رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الرابع 4 بقلم سيلا وليد



رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الرابع 4 بقلم سيلا وليد 



الفصل الرابع

كان يعلم أن حزني عميق، ومع ذلك أحزنني .!"

‏كنت انتظر لو عاد معتذراً .. !!!؟؟؟؟

لدفنت رأسي بضلوعه ››

لأخبرته بكل لحظه مرت ولم يكن بها ››

لأغسل قلبه بدموعي ..!

لأجعله يدرك خطأ مافعله بي ..!

ثم ألملم أشتاتي من بين ذراعيه »›

وأرحل بعيداً عنه ....

من قال أني قبلت إعتذاره ...؟؟!

يطلب مني اصف حالتي وأنا التي

لم أعرف كيف اصف مكان وجعي

كيف لا يشعر به إنهُ وجع الروح وأنا لا اعرف اصفه ،

كيف وهو لا يشعر بأن روحي روحه؟!

ليت احدًا يخبره

أنا التي توجعت حتى فاض الألم اوجعي

انا التي اخترق قلبي بالحزن، ولم يشعر به أحدا،

حتى هو كان لي القاضي والجلاد

"سعيـد أنا من بعدك"

❈-❈-❈

قبل حفل الخطوبة بيوم

استيقظ على. رنين هاتفها

-فيروز شوفي مين بيتصل

-أيوة ياماما..قالتها بصوت متحشرج من النوم

-لا ياحبيبتي النهاردة عندنا خطوبة بكرة هجيلك

تأفف قائلا

-ممكن تسبيني انام ..اطلعي كلميها برة، انا لسة راجع من الشغل

-والله لو مش عجبك ممكن تروح تنام في أي مكان ياحضرة الظابط

نهض دون حديث، واتجه إلى الغرفة الثانية

ألقى نفسه على الفراش محاولا السيطرة على غضبه

ظل يتقلب فترة، إلا أن ذهب بسبات عميق من شدة ارهاقها

بعد فترة دلفت إليه

-جاسر، قوم الساعة تمانية وانت لسة مجهزتش

فتح عيناه بإرهاق ينظر بساعته ثم أردف

-انزلي أنتِ ..انا تعبان وعايز انام ..جلست على الفراش وصاحت غاضبة

-مينفعش طبعا ازاي احضر الحفلة من غيرك، يلا قوم، وبعدين الست غنى تحت وأنا بضايق من جوزها قليل الادب

اعتدل ثم ألقى غطائه، رفع عيناه التي يغشاها النوم قائلا

-غنى ال بتتكلمي عنها دي، لو بابا سمع كلامك دا صدقيني هيرميكي برة البيت دا، يعني من الاخر كدا الزمي حدك، تاني حاجة ياست فيروز


اخواتي مش هسمح بالغلط معهم، جنى وقولت من حقك بتغيري منها، إنما اخواتي مالك ومالهم

نهضت تطالعه بغضب

-دا بدل ماتخاف على مراتك وشكلها قدام الناس، اه من حقي اغير من جنى، مالك بتقولها بتريقة كدا

زفر بغضب..فهب من مكانه يمسكها بعنف

-عارفة لو مش حامل كنت عملت فيكي ايه، أشار إلى باب الغرفة وصاح بغضب

-كنت رميتك برة، انا معرفش انت مين، انا اتجوزت واحدة تانية، غير ال قدامي،،

قالها وهو يدفعها بعيدا عنه

أشارت إلى نفسها بحزن وانسابت دموعها

-الكلام دا ليا ياجاسر عايز ترميني برة البيت، اومال فين وعدك ليا

توقف يكور قبضته ثم استدار

انا لحد دلوقتي باقي على حياتنا ال انتي بتحاولي تضيعها يافيروز

اتجهت إليه والقت نفسها بأحضانه

-أنا بحبك ياجاسر وبعمل كدا من غيرتي عليك، كل ما افتكر حبك لجنى بتجنن

لف ذراعيه وحاوط خصرها

-فيروز جنى اتخطبت، وانا متجوز وانتي حامل، يعني من الاخر حافظي على حياتنا، لو سمحتي حافظي عليها، وطلعي جنى من دماغك

-وانت هطلعها من قلبك ياجاسر

أطلق تنهيدة مرتعشة من عمق ألمه يهز رأسه غاضبا من حديثها

-كلامك دا بيخليني افكر فيها، لو سمحتي بلاش تضغطي عليا بأسلوبك دا، فكري ازاي تحافظي على حياتنا

-بتضحك عليا ياجاسر مش كدا

عارفة انك كذاب وبتضحك عليا

استدار مشيرا إليها بسبباته

-اسمعيني ودا اخر كلام بينا عشان كدا انتي بضيقيني

-جنى لحد دلوقتي اختي، متخلنيش اعمل حاجة تندمي عليها ..قالها ودلف إلى مرحاضه

بعد عدة ساعات

ولج راكان وهو يحاوط ليلى ، دنت منه متسائلة:

-حبيبي الحفلة شكلها حلو، مش عايزة نمشي بدري من فضلك

قوس فمه بسخرية:

-على حسب المزاج يالولة، هزت رأسها مبتسمة

-مفيش فايدة فيك حبيبي، بتر حديثهم وصولهم إلى جواد

-اهلا حضرة اللوا، الف مبروك

ابتسم جواد

-اذيك ياراكان..نورت وشكرا لقبول الدعوة، ثم اتجه بنظره الى ليلى

-نورتينا يامدام ليلى..هزت رأسها بابتسامة

-ميرسي...أشار بيديه على أحدى الطاولات..حاوط راكان المكان بأنظاره متسائلا:

-جاسر مش موجود ولا إيه؟!

قطب جبينه وأكمل

-اوعى تقولي أنه في الشغل

بحث جواد بعينيه ثم أشار إلى عز عندما وجد اختفائه مع جنى

-اهلا ياحضرة المستشار نورتنا ..اومأ راكان برأسه

-نورك يا باشمهندس

همس جواد إلى عز

-شوفلي جاسر فين مش باين..

اتجه عز سريعا يبحث عنه

عند جنى وجاسر

قبل قليل

تحركت جنى برفقة تقى ورُبى إلى داخل الحفلة..ولكنه توقف أمامهم

-روبي عايز اتكلم مع جنى،. واقدملها هديتها

صفقت تقى

-اوووه حضرة الظابط الهمام جايب هدية لجنجون، ومش عايز حد يشوفها

أمسكت ذراعه

-والنبي ياجاسر اشوف الهدية، كانت نظراته عليها وحدها، طلتها بذاك الفستان جعلها كأميرة اساطير

تحدث ونظراته عليها

-مينفعش ياتقى، أصلها بأسمها هي بس، اخفضت نظرها للأسفل من نظراته التي جعلت قلبها كآلة موسيقية

-حبيبي إنت كويس!!

