من حيث أتيتما و إما سابلغ خالتي بكل ما حدث و تبقيان في مواجهتها !! 
خرجت فاتن من الغرفة و بكت من اجل الموقف الذي وضعت به بين خالتها ووالدتها لكنها مسحت دمعها بفخر لقوتها و ثباتها أمام والدتها التي لطالما أخافتها و عنفتها.. 
__________بقلم elham abdoo
وصل ايلاريون لقوة مخفر المنصورة و هناك أطلعه اليوزباشي جلال علي تطورات القضية التي هو متهم بها الآن بناءاً علي أقوال الحارس الذي تم الإمساك به و هناك شهود من البلدة شهدوا بأنه شوهد معك طيلة مدة بقائه بأسوان 
ايلاريون : هل أنا متهم الآن بصفة رسمية في تلك القضية ؟! 
اليوزباشي : نعم و يجب أن تسافر مع قوة من رجالنا لأسوان لاستكمال التحقيقات هناك و مواجهتك بالمتورطين و بالشهود ثم سترفع القضية للمحكمة المختلطة هنا بالمنصورة .. 
ايلاريون بتوتر : لكنني يجب أن أذهب لقنصليتي أولا و ستتولي هي الأمر !! لن أبقي تحت أيديكم 
اليوزباشي جلال بانفعال : لاحظ أنك تتحدث مع ضابط من قوة البوليس و غير ذلك أنت الآن متهم في قضية أخلاقية لا تشرفك فلا ترفع صوتك هكذا يا محترم !!
ايلاريون : لا أقبل بتلك الإهانة و سوف ابلغ قنصليتي بكل ذلك !! 
اليوزباشي جلال : قلت لك من قبل أن الأمر لن ينتهي بتحويلك الأمر علي القنصلية لأنه لسوء حظك فأحد المدعين في تلك القضية هو طبيب فرنسي الجنسية و قنصلية بلاده لن تبقي صامتة أيضاً !! 
ايلاريون : اذن لنري إلي ماذا سينتهي الأمر !! 
في تلك الأثناء أقبل إيفان و عندما دخل شاهد ايلاريون جالساً في تعاظم أمام اليوزباشي فقال متهكماً: كنت اعتقد أن المتهم مكانه هو قفص الاتهام !! لكن هذا يشعرني بأنه ضيف من علية القوم !!
اليوزباشي : تفضل يا حضرة الطبيب، اجلس 
جلس ايفان و أصبح مقابل ايلاريون مباشرةً فنظر له باستياء و قال لليوزباشي : يظهر أنهم وجدوا هناك دليل ادانته !!
اليوزباشي : نعم .. وجدوا الرجل الذي استدرجك حتي البيت المهجور و أيضا وجدوا الخادمة التي خدرت الأميرة و اخيها!! 
نظر إيفان لايلاريون بتفاخر و قال : ها أنت أصبحت علي بعد خطوة من الزج بك في السجن .. المكان الذي تستحقه !! 
ايلاريون : لن أسمح بالتمادي معي أكثر من ذلك و سأذهب لقنصليتي من اجل أن تضع حداً لذلك العبث !!
اليوزباشي : هذا ليس عبث بل اتهام عليه أدلة دامغة !! ما رأيك في هذا الكلام يا حضرة الطبيب !!
إيفان: قنصلية بلدي لها ذراع ممتدة هنا و ستعرف جيداً كيف تقنع قنصليتك بالمثول أمام المحكمة !!
وقف ايلاريون و قال : إذن حينما تبلغون قنصليتي بالأمر و ترسلني للمحكمة، وقتها تتحدثون بصيغة الانتصار !!
إيفان: هذا ليس أمراً بعيداً يا غريمي !! ستمثل للتحقيق في أقرب وقت !! 
انصرف ايلاريون غاضباً محاولا اظهار القوة و الثبات لكنه من الداخل كان خائفا مضطرباً .. 
بعد انصرافه قال له اليوزباشي جلال: يجب أن تبلغ قنصلية بلدك هنا لكي يقوموا بالإجراءات اللازمة و بخاطبون قنصليته كي تسمح لنا بالتحقيق معه و تقديمه للعدالة ..
إيفان: و هو كذلك .. أنا ذاهب إلي القنصلية علي الفور .. شكرا لكم 
اليوزباشي : علي الرحب و السعة .. 
