رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الثاني عشر 12 بقلم سيلا وليد



رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الثاني عشر 12 بقلم سيلا وليد 


الفصل الثاني عشر 

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

أنصفيني إن سألوكي يوماً عني🖤 ....

كنتُ أنتظرُ تلك اللحظةَ التي ينتهي فيها الخلافُ بـ جملة "بقاؤنا معاً أهمُ من أي خِلاف بيننا"..

بينما كنت تجاهدي أنتِ لتُثبتي أنني الطرف المُذنِب، كنتُ أعاتبكُ بـ قلبي ولم أنتظر منك إلَّا اللين، وكنت تُعاتبيني بـ عقلك ولم تنتظري مني إلَّا الهزيمةَ..🖤

أنصفيني إن سألوكي يوما عني قولي لهم:

سحابة خير أمطرت عليا حبا وحنانا

قولي لهم :

إنه ترك العالم كله وراءه وغفى بأحضاني

وإن سألوكي يوما :

أين كنتي تقيمين معه؟ قولي لهم :قرب وتينه ،،،خلف نبضاته تحت ظل قلبه سَكنتُ وحيدة بمكان لم يصله غيري ..

أقسم بأنه لم يصله غيرك ✋

#جاسر_الألفي


إنت مين ياحيوان، انت مين غير انك واحد حقير عايز تدبح في الكل، صرخت وصرخت إلى ان انهارت قواها تشير إلى نفسها ببكاء

-بابا زعلان مني علشان النكرة دا رمى يمين الطلاق عليا، اتجهت إلى صهيب

-مين الشخص دا، دا مين، مش معقول يكون ابنك اللي هو تربيتك وتربية الراجل اللي هناك دا، قالتها وهي تشير بيد مرتجفة على والدها

استدارت مرة أخرى تنظر إلى عينيه، لم يقو النظر إليها، اتجهت إليه ولكمته بقوة بصدره

-ارفع راسك لو انت راجل وواجهني، واجه بنت عمك ياحيوان، بنت عمك اللي رميت عليها يمين الطلاق بالليل وتاني يوم جايبلي واحدة زبالة شبهك وجاي بكل وقاحة توقف وتقول مراتي

❈-❈-❈

اقتربت منه وصفعة قوية على وجهه ..انا اللي رخصت نفسي ، بس ملحوقة

"مبروك يابن عمي بالرفاء والبنين

ثم استدارت إلى والدها تشير إليه

-دا ..دا اللي كنت بتقولي انك معرفتش تربيني علشانه، انا دلوقتي بقولك ياريتك ماربتني يابابا، اتجهت بنظرها إلى صهيب قائلة:

تقتل النفس بالنفس، وتفقأ العين بالعين، ويقطع الأنف بالأنف، وتنزع السن بالسن، وتقتص الجراح بالجراح ، والبادي اظلم ياعمو

ودلوقتي محدش له حاجة عندي..قالتها وتحركت دون حديث

ولكنها توقفت عندما صاح عز

-روبي!! ظلت واقفة تواليه ظهرها، حتى لا يرى عبراتها التي غسلت وجنتيها فهتف :

-أنا رديتك لعصمتي، ياحبيبة قلبي، واياكي تستقلي بحبي ياربى، انا برد القلم لأخوكي، وزي ماقولتي البادي اظلم

أشار على جاسر

-ماهو مش يبقى حلال له وحرام عليا، مش كدا ياحضرة الظابط

بحث عن أخته لم يراها، ثم تحدث متهكما

-ايه عروستك فين، مش المفروض الليلة فرحك

استدارت ربى بعد مازالت عبراتها

-وأنا مايشرفنيش ابقى على ذمتك دقيقة واحدة، وهرجع اكرر كلامي

لو إنت راجل طلقني وبالتلاتة يابن صهيب

-ربى ..هتف بها جواد الصامت، اتجه إليها وضمها إلى أحضانه

-خدي اختك حبيبتي وروحي لمي حاجتك من بيت عمك، بيت ابوكي مفتوح، ثم رفع نظره إلى صهيب

-آسف ياصهيب، دي بنتي واغلى من روحي، وأنا اللي غلطت في الأول وبصحح الوضع، ابنك باع الغالي بالرخيص

أشار على غزل

-لمي ولادك ياغزل، مسرحية الباشمندس خلصت، ثم أشار إلى بيجاد

وصل جاسر وجنى المطار يابيجاد

أوس خد مراتك وادخل جوا، محدش له دعوة بحاجة، هو قال حقه أنه يتجوز، وانا حقي احافظ على كرامة بنتي ،، مش صعبة، قالها وتحرك بخطوات متعثرة ، أسرعت غزل خلفه وهي تهز رأسها

-منك لله ياعز، منك لله على وجع قلوبنا كلنا

وقف عز ونظراته على تحركات عمه الذي يتخبط بسيره


تحرك أوس بهدوء ماقبل العاصفة، اسرع جاسر وتوقف أمامه:

-أووووس..قالها من بين أسنانه وهو ينظر لوالده الذي وقف كأن على رأسه الطير، وهو يصيح على أوس

