رواية عزلاء امام سطوة ماله الجزء الثانى الفصل الثامن و الثلاثون 38 بقلم مريم غريب
_ سيئة الحظ ! _
لقد تغيّرت مئة و ثمانين درجة بالفعل كما يقولون.. ليس من بداية تعرفها إليه أو حبها و تعلّقها به.. و لا حتى لحظة إقترانهما ببعض... بل التغيّر الحق كان منذ اختبرت بنفسها عالم السحر و الما ورائيات !
إكتسبت مهارة خلال السنوات القليلة التي تلت زواجها في صد تلك الأشياء و التعامل معها بحكمة، كما ساعدت خبرة زوجها و علومه الصقيلة القيّمة في توجيهها إلى المسارات الصحيحة
لكن مع مرور الوقت، و خاصةً بعد رحلة عمرها كما أطلقت عليها، حيث ذهبت إلى" مكة المكرمة" برفقة زوجها لتأدية فريضة الحج.. منذ ذلك الحين و هي تزعم بأنها قد مُنحَت هبة.. هبة تخولها إستشعار المكاره و الأشخاص الأشرار السيئون.. يكذبها البعض.. و لكن زوجها يصدقها دائمًا.. رغم أنها تبالغ كثيرًا في بعض الأحيان و ما عليه هو إلا أن يجاريها و يتجاوب معها أيضًا.. و إلا فهي... !!!!
كان منزل آل "عمران" يعج بالضيوف و الأقرباء، لقرابة الساعتين لم يبارح المدعوين التوافد الواحد تلو الآخر... و بينما تصدح المكبرات الصوتية من الأسفل تبث بعض الأناشيد و المدح الملائمة للزفاف الاسلامي المقام هذه الليلة، كانت "سلاف" تقف أمام الموقد تعد جمرات الفحم لتضعها بالمبخرة المصنوعة من الفخار
أضافت بعض أعواد الصندل ذات الرائحة الشذية النفاذة، و قد أحدثت دوامة هائلة من الدخان.. فسارعت من فورها إلى الخارج تبحث عن أولادها.. الأخوة الذكور التوائم
كانوا الصغار برفقة أبيهم بغرفة نومه... يباشرون بارتداء بذلاتهم إلى جانبه و يلهون يقنينة عطره الفاخرة أمام بصره المبتهج بهم.. و أثناء ما كان يعقد "أدهم" ربطة عنقه قبالة المرآة... شاهد إنعكاس زوجته و هي تأتي من خلفه بالمبخرة و تتجه مباشرة نحوه و نحو الصغار هاتفة بصوتٍ أجش لا يخلو من الجزع :
-اللهم أخرج كل عين و حسد
اللهم أصرف كل داء عن الروح و الجسد
اللهم أخرج كل عين من حيث دخلت
اللهم رد البصر خاسئًا حسيرًا
اللهم أذهب حر العين و بردها و وصبها
لا حول و لا قوة إلا بالله.. لا حول و لا قوة إلا بالله.. لا حول و لا قوة إلا بالله ...
طفق الصغار يسعلون من شدة إنتشار الدخان داخل الغرفة.. و قد بدأ "أدهم" يشعر بالاختناق هو الآخر، ليقول من حيث يقف بلهجته الهادئة :
-يا سلاف.. أنا بحب البخور و الله و خشب الصندل بالأخص. بس بالطريقة دي هانتخنق يا حبيبتي.. من فضلك طفيه دلوقتي عشان الولاد !
لوت "سلاف" فمها ممتعضة، لكنها أطاعته و استدارت مولّية صوب الخارج.. عادت بعد لحظات من دون المبخرة، أخرجت الصغار من الغرفة و مضت نحو زوجها قائلة :
-إيه يا أدهم ! و بعدين معاك يعني ؟!!!
يلتفت "أدهم" إليها رافعًا حاجبيه بدهشة ...