___________بقلم elham abdoo
عادت فاتن إلي كرم الذي كان ينتظرها بترقب في ردهة منزل المزرعة الأمامية الكبيرة ، رآها قادمة من بعيد بوجهٍ ثابت و عيون قوية و عندما فتقدم نحوها بضعة خطوات ثم قال : ماذا فعلتِ ؟! هل نجح الأمر أم سيطر عليكِ الخوف من جديد ؟! 
جلست فاتن علي أحد الكراسي ثم قالت : لا .. بل كنت قوية و محددة و ثابتة !! حقاً أنا فخورة بنفسي و بما فعلت !!
ابتسم لها كرم ثم قال : مرحي !! و اخيراً .. لكنكِ أثبتِ قوتك و شجاعتك بموقفك هذا 
غابت القوة و ذهب الثبات من علي وجهها و حل مكانهما الحيرة و الضعف و القلق من جديد فقال لها متعجباً : ماذا حدث ؟! عبس وجهك من جديد !!
فاتن: لم أحب ابدا أن أتحدث مع والدتي هكذا !! ليتها لم تنجبني!! ليتني كنت ابنة خادمة شريفة تعمل لدي خالتي و لم أكن ابنة اختها اللصة !! يا ليتني ما وجدت أو خلقت !! يا ليتني لم أجد نفسي سليلة عائلة مخجلة كهذه !!
كرم بتعاطف و حنو : لا تلومين نفسك بقسوة هكذا فجميعنا لم نختار عائلاتنا أو واقعنا لكن ما يمكننا تغييره هو سلوك حياتنا و النهج الذي نسير فيه و أنتِ يغلب الأبيض فيكِ عن الاسود، الخير عن الشر و الجيد عن السئ لذا استمري هكذا دون أن تنحني و لا تقعي فريسة لذلك الجو الملوث !! 
فاتن : برأيك هل سينجح الأمر ؟! 
كرم : بالطبع !! طالما تريدين فستنجحين 
فاتن: ابق معي يا كرم و ساعدني كي أبقي بعيدة عن أمور مظلمة حولي لئلا تبتلعني داخلها 
كرم : سأظل بجانبك دوماً 
فاتن : و الآن هل تأتِ معي كي نشتري قماشاً جيداً و أذهب للسيدة ايزيس كي تصنع منه ثوباً جميلاً يليق بزفاف شقيقتك ؟! 
كرم بابتسامة : في خدمتك يا آنسة .. هيا بنا .. 
_________بقلم elham abdoo
ذهب ايلاريون مباشرة و ارسل رسالة  قصيرة عاجلة للسيدة حفيظة في منزلها أن تحضر حالاً حيث سيكون في انتظارها  بالشارع الخلفي لقصرها حتي يتقابلا بحديقتها الخلفية دون لفت النظر كي لا يراهما أحد و يؤخذ ذلك ضدهما فيما بعد !! 
استقبلت حفيظة هانم الرسالة بقلق فطلبه الفوري لمقابلتها يعني وقوع شئ سئ لا محالة !! 
ذهبت و فتحت باب القصر الخلفي و ادخلته للحديقة حيث وقفا بين الشجر يتحدثان بصوت خافت ..
حفيظة هانم : ما بالك طلبتني هكذا علي عجل ؟! ثمة شئ خطر .. أليس كذلك ؟! 
ايلاريون : ليس خطر فقط بل خطر جداً .. الأمر جد لا يحتمل التأخير !!
حفيظة : لهجتك مقلقة فقل علي الفور .. ماذا حدث ؟! 
ايلاريون : هؤلاء الاغبياء الذين عملوا معنا في الفخ بأسوان، تم الإمساك بأربعة منهم و اعترفوا بكل ما يعرفونه !!
حفيظة بانفعال و قلق بالغ : و هل أحد منهم اعترف عليك ؟! 
ايلاريون : نعم . مع الأسف!! هؤلاء أغبياء و بدائيون !! اعترفوا ع الفور و جائني ضابط مصري من المخفر اصطحبني معه إلي هناك و طلب سفري مع قوة تابعة لهم للتحقيق في دائرة أسوان !!
حفيظة : إلي تلك الدرجة !! 
ايلاريون : نعم و لكنني رفضت و طلبت إبلاغ قنصليتي لتعطيل الأمر لكن وجود ايفان في القضية سيضعني تحت طائلة القانون و بشكل أسرع و أسوأ !!
حفيظة : نعم ..بالطبع لانه فرنسي!! 
