رواية عزلاء امام سطوة ماله الجزء الثانى الفصل الرابع و الثلاثون 34 بقلم مريم غريب
_ ميثاق ! _
بعد كل هذا التخطيط و الكفاح لنيل مآربها... هل يمكن أن تتراجع الآن !!!
لقد عقدت عزمها مرارًا خلال المدة التي عاشتها معه، و خاصةً بتلك الأوقات العصيبة التي شهدت فيها منه نفورًا و جفاء حتى وصل به الأمر لمد يده إليها بالضرب.. كان بداخلها حقد.. يزداد و لا ينقص.. و غل شديد.. عليه و على أبيها و إبن عمها و الجميع... هذا الشعور لا ينفك عنها مطلقًا
أما الآن... في هذه اللحظة و هي تنحني لتضع الحذاء بقدمه كما اعتادت أن تفعل قبل وقت قريب.. لا تدري ما بال الشعور بالضيق و الندم يسيطران عليها... بالأخص و هو يلاطفها كما إعتاد أيضًا بعد كل مرة تعمد فيها إلى إعانته بأيّ شيء يفعله
يمد يده السليمة و يربت على شعرها الحريري كما يفعل الآن و هو يبتسم لها تلك الابتسامة الجذابة خاصته و التي لا يهديها للجميع.. إنما للخواص فقط... و على ما يبدو فقد صارت هي كذلك بالنسبة له.. حتى الآن ....
-قولتلك مابحبكيش تعملي كده ! .. قالها "فادي" بلهجته اللطيفة و هو يسحبها من ذراعها لتقف على قدميها
كان قد قام بدوره من فوق الكرسي الصغير بوسط مدخل الشقة، فصارا متواجهين ...
جاملته "هالة" بابتسامة رقيقة و هي تقول :
-و أنا عملت إيه يعني ؟ دي مش أول مرة أعمل كده
-ما أنا كل مرة بقولك. مش بحبك توطي تحت رجلي و تلبسيني الجزمة كده.. حد قالك عليا مشلول يعني مش هاعرف ألبسها ؟!
-قطع لسان إللي يقول عليك كده ! .. هتفت "هالة" بعدائية واضحة أدهشت "فادي" على الفور
لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها و عاودت التبسم في وجهه، أمسكت بيده و رفعتها لتسند خدها على كفه و هي تقول بنعومةٍ :
-قصدي إنت في عنيا مالكش زي.. و أنا بحبك. بعتبرك دلوقتي كل حاجة ليا.. جوزي و حبيبي و أبويا و أخويا و إبني كمان.. و بعدين أنا بساعدك في لبس الهدوم و في كل حاجة ...
و غمزت له بطريقة موحية، و أكملت ضاحكة بغنجٍ :
-جت على الشوز يعني يا فادي !
شاركها "فادي" الضحك و هو يضمها إلى صدره بحماسة مغمغمًا :
-بس يا حبيبتي إنتي هنا برنسيسة. جايز البيت مش قصر زي بيت أهلك. لكن أنا هنا واجبي أشيلك على كفوف الراحة.. عارفة ليه ؟
هالة مبتسمة : ليه يا حبيبي ؟
تراجع "فادي" بضع سنتيمترات عنها ليرى وجهها و ينظر بعيناها الجميلتان جيدًا، ثم قال بصوتٍ أقرب إلى الهمس دون أن يحاول إخفاء غرامه الشديد بها :
-عشان إنتي قيمتك كبيرة أوي. و غالية عليا أوووي.. و كان نفسي تبقي بنت عادية يا هالة. مش في المستوى العالي ده يعني. عشان تصدقي فعلًا كل كلمة بقولهالك و ماتشكيش في حبي ليكي لحظة !
