رواية تمرد عاشق الجزء 3 الفصل السادس عشر 16 بقلم سيلا وليد




 رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل السادس عشر 16 بقلم سيلا وليد 






الحُزن جليد ..

كفيلة الأيام أن تذيبه ..!!

أما الخذلان ..

فـ فولاذ ..!!

لا يذوب ..

لا يفنى ..!!

الخذلان باقٍ ..

لا يُنسى ..

لا يُغفر .. !!

ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻧﻘﻮﺩ ....ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ يسرق قلوبنا

❈-❈-❈

قبل يوم

كانت تجلس بشرفتها تحتسي مشروبها المفضل ، استمعت لطرقات الباب

-ادخل..قالتها جنى بصوتها الهادئ

ولج جواد وابتسامة تنير وجهه

-سمعت إن حبيبة عمها منورة أوضة الحلوف ابني

نهضت من مكانها وهي تضحك بصوت مرتفع

-عمو جواد..قالتها وألقت نفسها بأحضانه..ضمها يمسد على خصلاتها

-حبيبة عمو الجميلة ..أخرجها من حضنه يحتضن وجهها

-بقول بيت عمو منور ليه قالولي الأميرة جنى عندنا

رفعت نفسها، تطبع قبلة على وجنتيه

-حبيبي إنت والله ..ضيق عيناه

- تقصدي أنا صح ، ولا الحلوف ابني

نزلت ببصرها للأسفل بعدما توردت وجنتيها هامسة

-طبعا حضرتك ..سحب كفيها واتجه للأريكة

-تعالي ياعمو، احكيلي عملتي إيه الأيام اللي فاتت دي

جلست بجوارها تفرك كفيها وصمتت لا تعلم ماذا ستقول إليه

-سامعك ياعمو، الولد المتخلف دا عامل معاكي إيه ، وازاي البيت ولع ياعمو

ابتلعت ريقها بصعوبة تهمهم بتقطع

-كويسين الحمدلله، امسك كفيها التي تفركهما، ثم حاوطها بذراعيه يضمها لأحضانه

-احكي لأبوكي حبيبتي ، عرفيني قوليلي إيه اللي حصل مع بنتي، ماليش دعوة بجاسر، لأني متأكد أنه مزعل جنجون أوي

أطبقت على جفنيها حتى لا تضعف امامه وتسيل عبراتها

-أنا اللي ولعت في البيت ياعمو..رسم الذهول والصدمة على ملامحه، فأخرجها من أحضانه

-ليه حبيبتي هو إنت مجنونة علشان تعملي كدا، افرض لقدر الله النار مسكت فيكي تروحي لربنا كافرة ياجنى ..المجنون ميعملش كدا ، تخيلي بقى لما بنت كيوتي حلوة وبريئة وعاقلة زيك تعمل كدا

-وبعدين ياحبيبة عمك كنتي ولعي في البيت تحت، أو ولعي في الحلوف ابني اهو مكنتيش ضيعتي الأوضة اللي الولد دافع فيها دم قلبه،

رفع حاجبه وتحدث ساخرًا

-إنما قوليلي ياجنى ، جالك قلب تطلعي فوق وتولعي طيب مولعتيش في جاسر ليه ايه، كنتي هتريحيني منه

انا مجروحة موجوعة اوي ياعمو، لا مش موجوعة أنا مدبوحة، وياريت من حد غريب أو مدبوحة من أكتر شخص حبيته

اعتدل جواد مستديرًا إليها بقلب اب

-لأ ياعمو ، إنتِ ضعيفة وهبلة، لما تبقى بنت صهيب الألفي تبقى بالحالة دي علشان قلبها اللي يتحكم فيها ويخليها تفقد إيمانها تبقى ضعيفة وهشة واي شوية ريح هيطوحوها هنا وهنا


انسابت عبراتها واجابته

-قلبي بيوجعني ياعمو، معنديش قلب يتحكم فيا اصلا، لاني حاسة أنه مكسور

-جنننننى..أردف بها جواد من بين أسنانه..صمت مستغفرًا ربه يمسح على وجهه، زفرة قوية أخرجها من جوفه حتى يهدأ فلقد انتابه شعورًا حزينًا ممزوج بالأسى عليها

حمحم ثم تحدث مشيحًا بنظره عنها

-حبيبتي احكيلي اللي حصل

تراجعت بجسدها متكأة على الأريكة

-جاسر رجع فيروز ياعمو

-ليه..؟!عرفتي ليه رجعها قبل ماتعملي كدا؟!

اتجهت بملامح واجمة وشل تفكيرها سؤال طرق بذهنها

-حضرتك كنت عارف إنه رجع فيروز

-أيوة ..توسعت بؤبؤتها تهز رأسها وانهمرت عبراتها بغزارة

-ليه ياعمو، ليه توجعني اوي كدا، يعني ابنك رجعها واسكت، سبته يوجعني

ضم كفيها بين راحتيه

-حبيبتي فيه حاجات بنبقى مضطرين نعملها غصب عننا، سحب نفسًا وزفره واستأنف بعقلانية وذهن حاضر

-جاسر من وجهة تربيته مغلطش حبيبتي ، وانا بقولك من وجهة تربيتي له ، علشان اتحط تحت اختبار بين الزوج العاشق وبين تربيته لما حد يلجأله مينفعش يقوله لا

تنهد بصوت عالٍ لدرجة أنها لا حظت إرتفاع صدره متخذًا نفسا طويلا ثم تحدث

-جنى ضعفك مش عجبني، أنا معرفش ايه اللي حصل خلاكي تبقي كدا، حتى لو جاسر نفسه اللي وصلك للمرحلة دي فأنا رافضه