ايلاريون : يجب أن نجد حل لتلك القضية يوقف التحقيقات أو يعرقل سير القضية بأي شكل 
حفيظة بتفكير: لا حل أمامي سوي ذلك الطبيب، هو مفتاح حل تلك القضية !! 
ايلاريون : كيف ؟! 
حفيظة : اترك لي ذلك الموضوع و انا سأحله قريبا جدا 
ايلاريون : ألن تخبريني بما يدور في عقلك ؟! 
حفيظة : لابد من جعل ايفان يتراجع !! ليس هذا فقط بل سيشهد بأنه ذهب لبيت الاميرة بارادته و ما شرباه كان بمعرفتهما كي يغيبا عن الوعي و يستمتعا قليلا !! أما عن الشهود فسنجعلهم بعد ذلك ينكرون شهاداتهم و يقولون انها تمت تحت التهديد !!
ايلاريون و قد اعجبه المخطط:   جميل و منقذ و لكن كيف ؟! 
حفيظة: لكل باب مفتاح يا عزيزي !! 
ايلاريون : اذن سأذهب الآن و أتابع الأحداث مع القنصلية حتي تبعثي لي بخبر جيد ..
حفيظة : و هو كذلك .. لا تقلق .. 
__________بقلم elham abdoo
ظل عزيز في غرفته وحيداً مكتئباً و كلما رغب أحد من أفراد عائلته بالدخول اليه للتخفيف عنه، رفض بشكل قاطع و حاد قائلا: أرغب بالبقاء وحدي !! 
ذهب منصور بك ليستريح بغرفته قليلا بينما بقيت ثريا في الحديقة تستعيد  ذكرياتها مع هدي أما كاريمان فقد ذهبت لتوديع سالم في حديقة المنزل الامامية، عند الباب أخرج قلادة العهد الذي بينهما " الهندباء " مد راحة يده بها ثم قال : تلك القلادة يجب أن تعود لمكانها، منذ وجدتها و أنا أود إعادتها لكِ لكنني ترددت !!
كاريمان بأسي: مررنا بأحداث صعبة و كان من الممكن عدم عودتها لرقبتي أبداً 
سالم : تلك القلادة تعني أنه دائما هناك طريقاً للعودة رغم الصعاب و المشقات !! ألن تأخذينها؟!
مدت كاريمان يدها و التقطتها ثم قالت : سأستعيدها لي و لكن أتعرف لماذا ؟! 
سالم : لماذا ؟! 
كاريمان : لأنك تنجح في كل مرة بإعادة قلبي خاليا من الندوب، داويت جروحي بعد كل ألم !!
سالم بعينين مليئتين بالحب : أنا أتألم من أجلك في كل مرة تتألمين بها و أدواي نفسي بمداواتك !! سامحيني إن ارتبكت و تشوشت و كانت ردة فعلي ضعيفة في البداية لكني أعدك بأنني لن أترك ما حدث دون عقاب !!
كاريمان : و أنا أثق من ذلك فنحن الان علي أعتاب النجاة 
سالم : سأقيم احتفالا يوم نحصل علي عقاب هؤلاء بحكم معلن من المحكمة أمام الجميع!! 
كاريمان و قد ارتدت القلادة : أشكر الله الذي بعثك في طريقي، لعله ينظر لعزيز نظرة شفاء و يستعيد بصره فأخي هو سبب صدفة لقاءنا !! اتتذكر ؟! 
سالم : بالطبع .. هناك تفاصيل لا تُنسي !! يوم اشرقتِ كشمس في ارضي و جئت لفدية اخيكِ لكني أنا من صرت فدية لقلبكِ !!
كاريمان : هناك صدف حلوة و هناك صدف تعطي طعماً للحياة و هذه هي صدفتنا .. 
_________بقلم elham abdoo
ذهبت فاتن للتسوق مع كرم كي تخرج من جو المزرعة الذي أصبح يصيبها بالكآبة منذ وصول سلامة و شفيقة !! 
ذهبت لدكان الاقمشة و احتارت بين لون أخضر تفاحي مهدئ للاعصاب و بين لون أحمر ملكي يعطي احساس بجموح العاطفة!! سألت كرم : أيها يناسبني أكثر ؟! فقال : الأحمر جذاب و رائع لكني افضل الألوان الهادئة 
فاتن : اذن لنمشي حسب ما يروق لك تلك المرة أيها الصديق العزيز !! 
ابتسم كرم و لم يرد و بعد أن استلما القماش ذهبت به كي تصنع منه ثوباً جميلاً .. 