-قولت إيه يلا، ادخل بمراتك، ولكن أوس كان كالمفترس

دفع جاسر بغضب، واتجه إليه

-إنت مين يلا، جذبه من رابطة عنقه، يدور به، انت طالع قذر لمين ياحيوان، مفكر إن اختي مالهاش حد، والله لأربيك ياحيوان

دفعه عز بقوة وصارت معركة بينهما حتى صرخت غزل عندما هوى جواد يمسك قلبه وشحب وجهه

بالأعلى

انهت حمامها، ولجت لغرفة الملابس تبحث عن شيئا ترتديه، ولكن لم تجد سوى قمصانه، وفستان زفافها، وتلك المنامة البيضاء التي وضعتها والدتها على فراشها

-نظرت إليها بإبتسامة تتذكر تلك الليلة التي حولت حياتها إلى جنة بعشقه

لمست شفتيها تتذكر قبلاته وهمساته بعشقها، وضعت كفيها على قلبها عندما اشتدت نبضاته، كلما تذكرته

قبل قليل صعد بها إلى شقتهما، توقف للحظات أمام الباب

-في ايه واقف كدا ليه، بقولك انا تعبانة جدا ومش مصدقة أوصل السرير، لم تكمل حديثها عندما وجدها مرفوعة بين ذراعيه ثم صعد بها درجات السلم

-لازم حبيبي يدخل شقته وهو بأحضان جوزه

وضعت رأسها بعنقه:

-خليك دلع فيا كدا..ضمها إلى صدره، ثم فتح باب شقته وولج للداخل ، حاوطها بذراعيه بتملك، ينظر لأرجاء المكان

-حلوة أوي الشقة، مكنتش مفكر إن جواد الألفي هيهتم الأهتمام دا كله

نظرت حولها وأجابته:

-بالعكس، انا كنت عارفة عمو هيعمل اجمل حاجة، هو أنا اي حد برضو جذبها ينظر لعيناها ثم هز رأسه بنظراته الهائمة

-أكيد لأ ياروحي، إنت هنا في ثنايا الروح والقلب

حاوطت عنقه ثم وضعت رأسها على صدره

-رغم مكنتش مرتبة لليلة دي، بس فرحت أوي، رفعت نظرها إليه

-شكرا علشان عيشتيني ليلة زي دي ..حاوط وجهها ثم وضع جبينه فوق جبينها

-لو اطول اجبلك نجمة من السما مش هتأخر، زمان ضيعتك بغباء، مش مستعد أضيعك تاني، تعمق بالنظر لبنيتها هاتفا:

-جنى أنا الأيام اللي فاتت دي أول مرة أحس بطعم السعادة، عايز دايما أيامنا كلها سعادة، لو جيت في يوم زعلتك، تعالي هنا وحطي راسك عليه واشتكيلي، وقتها هعرف اعالج وجعك ياقلبي

قالها وهو يشير على صدره

وضعت رأسها على صدره وانسابت دموعها

-هنا علشان أسمع دقات قلبك ياجاسر، علشان أعرف اد إيه بتحبني، مش علشان اشكيلك

رفع ذقنها بأنامله يتحسس وجنتيها

-"بحبك مهلكتي"..ارتسمت السعادة بعيناها ورفعت نفسها تطبع قبلة بجانب شفتيه هامسة له

-و"مهلكتك بتعشقك ملهمي"

رفعها من خصرها وبدأ يدور بها مع ضحكتتهما وسعادة قلوبهما

انزلها بهدوء، يشير بعينيه إلى فستانها

-طيب مش هنخلع..لكمته وهي تضع رأسها بكتفه

-بس ياقليل الأدب، رفعت رأسها تنظر إليه

-الصراحة مش مصدقة إن جاسورة العاقل يكون بالوقاحة وقلة الأدب دي

سحب كفيها وهو يضحك على كلماتها

-عايزاني أكون مؤدب ياجنجون، كدا عايزة تعيب في جوزك حبيبك

توقفت أمامه تحاوط خصره

-لما بسمع جوزك دي قلبي بيدق بسرعة أوي، لحد دلوقتي بحاول أتأكد إننا اتجوزنا ياحبيبي

انحنى يحتضن كرزيتها يعزف لحنه الأثير، ليؤكد لها أن القبلة هي أجمل وأفصح من حروف الأبجدية لتخبرها عن عشقه الذي تغلغل بخبايا الروح

عانقته فاليوم كل شيئًا مختلف، حبه الذي يجري بعروقها مجرى الدم

فصل قبلته احتياجا للهواء، ثم حاوطها بذراعيه، هامسا لها

-غيري فستانك علشان نصلي، كانت ترسم ملامحه التي تعشقها حد الجنون، رفعت أناملها تتحسس وجنتيه وذقنه، لديها إحساس عميق وشعورا يتنفض بقلبها بهزته العنيفة الذي اجتاح كيانها بالكامل

ابتسمت ابتسامة جذابة خرجت من شفتيها حتى ظهرت بعيناها وتحدثت:

-يعني ينفع نعمل الفرح وكمان نصلي بعد اللي حضرتك عملته

قهقه عليها حتى أدمعت عيناه، فانحنى يهمس لها

-جنجونتي معايا والشيطان تالتنا عايزة مني إيه ، قالها غامزا ، لكزته بكتفه

-بس ياجاسر، كنت اسمع عمو يقول لبيجاد وعز المنحرفين، يجي يشوف ابنه

رفعها من خصرها حتى أصبحت بمقابلته

-لو الحب انحراف ياحبي فأنا أكبر منحرف..انزلها وأدار جسدها، ثم قام بفك اربطة فستان زفافها، حتى ظهر بعض من ظهرها، لمست أنامله ظهرها مما جعلها تشعر بصاعقة كهربائية ، أطبقت على جفنيها تحمل فستانها تهمس بتقطع:

-هروح أغير فستاني، وانت غيربتر حديثهما طرقات على باب شقتهما

-جاسر، انزل لعمو صهيب عايزك ضروري

حمحم محاولا السيطرة على نفسه، فتحدث:

-هروح أشوف عمي وراجعلك حبيبي

خرجت من شرودها عندما

وصلت للفراش ووضعت رأسها عليه تستنشق رائحته الغائبة عنها منذ عدة ساعات

نظرت بساعة يديها

-اتأخرت أوي ياجاسر، معقول تلات ساعات تحت، ياربي لازم يجبلي حاجة ألبسها من بيتنا

أمسكت هاتفها وظلت تنظر إلى صور زفافهما، ابتسمت عندما رأت صورتهما وهو يحملها ويدور بها أمام الجميع، وقبلته الجريئة أمامهم حتى شعرت بالخجل

نهضت وارتدت ذاك القميص الذي وضعته لها والدتها، ابتسمت بسخرية

-اللي يشوف القميص ياماما يقول لسة عروسة ، ضحكت بصوت كلما تذكرت أفعال حبيب الروح

تمددت على فراشهما واحتضنت وسادته وذهبت بنوم عميق بسبب إرهاقها طيلة اليوم

بالأسفل

هرول أوس وجاسر إلى والدهما، بينما انسابت عبرات صهيب مرددًا:

-ليه يابني تكسرني قدام عمك..وقف عز مذهولا وهم يقومون بمساعدة عمه متجهين للداخل..تحرك خلفهم

استنى عندك، توقف ولم يقو النظر بعين والده، اقترب صهيب ورفع كفيه وبقوة صفعه على وجهه حتى تراجع للخلف

-كان لازم تاخد القلم دا يوم مااطولت على عمك وابن عمك

وضع كفيه على خديه، ينظر الى فارس ووالدته

-بتضربني يابابا، علشان عايز اخد حق اختي

رفع نظره إلى تلك البنت التي تقف تنظر إليهما بصمت، ثم أشار عليها

-إنت فعلا متجوز البنت ياعز، فعلا اتجوزت على بنت عمك، ولا دا شو، قالها وهو يمسكه من تلابيبه

اتجوزت على بنت عمك صح..سحب بصره بعيد عن والده، وهو يشير إلى فريدة

-فريدة مراتي بجد يابابا

كور قبضته، وهو يلكمه بصدره عدة مرات قائلًا بغضب جحيمي

-امشي من قدامي ياحيوان..رفع بصره لوالده

-همشي يابابا، ولو عايز اسيب حي الألفي هسيبه، لكن خليك متأكد انك بعت بنتك لجاسر يشتري ويبيع فيها

دنى خطوة من والده وتعمق بالنظر لعيناه

-اسأل نفسك ياباشمهندس ليه جاسر اتجوز جنى دلوقتي، بعد مامراته مابقتش تنفع تجيب ولاد، اكيد جنى اللي هتعوضه، ماهي مغتصبة مين هيرضى بيها

صفعة أخرى اقوى من سابقتيها يدفعه بقوة

-امشي بقولك..وقفت نهى وعيناها تنسدل عبراتها بصمت، لقد خُربت حياة اولادها

أطبق صهيب على جفنيه ينظر حوله بتيه، نظرات ضائعة حزينة وهو يتابع ابنه الذي سحب بكفيه تلك الغريبة متجها بها للداخل

همس بتقطع لزوجته

-الواد دا ايه اللي حصله، إلحقيه يانهى، ليدخل بالبنت على فرش بنت عمه، أصله بقى حلوف اوي

ربتت على كتفه ونظرت إلى فارس الصامت ثم تحدثت

-روح ياحبيبي شوف عمك عامل إيه، ثم سحبت كف زوجها

-تعالى ارتاح ياصهيب، متنساش انك تعبان

ترك كفيها واتجه خلف ابنه

-اروح اطمن على جواد الأول ..تحرك بخطوات مهتزة وقلبا حزينا على ماوصلت إليه الأمور، وصل إلى منزل جواد، وجده متسطح على الأريكة وجاسر جالس بجواره متهدل الكتفين وعيناه مليئة بالدموع، تحرك إلى أن وصل إليهم