-تفتكر جاسر اتجوزني ليه ياعمو، زي مابيقول كدا ، ولا علشان فيروز مبقتش تجيب ولاد

تطلع إليها مذهولا مما جعله يهز رأسه رافضا كلماتها

-لأ دا إنت اكيد اتجننتي، شايفة أن ابني يكون منحط علشان يلعب بمشاعرك ويتجوزك علشان الولاد

بأنامل مرتعشة وأعين تقطر الأسى:

-للأسف ياعمو أنا مبقتش اصدقه، بيقول حاجة ويعمل عكسها

❈-❈-❈

تناولت الهاتف وأخذت تفتش فيه حتى وصلت لصوره مع فيروز ، بقلبًا يقطن وجعًا وعينًا تتمزق من رؤية تلك الصور وضعتها أمام عمها

-الصور دي فيروز بعتتهالي، وقبلها جاتلي وقالت اني خطفت جوزها، ومبقتش قادرة على بعده وهي وافقت علشان الولاد ، بس خلاص مبقتش قادرة

أغمض جفونه محاولا استيعاب ماسردته ثم التفت بعينيه

-صدقتي علشان كدا اتجننتي وعملتي كدا

-مصدقتش والله، بس ..نهض من مكانه ..وتحرك لعدة خطوات

-بس شيطانك لعب بعقلك علشان تموتي كافرة ..دا اللي قادر أقوله

نهضت وتوقفت بجواره

-كنت عايزني اعمل ايه؟!

-كنت عايزك جنى بنت صهيب ياجنى، مش حتة بنت تلعب عليكوا، مسالتيش نفسك لو جاسر معبرها كانت هتجيلك ليه ..

-عمو ابنك اتجوز عليا، حاسس بقوة الكلمة، مش بقول لحضرتك احساس الست ايه وقتها، ليه كذب عليا

ليه مقليش، ليه دايما بكون آخر حاجة بيرجعلها، انا تعبانة ومبقتش متحملة الدنيا توجع فيا

ضمها لأحضانه يمسد على خصلاتها بحنان أبوي

-جنى انت أقوى من كدا، متخليش حبك لجاسر يضعفك أنا زعلان عليكي

الحب بيقوي حبيبتي مش بيضعف، وطول ماجوزك بين ايدك المفروض مفيش حاجة تهزمك

رفعت رأسها وتسائلت :

-تفتكر هو بين ايديا ياعمو

لاحت ابتسامة بعيونا لامعة على وجه جواد ، ثم رفع أنامله يلمس وجنتيها يزيل عبراتها العالقة

-هو أنا اللي هقولك ياجنى، أنا اللي هقولك ان كان في قلبك مش بايديكي، انت اكتر واحدة عارفة وحاسة حبيبتي..اللي أقدر اقوله أن دا جوزك إنت وحقك إنتِ، همس بصوت منخفض : وحبيبك إنت ياهبلة، دا كفيل انك تحاربي اي حد وانت قوية مش ضعيفة، أما لو هتفضلي ضعيفة كدا هتخسري، لازم تقوي عن كدا

تفتكر هقدر بعد اللي حصلي ..تسائلت بها بأعين مشتتة

ضغط على وجنتيها التي بين راحتيه يتعمق بعيناها ، مردفا بصوت لايقبل الجدال

-جنى ..إنت مصدقة نفسك، عايز أعرف حصلك ايه من الدنيا يابنتي، انت بين اهلك عندك أخ مستعد يدوس ويحرق الكل علشانك ، جوزك اللي عمل اللي يرفضه العقل علشان يتجوزك، ايه اللي اتعمل فيكي، لو قصدك عن جواز جاسر في الاول فانتِ محدش غيرك اللي وصلكم لكدا

رفعت عينها تطالعه بذهول

-عمو بتقول ايه !!

-بقولك اللي انت مش عايزة تقنعي نفسك بيه، انت وهو اكتر اتنين اذيتوا نفسكم، وانا شايف ربنا بيحبكم علشان جمعكم تاني

تراجع يحمل هاتفه وتحدث:

-اقعدي مع جوزك واسأليه في اللي واجعك، صدقيني هترتاحي وقتها ومفيش احساس الوجع الضعف دا وعلشان تبقي عارفة أنا معاكي في أي قرار، بس قرار بالعقل ياجنى، مش قرار متهور..تحرك للباب ولكنه توقف مستديرًا

-المفروض نرد الزيارة علشان محدش يبقى له عندنا جميلة، بس زيارة تعرفه حدوده، جاسر مش شايف غير واحدة وبس وهي جنى جاسر الألفي ياريت تحتفظي باللقب دا علشان لو نستيه ياجنى هتخسري كتير، قالها وتحرك

-عمو أنا حامل ..تسمر جواد بخطواته ثم استدار إليها

-جاسر يعرف!! هزت رأسها بالنفي ، ثم اقتربت وزاغت عيناها بالارجاء

-لأ ..ضيق عيناه مرددا

-لأ ..يارب ميكنش فهمت غلط ياجنى

تضجرت ملامحها بالحزن

-خايفة ياعمو، خايفة يكون كلام فيروز صح

اتسعت عيناه من هول ماتلفظت به وهبت زعابيب غضبه برفض لحديثها قائلا:

-مش هقولك غير حاجة واحدة، اجمل شعور عند الراجل لما يعرف مراته حامل، حتى لو هو رافض العيال ..تخيلي بقى لو نفسه يكون أب فعلا