تسائلت بها ربى عندما وجدت تجهم ملامحه ونظرة الحزن بعينيه..سحب كفيها وأجاب أخته

-لأ ..مش كويس، قالها وتحرك بها إلى أحدى الأماكن الهادئة

توقفت جنى بضعف من سيطرته الكاملة عليها، حتى شعرت بأنها ستبكي لضمه فقط

-جاسر فيه ايه، وايه الهدية ال صعب انك تدهالي قدام اخواتنا

دفعها بقوة على الحائط، يجز على أسنانه وتحدث مزمجرا :

-عارفة لو كنتي صريحة معايا من الأول مكناش وصلنا لكدا

خانتها ساقيها ورغما عنها بدأ جسدها يرتعش تحت يديه، حاولت التنفس وسحب بعض الهواء، ولكن كأن الهواء سحب بالمكان ولم يوجد سوى رائحة عطره، ارتفع تنفسها وحاولت الحديث

-جاسر سيب ايدي، أنا مش فاهمة كلامك، معرفش انت بقيت عدواني ليه كدا

بمقلتين متقدين كجمرتين من قعر جهنم وبعصبية مفرطة صاح غاضبا، يضغط على رسغها

-ليه غبية ومش فاهمة معنى كلامي، مش جواد ال كنتي هتموتي عليه، وبحبه اوي وعايزاك تساعدني عشان بابا يوافق، وهو الحيوان ال رسم الدور عليا ويقولي ساعدني ياجاسر واقنع خالو

دفعها بقوة تارك يديها

-كنتوا بتلعبوا عليا..انحنى ينظر لمقلتيه بنيران الغيرة يريد أن يصفعها بقوة

-عملتلكم ايه انتو الأتنين، عشان تلعبوا بيا، دا أنتِ كنتي روحي، مكنش ينفع يوم يعدي عليا من غير مااعرف تاريخ يومك بالكامل ..ليه تعملي فيا كدا

ارتعشت ملامحها واحست بدموع غادرة تتجمع تحت اهدابها الطويلة، رفعت نظرها إليه

-على الرغم مش فاهمة كلامك، بس عايزة أكدلك حاجة مهمة يابن عمي، انت مش بس روحي، انت حياتي كلها، وعمري مافكرت اضحك عليك، بالعكس ..سحبت نفسا واحتضنت كفيه بين راحتيها

-لو طلبت روحي مش هتأخر، ومقدرش على زعلك ابدا، رغم كسرك ليا، بس مقدرش ازعل منك مهما تعمل، تصنم جسده من حديثها ولم يشعر بنفسه الا وهو يجذبها

جذبها بعنف لأحضانه، بكت بشهقات بأحضانه، وانسابت دموعه رغما عنها

-اسف ياجنى، اسف سامحيني، بس قلبي وجعني ومش متقبل بعدك عني

حاوطت خصره وبكت بشهقات

-ولا أنا ياجاسر، بس دي سنة الحياة، وانت بنيت حياة حلوة، ساعدني ابعد عن جواد وابني حياتي، انا مكسورة ياجاسر، مش عايزة اقع اكتر من كدا

أخرجها من أحضانه واحتضن وجهها

-ولا عاش ال يكسرك ياجنجون، أنا هفضل في ضهرك بس عندي طلب

رفرفرت بأهدابها المبتلة متسائلة:

-طلب!!..اومأ برأسه، يزيل عبراتها بإبهامه بهدوء قائلا

-بلاش يعقوب دا، مش لايق عليكي، ليه مستعجلة، ادي قلبك وقت عشان تنسي جواد صح

انزلت كفيه وهزت رأسها رافضة، ورسمت ابتسامة على وجهها

-جاسر ..يعقوب شخص جميل ومتفاهم جدا، واحنا قعدنا مع بعض، وكل واحد مننا قال لتاني هو عايز ايه

حاول السيطرة على أعصابه، فتحدث بهدوء

-مش شايفة فرق السن ياجنى، دا شكله كبير غير انا محبتوش

خرجت ضحكة رقيقة من بين شفتيها

-ايه ياجسورة، الي يسمعك يقول غيران منه

-اه غيران مش من حقي..ابتلعت غصة وخزت جوفها بأشواك حادة ثم نظرت لرماديته

-دا عز معملش ال عملته، دا ايه الأخوية المجنونة دي

دنى منها بخطوات متمهلة، وكأنه يخطو فوق النار يحمل غصته داخل روحه

-بس دي مش غيرة أخوية،

أحست بقبضة تعتصر قلبها فابتلعت ريقها الجاف بصعوبة تحاول استنتاج أفعاله الأخيرة معها فتحدثت بنبرة مهزوزة

-اومال غيرة ايه، ياجسورة، ايه نسيت انك وعز اخواتي، ورغم ارتعاش قلبها وتمنيها رفضه كلماتها، إلا أنه أومأ برأسه وتحدث:

-أيوة صح، شكلي نسيت ياجنجون، انا عندك زي عز، وجيتي واعترفتي لي بحبك لجواد

حاولت تغيير الحديث، فنظراته لها اليوم تحكي الكثير والكثير

-قولت جايب هدية، ايه رجعت في كلامك، ياله هات الهدية، اتأخرت مينفعش كدا ..يقولوا العروسة هربت

❈-❈-❈

زفرة محملة بلوعة عشقه لها ممزوجة بحزن قلبه تحررت من بين أنفاسه، وهو يطالعها بصمت ، ثم نطق بما شطر قلبها عندما أردف

-قلبي ..قالها ونظراته تغرز ببنيتها يستشف منها أي شيئا

اهتزت نظراتها وارتعشت شفتيها، من كلمته التي خرجت مطعونة لقلبها برمح مشتعل

-قلبك..بتقولي هديتي قلبك ياجاسر

تحركت خطوة تنظر لرماديته التي تكونت بها دموعه

-ليه مُصر توجعني يابن عمي، ايه ال بتقوله دا

اصيب بشلل كامل وارتجف قلبه من كلماتها التي مزقت نياط قلبه، يعض أنامله ندما، حاول السيطرة سريعا على مشاعره فابتسم وهو يضع كفيه بجيب بنطاله

-ايه ياجنجنون، قلبي ماينفعش هدية يابت، حافظي عليه وخليكي دايما فاكرة وقت ماتحتاجيه هتلاقيه

أحست بوجع يغزو اضلعها وكأن أحدهم ضرب قلبها بخنجر عندما استمعت لكلماته المهتزة فأردفت

-هتفضل طول عمرك جنبي ياجاسر، واول واحد بعد بابا وعز هألجاله ..خليك واثق أن مكانتك مستحيل حد يقرب منها

-حتى يعقوب ياجنى..أردف بها ومازال يحاوطها بنظراته

ابتسمت على غيرته المجنونة، واقتربت تعانق ذراعيه

-ولا ميت يعقوب ياجاسورة، صدقني مفيش حد يقرب من مكانتك عندي متخافش

نظر لذراعها المتشابك بذراعه واحتضنه قائلا

-طب لو قولتلك عشان خاطري، بلاش توافقي على الجوازة دي، هو مينفعكيش

-انت مستكتر عليا السعادة ياجاسر، ليه مش عايزني ابني حياة جديدة، مش احنا اتفقنا

وصل عز اليهما، توقف جاحظا عيناه وهو يرى أخته بأحضان جاسر كعاشقان، اهتز داخله واسرع إليهما، ثم صاح غاضبا

-ممكن اعرف بتعملوا ايه هنا

استدارت جنى مبتسمة

-عز..عارفة اتأخرت ، آسفة حبيبي، كنت بقول حاجة لجاسر، جذبها عز من رسغها وهو يطالع جاسر بصمت ثم تحرك بعض الخطوات، ولكنه توقف عندما استمع لحديث جاسر

-ازاي جالك قلب تخليها ترتبط بواحد زي يعقوب دا، منعرفش عنه حاجة

استدار عز إليه واردف بهدوء رغم نيران قلبه المتقدة اتجاه جاسر قائلا

-جاسر لو عايزنا نفضل اخوات ابعد عن حياة جنى، وبدل انا وبابا موجودين انت ملكش حكم عليها، صمت للحظات ثم أكمل

-حتى لو مش موجودين انت اخر واحد تتكلم في الموضوع دا..وضع كفيه بجيب بنطاله واقترب منه، وتعلقت نظراتهما ببعض

-ليه ياصاحبي، شايفني مش كويس، ومستهلش أقول رأيي

جذبها متحركا وهو يتحدث

-بالظبط كدا، يابن عمي، متستهلش تقول رأيك

-ياااااه، دا انت شايل وشايل أوي ياعز

تحرك عز دون حديث،فبعد إهانة فيروز لأخته، وصمت جاسر وهو تلاشى وجوده

توقف عز أمام جنى

-كنتي بتعملي ايه مع جاسر دلوقتي ياجنى، يعني خطيبك برة وجاية توقفي مع جاسر، دي جنى ال مستني قوتها

