رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الثالث 3 بقلم سيلا وليد



رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الثالث 3 بقلم سيلا وليد 


الفصل الثالث

 

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

عندما أرحل وتفيق من غيبوبة غرورك


ستدرك أن من رحل كان شيئاً لن يتكرر


في حياتك

❈-❈-❈



قبل شهر مساءً

عاد من عمله كان والده جالسًا بالحديقة مع والدته

-مساء الخير ياحضرة اللوا

ابتسم والده

-مساء الفل ياحبيبي، متأخر ليه كدا..جلس بمقابلته واردف

-مفيش راكان كان عندي وقعدنا شوية ومحستش بالوقت

صمت للحظات وتسائل

-ليه عايز تعمل شراكة مع يعقوب المنسي يابابا، احنا مش محتاجين

تراجع جواد بجسده متكأ على المقعد، ثم أجابه

-عجبتني فكرة المدارس دي، الصراحة عز اقنعني جدا بيها، غير إنه هيكون خاص ب عز وأوس، لو عايز تدخل معاهم ..قاطع حديث والده

-لا ..مش عايز،أنا عرفت بالصدفة من راكان، فاستغربت

لحظات من الصمت المقتول بينهم، بتر هذا الصمت جاسر

-بابا ممكن أتكلم معاك بصراحة..وصلت غزل بقهوة جواد

-جاسر!!.. ايه ال أخرك كدا حبيبي، انا فكرتك فوق عشان مراتك منزلتش للعشا

-لسة واصل ياماما، تلاقيها نايمة

-غزل خليهم يجهزو عشا لجاسر وفيروز ..طالعته غزل متسائلة

-طيب لما يطلع وياخد شاور..

لا روحي خليهم يجهزوا الأكل، عايز جاسر شوية

اومأت متفهمة فتحركت للداخل دون حديث..ابتلع ريقه بصعوبة من نظرات والده

-من إمتى واحنا مابنتكلمش غير بالصراحة ياجاسر

انحنى مستندا على الطاولة

-حضرتك مخبي عليا إيه يابابا، حاسس انك بعيد عني اوي، ومتقولش مفيش، أشار على قلبه وتحدث بصوتا مكتومٍ وكأن هناك مايعيق تنفسه

-دا يابابا مش مرتاح، حاسس بينا سد، ومش من النهاردة من زمان اوي

سحب جواد نفسا وزفره بهدوء حتى يعرف بماذا سيجاوبه، ثم رفع نظره وتحدث

-هتزعل مني ياجاسر، وانا يعز عليا زعلك ياحبيبي..نهض من مكانه واتجه يجلس بجوار والده، وأمسك كفيه يقبلهما

-بالعكس يابابا، هتريحني، احسن مااشوف نظراتك الغامضة دي، بابا أنا تعبان، حاسس اني مش عايش، ودا عشان حاسس ان حضرتك زعلان مني وانا مش عارف سبب زعلك

جذبه جواد لأحضانه يربت على ظهره

-أنا مش زعلان منك ياأهبل، أنا زعلان عليك..خرج من أحضان والده قاطبا جبينه

-مش فاهم حضرتك..دقق جواد النظر بعيناه لعدة لحظات

-اهو دا ال مزعلني منك ياحضرة الظابط، انك بتحاول تستغبى ابوك

ضيق عيناه متسائلا:

-مش فاهم قصد حضرتك يابابا

اصدر جواد إيماءة خافتة

-هعمل مصدقك يابن جواد..انت قولت نتكلم بصراحة، بتر حديثهم رنين هاتف جواد ..رفع نظره الى ابنه، وبعد أن قرر أن ينهي الاتصال إلا أنه أجاب ونظراته على ابنه

-حبيبة عمو..ايه قولتي هروح اعمل كنافة لعمو ومرجعتيش، فشلتي ولا إيه

❈-❈-❈

ضحكت جنى بنعومة وأجابته

-لا ياحبيبي، دا بابا بيقول لحضرتك تعالى عندنا وناكل كلنا عمايل جنى...ابتسم جواد وهو يستمع لحديث صهيب

-تعالى هنا ياجواد عشان لو تعبت بعد حلويات جنى نعرف نسيطر على الوضع

قهقه جواد بصوت مرتفع قائلا

-لا متخافش جنى شاطرة والكنافة بالمانجو بتعتها لذيذة، ابعت بس ومتتلأمش ياصهيب

قهقه صهيب مردفا:

-وأنا قادر عليها ياخويا، دا بتقولي عمو جواد يدوق الأول وبعد كدا الكل، شوفت البت باعت ابوها عشان عمها

-أنا مش عمها ياصهيب أنا ابوها، ولا إنت عندك شك في كدا

-طبعا ابوها ياحبيبي ..هبعتلك زهرة بالكنافة، ولا اجبهالك ونكلها مع بعض ..