-جواد..رفع جواد بصره إليه صامتًا، ثم أشار إلى أوس

❈-❈-❈

-أوس كل واحد على بيته، مش عايز حد حواليا، رفع جاسر كفيه وتحدث بخفوت

-بابا حاسس بإيه، استدار للجانب الأخر قائلًا

-اطلع شوف عروستك، وجوز اختك هيوصلك للمطار

-بابا..أردف بها جاسر

اغمض جواد عيناه ينظر إلى غزل

-شوفي روبي ياغزل، واطمني على مرات جاسرقبل مايسافروا

نهض جاسر وعيناه تحاور والده بالأسى والحزن

امسك جواد كفيه، وبنظرات تحمل بين طياتها الكثير والكثير من العتاب ثم تحدث

-بنت عمك أمانة عندك، بتمنالك السعادة، انا مش زعلان منك، أنا حزين عليك، بتمنى تكون أد قرارك المرادي، وعايزك تتأكد كل حاجة في الدنيا نصيب، ولو زي ما بتقول انك كنت بتحب بنت عمك حافظ عليها، متعملش زي عز..سحب نفسًا وطرده على مراحل ثم رفع نظره الى صهيب الواقف وعيناه الحزينة تتابعه

-عز بيخبط، مش عايز حد يقرب منه، بكرة يفوق ، ومتنسوش أخته اغتصبت واتهمت في ابن عمها، فكان لازم يرد الضربة

أشار للجميع بالتحرك، جلس صهيب بجواره يربت على كفيه

-ألف سلامة عليك ياحبيبي ، كانت نظراته على غزل التي تنساب عبراتها بصمت

-غزل ..تحركت إلى أن وصلت وجلست بجواره ، ثم وضعت رأسها بصدره تبكي بشهقات مرتفعة

-هو ايه اللي بيحصل دا ياجواد، هتفضل تتحمل لحد إمتى ..ربت على ظهرها

أنا كويس يازيزو، قومي شوفي ابنك العريس ، وشوفي بنتك المطلقة، قالها متهكمًا

-هعملك ليمونادا مع صهيب الأول، ازال عبراتها

-حبيبتي بلاش الدموع دي، أنا كويس، مرينا بأكتر من كدا..هزت رأسها رافضة حديثه ثم اتجهت إلى صهيب

-عز فعلا اتجوز على ربى ياصهيب

مسح صهيب وجهه بعنف:

-بيقول اتجوز ياغزل، عمال يخبط بالكلام

وصل بيجاد وهو يحمل العصير

-تخيل ياحمايا عملك عصير بنفسي، اه والله

ابتسم جواد وهو يشير بعينيه على المائدة، وضع اكواب العصير

-أقولك حاجة ومتزعلش مني ياعمو صهيب، طالعه صهيب بصمت فقلبه يئن ألمًا وروحه تنزف بصمت

رسم ابتسامة وهز رأسه

-عز كسرني يابيجاد، ربت بيجاد على كتفه

-ماعاش اللي يكسرك ياعمو صهيوب، وأنا اروح فين والله لأخليه يلف في ساقية ابن صهيب دا

رفع كفيه متأسفًا

-آسف طبعا، لكن ابنك عياره فلت وعايز ينضرب علقة ونحميه يمكن ينضف

كان جواد شاردا، فبتر حديثهم

-ليه عز عمل كدا ياصهيب، ابتعد صهيب بعينيه بعيدا عنه وأردف:

-معرفش ياجواد، نهض بيجاد

-أنا هروحله بما أن النار شغالة عند أوس، والتلج عند جاسر، فأنا هاخد الوظيفة دي لازم اشوف الواد دا عمل كدا

-بلاش يابيجاد..أردف بها جواد ..تعمق بنظراته لصهيب وأردف قائلا:

بلاش.. ابعد يابيجاد عن عز دلوقتي ، أنا هعرف أربيه كويس، قوم شوف أوس هديه، ممكن يروح يولع فيه

نهض بيجاد وهو غاضبا والألم ظهر بملامحه، ورغم ذلك ابتسم إلى جواد

-متخافش على اوس، هو عاقل، مش لدرجة أنه يروحله، وانا هطلعله

-صهيب!!اتجه إليه ببصره فأردف متسائلا:

-مش هقولك إنت مخبي عليا إيه، بس هقولك ليه كنت عايز جاسر يطلق حبيبته

-حبيبته، قالها صهيب بذهول

-ايه ياصهيب هنلعب على بعض، مش عيب تلعب من ورايا، انا عارف انك مجوزتش البت للولد الا لما اتأكدت أنه بيحبها

-جنى محدش قرب منها ياجواد غير ابنك

ضيق عيناه متسائلا:

-يعني ايه!!حمحم صهيب قائلًا:

زي مااتوقعت ياجواد، تقرير المستشفى مزور، بس مش ام فيروز اللي زورته

ظل يطالعه بصمت منتظر تكملة حديثه

-جاسر هو اللي زور التقرير..صدمة أصابته حتى أطلق ضحكات صاخبة مما جعل صهيب ينظر إليه بذهول

