رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الخامس 5 بقلم سيلا وليد



رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الخامس 5 بقلم سيلا وليد 

الفصل الخامس

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين



كنت أظن أني أتمكن من العودة إلى حياتي مرة أخرى ولكني نسيت كيفية الحياة بطريقة طبيعية دون الحزن، وكنت أعتقد أنه يمكنني كتابة كلمات عن الفرح والسعادة ولكن عندما فعلتها أدرك أن شيءٍ داخل قلبي انكسر.


❈-❈-❈



بعد حفل الخطوبة باسبوعين


-تجلس تضع ساقًا فوق الأخرى


-بقولك ياأمجد عندي واحدة قارفة بنتي، ومهددة حياتها، والصراحة عايزة فيروز تفضل في بيت الألفي


اعتدل يستمع إليها بإهتمام


-إنتِ قصدك فيروز متجوزة في بيت الألفي، ال هو جواد الألفي ابو جاسر الألفي


نفثت تبغها، ثم رفعت حاجبها بسخرية قائلة:


-ايه ياأمجد مالك متفاجئ كدا..دنى بجسده يستند على الطاولة


-هي ازاي فيروز اتجوزت من ابن الألفي


ارتفعت ضحات سحر وهي تتلاعب بخصلاتها


-مش هخبي عليك كنت رافضة الجوازة دي، بس لما قعدت مع نفسي وخططت كويس انا وناجي، قلونا لازم نضرب عصفورين بحجر واحد


نفثت تبغها مرة أخرى وحاوطته بنظراتها قائلة؛


-طبعا تعبتنا جدا، لحد ما وصلت معاها لحل واحدة بنت حلال قالتلي عليه


قطب جبينه متسائلا:


-مش فاهم ..ابتسمت بتهكم قائلة مش ضروري تفهم ..بتر حديثهم الجالس بصمت


-أنا الظابط دا مضايق منه وعايز انتقم، وبقالي فترة بجيب قراره، كنت هخطف مراته، بس عرفت انها بنتك عشان كدا جيتلك


التفت أمجد إليه متسائلا:


-انت قصدك على جاسر هو ال عمل قضية لخطيبتك .جز على أسنانه ونيران شيطانية تخرج من مقلتيه قائلا


-لازم اضربه ضربة اخليه بعد كدا يفكر مليون مرة قبل ما يعمل حاجة يضايق اسياده


قوس أمجد فمه ناظرا بخبثت لصديقه الذي يدعى هاني المغربي


-جاتلي على طبق من دهب ياهنوش، نفكر ونخطط


-هقولكم على يكسروا، بس انا مش عايزة دم، ابتسمت وأردفت:


-بس ممكن نتمتع شوية، قالتها بغمزة لأمجد..ضرب أمجد كفيه ببعضهما


-حلوووو ياسحور، نتمتع منتمتعش ليه، بس يارب الحلوة تكون حلوة


تراجعت بجسدها توزع نظراتها بينهما ثم اردفت


-بنت عمه، اسمها جنى صهيب، البنت مهندسة في شركة يعقوب المنسي، لسة مخطوبة من أسبوعين


قطع حديثها هاني


-بتقولي مخطوبة وبنت عمه، ودي هتفيدنا بأيه، انا عايز اخته، حد يكون قريب منه


ضحكت ضحكة رقيعة واجابه


-لا دي ال هتكسره، أخته متجوزة ياغبي، وجوزها ابن عمها، أما دي بنت فاهمني يعني توجع


حك ذقنه بتفكير، ثم تسائل


-البت حلوة..تهكمت مردفة


-هي من جهة الحلاوة فهي حلوة، وكمان البت بريئة زي مابتقولوا كدا بيضة مقشرة، دي ال توجعهم كلهم، وفيه بنت عمته، بس البنت دي لازم أبعدها عن فيروز، شوف البنت صورتها اهي، انا كنت هشوف حد يخلص الليلة، بس بدال عندكم طار مع الظابط يبقى خلوها بيتا



مط هاني شفتيه وتحدث


-ايه رأيك ياأمجد نتسلى بالحلاوة دي..البنت صاروخ ارض جو الصراحة


رفع نظره يهز رأسه غامزا


-هو الظابط ايه حكايته معاها الاول، يعني فيه بينهم كيميا عشان نعرف نوجب صح


نفثت سيجارها وتحدثت بغل


-الحقير طلع بيحبها ، بعد مااتجوز بنتي ال مكنش يطول ضفرها اصلا


-لا اهدي كدا وفهمينا الحوار كله عشان نعرف هنعمل ايه



عند جاسر وفيروز


توقفت خلفه وهو يرتدي ثيابه


-هتفضل مقموص كدا، معرفش اتغيرت ليه كدا ياجاسر


استدار يرمقها بغضب


-أنا ال اتغيرت، أنتِ مش شايفة نفسك ياهانم بقيتي ازاي..اقترب منها وامسكها من ذراعها بقوة


-انا معرفش أنتِ مين اصلا، فين البنت البريئة ال اتجوزتها..أشار عليها باحتقار


-مين دي ، روحي شوفي نفسك وتعالي اتكلمي، صمت لبرهة متذكر شيئا


-اشتريتي فستان مقرف لحفل الخطوبة وحذرتك من لبسه، وبرضو نزلتي بيه، كنت مش عارف ابص في وش اخواتي واهلي من قرفك


نظر لمقلتيها متسائلا


-انا ليه معنتش بشوفك بتصلي، ايه عندك عذر..نظر إلى بطنها وتحدث متهكما


-ولا يمكن الحمل كاذب..انسابت دموعها على وجنتيها تهز رأسها رافضة حديثه


-انت بتهني ياجاسر..أطاح بيديه كل مايوجد أمامه وصرخ


-اهينك..انت بتهيني دينك ياهانم، ازاي تبيني جسمك قدام الكل بطريقتك القذرة دي، والله اتكسفت منك، كنت خايف يقولوا عليكي رقاصة


-انا مسمحلكش...قالتها بغضب


كور قبضته واستدار يكمل ارتداء ثيابه محاولا السيطرة على نفسها حتى لا يصفعها ..احمدي ربنا أننا عند بابا، لولا كدا صدقيني مكنتش رحمتك


قالها وتحرك للخارج..أسرعت خلفه


-جاسر أنا بكلمك ياريت توقف وترد عليا..تحرك ولم يعريها اهتمام وصل حيث الجميع .


-صباح الخير


ابتسمت غزل تربت على ظهره


-صباح النور ياحبيبي، رجعت امتى محستش بيك


جلس ونظراته على والده الذي يقرأ الجريدة ولم يرد عليه تحية الصباح، ثم رفع نظره إلى والدته


-جيت من كام ساعة ياحبيتي، انت عاملة ايه، وفين الباقي


جلست بجواره تضع له الطعام


-أوس سافر مع مراته اسكندرية بعد خطوبة جنى بيوم، وياسين في الكلية، ومفيش غيرنا انا وبابا


ارتشف من قهوته وتسائل


-غنى وبيجاد سافروا؟!