عمو حبيبي حضرتك تطلب وجنجون تنفذ من غير نقاش، دا انت الغالي ياعمو

شاكسها صهيب

-دا لجواد ياجنى، وبابا برة المنافسة، طبعت قبلة على وجنتيه

-لا ياحبيبي انت العشق كله..قهقه جواد قائلا

-صهيب الغيور


لمعت عيونه على حديثها، ونظر للبعيد، وجد جواد حازم دالفا من البوابة الرئيسية

نهض متجها إليه:

-اخيرا اتقابلنا..صفع باب سيارته بقوة وأشار بسبباته

-جاسر، ابعد أنا مش طايقك قدامي..جذبه جاسر من تلابيبه

-تعالى يلا، لازم نتحاسب، من زمان وأنا بضغط على نفسي، بس خلاص جبت أخرك معايا


دفعه جواد بغضب

-زعلان عشان قولت لمراتك، انك بتحب جنى، ماكلنا عارفين حبكم لبعض، وبعدين ماأنا فهمتها

تذكر تلك الليلة

فلاش

-أنا عارفة ياجاسر انت مش عايز تمشي من هنا ليه، عشان جنى

مسح على وجهه بغضب، ثم اقترب يمسكها من رسغها بعنف

-لاحظي انك مراتي ياهانم، ومش بس كدا، لا بتتهمي جوزك بالخيانة، وكمان دي بنت عمي ال كل شوية تقلي منها

-فيروز جنى وجاسر بيحبوا بعض، قالها جواد المتكأ على سيارته

استدار جاسر ينظر إليه بذهول

-انت بتقول ايه ياحمار..اقترب جواد منهما ونظر إلى فيروز

هقولك على حاجة

من 15 سنة كان فيه أربعة في البيت دا محدش يعرف يفرق بينهم، ولو واحد منهم عمل حاجة غلط وخالو يسأل مين ال عمل كدا، الأربعة يردوا في نفس الوقت انا

ابتسم على ذكريات طفولتهم ..جلس أمامهما وأشار إلى جاسر

-كنت بغير منكم ونفسي. اكون معكم، ثم استدار إلى فيروز

-وسنهم مش واحد، بس لما تقعدي مع حد فيهم تحسي أنهم سن واحد

قطبت مابين حاجبيها متسائلة

-مش فاهمة...أشار على جاسر موضحا

-عز أكبرهم28سنة وجاسر26وربى20 أما جنى 22لمعت عيونه بدموع الحزن وأكمل، ودول فضلوا مع بعض لحد ماانا بكلمك مع اختلاف بسيط

-عز حب ربى واتجوزها، اتجه لجاسر وأكمل حديثه

بس مش معنى كدا أن جاسر بيحب جنى الحب ال في بالك ، دول صعب تفهمي الكيميا ال بينهم، بدليل جاسر ساعدني في موضوعنا، وكمان هو حكى لجنى عنك، فحبهم اخوي، متخليش شيطانك يلعب بيكي


تصبحو على خير...قالها جواد وتحرك..اسرع جاسر خلفه

-استنى يلا، انت مفكر نفسك لما تقول الكلمتين دول مش هحاسبك

أشار على فيروز التي جلست تنظر بشرود..ثم ربت على كتفه

-جاسر، روح شوف مراتك، ومتنساش إنها حامل، نتكلم بعدين


❈-❈-❈

خرج من شروده على حديث جواد

-لو هتسأل عن موضوع جنى، مفيش حاجة بينا غير القرابة دلوقتي، جنى زيها زي تقى، وياريت مانتكلمش تاني في الموضوع دا

تحرك مغادرا متجها إلى جواد

-مساء الخير ياخالو

رفع جواد وجهه من على هاتفه

-جواد!!

اخيرا شوفتك يابني، جلس جواد بمقابلته

-كان عندي شغل كتير الايام ال فاتت..المهم كنت طالب من حضرتك طلب اتمنى توافق عليه

وصل جاسر إليهم وجلس بجواره منتظر حديثه

-عايز انقل من القاهرة، ومحدش هيساعدني غيرك ..

-مستحيل ومتحاولش تقنع خالك بحاجة، مستحيل اوافق على كدا، ولو فتحت الموضوع تاني هنزعل من بعض..أتى إلى أن يتحدث، قاطعهم وصول صهيب ونهى وجنى

-دا الشباب هنا كمان..قالها صهيب بمرح..نظرت نهى حولهم

-غزل فين...أشار جاسر برأسه على المنزل

-فوق ..زمانها جاية..تحركت نهى للداخل وهي تحمل بيديها صحنا من الحلويات

أشار إلى جنى بالجلوس..اتجهت بنظرها إلى جواد

-جواد ممكن نتكلم شوية مع بعض، بعد اذن بابا وعمو جواد طبعا

رفع رأسه اليها، دقق النظر بها فهو لم يراها منذ فترة

-روح شوف بنت خالك عايزة ايه وبعدين نكمل كلامنا

نظرت إلى صهيب الذي هز رأسه ..تحركت أمامه متجهة إلى المسبح بمقابلتهم

جلس وأشارت له بالجلوس

جلس بجوارها على الأريكة على بعد مسافة

ابتسمت له وتحدثت

-على اد ماعانيت منك بس بحترمك جدا ياجواد..استدار بجسده إليها

-عارف إني ظلمتك معايا، وبتمنى متزعليش مني

مازالت الأبتسامة على وجهها

-أنا سامحتك من وقتها، اقتربت منه برأسها ونظرت لمقلتيه قائلة

-عارف ليه يابن عمتي..انسابت دمعة من جفنه رغما عنه، واومأ برأسه

-عشان محبتنيش ياجنى مش كدا..قالها وهو يزفر الهواء المكبوت بصدره على دفع

وعيناه تتجول المكان حتى لا ينهار أمامها

أطبقت على جفنيها وذهبت بنظرها للجالس الذي يحاوطهما بنظراته

-دا نصيب ياجواد، حاولت وأنا حاولت وفي الاخر لقينا نفسنا بنلعب على بعض، أنا سامحتك، وانت كمان سامحني، وابدأ حياتك مع واحدة تقدرك