رفعت نظرها إلى أخيها

-عشان دا جاسر ياعز، وياريت تحافظ على اهانتك له، هو مالوش ذنب عشان تعاقبه بطريقتك دي، انا حاسة أنه مهموم وموجوع، رغم زعلي منه بس مقدرتش اشوف وجعه

تحرك جاسر بجوارهم دون حديث،

جاسر..قالتها جنى بابتسامة

-ايه هتمشي اومال مين هيدخل بيا للناس، وبقالك ساعتين تقولي شعر في الأخوة

اتجه بنظره لعز وأردف

-بس إنتِ مش اختي ..قالها وتحرك..ارتجف جسدها ونظرت لأخيها بعتاب، ثم أسرعت خلفه

-استنى يلا..توقف مستديرا، ينظر إليها بذهول

-يلا..اتجننتي يابت، بتقولي يلا

اتجهت لأخيها

-ياله بقى متبقوش غلسين، انتو الاتنين هتدخلوا بيا، وزعت نظراتها بينهما

-مفيش أغلى منكم، والولا فارس البارد كمان له نصيب

كان يطالعها بنظراته المتألمة، ود لو يختطفها من الجميع، ولكن ماذا عليه أن يفعل، لقد زهقت روحه وقضي الأمر

تحرك عز وجذب كفيها يرمق جاسر الذي نظراته عليها وحدها

-معقول جاسر يكون بيحبها،هز رأسه رافضا الفكرة

-لا هو بيحب مراته، حمحم متحدثا:

-جاسر اطلع بجنى انت وأنا هعمل تليفون..قالها بمغذى حتى يشعر بالارتياح

بسط كفيه واحتضن كفيها الذي شعر ببرودته، فابتسم ساخرا

-ال يشوفك كدا يقول البت داخلة على الأعدام..قالها وهو يجذبها ويتحرك دون الألتفات إلى عز

وصل أمام جواد وصهيب الذين صدموا من دخوله بها

-العروسة ياجماعة بعد اذنك طبعا ياعمي، ثم اتجه لوالده

-ماهي اختي برضو مش كدا ياحضرة اللوا

كان جواد يطالع ابنه بصمت، يشعر بنيران قلبه، فاقترب بعد ما وجده مازال يحتضن كفيها وكأنه عريسها، في حين توقف بيجاد يهمس لغنى

-اخوكي واقع وحياة حماي

طالعت جاسر بحزن واجابته:

-كنت شاكة للأسف، ضيق عيناه مستغربا حديثها

-ليه ياغنى متكلمتيش قبل جوازه من فيروز، انا البنت دي عمري ماارتحتلها ابدا، وانا متاكد انها مش هتسكت على جاسر

تحركت غنى لا اردايا متجهة إلى أخيها، توقفت بجواره، وأحاطت خصره

-حبيبي الحنين، ترك كف جنى، وحاوط خصرها

-غنون قلبي..جذبته بعدما وجدت نظرات جواد المتألمة عليه

-تعالى معايا، عشان ناوية أرقص معاك الليلة

وصلت فيروز ونيران الغيرة تأكل احشائها

-كنت فين دورت عليك..ابتسم بحزن وهو يطالعها

-كنت مع جنى، ايه فيه حاجة

جذبت كفيه وتحركت من أمام غنى التي وقفت بجمود لا تعلم ما عليها فعله، أخيها يعشق ابنة عمه التي تعشقه هي الاخرى، ولكن للقدرهنا رأيا آخر

بدأ حفل الخطوبة بالموسيقى الهادئة وجلوس العروسين

أخرج يعقوب خاتم الخطوبة لأرتدائه لجنى

كان الجميع يقف بمجاورتهم

سوى جاسر الذي ابتعد عن المكان، صاعدا لأعلى منزله، كأنه يريد الأختلاء ومعاقبة نفسه الآف المرات على ما فعله بها

بالأسفل بحث باسم عنه

-فين ابنك ياجواد..اجابه جواد دون أن ينظر إليه

-معرفش، مش انت أبوه شوفه وديته فين ياصاحبي، اتجه بنظره إليه:

-ليه ..ليه تقرر حاجة بعيد عني، دي الأمانة ال قولتلك تحافظ عليها

جز باسم على أسنانه يوزع نظراته على الجميع

-عشان دا اسلم حل يابن الألفي، كان لازم اعمل كدا

ضغط جواد على ذراعه

-دا ابني ياباسم، عارف يعني ايه، يعني روحي ال ممكن اهد الكون عشانه

انت اتصرفت من غير مترجعلي، بس ملحوقة، وحياة صحبيتنا لأندمك على قرارتك الغلط دي

ثم رفع نظره إلى فيروز وابتسم بسخرية

-شوف اختيارتك ياسيادة العقيد، وانا بأكدلك دي هتكون نهايتنا كلنا

تحرك متجها إلى راكان الذي يقف بجوار عز وصهيب، رفع هاتفه وتحدث

-دقيقة والاقيك قدامي هنا، وإياك تتاخر، قالها ثم اغلق الهاتف متجها الي راكان وصهيب

وصل بعد قليل

-راكان باشا منورنا، يامرحبا...قالها جاسر بهدوء

لم يعلق راكان سوى بابتسامة

-دا نورك ياحضرة الظابط، كويس انك اخيرا شرفت ونولت شرف وجودك قدامي

تهكم جاسر وهو يطالعه بصمت

-أيوة اعرف انك غالي عشان اتكرمت وخليتك تشوفني

أطلق صهيب ضحكة

-ايه يلا مالك ..دا حتى راكان من أول ماجه مابطلش سؤال عنك

رفع حاجبه ساخرا

-عارف، وعشان كدا جيتله اهو، دنى يهمس له

-هتلعب عليا هلعب عليك ياحضرة المستشار، خلي بالك من كلامك

رفع جانب وجهه بشبه ابتسامة فأردف

-صعبت عليا، فجيت اشوف صاحب السعادة هيعمل ايه

ضغط على الكوب الذي بيديه حتى كاد أن يهشمه فأردف

-اصلك معشتش الوجع والألم ال انا حاسس بيه دلوقتي

ضحكة خرجت من راكان فأردف متهكما

-مش بقول غبي ياحضرة الضابط...بص حواليك كدا، وشوف الصمت على وشوش الجميع، رغم أنه فرح ..ياريت تفكر كويس ، اتجه إلى جواد الذي وصل إليهم هو وصهيب

-جاسر أنا بقولك قدام حضرة اللوا، الطريق ال ماشي فيه هيخسرك

اتجه جواد إليه بتركيز

-ايه ال حصل..أشار راكان عليه

-حضرة الظابط مدخل نفسه مع ناس تقيلة هو مش قدهم وممكن يؤذوه

ضيق جواد عيناه متسائلا

-قصدك مين ..ابتلع جاسر ريقه

-راكان مزود الموضوع ، مفيش دي قضية عادية واتحكم فيها

-يعني ايه، وازاي انا معنديش علم بيها..في ايه

على رغم من نظرات جاسر إلى راكان ولكن راكان نظر إلى جواد

-فيه ولد عاكس اخت صاحبه، وطبعا البنت عملت قضية تحرش، اخوها ظابط زي جاسر وضمنت القضية، بس الولد باباه واصل ووقف كل حاجة ، وطبعا ابن حضرتك عامل

