رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الثالث عشر 13 بقلم سيلا وليد



رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الثالث عشر 13 بقلم سيلا وليد 



الفصل الثالث عشر

وحسبتُ أنك قد فهمت مُرادي...

           يا مُنية الدنيا وشوق فؤادي

أو ما قرأت على جبيني أنني

           صبٌ وأني قد كتمتُ وِدادي

أتظني أنني أن بعدتُ للحظةٍ

            يعني بأني صادقٌ ببعادي

إني لأبدي أنني مُتجاهل

           والأذنُ تنصتُ والفؤاد يُنادي

والعينُ تسرق نظرةً لك خلسةً

         تُبدي وتكشفُ كذبتي وعنادي...

ازعل منك وقلبي يحبك...ولكن لاترا ولاتحس بزعلي منك..

 

جنى_الألفي

❈-❈-❈

قبل شهرًا

من أمام المشفى وخاصة أمام غرفة ربى ، تجلس نهى بجوار صهيب ..أما ذاك الناري الذي يقطع الردهة ذهابا وإيابا محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يدلف للداخل

وصل جواد يوزع نظراته بينهما، ثم ذهب ببصره لأوس الذي جلس متكأ على الجدار مغمض العينين

ذهب إليه متخطيا صهيب ونهى

-اختك فين!!

نهض يشير لوالده على غرفتها قائلًا:

-جواد مع الدكتورة، بقالها فترة، محدش خرج يطمنا

استدار يرمق عز بنظرات نارية

-ايه اللي حصل ، وبتعمل ايه جوا..تحرك أوس حتى توقف أمامه

-بابا ..ربى كانت حامل

ضيق عيناه متسائلًا:

-كانت حامل!! صوب نظراته لصهيب الجالس بصمت

-كنت تعرف إنها حامل؟!ثم نظر لعز الصامت والحزن يتجلى بوجهه

-كنت عارف مراتك حامل ورحت اتجوزت عليها يلا

اقترب بخطوات سلحفية، ورغم بطئها ولكن كأنه يتحرك على لهيب من جهنم

البنت كانت حامل وابنك راح بكل فُجر جايب واحدة ويقول اتجوزت، أشار بسبباته وتحدث مهددا

-أنا عارف ان جوازك رد اعتبار ، لكن هتيجي على بنتي هنسى انك ابن اخويا، ودلوقتي انا اللي بأمرك تمشي من وشي، ولما تبقى راجل تيجي وتوقف قدامي وتقولي ياعمو عايز مراتي

اقترب منه ولكمه بصدره بقوة آلامته:

-سمعتني يلا..من اللحظة دي مالكش علاقة ببنتي، وابنها كمان

توقف صهيب عندما احتد الحوار

-جواد بتقول ايه عايز تبعده عن مراته وابنه..استدار يرمق صهيب

-مش عايز كلمة واحدة في الموضوع دا، بنتي هتروح على بيت ابوها، ولو طلبت الطلاق ابنك الحلوف دا هيطلقها ودا اخر كلام عندي

قالها وتحرك للداخل دون حديث آخر ..ركل عز المقعد وصاح مزمجرا

-محدش يقدر ياخد مراتي مني، سامعني يابابا، ولا حتى عمو نفسه

كان صامتا ونظراته هادئة رغم نيران قلبه الذي تأججت بعدما حدث لأخته

تقابل ب لوالدته التي وصلت بوجه شاحب

-اختك فين ومالها..احتضنها يربت على ظهرها

-كويسة ياماما ماتقلقيش، اتجهت بجوار ابنها للداخل دون أن تنظر لأحدًا

تنهد صهيب متألمًا ثم اتجه إلى عز الذي توقف كالتائه

-عجبك كدا ، ادعي ربنا أن مراتك تبقى كويسة والبيبي ماينزلش..اتجه ببصره إلى نهى

-الولد دا مين، انا معرفوش

تحرك عز من أمام والده عندما فقد السيطرة على أعصابه، للغرفة ولج للداخل

خطى بخطوات متمهلة، كانت تغفو فوق الفراش، يعلق بكفيها بعض المحاليل

جلس والدها بجوارها، يحتضن كفيها، ثم رفعه يلثمه

-حبيبة بابي الف سلامة عليكى..بينما غزل التي توقفت تطلع على كشفها، ثم اتجهت ببصرها للطبيبة

-الجنين كويس..أومأت الطبيبة وأجابتها بعملية

-الحمد لله كويس، بس دا ميمنعش أنه في مرحلة خطيرة وخاصة بعد النزيف دا، المفروض تمشي على العلاج، والراحة ثم الراحة يادكتورة لو سمحتي

اومأت بتفهم ثم اتجهت إلى ابنتها بجوار والدها، وصلت ثم انحنت تطبع قبلة على جبينها متجهة لجواد الذي يسكن بجوارها دون حديث

-جواد البنت كويسة، والحمد لله الولد كمان كويس

نهض متجها للخارج

-وقت ماتفوق خلي اخوها يجبها على البيت، عندي مشوار مهم لازم اروحه علشان بميعاد

احتضنت ذراعه

-جواد إنت كويس..طبع قبلة على جبينها قائلا:

-كويس حبيبتي ، حقيقي عندي مشوار مهم ليعقوب المنسي..أومأت متفهمة ثم تحرك للخارج، تقابل بعز فأشار بيديه للخارج

خرج وجد نهى تسائل:

-فين صهيب..نهضت من مكانها واجابته:

-خرج، معرفش راح فين

بعد فترة دثرتها غزل بفراشها، ثم طبعت قبلة على جبينها

-ارتاحي حبيبتي، متفكريش في حاجة المهم البيبي ياروبي..كل هيعدي

احتضنت كف غزل وأردفت:

-ماما اتصليلي بجاسر، عايزة اكلمه..ولج ياسين الذي وصل للتو، دلف يتابعها بعينه، اقترب منها بقلب يقطر المًا، توأمه نصفه الآخر

-روبي..رأته فنسابت عبراتها بغزارة، جلس بجوارها يحتضنها ثم لثم جبينها

-عاملة ايه ياقلب أخوكي ..ربتت غزل على كتفه

-حمدالله على سلامتك حبيبي ، ليه اتأخرت كدا مش المفروض كنت تحضر فرح اخوك امبارح

نهض يقبل كف والدته وتحدث متأسفًا:

-غصب عني والله ياست الكل، الحربية مش زي الشرطة، كله بالدقيقة

لمست وجنتيه وابتسمت

-المهم تبقى كويس ومرتاح يانور عيني ..قبل جبينها ثم رفع كفيها يلثهما

-ربنا يخليك لينا ياست الكل، جاسر سافر إمتى

جلست على المقعد بجوار ابنتها تمسد على خصلاتها

-من خمس ساعات كدا، زمانه وصل دلوقتي

-ربنا يسعده يارب، جاسر يستاهل يرتاح شوية ياماما ، شايف الكل بيشد فيه من كل حتة

ابتسمت غزل وتحدثت:

-كبرت ياياسين، وبقيت تاخد حق جاسر..تمدد بجوار روبي وتحدث بمزاح

-أنا كبير اوي ياماما، لكن حضرتك مفيش غير جاسر وأوس

قهقهت غزل عليه

-لأ اقنعتني ياخليفة ابوك، المهم تعالى غير هدومك وهخلي منى تجهزلك الغدا

تمدد بجوار ربى وهو يغمز لوالدته

-لأ مش جعان هنام مع روبي شوية، من زمان مقعدناش مع بعض..ملس على وجه أخته

-مبروك ياروحي، عرفت هكون خالو، أن شاءالله تشوفيه اجمل بيبي

وضعت رأسها على كتفه

-إن شاءالله حبيبي..خدني في حضنك ياياسين زي زمان واحكيلي الأمير اللي خطف بنت الحسن والجمال

أشار بعينيه لوالدته، تنهدت بحزن ثم تحركت للخارج

❈-❈-❈

تنهيدة طويلة خرجت من بين شفتيه مع شبح ابتسامة رسمها على محياه قائلا بمزاح:

-انما اللي بتعب بيحلو كدا

مسد على خصلاتها بحنان وتسائل بهدوء:

-ايه اللي حصل حبيبتي، زعلانة من عز ليه

خللت أناملها بأنامله وتحدثت:

-عز وجع قلبي اوي ياياسين ، ضغطت على نفسي كتير وقولت من حقه، ومبرر ورا مبرر لحد ما قلبي مبقتش اتحمل اكتر من كدا

-كله هيعدي حبيبتي، عز بيحبك منقدرش نختلف على دا، لكن ساعات الضغط العصبي بيحول الحليم لقاسي وجبروت، انا معرفش ايه اللي حصل ، لكن أنه يوصلك للحالة دي فيبقى قسى عليكي بالقوي، وروبي جميلة وهتعرف تتعامل بالعقل والحكمة، ونعرف نرد كرامتنا من غير ما حد يمسك علينا غلط

رفع ذقنها وهز رأسه

-فيه قرارات بتهد دول وفيه قرارات بتخلي العالم يضرب تعظيم للدولة دي، المهم نعرف ابعاد القرار اللي هناخد

سحب نفسًا وزفره ثم استأنف:

-عارف أن السبب جاسر، زي ماانا متأكد أن عصبية عز حولته وبقى يخبط في الكل، لكن مننساش اللي جنى مرت بيه،

تعمق بالنظر بعيناها

-ارجعي بذاكرتك كدا لما كان بيقعد يعيط على حالة أخته اللي احنا مكناش عرفين سببها ايه، يعني هو اكتر واحد اتألم وقبل ماتعترضي عز ابوها ياروبي مش اخوها

ارجع خصلاتها للخلف وابتسامة على ملامحه قائلا:

-عرفت أنه ساوم على جنى بيكي، بس إنت هبلة ياروحي لو فكرتي بس وقولتي تمام ، جنى مع جاسر يبقى كدا انا عند بابا وانتهينا، كنتي هتشوفيه هيعمل ايه

ترقرقت عيناها بالعبرات، وهناك شعور قاسي افترس روحها ثم تحدثت بنبرة متألمة:

-عز اتجوز عليا ياسين..

شحب وجهه كأنه استمع لخبر فراق عزيز، فردد حديثها متسائلا:عز اتجوز عليكي..يعني إيه..وضعت رأسها على كتف أخيها كأنها تستمد منه الحماية لقلبها المتمزق حتى لا يضعف بسيرته فاستأنفت متألمة:

-يعني راح جاب بنت وقال دي مراتي، هزت رأسها ساخرة من أفعاله الجنونية واكملت

-ابن عمك داس اوي المرادي مع إني عارفة ومتأكدة أنه بيلعب بينا، بس الفكرة نفسها سحبت روحي من جسمي

مسد على خصلاتها وشرد بكلماتها التي أصابت عقله بالجنون، قاطعهم دلوف أوس بعد السماح له بجوار ياسمينا