إلتمعت نظراتها و هي ترنو إليه بصمت لثوانٍ، تتذوّق عذب كلماته الصادقة الرقيقة.. ثم قالت بصوت أبح متأثرًا بمشاعرها المتعاظمة منذ فترة طويلة :
-أنا عارفة.. و واثقة.. و متأكدة كمان. و على فكرة.. أنا كمان بحبك أوي يا فادي
توسعت ابتسامته أكثر مع اعترافها المتكرر، لقد سمعه مرة أو مرتين تقريبًا.. لكنه الآن كان به قدرًا من الدقة و المصداقية، و كأنها تعنيه مئة بالمئة ...
-ربنا ما يحرمني منك ! .. تمتم و هو يقرب رأسها قليلًا ليطبع قبلة مطوّلة فوق جبهتها
توادعا أخيرًا بعناقٍ حار كما هو عهدهما صباح كل يوم، ثم رحل "فادي" و تركها آمنًا لها و مطمئنًا مثل عادته مؤخرًا... بينما بدأت بالتحرك من فورها، و لكنها كانت كمن يُسيَّر آليًا.. إذ فعلت كل شيء دون شعور، فقط لأنها تذكرت بأن هذا المحتوم و يجب أن تنفذه بغض الطرف عن أيّ شيء
ذهبت إلى الغرفة و أحضرت حقيبة الملابس الكبيرة، أفرغت محتويات الخزانة من ملابسها و أغراضها و كوّمت كل شيء بداخل الحقيبة، جمعت حوائجها الهامة كلها.. ثم رمت بنفسها فجأة فوق السرير !
تحسست جيب سروالها الجينز القصير حتى أمسكت بهاتفها، ازدردت ريقها بصعوبة و أستلته من جيبها الأمامي، و بدون تفكير أجرت الاتصال به.. أتاها صوته أسرع مِمّ توقعت :
-هالة ! جهزتي يا حبيبتي ؟
صمت... و لا شيء غير الصمت.. حتى كرر الطرف الآخر بصوت أكثر ريبة :
-هالة.. إنتي كويسة يا حبيبتي ؟ إنتي معايا ؟!!
-... معاك ! .. نطقت "هالة" أخيرًا، إنما بلهجة جوفاء تمامًا
-معاك يا خالو.. أنا جاهزة !
سمعته يتنهد بعمقٍ، ثم يقول بأريحية واضحة :
-تمام يا حبيبة خالو.. أنا جايلك. نص ساعة و أبقى عندك مش هتأخر !
_______________
إرتفع رأس السيدة "فريال" التي عكفت على صنع ضفائر الشعر التي تفضلها الصغيرة "ملك".. عندما سمعت بوق حافلة المدرسة الدولية الحديثة التي وقع عليها إختيار "عثمان" لأجلها قبل عامين
عقدت لها آخر شريطة ملوّنة، ثم أقامتها و قامت هي الأخرى و هي تقول :
-يلا يا لوكا حبيبتي الباص جه. لبستي الشوز و لا لسا ؟
أومأت لها "ملك" و هي تشير لزوجي الحذاء الأبيض في قدميها الصغيرين :
-لبسته و عرفت أربطه لوحدي.. شوفي كده يا نناه !
ألقت "فريال" نظرة على الحذاء بالفعل و قالت و هي تبتسم لها مشجعة :
-برافو عليكي يا روحي.. طيب و الـLunch box حطتيه في شنطتك ؟
-أها كله كله موجود ماتقلقيش
قهقهت "فريال" بحبور حقيقي و قد سرّها كثيرًا التعامل مع تلك الطفلة الذكية الجميلة، و قالت :
-بقيتي شطوورة يا لوكا. أنا عاوزة بوسة بقى. تعالي هنا !
اندفعت الصغيرة باللحظة التالية و هي تقفز نحوها مطوقة عنقها بشدة، بينما تحتضنها "فريال" و تقبلها و هي تربت عليها بحنان مبتسمة ...
-يلا هاتي شنطتك بقى عشان ماتتأخريش.. الدادة راحت تودي يحيى لمامته. أنا هانزل أوصلك إنهاردة لحد الباص. يلا بسرعة !