_________بقلم elham abdoo 
أما إيفان فبعد عودته من القنصلية و ابلاغهم بالقضية و ملابساتها تمت طمأنته بأنهم سيمارسون ضغطاً علي قنصلية اليونان كي يمثل ايلاريون للتحقيقات دون تأخير، نظر لساعته فوجد أن الوقت قد فات علي الذهاب للعمل فتوجه نحو بيته مباشرةً 
أما  سيمون فذهبت نحو المبرة كي تطمئن من أخيها عما حدث معه في المخفر .. 
خرجت من المدرسة و اتجهت نحو الشارع الذي يؤدي في نهايته للممر الذي به شارع جانبي يؤدي للمبرة 
دخلت ووصلت للشارع الجانبي و هناك فوجئت باثنين من الرجال كمما فمها و منعا حركتها و أصعداها في عربة مغلقة أسرعت بهم بخيولها حتي اختفت في طريق الحقول و الأشجار!! 
__________بقلم elham abdoo 
أيقظت شفيقة سلامة بعصبية و انفعال متعجبة من نومه الطويل الثقيل لاسيما في مثل تلك الظروف التي يمران بها !! 
رأسها كان يغلي من تهديد فاتن لها و في الحقيقة هي لا تستطيع مواجهة حفيظة بأي شكل من الأشكال فسكبت كامل غضبها في سلامة الذي فاق من نومه فزعاً من ذلك الصوت الغليظ المرتفع و تلك الصيحات المحذرة المتلاحقة !! 
شفيقة : قم يا رجل !! قم الان و كن رجلاً و ابحث لنا عن حل !! هل لم يكفك كل هذا القدر من ساعات النوم !! أيها الخرتيت الكسول!!
فرك سلامة عينيه و قال : ماذا جري لكل تلك الضجة ؟! 
شفيقة : ماذا جري ؟! طُردنا من هنا يا  رجل !! ابنتك فاتن جاءت هنا و هددتني اما العودة لجحرنا المتعفن الصغير و اما ستتركنا لحفيظة كي تقضم افخادنا مثل اللحم المطهو علي نار هادئة !!
سلامة : و ماذا قولتي لها ؟! 
شفيقة : و ماذا سأقول ؟! هل عندك حل ؟! 
سلامة : نعم .. لنعود لبيتنا و كفي !!
شفيقة : لا .. لن استسلم أبدا
سلامة : كيف ؟! هل ستواجهين حفيظة بفعلتنا؟! انا غير مستعد لهذا مطلقاُ .. إن فعلتها فأنا لست معكِ !!
شفيقة : أيها النذل !! هل ستتركني و تذهب؟ !!
سلامة: هذه تهلكة !! هل نلقي بأنفسنا إليها!! تعقلي يا زوجتي العزيزة و لنعود لبيتنا ..
شفيقة : معك حق، سأعود و لكن هناك جولة ثانية و أخيرة لكنها ستكون مدمرة !!
نظر سلامة بقلق لكنه قال : هل نحزم حقائبنا الان ؟! 
شفيقة : نعم .. لنغادر قبل عودة ابنتك الأنانية هذه فأنا لا أود أن تراها عيني بعد الآن!!
سلامة : و هو كذلك .. 
__________بقلم elham abdoo
أما إيفان فقد سمع صوت طرق الباب فظنها سيمون فقال : أنسيتِ مفتاحك أم ماذا ؟! 
أقبل و فتح الباب فلم يجد أحدا بل هناك رسالة ملقاة فالتقطها ثم دخل و أغلق الباب و جلس ليقرأها .. 
فتح الظرف و بدأ في القراءة فوجد ما جعله يقف من جلسته و يحملق علي اقصي اتساع لعينيه 
كان محتوي الرسالة كالآتي " اختك العزيزة لدينا، في الحفظ و الصون .. لديك مهلة مسافة الطريق لأسوان ستنكر تعرفك بالرجل الذي اصطحبك لذلك البيت المهجور و ستقول أنك ذهبت لمنزل الأميرة بمحض ارادتك و أن ما شربتماه كان بعلمكما ثم ستتنازل رسمياً عن القضية و الا ... لن تري حتي جثة لشقيقتك الوحيدة !! 
ملحوظة : إن أبلغت البوليس فسنذبحها فور وصولك الي هناك و قد اعذر من أنذر  !! " 
بكي إيفان في صمت و صدمة فتلك لعبة جديدة من ذلك المحقق و اللعينة حفيظة !! أمسكاه من نقطة ضعفه !!

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-