اومأت برأسها


-أيوة بيجاد قال هيجبها اخر الاسبوع عنده سفرية، وكمان ..صمتت تنظر إلى جواد


-هتيجي تسلم على ربى جنى وعز قبل السفر


ضيق عيناه متسائلا:


-سفر فيه، ليه هما رايحين فين


ألقى جواد الجريدة


-غزل فين القهوة..أشارت بعيناها عندما وجدت تعصبه من سؤال جاسر


-قدامك ياجواد وبعدين انت وابنك قهوة. من غير فطار


-ماما مقولتيش جنى مسافرة فين..اقترب جواد برأسه ينظر لمقلتيه قائلا بنبرة حادة


-امك بتقول عز وربى وجنى، ماقلتش جنى بس ياحضرة الظابط، خلي بالك من كلامك


نهض ثم ألقى محرمته وتحرك للخارج..أوقفته فيروز


-جاسر، قولت هنمشي النهاردة ،ايه ناوي تقعد هنا تاني، انا اتخنقت..استدار إليها فهو لا يتحمل الان أي ضغط


-مش ماشين وريني اخرك..صرخت بوجهه، يبقى انت مجنون


صفعة قوية على وجهها، توقف جواد يصرخ به موبخا إياه


-ولد اتجننت بتضرب مراتك قدامنا..لم ينظر لوالده وأشار بسبابته محذرا


-انا حاولت اكون عاقل معاكي، بس انتي متستهليش، هوريكي المجنون دا هيعمل فيكي ايه ..استدار ليتحرك أوقفه جواد غاضبا


-هتنقل انت ومراتك النهاردة، وإياك اسمع صوتك، وزي ماهي قالت حياتها ولازم تبنيها ومش هتكلم على تهورك تاني ياجاسر


-وأنا فين حياتي ياحضرة اللوا، انا فين من دا كله، ليه كل واحد بيشد فيا من ناحية، اموت عشان ترتاحوا


ليس علي الإنسان أن يقتل عواطفه بداخله، فهناك قدرة. لكل شخص سينفجر بها إذا زادت عن حدها ..اقترب من والده

لو بتحبني ادعيلي اموت عشان اريحك من ابنك المتهور



شهقت غزل تضع كفيها على فمها، واسرعت إليه


-بعد الشر عليك ياحبيبي..دلف صهيب بجوار عز على حديث جاسر، ينظر إليه بذهول


-مالك يابني على الصبح..ارتدى نظارته ونظر لزوجته بقلة حيلة واجاب عمه


-مفيش ياعمو، بعد اذنك..تحرك للخارج، وهو لا يكاد يرى أمامه ..تحرك كالمخمور، يتخبط بسيره، بخطوات مبعثرة مثل خفقاته يشعر بأنه انسلخ عن الجميع ليحيا الألم ويشق صدره حتى يصل لقلبه ويدميه دون صوت



-صباح الخير ياجاسر، ايه معدي مش هاين عليك تصبح على عمتك..قالتها مليكة بتصنع الحزن


اتجه إليها انحنى يطبع قبلة على جبينها


-صباح الفل ياعمتو، آسف مشفتكيش..ربتت على كتفه مبتسمة


-عارفة ياحبيبي، مال الجميل ماشي في وشه مش شايف حد قدامه


رسم ابتسامة وتحدث


-لسة صاحي من النوم، وقايم معكنن والله ياعمتو، كان مالي ومال الشرطة، ضيق عيناه متسائلا:


-جواد فين مش باين..أخرجت زفرة محملة بالوجع ثم إجابته


-سافر العريش، فرح واحد صاحبه..اومأ برأسه متفهما


-قصدك هرب من الخطوبة..ابتعدت بأنظارها بعيدا متنهدة ثم أردفت


-يمكن يابني، احنا هنسافر تركيا اخر الأسبوع لعمك، كنت مستنية تقى تخلص الجامعة


ربت على كتفها


-حبيبتي ياعمتو والله معرفش فيه ايه الكل بقى عايز يسافر، انا شايف السفر مالوش داعي،زعلت من جواد لما قدم استقالته من الشرطة، انا عارف ومتأكد أن الشرطة حياته


❈-❈-❈


ابتسمت بهدوء


-كدا أحسن ياحبيبي، وبعدين حازم الشغل كتر عليه، لازم جواد يساند باباه شوية، انت شايف سفره بين القاهرة وتركيا بقى مرهق، وخصوصا بعد عز ماشارك يعقوب خطيب جنى


سامعة حد بيجيب سيرتي..استدار لتلك الملاك المتجه إليهم


-حبيبة عمتو النشيطة، اقتربت تطبع قبلة على وجنتيها


-صباح الفل ياحبيبة قلبي، رفعت نظرها لذاك الذي يطالعها بهدوء


-صباح الخير ياحضرة الظابط


صباح النور..قالها بهدوء..ضيقت عيناها


-لابس نضارة ليه مش عايز حد يشوف عيونك ولا ايه قالتها بإبتسامة


ضمتها مليكة وهي تشير إليه


-بقول كدا برضو ياجنجون، تلاقي فيروز محرجة عليه محدش يشوف عيونه


هزت جنى رأسها :


-لا ياعمتو، ممكن خايف يتحسد، ماهو الرمادي حلو برضو


رفع حاجبه بسخرية:


-لا والله دا ايه الاستناجات الحلوة دي..اتغر أنا بقى


استمعت الى رنين هاتفها


-خطيبي برة ياجماعة بعد اذنكم..تحركت متجهة للخارج، استئذن من عمته وتحرك خلفها


-جنى..صاح بها، استدارت تنظر لتحركه من بعيدا بقلب مفطور،تراه اجمل من نجوم هليود، تكورت دمعة غادرة بعينيها كلما تذكرت أن هذا الشخص ماهو سوى روحها، كيف لها أن تتعامل معه وكأنه لا يوجد ...كيف ستصمد أمام نزيف قلبها المجروح ..اقترب منها


-مكملناش كلامنا امبارح عز جه ومكملناش


ضيقت عيناها متسائلة


-كلام ايه مش فاكرة؟!