-ماهو دا اللي خايفة منه ياعمو، لازم اتأكد من كدا..زفرات نارية اردات إحراقها فاقترب منها

-لازم تعرفي جوزك بحملك ياجنى، يعرف منك غير مايعرف من حد حبيبتي ، وأنا بضمنلك أن جاسر مستحيل يفكر فيكي بالطريقة دي

تطرقت برأسها أرضًا بأسى وهمست

-أنا قولتله إني مبخلفش ..هوت كلماتها على عقله شطرته لم يخطر بذهنه أنها تكون قاسية بتلك الدرجة ..خطى إلى أن وصل إليها

-متخلنيش اشك في حبك لابني يابنت اخويا، انا بحبك أه بس أنتِ بتغلطي في حق نفسك قبل حق جوزك ، رفع ذقنها

-حد يعرف تاني ؟!

هزت رأسها بالنفي..واجابته بصوت مختنق

-حضرتك أول واحد تعرف، كنت ناوية أقوله لكن

اومأ برأسه مرددا بتهكم :

-لكن فيروز لعبت بعقلك وعرفت تخليكي هبلة وعبيطة وتحرمي جوزك من فرحة أي راجل ، اتمنى تفوقي ياجنى ، دور الضعف دا مش عايزه منك يامرات ابني ..قالها وتحرك وهو ينفخ بغضب

❈-❈-❈

جلست بعد خروجه تنظر حولها بضياع

-معقول ياجنى هتسيبي واحدة زي فيروز تسرق سعادتك ، عايزة اثباتات إيه أكتر من اللي قالوا جاسر ..تذكرت منذ ساعات ،

فلاش باك

خرج من مرحاضه وجدها تجلس أمام المرآة تقوم بتصفيف خصلاتها، ثم قامت بجمعها للأعلى ، توقف خلفها يراقبها، رآته من خلال المرآة، ورغم ذاك أكملت ماتقوم بفعله

اقترب منها وانحنى يحاوطها بذراعه

-جنى لازم نتكلم ، مفيش حاجة بيني وبين فيروز، اقسم بالله ماحصل حاجة بينا ، الموضوع اني حبيت أخرجها من قذارة امها، امها بتعمل عليها مزاد، انا مريضنيش أن بنت تكون كدا، حاولت أخرجها برة البلد، بس ماتوقعتش إنها بتعمل كدا علشان توقع بينا، فكرتها عايزة تتغير فعلا

اتجه وجلس أمامها :

-جنى إنتِ شاكة في حبي، معقولة تكوني مصدقة ومتخيلة إني اكون بالحقارة دي

توقفت تشيح ببصرها عنه

-جاسر لو اتكلمنا في الموضوع دا دلوقتي هنزعل من بعض، خلينا نبعد عن بعض فترة ألملم جروح نفسي لو سمحت

رفعت عيناها تكبح غلالة دموع غيمت مقلتيها ثم تحدثت برجاء

-مستهلش منك كدا، مش عايزة تدبحني تاني، خليني أبعد وأنا لسة بحبك ، أمسكت ذراعه الذي أصيب بالنار ورفعت عيناها اللامعة بالدموع تتلمس جرحه

-شوفت عملت ايه، وكان ممكن أذي حد فينا اكتر، ارجوك ياجاسر، بلاش تخلي حاجة ليك في قلبي وحشة، خليني اعالج وجعك ليا ، وضعت رأسها على صدره واكملت

-علشان دا يفضل يحبني دا لو بيحبني بجد

جذبها بقوة آلامتها وضغط على على خصرها يضع جبينه فوق خاصتها:

-تبعدي بس في حضني سمعتي ياجنى مش مسمحولك حتى تنامي في أوضة تانية مش هتكلم تاني، هبعد عنك ومش هقرب وهسيبك براحتك، لكن هنا في الأوضة دي ، أشار على صدره ووزع نظراته الهائمة على وجهها ملمسًا وجنتيها

-مقدرش ولا إنتِ هتقدري، مش هتقدري ياجنى، لو بتحبيني زي مابحبك مش هتقدري

تلألأت عيناها بطبقة كرستالية بخيط من الدموع

-هترضى تربط نفسك بواحدة مابتخلفش، ولا بعد فترة هتتجوز عليا وتقهرني

ضمها بقوة يعصرها بأحضانه

-إنت أختي وبنتي قبل ماتكوني مراتي، تفتكري هقدر ا أوجع قلبك ياجنجون ..دا أنا اوجع قلبي ولا أوجع قلبك ياحبيبة جاسر، ولو على موضوع الولاد، دا بيكون رزق من ربنا ومالناش دعوة بيه

تسارعت مشاعرها بصدرها فنظرت لرماديته

-خلاص ياجاسر سبني أتجاوز اللي حصل ونرجع أحسن من الأول ..لمس ثغرها بأنامله ثم أقترب ليحتضنه ولكنها وضعت يديها تتراجع للخلف

-أنا تعبانة وعايزة أنام، منمتش قالتها وهي تزيحه من طريقها متجهة للفراش، قامت بنزع مأزرها وتمددت على الفراش تجذب الغطاء

ظل يراقبها بأنفاسه المحترقة، ثم اتجه إلى غرفة الملابس وسحب تيشرتيه وارتداه سريعا متجها للخارج يصفع الباب خلفه بقوة