صمتا مقتولا تبعه تنهيدات متحسرة منهما فأكملت

-بلاش هروبك من التجمع العائلي بسببي لو سمحت، جواد انا بحبك وبحترمك كأخ، ذيك زي عز

نهض يشعر بلهيبا يشعل بصدره

-بتمنالك السعادة يابنت خالي، بس عايز أكدلك حاجة مهمة

انا حبيتك بجد ياجنى، يمكن أكتر من حب أي حد تاني ..قالها وتحرك سريعا متجها لمنزله..ظلت نظراتها على ذهابه، إلى أن شعرت بأحدهم يجلس بجوارها وعلامات الاستفهام على وجهه إلى أن تحدث:

-كنتي عايزاه ليه؟!

استدارت بنظرها إليه

-هو أنا وحشة ياجاسر...صدمته بسؤالها الذي اخترق روحه، وتهيج قلبه من حزنها البادي في سؤالها،ف شعر بإنسحاب الأكسجين من رئتيه وهمس بتقطع:

أنتِ أجمل بنت شفتها عنيا، تبسمت تهز رأسها رافضة حديثه

-وأجمل بنت دي وجعت قلب مالوش ذنب غير أنه حبني وبس، حاولت والله ياجاسر ومقدرتش، عارفة أنه ندم، وعارفة كمان مشاعره حقيقية، بس مش عايزة اوجع قلبه أكتر من كدا، لما سألتك أنا وحشة، كان قصدي انا مؤذية بقيت أذي ال جنبي من غير ماأحس

-طيب مش هتقولي ليه قولتيلي يوم الفرح انك بتحبيه، مع أنك لسة قايلة حاولتي

نهضت بعدما أيقنت أنها وقعت في اسئلته المأسوية لكل منهما

-اقعدي ياجنى متهربيش زي كل مرة، من حقي اعرف ايه حكايتك

تراجعت خطوة للخلف

-لازم أمشي،عندي شغل الصبح..جذبها من كفيها، شعرت برجفة من ملامسته، رغم أنها لم تعد المرة الأولى، إلا أنها اليوم غير كل مرة

نهض واقترب منها، زاغت نظراتها مع رجفة جسدها ومازال كفيه يحتضن كفيها

سكون مشحون بمشاعر مختلطة بدقات قلوبهما، ارتفعت وتيرة أنفاسها حتى كرهت نفسها من ضعفها البائن بحضرته، فهمست وهي تسحب كفيها

-مفيش حاجة، انا كنت مخنوقة شوية ومش عارفة بقول إيه

حانت منها نظرة لعينيه التي تخترقها بصمت

-فيه مؤشرات بتوصلني بتوجع قلبي يابنت عمي، ويارب المؤشرات دي تكون وهم

بهتت ملامح وجهها بالكامل، حتى شعرت بإنسحاب روحها ، فحركت شفتيها المرتجفتين بضعف

-متخليش دماغك تلعب بيك ياحضرة الظابط احنا كبرنا، ووقت مااحتاجك أكيد هقولك

استدرات للتحرك ..جذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره، رفعت نظرها إليه بذهول

-جاسر انت اتجننت، ال يشوفنا يقول ايه، بص كدا وشوف عمو نظراته علينا

-مين ال قصديه يوم فرحي ياجنى، هز رأسه منتظر حديثها ودقات قلبه صاخبة، تمنى أن تطمئن روحه، حينها فقط سيهدأ من وخزه الذي بدأ ينغص حياته

رفعت نظرها وتقابلت نظراتهما..صمتا مؤلم عندما تعجز الألسنة عن الوصف الذي تشعر به القلوب ..ترقرق الدمع بعيناها

-بتوجعني ياجاسر، سيب ايدي، ومتنساش انك دلوقتي ابن عمي وبس، حتى كلمة اخويا دي معدتش تنفع بينا

ضغط على رسغها بعنف، يزمجر بغضب

-مش هسيبك الا لما تجاوبي، حاولت التملص من كفيه

-جاسر متتجننش، مراتك لو جت هتسمعني كلام يوجع، يرضيك كدا..تراجع يمسح على وجهه بغضب، ثم اتجه الى شقته دون حديث آخر..


❈-❈-❈


جلست بمكانه بعد ذهابه تتنهد بحزن

-لسة جاي تسأل ياجاسر، وياترى نظراتك دي وراها ايه، بتمنى مايكنش ال حسيته يابن عمي

شعرت بأحدهما خلفها..جلس بجوارها دون حديث

-وبعدين، هتستني لحد مايقولك ياخطافة الرجالة، زي مازفتة فيروز بتلقح عليكي بالكلام

طالعته بنظرات مؤلمة تخرج من بين ثنايا روحها ثم أردفت

-أنا موافقة اعمل جنى جديدة ياعز، ووعد هتلاقي جنى غير ال ربتها وعرفتها

مرت الأيام سريعا وتغير الكثير في حي الألفي، ربى التي أوشكت انتهاء عامها الجامعي السادس، وجنى التي تميزت بذكائها بمجال عملها بشركة هندسية بمجال عملها

وهدأت فيروز بعض الشئ، ورغم هدوئها إلى أن توطدت علاقتها بوالدتها مرة أخرى بعد ابتعاد حياة عنها