دنى منها يغرز رماديته ببنيتها


-ليه وافقتي على يعقوب بالسرعة دي، مع أنه مش زينا، مجرد اربع شهور خلاص يتحب


ابتسمت بسخرية القدر قائلة


-جسورة هو انت متقلب ياحبيبي،انت من أسبوعين باركتلي،صمتت تضيق عيناها قائلة


-لا انت مش باركتلي صح، نسيت ياجسورة


رمقها بغيطٍ، ثم أردف


-زي ماانتِ مش باركتلي على حمل فيروز


ابتعدت بأنظارها تنظر إلى يعقوب الذي خرج مستندا على سيارته بإنتظارها


-ممكن يكون نسيت، وبعدين انا وقتها تعبت ومحستش ونسيت بعدها


اومأ برأسه ومازالت نظراته عليها


-يارب المرة دي تكوني صادقة ياجنى، ومالقيش بعد خطوبتك حاجة تصدمني فيكي، دنى وانحنى ينظر لعيناها مباشرة


-بربط حاجات ببعضها بتوجعلي قلبي يابنت عمي..تراجعت خطوة للخلف بعدما ضربت أنفاسه وجهها، ناهيك عن رائحته التي تخدرها فتحدثت بتقطع


-جاسر معرفش بتتكلم عن ايه، المهم عايزة أقولك حاجة مهمة


اعتدل بوقوفه ينظر إلى يعقوب


-شوفي خطيبك وبعدين نتكلم، اصلي مش ضامن نفسي قدامه الصراحة


سألته مقلبة عينيها بعدم فهم


-معرفش حصلك ايه، بقيت لغز..فتح باب سيارته وأشار عليه


-روحي ياجنى، فضلي تكة وهطلع اضربه


ضحكت بصوت ناعم، تضع كفيها على فمها


-مجنون وحياة ربنا، مقدرش يعدي يوم غير لما اسمع افشاتك دي..حرمتني منها يابن عمي ..أغلق باب السيارة بقوة واتجه إليها يمسكها من ذراعها بغضب


-بت متجننيش، شايفة دي افشات، دي غيرة ياهبلة، امشي من قدامي،مش بقولك باقيلي تكة وهنفجر..قالها وهو يرمق يعقوب الذي نظراته عليهما


-براحة ياجسورة، ممكن ضغطك يعلى حبيبي كفاية مراتك لوحدها مصيبة..انحنى بجسده حتى أصبح بمقابلة وجهها


-شامم ريحة تريقة ياجنونة، وضعت كفيها على فمها وابتسمت


-ياريت تريقة، ثم رفعت كفيها على قميصه كأنها تزيل اتربته


-مراتك الهبلة بتغير عليك مني، بتقولي ابعدي عن جوزي، ومتلفيش عليه


رغم قالتها بإبتسامة إلا أن دموعها تكورت بعينيها، فرفعت بصرها وتقابلت بعينيه


-ياريت تفهمها أننا اخوات، وانا زي ربى وغنى، مكنتش عايزة اشكيلك، بس بعد خطوبتي وكلامها ليا امبارح بالليل ضيقني جدا، انا واحدة مخطوبة ومش عايزة كلام يسئ لسمعتي، مش كدا ولا إيه يابن عمي



❈-❈-❈



جذب رأسها وطبع قبلة على رأسها


-حقك عليا، أنا اسف، ومتضيقيش منها هي الحمل مأثر عليها شوية، حاضر هتكلم معها، ومتزعليش احنا هننقل اصلا وهنمشي


جحظت عيناها وارتجفت شفتيها متسائلة


-هتسيبوا حي الألفي..كانت نظراته عليها من تحت نظارته


-ما أنا عرفت انكم مسافرين برضو، مش هتكلم في الموضوع دا دلوقتي ياجنى، انتي قولتي سبني ادور على السعادة، فأنا هسيبك يابنت عمي ..صمت للحظات ثم أكمل


-بس يارب تلاقي السعادة ياجنى، أصل في غيرك اهبل حاول وضاع، لا لقي سعادة ولا حتى سمع عنها، كله مسكنات يابنت عمي، وأنتِ عارفة المسكن بيكون مجرد مهدئ لساعات ويرجع الألم يزيد..


ياله روحي لخطيبك شكله زهق وهيسيبك ويمشي، وانا الصراحة اتمنى..قالها وهو يغمز لها عندما فتح باب سيارته متحركا بسرعة جنونية للخارج


توقفت تنظر لأثره، بقلبًا مفطور، ثم اتجهت إلى يعقوب


-صباح الخير


ابتسم بتلقائية


-هل يعقل إنكِ تتركي زوجك المستقبلي وتتحدثين مع ملهمك جميلتي


ابتسمت إليه وتراجعت بجسدها للمقعد


-عرفت أنه هينقل النهاردة من بابا، كان لازم اتكلم معاه، اتجهت بنظرها إليه


-جاسر كويس جدا، كان نفسي تتعرف عليه، بس معرفش كل اجتماعتنا هو مبيكنش موجود


-لانه عاشق سيدتي ، والعاشق مجنون بالغيرة


ابتسمت بسخرية وأجابته


-عذرا سيدي، أنه عاشق لزوجته وليس لي، ألم أقل لك أنه سيتركنا من أجلها



❈-❈-❈



اومأ برأسه وتحرك ثم تحدث


-لكنني مازلت غير مقتنع جميلتي، فهناك شك لدي، ألم ترينه بالأمس، فهو كالطائر الذبيح


-يعقوب اصمت فالحديث الان لن يجدي..ايه سوف نذهب لتلك المشفى لتقابل تلك الجميلة


ابتسامة شقت ثغره فأومأ برأسه قائلا


-لم أصدق جنى، حتى اراها أمامي وأتاكد من وجودها


-هي يعقوب لا تقلق، فأنا متأكدة ..نعم لم اراها منذ زمن ولكني على يقين من أنها هي


اتذكر بحديث عمي عندما توفي والدها، كانت جميلة حقا، جلست معنا لبعض الوقت، ولكن القانون لن يتثنى بوجودها عندنا


اومأ متفهما، ثم استدار


-بماذا كنتم تتحدثون


ابتسمت عندما تذكرت حديثها، لمعت عيناها بالسعادة


-انه مجنون صديقي، صمتت ثم اتجهت بنظرها إليها


-انني خائفة من ردة فعل والدي، هل تظن أنه سيحزن عندما يعلم أنني فعلت ذاك حتى أظل بجواره


تنهد بحزن ونظر أمامه


-لا أعلم كيف يفكر عمك، ولكنني على يقين أن هناك أمر عند جاسر، ولابد انكِ تعلميه،


وضعت رأسها على زجاج السيارة وذهبت بشرودها لذاك اليوم بعد عملها بشركة يعقوب لمدة ثلاث شهور، رجعت من عملها مرهقة، اتجهت إلى منزلها وانعمت بحماما دافئا، حتى تزيل ارهاق اليوم، دلفت ربى إليها


-ايه يابنتي مش هتنزلي النهاردة عيد ميلاد فيروز، ودا أول عيد ميلاد ليها هنا في البيت


جذبت الغطاء وتحدثت بإرهاق


-مش قادرة راجعة مرهقة جدا، جذبت الغطاء


-لا لازم تقومي، دا غنى قالت لازم تحضري مخصوص، حتى جابتلك فستان إنما ايه يابت ياجنجون، رووعة رووعة ياروحي، انا وانتي وغنى هنلبس زي بعض، قومي متبقيش غلسة