خطى متجهًا إليها، ثم انحنى يطبع قبلة على رأسها

-عاملة إيه دلوقتي حبيبتي..!!احتضنت كفيه وتعانقت ب عيناه مترجية

-عايزة أكلم جاسر ياأوس علشان خاطري لازم قلبي يرتاح، انت مش مصدق كلام عز صح ياأوس

كان يستمع إليها وشعوره بالضياع يتخبط به، ضغطت على كفيه وترجته مرة أخرى

-أوس كلم جاسر..تحركت ياسمينا وجلست بجوارها

-روبي حبيبتي اخوكي عريس في شهر العسل، مينفعش نكلمه ونتكلم في حاجات مجرد شك، غير أنه عريس يعني ممكن يكون كله مرسوم

اومأت برأسها وعبراتها تنسدل على وجنتيها تشير إلى ياسمينا

-أنا متأكدة ياياسمينا، انا شوفت حبه في عينه مش معقول يكون دا تمثيل

ربت أوس على ذراعها وهو يطالع ياسين الذي ضيق عيناه غير مستوعب مايدور حوله

نهض وأشار إلى أخيه

-ياله علشان نسبها ترتاح انا عايز ابقى خالو بقولكم اهو

احتضن وجهها

-خدي بالك من نفسك أولا ثم من حبيب خالو..كلماته البسيطة جعلت عيناها تنير بفرحة عندما تذكرت جنينها

خرج اخوانها وهي تراجعت تضع كفيها على احشائها

-يارب كملي حملي على خير..اللهم قر عيني بوليدي

ظلت ترددها حتى غفت

عند جواد

وصل جواد إلى شقة فيروز

فتحت بعدما استمعت لصوت جرس منزلها،

-حضرة اللوا.!!.قالتها بذهول..دلف للداخل وأشار لها

-ايه يامرات ابني، مش هتخليني ادخل، تعمق النظر لعمق مقلتيها متسائلا باستخفاف:

-مش إنتِ مرات ابني برضو..أشارت بيديها وجسدها ينتفض خوفا من مغذى كلماته..جلس جواد بأريحية ثم تحدث:

-ايه معندكيش قهوة لحماكي..نادت بقطع على العاملة

-اعملي قهوة لحضرة اللوا، رفع نظره للعاملة وتحدث:

-مظبوطة يابنتي.. تحركت العاملة، ثم اتجه بنظراته لفيروز

-سامعك يامرات ابني ..فركت كفيها وابتلعت لعابها بصعوبة

-مش فاهمة حضرتك..تراجع بجسده للخلف ونظراته الصفرية تخترقها

-حد قالك عليا عبيط يابنت هاشم، انا مبحبش اعيد كلامي، جيتي وعملتي شو، الصراحة مش هخبي عليكي الشو وجع قلبي، ماانا ليا بنات برضو، اللي مرضهوش على بناتي مرضهوش على بنات الناس

وصلت الخادمة بالقهوة، رفعها يرتشف منها ثم ذهب ببصره لفيروز

-علشان تعرفي نيتي خير، جيت وشربت قهوة رغم انك عارفة قهوتي من ايد مراتي

ازدادت ضربات قلبها بعنف وشحبت روحها من نظراته فتسائلت:

-مش فاهمة كلام حضرتك..أخرج ورقة ووضعها أمامها

-مش عايز لف ودوران، ليه قولتي انك استئصلتي الرحم ، وايه اللعبة القذرة اللي ناوين تعملوها

نهض متحركا وجلس بجوارها، سحب نفسًا وزفره بهدوء ثم تحدث مردفًا :

-فيروز أنا في يوم خليتك في مقام بنتي، ياريت يابنتي تبعدي عن جاسر، هو دلوقتي استقر في حياته

انسابت عبراتها بصمت ، زفر مختنقًا من دموعها وهو لايرد ظُلمها فتسائل بقلب أب:

-عايزة توصلي لأيه يابنتي ، جاسر خلاص مش ناوي يرجعلك، بلاش تحاولي تخرجي أسوأ مافيا، انا بكلمك بقلب أب ، أما لو قلبت عليكي صدقيني مش هيكون كويس ابدا

رفعت عيناها الباكية

-حضرتك اللي خليته يطلقني مش كدا..هز رأسه بالنفي ثم هتف معترضًا

-فيروز أنا عمري ماادخلت في حياة ولادي، رغم كنت عارف انكوا هتوصلوا لكدا بس وافقت على جوازكم

صنع تواصل بصريا بينهما وتحدث معبرا عما بداخله

-عايز تفسير واحد ليه رحتي قولتي لعز كدا، يعني دا جزاة جاسر أنه وقف جنبك وحاول يبنيلك حياة كويسة

رفرفت بأهدابها متسائلة:

-حضرتك عرفت..ابتسامة ساخر ظهرت على ملامحه ثم سحب نفسا وتحدث:

-أنا زمان وثقت في جاسر علشان كدا تركته يقرر حياته لكن بعد تدمير حياتكم كدا مش هفضل اتفرج، ودلوقتي انا بكلمك بعقل ابو جاسر بلاش اقولك بعقل جواد الألفي

-ايه ورا رجعوك لجاسر، ليه خليته يردك، بتلعبي على ايه يا فيروز

ألجمتها الصدمة من حديثه ولم تستطع النطق للحظات ، حاولت بلع ريقها عندما شعرت بجفاف لعابها ، فهتفت بتقطع :

-مش فاهمة قصدك..زفر مختنقا بتلاعبها فأشار بسبباته محذرا

-هعمل نفسي مصدقك وهصدق المسرحية اللي عملاها على جاسر..نصب عوده متوقفا ثم تحدث :

-اللي متعرفهوش خطواتك كلها عندي، هتغلطي مع ابني مش هرحمك يافيروز، وربي ماهرحمك، وخليكي واثقة انا هكون طوق خنقك بايدي لو قربتي من جنى وجاسر، خلصي مهمتك اللي بتحاولي تقنعي جاسربيها واختفي