بأحد الأيام دلفت إلى رئيس عملها

-مستر يعقوب، دا الفايل ال حضرتك طلبته ..طالعه لبعض الدقائق

-انه مذهل حقا، سوف نحدد اجتماعا قريبا، ولكن لم أعتقد أنه سيكون بالقاهرة، سنجلس سويا فيما بعد ونرى ماذا سنقرر

دلف عز بابتسامته

-ممكن اخد اختي ياحضرة المدير...ضحك يعقوب بصوته الرجولي وأشار عليها

-أنا اتنبأ لها بمستقبل مبهر حقا

حاوط عز أكتافها ثم طالعها بنظراته:

-هو إحنا اي حد برضو، دي بنت الألفي ياسيد يعقوب

نهض يعقوب وهو يشير بيديه

-حقا لقد اعجبتني كثيرا بتلك الفترة القليلة

-شكرا لحضرتك مستر يعقوب..بعد إذنك لازم نمشي

اومأ براسه، تحرك عز مردفا

-هنستناك النهاردة على العشا، ومفيش اعذار، دا أمر من حضرة اللوا ذات نفسه

-سأحضر بالموعد لا تقلق

بمنزل سحر والدة فيروز

-وبعدين ايه ال حصل

هزت أكتافها للأعلى

-ولا حاجة، دلوقتي مفيش غير أنه لو طلع من حي الألفي مش هيكون عايش

مسدت على خصلاتها ونظرت لعيناها

-خليكي وراه، واوعي يتحكم فيكي، زي مافهمتك، وبلاش كل شوية يقعد جواد الألفي يحسسك بنت مجرمين

انعقد لسانها وتاهت بحديث والدتها فأردفت:

-بس كل لما اعمل حاجة من ال بتقوليها ياماما جاسر يبعد عني اكتر، مشيت وراكي ومخلتوش يقرب مني، غير عدم اهتمامي بيه وكأنه مش موجود، خايفة اخسره بجد

أشعلت والدتها سيجارا وتعمقت بنظراتها

-لسة بتدويشه بالبت بنت عمه دي..زفرت وهزت رأسها

-لا..ماهو ياماما،معدش بيقعد معايا زي الأول، انا حاسة اني اتسرعت لما سمعت كلامك

نفثت دخان سيجارها مستنكرة حديثها

-كنتي مستنية ايه لحد ما يدخل بيها عليكي ويقول مراتي

نهضت تفرك كفيها ثم تحدثت بتيه قائلة:

-ماما من وقت مامليتي دماغي وجاسر بعد، مكنش كدا، معرفش ايه ال خلاني اسمع كلامك بس، والبنت طيبة ومشفتش منها حاجة ابدا، وعمرها مااتجاوزت حدودها

نهضت وصاحت غاضبة:

-بصي يافيروز خلينا نكون صرحة مع بعض، انتي دخلتي عيلة الألفي عشان تنتقمي لأبوكي وعمك، سيبك من شغل الحب دا، لازم تجمدي، وتضغطي عليه، تقولي جنى تقولي عز المهم تعملي مصيبة العيلة دي، انا مش هرتاح غير لما اخد حق ابوكي وعمك واخوكي ..ايه نستيهم

انسابت عبراتها تهز رأسها رافضة حديثها

-ماما أنا بحب جاسربجد، معرفش ليه سمعت كلامك، انا عايزة اعيش مع جوزي واربي ابني، انا اتجوزت جاسر عشان بحبه مش عشان انتقام

رفعت حاجبها ساخرة

-عشان كدا عايزاه يسيب بيت ابوه ياعنيا ..اسمعيني ودا اخر كلام عندي، وبكرة يرموكي زي الكلبة وياخدوا ابنك..لازم يكون عندك بيت لوحدك، متخليش حد يقعد يذل فيكي ويقول بنت مجرم، ابوكي مات شريف

جمعت أشيائها وحملت حقيبتها وتحركت بخطوات متعثرة لا تعلم ماذا عليها فعله، هي تحبه، ولكن حديث والدتها شتت أفكارها

وصلت بعد قليل إلى منزلها، قابلها جواد

-فيروز مالك حبيبتي وشك أصفر ليه، تعبانة، تحبي تروحي للدكتور

نظرت إليه بتوهان وهزت رأسها بالنفي

-أنا كويسة بعد إذنك...تحركت خطوتين ولكن توقفت عندما استمعت إليه

-فيه ضيف جاي على العشا، عرفي جوزك، وياريت تنزلوا، مش كل ليلة هتتعشوا فوق لوحدكم

استدارت إليه وحديث والدتها بذهنها

-وأنا وقت مايجلي نفس انزل هنزل، غير كدا محدش يؤمرني، انا هنا ليا رأي مابمشيش على كيف حد

قالتها وصعدت سريعا الى غرفتها ..صفعت الباب خلفها بقوة، انتفض بنومه، مسح وجهه يفتح عيناه من أثر النوم، ثم نهض

-فيروز مالك حبيبتي، تعبانة

صاحت غاضبة

-عرف حضرة اللوا احنا هنا مش لأوامره، يجيب ضيوف يمشي ضيوف ماليش فيه

-فيروز صوتك، اهدي، صوتك عالي ليه

دفعته بغضب صارخة

-أيوة انا متربتش، أصل ابويا مجرم مش دا ال عايز تقوله

جحظت عيناه من حديثها

-فيروز ايه ال حصل معاكي، اتجننتي

استدارت وبدأت تحطم كل ما يقابلها

-لما شايفني بنت مجرمين اتجوزتني ليه، متجوزتهاش هي ليه

امسكها بغضب محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يصفعها، هزها بعنف

