رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الثاني 2 بقلم سيلا وليد



رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الثاني 2 بقلم سيلا وليد 


الفصل الثاني

كنت أعـلم أنه ليس ملكي

لكنى احببته

كنت أعلم أنه بعيد

لكنى احببته

كنت اعلم المسافات والظروف

لكنى احببته

كنت أعلم أنني سأعتاد عليه

وسيجرى حبه فى شريانى

وسأحبه حد الجنون

أعشق أيـامي وأكره نومـي

كنت أعلم أنني أجرم بـحق نفسي

وأنـني أسن السكين لاجرح ﻗﻟبـي

كنت أعلم وأعلم بحقائق موجعه

وواقـع سيحدث لا محاله

لكنني كنت أتـقن خداع نفسى ,كنت أكذب الكذبه وأصدقها

لن يذهب ,, !! وسيبقى لي ملكي وحدي

كل يـوم يمـر وهو إلى جـآنبي يزداد قلقي يتوتـر ﻗﻟبـي أكثر

كنت أعلم أنه كلمآ زادت آيامي معه زادت الآلام القادمه أكثر

كنت أعلم لكن مآ مِن قلب وروح يـفهم

كنت مجنون به عشقته حد الجنوﻥ

أحببت كلامه حتى صراخه

هل أقسم بـاللـه لكم لكي تصدقوا أننـي أحببته بكل صدق

أو ألتـزم صمتـي وأجـعل تلك النار تحرق ماخلف أضلاعي

اتريدون النهايه حقا أحببته

واوجعني قلبي حتى تمنيت الموت لا محالة


❈-❈-❈



بما أن الجميع موجود، فمبروك ياحضرة اللوا هتكون جد للمرة التانية

ألقى جملته التي جعلت البعض سعيدا والبعض الآخر قلبه يتمزق، انسابت عبراتها رغما عنها، وشعرت بسحابة سوداء تداهمها، وماكان عليها إلا أن ترحب بها، استدار عز لأخته وجدها شاحبة كشحوب الموتى

هرول اتجاهها وتلقفها بين ذراعيه عندما هوت ساقطة تتمنى أن لا تصحو أبدا

نظر الجميع الى صوت عز وهو يصرخ بإسمها

-جنى!!..بينما صهيب الذي شعر بإن روحه ستفارقه من حالة ابنته التي تدهورت، اتجه بخطوات ضعيفة ، حملها عز سريعا متجها إلى منزلهم

جلس جواد واضعا رأسه بين راحتيه، مطبق الجفنين، بعد تحرك الجميع خلف جنى

جلس بيجاد بجواره

-عمو جواد ايه ال مخبيه علينا، ومش عايز عمو صهيب يعرفه

رفع رأسه وطالعه بصمت لعدة لحظات

-فيه مشاكل في العيلة يابيجاد، ولازم اتصرف قبل المشكلة ماتكبر وتأذي الكل

-المشكلة دي جاسر وجنى مش كدا، تسائل بها بيجاد

نظر حوله فوجد ابنه يقف بجوار أوس يتحدث إليه

-ايه اللي خلاك تقول كدا!!

نصب عوده يضع يديه بجيب سرواله وهو ينظر للبعيد

-يبقى حقيقي، انا حسيت الموضوع مش طبيعي برضو، غير كلام غنى اللي مش مفهوم

توقف جواد وسحب بيجاد من أكتافه

-تعالى نتشمى شوية ونتكلم

عند جاسر وأوس

-ايه السر اللي بيحاولوا يخبوه ياأوس، وايه تعب بنت عمك كل شوية دا، وجواد له علاقة بكدا ولا ايه

رفع أوس كتفه بعدم معرفة، ثم اتجه بنظره الى ياسمينا التي تتحرك متجهة إليهما مع فيروز

-مفيش حاجة، قلة غذا، طنط غزل كشفت عليها، ضغطها ضعيف ونبضات القلب مش مظبوطة

اتجه إلى منزل صهيب قائلا

-هروح اطمن عليها، توقفت فيروز

-جاسر إحنا لازم نتكلم

تلاحقت أنفاسه بغضب عندما علم بما ستقوله

-بنت عمي تعبانة مش محتاج سفاهة يافيروز، تحركت متجه تقف أمامه

-هي راحتي بقت سفاهة دلوقتي يااستاذ جاسر،انا مش هقعد هنا

تحرك من أمامها عندما ارتفعت وتيرة غضبه، مما شعر أنه سيفعل شيئا سيندم عليه

وصل إلى منزل صهيب، قابلته غزل وغنى على باب المنزل

-رايح فين ياحبيبي..تحرك خطوة من أمامهم

-عايز أطمن على جنى ياماما...أمسكت غنى كفيه

-بقولك ايه ياجسورة عايز تهرب مني عشان الهدية، تعالى ياحبيبي عشان هديتي

قطب جبينه متسائلا:

-هدية ايه؟!..غنى انا مش في حالة تسمح للهزار

طوقت ذراعه وتحركت تغمز لوالدتها

-هو الأبوة ببلاش، مش لازم ياحبيبي تهادي عمة الولد بخاتم سوليتير

توقف مذهولا من حديثها

-أكيد بتهزري، وسعي ياغنى عايز اشوف جنى ..قالها وتحرك سريعا

-بلاش ياجاسر..توقف فجأة ثم استدار منتظر حديثها، فركت كفيها ببعضهما تهرب بنظراتها بكل اتجاه سوى عيناه

-أنا حاسس الموضوع وراه حاجة كبيرة، من وقت مارجعت من شهر العسل، وجنى بعدت عني لدرجة مبتردش على تليفوناتي، جواد وهروبه دايما من التجمع العائلي، عز كمان بقى مش متحمل مني كلمة، وكل شوية بيحسسني أنا السبب في حالتها

انعقد لسان غنى أكثر، وتاهت الكلمات عن تعبيرها بما ستقوله..أمسكت كفيه، تسحب نفسا تفكر الخروج من تلك المعضلة

-جاسر حبيبي انت مكبر الموضوع ليه؟!

انا قصدي انها تعبانة دلوقتي وعمو صهيب مضايق بسببها، وعز مش واخد موقف ولا حاجة هو مضايق بسبب موضوع ربى ومشكلة حملها، فممكن يكون اتكلم بطريقة مش كويسة معاك من أعصابه التعبانة مش أكتر


مسح على وجهه وهو يهز رأسه قائلا:

-هعمل نفسي مصدقك ياغنى، بس لازم اطمن عليها، قالها وتحرك متجها إلى منزل عمه

دلف للداخل قابله عز توقف أمامه يطالعه لبعض اللحظات

-جنى عاملة ايه ياعز؟!