-بتضحك، بقولك ابنك طلع البنت مغتصبة وانت بتضحك، دا عز عامل زي الحيوان وعمال يدوس على الكل علشان أخته اغتصبت بسببه، والحمار مش فاهم أنه عمل مصيبة، تعالى بقى شوف لما ابني المتخلف يعرف أن أخته كانت سليمة وهو سوء سمعتها دا ممكن يقتله

صمت جواد وعيناه مازالت مبتسمة

-بقى جاسر يعمل كدا، ارجع خصلاته للخلف قائلًا:

-وبعد دا كله عايز تطلقها منه ، يبقى قابلني، دا مش محتاج حد يساعده، يجي أوس يسمع دا كان رايح علشان يتخانق معاك علشان

ابتسم صهيب متهكما، ثم أردف:

-لا يااخويا، قوله اخوك سيطر على الكل

عند ربى وغنى

وقفت غنى خلفها تراقبها، وصلت غزل إليها

-اختك فين حبيبتي..أشارت إليها

-بتعمل تشكوليت كيك

-بتقولي بتعمل إيهء؟!..تحركت غزل إليها

-روبي..استدارت مبتسمة

-مامي، تعالي شوفي المكونات كدا تمام

وقفت مذهولة تطالعها بصمت، حاولت غنى الحديث ولكن نظرات غزل أوقفتها

-هروح أشوف اخوكم هيسافرإمتى، ثم اتجهت إلى غنى وتحدثت بمغذى:

-انتوا الأتنين خليكم هنا محدش يطلع فوق الا لما ارجع

تحركت وهي تنظر لابنتها تشاطرها ذاك الألم الذي تحاول إخفائه بأفعالها

وقفت غنى بجوارها ربتت على كتفها

-حبيبتي إنتِ كويسة، وضعت اصبعها بفمها المليئ بالشكولاته وهي تغمض عيناها

-اممم لذيذة اوي، تفتكري هتعجب جاسورة، عارفة بيحبها أوي هو وجنى

مسدت على خصلاتها وتكورت عبراتها

-روبي حبي، عيطي كسري اعملي اي حاجة، المهم ماتخبيش

قطبت جبينها متسائلة:

- ليه، انا كويسة، لو قصدك على اللي عمله عز، لا ياقلبي احنا أطلقنا وخلاص

-روبي ايه اللي بتقوليه دا

استدارت مبتلعة غصتها ورسمت ابتسامة قائلة:

-أنا وعز من زمان أوي انفصلنا، ومش اول اتنين ياغنى، للاسف غلطت في الاختيار ..قالتها واستدارت تكمل ماكانت تفعله

-بتضحكي على نفسك، أشارت إلى التورتة التي تقوم بتزينها

-بصي أنا بعمل دي علشان جاسورة، علشان وقت مايرجع من شهر العسل هروح أقعد معاه، انا قررت ابعد عن كل مايوجع قلبي، واللي يدوس عليا مرة ادوس عليه مليون مرة

-برافو دكتورة، قالها بيجاد وهو يتحرك متجها إليهما

-برافو عليكي، مش عايزك تضعفي، والضربة مش بتضعف بالعكس بتقوينا علشان ناخد بالنا

وضع كفيه بيجيب بنطاله

-كدا أنتِ ربى بنت جواد الألفي، اللي يكسرنا ندوس عليه، أنا مبقولش كدا علشان أشيلك منه، ابدا أنا عايزك تاخدي حقك منه، لأن المرة دي عز اتمادى أوي

-بيجاد ايه اللي بتقوله دا ..أشار مبتسما للكعكة التي تعدها ربى وأردف :

-بسأل الدكتورة بتعمل إيه، ليكون بتعمل حلو لضرتها

وقفت مبتسمة ثم حملت الكعكة واستدارت بها إلى بيجاد

-لازم أبو سفيان يدوق منها الأول..قهقه بيجاد وهو يحتضن كتف غنى

-شوفتي الدكتورة عندها قوة خارقة يابنتي

طيب بدل روبي عايزة تاخد حقها يبقى هنلعب انا وهي كتير

بسطت كفيها إلى بيجاد:

-ديل ياابو سفيان ..ارتفعت ضحكاته قائلًا:

-الله يرحمك ياعز كنت طيب، بس براحة عليه، انا بس هنورلك الضوء الأخضر ياروبي

تجمعت الدموع بعيناها

-أنا عايز أبرد نار قلبي بس مش أكتر، مش عايزاه يابيجاد بس عايزة يحس بالنار اللي ولعها في قلبي

قالتها مع انسياب دمعة عبر وجنتيها ..جذبها من رسغها

وازال دموعها وهو ينظر لرماديتها

-الأول خلينا متفقين انك الغلط الأكبر ياروبي، مفيش راجل يتحمل اللي إنت قولتيه، نظرت للأسفل بأسى مردفة

-كسرني، عز من يوم حادثة جنى وهو بيدوس عليا بالقوي، وكل حاجة أنا الأول كأني مش مراته