-شكلك اتجننتي ومش عارفة بتقولي ايه، بس انتي كدا جبتي اخرك معايا ...اي غلط في حق حد من اهلي مش هسكتلك

دفعته بغضب وصرخت كالمجنونة

-قول انك خايف عليها، ماهي كانت قدامك ليه متجوزتهاش، متجوزني عشان تنتقم مني مش كدا

طب اسمع بقى ياحضرة الظابط انا مبحبكش، أيوة مثلت عليك الحب زي ماانت عارف، انا بكرهك عارف ليه عشان انتو السبب في موت بابا وحبس عمي

كور قبضته، حتى لا يفعل مايندم عليه، اتجه إلى مرحاضه وهي تصرخ خلفه

-ايه هربان مش دي الحقيقة

دلف الى مرحاضه، دلف تحت المياه عندما شعر بنيران تسري بأوردته، تذكر عندما عادوا من شهر العسل، وبدأت والدتها تقترب منها

-انتِ بنتي الوحيدة عايزة تحرميني منك، اتجهت بنظرها إلى جاسر

-ماتقولها يابني، قولها ماينفعش تقاطعي والدتك

هز أكتافه وتحدث:

-مقدرش ادخل بينكم هي بنتك وحضرتك امها، وانا معها في أي قرار

عدت الأيام بينهما جميلة وخالية من أي مشاكل، حتى بدأت والدتها تقترب، وتغيرت بعدها

دلفت ذات يوم

-جاسر ..انا مش هرجع حي الألفي تاني، وقف مذهولا فأردف

-إحنا مش اتفقنا حبيبتي ليه غيرتي كلامك..جلست وهي تزفر بغضب

-مش حابة الزحمة مش هتأقلم هناك..جلس أمامها واحتوى كفيها يقبلها

-فيروز حبيبتي احنا اتفقنا حتى نقعد هناك اسبوع وهنا اسبوع، لا إنت تزعلي ولا أنا ازعل، أنا مش عارف ابعد عن هناك، عشان خاطري حبيبتي بلاش تكسري خاطري

احتضنت وجهه

-عندي اقتراح ايه رأيك كل شهر نروح يوم الخميس والجمعة كدا هكون مرتاحة أكتر عشان خاطري حبيبي

اعتدل ناهضا، يهز رأسه

-حاضر يافيروز، بس اعرفي انا مش هكون مرتاح هنا

مرت شهور على هذا الحال إلى أن ذهب بزيارة والده، قابله عز وجنى على باب منزلهم

-جنجون وحشتيني يابت، من يوم الفرح ماشوفتكيش ..ابتسمت اليه، ثم نظرت إلى عز الذي يحاوط كتفها

-وانت كمان ياحضرة الظابط، ايه يابني، سمعت انك هترجع، ومرة تانية غيرت رأيك

❈-❈-❈


سحبت فيروز ذراعه قائلة

-حاجة تخصنا احنا، بلاش تدخلي بينا، خليكي في مشاكلك، ومع دكتورك، إنما سمعت انك بتروحي لدكتور نفسي، ليه عقلك مش موجود

-اخرصي يابت..صاح بها عز

لم مراتك يابن جواد الألفي وعرفها قيمتها، قولها دي بنت الألفي ليس عليها غبار، تروح تشوف عقلها الاول

سحب عز جنى وخرج غاضبا وكأنه يريد احتراق من يقف أمامه

-فيه ايه ياجاسر، ابن عمك بيزعق ليه؟!

-هو فيه ايه دا كله عشان بقوله اختك راحت لدكتور نفسي، عقلها

لم يجعلها تكمل حديثها وأشار بسبباته محذرا إياها

-هتتمادي مش هرحمك، بقولك قدام جوزك، هتقعدي بادبك هشيلك فوق راسي، بناتي فوقي أنا شخصيا

لكز جاسر بصدره:

-واخوات ابني الكبير ال أخته اتشتمت من مراته وواقف معرفش يرد عليكي..قالها جواد غاضبا وتحرك من أمامه

بعد قليل دلف إلى والده

-بابا أنا اسف لو سمحت متزعلش..نهض جواد

-كان نفسي اتأسفلك، بس للأسف ياجاسر مراتك غلطت والغلط الأكبر انك ماوقفتهاش عند حدها

تحرك يضع كفيه ببنطاله إلى نظر من النافذة

-ارجع بيت ابوك ياحضرة الظابط،كام شهر ونسيت قيمك واخلاقك، ياترى بعد كام سنة هلاقيك مين

خرج من شروده على حديث والدته مع فيروز بالخارج، ارتدى ثيابه وتحرك سريعا للخارج

-مالك يابنتي، سامعة صوتك من تحت

جلست والتزمت الصمت دون حديث

خرج جاسر ورسم ابتسامة

-فيه حاجة ياماما..نظرت لفيروز التي تجاهلتها فتحدثت

-حبيبي اجهز انت ومراتك، شريك عز وأوس جاي النهاردة على العشا، وكمان عمك صهيب وولاده موجودين

مينفعش تكون كبيرنا ومش موجود..نهضت غاضبة متجهة للمرحاض، دلفت المرحاض وأغلقت الباب بعنف