أطبق على جفنيه ثم زفر بهدوء

-كويسة ياجاسر، قلة أكل، عندي اجتماع مهم بعد اذنك

عقد حاجبه وتحدث متهكما

-بعد إذنك!!

-هو فيه بالظبط ياعز؟!

توقف عز مواليه ظهره، محاولا السيطرة على أعصابه

ابتلع ريقه واستدار إليه مبتسما

-ايه يابني، مش عجبك ادبي ولا ايه ..تحرك جاسر وتوقف أمامه يدقق النظر بعينيه

-عز انت متغير ليه؛ هو أنا عملت حاجة مزعلاك مني، ممكن اكون عملت حاجة ومقصدتش ، انت عارف الفترة اللي فاتت كنت بعيد عن حي الألفي، ومقابلتنا كانت قليلة، انت زعلان مني عشان كدا

سقطت كلمات جاسر على رأس عز كسقوط نيزك وشعر بغصة تخنقه فرفع نظره إليه

-ليه بتقول كدا ياجاسر!!

من إمتى وانا بزعل منك، احنا طول عمرنا اخوات ياحمار، وعمري ماازعل منك

-جنى!! قالها جاسر بتقطع

تقابلت نظراتهما معا، فدنى منه يحاوطه، بنظرات تقيمية

-ايه ال مخبيه عني ياعز يخص جنى، وليه مش متحمل أقرب منها، وهل علاقة تعبها بجواد

بتر حديثهم وصول صهيب متسائلا:

-واقفين كدا ليه؟!..

استدار جاسر الى عمه

-مفيش ياعمو، كنت بسأل عز عن جنى..ربت صهيب على كتفه قائلا

-جنى كويسة حبيبي هي نامت دلوقتي..

عمو عايز أشوفها..تحرك عز حتى لا يفعل مالا يحمده الأخرون..

اطلع مرات عمك فوق عندها، قالها صهيب عندما وجد نظراته المتلهفة عليهاصعد سريعا للأعلى، دلف بعد السماح له

دخل برأسه بمزاح قائلا

-ال مكشوف يتغطى

-ضحكت نهى وأشارت بكفيها

-تعالى يااهبل، انت غريب..غمز بعينيه وهو ينظر إلى جنى

-ماغريب إلا الشيطان ياطنط نهنهيو، بقولك بنتك جبتلي عقدة نفسية، يعني أحسن يوم تخضني عليها كدا

كانت نظراتها عليه، هناك شعور قاس يفترس قلبها دون رحمة للحد الذي جعل دمعة غادرة تنبثق من طرف عينيها، ورغم انها أزالتها سريعا، إلا أنه لمحها وهو يتحدث مع والدتها، شعر بقبضة تعتصر فؤاده

اتجه إليها بعدما تحدثت نهى

-هعملك عصير حبيبتي..رفرفت أهدابها وأمأت برأسها عندما فقدت الحديث

جذب مقعد وجلس بمقابلتها، كان يطالعها بإشتياق، فمنذ زواجه وعلاقتهما تدهورت

-وحشتيني..أردف بها بهدوء ورغم أنه أخرجها ببطء، إلا أنها نزلت كنيران تحترق كلا منهما

ابتسمت مع تلألأ عيناها بالعبرات، فهمست بتقطع

-إنت كمان وحشتني اوي ياابن عمي

مازال يطالعها كأنه يرسمها برماديته، فأردف متسائلا:

-وياترى ال بيوحش حد بيتعب كدا، رغم أنه أخرجها على مزاح الا أنها هزت رأسها مع تساقط عبراتها التي انزلقت رغما عنها

-جدا ياجاسر..لم يستطع التحكم بنفسه، فهب من مكانه، وجلس على طرف فراشها يمسد على حجابها

-انتِ كمان فارقة معايا اوي ياجنى، معرفش ايه ال حصل خلاكي تبعدي عني كدا

ابتعدت قليلا، عندما استنشقت رائحته، التي جعلتها تريد أن تلقي نفسها بأحضانه

فاقت من شرودها عندما احتضن وجهها يزيل عبراتها بإبهامه


-جاسر بتعمل ايه، انت اتجننت، ناسي انك متجوز دلوقتي، غير كمان مينفعش القرب دا، خلاص كبرنا يابن عمي وحدودنا كبرت، رفعت نظرها وحدقت برماديته قائلة:

-الحدود كبرت اوي اوي يابن عمي..تراجع إلى مقعده يرمقها بهدوء

-مش موافقك ياجنى طبعا، ايه ال بتقوليه دا

رسمت ابتسامة على وجهها

-لا ياحضرة الظابط، مش بكيفك، وامشي من هنا، عشان مراتك لو جت وشافتنا كدا هتولع فيا

جذب كفيها يطالعها بغضب مصتنع

-مين يابت ال يقدر يبعدك عني، كانت لمسته لكفيها كصاعقة برق أصابتها، فتصلب جسدها وحبست أنفاسها بصدرها، وتلألأت عبراتها

-جاسر سيب أيدي لو سمحت قالتها بتقطع، بدخول فيروز التي كانت تقف منذ فترة على باب الغرفة

-حمدالله على السلامة ياجنى .قالتها وهي تطالعها بغموض

ابتسمت جنى بهدوء، رغم ارتجافة جسدها

-اهلا فيروز ادخلي واقفة ليه، قالتها بتقطع...دلفت فيروز، تنظر لجاسر الصامت ثم رفعت نظرها لغرفة جنى

-حلوة الأوضة اوي ياحبيبي، فعلا ذوق جنى حلو زي ماقولتلي

عقدت جنى حاجبيها مندهشة

-مش فاهمة..نهض جاسر

-حمدالله على السلامة ، ويالة فوقي بسرعة عشان نرجع نضايق بعض زي الأول..انحنى بجسده يغمز لها

-رجعت تاني هنا ياجنجون، والمستخبي هيبان ، وكل واحد هياخد حقه

رفعت نظرها إلى فيروز التي تراقبهم بصمت فاهتزت عيناها من نظرات فيروز الأختراقية

-حمدالله على السلامة، ماكان من الأول يابني، ايه ال خلاك اصلا تبعد عن حي الألفي

-كل واحد حر في حياته ياجنى، والمفروض كل واحد يختار الحياة إلى تريحه، رفعت كفيها على خصلات جاسر تمسدها

-مش كدا ياحبيبي..اعتدل جاسر بوقفته

-فين جواد مش باين ليه؟!

تسائل بها جاسر متجاهلا حديث زوجته

-معرفش ياجاسر ومش عايزة أعرف..اومأ برأسه

-بينا كلام ياجنى، لازم نخلصه

امسكته فيروز من كتفه

-جاسر احنا اتفقنا هنقعد في شقتنا

-أنا بريحك بس يافيروز، بس هنقعد هنا خلاص دا أخر كلام

-فيه مشكلة ولا ايه ياجاسر ؟!