1

خرجت من شرودها متجهة لخزانتها وارتدت ثيابها بعد قرارها بالذهاب إلى فيروز

عند يعقوب امسك هاتفه

-مرحبًا سيد جواد

-اهلا يعقوب..اريد أن أشكرك لقد توصلت لكارمن

ابتسم له جواد

-كنت عارف إنك هتوصل، آسف كان لازم اعمل كدا لحمايتها

سحب بعضًا من تبغه ونفثه ينظر من النافذة

-كنت أعلم إنك تحاول الحفاظ عليها، اشكرك مرة ثانية

ترجل من السيارة أمامه البودي جاردات متجها لتلك المشفى التي تعمل بها ، توقف أمام الاستعلامات بالأسفل

-لو سمحتي عايز دكتورة كارمن الألفي الاقيها فين هذا مااردف به أحد بوجورديه

كان يقف أمام المشفى وعيناه تدور بالمكان بتفحص، دقائق ووصلت إليه

فتاه تملك من الجمال مايميزها عن غيرها عينها كموج البحر، وخصلاتها الذهبية المموجة تجعلها أميرة تخطف القلب قبل العقل

-اهلا حضرتك، قالولي انك تبع عمو جواد ..استدار بجسده ، طالعها بعينان كالصقر من تحت نظارته، حقا اميرتي فأنت مثالا للفتنة والجمال

بسط كفيه

-مرحبًا، ضيقت عيناها تنظر إليه بعمق

-حضرتك تعرفني منين

رفع نظارته فوق خصلاته، ودقق النظر بعيناها، ارتجفت شفتيها مرددة

-يعقوب!!

عند جاسر دلف لمكتبه قابله باسم

-عمو باسم..قالها وهو يحتضنه بمحبة

-اهلا بحضرة الظابط الهمام ، وحشتني ياجسور

ابتسم له مردفًا بسعادة:

-حضرتك اكتر، جيت إمتى ؟!

تحرك إلى مكتبه وهو يجاوبه

-من اسبوع تقريبًا..توقف عن السير يطالعه بذهول

-نعم !!، جاي بقالك اسبوع وانا معرفش

جلس باسم يشير إليه بالجلوس

-لسة اول يوم انزل الشغل، حياة كانت تعبانة ومحجوزة بالمستشفى علشان كدا محبتش اقلق حد

جلس يطالعه وتحولت ملامحه للضجر منه

-هو أنا اي حد ياعمو، دا انا ابنك ، يعني كان الأولى إن اكون معاك

ابتسامة تجلت على ملامحه هاتفًا بسعادة:

-حبيبي إنت فعلا ابني، بس الموضوع مش مستاهل

-قولي عامل إيه، وأخبار مراتك العسل ايه، شبعت عسل ولا لسة

رفع حاجبه متهكمًا:

-دا بقى قر عليا وانا بقول العفاريت بتطلعلي منين، نهض من مكانه

-أخلص شغل ونتكلم بعدين احنا كويسين أوي

دقق جاسر النظر إليه:

-مش شايف دا ..أرتدى نظارته، واستدار متحركًا ، ولكنه توقف عندما استمع إليه

-جاسر ابعد عن فيروز، صفحة وارميها خلاص، اوعى تترآف معاها بعد كدا

-دا اخباري عند حضرتك بقى

اومأ برأسه وتحرك للخارج

بالأسكندرية وخاصة بفيلا تطل على عروس البحر الابيض المتوسط كانت تجلس تلاعب طفلها الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات ..وصلت الخادمة إليها

-مدام غنى..رفعت نظرها منتظرة حديثها

-أستاذة ماسة عايزة تقابل حضرتك

أخذت تتنفس بهدوء تحاول السيطرة على نفسها من تبجح تلك الشمطاء

نهضت تشير على ابنها

-خلي بالك من سيفو، أو خديه لأندا تهتم بيه

تحركت متجهة للداخل ..رسمت ابتسامة على وجهها

-اهلا ياماسة، نورتي بيت ابن خالك

اقتربت منها

-وحشتيني ياغنى!!..تراجعت للخلف وجلست تضع ساقًا فوق الأخرى

-مفيش بينا حاجة ياماسة علشان اقابلك كويس ولا وحش، أنتِ هنا ضيفة وليكي واجب الضيافة

قاطعهم وصول بيجاد ، موزعا نظراته بينهما

-مساء الخير..دنت منه ماسة مبتسمة

-حمدالله على السلامة يابيجو

امال بجسده يقبل جبين زوجته

-حبيبي وحشتيني ، عاملة ايه!!

-حمدالله على السلامة حبيبي..اتجه ببصره لماسة

-اهلا ياماسة فيه حاجة ولا إيه!!

جلست ماسة مبتسمة:

-ايه يابن خالي جيت اشوفكم هو عيب

تحركت غنى بشموخ وثبات وهي تتحدث:

-بيجاد هنجهز السفرة اعزم ضيفتك على الغدا، ماهي جاية من غير ميعاد ياحبيبي

جلس بيجاد بمقابلتها يرمقها بهدوء

-خير ياماسة، راجعة لحياتي تاني ليه ، بعد السنين دي كلها

اقتربت تجلس بجواره:

-بيجاد أنا محتاجك كأخ ليا ..نهض من مكانه يضع يديه بجيب بنطاله

-بس أنا مش محتاج يكون ليا اخوات ..انحنى يغرز عيناه بمقلتيها

-إنسي ياماسة، انا عندي مراتي اختي وامي وحبيبتي وكل ما املك ، يعني شغل الابيض والأسود دا مبقاش بيأكل عيش حاف ياقلبي