-بسم الله الرحمن الرحيم ! .. تمتم بتعجب
-جرالك إيه يا حجة. أنا جيت جمبك ؟!
عبست "سلاف" مغمغمة :
-مش ملاحظ إن بقالك فترة بتقفلي على أقل تصرف بعمله !!!
أدهم بذهول : كل ده عشان قولتلك طفي البخور ؟ يا حبيبتي الدخان كان مالي الأوضة و الولاد بيكحوا !
ردت بشيء من الانفعال :
-و أنا يعني هأذي ولادي ؟ أنا بحصنهم و بحصنك قبل ما تشوفكوا العين
ابتسم "أدهم" لها، و بلطفٍ رفع يداه و أمسك بكتفيها مقربًا إياها منه بالقدر الكافٍ.. ثم دنى بوجهه قليلًا من وجهها و تمتم :
-يا سلاف الله يهديكي. أنا علمتك إن لفظ الجلالة لوحده حصن. الحكاية مش مستاهلة بقى بخور و ذعر مالوش مبرر يا حجة.. إنتي مؤمنة بربك الواحد الأحد و ماشية في الدنيا بارشاداته صح ؟
أومأت له دون أن تفه بكلمة، فاستطرد ببشاشته المحببة :
-يبقى لما تتحصني بيه يكون باسمه لوحده. منغير بخور و الجو ده.. ماعلمتكيش كده يا سلاف. التصرفات دي بدعة.. و كل بدعةٌ ضلالة. و كل ضلالة ....
-كل ضلالة في النار ! .. هكذا أكملت جملته بصوت أكثر هدوءً
-الله ينور عليكي ! .. أثنى عليها بحبور شديد
مسح على رأسها بحنان قائلًا :
-خلي بقى خشب الصندل يوم الجمعة بعد الصلاة أحسن زي ماتعودنا. إنما الليلة فرح لازم ننزل نضايف الناس مش معقول هانبخرهم يا حجة و لا إيه !
ضحكا الإثنان معًا.. لتصيح "سلاف" فجأة كأنما لم تذكر له الأمر للمرة المئة :
-أدهم إللي إسمه عثمان البحيري ده جاي و جايب مراته زي ما قولتلي مش كده ؟؟؟
قلب "أدهم"عيناه و هو يغمغم بسأم :
-أستغفر الله.. و الله يا حبيبتي جاي. الراجل مأكد عليا من الصبح. ماتقلقيش جايين
سلاف بعدائية سافرة :
-ده يا ويله مني لو جه منغيرها. الراجل الرمرام ده !
يرمقها "أدهم" بنظرات مستنكرة و هو يقول :
-ثانية بس كده.. سيبنا من رمرام دي دلوقتي. لكن إيه خير يعني. لو جه منغيرها هاتعملي إيه يا سلاف ؟!
سلاف بحدة : لو جه منغيرها هاعرف إنه نكد عليها و بهدلها بزيادة.. و ساعتها هاياخدله مني إللي في النصيب
-إللي هو إيه بقى إن شاء الله !!
-إنت عارف إني فيا شيء لله. و أنا مش بدعي على حد و لا بتمنى الآذى حاشا لله ! .. و رفعت كفيها أمام ناظريه متظاهرة بالبراءة
ثم أضافت بخبث ضمني :
-كل إللي هاقوله حسبي الله و نعم الوكيل. و هقضي ليلتي كلها أصلي و أدعي للمسكينة مراته و ربنا يتصرف فيه بقى !
نظر لها "أدهم" عاجزًا عن الكلام و التعبير للحظاتٍ... ثم ضرب كفًا بالآخر و هو يقول بلهجة يائسة :
-لا إله إلا الله.. ده ذنب الراجل و جزاؤه عشان سمحلي أدخل حياته ؟ هاتجيبه أجله يا سلاف. لا حول و لا قوة إلا بالله !!!