رفعت نفسها تطبع قبلة على وجنتيه تنظر لعيناه

-ممكن نتكلم بعدين مينفعش قدام الغرب


ثم اتجهت إلى جنى

-مفيش مشكلة، حاجات خاصة بينا، ولو على كلام جاسر أنه راجع هنا فهو بيقول كدا عشان عمو جواد مش يزعل، بس أكيد احنا هنرسم حياتنا

انزل كفيها وتحرك للخارج، ثم توقف لدى الباب

-انتِ يابت عايز اشوفك الصبح في التجمع العائلي، الرقدة دي مش لجنى الألفي، متخلنيش اطلع اجيبك من شعرك الحلو دا

تناست وجود فيروز فغمزت بعيناها

-تصدق ياجاسورة وحشني خناقتنا مع بعض، وحركاتك البيئة ..ربعت فيروز ذراعيها أمام صدرها

-حركات بيئة ياجاسورة، ابتسم لفيروز يشير على جنى

-دي هبلة مش تصدقيها..ثم تحرك يجذب كف فيروز

-تعالي حبيبتي عايزك في موضوع

تنهدت بحزن بعد خروجهم..أطبقت على جفنيها ثم هبطت من فوق مخدعها بهدوء، واتجهت إلى الحي القيوم

"اللهم انزع حبه من قلبي"

ظلت ترددها بسجودها مع عبراتها التي أصبحت كزخات المطر..جلست وامسكت مصحفها، تحتضنه وكأنها تستمد منه القوة

-يارب بحق قرائنك، فأنت الحق وقولك الحق أن تريني بمستقبلي مايسر قلبي قبل عيني

رفعت كفيها تضرعا للحي القيوم

"يارب جملني بقلب عطوف رحيم، اللهم اجعلني عطف وليس قسوة، يارب عبدك الضعيف يحتاجك، فأخرجه من ظلمات قلبه لنور ايمانه، اللهم جملني بقلب جميل عطوف، وابعد عني القلب القاسي المؤذي، اللهم قلبي في عنايتك فاحفظه ونقيه ولا تجعل به حقدا ولا نفورا

❈-❈-❈

اهتز جسدها من شهقاتها، عند دعائها

-اللهم انزعه من حياتي، صمتت للحظات، تمنع شهقاتها

اللهم أخرجني من ضعفي إلى قوتك، قالتها بشهقة خافتة فوضعت كفيها على فمها

أطبقت على جفنيها قائلة:

لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلى العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم. ربّ إني أسألك أن تريح قلبي وفكري، وأن تصرف عنّي شتات العقل والتفكير، ربّ إنّ في قلبي أموراً لا يعرفها سواك فحققها لي يا رحيم، ربّ كن معي في أصعب الظروف وأرني عجائب قدرتك في أصعب الأيام.

شعرت بأحدهما خلفها، جلس وسحبها لأحضانه، يحاوطها بذراعه

-عاملة ايه دلوقتي ياحبيبة أخوكي

وضعت رأسها بأحضانه

-الحمد لله، كويسة ياحبيبي

رجعت بسرعة يعني

امسك كفيها وتوقف متجها لمخدعها ...

تعالي عايز أخدك في حضني زي زمان..انسابت عبراتها ، فدنت منه تحاوط خصره

-انت أحسن أخ في الدنيا ياعز، انا بحبك أوي

طبع قبلة على جبينها وحاوطها بذراعه

-وأنتِ جنتي الصغيرة ال بحب اجيلها وقت ضعفي ياجنجون

دلفت ربى تضع كفيها بخصرها

-لا والله، بقينا نيجي من برة على الست جنى، وربى حبيبة القلب وحشة

مسحت جنى دموعها وابتسمت من بينهما

-لا طبعا، هو يقدر ينسى روح القلب، كانت نظراته على أخته التي ذبلت وأصبحت كالزهرة التي تركها صاحبها دون رعاية

أما ربى التي توزع نظراتها عليهما

-لا أنا زعلانة ومقموصة، وهخاصمكم انتوا الاتنين

قهقهت جنى وتناست ماكانت يبكيها تضرب كفيها وتدفع عز

-روح يابني، دا حتى مراتك عينها في حضنك، يالهوي ياعيني عليكي ياجنى يابريئة، ياوحيدة، دفعت ربى عز الصامت بعيدا عنها

-تعالي ياكلب البحر ياشحاتة، دا احنا ننفع نلف بيكي السيدة والحسين..جلس عز على فراش أخته بصمت يطالعهما

احتضنت ربى جنى

-مين ال وحيدة ياكلبتي الصغيرة، دا انتي فطوطة العيلة كلها، فاكرة مصايبنا يابت واحنا صغيرين

لا القعدة دي ناقصة حضرة الظابط، ونرجع الذي مضى

كأن حديث ربى أوقعها مرة اخرى، فرسمت ابتسامة عندما وجدت نظرات عز مصوبة عليها فأردفت

-أيوة فاكرة ياختي مصايبك إنتِ وعز، جاسر كان بيتعاقب مكانكم ..قهقهت ربى تنظر إلى عز

-عزو حبيبي طول عمره ذكي، وبيعرف يتصرف، أما جسور طيب وكان دايما يوقع في ايد بابا

قهقهت الفتاتان حتى عز تذكر تلك الأيام..رفع ذراعيه إليهما، يضمهما قائلا

-تعرفوا انتوا اغلى حاجة عندي، مستعد أضحي بحياتي كلها ولا أشوف دمعة من قمرات جميلات الألفي

دفعة ربى جنى بهدوء قائلة

-اتجننت يازيزو، عايز تساويني بكلب البحر دي، لا طبعا لازم غلاوتي تكون أعلى ، يعني تحبني أكتر، وتخاف عليا أكتر..وانت ياجنجون، روحي شوفي صاحبك المدافع خليه ياختي يدافع بحياته عشانك

هنا فقد عز سيطرته فتحدث سريعا

-غلطانة يابنت عمي جنجنون احميها بحياتي قبل مااحميكي،

دفعته ربى بغضب مصتنع، وتحركت للخارج

-أنا مخصماك وخلي جنجون تنفعك ياحبيبي

بغرفة مكتب جواد

جلس جواد بجوار صهيب، يراجعوا بعض المشاريع

-حلو يعقوب المنسي ياصهيب، خلي عز يتعامل معاه، انا اسمع عنه كويس، ولسة راجع من أمريكا قريب

دلف حازم

-جنى عاملة ايه ياصهيب..