مسحت على وجهها


-والله ماقادرة ياروبي، استمعت إلى صوت عز بالخارج ينادي إلى ربى



❈-❈-❈


خرجت روبي


-انا هنا ياحبيبي..وصل إليهما، دلف يوزع نظراته عليهما


-مالكم في ايه..جذبته ربى تحاوط عنقه


-قول لجنى تيجي عيد ميلاد فيروز، هتبقى وحشة لو مرحتش..صمت عز يطالع أخته بهدوء


-سبيها على راحتها ياروبي، بلاش تروح، وبعدين انت شايفة انها تعبانة


تركته متحركة إلى جنى


-والله ابدا لازم تقوم، قومي يابت يلا..صاح عز بغضب


-هو إنتِ مبتفهميش ياربى، قولتلك سببها براحتها..تصنمت ربى بوقفتها تنظر إليه بذهول


-بتقولي أنا الكلام دا ياعز، على العموم انا آسفة، قالتها وتحركت ..ولكن توقفت عندما استمعت لحديث جنى


-فين الفستان يابت، بتضحكي عليا، قالتها وهي تنظر إلى أخيها بمعاتبة ..تحركت تعانق ذراع ربى


-هتلبسيني وتمكيجيني، وتوصلني هناك، عجبك ولا لا


ابتسمت ربى من بين حزنها من زوجها تضمها


-ولو عايزة أشيلك كمان ياجنجون هشيلك..قالتها وهي ترمق عز بنظرات حزينة


كور قبضته، وأنب نفسه على ماقاله، ولكن ماذا يفعل الندم




❈-❈-❈


بعد قليل دلفت بجوار ربى وهي ترفع فستانها


-دا فيروز عاملة حفلة كبيرة، أنا مفكرة على قدنا بس


ابتسمت بسخرية وأردفت


-لا ياختي عاملة حافلة كبيرة، وعازمة صحابتها،معرفش عرفتهم فين، كويس أنها مش عند بابا كان زمانه ولع في البيت


دلفوا إلى شقة جاسر، قابلتهم فيروز


-ميرسي يابنات انكم جيتوا، الكل جوا، اتفضلوا، تحركت جنى إليها ثم أخرجت هديتها


-كل سنة وانتي طيبة العمر كله يافيروز..أمسكت الهدية وقامت بفتحها


-ميرسي ياجنى، بس عندي من الحاجات دي كتيرة، جاسر دايما يجبلي الحاجات دي


لم تعلق على حديثها، قدمت ربى هديتها


-اتفضلي يافيروزة،يارب تعجبك مش تتريقي عليها زي بتاعة جنى..وصل جاسر إليهما بابتسامته


-انا بقول المكان منور ليه، اتاري روبي وجنجون هنا


استدارت جنى


-عامل ايه يابني فينك محدش بيشوفك ..سحبها من كفيها


-مشاغل والله يابنت عمي، بس ايه الحلاوة دي، دا شكل الحفلة على شرفك ثم اتجه بنظره الى ربى


-لا قلبي كدا، قمرات الألفي، جذب أخته لأحضانه


-ايه الجمال دا ياروبي، لا عز ازاي خرجكم انتم الأتنين كدا


امسكته ربى من وجنتيه


-حبيبي ياجسورة، لا ولسة غنون جاية مع بيجاد هنشوف القمر بحق وحقيقي


حاوطها وتحرك للداخل خلف جنى التي دلفت بجوار تقى


جلس الجميع وبدأت الحفل كالمعتاد بالأغاني والمشاركات..خرجت غنى وجنى الشرفة ينظرن لجمال النيل


-المنظر هنا حلو أوي..وافقتها جنى الرأي


تعرفي نفسي في بيت في غابة، يحاوطه أشجار وبعيد بشوية يكون فيه بحر


ضيقت غنى عيناها:


-غابة ياجنى، ايه يابت عيشة الحيوانات المفترسة دي


أطلقت ضحكة ناعمة وضعت كفيها على فمها عندما ارتفعت ضحكاتها


-ايه التشبيه دا يابنتي، طب تعرفي بجد نفسي في كدا..قاطعهم دخول فيروز


-واقفين هنا ليه، ماتدخلوا جوا


أشارت جنى للنيل وأردفت


-المنظر هنا حلو، غير الهدوء معبر جدا عن شخصيتنا


رفعت حاجبها بسخرية مردفة


-لا والله، يعني احنا مش كويسين بنحب الدوشة، وبعدين لو تعبانة مكنتيش تيجي، قاطعهم وصول جاسر


-جنجون عصيرك ياقلبي،عارفك بتحبي الميكس، وغنونة قلبي مش ناسيكي


كانت غنى تنظر إلى فيروز بنظرات مستاءة


-ميرسي ياجاسر، انا ماشية، رفعت نظرها إلى فيروز


-كل سنة وانتي طيبة..أمسكت غنى كفيها


-استني انا كمان ماشية..ضيق جاسر عيناه:


-فيه ايه مالكم


أتت غنى للحديث، قاطعهم صوت فيروز


-اصل جنى مش مرتاحة ياحبيبي، شايف الكل هنا ثنائي وهي لوحدها


توسعت أعين غنى تنظر إليها بذهول


-تصدقي بالله لولا زعل اخويا مكنتش دخلت بيتك، انا جيت عشانه مش عشانك ، بجد انتي إنسانة مستفزة، قالتها وهي تنادي على بيجاد الذي يجلس بجوار ياسين


-في ايه ياغنى..أشارت بغضب


-فيه أن بنت عمك اتهانت من مراتك في بيتك ياحضرة الضابط ، وعلى فكرة يامدام فيروز، هي مكنتش جاية احنا لتحيلنا عليها، عشان منسبكيش لوحدك، بس طلعتي متستهليش


رفع نظره على جنى التي ابتعدت بنظرها عنه، ثم تركت كف غنى


-غنى انا ماشية بعد اذنكوا..تحركت سريعا للخارج وانسابت عبراتها على وجنتيها، وجدت المصعد مشغول اتجهت للأسفل عبر الدرج، ودموعها تفرش طريقها حتى اختفت الرؤية من أمامها



❈-❈-❈


لحظة صمت لشخص يجذبها لأحضانه


-آسف معرفش أقول ولا أعمل ايه عشان متزعليش..رجعت للخلف وهزت رأسها


-لا مفيش أسف، انا ال آسفة ممكن يكون قولت حاجة تزعلها


ازال دموعها بإبهامه


-جنى آسف، متزعليش من فيروز هرمونات الحمل، متزعليش منها حبيبتي


ابتسمت بسخرية وهزت رأسها


-مش زعلانة يابن عمي..