قالتها واستدار متحركًا للخارج

❈-❈-❈

عند جاسر وجنى

قبل عدة ساعات

أنهت زينتها وجلست تنتظره، أمسكت هاتفها تتصفحه، وجدت صورتها مع عز، تحسستها بحزن، وذهبت ذاكرتها إلى ذاك اليوم بعد حفلة زفافهما بيومين

كانت تعد الطعام، دلف جاسر إليها

-حبيبي هخرج نص ساعة بالكتير وهرجع ، جهزي نفسك علشان عايز افرجك على البلد كلها..اقتربت منه ثم تسائلت

-رايح فين ياجاسر، احنا في بلد غريبة يعني مفيش صحاب هنا

طبع قبلة على جبينها ، ثم رفع ذقنها وتحدث بنبرة حنونة

-عندي مشوار مهم نص ساعة بالكتير وراجعلك حبيبي مقدرش ابعد اكتر من جذب رأسها لأحضانه وأردف:

-أنا سعيد أوي ياجنجون، لدرجة حاسس مش قادر اقف على الأرض من السعادة ..انحنى يحتضن عيناها قائلًا:

-حبك له طعم تاني يابنت عمي، من وقت مادقته وعرفت الخوف

لفت ذراعيه تحتضن خصره

-وانا مش عايزة غير أفضل في حضنك يابن عمي

حمحم بعدما فقد إتزانه وبدأ عشقها يتخلل لداخله

تراجع خطوة للخلف

-لازم امشي دلوقتي حالا اصلي مش ضامن قلبي الصراحة ..استدار متحركا سريعا وهي تقهقه عليه،

-هجهز الأكل متتأخرش

لوح بكفيه وتحرك للخارج، اتجهت إلى المطبخ لتقوم بإعداد وجبة الغداء

قاطعها رنين هاتفها

-عز !! كنتي تعرفي أن روبي حامل

صمتت للحظات لم تعلم بماذا تجيبه، ثم همست

-هي قالتلي يوم ماكانت عندي..تحرك في الردهة بغضب

-وكمان كانت عندك، ليه ياجنى معرفتنيش، دلوقتي عز بقى اخر حاجة تفكري فيه، خلاص جاسر سيطر عليكي

نهضت من مكانها وتلألأت عيناها بالعبرات قائلة بتقطع

-لأ ابدا حبيبي ، هو الموضوع..صرخ بها قائلا:

اخرصي ياجنى، مش عايز اسمع صوتك، روبي ممكن تفقد الجنين علشان تبقي مبسوطة ..تصنم جسدها فهمست بتقطع

-ايه..ليه ، ايه اللي حصل

رجع خصلاته للخلف بعنف وأجابها :

-إحنا في المستشفى لازم اقفل .ياخسارة ياجنى، قالها وأغلق الهاتف

جلست على مقعدها دون حركة وشعرت بتمزق قلبها من حديثه..آلمها حالة أخيها

همست باسم ربى بحزن قائلة :

-حبيبتي ياروبي دي تاني مرة تخسري فيها الحمل، ياترى حالتك ايه دلوقتي

أمسكت هاتفها لتحاول مهاتفتها مع والدتها،ولكن هاتفها مغلق، وقفت تنظر بشرود، بتر شرودها وصوله وهو يحاوط جسدها بين أحضانه، رفع خصلاتها على جنبًا دافنا أنفه بعنقها

-وحشتيني ياجنجونة ..رفعت رأسها تنظر إليه بحب

-ملحقتش يعني ..اغمض عيناه مستمتعًا برائحتها

-وحشتيني فمقدرتش اتأخر عنك ياروحي

أطلقت ضحكة ناعمة ثم تحدثت بنبرة عاشقة

-حبيبي البكاش هعمل اني مصدقاك..أدارها لوجهه واضعا خصلة متمردة خلف أذنيها

-وحياة جنى عندي بتوحشيني وأنتِ في حضني

خرجت من أحضانه، متجهة الثلاجة

-طيب ياله يابكاش علشان ناكل ..سحب كفيها وقام بإطفاء الموقد، متجهًا للداخل

-لأ حبيبي انا عازمك على العشا..وصل لغرفة النوم، ثم أشار على الفراش

-تلبسي دا وتجهزي هستناكي تحت ..تحرك ثم تراجع قاىلاً

- فيه شال متنسهوش علشان الفستان مكشوف لحد ما نوصل لمكنا

اومأت مبتسمة، ثم اتجهت لمرحاضها بعدما خرج

انتهت بعد قليل وتحركت للأسفل ..وجدته يقف يواليها ظهره

شعر بخطواتها ..اغمض عيناه وهو يتخيلها بذاك الرداء الذي ابتاعه لها خصيصا، كيف سيكون على جسدها الأنثوي الممشوق

همست بإسمه بثغرها الندي المطلي باللون الأحمر القاني..استدار بنصف جسده وهو يضع كفيه بجيب بنطاله ..بدأ يتجول بأنظاره على منحانيتها التي ظهرت بإستفاضة على ذاك الرداء الأحمر الناري..ارتبكت من نظراته حتى أوردت وجنتيها فأشاحت ببصرها عن نظراته الأختراقية بها، تحرك بخطى سُلحفية ومازالت عيناه الثاقبة تخترق جسدها..وصل أمامها واقترب منها حتى جعل أنفاسها ترتفع من رائحته التي تسللت لرئتيها ، التمعت عيناه ببريق عشقها الخاص، حاوط أكتافها ورفع ذقنها يتلمس كرزتيها التي اذهبت عقله فدنى يعزف عزفا منفرد لا ينصت إليه سواها

جذبها لأحضانه يهمس لها

غرامك شق صدري مهلكتي

حاوطت عنقه ورفعت عيناها :

-شكل حبيبي عامل مفاجأة

عانقها بنظراته وانفاسه تلفح بشرتها البيضاء بحمرة لذيذة ..رفع إصبعه يتحسس وجنتيها

-كنت بفكر في كدا، بس التفاح بيغريني ..ضيقت عيناها متسائلة:

-يعني إيه ؟!