أطبق على جفنيه متنهدا بحزن، جلست والدته بجواره

-متزعلش، دي هرمونات الحمل ياحبيبي، تلاقي الحمل ضاغط عليها، ولسة ياما تشوف،

-وياترى ياطنط غزل قصدك ايه ..نهضت غزل متجهة إليها

-حبيبتي لو تعبانة قولي،

اتجهت لغرفة ملابسها

-أنا كويسة، بس بلاش تضغطوا عليا بأوامركم، انا مش عايزة اعيش هنا، وابن حضرتك عجبه العيشة هنا، ودا مكنش اتفاقنا من الاول


-ماما حبيبتي انزلي وانا هجهز وانزل وراكي..ربتت على كتفه، وتحركت بقلبا مفطور على ابنها

وصلت للأسفل وجلست بشرود، أتت نهى

-غزل فين جواد وصهيب، كانت شاردة بحياة ابنها التي انقلبت فجأة ولا تعلم لماذا

هزتها نهى بخفة

-غزل روحتي فين، بكلمك من فترة ..نظرت إليها بشرود تهز رأسها

-معلش يانهى، شردت شوية، كنتي بتقولي حاجة

طالعتها نهى بتدقيق

-وشك ماله مخطوف ايه ياحبيبتي كدا..هزت رأسها

-ضغط مش اكتر حبيبتي

استمعت إلى صوت الخادمة

-الضيوف وصلوا يادكتور

نهضت نهى بجوار غزل التي تتحرك بجوارها، وصورة ابنها الحزين لا تبتعد عن ذهنها

استمعت إلى صوته، الذي يشعرها بالأمان

-دكتورة غزل، مراتي ..ودي الباشمهندسة نهى والدة عز ونهى

-لقد ذادني شرفا سيدتى..اومأت له غزل، ورسمت ابتسامة تطالع جواد المبتسم بضياع..جذبها جواد، شعر بصقيع بكفيها

اتجه بنظره الى نهى، هزت كتفها بعدم معرفة

حمحم جواد هامسا لها

-مالك يازوزو..رفعت نظرها

-هه، ضيق عيناه ورسمها بعينيه

-حبيبتي مال وشك شاحب كدا، انت تعبانة

هزت رأسها بالنفي:

-أنا كويسة، شوف ضيفوك حبيبي وأنا هروح أشوف السفرة..نهض جواد

-صهيب عرف باقي العيلة للباشمهندس دقايق وراجع

تحرك سريعا خلف زوجته، وجدها تجلس بغرفة مكتبه وتبكي بصمت، شعر بسقوط قلبه بين قدميه

اسرع يجثو أمامها

-غزل فيه ايه مالك..شهقت عندما وجدته وألقت نفسها بأحضانه

-جواد ضمني أوي، حاسة اني تعبانة أوي

صمت لثواني يقاوم ألم قلبه وشعر بوخزات بصدره، ثم قال بصوت مختنق

-ايه ال حصل حبيبتي

ابتلعت ريقها بصعوبة ثم أردفت:

-تعبانة بس حبيبي مش اكتر

احتضن وجهها غارزا نظراته برماديتها

-مخبية عني ايه يازوزو !!

نهضت تفرك كفيها، وهزت رأسها

-مفيش، حسيت اني مخنوقة شوية، ياله اطلع للضيوف، وأنا هغسل وشي واجي، مينفعش اول مرة الراجل يجي ونقابله كدا

طبع قبلة على جبينها ثم ابتسم

-خديني على أد عقلي،اخرج زفرة حارة وتحدث

-تمام همشي، عندي خبر مينفعش هيفرحك ولا يزعلك،انا شخصيا زعلان، ومش معنى زعلي أن مش عايزها تفرح، بس ال شايفه الايام الجاية هتكون مش حلوة، عشان كدا قررت قرار واتمنى الاقيكي زي كل مرة جنبي

نظرت منتظرة حديثه

-يعقوب طلب ايد جنى من صهيب، وصهيب لسة قايلي من شوية

هبت واقفة

-وطبعا صهيب موافق، يعقوب شخص كويس ومفيش حد يرفضه، وشايفة تأقلمه مع جنى بسرعة، بس طبعا جاسر مش هيسكت

خرج جواد وهو يتحدث

-ولا يقدر يتكلم، خليه بس يفتح بوقه، وانا أربيه

❈-❈-❈

بعد قليل على طاولة الطعام، وصلت جنى بجوار ربى

بوصول جاسر

-مساء الخير..أشار عز إلى جاسر

-دا جاسر، اتقابلتوا قبل كدا بس متعرفتوش على بعض

-اهلا..قالها جاسر الذي جلس بجوار عز

-مرحبا بك..أشار على أوس

-أوس قص الكثير لي عنك

ضيق عيناه ينظر لأوس

-قايله ايه يلا، ومين دا قالها هامسا

حمحم أوس مردفا :

-كل خير ياشقيق، وفيه خبر تاني هتسمعه بعد قليل

انتهوا من طعامهم بعد فترة، واتجهوا لتناول القهوة..جلست غزل بجوار نهى

-يعني هو اتكلم من فترة..فركت نهى كفيها

-معرفش والله ياغزل، لسة صهيب معرفني النهاردة، اومأت غزل بهدوء ونظراتها على جاسر الذي يحاول الابتسام أمام الجميع..نهضت من مكانها

-حبيبي تعالى عايزك..قطب مابين حاجبه متسائلا

-فيه حاجة ياماما..اومأت برأسها، نهض معتذرا من الجميع..كانت نظرات جواد عليهما ..دلف لداخل مكتب والده

-ماما لو موضوع فيروز مضايقك انا هتكلم معاها

جذبت كفيه وأجلسته بجوارها

-لا مش موضوع فيروز، اقعد واسمعني كويس،بابا كان عايز يتكلم معاك من كام يوم، بس جواد جه وعمك صهيب ومعرفش يتكلم معاك

جلس بهدوء، ولا يعرف لماذا شعر بغصة تمنع تنفسه فأشار برأسه

-عارف ال برة دا جاي ليه؟!