______________
-إنتـي بـتقـولـي إيـــه يـا فـريــال هــانــم ؟!!! .. قالها "صالح البحيري" هادرًا بعنف شديد
إنتفضت الرضيعة "ديالا" بين أحضان أمها إثر صراخ أبيها مباشرةً ...
أنبته "صفية" بتوبيخٍ حاد :
-إيه يا صالح إللي بتعمله ده وطي صوتك. فزعت البنت !
و قامت على الفور منسحبة من المجلس العائلي الصغير، غادرت غرفة المعيشة المجاورة للصالون الكبير بالأسفل و هي تهدهد رضيعتها الباكية لتهدأ قليلًا دون جدوى.. و لم تفطن أثناء مرورها إلى ذلك الظل الأنثوى المنعكس تحت قدميها.. ما إن توارت بالأعلى، حتى خرج الظل إلى النور ...
تلك لم تكن سوى "نانسي الحداد".. وقفت بمحاذاة الجدار تسترق السمع للحديث المضرم بالداخل بين "فريال" و إبن شقيق زوجها ....
-من فضلك يا صالح لازم تهدا شوية ! .. تمتمت "فريال" بتماسك عجيب
لينفعل "صالح" أكثر و هو يهتف :
-أهـــدا ! يعنـي إيــه أهـــدا ؟ و إزاي أهـــدا ؟ دي كـارثــــة.. إللــي عملتـه هــالة ده هــايقضـي علينــا كلنــا. مـش هـو خـالي ؟ أنا بقـى بـقولك خـلاص كلنـا روحنـا فيهــا
فريال بصرامة : لازم تهدا يا صالح عشان نعرف نفكر. العصبية عمرها ما هاتجيب نتيجة بالذات في الوضع ده.. إحنا كلنا في مركب واحدة. و أصبح دلوقتي بينا طرف غريب. لازم نتعامل مع الموقف بعقل و إلا هانخسر بجد
كاد "صالح" يفقد عقله و هو يرد عليها غير مستوعبًا :
-أنهي عقل ؟؟؟ ردي عليا يا مرات عمي أنهي عقل ؟؟؟ العقل بيقول إن أبويا يشكر وزع نصيبه عليا أنا و أختي على حياة عينه عشان يضمن حقوقنا و مايبقاش فيه خلافات بين الأخوات زي ما كان بينه و بين عمي يحيى الله يرحمه. ده كلام العقل... لكن أنا عايز أعرف. فين العقل هنا في إللي عملته هالة ؟؟؟ تسلم شقانا و تعبنا لحد مش مننا. و لو جنية واحد مش من حقها تتصرف فيه و تكتبه على إسم حد برانا.. لكن هي باعت أساس. أساااااااس عيلتنا. إنتي عارفة خالي نبيل ممكن يعمل إيه خصوصًا بعد ما راحت الهانم و حكيتله البلاوي إللي عملتها ؟ طلعت نفسها شهيدة قدامه و صدرته لينا.. إوعي تستهوني بيه يا فريال هانم. نبيل الألفي مابيحطش حد في دماغه إلا و يجيبه الأرض !!!
فريال بحزم : مهما كان إنت و هالة ولاد أخته. عمره ما هايفكر يجي عليكوا في أي حاجة.. أنا كل خوفي على عثمان. خالك مصمم يجي يقعد وسطنا. مش عارفة عثمان هايستقبل كل الأخبار دي إزاي. أو لما يلاقيه في وشه هنا.. هايتصرف معاه إزاي !!!
و ظهر الهلع على قسمات وجهها بوضوح أكثر ...
في المقابل يرد عليها "صالح" باستهجان فظ :
-أسخم من ستي ألا سيدي !!!
الإتنين أ××× من بعض.. مع احترامي ليكي يا مرات عمي
غضت "فريال" الطرف عن الإساءة و قالت بقلق :
-عثمان مش هايسكت على إللي حصل. و عمره ما هايسمح لنبيل إنه يدخل البيت بصفة مالك أبدًا.. آنا خايفة على إبني يا صالح. حاسة إني هموت كل ما بفكر إنه ممكن يـ ...