استجابت لها الصغيرة على الفور و ذهبت لتحضر حقيبة ظهرها الثمينة الأنيقة من أسفل مكتب الدراسة خاصتها، ثم عادت لتشبك يدها بيد السيدة الحنون الجميلة ...
أوصلتها "فريال" كما قالت حتى الحافلة التي وقفت تنتظرها أمام أسوار القصر.. سلمتها يدًا بيد إلى المشرفة الشابة و أوصتها عليها... ثم عادت أدراجها للداخل
لتصطدم بزوجة إبنها بمنتصف الدرج ...
كانت "سمر" هادئة هذا الصبح، و بشرتها متوردة قليلًا مِمّ بث الطمأنينة بقلب "فريال".. و كانت أيضًا تحمل طفلها بين ذراعيها.. ما إن رأتها جدته حتى قالت معاتبة بدون مقدمات :
-إيه يا سمر يا حبيبتي شايلة الولد من فوق لحد هنا ؟ معقول كده.. يحيى كبر و يقدر يمشي على رجليه ليه بتتعبي نفسك !!
و لأول مرة منذ وقتٍ طويل... ابتسمت "سمر" لها و قالت بهدوء و هي تضم صغيرها إلى حضنها :
-ماتخافيش عليا يا طنط.. أنا كويسة خالص مش تعبانة. و بعدين يحيى هو إللي مسك فيا عشان أشيله. أعمل إيه بقى بيدلع عليا شوية. و كمان ماتنسيش حضرتك إني إتحرمت من الرفاهية دي و ماكنتش معاه في العمر إللي كان بيتشال فيه طول الوقت
أجفلت "فريال" و قد تعكر صفوها مرةً واحدة عند سماعها إتهامات "سمر" المبطنة لها و لإبنها بالظلم ...
لكن "سمر" ما لبثت أن أصلحت عبارتها و هي تقول بلطفٍ :
-على كل حال أنا كنت رايحة أبص على ملك و أصحيها عشان المدرسة !
تنحنحت "فريال" قائلة بشيء من الاضطراب السالف :
-ملك لسا موصلاها لحد الباص بنفسي. أنا صحيت معاها بدري و قمت فطرتها و لبستها و حضرتها كويس أوي
سمر بغرابة : معقول مشيت بدري كده ؟ الساعة لسا سابعة ونص !
أوضحت "فريال" لها :
-أصل هي قالتلي من يومين إن عندهم حفلة أو حاجة كده تقريبًا. و في فقرة استعراضية للأطفال و المفروض طول الاسبوع ده يروحوا نص ساعة بدري عشان في مدربة بتعلمهم رقصة و أغنية
ارتخت تعابير "سمر" و هي تهمهم بتفهم، و لكنها تجهمت من داخلها بعد سماع أخبار كهذه من السيدة "فريال"... كان لا بد أن تعرف هي بها أولًا.. لكن يبدو فعلًا بأنها أمست بعيدة عن الصورة كليًا بالآونة الأخيرة !!!
-طيب طالما صحيتي و فوقتي بقى ! .. قالتها "فريال" و هي ترمقها بحذرٍ
-إيه رأيك نفطر سوا و نشرب الشاي أنا و إنتي تحت في الجنينة ؟ إنتي وحشاني أوي و نفسي أقعد أرغي معاكي. لو مش هضايقك !
قالت "سمر" في الحال :
-لأ أبدًا.. تضايقيني إزاي. حضرتك كمان وحشاني أوي
و إبتسمت لها بمحبة مؤكدة... لترد "فريال" الابتسامة و هي تقول برقتها المعهودة :
-طيب. حلو أوي.. يلا بينا يا حبيبتي !