يعني كدا..قالها عندما انحنى يبعثر قبلاته على ثغرها

دفعته محاولة التنفس، بدأت تلهث من انفاسها المتقطعة، لكمته

-عايز تموتني، قهقه عليها بصوته المرتفع فغمز لها

-نفسك قصير ياروحي، ممكن نشوف حد نفسه طويل..توقفت فجأة، ولا تعلم لماذا شعرت بوخز بقفصها الصدري رغم أنه تحدث بها بمزاح

بسط كفيه متحركـًا:

-ياله ياقلبي..تابعت الطريق بخطوات واهنة وساقين هلامتين لا تعلم لماذا تحول جسدها بتلك الطريقة بعدما كانت تضج بالسعادة

-مالك حبيبتي وشك اتخطف كدا ليه؟!

رسمت إبتسامة ونظرت أمامها:

-مفيش حبيبي..ايه هنروح فين ..سحبها لحديقة المنزل بالخلف، تطل على الشاطئ

وصلت لذاك المكان المزين بلأنوار الخافتة بالشموع الحمراء ذات الرائحة الخلابة

توقفت تنظر إليه بسعادة، بعدما وجدت اسمها بالورود الحمراء، يوضع بقلبًا احمرًا

عانق ذراعيها وشبك أناملها

وتحرك بين القلوب الحمراء

والتي انطلقت منها أشعة نارية، فجأة استمعت إلى أصوات نارية تطلق بالسماء بألعاب نارية واسمها ينير بسماء المكان بجواره اعشقك يامن اختلتي ميىزان نبضي

دمعة انسابت على وجنتيها

فاستدارت تحتضنه ثم رفعت نفسها وهمست فوق ثغره

-"بحبك" ..هنا حبس نفسه داخل صدره ضاغطا على اعصابه متحكمًا في سيل مشاعره الجامحة بها

-شكرا حبيبي، شكرا على كل حاجة حلوة ..قطع أنفاسها بحركة اجفلتها وهو يحتضن ثغرها لحظات ثم فصلها

و تحرك بها إلى منضدة مستديرة، بها بعض الأطعمة التي يحبونها، وبجوارهم موسيقى الطرب العربي لكوكب الشرق ام كلثوم

جذب مقعدا واجلسها ثم اتجه لمكانه المخصص، وجلس بمقابلتها يتناولون وجبة غذائهما على إيقاع الموسيقى العربية النابض بعشق قلوبهما

نصب عوده مغلقًا بدلته الرمادية التي أظهرت لون عيناه باستفاضة حتى جعلتها تتغزل به قائلة:

-ياترى العيون الحلوة دي ناوية على ايه تاني..قالتها وهي تتمايل معه على نغم الموسيقى الهادئ

شدد من إحتضانها وبأنفاسًا تمر على شفتيها همس قائلا:

-بتعاكسي عيوني، ولا بتعاكسيني شخصيا

❈-❈-❈

ابتسامة مع عيونا لامعة تحدثت:

-تفرق..اومأ برأسه وهو يتمايل بها قائلا:

-أكيد طبعا..ضيقت عيناها متسائلة

-والفرق ياحضرة الظابط

انحنى يهمس لها

-الفرق إن عيوني مش شايفة غيرك، إنما لو بتعاكسيني هقولك برضو مش شايف غيرك

أطلقت ضحكات ناعمة جعلت قلبه يتقاذف بين ضلوعه حتى كادت تصيبه بالتوقف

رفعها من خصرها حتى أصبحت بمقابلته

-جنجون عشق الجاسر ..خللت أناملها وسط خصلاته تبعثرها بفوضية وهي تقهقه بصوت مرتفع

وجنجون بتعشق جاسرها

ابتسم برضا من كلماتها ثم سحبها متجها للمكان الذي خصصه لجلوسهما

قام بنزع جاكتيه ووضعه على المقعد، ثم جلس وفرد ذراعه لها

جلست بأحضانه، ازال وشاحها فتطايرات خصلاتها البنية حول عنقها، أصبحت أمامه كحورية خرجت من البحر..لما لا وهي حورية بحر عشقه

رفع خصلاتها بكفيه يداعبها حتى تطايرت على وجهه..ابتسامة عاشقة وهو يطالعها بنظراته يود أن يخترق صدره ويخفيها بداخله

اقترب يجمع بعضها خلف اذنيها وتحدث وعيناه تحاوطها:

-فاكرة زمان في الإجازة الصيفية لما كنا بنروح الغردقة ..وضعت رأسها على كتفه وابتسامة على ماضي قد سحقته الذكريات ..أومأت برأسها

-كانت ايام جميلة اوي، رغم اني من أعداء السفر، لكن كنت بحب الأجازة علشان مقالبنا في بعض ..داعب أنفها

-على أساس أن المقالب مكنتيش انتِ وروبي بتعملوها..تمسحت بصدره وابتسمت على مزحاتهم

رفع ذقنها وبحر بعيناه

-بس كنت ببقى فرحان اوي، كنت بتمنى نفضل صغيرين علشان محدش يبعدنا عن بعض ..ورغم محاولات بابا وعمو بالحدود إلا أننا تخطينا الحدود ياروحي