❈-❈-❈

-بيجاد لو سمحت ..لوى شدقه بابتسامة ساخرة ثم دنى حتى اختلطت المسافة بينهما بأنفاسهما وحدجها بنظره مهيبة قائلا:

-لا يلدغ المؤمن مرتين يااستاذة ماسة، ياريت تلمي نفسك وتخليني أسمع عنك كل خير يا استاذة ماسة ..قالها متراجعًا للخلف ، وصلت غنى

-بيجاد السفرة جاهزة

حملت ماسة حقيبة يديها وتحركت متجهة إلى غنى

-ميرسي ياغنى ، انا عاملة دايت ..قالتها وتحركت للخارج

ظلت بمكانها تتابع تحركها للخارج حتى سحب كفيها متجهًا بها إلى الطاولة

-تعالي حبيبي عايز اتغدى وأنام ساعتين علشان عندي عشا عمل على عشرة بالليل

سحب مقعدًا يشير إليها

-اتفضلي ياحبيبة قلب بيجاد، جلست ونظرات ترمقه بنيران تخرج كالسهم المشتعل ثم اردفت بملامح حادة ونبرة مغلفة بالقسوة

-ياريت تقول لبنت خالك بعد كدا لما تبقى عايزة تشوفك تتصل بيك تقابلها برة ، انا مش عايزة حرق دم وأعصاب، واه عايزة انزل القاهرة ، كفاية سبت اهلي في عز احتياجهم ليه .

ألقى المحرمة ونهض بغضب

-اتغدي ياغنى انا هنام ، مبقاش ليا نفس ..قالها وتحرك سريعا للأعلى

اتسعت عيناها من فعلته، وشعرت بنيران تسيطر على جسدها أرادت أن تخانقه، ولكنها ظلت كما هي تضغط على أعصابها حتى لا تخرج عن المألوف وتحرقه بها

عند جنى صعدت إلى منزلها بعد مغادرة عز، قابلها البواب

-مدام جنى !!أشارت له بيديها

-هطلع فوق خليك..توقف أمامها

-حضرت الظابط كان هنا من شوية ووقوف مع العمال، كانوا بيكملوا تنزيل الحاجات

اومأت له واتجهت للداخل، تقابلها رائحته..أطبقت على جفنيها مبتسمة ثم صعدت بهدوء للأعلى حتى وصلت لتلك الغرفة التي خُليت تمامًا من أثاثها المحترق، ويوجد بها أثار التجديد

تحجرت عيناها بالعبرات هامسة لنفسها

-فعلا كنتي مجنونة ياجنى، لا إنتِ مكنتيش مجنونة إنت مجنونة فعلا فيه حد يعمل كدا، غبية حرقت كل ذكرياتكم الحلوة..تحركت متجهة للمرحاض وجدته فارغًا من أشيائهما بالكامل ..خرجت متجهة للغرف الأخرى

-استمعت لصوت بالخارج، ارتجف جسدها وتذكرت الحادثة ، هرولت تبحث عن هاتفها، أمسكت الهاتف بيد مرتعشة وهرولت للباب الخارجي ، ظل الهاتف برناته دون رد

خرجت من الباب تضع يديها على صدرها

-الحمد لله ، أستمعت لرنين الهاتف رفعته

-جا..سر، أجابها وهو يحمل القهوة متجهًا لسيارته قائلا:

-هتأخر دا لو هيهمك، جاسر

أطبق على جفنيه ودقات عنيفة تصيب قلبه قائلا :

-جنى بقولك عندي شغل ، وعلى مااظن مفيش حاجة نتكلم فيها

صرخت بفزع عندما وجدت بعض الرجال يحاوطونها ..استمع لصرخاتها شلت اعضائه بالكامل ..لحظات كالسيف على العنق وهو يسمع صرخاتها وذاك المشهد أمام نظره، فاق من سطوة هذيان جسده من الصدمة

فسقط الكوب من يديه وهو يردد اسمها، استدار سريعا لسيارته وقام بمهاتفة أحدهما

كانت تغفو بسلام تحتضن أحشائها، استمعت لرنين هاتفها ، جذبته تجيب ومازال اثار النوم تداهمها

أيوة.. قالتها بصوت مفعم بالنوم

-ربى.ربى..صاح بها جاسر وهو يقوم بتشغيل محرك السيارة ..اعتدلت سريعا من حالة جاسر

-جنى فين..قالها بصراخ حتى شعرت بإختراق أذنيها

نهضت من مكانها تجذب مازرها متجهة للغرفته

-كانت نايمة من شوية، فيه ايه، هروح اشوفها..وصلت لغرفتها بأنفاسًا لاهثة ، تبحث عنها بالغرفة فأردفت

-مش في الأوضة ممكن تكون تحت ..أغلق الهاتف مع أخته وقام بالرد سريعا

-أيوة ..على الجانب الآخر

-مراتك معانا ياحضرة الظابط ، هتعمل اللي هنقولك عليه هتاخدها سليمة أما لو لعبت بديلك ادعيلها بالرحمة

بدأت أنفاسه بالاضطراب وخفقاته تتسارع في سباق شديد حتى شعر بإنسحاب روحه وهو يستمع إليه، فتحدث بتقطع:

-أشوف مراتي الأول ..اجابه الرجل

-وماله؟!..فتح الكاميرا، كانت تغفو بالسيارة معصوبة العينين يبدوا أنهم قاموا بتخديرها ..أشتعلت نظراته بشكل مخيف مكورًا قبضته حتى ابيضت مفاصله يعض عليها ندما

فتحدث بقوة

-مراتي لو حد لمسها هدفنه حي، قالها وأغلق الهاتف ، رفع هاتفه وتحدث

-راكان عايز منك خدمة ضروري، ضروري ياراكان

نهض راكان من مخدعه بعدما استمع لأنفاسه التي لو طالته لأحرقته

-فيه ايه ؟!