-الحمد لله ياحازم..نقر جواد بقلمه على مكتبه

-صهيب خلي جنى تنزل الشغل، هتقابل ناس، وتغير جو..جلس حازم موافقاا جواد برأيه

-أنا عايزك تتأكد جواد مالوش علاقة، جنى ال رافضة الموضوع خالص

-لما هي رافضة ليه وافقت من الاول ياعمو، اكيد جواد عمل حاجة وصلها لكدا

هذا ما قاله جاسر عند دلوفه لمكتب والده..تراجع جواد بجسده على مقعده

-انت ازاي تدخل كدا بينا بالكلام، هو عشان اتجوزت وخرجت من حي الألفي نسيت الأدب والاحترام يابن جواد

شعر بغصة بحلقه من حديث والده عندما فهم مغذى حديثه

هز رأسه بالنفي

-ابدا يابابا، حضرتك واعمامي فوق راسي، بس ال بيحصل دا مش طبيعي، عايز اعرف ايه ال حصل مش اكتر

-مش شغلك ياجاسر، ابوها عايش واخوها، وانا يلا، انت اخر واحد له الحق يدخل بين ولاد عمك

اقترب من مكتب والده وانحنى بجسده ينظر لمقلتيه

-غلطان ياحضرة اللوا، ولو كنت ناسي افكرك، أشار إلى الأريكة وتحدث

-بص للكنبة دي وافتكر لما قعدتني انا وعز وقولتنا انتوا كبار العيلة دي، والمسؤولية عليكم انتم، لازم تعرفوا كل حاجة توقفوا دايما مع بعض، ال يتعب التاني يشيله، وال يضعف التاني يقويه، واي مشكلة في العيلة انتوا ال تحلوها

اعتدل ناصبا عوده ووزع نظره بين حازم وصهيب واردف

-وقبل دا كله جنى عندي غير أي حد، جواد صاحبي قبل مايكون ابن عمتي، وعز توأم روحي قبل مايكون ابن عمي، لكن جنى الاتنين يابابا، وزيها زي غنى وربى، ومستحيل اسكت لما اعرف ايه ال وصلها لدا كله

اتجه لحازم وتوقف مستندا على الجدار ثم أردف

-حضرتك بتقول جواد مالوش علاقة، طب اقنعني ياعمو ازاي وهي يوم فرحي كانت بتعيط في حضني وبتقولي بحبه اوي، يبقى اكيد ابنك عمل حاجة كبيرة كسرها بالطريقة دي

-جاسر..صرخ بها جواد

-ايه قلة الأدب دي، ازاي تكلم عمك كدا..أتأسف منه، ومتنساش نفسك يلا، اوعى تفكر تاني مرة توقف قدام عمامك وتتكلم بقلة ذوق كدا

ذهل جاسر من رد فعل والده العنيف، ولا يختلف الأمر عند كلا من صهيب وحازم..قطع النظرات صهيب

-اهدى ياجواد، مالك عارف جاسر وحمية الشباب وهو خايف على اخته، مش انت خايف على اختك ياحبيبي

-وجواد اخوه ياصهيب، زيه زي جنى مفيش فرق..نهض جواد فلقد خرج السهم من القوس، لاويا فمه

-مش يمكن لما تعرف مين السبب تكره نفسك ..توقف صهيب سريعا يرمق جواد بتحذير

-جواد اتجننت ايه ال بتقوله دا..اسكت ياصهيب، خليني ارد على حضرة الضابط ال نسي الأصول من شهرين اومال لو قعد سنتين هيعمل ايه

-بابا ايه ال بتقوله دا!!

بقول تطلع لمراتك ياحضرة الظابط، وتقنعها وتفهمها ال قولته دلوقتي ، جاي تعمل علينا جيمس بوند، وانت مش عارف تحكم عليها

-جواد ..صرخ بها صهيب يدفعه بقوة عندما فلتت زمام الأمور بينهما

-جذب صهيب من ذراعيه بهدوء

-صهيب ..ايه مش تقول لحضرة الظابط مراته جت وقفت قدام أبوه وقالت له ايه

هز حازم رأسه جاهلا بما يصير فتحدث

-جواد مهما حصل مينفعش تقول له كدا قدمنا..دفع جواد المقعد بغضب وثارت جيوش غضبه

-أيوة دا ال اقنعتوني بيه عشان اوافق على جوازته، ايه ياحازم هفضل اداري لحد امتى، النهاردة دخل وفرد دراعه على أبوه واعمامه، طيب مش يحكم على مراته، يجي يحكم على عيلة الألفي

دفعه بصدره

-مراتك جاية توقف قدام ابوك وبتقوله، متخنقش ابنك بتحكماتك، شوية شوية وهتقولي مالكش دعوة بجوزي ال هو ابنك

أشار بسبابته وتحدث

-مراتك تقعد هنا حسب قوانين جواد الألفي، ياإما كدا ياتاخدها وتمشي من هنا فورا

تحرك متحاملا على نفسه، كالمتخبط نحو زوجته لا يعلم ماذا حدث له، هل والده على صواب، هل هو أخطأ عندما ترك حضن والده الذي اعتبرته زوجته ماهو سوى ضعف

صعد إلى غرفته وجدها تستمع إلى الموسيقى وهي تجلس بالشرفة مغمضة العينين

دفع الباب بقوة ودخل يطالعها بغضب

-أنا مش قولتلك حياتنا هتبقى هنا، وانسي اسيب بيت ابويا

ربعت ذراعيها على صدرها وتحدثت وهي تهز ساقيها

-لا مقولتش، قولتلي بحبك وأعيشك في الجنة، بس كله كان أوهام

-اتجننتي ايه ال بتقوليه داانتِ مجنونة


لكمته بصدره بقوة

-اتجوزتني ليه ياجاسر، ليه عيشتني ساعة في الجنة وسنة في النار، ليه ...ليه ؟!

شعر وكأن الأرض تُسحب من تحت قدميه .هز رأسه وخرج سريعا عندما فقد السيطرة على نفسه، هرول متجها إلى سيارته، قابله عز ..ولكنه تحرك متجاهلا له

-جاسر..قالها عز عندما وجده يتحرك سريعا كأنه يهرب من مطاردة ، استقل سيارته، اتجه عز سريعا إليه عندما وجده بتلك الحالة، فتح باب سيارته

-جاسر انزل، رايح فين

-عز..عايز اكون لوحدي لو سمحت..استند عز متكأ على باب السيارة يهز رأسه

-بتحلم يابن عمي..انزل واحكيلي ايه ال حصل

-اقفل الباب ياعز لو سمحت..حرك شفتيه

-انسى ياجاسورة، انزل هنتكلم، ولا أقولك

تعالى نروح لبيجاد نعانده شوية من وقت ماجه من اسكندرية وهو نايم، تعالى ننزل تعاند عمو جواد شوية

قام بتشغيل محرك السيارة

-هروح لعمو باسم شوية وراجع، وعد هرجع بدري ونسهر كمان

استقل السيارة بجواره

-يبقى انا كمان عمو باسم الفرفوش وحشني

ابتسم جاسر على حركات عز، فترجل من السيارة وهو يضحك بصوت مرتفع، كأنه ليس ذاك الذي يخرج نيران من جسده