فيها حامي الحمى

تحرك جواد بعدما وجد أحد اصدقائه متجهين إلى صهيب

-كان لازم حضرتك تتكلم يعني..اومأ راكان رأسه

-ال عملته في الاخر مش هيسكتوا عليه، انك تحبس الولد وتعمل قضية لخطيبته

انتزع سيجاره من كفيه وبدأ يدخنه

-مالكش دعوة، خليك في مصايبك، ثم اتجه بنظره الى ليلى التي تقف بجوار غنى ورُبى

-حلوة مراتك خلي بالك منها،قالها متحركا للبعيد

-ماشي يابن الألفي، قالها وهو يخرج دخان تبغه بغضب

❈-❈-❈

عند جنى ويعقوب

بعدما ألبسها خاتم الخطبة، رفع كفيها وطبع قبلة عليه

صفق الجميع، في حين توردت وجنتيها، تسحب كفيها

-يعقوب ايه ال بتعمله دا، عيب، احنا مش مكتوب كتابنا

قهقه عليها ثم جذبها لأحضانه أمام الجميع

-لا..صغيرتي، تبدين طفلة جميلة بكلماتك هذه..فمهلا على قلبي المستوطن بين اضلعي، فانتِ تملكتيه بعفويتك وجمال عيونك وبرائتك

كانت تنظر إليه مشدوهة من كلماته

-يعقوب مينفعش، قالتها وهي توزع نظراتها بين الجميع خجلا

-حاوط أكتافها ينظر إلى صهيب

-عذرا سيد صهيب،فأميرتك اذهبت عقلي، وأنا أكد لك أن هذه الأميرة منذ آلان أصبحت ملكي ولا أحد عليه الإقتراب

كان يقف بعيد بجوار زوجته يضع كفيه بجيب بنطاله، يضغط على كفيه فهو الآن أصبح كالمارد الذي يريد أشعال الكون بأكمله

تنهد بوجع وتراجع بجسده يستند على الجدار..توقف عز بجواره

-آسف ..عارف انك زعلان مني، بس غصب عني

استمعت فيروز إليه باهتمام ثم تسائلت

-ايه ال حصل..

-محصلش حاجة، روحي بارك لجنى، انا عندي مشوار، قالها وتحرك سريعا دون ان ينظر لعز

كانت نظرات جواد عليه، أطبق على جفنيه،عندما استقل سيارته وتحرك للخارج

بعد انتهاء حفل الخطوبة، رجع إلى منزله، اتجه للمسبح وجلس يتمدد على الشازلونج

مطبق الجفنين، شعر بأحدهم يجلس بجواره

اعتدل ...عمو صهيب انت لسة صاحي، الساعة تلاتة

جلس بجواره يربت على كتفه

-مالك ياحبيبي، حاسك مهموم،من الصبح وانت بتبعد عن الكل، حتى حفلة اختك مش حضرتها

-بس جنى مش اختي ياعمو،،اردف بها سريعا دون أن يتحكم بمشاعره

اومأ صهيب برأسه

-عارف أنها مش اختك، زي ماانا عارف، لا إنت جواد ولا هي غزل ياحضرة الظابط

اتجه بنظراته لعمه، والحزن حفر ثقوبا داخل قلبه يتسرب الألم كما تتسرب الموسيقى من قصب الناي

-ياريتك ضربتني وفوقتني، احتضن صهيب وجهه

-مالك يلا، اوعى يكون ال فهمته صح

احس بألم العالم كله يتجمع بقلبه فانبثقت دمعه رغما عنه بجانب جفنيه

-تعبان اوي ياعمو، نفسي ارتاح، بتمنى ال عايشه يكون كابوس وافوق منه

رفع ذقنه ونظر لعينيه بحزن يفتت القلب

-ليه ياحبيبي ، هو انت مش سعيد مع مراتك

تراجع يستند بظهره على الأريكة

-أنا مش عايش اصلا ياعمو، انا عايش كذبة وصدقتها، طلعنا كلنا بنضحك على بعض

توسع بؤبؤ صهيب مشدوها من حديثه

-ايه ال حصل ياجاسر، وليه الوجع والحزن دا كله،

-إنت بتقول ايه يابني

ابتعد بانظاره بعيدًا عنه، وآهة عالية خرجت من جوف حسرته وجملة تعبر عن حالته الموجعة

-عارف إنك مصدوم، بس دي الحقيقة للأسف، ومش قادر أنكرها اكتر من كدا...استدار بنظره إليه وأشار على قلبه

-هنا نار بتكويني، ألم صعب وصفه، مهما اوصفلك شعوري مش هوصله ..

اوووووه أخرجها كالغارقا يبحث عن نجاته

استمر في إخراج مافي جوفه من عصارة الألم

-هي ضحكت عليا، وانا ضحكت عليها، ودخلنا في مرحلة كلننا بنضحك على بعض

صمت لبرهة والحسرة والخذلان فوق ملامحه

-محدش كان صادق مننا، لحد قبل فرحي بيوم وانا بقنع نفسي أن ال بعمله صح، لحد ماهي جت وقالت لي بحبه اوي

رفع نظره إلى عمه

-من هنا قولت لازم اعيش وابني لنفسي حياة عشان اقدر اعيش ...بس طلعت اكبر غبي ومغفل ياعمو، لا قدرت اعيش ولا ابني حتى سور مش حياة

-بتتكلم عن جنى مش كدا

صمت صمتا مريبا مشحون بانفاسهم المستعيرة، قاطعه صهيب

-حاولت افهمك انكم مش اخوات ، بس انت قولت ايه

نهض صهيب يربت على كتفه، ولا يشعر بعبرته التي انسابت على خديه مما استمع إليه

وقف يبكي بقلب مفطور ملئ بالثقوب عليه، ثم جذبه لأحضانه

-مش بإيدي حاجة أعملها، مع اني كنت بتمنى دا من زمان

وانت عارف صح ولا ايه

اومأ متفهما وأخرج زفرة حارة

-ربنا يسعدها ياعمو، في الاول والاخر اتمنالها السعادة، سواء معايا أو مع غيري

-للاسف ياجاسر،معدش فيه سعادة معاك، وامنية من عمك ياحبيبي ابعد عن جنى عشان تقدر تعيش، متنساش انك متجوز ومراتك حامل، غير بنتي بريئة مرضلهاش بكسر قلبها،يعقوب شخص كويس

بتر حديثهم وصول جواد

-كنت فين؟!

نهض وأجابه

-كان عندي مشوار، ورجعت من شوية ..فدردشت مع عمو شوية

-ينفع تسيب ضيوفك وتمشي، مش عايز تكبر وتعقل، مفكر نفسك لسة عيل طايش

-بابا لو سمحت

-اسكت ياجاسر، أغلاطك بتكتر، وانا خلاص تعبت من اسلوبك دا

تذكر شيئا فأردف

-فيه بيت جنبنا هنا، اشرتيته، من بكرة تنقل عليه، ماهو مش مستعد اخسر والدتك

-اهدى ياجواد فيه اي لدا كله

-اهدى، عايزني اهدى ازاي ياصهيب وهو ناوي يموت والدته، مراته بتقول هيرجعوا شقتهم بكرة، واحنا فين من حياته، انا حذرته مليون مرة من الجوازة دي وهو وقف قدامي وقالي هتجوزها

كان ينظر بآسى للأسفل

-دا احسن حل يابابا، مش هتحمل حد يزعل مني، فيروز مش مرتاحة وانا عايز اريح الكل، هنرجع بيتنا وانا دايما هكون عندكم

-بيتك، ودا ايه، دا أوس ال كنت خايف منه معملش ال انت عملته، مراته رغم أنها متربية بعيد عننا بس بحسها بنتنا وليها كل الاحترام من اخواتك وعمرها ما وقفت بجحت في حد، رغم أنها حياتها كلها برة ، إنما الأميرة فيروز معرفش بينها وبينا ايه