اجابه بلقبًا ينتفض زعرًا

-جنى مراتي اتخطفت بيساوموني على المجرم اللي بتحقق معاه

ظل يستمع إليه بإهتمام ، ثم نهض من مكانه

-نص ساعة واكون في المكتب وهتصرف، خليك معاهم ميقدروش يعملوا حاجة

-ضرب على المقود بقوة وصاح بصوتًا كالرعد

-مراتي يابني آدم في ايديهم، وهي لسة يادوب بتتعالج من الحادثة الأولى انت عارف معنى دا ايه

ارتدى راكان ثيابه سريعًا

-قولتلك هتصرف، متخافش ..تحرك بالسيارة بسرعة جنونية وهو يحادثه

-أنا ماشي ورا إشارة فونها دلوقتي يمكن اوصل لحاجة، بس الإشارة مودياني على بيتي، تفتكر حابسينها هناك ، وصل راكان إلى سيارته

-أنا معاك، هروح على النيابة واشوف هعمل ايه حاليا بس بلاش تهور علشان مراتك ياجاسر

ارجع خصلاته بعنف كاد أن يقتلعها ، وصل أمام منزله، وجد الكثير من رجال الأمن ويبدو عن بواب منزله مصاب برأسه، تحرك خلف إشارة الفون حتى عثر عليها بجانب الباب الخلفي للمنزل

هوى على ركبتيه يصرخ باسمها بصوتها كصوت الرعد

عند جواد

خرج كالمجنون متجهًا إلى منزل سحر ، وصل خلال دقائق بصحبة عز ، دفع الباب بقوة حتى فُتح على مصراعيه ، قابلته بجسد مرتجف وانظارًا مرتبكة

لم يهملها فرصة للتفكير فجذبها من خصلاتها

-ابني ومراته فين ، قالها وهو يجذبها بعنف..صاحت بصراخ

-معرفش ، جذبها يشير للضابط الذي وصل للتو ،

-وسع من قدامي يابني..توقف الضابط أمامه

-لو سمحت ياحضرة اللوا، دا مش قانوني، دفع الضابط من أمامه وجذبها على درجات السلم حتى سقطت على ركبتيها عدة مرات حتى وصل بها للأسفل والقاها بقوة أمام سيارته

-عشر دقايق لو ابني مظهرش مع مراته ، اقسم بالله لاخليكي تندمي على عمرك طول السنين دي

هزت رأسها تصرخ به

-معرفش بتتكلم عن ايه، وانا مش هسكت، مش علشان حضرتك لوا، تستغل وظيفتك

أخرج سلاحه ولم يفكر لثانية وأطلق رصاصته على قدمها

صرخت حتى تجمع الناس حولها يضربون كفوفهما

اتجه لقدمها الأخرى

-كله بالقانون، تسجيلاتك كلها عندي وجاتلي الفرصة من ذهب، ابني ومراته وبنتك فين

❈-❈-❈

رفعت كفيها واومأت

-هقول، ابتلعت لعابها رهبة من حالته عندما انخفض بجسده لمستواها قائلا:

التاريخ بيعيد نفسه يامدام سحر، والمرة اللي فاتت رحمتك ولولا بثينة الله يرحمها كنت دفنتك وخلصت الناس من شرك ، بس سبتك وقولت يمكن تتعدل، بس ديل الكلب عمره مابيتعدل

اهو انتي الكلب اللي عمره ماهينضف، عمرك سمعتي عن كلب نضيف، لا دايما نجس وحقير

استمع لرنين هاتفه

-جواد عرفنا مكان جنى، وجاسر راحلها

-ابعت بسرعة ياباسم لسة بتقولي تفاصيل

-قاطعته سحر

-مش هتعرفوا تنقذوها، قالتها بإبتسامة مستهزئة، وهو يستمع لصوت باسم وحديثه مع جاسر منذ قليل

-أنا هتصرف..انحنى يجذبها بقوة من رسغها، لم يعري لصراخها من إصابتها

وأشار للضابط

-هاتها وتعالى ورايا ..استقل سيارته متجها بسرعة جنونية لجاسر

قبل قليل كان يتحرك بسيارته بعدمااستمع لهاتفه عدة مراته، وجدها فيروز

-عايزة ايه، ابعدي عني واتقي شري

-جاسر أنا عارفة مكان جنى، توقف فجأة بالسيارة حتى احتك إطارها بالأرض

-بس بليز ياجاسر ماتوافقش على شروطهم، عايزين يورطوك

-جنى فين يافيروز، ومستعد اعملك اللي عايزاه

جلست تنظر أمامها على النيل واجابته

-مصنع قديم على طريق مصر اسماعلية الصحراوي ياجاسر ، دا علشان تعرف إن نيتي مش وحشة ، والله ماكنت اعرف انهم ناوين يخطفوها ، انا مشيت وراهم بالعربية لحد ماعرفت مكانها ورجعت قعدت في شقتنا القديمة، إلحق مراتك ياحضرة الظابط، وعلى فكرة عرفت من امي ياجاسر للأسف ، سامحني علشان دخلتك..بتر حديثها وهو يقود سيارته