تسطح على العشب وهما يتمازحان، استمعت ربى وغنى لضحكاتهما، فخرجتا متجهين إليهما

صرخت ربى وهي تقفز حتى سقطت بينهما

-خيانة ياوحشين، ربعت غنى ذراعها ووقفت تنظر إليهما

جذب عز ربى يحاوطها، شيل ايدك يابغل دي مراتي

اعتدل يشير إلى غنى

-تعالي ياغنون، احنا مالناش غير بعض ..جلست بجواره ، اعتدلوا وهم مازالت ضحكاتهم بالأرتفاع

صاحت ربى باسم جنى

-ياجنىىىىىىى تعالي شوفي الخيانة..نظرت من نافذة وجدتهما يمزحون ويجذبون ربى بضحكاتهما

كانت تطالعهما بٱبتسامتها الجميلة، ورغم ابتسامتها إلا أنها شعرت بالحزن عندما تذكرت انها فقدت تلك السعادة لسبعة عشر عاما..وصل بيجاد اليهم، جلس بجوار زوجته

-صوتكم عالي ليه ياولد..رفع عز حاجبه

-اهو جه بدل ماكنا رايحين، تجمع الشباب جميعا حولهم وبدأو يتمازحون، نهضت البنات يجلسون بمكان بعيدا بعض الشئ، كانت تقف في الشرفة تطالعهم بغضب، فلقد تركها حزينة، وذهب يتمازح مع اخواته، وجدت جنى تستند على تقى و تتحرك متجهتان إليهم وهما يبتسمان

تحركت متجهة للداخل، وقامت بتبديل ثيابها، ووضعت لمسات تجميلية، توقفت تنظر إلى تنظر إلى نفسها

-هشوف انا ولا إنتِ ياست جنى، لا وعاملة بريئة، متعرفش النظرات الخبيثة دي انا حفظاها كويس

هبطت إلى الأسفل سريعا، قابلها جواد صاعدا إلى جناحه، توقفت أمامه

-أنا أسفة لحضرتك، عشان اتكلمت معاك بصوت عالي

توقف يطالعها بصمت، ثم تنهد وأمسك كفيها

-تعالي يافيروز عايز اتكلم معاكي شوية

جلس وأجلسها بجوارها

-عارف حياتك مختلفة عن حياتنا، بس نصيحة من أب يابنتي، بلاش تعاندي جوزك، وأتأقلمي على حياته، مش هو ال يتأقلم على حياتك

سحب نفسا ثم زفره وتحدث بهدوء

-النهاردة لأول مرة أحسس ابني بعجزه، مكنش قصدي اوقعكم في بعض، اد ماكان قصدي أنه يفكر قبل مايتخذ قرار يندم عليه طول عمره

أشارت على نفسها

-قصدك إن قرار جوازنا كان غلط ياعمو..ربت على كفيها وتحدث

-مش دا قصدي يابنتي، قصدي أن جاسر احيانا بيتخذ قرارات متهورة من غير تفكير، نظر للبعيد وتحدث بشرود

-وممكن قرار متهور يضيع حياته كلها، استدار إليها وتحدث

-عايزك تكوني قوته، مش ضعفه، ولما يكون في نقاش حاد بينكم التزمي الصمت، عشان مهما كان هو الراجل

قالها ثم نهض ولكنه توقف

-لو هتخرجي برة بالطريقة دي هتزعلي جوزك منك، قالها وتحرك

مطت شفتيها ووضعت وشاحها على أكتافها وخرجت


كان الجميع ملتفون يستمعون إلى مغامرات بيجاد الجوية

وصلت تقى وجنى..توقفت ربى تساعدها على الجلوس بجوارها

-عاملة ايه دلوقتي حبيبتي..اومأت مبتسمة

-الحمد لله، بكرة أعمل التحاليل ال طنط غزل طلبتها

ليه ماما طلبت منك تحليل

قاطعتها غنى للأطمئنان

-عادي يابنتي، بقالها فترة بتخس، ماما عايزة تطمن

وضعت رأسها على كتف ربى

-عملت دايت فترة، فدا ال تعبني ووصلني للمرحلة دي، ربتت غنى على ظهرها

-حبيبتي ليه الدايت، ماجسمك حلو أهو

رفعت ربى كفيها بسخرية

-مش عارفة، يمكن عايزة تشتغل عارضة أزياء..على بعد بعض الأمتار، يجلس الشباب وأصوات ضحكاتهم ومزاحهم مرتفعة

استدارت غنى تطالع زوجها الذي يتصارع مع عز

-بيجاد المكان ال بيدخله بينسي اهله الحزن..ابتسمت جنى وهي تطالعه

-فعلا، كان واحنا صغيرين عامل كبيرعلينا، و اليوم ال كان بيجيه هنا بيكون احلى يوم، وصلت ياسمين بجوار أوس

-يااااه والله زمان ياآل الألفي، من زمان ماتجمعتوش كدا

سحب كف ياسمين متجها لأخواته

-برنسس ياسمينا هنا، بت ياربى خدي بالك منها، رفعت ربى حاجبها ساخرة

-وادي العاقل ال بقول هيحميني لما عز يضربني، جاي بيقولي بت ياربى

ناغشتها جنى قائلة:

-والله بخاف على زيزو منك، تحرك أوس بعدما جلست ياسمينا بجوار غنى

-ايه ياياسو شكلك هتولدي قريب..بدأت في الخامس

-هزت رأسها وأجابتها

-بقالي أسبوع، ومش مرتاحة

نهضت جنى خلف سفيان الذي يتعلم المشي وهو يصفق بيديه

-غنى هلعب مع سيفو متخافيش عليه، اومأت برأسها وهي تراقبها

أمسكت كفيه وبدأت تتحرك مع خطواته وضحكاته بالأرتفاع، وصلت إليها فيروز

-جنى ماشاءالله بقيتي كويسة، حمدالله على سلامتك

ابتسمت لها ببراءة

-ميرسي يافيروز..اتجهت خلف سفيان الذي بدأ يتجه نحو حمام السباحة، فأوقفتها قائلة

-او يمكن صحتك جت على وجودنا معاكم هنا ...ذهبت بنظرها إلى جاسر سريعا، وهو يتحدث مع بيجاد وعز، كانت فيروز تراقب نظراتها فاقتربت تهمس لها

-قالي انك مرتبطة بيه أوي، اه ماهو لازم تتأثري مش اخوكي طبعا

اومأت برأسها

-جاسر جميل أوي يافيروز، وبتمنلكم السعادة دايما، وزي ماقالك انا اخته، زيه زي ربى وغنى، ياريت متضايقش من علاقتنا