احتضنت غنى وجهها وازالت عبراتها

-روبي عز بيحبك، لكن هو مجروح حبيبتي زي مابابا قال، وماشي يجرح في الكل

وضعت كفيها على أحشائها

-متنسيش إن ابنه هنا، تحركت للأعلى تضع كفيها على فمها حتى تمنع شهقاتها

توقف بيجاد ينظر إلى أثرها بذهول

-رُبى حامل، دقق النظر بأعين غنى

-عز ميعرفش مش كدا ..تنهدت متألمة ثم أجابته:

-امتى هتقوله، واحنا لسة عارفين من كام يوم، وطبعا زي ماانت شوفت

اومأ متفهما ثم طبع قبلة على جبينها

-روحيلها، ومتسبهاش، هشوف أوس كدا

حاوطت خصره، ثم اختبأت بأحضانه:

-بيجاد روبي صعبانة عليا اوي، واللي وجعني أنها مبتعيطش، دا جاية تعمل كيك ..مسد على خصلاتها وصدره يشتعل بنيران الخزي من عز

رفع ذقنها ونظر لعيناها

-غنى بلاش كل شوية تضغطي عليها، وموضوع الحمل دا بلاش حد يعرفه حاليا، أنتِ شايفة باباكي عامل ازاي، إنما عز وحياة ربي لاربيه على اللي عمله

بالأعلى بغرفة أوس

ظل يدور كالمجنون، يجذب خصلاته بعنف

-اااااه، لو سابوني عليه، وحياة ربنا ماهرحمه الكلب

اتجهت ياسمينا إليه، ثم سحبت كفيه

-ممكن تهدى يااوس، وتعمل زي ماعمو جواد طلب منك،بلاش عصبيتك دي من فضلك

ركل المقعد بقوة، فبداخله نيران جحيمية تريد أن تلتهم المكان بالكامل

-اهدى ازاي ، ازاي أهدى والحيوان دا اتجوز على اختي وقهرها،

ظل يجول ذهابا وايايا، يجز بأسنانه على كفيه

-ماشي ياعز، والله ماهرحمك، تحرك متجها للباب، هرولت ياسمينا خلفه

-أوس من فضلك، لازم تهدى كفاية تعب عمو جواد، علشان خاطري يااوس، علشان خاطري ياحبيبي بلاش تروحله دلوقتي

بشقة جاسر قبل قليل

-ولج إلى الغرفة مهمومًا حزينا، فكأن الجميع يُعاقبه على حبه، بحث بعينيه على مؤنسته وعاشقة روحه التي اعتبرها نسمة باردة لنيران تؤجج بداخله

وجدها تغفو فوق الفراش كحورية بحر، خصلاتها التي تفترش الوسادة، وعيناها الأثرة لقلبه رغم إغلاقها إلا أنها تسلب روحه

نزل بركبته أمام الفراش، رفع خصلاتها من فوق وجهها ليظهر وجهها المستديرالذي يزينه ثغرها المرسوم كنعقود عنب، لمست انامله وجنتيها التي تشبه التفاح وقت جنيه، ظل يحرك أنامله إلى أن وصل إلى جيدها، دفن رأسه بحنايا عنقها، يسحب كم من رائحتها وكأنه يملأ رئتيه من رائحة عطرها العبقة، ذهبت ابصاره إلى منامتها التي لم يلاحظها منذ دلوفه

لاحت ابتسامة عاشقة على ثغره، وهو يراها عروسه ليلة زفافه، لا يعلم كأنه لأول مرة يرى انثى بتلك الطلة التي أشعلت نيران فتنتها صدره

اقترب من أنفاسها يداعب أنفها مغلقًا جفنيه متلذذا بقربها

❈-❈-❈

تخللت أنامله خصلاتها يرجعها للخلف، فتحت عيناها والنوم يراودها فهمست بصوت متحشرج من النوم

-حبيبي اتأخرت فنمت اسفة، وضع إبهامه على شفتيها، ثم انحنى ليحتضن تلك الشفاة التي فقدته اتزانه، ظل ينعم بشهدها محاولا إعادة روحه الذي فقدها منذ فترة ..ظل لفترة كلا منهما يعزف للأخر ليصل لترانيم عشقهما

بعد فترة كانت تتوسد صدره وهو يتخلل خصلاتها ويتذكر ماصار اليوم، حدث نفسه

-ياترى ياعز ليه عملت كدا، وانت روحك في ربى، مش معقول ياعز، مستحيل تكون بتعمل كدا علشان تأذيني

ابتسم عندما استمع لهمساتها

-جاسر نام بقى، هتفضل صاحي..مسد على خصلاتها

-شوية حبيبي هنام، نامي إنتِ ..ظل يحرك أنامله على وجهها بإبتسامته الخلابة

دقائق مرت عليه، ثم وضع رأسها بهدوء على الوسادة، ونهض متجها لمرحاضه، خرج بعد قليل متجها إلى غرفة ربى

ولج للداخل وجدها تغفو بأحضان غنى..