لكزته وارتسم الخجل داخل مقلتيها

-اتلم ياجاسر، احنا بنتكلم على الطفولة ياشيبوب

قهقه حتى لمعت عيناه يضمها بقوة يكاد أن يدخلها لصدره قائلا:

-اهي شيبوب دي بعشقها، من زمان اوي بطلتيها

صمتت تطالعه لبعض الوقت ثم تحدثت:

-معرفش اتخنقت من الاسم وكنت بضايق لما عز كان بيناديك بيه، رغم أننا بنلعب بس كنت حاسة بوجع

احتضن وجهها ثم طبع قبلة فوق رأسها

-مجرد ذكريات ياحبي، تمدد وجذبها لصدره

-بصي في السما، شوفي روقانها وصفائها والنجوم محاوطها ماأجمل صنع الله ..اعتدلت تنظر له

-بتوه على الموضوع

ارجعها لأحضانه مغمض العينين ثم تحدث:

-جنى مش عايز افتكر حاجة غير إنك جوا حضني وبس، حتى طفولتنا مش عايز افتكرها

اندست داخل أحضانه

-بحب كل وقت وانت معايا فيه، رفعت عيناها تنظر إليه

-انا الأول مكنتش بهتم، لكن بعد ماقلبي دقلك بقيت اجمع كل ذكريتنا مع بعض ..وضعت رأسها في عنقه

-مكنتش اتوقع هنام النومة دي في حضنك، حركت أناملها على وجهه واستأنفت:

-ولا ألمسك كدا، حقيقي كانت أعظم امانيا اقعد جنبك وريحتك تداعبني بس

تنهيدة عميقة غادرت ضلوعه ليقول بأسى

-آسف، آسف ياجنى، اعتدل متكأ على مرفقيه

-وعد عمري ماهبعدك عن حضني حتى لو جيتي في يوم وانت رفضتي

-ومين قالك انا ممكن ارفض حضنك ياجاسور، تلاعبت أناملها بزر قميصه ثم رفعت نظرها

-تفتكر بعد العذاب دا كله ممكن ارفض حضن جاسور

كانت عيناه ترسم جمالها البهي للقلب والعين، تحسست وجهه وأكملت

-أنا بحبك اوي، واعرف قدري مرتبط بيك ولو بعدت عنك هموت، ممكن ممتوش الموت اللي في دماغك، بس قلبي هيموت ويبقى جيفة ياجاسر

اتسعت عيناه بحبور، فصمتت الألسنة وتعانقت نبضات القلب فانحنى يعزف سيمفونية لعاشقة الروح، ظل لبعض الوقت واحاديثهم التي تواصلت لربط الماضي بالحاضر

حتى شعرت بالنعاس

نصب عوده وتوقف يسحب كفيها ويضع وشاحها على أكتافها العارية، ثم خلل أناملها وتحرك للداخل ..ليعقد لها حفلة خاصة من نوع آخر

بعد شهر

جلست بإنتظاره بعدما أنهت زينتها، استمعت إلى رنين المنزل، توقفت متجهة لفتح الباب

توقفت مذهولة وهي ترى فيروز متوقفة وضحكة سخرية على شفتيها

-مبروك ياخرابة البيوت..تحركت بخطواتها العنجهية وهي تحاوط المنزل بنظراتها ثم تحدثت مستخفة

-دي بقى مملكتك اللي بيقول عليها جاسر..تحركت ترمقها بسخرية

-ايه ياعروسة هتفضلي واقفة كدا، ايه مش ترحبي بضرتك..انعقد لسانها وتاهت مفرادتها تردد داخل عقلها كلماتها، شعرت

بهزة عنيفة أصابت جسدها فهمست بتقطع

-بس إنتِ مش ضرتي، جاسر طلقك

تراجعت فيروز تدور حولها وارتفعت ضحكاتها

-ماهو دا اللي فهمهولك ، معقول ياباشمهندسة ، دا إنت ذكية، معقول الحب اللي حارب الكل علشانه يتنسي بسرعة كدا

دنت تهمس لها

-أنا لسة مراته، وحياتك عندي، ولو مش مصدقة ..اه لحظة ، قامت بإخراج وثيقة الزواج وأشارت لها

-مش دا حبيبك اللي كنت هتموتي علشان اتجوزني، وضعت ابهامها على ذقنها وتحدثت

-اه ..تؤ تؤ..جنى كانت بتحبه وهو اختارني انا وحبني انا، وطبعا بما هو اللي الكبير فكان لازم يتجوز البنت اللي حاولوا ينهشوا في لحمها

جلست تضع ساقًا فوق الأخرى ولوحت بكفيها

-علشان حاجتين الاولى يكون مثالي قدام العيلة ، ويكون جميلة لعمه، اهو اتجوز بنت اللي حاولوا يغتصبوها

والثاني توقفت تطالعها بصمت وهتفت

-انك تخلفيله بيبي ، ضربت على رأسها وتحدثت

-اصلي نسي يقولك مينفعش اجيب ولاد

تسمرت كالجماد وكأن حديثها من السهام المسمومة هزت كيانها وزلزلته حتى جعلت أنفاسها تتثاقل شيئا فشيئا

لم تتحمل المزيد من قسوة كلماتها التي تحولت لألم ينهش بجسدها كحيوان مفترس فهتفت بقوة