-ابعتي اللوكيشين انت متهمنيش بقولك

-تمام ياجاسر..قالتها ثم ارسلت له العنوان وجلست تنظر أمامها بشرود

عند جنى فتحت عيناها وجدت نفسها بغرفة مظلمة لا تضي الا من ذاك الشعاع الذي يخرج من النافذة العلوية

تحركت بجسدها تضم ركبتيها

-جاسر..بابا، قالتها ببكاء، استمعت إلى صوت أسلحة بالخارج وضعت كفيها على أذنيها

-جااااسر، قالتها بشهقات مرتفعة، شعرت بنبض جنينها..هنا حاوطت جسدها تحدث حالها

-حياتك قصاد حياته ياجنى، لازم تقوي علشان تخرجي من هنا وترجعي بيه لابوه سليم

أطبقت على جفنيها متألمة

-دا جزاة ربنا ليا علشان كذبت عليه، يارب ساعدني أخرج من هنا بابني سليمة يارب

ولج للداخل أحد الرجال ، قام بتشغيل الإضاءة

-منورة يامدام، قدامك ساعة لو جوزك نفذ مطالبنا هتطلعي ميتة ولو منفذش برضو هتطلعي ميتة في كلتا الحالتين ميتة..قاطعه رنين الهاتف

-أيوة ياباشا..تحرك مغلقا الباب خلفه، ثم تحدث

-بصمة مين ياباشا دي ..صمت الرجل يستمع لأوامره

-قصدك اقفل الباب ببصمتي واظبط توقيت القنبلة ، فهمت دماغك حاضر

وصل جاسر بعد قليل، بحث بعينيه يمينا ويسارا، لقد ارتابه الشك بشيئا سيئا سيحدث عندما وجد المكان فارغًا بالكامل

بحث بالغرف جميعها سوى تلك الغرفة الموصدة ببوابة حديدية

بالداخل تقف تحتضن احشائها

قوية صامدة تدعو الله بسريرتها دقائق معدودة واستمعت لدفع الباب بقوة، نهضت من مكانها وقلبها ينتفض رعبًا من إقتحام غرفتها، دعت الله أن ينجوها، ثم همست باسم معذب روحها، لحظات واستمعت لصوته يناديها

-جنى إنتِ هنا، صاح بها جاسر من خلف الباب ..ابتسمت من بين دموعها، هرولت لباب الغرفة، وطرقت عليه

-جا..س..ر قالتها بتقطع، وصل صوتها إليه ، ركل الباب بقوة شديدة فلقد فقد السيطرة على اتزانه عندما استمع لهمسها باسمه، وكأنه طائر مقصوص الجناحين من قلة حيلته من فتح الباب الألكتروني، حتى رصاصات سلاحه لم تعد تفيده، احس بضلوعه تنكسر ضلعا ضلعا وصوتها يخترق قلبه قبل أذنيه كرعد يصدح بسماء الشتاء، لمس الباب وهتف

-حبيبتي سمعاني، عندك أي شبابيك في الأوضة، دوري كدا، جلست خلف الباب عندما فقدت اتزانها وشعرت بإرهاق جسدها وكأنها ستفقد وعيها

-جاسر أنا خايفة..همست بها عندما حاوطتها غمامة سوداء

أجابها بألمًا يفتت عظامه

-متخافيش ياقلبي، أنا هتصرف، امسك هاتفه سريعا ورفعه وجسده ينتفض بقوة

-الباب الكتروني موصد ببصمة لازم انفجار له ..قالها بانفاسًا مرتفعة

-احنا في الطريق قدامنا دقايق ، زأر كالأسد بسرعة فيه ريحة غاز في البيت، يعني حتى القنابل مش هتنفع، قالها عندما حاوطته تلك الرائحة النفاذة ، اتجه بالاتصال سريعا

-عمو باسم عايز مهندس يفتح باب الكتروني ببصمة خلال دقايق لو سمحت اتصرف

أجابه باسم

-جاسر لازم تطلع من عندك فورًا البيت فيه قنبلة هتنفجر خلال خمس دقايق، لازم تطلع

هنا شعر وكأن الهواء انسحب من حوله وجُففت الدماء بعروقه، استمع الى سعالها بشدة بالداخل من رائحة الغاز ، هلع بذعر عليها

انهارت حصونه عندما صاح باسمها ولم يعد لديه ما يطمأن روحه

تحول لمجنون وهو يدفع الباب بقوة صارخًا باسمها

"جنىىىىىى"

وصل باسم بفريقه الذي سيطر على الوضع وأبطل مفعول القنبلة، ولكن تبقت رائحة الغاز التي تتسرب من المواسير تختنق الجميع ..حاول خبير المتفجرات التعامل مع الوضع بحذر، فيما استدار جاسر كالغريق الذي يبحث عن قشة لأنقاذ مايتم إنقاذه ..وجد نافذة زجاجية بالأعلى تبعد بامتار ، جذب سُلم رغم قصره إلا أنه صعد عليه وحاول التسلق على أحد الجدران الموازية للنافذة، يطرق بقوة بسلاحه حتى تناثر زجاجها

نظر بالداخل وجدها متكومة بأحد الأركان مغشيا عليها تحتضن أحشائها

قفز للداخل ورغم ارتفاع الجدار إلا أنه لم يعوقه ، كان كالوحش الضاري الذي أصابه الجنون عندما وجدها كالموتى

وصل إليها ..جثى بجوارها يرفع رأسها

-جنى .. حبيبتي فوقي أنا هنا..وصل جواد إلى المكان يبحث عنهما بقلبًا متلهف بعدما أخبره باسم بالوضع