-أيوة عيطي يااستاذة جنى وفهميه أني وحشة، ماهو جاسر صدرك الحنين


جز على أسنانه وأشار إليها


-امشي من قدامي بدل ماورقة طلاقك توصلك حالا


نزلت درجة تعقد ذراعها وتنظر إلى جنى


-تقدر تقولي ليه الأستاذة رفضت العريس ال كان متقدملها من كام يوم، مع أنه كويس دا حتى ابن ظابط في الجيش، ولا ايه يااستاذة جنى، ولا أنتِ بتحبي العرسان الكتير حواليكي


ضغط على ذراعها بغضب


-امشي من قدامي متخلنيش افقد اعصابي..أزالت جنى عبراتها ورسمت ابتسامة


-مش يمكن بحب واحد ومستنية يجي يخطبني يااستاذة فيروز مع أن ميخصكيش


انحنت بجسدها تنظر لجاسر


-أيوة بقى هو مين دا ال بتحبيه، قولي للي بتقولي عليه اخوكي، ولا يمكن شيفاه حاجة تانية


صفعة قوية حتى ترنح جسدها، نظرت إليه بذهول


-بتضربني عشان كاشفة الأستاذة ال عاملة بريئة..بتر حديثهم هاتف جنى، نظرت للمتصل وكأنه طوق نجاة، ثم رفعت نظرها إلى فيروز


-مش هرد عليكي يافيروز، كفاية ال جوزك عمله، وعشان اريحك الشخص ال بقولك عليه جاي عشان يوصلني..فيه اتهامات تانية يامدام، ثم أجابت على هاتفها


ايوة يايعقوب اتأخرت، انا تحت هستناك، قالتها وهرولت للأسفل تهرب من قلبها اللعين


بينما الاخر الذي تصنم بوقفته ينظر بذهول لتحركها وكلماتها التي أطلقتها كرمح مشتعل أصاب صدره


اتجه ينظر لزوجته وتحدث مزمجرا


-من اللحظة دي انسي انك مراتي، كدا وصلنا لآخر حياتنا انت من طريق وأنا من طريق، أشار إلى بطنها، ودا إكراما لحملك مش أكتر، قالها وتركها متجها إلى الأعلى



❈-❈-❈


عند جنى


وصلت للأسفل وعبراتها تغرق وجنتيها


-ليه يابن عمي توجع قلبي كدا، استقلت سيارتها وهي تهز رأسها بغضب، فكلما تذكرت حديثها ينشق صدرها وتشعر بنيران تكوي قلبها، استمعت إلى رنين هاتفها


-الو ..قالتها بصوت متحشرج بالبكاء


-باشمهندسة، كيف حالك..توقفت بجانب الطريق


-الحمد لله..آسفة غلطت فكرتك عز ارجوك تسامحني


-لم انزعج سيدتي، صمت ثم تحدث


-هل تبكين..أزالت عبراتها


-ابدا، انا بسوق العربية، فيه حاجة..قالتها جنى حتى تنهي المكالمة


-كنت احتاج فايل المشروع، قاطعته سريعا


-بكرة هيكون على مكتب حضرتك، بعد اذنك انا سايقة ومش عارفة اتكلم مع حضرتك


باليوم التالي..ولجت اليه المكتب بوجه شاحب


-المشروع هنا عز راجعه وكله تمام، بس لازم حضرتك تشوفه بما انك شريك


-هل لي الحق اتسائل لماذا هذه العيون حزينة..رسمت ابتسامة


-وهل هذا من قوانين العمل سيد يعقوب!!


أطلق ضحكة مرتفعة ثم نهض من مكانه وهو يتجه إليها


-ياآلهي ماهذة الطفلة الشرسة..ابتسمت له تهز رأسها فلقد رسم ضحكتها


جلس بمقابلتها


-يعقوب أيوب المنسي ابلغ من العمر سبعة وثلاثون عاما، لم يسبق لي الزواج تربيت بالولايات المتحدة، توفي والدي بعمر الشباب، امتلك امبراطوريه للمعمار في الشرق الاوسط، وحيدا منفرد وابحث عن زوجة وقورة ، اريد زوجة لتربية اطفالي منهج دينهم


اغمض عين وفتح الأخرى قائلا بمزاح :


-زوجة عينيها باللون البني الذهبي، الذي يميل للون القمح، خصلاتها لا أعلم مالونها، مستديرة الوجه، مرفوعة الانف، ثغرها كحبة كريز بلونها، ضحكتها كقطرة ندى لورقة شجر


طولها لم تكن طويلة ولم تكن قصيرة، مرحة تحب الحياة، تعشق الرسم والتصوير، صمت للحظة وأكمل ماجعلها مذهولة


تعشق أحدهما ولكنه يبدو بالغباء، ترسم احلام بسيطة على تلال من الرمال الواهية


-هل لي اكمل حديثي ام هذا يكفي


-اتتحدث عني؟!


وضع ساقا فوق الاخرى، وأخرج تبغه الغالي ينفثه بهدوء:


-اعلم عنكِ كل شيئا، لم أجزم معرفتي كل شيئا، ولكن علمت ماهو اهم


-هل أخبرتك بشئ غير موجود بكِ؟!


ام انكِ تهربين من الحقيقة


-سعدت بمعرفتك وعرض الزواج المغري، ولكنك أجابت على سؤالك


-انني ابني اوهاما شاطئية سيد يعقوب


-اتعشقينه كثيرا!!


صمتت للحظات ثم رفعت نظرها إليه


-هل أسمح لك الخوض بحياتي الشخصية سيد يعقوب


هز رأسه رافضا وهو يدخن تبغه


-سيدتي لقد تفهمتي الموضوع خطئا، انا أفهم بنظرة العيون جيدا، فقمت بتحليل شخصيتك الجميلة


صمت للحظات ثم تحدث بأريحية :


-احتاج ديل بيننا، انا ابحث عن شيئا فكنت احتاج مساعدتك، هذا مااقصده


ضيقت عيناها متسائلة


-لم افهم ماتعنيه


-علمت أن لي ابنة عم بالقاهرة، ولا احد يعلم عنها شيئا، هناك من قال الشخص الذي يعلم مكانها جواد الألفي، حاولت معه كثيرا ولكن لم اخرج بمعلومة تصلني اليها، نحن مفترقان منذ عشرون عاما ولا أعلم عنها شيئا


-كيف لي مساعدتك، وكيف ستساعدني


احتاج معرفة مكانها، وجواد الألفي هو الشخص الوحيد الذي يعلم بمكانها،


هزت كتفها


-وهل ستظن أن عمي سيخبرني بمكانها


-اعلم أنه لن يخبركِ سوى في حالة واحدة وهي أن أكون فردا من العائلة، لانه خائفا عليها، وهذا احترمته كثيرا


جلست غير مستوعبة مايقوله ..برضو معرفتش انا ايه دخلني في الموضوع


-نحن نعمل مع بعضنا منذ أكثر من شهرين، واظن أن هذا وقتا كافيا لخطبتنا


هبت واقفة


-انت اكيد مجنون


ابتسم بهدوء وهو يحاوط المكان ثم اتجه اليها ونظر إليها بعينين ثاقبة


-اظن انكِ سترتاحين من الضغط، اليوم تحدثت مع والدك وعلمت الكثير والكثير، سوف اعمل معك ديل ...ادخل عائلة الألفي لأصل لأبنة عمي في مقابل اعطيكي الحرية كاملة حتى تنعمين بحبيبكِ، وقبل اي شيئا أنه يحبك وبحبك كثيرا وهذا علمته من خبرة سابقة جميلتي


تحركت بقلبا ينتفض الما


-سأفكر وارد عليك فيما بعد


خرجت من شرودها على صوت يعقوب


-لقد وصلنا جميلتي


استدارت إليه


-بلاش جميلتي دي، بتخليني اصدق انك خطيبي حق وحقيقي


قهقه بصوته الرجولي، ثم غمز بطرف عينه


-ايغار من جميلتي!!