-كذابة ..واحدة كذابة وخسيسة، هستنى منها ايه

نهضت فيروز وابتسامة سخرية ترمقها بها ثم استأنفت

-هأكدلك كلامي علشان تعرفي الكدبة اللي عايشاها ..اقتربت منها تتعمق النظر بمقلتيها

-طبعا عايزة تعرفي ليه جيت دلوقتي

أشارت على قلبها وتحدثت بنبرة صادقة

-علشان هنا نار من بُعده، من وقت مااتجوزك نسيني ، وبقى يقرب منك اكتر مني، مبقتش متحملة لدرجة كرهت العيال وقررت اخليه يطلقك وراضية بقضاء ربنا ..لكن طبعا ابن عمك رفض، وقال عايزة تصغريني قدام عمي وبابا

مينفعش ابعد عن جنى

انسابت عبراتها بصدق واقتربت تحتضن كفيها التي أصبحت ببرودة الموتى

-جنى أنا ماليش غير جاسر ،انما انتي عندك فرص لو سمحتي ابعدي عن حياتنا، بلاش تصغريه قدام العيلة

-امشي اطلعي برة ..قالتها جنى بقلبًا يئن الما

ظلت متوقفة لبعض الوقت ثم تحدثت:

-أنا عارفة انك مصدومة، بس دي حياتي وجوزي وحبيبي ومستحيل اتخلى عنهم حتى لو وصل بيا الحال اموتك، دا جوزي وحبيبي قبل ماحضرتك تخطفيه

-برة..قالتها بقوة رغم هشاشة قلبها الذي تفتت اربا

هاكدلك كلامي..قالتها ثم تحركت للخارج

أحست بأن قوتها خارت وسيقانها لم تحملنها، حاوطت احشائها عندما شعرت بألم بأسفل بطنها

تعكزت على أحد المقاعد بوهن وألم يصعب تحمله ..حتى خارت قواها وانسابت عبراتها مرددة

-لأ .. مستحيل دي كدابة، جاسر بيحبني، لا مستحيل يدبحني بالطريقة دي

لفت ذراعيها تحاوط احشائها مرددة كالمجنونة

-لأبيحبني ، هو مش مخادع كدا..أمسكت هاتفها بيد مرتعشة وهاتفته..كان متجها لسيارته

-حبيبي انا عشر دقايق وأكون عندك، صمت متذكر شيئا ثم تحدث:

-آسف ياجنجون عندي شغل مهم هنأجل مشوارنا ساعة كمان ..سلام حبيبي

ذهلت من مهاتفته، وهو لم يستمع حتى لها، أغلق الهاتف قبل حديثها

جلست كالتائهة والمغيبة عن عالمها، صوره قديما مع فيروز تصفعها بقوة

نهضت كالمجنونة :

-أيوة كان بيعمل معاها زي مابيعمل معايا، ازاي كنت غبية لدرجة دي

أطاحت كل ما قابلها بصرخة خرجت من جوف آلامها

-لييييييه!!ليه يابن عمي تدبحني بالطريقة دي ..استحوز عليها شيطانها بالكامل ..فهوت تلتقط أنفاسها بصعوبة:

-لأ .. مستحيل ، انا لازم اسمعه، ماهو دا ابن عمي،مستحيل يكسرني كدا ...مر بعض الوقت ووصل اشعار لهاتفها برسالة فتحته وإذا بها تنصدم مما رأت تسمرت بجلستها حتى شعرت بتوقف اعضائها وهي تراه بأحضانها ..ذهب بصرها لثيابه الملقاه على الأرض، ونومها على صدرها

أغمضت جفونها ورجفة أصابت جسدها حتى شعرت بالأختناق، حاولت الوقوف ولكن كيف وكأن جسدها يعوق حركاتها وكأنه أصيب بشلل كامل

دقائق حاولت وسيطرة على كيانها نهضت متوقفة وتحركت بتخبط، إلى أن وصلت سيارتها

وصلت بعد فترة، بأصابع مرتعشة ضغطت على زر جرس المنزل..فتحت الخادمة وأشارت لها بالدخول

وقفت متصنمة وهي تراه يغلق زر قميصه، همست بإسمه ..استدار ينظر إلي وجودها بصدمة، بخروج فيروز بثياب الحمام

-حبيبي جهزتلك الحمام ..ارتسم الألم داخل مقلتيها وهي تطالعه بصمت، وقفت كعصفور مبتل يرقص على اوتار صاعقة كهربائية..دنت منه بشحوب وهمست بتقطع :

-ليه..زوى مابين حاجبيه

وهتف

-جنى إنتِ فاهمة غلط..رفعت كفيها ورفعته فهوى متساقط على وجنتيه ، ثم استدارت متحركة بخطوات متعثرة وروح متمزقة تنزف بصمت ، وصلت إلى سيارتها هنا انسابت عبراتها وارتجف جسدها كالذي اصابه حمى

بالأعلى

امسك فيروز يضغط على رسغها بعنف

-اصبري عليا بس، صدقيني هحولك حياتك لجحيم ..عقدت ذراعها وهتفت غاضبة

-ليه انا عملت ايه، ماانا كنت معاك، مالي انا بيها، يمكن كانت مراقبك ياحبيبي

دفعها بقوة حتى سقطت على الأرضية ثم انحنى يجذبها من خصلاتها

-للمرة المليون اتغابى في التعامل معاكي، حاولت اخليكي بنأدمة لكن دمك قذر وعمرك ماهتنضفي ،انتِ طالق بالتلاتة، طالق ..طالق، ضغط على كفيها. وتحدث بفحيح