و لم تكملها ...
أطبقت "فريال" فمها و هي تغمض عيناها بشدة محاولة إيقاف تدفق السيناريوهات السوداء بعقلها.. لتفاجأ بـ"صالح" باللحظة التالية يجثو فوق ركبته أمامها و يمسك بيديها قائلًا بلطفٍ :
-فريال هانم.. يا مرات عمي. بليز هدي أعصابك. الموضوع خارج عنك.. ماتعمليش في نفسك كده لو سمحتي. إنتي لسا بتقولي نحلها بالعقل !
فريال بصوت مرتعش :
-خارج عني إزاي يا صالح ؟ بقولك إبني.. إبني مش هايسكت. إبني الوحيد. عمري كله ..
تنفس "صالح" بعمق و قطع لها وعدًا في الحال :
-أوعدك.. مافيش حاجة وحشة هاتحصلنا. عثمان أخويا. مش إبن عمي بس.. و صدقيني أنا هاعرف أحل الموضوع ده منغير ما نقدم أي خساير. أو نخسر حد مننا.. بس إطمني و متخافيش. الضغط العصبي مش كويس عليكي يا فريال هانم. كلنا هنا عايشين بحسك إنتي !
تطلعت "فريال" بوجهه في هذه اللحظة.. رأت بعينيه تلك النظرة الصاغرة اللامعة... فأبتسمت رغمًا عنها و رفعت كفها لتربت على خده برفقٍ، و لم تتكلم بعد ذلك ....
في الجهة الأخرى.. تتراجع "نانسي" بخطوات كالريشة، تفر إلى غرفتها و تغلق عليها الباب و هي لا تنفك عن التفكير بِمَ سمعت
فعلى ما يبدو، أنها ليست الوحيدة التي تحيك المؤامرات ضد إبن "البحيري"... ما العمل الآن ؟
هذا خطبًا جلل بالطبع... يغير كل شيء !!!!
______________
ساعة و سبع و خمسون دقيقة ...
تلك كانت المدة التي قطعها "عثمان" من بداية طريق السفر من الأسكندرية إلى القاهرة.. و كانت هذه الزيارة الأولى لـ"سمر" بالمدينة التي لا تنام كما يطلقون عليها
كانت جميلة.. الشوارع و الضواحي الشهيرة منمقة، و بعضها مؤسس و مصمم على الطراز الإنجليزي، حيث بعض المناطق و الأبنية التي يعود تاريخ إنشاؤها إلى عصور الاحتلال.. فكم شهدت هذه البلد اعتداءات من كل شكلٍ و صنف !
لكن تظل الأسكندرية الأجمل بالنسبة لها على الإطلاق.. لا ترى أفضل أو أجمل منها ببحرها و شواطئها الفيروزية الساحرة ...
مرةً أخرى، تمد "سمر" يدها إلى سقف السيارة الأمامي لتنزل غطاء المرآة الصغيرة حتى تتمكن من رؤية نفسها و إصلاح الفاسد من زينة وجهها، أو تعديل وشاح رأسها.. فقد مكثت طويلًا بالطريق معرضة للهواء تارة و متململة بمقعدها تارة
رفعت الغطاء ثانيةً عندما تأكدت من حسن مظهرها و ضبط حمرة شفاهها الفاقعة.. فقد أصرت على إختيار هذا اللون عندما أخذها زوجها إلى أشهر صالون تجميل نسائي بالمدينة لتتجهز من هناك و ترتدي ثوبها الثمين الذي أشتراه لها بعد تعديله ليكون ملائمًا لامرأة محجبة مثلها.. و قد كلفه ذلك مبلغ و قدره
لكنه بدا سعيدًا و هو ينفق عليها، كعهده دائمًا... يتمنى في كل مرة لو تطلب منه شيء بنفسها، ألا أنها لم تفعل قط، كل ما تطلبه منه يكون لغيرها و ليس لها هي !!!