ظل صامتا منتظر تكملة حديثها

فركت كفيها احتضن كفيها ونظر إليها

-ماما اتكلمي، بلاش توتريني، مش دا شريك أوس

-وجاي يخطب جنى، قالتها سريعا منتظرة ردة فعله

ورغم أنها كلمة بسيطة ولكن نزلت فوق قلبه كضربة خنجر قاتلة فتت قلبه اربا


ترك كف والدته، وأشار إليها

-ممكن تسبيني لوحدي ..اقتربت وانسابت عبراتها رغما عنها لما لا وهو فلذة كبدها

-عارفة الموضوع مش هيكون سهل، بس متنساش انك دلوقتي متجوز ومراتك حامل ياحبيبي

رفع نظره كالتائه لوالدته

-مش فاهم معنى كلامك ياماما..رسمت ابتسامة مرتعشة

-جاسر أنا مامتك، افهمك من نظرة عينك، وعارفة ومتأكدة مشاعرك اتجاه جنى، بس ال مقدرتش اعرفه، ليه يابني تتجوز واحدة وتحب واحدة تانية

هب من مكانه واتجه للخارج سريعا دون حديث..رآه عز يخرج مهرولا للخارج كالمطارد..أتى ليلحقه..أشار إليه جواد بعينيه

-عز استنى عايزك في موضوع...بعد قليل فتح يعقوب حديثه

-اتيت اليوم وطلبت السماح من حضرة اللواء ميعادا، ليزيدني شرفا أن اتجرؤ واتقدم لأبنة حضرتك ..سيد صهيب، وأنا أحاول أن اتأقلم على اللهجة المصرية،

ابتسم صهيب ثم رفع نظره إلى جنى التي شحبت ملامحها، تنظر في الوجوه حولها، حيث أن الجميع ينتظر حديثها، قاطع حرب النظرات وصول فيروز

-مساء الخير..اتجه الجميع بنظراته اليها، توقفت جنى وأردفت سريعا

-أنا موافقة...قالتها وتحركت سريعا متجهة الى منزلها

عند جاسر، قاد سيارته بسرعة جنونية وهو يضرب على المقود بعنف حتى كاد أن يكسر معصمه، توقف فجأة بالسيارة حتى أحدثت السيارة صوت بإطارها

ظل جالسا بالسيارة لفترة..، لا يعلم كيف سيتخلص من هذا الوخز الذي يمنع تنفسه ويشق صدره متألما، فتح زر قميصه عندما شعر بإختناقه، وكأن لم يعد هواء حوله، عند جنى، دلفت غرفتها، هوت ساقطة خلف الباب تضع كفيها على فمها تمنع شهقاتها

ولم تشعر بنفسها سوى بهمسها بإسمه، انسابت عبراتها، ظلت لفترة ثم نهضت متجهة تنظر الى نفسها بالمرآة

-جنى فوقي، وشوفي حياتك، هتفضلي لحد امتى ضعيفة، وقلبك يتحكم فيكي، هو عايش حياته، دوسي على قلبك، يعقوب كويس ابني حياة جديدة

اتجهت إلى مرسمها ودلفت إليه تجهز ألوانها، وفتحت موسيقى هادئة وبدأت برسمتها الجديدة ..دلف والدها

-جنى، استدارت مبتسمة

-نعم يابابا..جلس بجوارها يمسد على خصلاتها

-حبيبتي، ليه اتسرعتي بردك على يعقوب

استدارت برأسها وأردفت بهدوء:

-ليه حضرتك شايف فيه عيوب، هز رأسه رافضا

-بس لازم تفكري كويس..بابا عنده حق ياجنى، ردك بالسرعة دا قلقني، قالها عز

ابتسمت لهم وتحدثت بهدوء

-هو كويس جدا يابابا، وشايفة هكون مرتاحة معاه، وبعدين هنعمل خطوبة وبعد كدا نقرر إذا ارتحنا هنكمل وإذا لا ننفصل عادي

-هو كلمك ياجنى...تسائل بها عز ..هزت رأسها بالنفي

-ابدا والله ، بس هو من كام يوم سألني فيه حد في حياتي قولت لا..أمسكت كف والدها

-متزعلش مني حبيبي عارفة رديت من غير ماارجعلك، بس كان لازم افهم الكل اني مش مضغوطة من حد

اومأ صهيب متفهما، هروح اشوف عمك جواد ماله هو غزل مش عجبني ..

وانا هشوف ربى حبيبتي عندها امتحان ومحتاسة فيه

اومأت برأسها،وبدأت برسمتها بيعقوب ..