-اقسم بالله لأخليكي تكرهي نفسك ، ويبقى قابليني لو اتوظفتي يامدام

قالها ثم دفعها بقوة حتى اصطدم رأسها بالمقعد ينفض كفيها كأنها عدوة

-حقييييرة صرخ بها مسرعًا خلف جنى..اعتدلت سريعا تهاتف والدتها

-ماما لازم أسافر حالا ، اتصرفي واحجزيلي اول طيارة على امريكا، جواد الألفي اكيد هيجي بسرعة ياماما..ضيقت والدتها عيناها

-ليه عملتي ايه..ابتسمت بنصر واجابتها

-بعدين، المهم لو سمحتي لازم أسافر بسرعة

❈-❈-❈

بمنزل جاسر

ترجلت من السيارة متجهة للداخل تتخبط بسيرها حتى كادت أن تسقط، لا تريد سوى الأختلاء بنفسها ، هي الآن طفلة ضائعة عاشت كابوسا مؤلمًا للغاية حتى كرهت النوم من أثره

دلفت للداخل هنا انهارت حصونها بالكامل واستسلمت لانهيارها فجثت على الأرضية ووانسابت عبراتها بخناجر الطعن والغدر ..صرخة من أعماق روحهها تلكم الأرضية وشهقات مرتفعة تقطع نياط قلبها..ولج للداخل مطأطأ الرأس وضميره يصفعه بقوة ...تحرك إليها وكأنه يتحرك على نيران تحرق أقدامه بقوة

جنى..همس بها..أزالت عبراتها ونهضت تنظر إليه بدموع الخذلان

اقترب وتحدث بنبرة متألمة :

-جنى الموضوع مش زي ماانت متخيلة ، هو

وضعت كفيها أمام وجهه وتسائلت من بين عبراتها

-سؤال واحد وبس

-إنت رجعت فيروز تاني، يعني بقت على ذمتك، اتجوزتها بعد جوازنا

-جنى اسمعيني..صاحت صارخة وكأنها تحولت للجنون

-جاوبني وبس

-رجعت فيروز لعصمتك بعد مااتجوزتني..أومأ برأسه وفتح فاهه للحديث

دفعته بقوة تحطم كل ماتطوله يداه

-كذاب ، مخادع ، واحد كذاب وخاين ..اقترب منها محاولا السيطرة على ثورتها الغاضبة

صرخت مبتعدة عنه تدفعه بكل قوة

-اتجوزتني علشان تجيب عيال، اخدت بنت عمك لنقص في مراتك، دوست على بنت عمك علشان تعيش سعيد مع حبيتك..اقتربت منه كالذي مسها مسًا جنونيا

-دبحتني ..دبحتني ياجاسر ..انت مين، رد عليا وقولي انت مين..مش معقول تبقى تربية جواد الألفي بالحقارة والندالة دي

اقترب يجز على أسنانه

-جنى..بتغلطي ..دفعت المقعد بوجهه وصرخت به

-مش عايزة اسمع صوتك، اخرص

اقترب وحاوط جسدها بذراعه

-اهدي وبطلي جنان، مفيش حاجة حصلت لدا كله

ركلته بقوة متأوه

-إياك تلمسني تاني، ابعد عني متخلنيش اكره نفسي اكتر من كدا ..دنت تغرز مقلتيها بعينيه

-هستنى من واحد زور لبنت عمه وخلاها مغتصبه،..انت ايه ورا وشك البرئ قذارة ..ودلوقتي لو ينفع اتبرأ من شخص ذيك هعملها

احس بضلوعه تتهشم وكأن أحدهم صعقه بصدره حتى تفتت عظامه

نظرت لمقلتيه وانسابت عبراتها

-اتجوزتني علشان تخلف ياجاسر، أشارت على نفسها متألمة

-تحرق قلبي علشان انت تعيش، لدرجة دي مهونتش عليك، دا العدو مكسرنيش كدا

لكمته بقوة وهي تشعر بانسحاب أنفاسها

-قولي صح ولا لأ

احس هنا بأنه طائر ذبح عنقه ولم يعد لديه القدرة على شيئا فأجابها قائلا بنبرة حزينة

-مش انت مقتنعة بكدا يبقى اه

رفعت بنيتها التي تحولت بنيران كقعر جهنم وهمست

-اه ..ارتعش جسدها وإرادت إحراقه ولكن كيف ومازال قلبها ينبض له، استدارت دون حديث فيكفي لها ماصار، تحركت بقلبًا ينتفض من الألم ..وصلت إلى غرفتها وألمًا يغزو جسدها ويحرق قلبها ..نظرت حولها بضياع وذكرياتهما هنا بذاك المكان الذي كتب عليه بنبض قلوبهما جنة عشق الجاسر

أمسكت المقعد وباقصى قوة لها دفعته بالمرآة صارخة

-كذب..كله كذب، كذاب وخاين ومخادع

ااااااهة حارقة صرخت بها تريد من الله أن يزهق روحها

ذهبت ببصرها لتلك القداحة التي توضع على الكومودو

ولم تفكر إلا بشيئا واحد وهو هروبها من تلك الحياة المأسوية لعل الله يكون رحيما بها

عند ربى

تغفو على الشازلونج امام المسبح ، تغمض عيناها وكفيها على احشائها تستمع للموسيقى..وصل إليها وعلى حين غرة حملها متجها إلى سيارته وهي تحاول الفكاك من قبضته

وضعها بالسيارة واقترب يضع محركة على أنفها حتى خارت قواها وذهبت بنومها ابتسم عليها

ثم اقترب وهي بين حالة الوعي واللا وعي

همس من بين أنفاسه

-ابوكي عامل عليكي كرديون من الحرس، ميعرفش اني ممكن احرق كل اللي. يقرب منك ..قالها وقام بتشغيل المحرك متجها لخارج حي الألفي
 

الفصل الرابع عشر من هنا




بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-