ارتعدت "سمر" فجأة، حين شعرت بيده الغليظة تحط فوق يدها الملقاة فوق مسند المقعد بجوارها... و من جديد نظرت إليه، شملته بنظرة فاحصة و الانتصار يلمؤها
إذ تدخلت لأول مرة و بدافع من الغيرة في مظهره، عندما كانا بالآتيليه و رأت فتاة فائقة الجمال تلحق به و هو يقف معها بغرفة القياس.. تبيّنت لاحقًا بأنها تكون إبنة المديرة و علمت أيضًا بأن ما كان يرتديه هناك من إختيار تلك الفتاة، فخرجت عن صمتها فورًا و ذهبت لتختار له بنفسها ذلك القميص السماوي الفاتح و هذا السروال الأسود المصنوع من قماش القنب الناعم ...
و للحق.. كان جذابًا أكثر في تلك الثياب التي أبرزت بنيته الرياضية و عضلات بطنه السداسية و صدره الواسع... كان هناك معطف له بالخلف، تحسبًا لتقلبات الجو، لكن بدا أن الطقس بالقاهرة معتدلًا، يميل للحرارة على عكس الأسكندرية ..
أفاقت "سمر" مجددًا و صحى عقلها أكثر و هي تشعر بكفه و أصابعه تضغط حول كفها بشدة.. تحوّل تنفسها إلى لهاث خفيف و تفرست بملامحه الحادة الجميلة، و لم ينقصها سوى صوته ليذيب قلبها تمامًا، و هذا ما حصل فعلًا عندما فتح فمه ليهمس لها بعشقٍ :
-بحبك !
اختلج النبض بشرايينها مرةً واحدة يعد سماع تصريحه المتجدد... إنه يكرر هذه الكلمة كثيرًا بالآونة الأخيرة.. أتراه يعنيها ؟ .. لو لم يكن يعنيها فلن يقولها... رجل مثله لا يكذب، بل أنه لم يكذب عليها أبدًا منذ عرفته، لم يحاول و لا مرة أن يخدعها أو يكذب في شيء... هذه الفضيلة الوحيدة التي تشهد له بها !!
هل ذكرت بأن كل شيء بهذه المدينة منمق و مرتب ؟
لعل هذا صحيحًا... في بعض الأماكن.. لكن حركة المرور مكتظة بطريقة فظيعة... بالرغم من هذا وصلا في الأخير
بالسير على الوصفة التي أملاها "أدهم" على "عثمان"... ها هو يتوقف أمام المنزل المضاء كليًا بستار من الأنوار الملونة، و الأناشيد الدينية، يستطيع أن يسمعها من مكانه
سحب "عثمان" من درج السيارة كمامتان مغلفتان، ناول زوجته إحداهما و هو يقول أمرًا :
-حطي الكمامة دي على وشك. لما ندخل حاولي ماتسلميش على حد بإيدك و ماتقربيش أوي من الناس.. معاكي كحول ؟
أومأت له مررة واحدة، فأردف و هو يضع الكمامة لها بنفسه :
-أنا جيبتك معايا عشان تغيري جو و تشوفي ناس جديدة. بس من فضلك خدي بالك من نفسك كويس أوي.. إحنا مش هانطول هنا. ساعتين و هانمشي. و محضرلك مفاجأة.. مش هانرجع بيتنا إلا و إنتي راضية عني إن شاء الله !
عقدت "سمر" حاجبيها و هي ترنو إليه بنظرات ذاهلة ...
يلاطفها و يعدها بالمفاجآت.. يفترض بها أن تسعد... و لكن بعد كل ما مرت به معه.. لا تريد أن تصدق اللحظة و الوعد.. لئلا تصحو على الواقع.. و واقعها مريرًا على الدوام... تلك لعنتها الأبدية.. محض فتاة سيئة الحظ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .......................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!