باليوم التالي ترجلت من سيارته

وتوقفت تنظر لذهابه..ماكونتي تخليكي بدل مضايقة كدا .. استدارت تنظر إليه بذهول عندما وجدته ينفث تبغه

-جاسر اتجننت بتشرب سجائر..تحرك إليها بخطى سلحفية، ونظراته تحاوطها ورغم هدوء تحركه إلى أن داخله يحترق كمرجل جف مائه من كثرة الغليان، أمال بجسده يجذبها من اكتافها

-عرفت أنك وافقتي على العريس...

حاولت التملص من قبضته

-جاسر وسع كدا اتجننت، حاوط خصرها وأنفاسه تضرب وجهها

-لسة الجنان جاي يااختي الحلوة..طلعت اكبر مغفل، انتي واحدة مخادعة وكذابة ياجنى، راسمة براءة على وشك وأنتِ من جوة انسان

دفعته قبل إكمال حديثه

-الزم حدودك معايا، وبعد كدا إياك تقرب مني، ومتنساش انا دلوقتي مخطوبة، وهلبس الدبلة بكرة، غير مراتك ال شيفاني رخيصة برمي نفسي عليك..اقتربت تمسك تلابيته وتعمقت برماديته قائلة

-الهبلة متعرفش أن جاسر اخو جنى،وجنى اخت لجاسر، فهمها كدا، بدل مش لاقية حاجة تشغلها..قالتها وتحركت سريعا من امامه


باليوم التالي وهو اليوم المقرر لحفل الخطوبة..بمرسمها توقفت بجواره، تشير إلى لوحاتها

وبدأت تعرفه على كل واحدة، وصل إلى لوحته

-حقا أنها مذهلة، ابتسمت بحبور قائلة:

-عجبتك..اومأ بتأكيد

-لقد افتتنت بها، وصلت غنى إليها

-مبروك ياجنجون كدا مش تعزميني ..أشارت جنى إلى غنى

-غنى توأم جاسر..أومأ برأسه

-اهلا سيدتي..ابتسمت قائلة

-قلة مصريين يامجنونة..خرج يعقوب عندما وجد الجميع بالخارج

-مبروك ياجنى فرحتلك حبيبتي..صمتت لثواني تقاوم غلالة دموع وخزت جفنيها ثم قالت بصوت مختنق

-بحاول ارسم حياة جديدة وابعد عن اخوكي..احتضنت وجهها

-لازم تكوني قوية، ودوسي على الكل، حتى اخويا نفسه عشان قلبك ميوعجكيش حبيبتي، بس في نفس الوقت لازم تفكري وماتتسرعيش، نظرت إلى فستانها

-طالعة كتير حلوة حبيبتي ربنا يسعدك، والصراحة عريسك قمرين..قبلت وجنتيها

-شكرا ياغنون..اتجهت بنظرها للخارج وجدت فيروز تقف بجوار ربى وتتحدث

- هروح اسلم على فيروز خانو لتقول عاملين حزب عليها ..خرجت متجهة للجميع قاطع طريقها جاسر


مبروك كسرتي كلمتي وعملتي ال في دماغك

تحركت مستديرة ولم تعريه إهتمام، اصطدمت بزوجته فتوقفت أمامها مبتسمة

-مسمعتش مبروك، ايه خسارة في جنجون، دا حتى جوزك عاملي ابو زيد الهلالي، بدل ماتيجي وتوقفي قدامي وتجرحي شوفي ايه ال مجنن جوزك ياست الحامل من جوزها حبيبها، قالتها وهي توزع النظرات بينهما ثم خرجت حتى تستيطع التنفس،

برافو جنجون اهو كدا احبك يابت، مش كل شوية تعيطي ياخايبة..توقفت أمامها

-ليه خلتيني أعمل كدا، اول مرة اجرح جاسر بالطريقة دي، اول مرة اشوف دموع في عيونه

ربتت على كتفها

-كدا أحسن للكل حبيبتي بكرة مع الأيام هتنسوا، وتتصالحوا، وبعدين دا جسورة برضو، وأنتِ جنجونة العيلة، بس لو جبتي سيرتي هموتك، قالتها وتحركت سريعا من أمامها

جذبها وحاوط خصرها

-مراتي عروسة البحر شكلها بتعمل خطط من ورايا

حاوطت عنقه تهمس أمام شفتيها

-تدفع كام واقولك مراتك بتفكر في ايه ..دنى حتى داعب ثغرها بخاصته، ولكن تراجعت فزعة عندما صاح جواد

-الناس حواليكم خلوا عندكم شوية دم، ال يشوفكم يقول عرسان في شهر العسل، اتجه بنظره الى ابنته غاضبا

-شوفي ابنك والدتك تعبانة، مش حمل الولد يتعبها

اقترب بيجاد يتابعه بهدوء

-مالك ياحضرة اللوا، مش على بعضك ليه..تجول بنظره يبحث عن جاسر

-فين جاسر مش باين ليه..أشار له على مكانه

-معرفش كان هنا واقف مع جنى ..تحرك يبحث عنه، قابله راكان بجوار ليلى، فتراجع معه

اهلا ياراكان..ابتسم له

-اهلا ياحضرة اللوا..بحث عن جاسر متسائلا

-فين جاسر، اوعى تقولي في الشغل..أشار إلى عز

-شوف لي جاسر فين، وجنى مش باينة

تحرك عز سريعا يبحث عنهما

توقف بنظر بذهول

الفصل الرابع من هنا


 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-