❈-❈-❈



نظرت للخارج بحزن


- معرفش ليه معلق على الموضوع انا وافقت اساعدك بس انت بتفكر حاجات مش موجودة


ترجل من السيارة متجها إليها


-هيا انزلي جنى، انا لست بهذا الغباء، أننا رجال ونعلم النظرات



توقفت أمامه


-يعقوب انا وافقت على الخطوبة في مقابل اسافر ودا الحل الوحيد ال بابا وعمو يوافقو


أما موضوع جاسر دا مش بالي هو متجوز ومراته حامل، فبلاش تقنعني بغير كدا لو سمحت، هو بيحب مراته جدا، اكيد مش هيسيب مراته الحامل ويحبني، انا كنت قدامه


تحرك بجوارها


-اعلم أن النساء بهم ذرة غباء احيانا، ولكنني لا اعلم أن الغباء عندك قنبلة



موقوته عزيزتي ، انا اقول لكِ حديث وأنتِ تحاولين تغير نضجي الفكري


فالان سأصمت وليس لاقناعك



مرت الأيام سريعا الى أن أتى اليوم الذي تغيرت فيه أقدار الجميع



❈-❈-❈


بالإسكندرية كانت تجلس تضم حفيدتها


-شوفتي الجمال يانهى، واخدة ميكس من ياسمينا وأوس


ربتت نهى على كتفها


-ربنا يباركله فيها ويحفظها حبيبتي يارب


تناولتها نهى


-هتسميها ايه ياأوس..ابتسم إلى نهى، ثم نظر الى زوجته واردف


-هسميها مسك إن شاء الله ، عشان تبقى حياتها زي المسك


طبعت قبلة على جبينها


-حلو الأسم ياحبيبي تتربى في كنفك وكنف امها إن شاء الله



وصل بيجاد يطالعها غامزا


-معرفش البت دي طالعة وحشة لمين ياطنط غزل، مع إن ياسمينا ملكة، أن بقول شبه أبوها


لكمته غنى محذرة


-نعم ياحبيبي، ليه أوس وحش، دا مش موجود في عيلتك كلها


رفع حاجبه ساخرا


-بس ياهبلة، لوك لوك وخلاص، أنتِ شايفة البت وحشة عشان تقولي كدا ياعبيطة


ضحك الجميع على حديثه،


لكمته وتحركت


-انا مش هكلمك يابيجاد، قهقه وهو يجذبها لأحضانه


-طب وحياة حماي مااقدر على زعلك ياغنايا


أما في ذاك الركن الهادئ يجلس مالك بجوار تقى


-وبعدين انا متفق مع بابا على آخر الأسبوع تقوليلى هتسافروا اكيد بتستهبلي


رفرفرت بأهدابها


-مالك لو سمحت لازم تعذرني، بابا صمم نسافرله، وخصوصا بعد ما جواد ساب الشرطة


نهض مزمجرا بغضب:


-سافري، أنا استاهل اصلا


قالها وتحرك للخارج



جلس ريان بجوار جواد


-عامل ايه يا ابو نسب ثم اتجه بنظره لصهيب الذي يتحدث مع بيجاد وعمر ويضحكون


ابتعد جواد بنظره بعيدا وأردف:


-الحمد لله كويسين، انت اخبارك ايه، مبروك ولادك استلموا الشغل


تراجع بجسده


-إحنا كنا بنجيب العيال ليه ياجواد عشان الوقت دا، انا مش هفضل اتعب لوحدي، عمر ذكي وعارف الشغل شوية، وبيجاد بيتعلم بسرعة الحمد لله


اومأ جواد متفهما فأردف


-لسة عايز يعمل شركة سياحية برضو


ارتشف ريان من قهوته ثم أردف


-عملها ..بيجاد ميقدرش يبعد عن الجو كتير، لولا تعبي الأخير كان مستحيل يشتغل في الشركة


انت ايه اخبارك، وليه جاسر مجاش هو مراته، مكنتش قايل كلكم هتيجوا تقضوا كام يوم في الجو دا


حمحم جواد ثم أردف:


-عنده شغل، ومراته حامل وتعبانة، محبتش ارهقها في السفر، وخصوصاً جاين بالعربيات


تذكر شيئا فأ رد دف


-يوسف لسة في أمريكا، عز هيسافر عمل شراكة هو وأوس مع رجل أعمال


أشار بيديه قائلا


-خطيب جنى، ابن العقيد أيوب المنسي


اه فاكره طبعا، بيجاد بيشكر فيه، اعذرني معرفتش انزل الخطوبة


-لا ياحبيبي ولا يهمك عارف مشاغلك


نهض وأشار له


تعالى نقعد في التراث عند صهيب والباقي؛ فيه موضوع عايز اخد رأيك فيه



قبل قليل في منزل جاسر


❈-❈-❈



-جاسر أنا قدام البيت، بس مفيش بواب ممكن يكون راح يشتري حاجة


-طب ادخلي وأنا معاكي حبيبي، ابتسمت على كلماته العفوية، وتوردت وجنتيها


-لو سمحت يابن عمي بلاش كلامك دا، مراتك تموتني وخطيبي يزعل


زفر متنهدا، ثم ابتسم عندما تخيل خجلها من حديثه


-فيروز انا جيت، ولكنها توقفت


-جاسر مفيش حد، ولكنها تحدثت


-فيه حد برة هشوف..ارجع خصلاته للخلف متحدثا


-شوفيها وانا هقفل واكلمك بعدين..صمت ثم سحب نفسا وزفره بهدوء وأردف


-جنى فيه موضوع مهم لازم نتكلم فيه النهاردة قبل بكرة، للأسف الموضوع اتأجل اكتر من اللازم


قطبت مابين جبينها متسائلة


-موضوع ايه دا، على العموم متتأخرش، متنساش عندي سفر بكرة ولازم اجهز حاجتي تمام متقولش شغل ومش شغل


-لا مش هتأخر وعد ياقلبي المرادي مش هتأخر، انا أتاخرت كتير

توقفت عندما وجدت الكثير من الرجال يحاوطونها

جاسر فيه رجالة كتيرة في بيتك، توقف فجأة بالسيارة

رجالة ازاي !!