-خلاص ياجواد لو سمحت مش شايف حالته، مراته بس مش متعودة على الزحمة وحياتنا ...اسكت ياصهيب

وياسمينا كان عمرها دخلت مطبخ ولا وقفت فيه، دا كان بيروحلها الاكل لحد السرير، ابوها كان معيشها ملكة

اقترب من جاسر ودنى ينظر لعيناه

-بس متربية على الاصول، عارفة الكبير له احترامه، عارفة يعني ايه الصح من الغلط

-المطلوب مني ايه ياترى عشان حضرتك تبقى مرتاح

سحب نفسا وزفره ثم تحدث

-أنا شايف انك مش سعيد معاها رغم انك بتحاول تدوس علينا علشانها، بس لحد كدا وكفاية، البنت دي مش من توبنا ...وضع صهيب رأسه بين راحتيه عندما شك بأخيه وهاهو يلقي قنبلته

-طلقها بعد ماتولد، البنت دي انا مش هتحملها اكتر من كدا، رسمت الدور كويس لحد مااتمكنت واتجوزتك، كان لازم تعرف وقت ماضحكت عليك ومثلت الحب انها ماتنفعش، بس البعيد مش بيحس

صدمة نزلت فوق رأسه حتى شعر بالدوران فهمس

-حضرتك عايزني أطلق مراتي

امسكه من ذراعه بعنف

-أنا بصلح وضع ياحضرة الظابط، وقبل دا كله لازم تبعد عن قضية ابن المغربي، مش ناقص اخسر حد فيكم، دول عندهم الدم زي المية سمعتني ياحضرة الظابط

أشار بسبباته وزمجر غاضبا فكلما يتذكر دموعه يكتوي قلبه عليه فأردف

-بكرة تنقل البيت ال جنبنا عشان تبقى قريب من مامتك، ارحم امك ياحضرة الظابط

استدار متحركا

-حاضر ياحضرة اللوا هنفذ أوامر معاليك

هوى جواد على المقعد بجوار صهيب

-ليه كدا ياجواد ..ليه تكسره بالطريقة دي

مسح على وجهه بعنف

-صهيب انا مش عايز اسمع حاجة، ضرب على صدره

-هنا نارله لو طلعت هتولع فيه

ربت على ساقيه

-اهدى بس عشان ضغطك..ظل يخرج أنفاسه بهدوء عندما شعر بغصة تمنع تنفسه

-انت عارف الولد ال بيتحداه دا، أبوه واصل ومش بيرحم حد، والقانون معدش بينصف حد

ذهل صهيب من حديثه

-ايه ال بتقوله دا ياجواد، اومال لو مش راجل قانون

هز رأسه وغضبه ووجعه من ابنه فاق الحد

-راكان البنداري ذات نفسه قالي أبعده عنه، تخيل لما واحد زي راكان يقول كدا يبقى اعرف أن الموضوع خطير، انا من وقت ماخرجت من الشرطة معرفش ايه ال بيحصل ياصهيب، جاسر طايش، لازم يخاف على الل حواليه، لازم أشده عشان يجمد ويعمل حساب لخطواته، حاولت مليون مرة اقوله بلاش فيروز بس شوف آخرة جوازه ايه انا حاسس ابني ضايع ومش مرتاح

ربت صهيب على كتفه

-بالعكس ياجواد، جاسر راجل وراجل اوي كمان، بس هو نصيبه اللي معانده

-خايف عليه ياصهيب، اكتر واحد قلبي وجعني عليه، تعرف ممكن يضحي بنفسه عشان غيره، خايف من تهوره

تذكر صهيب حديثه منذ دقائق، فاومأ له

-عشان كدا بقولك راجل اوي ومتنساش ياجواد، جاسر واخد طباعك كلها

تراجع يطبق على جفنيه، فكلما يتذكر حديثه عن جني قلبه يأن وجعا

-ابني بيضيع بسبب تفكيره الغلط، لو مدافعش عن نفسه هيضيع ياصهيب

-كنت تعرف بحب جاسر لجنى ياجواد

هزة عنيفة أصابت جسد جواد فنظر إليه مذهولا

-ايه ال بتقوله دا، حب جاسر لجنى، هو قالك ايه

آهة طويلة كانت ابلغ ردا على حديث جواد، الذي نظر للأسفل بأسى فتحدث

-كنت شاكك مش متأكد، بس النهاردة اتأكدت، معرفش ليه عمل في نفسه كدا، بس ال شاكك فيه دا تخطيط من باسم، عايز يوصل لأيه معرفش، وابني الغبي مشي وراه

هز صهيب رأسه وتحدث

-ابنك قالي أنه بيحبها، وقال كلام كتير ال فهمته منه أنه مش سعيد في حياته، بس اعذرني ياجواد

-أنا بنتي اغلى من روحي، ومش هخبي عليك واقولك أنها وافقت على يعقوب من غير ضغط، لا أنا ضغطت عليها عشان لازم تنسى جاسر، انت عارف أنها بتحبه ازاي، والنهاردة للاسف عرفنا حبه وسمعته كمان، فلازم ادور على سعادتها بعيد، عارف انك هتزعل، بس انا من قبل جوازه رحت وسألته قالي كلكم عايزين تقنعوني أن جنى غزل وانا جواد، بس دي مش الحقيقة

حاول تهدئة أخيه فأردف

-ممكن عشان جواد بعد، ومحاولش يدخل بينهم، معرفش ، بس هو دلوقتي اتجوز وأسس حياته، وانا مستحيل اخلي بنتي زوجة تانية حتى لو هتفضل من غير جواز، حتى لو جاسر طلق مراته، جنى مستحيل اخليها مراته، ودا بقوله عشان تقنع بيه جاسر

نهض متوقفا ومازالت نظراته على جواد الصامت فأكمل

-جاسر بيحب جنى وبيحبها اوي ياجواد، وانا بنتي للأسف بتحبه، تخيل لو الاتنين فضلوا جنب بعض هيعملوا ايه، كان الاول مشاعرهم باينة اخوية، بس بعد جوازه وبعد خطوبتها، اشتعلت نيران غيرة الحب، وممكن تعمل حاجات مش نقدر نواجهها عشان كدا بقولك انا هبعد جنى وهخليها تسافر مع عز في شركة يعقوب الى في امريكا ال قال عليها، لحد مايتجوزوا، تنهيدة طويلة خرجت منه فأردف

-سامحني ، دا احسن حل بعد كلام جاسر النهاردة ..قالها وتحرك متجها لمنزله

ظل جواد جالسا بمكانه وكان هموم العالم أجمع سقطت فوق رأسه

❈-❈-❈

مرت ساعات الليل على البعض متألمة مليئة بالوجع، كانت تتقلب على فراشها كلما تذكرت نظراته، وحديثه تشعر بقلبها يعتصر الما، هل هو يحبها، ام كلماته ماهي سوى اخوية

تذكرت كلمته بل هديته، وضعت كفيها على نبضها

-قلبك محفوظ ياجاسر عندي للأسف مش هقدر أبعده عني،استمعت إلى رنين هاتفها

-اهلا يعقوب، لسة صاحي

ابتسم قائلا :

-اهلا جميلتي ، ممكن اسأل جميلتي لماذا مستيقظة إلى آلان، هل هذا سهر الحب

ابتسمت بمحبة

-هل على العاشق حرجا ايها العاشق الجميل..قهقه بمرح عليها ثم أردف قائلا :

-ليس على العاشق حرجا، ولكن على المؤلم حرجا عزيزتي، صمت قليلا ثم أردف

-هل تحدثتوا ثانية، ام لا يوجد وقتا للحديث

تراجعت بجسدها لظهر فراشها

-نعم تحدثنا قبل الخطوبة، ولكني أشعر بألما فتاك بقلبي،

ارتشف قهوته وهز رأسه

-هل يمكنني اتسائل فيما تحدثتوا؟!