❈-❈-❈


ربتت فيروز على كتفها وتحدثت:

-وايه ال يضيقني حبيبتي ، اضايق لو هو مبيحبنيش وكمان حامل في ابنه، انا مش مضايقة ولا حاجة..قالتها وتحركت بعدما ألقت ما شطر قلبها لنصفين..كانت غنى تراقب وجه جنى من حديث فيروز الذي لم تستمع إليه بسبب بعد المسافة..ولكن فجأة نظرت تبحث عن ابنها فصاحت

-جنى فين سفيان....فاقت جنى من حزنها تنظر اتجاه المسبح، وجدت سفيان متجها إليه ومايفصله سوى خطوة واحدة..أسرعت إليه بخطواتها الهشة بسبب مرضها وهي تشير بيديها عليه, لم يكن واضحا لأحد سوى لأوس الذي يجلس باتجاه المسبح

صرخت جنى ببكاء عندما سقط سفيان بالمسبح، هب أوس يصرخ باسمها عندما قفزت خلفه دون تفكير

هرول إليهما والجميع لا يعلم ما سبب صراخ أوس باسم جنى... قبل لحظات جلست فيروز بجوار جاسر، تحتضن كفيه

-روحي اقعدي هناك عند البنات..وضعت رأسها على كتفه

- مفيش حد غريب، ايه مش كلكم اخوات، رفعت نظرها لبيجاد الذي لم يعجبه تصرفها وتحدثت

-استاذ بيجاد مش غريب، قطع حديثهما عندما صرخ أوس ناهضا بأسم جنى

هب الجميع فزعا عندما استمعوا لصرخاتها اتجاه المسبح، زفرت فيروز قائلة

-تلاقوها اغمى عليها، معرفش كل تجمع لازم جنى يغمى عليها

لم يعقب بيجاد الذي مازال جالسا على حديثها، واتجه بنظره يبحث عن زوجته وابنه

قفز أوس بالمسبح بعدما وجدها تحمل سفيان ولكن قدرتها تلاشت وشعرت بالدوران، وصل إليها ،يصرخ بعز الذي وصل بعده مباشرة

حاوطها أوس قائلا

-جنى خليكي معايا حبيبتي..حاولت السيطرة على نفسها فهمست له

-خد سفيان ياأوس، الولد هيبرد، قفز عز بالمياه سريعا متجها لأخته ..ضمها يومأ برأسه لأوس

-خلاص سبها انا هطلعها خد الولد..وقفت بجسد مرتعش تنظر إلى ابنها الذي كانت ستفقده..تناولت الولد بيد مرتعشة

-ضمته وجلست تبكي،حبيبي ، رفعت نظرها إلى أوس

-هو كويس ياأوس..ربت على كتفها وساعدها بالنهوض

-كويس حبيبتي اهو قدامك، احمدي ربنا، لولا جنى كان ابنك غرق

رفعت نظرها إلى جنى التي يساعدها عز على الخروج..وصل جاسر بجوار جواد الذي وصل للتو

-ايه ال حصل..رفع عز نظره لأوس

-ساعد بنت عمك على الخروج..جحظت أعين جاسر من وجودها بالمسبح، واحتضان غنى لأبنها

-ايه ال حصل؟!

نهضت غنى تحتضن ابنها

-قولتي هتاخدي بالك منه ياجنى، كان ممكن الولد يموت لولا ستر ربنا

اتجهت بنظرها إلى فيروز التي وصلت تنظر إليهم متسائلة

-ايه دا جنى مش مغمي عليها، طب ليه اللمة دي

تحركت جنى بهدوء دون حديث، بعدما رمقت جاسر بنظرة حزينة

تحركت غنى تحتضن ابنها تنادي على بيجاد

-تعالى شوف الولد وقع في حمام السباحة، هب فزعا من مكانه

-ماله وازاي وصل هناك..أزالت دموعها وتحدثت من بين عبراتها

-كان مع جنى، معرفش أنها هتسيبه ويمشي لهناك

-غلطانة ياغنى، فيه حد يسيب طفل في السن دا مع واحدة مريضة ...قالتها فيروز

-جاسر..صرخ به عز

-مراتك مالهاش دعوة باختي، دا أول وأخر تحذير، ثم رمقها بغضب

-المريض ال بيرمي كلام وميعرفش أثره على ال قدامه

قالها وانسحب من المكان

تحرك الجميع ولم يتبقى بالمكان سوى فيروز وجاسر

اتجه للمكان الذي كان يضج بضحاتهم منذ دقائق، والان أصبح باردا كبرود الموتى

جلس على الأريكة ..جلست بجواره

-جاسر ..أنا اسفة

تراجع بجسده مطبق الجفنين

-إحنا بقالنا اد ايه متجوزين يافيروز...فركت كفيها وأردفت

-سبع شهورفتح عيناه واتجه بنظراته

-سبع شهور مش سبع سنين، انا حاسيت أنهم سبع سنين يافيروز، ليه كدا، فين البنت ال حبتها

حاوطت خصره وبكت

-انت السبب، قولتلك مش عايزة اقعد هنا، حاسة اني مخنوقة، مش مرتاحة..خرجت من أحضانه ونظرت لعيناه

-جاسر لو بتحبني خلينا نرجع شقتنا، صدقني هكون مرتاحة هناك

انزل كفيها ونهض

-وأنا لو مشيت من هنا مش هبقى عايش يافيروز، هكون ميت..قالها وتحرك بعض الخطوات أوقفته بسؤالها

-دا عشان جنى ياجاسر..كور قبضته واستدار إليها حتى وصل إليها

-جنى زيها زي ربى وغنى، ياريت تتقبلي الفكرة دي، معرفش بقى مالك، وايه موضوع جنى ال جننك دا

-أنت كذاب ياجاسر، انت اتجوزتني عشان تنسى جنى مش عشان حبتني

تسارعت انفاسه، فأمسكها من ذراعها ضاغطا عليها بقوة

-انتِ عايزة ايه، قولي عايزة ايه..فيه واحد ست تلعب على راجل ورغم كدا ويرجع يتجوزها إلا إذا كان بيحبها

-انت لسة فاكر ياجاسر..صرخ بها يدفعها بقوة

-فيروز..ابعدي عني دلوقتي

مين البنت ال حبتها وهي كانت بتحب واحد تاني ياجاسر

جنى

قالها جواد الذي استمع إليهما صدفة


بعد اسبوع

اتجه الجميع إلى منزل جواد فاليوم التجمع العائلي..جلس الجميع ينتظرون إنهاء غزل من تحضير طاولة الطعام، الشباب يتجمعون بالحديقة يلعبون كرة السلة، والبنات يجتمعون في المطبخ يساعدون غزل، سوى جنى التي نزلت عملها منذ يومين