استمع إلى صوت أحدهما

البت اهي هاتوها..أسرعت تصرخ

-الحقني ياجاسر..استمع إلى أحدهما

-هتروحي فين ياروح أمك

هنا النفس انحبس في صدره، ونبضاته تتسارع، وعضلات لسانه تعطلت وكأنه أصيب بجلطة شلت مخارج الحروف وهو يتخيل أحدهما يستولى على ملكة قلبه، لحظات كعدد من السنين مرت عليه وهو عاجز إلى أن صرخ بها

-جنى حبيبتي روحي اوضتي واقفلي على نفسك كويس، غصة مريرة منعت تنفسه وجعلت جسده كاللهيب وهو يسرع بسيارته بسرعته الجنونية، كاد أن يفعل الكثير من الحوادث

دلفت سريعا الغرفة واغلقتها مثلما قال لها، استمعت إلى صراخه باسمها

-جنى سمعاني حبيبتي حاولي تتخبي أو دافعي عن نفسك، تذكر شيئا


-جنى عندك مسدس في على الكومودو افتحيه بسرعة وخليه معاكي، ياله حبيبي

بكت بشهقات وهي تراهم يدفعون الباب، صاحت عليه

-جاسر أنا خايفة، تعالى انقذني لو سمحت، صوت بكائها جعله كالمارد الذي يريد أن يشعل الكون بأكمله ..حتى انسابت عبراته رغما عنه، حاول السيطرة وهو يسرع بسرعته الجنونية

-حبيبي انا جايلك، اسمعيني كويس، شوفي المسدس ياله، افتكري انا دربتك عليه، فاكرة ياجنجون

صرخت عندما اشتد دفع الباب

انا مش فاكرة حاجة، جاسر ألحقني ..أغلقت معه ثم اتجهت إلى أخيها

-عز ألحقني حبيبي

هب فزعا

-جنى انتي فين ..بكت بشهقات وتحدثت

عند جاسر ، قالي روحي شوفي فيروز، وفيه ناس طلعولي وبيجروا ورايا

عز انا في اوضة جاسر وهم بيكسروا الباب

هرول للخارج فيما انتبه الجميع

-عز في ايه، تسائل بها جواد

هرول إلى سيارته

-جنى حد بيجري وراها عند جاسر، اتصل بالشرطة ياعمو يلحقو اختي . ..تحرك الجميع إلى سيارتهم ، رفع جواد هاتفه

-جاسر انت فين

-بابا ..الحقني،فيه حد عندي في البيت وجنى هناك لوحدها، معرفش مين يابابا..هموت لو حصلها حاجة

-طب أهدى حبيبي انت فين دلوقتي..قدامي خمس دقايق..

توقف جواد يمسح على وجهه وكأن عقله توقف

-جاسر أهدى انت متعرفش مين وعايزين ايه الشرطة هيكونوا عندك، بلاش تتهور، احذر حبيبي وانت داخل البيت تمام ياجاسر، خد بالك من نفسك ومن بنت عمك، واحنا في الطريق

❈-❈-❈

اتجهت إلى سلاحه ووقفت خلف الباب وهي تدعو الله أن ينجيها

كـُسر الباب ودلف رجل ذو بنية ضخمة يبحث عنها ..ارتجف جسدها والسلاح بيديها، رأى اثار لقدميها فاتجه إليها ثم فجأة جذبها من خصلاتها، أطلقت طلقة ولكنها لم تصبه، اخترقت الجدار

-انت بتلعبي معانا يابت، ثم تحدث إلى أحدهما

-البنت هنا ياباشا ومعاها مسدس كمان قالها متهكما

صعد الأخر سريعا، وجدها تحاول الفكاك من الآخر

سبها..قالها عديم الاخلاق ، نظرت حولها تبحث عن السلاح الذي سقط من كفيها

-عايز ايه ياحيوان، قالتها بجسد مرتعش..اقترب منها وفجأة جذب حجابها وقام بشق ثيابها بلحظة وهي تحاول الفكاك من قبضة الآخر وتركل بأقدامها وتصرخ

دفعها بقوة على الفراش يحاوطها بجسدها، يوزع نظراته على الغرفة

-الله ياولاد ، دا هيكون قنبلة لحضرة الظابط، بنت عمه مع عشقيها على سريره، صور يابني قالها وهو يقوم بتقبيلها بعنف،وهي تدفعه، وتلكمه، حتى مزقت وجهه بأظافرها محاولة الفرار، ولكنه كان كأسد مفترس، حيوان بري لا يعرف للرحمة موضع

بكت وبدأت تترجاه، ولكن هل لحيوان أو ذئبا أن يشفع لأنثى ضعيفة ويضعف أمام دموعها

صرخت وصرخت حتى امتلأت صرخاتها المكان وهي تحاول بكل قوتها الدفاع عن نفسها،قام بتمزيق ثيابها بالكامل، وحاول الاعتداء كحيوان بري ينهش بلحم فريسته، دفعته بقوة بمنطقته المحظورة وهو ترى أنها أوشكت على النهاية، فبكائها ورجائها لم يشفع لها ..تحركت سريعا من تحته وهي تبحث كالمجنونة عن منقذها، صاحت باسم مالك قلبها، رأت السلاح اسرعت لجلبه ولكنه كان الأسرع ف ركله بعيدا عنها، وجذبها وصوت ضحكاته كصوت اصوات صاخبة يكرهها الجميع، وضعت كفيها على أذنها عندما بدأ يلقي عليها ابشع الألفاظ البذيئة

أمسكت المصباح الكهربائي ذات الأضاءة الخافتة الذي يوضع بجوار الفراش،دفعته برأسه

تركها بعدما مزق ثيابها بالكامل، وظهور جسدها أمامه باستفاضة، نظر إليها بإعجاب وامتلكته الرغبة بها لا محالة..

جذبها ودفعها بقوة إلى الفراش، هنا انهارت قواها بعدما صفعها عدة صفعات على وجهها، حتى شعرت بالدوار ...وحاول الاعتداء إلا أن الله منصف المظلومين، وجدت نظراته إليها صرخة اهتز لها جدران المنزل باسم جاسر

-جاااااااسر...وكأن الله رحيم بك ايتها الفتاة، لينقذك من الذئاب البشرية

ترجل من سيارته سريعا وعيناه الثاقبة تدور بالمكان، هرول إلى الداخل

استمع الى صرخاتها باسمه، اصابه الهلع، وصعد درجات السلم سريعا حتى كاد أن يسقط على وجهه.عدة مرات تحرك وصوتها يصم آذانه كعويل إعصار جامح تتدفق منه امطار من نا

❈-❈-❈

صعد سريعا وقلبه ينبض بعنف خوفا عليها

هل شعر أحدكم بنحر عنقه بخنجر بارد

وقف مشدوها ملجم اللسان بل

تسمر بذهول وشعر كأنه طائر بترت أجنحته، فتسارعت نبضاته، همس اسمها بإرتعاش عندما وجد حالتها المزرية، شحب وجهه كمن سلب روحه لبارئها..تحرك بجسدًا مرتجف، وروحه تأن بأنين وتر مقطوع...هوى بجسده أمامها يهز رأسه بعنف وعيناه أصبحت كزخات المطر، يود لو يدمر الكون ومابه

جذبها يضمها بين ذراعيه، يود لو يخفيها بين ضلوعه، ضمها بقوة يسحقها

-حبيبتي ايه ال حصل، مين عمل فيكي كدا..ولكن لا يوجد رد، فكأنها جسدا بلا روح..أخرجها يحتضن وجهها بكفين مرتعشين ينظر إليها ملجم اللسان، اخيرا همست باسمه

-جاسر خبيني منهم حبيبي ، خبيني قالتها وهوت بين ذراعيه تتمنى أن لا تفيق ابدا

صرخ باسمها صرخة بكل ما لديه قوة، ولكن ماذا سيفيد صراخه، بعدما شعر ببرودة تجتاح جسدها

لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك فانهارت حصونه بشهقاته المرتفعة وهو يضمها إلى صدره ويصرخ بصوت تهتز له جنود السموات والأرض

نظر إليها بدموع الحسرة، والى ثيابها الممزقة وجسدها الذي يوجد به آثار الأعتداء، بكى وبكى حتى شعر بانقطاع انفاسه، وجفاف عبراته

حملها كأغلى شيئا يمتلكه لما لا وهي نبض القلب وشريان الحياة لديه

وضعها على فراشه بهدوء كبسكوت ناعم ملمس الشكل يخشى عليه من تكسيره واتجه إلى ثياب زوجته، وعبراته تغسل وجهه بنيران الذنب..اتجه إليها سريعا بجسد مرتجف، وقلبا يأن بألم العالم كله

قام بإلباسها ثيابا أخرى بيد مرتعشة، وضع جبينه فوق جبينها وانسابت عبراته حتى أغرقت وجهها

-وحياتك عندي ياأغلى من روحي لأجبلك حقك من كل كلب ال نهشوا في لحمك حتى لو كانت أم ابني نفسها

جمع خصلاتها التي وجدها يكفيه ممزقة، كور قبضته يعض عليها يريد أن يحرق الكون على مارآه من غاليته ..حملها بعدما اكمل ثيابها كاملا يضمها لصدره كالأم التي تحمل رضيعها ...قابله أحد الضباط والشرطة التي ملأت المكان، بوصول مليكة وجواد حازم

ذهل جواد من حالة جاسر المزرية، وهو يحملها بأحضانه

-جاسر ايه ال حصل، جنى مالها، كذلك مليكة التي توقفت أمامه، مالها بنت عمك ياحبيبي

تراجع بعيدا وهو يضمها لصدره يريد تخبأتها داخل ضلوعه

تراجع يهز رأسه ،لا يريد أحدًا أن يراها لو أحس احدكم بما أصابه بتلك اللحظة التي اعترت فؤاده، لبكت السماء تألما على حالته

ضمها متراجعا لسيارته، بكت مليكة عندما وجدته بتلك الحالة تعصر عيناها ألما، تنظر إلي جنى التي بأحضانه ويضمها بقوة،كأنه يخبيها عن العالم أشارت إلى جواد

-ألحق ابن خالك ياحبيبي شكله مش حاسس بحاجة

-ماما اوعي تقولي حالة جاسر دي أن جنى حد اغتصبها

بكت بشهقات وهي ترفع أكتافها للأعلى، ثم تحركت متجهة إلى سيارة جاسر

استقل السيارة بالخلف ومازال يضمها لأحضانه، منتظر جواد يقوده للمشفى

كانت نظراته عليها وحدها، ركب جواد ومليكة السيارة دون حديث، ينظرون لدموعه التي كزخات المطر، نزل جبينه على جبينها

-افتحي عيونك حبيبي، جنى ...خرج اسمها من بين شفتيه محترقة بآهة عميقة شقت صدره ...جنىىىى خرجت من جوف حسرته وهو يضمها بقوة ويهز رأسه رافضا مايصير لها

نظر جواد إليه من خلال المرآة وارتجف جسده فاردف

-جاسر ايه ال حصل، وايه ال وداها عندك

كإن لا يسمع ولا يرى، عيناه عليها فقط، يتلمس وجنتيها الشاحبة بأنامله

همس بجوار أذنيها

-جنى حبيبة قلبي بلاش تعملي فيا كدا، هموت ياجنى، هموت ، افتحي عيونك يالا

ولكن لا أحد يستجب

مازال جبينه فوق جبينها وبكائه يزداد حتى فقد جواد أعصابه صارخا به

-انت يلا اسكت، وقولي ايه ال حصل

طبع قبلة مطولة على جبينها هامسا

-وصلني المستشفى بسرعة ياجواد، جسمها بيبرد، بسرعة ياجواد

امسك كفيها يدلكه، وينفخ به

-لا اكيد مش هتعملي فيا كدا، لا مستحيل تموتيني كدا، هزها بعنف عندما وجد الشحوب يسري بوجهها بالكامل

ترجل سريعا من السيارة وولج للداخل يصرخ بالأطباء

-دكتور هنا، حبيبتي بتموت هنا ...صرخ بها حتى اجتمع المسعفين وبعض الأطباء حوله

اتجه بها لأحدى الغرف بعدما رفض أحد حملها، وضعها على الفراش بهدوء، ينظر إلى الطبيب

طمني عليها لو سمحت

-لو سمحت اطلع برة عشان نشوف شغلنا، ولج جواد ومليكة، جذبه جواد للخارج، بينما ظلت مليكة بالداخل

هوى على الأرضية الباردة وكأنه فقد روحه بالكامل، فأصبح جسدا خاليا من النبض

❈-❈-❈

عند فيروز قبل قليل

خرجت من المطبخ استمعت إلى صوت هاتفها

-أيوة ياماما فيه ايه

-فيروز تعاليلي بسرعة عايزاكي دلوقتي

ارتشفت عصيرها قائلة

-لا ياماما لازم استنى الست جنى، بعدين ..بترت حديثها ، عندما

استمعت إلى حركة بخارج المنزل، أغلقت الهاتف ووضعته على رخامة المطبخ ثم اتجهت للخارج، وجدت بعض الملثمين يهجمون على المنزل، هرولت للخارج بعدما وجدت أحدهم يشير إلى المنزل وضربه لبواب المنزل..ظلت تسرع في الشوارع واحدهما خلفها، ولجت إلى إحدى الشوارع تمسك احشائها عندما شعرت بألما يفتك بها

جثت على الأرض بعدما وجدت الدماء تنسدل منها، بكت حينما اشتد الألم ،فجلست على الأرضية تحتضن احشائها، وجدتها إحدى المارة

-مالك يابنتي قاعدة كدا ليه

أمسكت كف السيدة كالغريق الذي وجد منقذه

انا حامل وبنزف

أشارت السيدة إلى سيارة أجرة واتجهت بها إلى المشفى

وصلت الى المشفى بوقت قياسي بسبب قربها منها

بعد الكشف المبدئ تحدث الطبيب :

-للأسف الجنين نزل، ولازم تدخل عمليات، هذا ماأردفت بها الطبيبة

ثم نظرت إلى السيدة وأردفت

-لازم جوزها يكون موجود...

عند جاسر وجواد

خرج الطبيب من غرفة جنى، هب متجها اليه

-ايه يادكتور جنى مالها

نظر بأسى للأسفل

-دي شبه جناىية، ومحاولة اغتصاب وحشية، للأسف المريضة مش بتستجيب للعلاج وشاكين أنها دخلت في غيبوبة، المريضة حالتها متأذية لازم اخبار الشرطة

هنا انهارت قواها وجثى بركبتيه، عندما شعر بشلل بكافة خلايا جسده، يود لو يصرخ ويملأ الدنيا صراخا حتى تزهق روحه لبارئها

الفصل السادس من هنا



 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-