_______________
هدير المياه يصل إلى مسامعه مشوشًا، ربما يسمعه في الأساس لأن ذهنه مركزًا عليه.. بينما كان يجلس منتظرًا هنا فوق السرير المبعثر بطريقة غريبة.. لعلها لن تكون غريبة للرائي غيره هو، فإذا ولج أيّ شخص إلى هنا سيقول بأن هذه غرفة عروسين و سيظن بأنهما حظيا بليلة ملحمية.. و لكن هو... كيف يظن ذلك !!!!
كان "عثمان" يقلب الأغطية و قطع الألبسة النسائية الغريبة المنتشرة من حوله... كان العبوس يملأ قسماته المرهقة، إذ لم يحصل على قسطه الكافي من النوم، بعد أن ترك زوجته فجرًا، ذهب لينام بالغرفة التي يتشاركاها طفله و شقيقة زوجته... لعله لم يغمض عينيه سوى ساعة واحدة، ثم وجد أمه فوق رأسه فجأة توقظه و الذهول يجتاحها فعليًا
لم يكن بمزاج يسمح له بشرح أيّ شيء، فتجاهل تساؤلاتها بلباقة مهذبة و تركها متوجهًا إلى غرفة زوجته و حبيبته الوحيدة... "سمر".. كانت لا تزال تغط في النوم، فلم يشأ إزعاجها و قام باستخدام الحمام حيث اغتسل و بدل ملابسه، ثم خرج في هدوءٍ تام و جاء إلى هنا
حتى يرى عروسه !!!
لكنه لم يرها إلى الآن.. لقد قضت وقت طويل بالحمام، ترى ماذا تفعل ؟ و لماذا تستيقظ من بّكرة الصباح هكذا أصلًا ؟!!!
اصطدم بالإجابة في هذه اللحظة تمامًا.. حين إنفتح باب الحمام فجأة و أطلت "نانسي" من خلفه مرتدية مئزر الاستحمام القصير.. و قد كان الماء يقطر من شعرها و ينساب على بشرتها حتى ساقيها للأسفل و كأنها تنصهر مثل شمعة !
مهلًا... هذا شعرها !!!
حقًا هذا شعرها.. تبيّن "عثمان" بوضوح و هو ينظر إليها الآن بتعابير غير مقروؤة بأنها أخذت بوعيده.. لقد غيّرت لون شعرها
ذلك اللون الأحمر المتورد اختفى نهائيًا.. ليحل محله لونًا قاتمًا فاحم السواد.. لعله ليس ملائمًا لها بالتمام كلون شعرها الأشقر الطبيعي... لكنه ناسبها على أيّة حال... لم يكن بالسوء الشديد !!
-صباح الخير ! .. هتفت "نانسي" من مكانها بصوت طبيعي للغاية
لا يزال "عثمان" جالسًا يشملها بنظراته.. تعمد التروِ بحركاته و ردة فعله... قام واقفًا ببطء و هو يرد عليها بلهجته المتعالية :
-صباح الخير.. أتمنى تكون الإقامة عندنا عجبتك من الليلة إللي فاتت !
انفرجت أسارير "نانسي" و هي تصيح متهللة :
-بتهزر يا عثمان ؟ أي حد يتمنى يقضي يوم واحد في قصر البحيري.. طبعًا الإقامة هنا هايلة. و ماعندكش فكرة مريحة كمان أد إيه.. بس المهم !
و أقبلت عليه بتوؤدة و هي تلاعب خصيلات شعرها المبتلة و تلفها حول أصابعها الرشيقة قائلة :
-ماقولتليش إيه رأيك في لون شعري الجديد ؟
-كويس ! .. أجابها "عثمان" باقتضاب و قد زجرها بنظرة تحذيرية حين رآها مستمرة بالإقبال هكذا و نيتها واضحة بعينيها
-لازم تعرف إن أهم حاجة عندي رضاك. شعري الطبيعي بيعجبني و أنا لوّنته عشانك أصلًا. بس لما لاقيتك ماجبتوش سمعت كلامك و غيرته علطول ...