فيما بعد سأتحدث معك، ولكن علي اخبارك بما هو أهم

-بحثت عن اسم ابنة عمك وعلمت من مصادري الخاصة أنها تعمل بملجأ خاص بالقوات المسلحة

هب فزعا من مكانه

-من اين علمتي، هل جواد الألفي من قال لك ذلك

-نعم عزيزي، فأنا تحدثت مع عمي دون دخول في تفاصيل، انا كنت اسمع عنها قديما، واليوم أخبرني أنه تبناها بعد وفاة عمك والان تعمل بنفس المكان الذي كان به والدها

-شكرا عزيزتي،انني احبك صدقا جنتي

صمتت للحظات وهمست

-شكرا لك يعقوب على وقوفك بجانبي، حقا نعم الصديق المحب، غدا سنلتقي ..قالتها وأغلقت الهاتف متجهة إلى خلودها للنوم بعيدا عن معذب قلبها

بعد يومين من حفل الخطوبة

تجلس مع ياسمينا التي تجمع اشيائها

-هتوحشيني ياياسو، اولدي بسرعة وتعالي

ابتسمت ياسمينا إليها

-حبيبتي ياجنجون أن شاءالله

نهضت متجهة إلى الأسفل

-هشوف ربى قبل مايعقوب يوصل، معرفش بقالها كام يوم زعلانة ليه..قالتها بعدما وضعت اشياء البيبي بحقيبة ياسمينا ...طبعت ياسمينا قبلة على وجنتيها

-احلى جنجون والله وشكرا ياحبي على مساعدتك ليا

ابتسمت بمحبة، تربط على كتفها ثم خرجت متجهة إلى ربى التي تجلس تأكل حلوياتها بصمت

-ربى ...صرخت بها جنى..هبت فزعة وقامت بسبها

-يخربيتك وداني..جلست بجوارها تجذب صحن حلوياتها

-ايه يابت الجشع دا عايزة تاكلي دا كله لوحدك

مسحت فمها بعنف

-اخوكي البارد مضيقني، وانا لما بضايق باكل كتير

ضحك جنى بصخب تغمز بعينيها

-ليه عشان هنسافر، ياعبيطة فيه حد يكره يعيش في امريكا

انسابت عبراتها

-أنا..أيوة انا مش عايزة اسيب اهلي، عندي العيلة دي احسن من أي مكان في العالم

أطلقت تنهيدة وهتفت بحزن

-صدقيني ياربى وانا كمان، مش عايزة اسافر، بس لازم من التغيير

اومأت ربى لها مبتسمة

-انما خارجة فين ياجوجو مع يعقوبك، وايه يابت كل شوية سفريات من مكان لمكان، اومال لما تكتبوا الكتاب هتعملوا ايه

هيبوسها..اردفت بها فيروز التي تخرج من المطبخ تحمل عصيرها

طالعتها جنى بهدوء

-مش لازم الكلام دا يافيروز، حتى لو هيحصل، مينفعش نتكلم كدا..رفعت حاجبها بسخرية

-دا انا قولت هيبوسك، مقولتش حاجة تانية، وبعدين الصراحة الراجل جنتل اوي ياجنى أنتِ تطولي

زفرت جنى ونهضت

-ربى انا همشي لازم اجهز قبل مايجي، قالتها وخرجت متجاهلة نظرات فيروز

توقفت ربى ونظرت إليها بغضب

-بصي يافيروز انا بحاول اتحمل اليوم ال بتجيه هنا عشان ماما بس تتجاوزي حدودك مش هسكتلك..

قطبت جبينها ثم تحدثت متهكمة

-ليه ياربى ..دا انا مرات اخوكي، وبعدين انا شايفة دا بيت جوزي، إنما انتي بيت جوزك هناك عند جنجون بتاعتكم ..قالتها وتحركت وكأنها لم تفعل شيئا

ذهلت ربى من حديثها، فضربت قدمها بالارض تسبها

-الحقيرة بتقول ايه، معرفش جاسر جابها منين المصيبة دي، لا ودخلت علينا بالسهوكة..قاطعتها غزل

-ربى بتكلمي نفسك حبيبتي، مالك..تحركت من أمامها متجهة للمطبخ

-مفيش ياماما..عايزة اعمل قهوة اعملك معايا

-لا ياحبيبتي، اعملي لبابا وهاتيه على المكتب

هزت رأسها واتجهت للداخل، كان يجلس مطبق الجفنين

-حبيبي قاعد كدا ليه،قولت هتعمل شوية شغل

أشار إليها بالجلوس ..اتجهت إليه وجلست بجواره

-مالك حبيبي من يوم خطوبة جنى وانت متغير

جذبها لأحضانه، وتنهد متألما

-لسة زعلانة عشان بعدت جاسر من البيت

مسحت وجهها بصدره كقطة أليف -بالعكس ياجواد، عملت الصح، انا شايفة ابني بيدبل يوم عن يوم، رفعت نظرها إليه

-جاسر بيحب جنى أوي ياجواد، وقلبي وجعني عليه

تذكر شيئا فنهض من مكانه

-عندي مشوار مهم حبيبي ، هروحه وارجعلك نتكلم في كل حاجة

أمسكت كفيه متسائلة:

-رايح فين...أخرج تنهيدة متألمة

-رايح لباسم..قالها وتحرك سريعا

بعد فترة رجعت تبحث عن دبلتها

-ربى مشفتيش دبلتي، بدور عليها مش لاقياها

أشارت ربى على المرحاض

-شوفيها في الحمام حبيبتي كنت شيفاها هناك..قاطع حديثهما هبوط فيروز، فاتجهت ربى إليها تسائلها

-مشفتيش دبلة جنى يافيروز..نظرت إليها متهكمة

-ايه ياجنى دا لسة مكملتيش شهر مخطوبة، حالا الدبلة ضاعت، صمتت تنظر إليها بغموض

-بيقولوا كدا انك مش بتحبي خطيبك مش كدا ولا ايه

اقتربت جنى تطالعها بنظرات نارية

-خليكي في حياتك، احب اكره دا مالكيش فيه، انت ضيفة هنا التزمي بحدودك معايا

رفعت فيروز حاجبها بسخرية

-هي مين دي ال ضيفة، انت ناسية دا بيت جوزي..عقدت جنى ذراعها أمام صدرها

-لا مش بيت جوزك، وعلى مااظن بيتكم مش هنا، قاطع حديثهم دلوف جاسر

رفعت نظرها إليه حبيبي انت جيت..رفعها من خصرها وابتسم عندما تعلقت بعنقه

-لا حبيبك لسة في المكتب مالكم في ايه

استدارت جنى ولم تعريه اهتمام موجهة حديثها إلى ربى

-ربى لو لقيتها عرفيني، لازم أخرج زمان يعقوب جه ..قطع حديثهما رنين هاتفها

ابتسمت فمجرد وجوده بحياتها أنار وجهها، هذا ما شعر به جاسر ..أمسكت الهاتف

-أيوة حبيبي..تمام انا خارجة

هل شعر أحدكم بانصهار قلب المحب من الغيرة، استدارت إلى ربى ونظرت إليها بحزن

-لو لقيتي الدبلة خليها معاكي، قالتها وتحركت

-فيه ايه..تسائل بها جاسر

-اصل ياحبيبي بنت عمك ضيعت دبلتها من اول شهر، وخايفة من خطيبها يزعل

ترك فيروز وتحرك خلفها سريعا..