دقائق ودخل يدفع سحر ويزمجر بغضب جحيمي

-الباب دا يتفتح ازاي ..تراجعت تضحك بهستريا

-مش هقولك ..أشار لأحد العساكر

-دخلوها مع القنبلة وفرقعوهم مع بعض..انحنى يرمقها ساخرا

-ابني ومراته هخرجهم من هنا، وانتي هخرجك برضو بس جثة محروقة

استدار متحركا، إلا أنه توقف عندما اردفت

-فيه ولد تحت في المخزن، المخزن دا تحت الارض،

-مكانه فين هترغي كتير..أردف بصوتًا جعلها تنتفض فأشارت على الدرج وهتفت

-من هنا ..دقائق وخرج الظابط بالرجل حتى فُتح الباب ، هرول جواد للداخل بعدما عبأ المكان بالغاز لدرجة الاختناق

تسمر بمكانه وهو يجد ابنه يحتضن زوجته كالمغيب ، كأنه فقد وعيه

وتحرك بهم إلى المشفى ، بعدما أمر باسم بالتحفظ على سحر والبحث عن فيروز

❈-❈-❈

بعد اسبوع بأحد الفنادق كان يقف أمام أخته

-خالد مجاش ليه لحد دلوقتي ياعاليا

فركت كفيها وانسابت عبراتها تهز كتفها

-معرفش والله مااعرف

ظل يجول بالمكان كالمجنون، والجميع يستدعونه لوصول المأذون

عند ربى خرجت بعدما أخبرتها العاملة

-فيه محضر برة ياهانم

خرجت تنظر إليه مستفهمه، أخرج مظروفًا

-دكتورة ربى الألفي

اومأت برأسها فتحدث وهو يسلمها الورقة

-دا محضر من زوجك المدعو عز صهيب الألفي بطلبك ببيت الطاعة

بالأعلى بغرفته ، خرج من غرفة ملابسه توقف أمام المرآة يصفف شعره

اعتدلت فوق الفراش ثم تحدثت مردفة:

-ممكن أعرف رايح فين والنهاردة اجازتك

-مش شغلك، أنتِ مالكيش حق عليا في أي حاجة ، اللي يربطنا دلوقتي صلة القرابة إلا هي انك بنت عمي ، غير الولد اللي في بطنك

نهضت من فوق الفراش وخطت بإرهاق ظهر بملامح وجهها

-جاسر ..لازم نتكلم لو سمحت، هتفضل تعاملني كدا لحد إمتى

جمع اشيائه ، ثم وضع سلاحه بخصره واجاب دون النظر إايها

-لحد ماكل واحد يروح لحاله، مش دا اللي كنتِ عايزاه، اولدي وبعد كدا هقولك هنعمل ايه

انكمشت ملامحها بإعتراض تجلى بنبرتها

-بقولك ايه انا خلفي بقى ضيق واتحملتك كتير، هتسوق فيها

وضع سبباته على شفتيها ورمقها بنظرة نارية

-صوتك مايعلاش، متنسيش انك هنا الست وانا الراجل يابنت الناس المحترمة

تحرك متجها للباب فاستمع إلى نبرتها المغلفة بالحزن قائلة:

-لو خرجت كدا هترجع مش هتلاقيني

ارتدى نظارته الشمسية وابتسم بسخرية، ثم استدار وأجابها متهكمًا

-مبقتش تفرق يا...صمت يطالعها بصمت ثم أردف بشبه إبتسامة

-بنت عمي ..وأه متعمليش حسابي في الأكل دا لو ناوية ترجعي في كلامك وتقعدي، أما بقى لو ناوية تروحي عند ابوكي اللي هو عمي برضو متعمليش حسابي في أي حاجة ..قالها وتحرك من أمامها وهو يطلق صفيرًا وكأنه لم يقل شيئا

توقفت للحظات وكأن حديثه اخترق روحها بحقول من نيران حتى هوت على المقعد تدفع عيناها الدمع بالدمع هامسة لنفسها

-أنا تقول عليا كدا ياجاسر ..طب وحياة قلبي اللي كسرته لأدوس عليه يابن عمي، بعد فترة من التفكير

1

اتجهت إلى خزانتها وجمعت أشيائها بعدما تحدثت مع أحدهما

-لو مسعدتنيش اقسم بالله لأمشي ومتعرفوش مكاني، ساعدوني واعرفوا مكاني احسن مااخرج من هنا متعرفوش

بعد عدة ساعات وصلت لأحدى المدن الشاطئية بدولة تركيا ..في حين رجع باليوم التالي لمنزله ..يجلس بالحديقة منتظر هجومها كعادتها ..اتجهت الخادمة إليه :

-اعمل لحضرتك القهوة يافندم

أشار لها بالانصراف، ينظر لشرفة غرفتهما ينتظرها ..ولكن قطع نظراتها العاملة

-مدام جنى مشيت امبارح وسابت لحضرتك الظرف دا

ابتسم ساخر على أفعالها الطفولية ظنا إنها ذهبت لمنزل والدها

فتح الظرف ومازالت ابتسامته الساخرة على وجهه ولكن جحظت عيناه وهو يقرأ سطورها

-"أيام ندية بصحراء خاوية ملهمي "

متحاولش تدور عليا، ولا كأني دخلت حياتك، عايز تتجوز ، اتجوز وابني حياتك وكأني مت ورحت لرب العالمين

"كاذب..مخادع ..حبيب جنى"

الفصل السابع عشر من هنا


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-