و توقفت أمامه مباشرةً في هذه اللحظة و هي تستطرد بصوت خفيض :
-لو ليك ملاحظات على أي حاجة فيا مش عحباك ياريت تقول.. أنا يهمني تكون مبسوط معايا
عثمان بحدة : أنا هكون مبسوط طول ما إنتي محترمة هنا و مابتعمليش مشاكل
ضحكت "نانسي" و هي تقول :
-مشاكل ! الله لا يجيب مشاكل يا قلبي. ماتقلقش خالص من ناحيتي ...
و تطلعت إليه بنظراتها الغاوية التي حفظها جيدًا.. و رفعت ذراعها نحوه على حين غرّة ...
إلتقط يدها قبل أن تحط عليه و أعادها إلى جانبها و هو يقول بحزم :
-البيت ده له قوانين.. إن كنتي هاتعيشي فيه يبقى بشروطي.. و أوامري كلها تتنفذ. حتى لو وصلت تستأذني قبل ما تفتحي بؤك بكلمة مهما كانت عادية و تافهة. إنتي فاهمة ؟
ابتسمت "نانسي"... تلك الابتسامة المُضِلّة.. أقبلت عليه باصرار أكبر و تشبثت بكتفيه رغم تشنجه الواضح تحت يديها.. ثم رفعت وجهها حتى لامست ذقنه أرنبة أنفها.. و قالت مستعملة كل سحرها لإمالته فقط :
-أنا طبعًا تحت أمرك.. منغير ما تتعب نفسك و تقول. أنا جاية هنا عشانك.. عملت كل حاجة عشان أوصلك إنت... إنت ماتعرفش إنك كنت حلمي أنا أصلًا.. حتى بعد ما طلقت چيچي !
-نانسي !!! .. نطق "عثمان" من بين أسنانه
رفع يداه و أزال ذراعيها من حوله بقساوةٍ و هو يقول منذرًا :
-إنتي جاية هنا و عارفة كويس إن الجواز ده مش حقيقي. حذاري تحاولي معايا بالطرق دي.. هاتفضلي طول عمرك تحاولي و و لا مرة هاتجيب معاكي
تظاهرت "نانسي" بالبلاهة فورًا و هي تقول :
-مبدئيًا أنا جاية و ماعرفش حاجة من إللي بتقولها دي.. أعرف حاجة واحدة بس. إني مراتك. و زي ما ليك حقوق أنا كمان ليا
عثمان باستهجان : و يا تري إيه الحقوق دي إللي عايزاها مني ؟؟؟
-إنت ! .. قالتها بجرآة كبيرة
-عايزاك إنت.. مش إنت جوزي دلوقتي ؟ إيه إللي يمنعك ؟!!!
ابتسم "عثمان" و هو يسخر منها :
-جوزك آه.. بس لأ يا نانسي. إللي بتلمحي له ده مش هايحصل. أنا عمري ما هالمسك
يستشيط محياها غضبًا عند سماع رده، لكنها تتدارك أمرها بسرعة و تقتسر إبتسامة باردة و هي تقول بخبثٍ :
-تراهن يا عثمان ؟
ضحك باستخفاف قائلًا :
-ما قولتلك ربنا هداني و توبت عن حاجات كتير.. لكن مش مشكلة. أراهنك على دي.. بس لو ماحصلش !
صمتت "نانسي" لبرهة... ثم قالت بهدوء واثق :
-قدامك شهر من دلوقتي.. لو ماعرفتش أجيبك هنا في السرير ده. هاسلمك إللي ماسكاه على عمك. و هاخرج من حياتك للأبد
توسع بؤبؤي عينيه ثانية من الزمن بعد أن قالت له ذلك... ليرفع يده و يمد لها إصبع الخنصر قائلًا :
-Deal !
استجابت للتأكيد على ميثاقها و رفعت يدها بدورها شابكة خنصرها بخنصره و هي تقول :
-Deal.. Deal يا عثمان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ...................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!