جنى ..صاح بها بصوت مرتفع ...توقفت وهي تواليه ظهرها، ودقات قلبها الارتفاع كلما اقترب منها

-بدوري على دي..استدارت تنظر إليه بذهول

-هي معاك..طب لما لقيتها مقولتش ليه، تتحمل حد ياخد منك حاجة

ابتسم بوجع وأشار إليها

-اه إنت اخدتي اهم حاجة للاسف..اقتربت منه

-هات الدبلة ياجاسر وبطل ألغازك دي

-ايه موضوع كل شوية تخرجي مع خطيبك دا،لاحظي انكوا مش مكتوب كتابكم

زفرت بغضب تنظر بساعتها

-يادي النيلة على اسطوانتك ياجاسر، هات الدبلة لو سمحت مينفعش كدا

قوس فمه ونظر بسخرية

-نيلة ياجنى، دا اتفاقنا..رفعت نظرها اليه، والشمس تضرب بعينها البنيه مما جعلها تغمض عينيها ابتعاد عن أشعة الشمس

دنى ينحني برأسه وهمس

-اسمعيني كويس عشان أنتِ جبتي اخرك معايا، يعقوب دا مش بالعه، وياريت تعتذري عن خروجك معاه، والا

رفعت رأسها لوجهه القريبة وانفاسه التي ضربت وجهها فغاصت برمايدته متسائلة

-والإ ايه يابن عمي..بلحظة من الذهول والهروب بما حولهم وضع جبينه فوق جبينها مغمض العينين

-والإ هخطفك يابنت عمي وصدقيني وقتها محدش هيقدر يمنعني

-جاسر..قالتها برجفة بجسدها

-انت مالك الايام دي بقيت غير مفهوم..ابتلع ريقه بصعوبة وحاول السيطرة على نفسه

-تعبان يابنت عمي ودوايا عندك، تقابلت عيناها بنظراته العاشقة

-وانت بتموتني يابن عمي، والله عمايلك دي بتموتني..قالتها ونزعت نفسها متحركة سريعا من حضوره الذي جعل قلبها كفراشة تدغدغ مشاعرها، كل مرة تتأكد بها أنه روحها ولا حياة بدونه

-جنى..أطبقت على جفنيها، ثم استدارت وهو يشير بدبلتها ثم القاها بحمام السباحة واستدار متحركا للداخل

انسابت عبراتها رغما عنها هامسة لنفسها

-ياترى هتفضل توجعني لحد امتى ياجاسر

❈-❈-❈

بعد عدة أسابيع يوم ولادة ياسمينا وقبل سفر عز وجنى وربى إلى الولايات المتحدة بيومين

كان يجلس بمكتبه يتابع عمله، دلف إليه باسم

-عامل ايه، جيت اسلم عليك قبل مااسافر بكرة

مسح على وجهه وتوقف

-هتتاخر هناك..هز رأسه رافضا

-لا شهرين تلاتة ونرجع، المهم انت عامل ايه

-اشار على نفسه وابتسم بسخرية

-ميت والحمد لله..ربت باسم على كتفه

-آسف ياجاسر، والله ماكنت اعرف انكوا بتحبوا بعض كدا

اومأ برأسه متفهما

-عمو باسم انا هطلق فيروز، حياتنا بقت كارثية واتكلمت معها واتفقنا بعد الولادة كل واحد يروح لحاله

-حتى لو جنى اتجوزت ياجاسر

قوس فمه متهكما

-جنى خلاص رسمت حياتها، وانا مقدرش اقف قدام سعادتها، بس انا مش مرتاح مع فيروز

اومأ متفهما ثم تحدث

-حياة كلمتها كتير، وحاولت تعرف منها سبب تغيرها دا بس كالعادة، هي متغيرتش

سحب نفسا واطلقه بهدوء

-أنا ال غلطت وانا لازم اصلح الغلط دا

نهض من مكانه

-صالح ابوك أصله مضايق مني، وبيحملني المسؤلية

-ان شاء الله حبيبي المهم متتاخرش عليا

ودعه باسم وخرج ..بينما ظل جالسا بمكانه يفكر بشرود بحياته التي دمرها بيديه، تذكر جواد ووصوله اليوم للقاهرة، فجمع اشيائه متجها الى حي الألفي

باليوم التالي

قامت فيروز بالاتصال عليه

-جاسر هتتأخر.. نظر للطريق أمامه وأجابها..:

-مش قبل خمس ساعات.. عندي مأمورية مهمة فيه حاجة.. انتِ كويسة والبيبي كويس

زفرت بغضب واجابته:

-كويسين بس زهقت من القعدة لوحدي.. خطرت على ذهنها فكرة

-بقولك ماتكلم جنى تيجي تقعد معايا.. بدل مفيش حد.. هي كانت مع خطيبها ولسة راجعة

مسح على وجهه بغضب وتوقف بالسيارة

-حاضر هكلمها لكن اتمنى متزعلهاش بكلامك زي كل مرة يافيروز، جنى لو زعلت مش هسكتلك

تأففت فيروز وتحدثت:

-قولت لك مش قصدي ياجاسر...، عشان محتاجها يعني كل شوية هتتشرط

نظر من نافذة سيارته وتحدث بهدوء رغم حزنه

-تمام هتصل بيهاخلي بالك من نفسك.. اغلق معها وقام الاتصال بجنى التي دلفت حي الألفي بعدما ودعت يعقوب

-فيروز:

-خلاص ياماما مش جاية، البرنسس جنى جاية لعندي ولازم نتكلم انا وهي على المكشوف، مش هستناها لم تختطف جوزي

نهضت والدتها تغمز للذي يجلس أمامها

-قولتي جنى..اوكيه يافيروز، عايزاكي تغسليها وتعرفيها مقامها، متبقيش هبلة وتخلي حتة عيلة زي دي تخطف جوزك، عرفيها حدودها

تلاعبت بخصلاتها قائلة:

-دي عندي ياماما وحياتك لأخليها تطلع من هنا تكره الرجالة كلها مش جاسر بس

مطت والدتها شفتيها ثم أردفت:

-اهو انتي كدا بنت سحر، وبتتعلمي بسرعة حبيبتي، ومش عايزاك تضعفي قدام حضرة الظابط يابنت ناجي..خليه هو اللي يجري وراكي، واياكي يافيروز ترخصي نفسك، الكل لازم يعرف نفسه، متخلهمش يبصولك على انك أقل منهم ..ونظرت الكبرياء ال عندهم دي ينسوها،

خطت عدة خطوات واستمعت لهاتفها.. اخرجته فنظرت لأسمه الذي يضي بصورته على شاشة هاتفها

سحبت نفسا ولملمت شتات نفسها ثم وضعت الهاتف لتسمع لصوته الحنون

-عاملة ايه ياجنجون..

-كويسة.. إنت عامل إيه وفيروز عاملة إيه من يومين متقبلناش

شعر بنيران مستعيرة بداخل صدره ولا يعلم لماذا.. فأجابها

-شغلي ياجنى هعمل ايه..ربنا يوفقك ياجاسر..هذا ماقالته وهي تتحرك متجه لمنزل حازم..حمحم جاسر وأردف

-كنتِ برة مع خطيبك

توقفت تنظر حولها فقطبت مابين حاجبيها واردفت متسائلة:

-ايوة عرفت ازاي..مسح على خصلاته يرجعها للخلف واجابها:

-مش مهم..المهم طالب منك حاجة..هو رجاء..انا قدامي خمس ساعات لحد ماارجع وانتِ عارفة فيروز حامل في شهورها الاولى وخايف عليها ليحصلها حاجة ممكن تروحي تقعدي معاها لحد ماارجع.. آسف مش قدامي غيرك بعد سفر الكل للأسكندرية وطبعا مش كويسة اطلب من عمتو مليكة.. تذكر شيئا ثم تحدث متسائلا

-هوانت هتباتي عند عمتو مليكة

1

هزت رأسها بالموافقة واردفت

-ايوة مينفعش أبات لوحدي وخصوصا بعد سفر عز وربى..