دلفت سيارة جيب حديثة من البوابة الرئيسية، رفع الشباب أنظارهم اتجاه السيارة، اتجه عز إلى السيارة بعد معرفته بهوية صاحبها

-اهلا يابشمهندس..ابتسم يعقوب يشير إلى جنى

-أعرف أنني اخطأت في الوصول إلى هنا دون ميعاد، ولكنني اعتذر بشدة

صافحه بيجاد الذي وصل هو الأخر

-مستر يعقوب مدير جنى في الشغل ياجاسر..جاسر ابن عم جنى وعز

صافحه يعقوب مرحبا به

-مرحبا بك...اومأ جاسر برأسه، يبحث عن جواد

-جواد قال هيعدي يجيبك من الشغل، مكنش له لأزمة نتعب الغرب

حمحم بيجاد ثم ابتسم إلى يعقوب

-الباشمهندس كلم والدك وعرفه أن جنى هتيجي معاه

-كنت قريبا من تلك المنطقة، ارجو الأ أكون ازعجتكم، قالها وهو يرمق جاسر

ابتسم له عز بود

-ابدا، واتمنى تتفضل نشرب قهوة وتتعرف على باقي عيلة الألفي

-كنت اتمنى ياباشمهندس، ولكن عندي ميتينح مهم ..عذرا، سنلتقي فيما بعد

غادر الجميع بعد مغادرة سيارة يعقوب..سوى عز وجاسر وجنى

رمق عز أخته غاضبا

-ازاي تركبي مع واحد غريب اتجننتي، نظرت لجاسر لينقذها بعدما وجدت نظرات عز النارية وصوته الغاضب

ربع ذراعيه قائلا:

-بتبصي ليه، ردي على اخوكي، ليه تركبي العربية مع واحد غريب، منعرفهوش، واحد لسة بقالك كام يوم شغالة عنده

-أنا ال طلبت منه..قالها صهيب بصوت مرتفع..تحرك إلى أن توصل اليهما، وحاوط أكتاف جنى

-أنا ال طلبت منه يوصلها، بعد ماجواد اتصل وقالي جالي شغل مهم، وطبعا يعقوب عايش جنبنا بمسافة بسيطة، فقولتله يجبها ، ومن بكرة تعلم اختك السواقة عشان تروح بعربيتها...قالها وهو يسحب كفيها متحركا إلى منزل جواد



بعد قليل



على مائدة الطعام كان الجميع يتناولون طعامهم بمحبة وألفة،مع مزحات بيجاد وعزمع العائلة، هناك بأحد جوانب المائدة تتحدث مع ربى وضحكاتها تنير وجهها وتلمع عيناها بالسعادة، لقد تغيرت كثيرا عن منذ أيام،ابتسم داخليا فاليوم اخيرا ظهرت السعادة على وجهها، ظل يراقبها من فترة لأخرى ، قاطعته فيروز

-ال يشوفها مايقولش هي السبب في طفشان جواد من البيت، دنى يهمس لها

-بلاش تزعليني منك فيروزتي الحلوة، جنى زيها زي ربى، يارب تقنعي نفسك بكدا، ابتسمت بسخرية

-مش باين ياحبيبي من وقت ماقعدنا وعينك منزلتش من عليها، ابتسم ورفع خصلة متشردة خلف أذنها ودنى يهمس بجوار أذنها

-لأنك هبلة ياحبي، وبتخليني أفكر في حاجات تانية، لكزته بجنبه

-احترم نفسك ياجاسر، انت عارف أنا تعبانة من الحمل، وماليش خلق ولا مزاج ابتسم متهكما ثم أشار لخصلاتها

-أيوة واخد بالي ياقلبي، ودا ال خلاكي تخلعي حجابك وسهراتك ال مبتخلصش، انا دلوقتي عرفت ليه خرجنا من البيت دا،..استمعوا إلى ضحكات جنى مع عز حينما أردف

-طب والله ياجنى لأسميها جنى، مش كدا ياروبي ، أمسكت روبي كفيه وغمزت له

-كدا ياقلب روبي ،

قهقه عز وهو يجذبها لأحضانه

-احبه أنا ياناس

-اخرص ياحمار احنا مش قاعدين، غمز عز وهو يضم ربى بذراع وجنى بالأخر

-طب ماتقولي ياابو الجود

-بين معايا قمرات العيلة واسكت ياحج دا عيب، قاطعته جنى وهي تضحك

-خلاص بقى ياعز ماتعزلش عمو

رمقتها بمقت ثم أردفت:

-مبركتيش يعني ياجنى لحملي، ذهل جواد من حديثها، بينما هي بترت ضحكاتها، وطالعتها بعينين مترقرقة لم تستطع كبحها، أتى عز للرد، قاطعه بيجاد عندما أردف:

-سوري فيروز، جنى ممكن ماخدتش عليكي، لكن هي باركت لجاسر مش كدا ياجاسر، مسح جاسر على وجهه بعنف ورمق جنى بنظرة سريعة ثم تحدث:

-معرفش ايه المشكلة يافيروز يعني، تنهد وطالع جنى قائلا:

-جنى باركتلي ياستي ايه المشكلة أنها نسيت تباركلك

مطت شفتيها ترمقها بهدوء ثم تحدثت :

-أنا بسأل عادي ياجماعة، أصل الكل باركلي انما هي لا

أكملت حديثها وهي تنظر لجاسر بابتسامة

-مكنتش أعرف انكوا هتزعلوا كدا..قاطعهم وقوف صهيب قائلا:

-تسلم ايدك ياغزل الاكل كان حلو، إن شاء الله المرة الجاية عندنا بعد مانرجع من السفر، ثم أشار بكفيه لأبنته

-لو خلصتي أكل يابابا ياله، نهضت وهي لم تشعر بما حولها، ولكن أوقفها جواد

-جنى هتعمل فنجان قهوة لعمها ياصهيب، تحركت غزل إلى صهيب

جواد هروح أشرب القهوة مع صهيب ونهى،

أومأ برأسه دون حديث، توقف بيجاد وبسط كفيه إلى غنى

-ياله حبيبي نطلع نرتاح هلكان وعايز انام ..رفع بصره إلى جواد

-حضرة اللوا هيسهر مع سفيان هو جد ببلاش ..تهكم جواد وهو يضم الولد لأحضانه

-روح يلا من وشي مش نقصاك، ثم رفع نظره لجنى التي توقفت تطالع عز بحزن ابتسم بمحبة لها واردف:

-اعملي لعمو فنجان قهوة ياجنجونة وتعالي عند حمام السباحة

اومأت برأسها دون حديث..تحركت عدة خطوات إلا أن أوقفها جاسر

-اعمليلي مع بابا ياجنجونة، نهضت فيروز سريعا

-ليه جنى تعملك ياجاسر، مامراتك موجودة

اتجهت جنى للمطبخ بعدما تحركت فيروز إليه

-هعملك قهوتك حبيبي وياريت بدل أنا موجودة ماتطلبهاش من حد

وصلت إلى المطبخ وجدت جنى تتحدث مع العاملة

-دادة لو فيه لبن ممكن تعملي Mix jouice

أشارت العاملة لعيناها

-من عنيا ياحبيبة قلبي، ربتت على كتف العاملة


تسلميلي يادادة..اتجهت لموقد الغاز، وجدت فيروز تعد القهوة، طالعتها بهدوء

-فيروز أنتِ بتشربي قهوة..صمتت للحظات، ثم توجهت إليها قائلة:

-بعمل لجوزي، ايه عندك مانع

ابتسمت جنى بوجع ثم أردفت :

-بس جاسر مش بيحب القهوة سكر ذيادة، بيحبها على الريحة أو مظبوطة

ألقت مابيديها ودنت منها تصيح غاضبة

-هتكوني عارفة جوزي بيحب ايه أكتر مني، دنت إلى أن لم يفصل بينهما شيئا وهمست إليها:

-جنى ابعدي عن جاسر،اوعي تفكريني هبلة زي الكل، فاهمة نظراتك كويس، مترسميش حرمانك بجواد بجاسر، شوفيلك حد تاني أرمي نفسك عليه، مش مشكلتي انك سبتي جواد ، جاسر حبني انا واتجوزني أنا، ثم وضعت كفيها على بطنها ونظرت متهكمة

-حتى ابنه هنا ، فبلاش شغل السهوكة واللزقان فيه، متنسيش هو مش اخوكي

هنا شعرت بدوران الأرض تحت أقدامها، ولم تسيطر على عبراتها التي أغرقت وجنتيها، نعم لقد خانتها دموعها كما خانها قلبها، حتى شعرت بإنسحاب الأكسجين من حولها، نظرات ضائعة تنظر بها إلى فيروز بعيناها التي أصبحت كالشلال فهمست

-أنا بعامل جاسر زي عز..تراجعت للخلف وهي تهز رأسها

-بس بدل دا مضايقك مش هقرب منه..استدارت متحركة سريعا للخارج، إلا أنها اصطدمت به وكادت أن تسقط لولا ذراعيه التي حاوطتها بإمتلاك

نظر إليها بذهول ، رفع أنامله يمسح دموعها وشعر بغصة تخنقه عندما تراجعت متأسفة، تطالعه بألم يمزق قلبها، تحركت خطوة إلا أنه أوقفها

-جنى ايه ال حصل..قالها وهو يرمق فيروز التي وقفت مرتبكة تفرك كفيها

تحركت جنى ولم تعريه اهتمام وكأنها لم تستمع إليه

-جنى ..صاح بها بغضب، إلى أن توقفت موالية ظهرها

-نعم ..قالتها بصوت مكتوما بالبكاء، اقترب منها إلى أن توقف أمامها

-بتعيطي ليه ياحبيبتي كدا، استمع الى تهشيم شيئا بالأرض، ثم اتجهت إليه سريعا

-هي مين دي ال حبيبتك ياحضرة الضابط

-صوتك..بتعلي صوتك ليه كدا، نظرت إليه بصدمة وصاحت بغضب

-لا دا أعلي صوتي واصرخ كمان، لما الاقي واحدة بتلف حوالين جوزي، وعايزة تخطفه، وعاملة فيها بريئة

-اخرصي، صاح بها غاضبا، حتى رفع كفيه وكاد أن يسقطه على وجنتيها لولا دخول جواد وبيجاد على أصواتهم المرتفعة

-جاسر!! اتجننت هتضرب مراتك قدامنا..كور قبضته بعنف، ثم اتجه للتي بكت بإنهيار، رفع جواد ذراعيه إليها يضمها لأحضانه، ثم تحدث مردفا:

❈-❈-❈


-أنا معرفش ايه ال حصل، لكن دموع جنى عندي غالية يافيروز، وحطي تحت جنى مليون خط، دي زيها زي ربى وغنى،مفيش اختلاف..قالها بمغذى، ثم استدار وهو يضم جنى بأحضانه قائلا:

-اعملي قهوة ياسيدة، وليموناد لجنى

اتجه جاسر إلى فيروز

-ليه كدا..ليه بتعملي كدا..اقتربت غنى منها تطالعها للحظات ثم أردفت:

-أنا عارفة انك غيرانة، بس ميدكيش الحق انك تقوليلها كلام قاسي كدا..اتجهت إلى جاسر قائلة :

-أنا سمعت كلام مراتك لبنت عمك ياحضرة الضابط وكنت هوقفها عند حدها بس سفيان عيط، واضطريت اروحله،قولها مالهاش دعوة بجنى، كلنا عارفين جنى رقيقة قد ايه وبتتأثر بأي كلمة

عقدت فيروز ذراعها ترمق غنى بإستخفاف قائلة :

-على أساس بقالك سنين عايشة معاهم ..بترت حديثها عندما صاح ذاك كالثور الهائج متجها إليها

-ال ميقعدش محترم في البيت دا يطلع برة، استدار إلى جاسر يرمقه غاضبا

-مراتك تقعد بأدبها ياإما هقوفها عند حدها..قالها بيجاد غاضبا، ثم اتجه بأنظار نارية إلى جاسر

-اوعى تفكر البيت دا يخص جواد الألفي بس، البيت دا يخصنا كلنا ياحضرة الضابط متجيش حتة عيلة تكلم مراتي كدا..قالها ثم سحب غنى التي نزلت عبراتها تغرق وجنتيها



بعد أسبوعين

ترجلت من سيارة يعقوب

-شكرا مستر يعقوب،

-جنى ..استدارت مبتسمة

-اشكرك كثيرا على كل شيئا

اومأت برأسها

-مفيش شكر بينا، انا عملت شغلي مش أكتر

-سأنتظر الصورة التي وعدتيني بها، ابتسمت له

-أكيد..تحرك يعقوب بسيارته وهي مازالت متوقفة أمام البوابة الرئيسية ..

طب كنتي خليكي معاه، بدل صعبان عليكي أنه مشي كدا

استدارت للذي يقف يستند على سيارته ويدخن سيجاره..تحركت مذهولة

-بتشرب سجاير ياجاسر

-انتِ واحدة كدابة ومخادعة يابنت عمي، ياترى ورا البراءة دي ايه تاني

توسع بؤبؤ عيناها تناظره بذهول

-الكلام دا ليا ياجاسر..ألقى سيجاره ودعس عليها بغضب،ممسكا ذراعها بغضب

-ليه ضحكتي عليا ياكذابة

حتة عيلة تمثل عليا البراءة والظلم، طول السنين دي كلها اتصدم فيكي
 

الفصل الثالث من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-