جواد عندك تسائل بها جاسر

-معرفش. ثم تراجعت وتحدثت

-أنا خارجة من حي الألفي اهو خلي مراتك تعرف البواب أنا برة..

صمتت للحظات

-جاسر أنا رايحة لفيروز عشانك، بس لو مراتك اتكلمت

انا مش هسكتلها

-بحبك على فكرة ياجنجون..توقفت ودقات قلبها أصبحت كآلة موسيقية ، وجسدها يرتجف، لقد اخترقت كلمته نياط قلبها فهمست

- أنا وصلت..أجابها على الجانب الآخر

-وأنا اوعدك هوصل قريب..أغمضت عيناها تحاول السيطرة على نفسها ، قاطع شرودها

شوفي البوابة مفتوحة ولا مقفولة

اردفت بتقطع وهي تنطر للبوابة المفتوحة فتحدثت إليه:

-لا البوابة مفتوحة والبواب شكله بيجب حاجة..

طيب روحي وأنا معاكي على التليفون.. قالها جاسر وهو مازال بالسيارة وابتسامة حالمة على وجهه، متخيل حالتها من حديثه..وجنتيها التي تشبه حبة الفراولة... تحركت إلى إن وصلت لباب المنزل ووجدته مفتوحا.. ظلت تنادي على فيروز ولكنها غير موجودة

-جاسر فيروز مش هنا.. رأت خيال لأحدهما بالخارج فتحدثت

-استنى شايفة حد برة.. يمكن فيروز هشوفها كدا.. ماان خطت خطوة حتى استمعت لصوت احدهما

-البنت اهي هاتوها.. تسمرت بوقفتها عندما وجدت الكثير من الرجال الذين يظهر عليهم الأجرام.. فصرخت تحادثه

-الحقني ياجاسر.. فيه ناس غريبة في بيتك.

هزة عنيفة شقت صدره

فتسمر للحظات يحاول إستيعاب ماقالته.. فصاح بعد برهبة:

-جنى شوفي فيروز فين وامشي من عندك بسرعة.. بكت عندما وجدت احدهما يتقدم منها.. فهرولت للاعلى وهو خلفها وهي تحادثه

-مش هعرف ملين الجنينة. الحقني ياجاسر.. صاح بها بجسد مرتعش وهو يقود سيارته بسرعة جنونية

-جنى حبيبتي اطلعي على أوضتي بسرعة واقفلي على نفسك بالمفتاح وأنا هتصرف لو معرفتش اوصلك بسرعة.. يلا حبيبي

هوت على الدرج وهي تسرع وتبكي واحدهما خلفها يصيح بها

-هتروحي فين ياروح امك.. استمع جاسر لذاك الرجل وكأن احدهما وضع سيخا حديدا بصدره تسارع بأقصى سرعته وهو يكاد بتصادم بكثيرا من الحوادث

-جنى سمعاني ياقلبي، اقفلي على نفسك كويس، دقايق وهكون عندك ياقلبي ،

-جاسر الحقني، دول شكلهم مجرمين قالتها ببكاء

-جايلك ياقلبي متخافيش..شوية وهتلاقيني، اتصرفي ياجنجون

هرولت ودلفت لغرفته وأغلقت بالمفتاح عليها وجسدها يرتعش.. استمعت لصياحه

-جنى حبيبي معايا. أنا في الطريق.. اهدي وحاولي تتخبي كويس.. ادخلي اوضة الملابس اتصرفي.. كانها لم تستمع له.. امسكت هاتفها بيد مرتعشة اغلقت معه متجه الاتصال بعز كان عز يجلس بجوار جواد وهم ينظرون لطفلة اوس ويضحكون ولكن قاطع حديثهما اتصال جنى

-ايوة ياجنجون.. هنا هب واقفا وكأن روحه خرجت من جسده.. طالع جواد حالته..

في ايه ياعز.. هرول للخارج وهو يصيح حتى توقف الجميع عن الاحتفال

-جنى ياعمو فيه حد بيجري وراها عند جاسر

عاد بيجاد مساء من عمله.. قابلته العاملة فأردف متسائلا

-أين المدام؟

أشارت بيديها على غرفة المعيشة وتحدثت باللهجة الفلبنية:

-إنها تبدو مستاءة من سفيان سيدي

توجه سريعا إليها... انتفض قلبه وصرخ بعيونه المذهلة وغضب عارم

-ينفع كدا.. هتفضلي كدا لحد إمتى؟

رفعت بصرها تنظر إليه بإرهاق وحاولت الحديث ولكن قواتها متلاشية.. امال بجسده وتلقى منها طفله يضمه بحنان أبوي وقبله

ثم صاح على مربيته

-الولد دا لو خرج من أوضته هعاقبك إنتِ سمعتي ولا لا... قالها بصوتا صاخب

نهضت غنى تنظر إليه بذهولاً وقلبا مفطور

-بيجاد إيه اللي بتقوله دا... لم يعرها أهتماما واحتدت نظراته للمربية التي تحركت بالطفل خوفا من بطشه

إلتفت إليها بحنق ينظر لحالتها التى ادمت قلبه... ثم إنحنى يحملها دون حديث

وضعت رأسها بصدره وتعالى بكاؤها... زفر بضيق ثم تحدث بهدوء:

-مينفعش كدا ياغنى.. كدا هتموتي نفسك حبيبي

تحدثت بصوتا متحشرج بالبكاء

-أنا أم فاشلة.. مش عارفة أربي الولد يابيجاد... وصل لغرفتهما ثم وضعها بحنان على الأريكة متجها للمرحاض

ورجع خلال لحظات وقام بحملها

-إنتِ أحن ام.. إن لبدنك عليك حق

خدي شاور ونامي ووعد مني مش هفارقه ياستي.. هحروح اضربلك إبن الكل.. ب اللي غلب غنى بيجاد ، وبعدين الولد بيطلع ضروس ياحبي،فعادي يكون مقريف كدا

لكمته بضعف بصدره وتحدثت بصوتا مرهق

-ماتشتمش ابني لو سمحت ولا تشتم باباه بقولك أهو

رفع حاجبه بعدما تخلص من ملابسها كليا ثم تحدث متهكما

-شوف إزاي... وأنا اللي كنت مفكر إنه ابن...

وضعت كفيها على شفتيه

عند جاسر وجنى

صعد سريعا وقلبه ينبض بعنف خوفا عليها

هل شعر أحدكم بنحر عنقه بخنجر بارد

وقف مشدوها ملجم اللسان بل

تسمر بذهول وشعر كأنه طائر بترت أجنحته، فتسارعت نبضاته، همس اسمها بإرتعاش عندما وجد حالتها المزرية، شحب وجهه كمن سلب روحه لبارئها..تحرك بجسدًا مرتجف، وروحه تأن بأنين وتر مقطوع...هوى بجسده أمامها يهز رأسه بعنف وعيناه أصبحت كزخات المطر، يود لو يدمر الكون ومابه

جذبها يضمها بين ذراعيه، يود لو يخفيها بين ضلوعه، ضمها بقوة يسحقها

-حبيبتي ايه ال حصل، مين عمل فيكي كدا..ولكن لا يوجد رد، فكأنها جسدا بلا روح..أخرجها يحتضن وجهها بكفين مرتعشين ينظر إليها ملجم اللسان، اخيرا همست باسمه

+

-جاسر خبيني منهم حبيبي ، خبيني قالتها وهوت بين ذراعيه تتمنى أن لا تفيق ابدا

صرخ باسمها صرخة بكل ما لديه قوة، ولكن ماذا سيفيد صراخه، بعدما شعر ببرودة تجتاح جسدها
 

الفصل الخامس من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-