-غنى ، فتحت غنى عيناها تنظر حولها

-حبيبي عايز حاجة..سحب كفيها بهدوء، وأشار على ربى

-هي عاملة إيه..أرجعت خصلاتها التي انسابت على وجهها بعشوائية

-كويسة، متخافش عليها، المهم انا سألت بيجاد، قالي انك هتسافر الصبح

جلس بجوار أخته على فراشها

-اه انا عرفت ماما كمان، هنسافر الصبح، لازم اطمن على روبي، واستنى ياسين قالي احتمال يوصل على أربعة الفجر

ربتت على كتفه:

-روبي كويسة، قوم روح لمراتك، مينفعش تسبها في ليلة زي دي

هز رأسه رافضا كلماتها

-لا روحي لسفيان وأنا هبات معاها، جنى نايمة..توقف عن الحديث ثم رفع بصره إليها

-جنى بنت عمنا قبل ماتكون مراتي ياغنى، تذكر شيئا

-اه على فكرة هي ماتعرفش حاجة، فياريت محدش يقولها حاجة

جلست بجواره، ثم وضعت رأسها على كتفه

-هتبقى وحشة لما تسيب مراتك وتبات هنا ياحبيبي متنساش دي ليلة العمر حتى اعتبرها لجنى، قوم علشان خاطري بلاش تكسر بخاطرها، ممكن تفوق في أي وقت، الحاجات دي بتأثر جدا فينا ياجاسر

طبع قبلة على جبينها ثم استدار إلى غنى

-متسبهاش، وموضوع عز انا هتصرف فيه، محدش يقرب منه، بلاش بيجاد يتصرف من دماغه علشان خاطري، ارجع من السفر واعرف ليه عمل كدا ، حاليا الدنيا مولعة بينا

ابتسمت له ، ثم اقتربت تضع قبلة على وجنتيه

-احن اخ في الدنيا، ياله بقى قوم، قاطعهم طرقات على باب الغرفة، ولج أوس وهو يبحث بعينيه عن ربى

دلف بعدما وجد جاسر جالسًا بجوار غنى، ضيق عيناه متسائلا

-بتعمل ايه هنا دلوقتي ، انت ناسي إنك عريس..نهض من مكانه مردفًا

-خلي بالك من روبي، ومالكش دعوة بعز يااوس، بابا هيتصرف كفاية وجع قلب لحد دلوقتي

ابتسم أوس بسخرية

-شوف مين اللي بيتكلم، تحرك حتى جلس بجوار ربى قائلًا:

-أنا هلوم على عز إزاي وانت السبب في دا كله، مش كان الأولى انك تكون مع مراتك دلوقتي،ولا هربت ياحضرة الظابط لما لقيتها تقيلة

قبض جاسر على ثيابه ونظر إليه بنظرات جحيمية

-حاسب ياأوس على كلامك،بلاش ازعل منك، دي جنى يعني انت اكتر واحد عارف هي بالنسبالي ايه

نفضه أوس غاضبا وهز رأسه قائلًا

-ياما قولتلكم قربكم دا غلط، شوف اخرتها ايه، لا هي مرتاحة ولا انت مرتاح ، والدليل انك سبتها لوحدها في ليلة زي دي

سحب نفسا وزفره قائلًا:

-اتمنى انك متغلطش ياجاسر، وكله يكون مسكنات وقتها انا اللي هقفلك

تحرك جاسر دون حديث فيكفي ماسمعه اليوم

قابلته والدته وهي تحمل بعض الأطعمة

-حبيبي بتعمل إيه هنا

تحرك من أمامها مردفا

كنت بشوف روبي

-جاسر..قالتها غزل، فاستدار يطالعها بصمت ، اقتربت منه

-خد الأكل دا علشان مراتك حبيبي، ربتت على كتفه مبتسمة

-روبي كويسة متخافش، وعز بوق على الفاضي ، وهتلاقيها لعبة في الاخر

-عارف ومتأكد أنها لعبة، بس مجرد الفكرة مؤذية اوي ياماما

باليوم التالي وصل جاسر برفقة جنى لأحد الجزر بأستراليا ، بينما الحال بحي الألفي ظل كما هو عليه

صباحا، دلفت إلى المطبخ

-دادة منى، ممكن تعمليلي فنجان قهوة

-حاضر يادكتورة..لحظة يادادة منى

قالها بيجاد ..جذب مقعد وجلس بمقابلتها

-اعمليلي معاها، وكمان هاتيلي من الكيك بتاع الدكتورة

ابتسمت ربى هاتفة:

-شكل حضرة الكابتن رايق على الصبح

دنى يضع ذراعيه على الطاولة واردف بإبتسامة لاعوب

-الكيك تحفة ياروبي، طول الليل وانا وأوس سهرانين عليه، والصبح اكلت جاسورتك منه

قهقهت عليه بصوتها الناعم

-إنت مشكلة وحياة ربنا، ودماغك دي سم

أطلق ضحكات مرتفعة:

-يعجبني فيكي تفهميها وهي طايرة ياروبي

دنى وغمز بعينيه:

-جاهزة للمواجهة، سبتك وقت طويل أهو

أطبقت على جفنيها تهز رأسها رافضة حديثه:

-مش هقدر، صدقني مش هقدر، أوس قالي لازم اروح واولع فيه وفي البيت، آسفة

قالتها وتحركت:

-اهربي ، ياروبي، اتجه بنظره للكعكة التي توضع على طاولة الطعام

-من رأيي تروحي تباركي للعريس، نعرفه أنه ولا على بالنا

ظلت لعدة لحظات جامدة بوقوفها، ثم استدارت

-تمام هجهز وانزل، ماهو لازم اجهز بردو..وصلت إلى غرفتها ودلفت للداخل، وانسابت عبراتها

-هتقدري ياروبي، هتقدري توقفي قدام حبيبك وتباركي كمان، شهقة خرجت منها وهي تحبس أنفاسها داخل صدرها، وضعت كفيها على صدرها

-إنتِ مش ضعيفة ياروبي، لازم يندم، لازم يعرف ازاي فرط فيكي، انزلت كفيها تضعها على أحشائها

-لازم نسترد كرامتنا من بابا حبيبي، وانت أول مسمار ادوقه في قلبه

اتجهت إلى خزانتها وأخرجت اجمل ثيابها، ثم وضعت لمساتها التجميلية وتحركت للخارج

وقف بالحديقة ينظر إلى لهو طفله و ضحكاته المرتفعة مع والدته ..اتجه إليهما وهو يرتشف من قهوته، توقف خلف زوجته وهي تتراجع وتصفق بيديها لكي يركل الكرة..ارتطدمت بصدره

حاوط جسدها ثم انحنى يهمس بجوار أذنها

-عايز ألعب معاكم ياغنايا، ايه رأيك انا اقف جون وانت تشوطي الكرة

استدارت بعيناها المبتسمة

-أكيد بتهزر يازوجي الحلو، كرة ايه اللي اشوطها دي

رفعها من خصرها يضحك بصوته عليها

-هعلمك ياغنايا..استمع إلى خطوات ربى خلفهم

أطلق صفيرا

-ااااوه روبي جواد الألفي عروس البحر

تحرك غامزا لغنى

-تيجي معانا ياغنون، توقفت أمامه:

-رايح فين يابيجاد إنت وربى ..بسط كفيه إلى ربى

واستدار إلى زوجته:

-رايح افرس العريس، وانقطه...هرولت خلفه

-بيجاد متبقاش مجنون..سحب كف ربى وتحرك قائلًا:

-خدي بالك من سفيان ياغنايا ..تابعت الطريق بجوار بيجاد بخطوات واهنة وساقين هلامتين

-تفتكر هقدر، أنا مش عايزة أضعف قدامه ...توقف أمامها

-تبقي هبلة وعبيطة، لازم راسك تبقى مرفوعة، هو مش واخد عليكي ذلة، قابلهم أوس

-روبي رايحين فين

همس بيجاد لنفسه

-اهو الحلوف دا هيبوظ الدنيا، أشار على ربى قائلًا:

-بطني وجعاني وربى جاية معايا علشان اكشف

نعم يااخويا، بطنك وجعاك ..جذب ربى من كفيها وتحرك متجها إلى سيارته

توقفت فجأة غير قادرة على السير من شدة آلامها ..هزت رأسها وتحدثت:

-بيجاد أنا هرجع، مش هقدر

كانت نظراته على أوس الذي دلف للداخل، ثم تراجع متجهًا إلى منزل صهيب

-ياله يابت ياهبلة، والله اناديلك الحلوف اللي دخل يضربه علقة كلب

ابتسمت رغما عنها وتحركت بجواره، لمح عز يقف بالشرفة، فحاوط خصرها هامسا لها

-عايزك ملكة ياروبي وتعملي زي ماتفقتا، واياكي أوس يعرف حاجة، لولا عمو جواد صدقيني كنا زمانا دفنا عز

عايزك ملكة ياروبي وتعملي زي ماتفقتا، واياكي أوس يعرف حاجة، لولا عمو جواد صدقيني كنا زمانا دفنا عز

قبل قليل

بغرفة عز وقف بشرفته وهو يحرق تبغه الذي اشعل صدره، اقتربت منه فريدة

-عز..استدارمضيقا عيناه

-نعم، تحركت إلى أن توقفت بجواره، رفعت كفيها تحتضن كفيه

-مش ملاحظ من امبارح وانت مبتعملش حاجة غير إنك تدخن بس

نفض ذراعيها وهتف مزمجرا:

-اياكي تلمسيني تاني، اتجننتي، متنسيش نفسك يابت

ظلت تطالعه بصمت للحظات ثم اردفت:

-انت ناسي إنك جوزي.ضغط على ذراعها بقوة وأردف من بين أسنانه:

-شكلك اتجننتي ، جوز مين يابت، احنا متفقين قدامهم بس، ولو بتتكلمي على العقد دا مجرد ورقة علشان قعدتي معاكي تبقى شرعا

رفعت نظرها إليه

-بس أنا موافقة على أي حاجة المهم أكون مراتك حق وحقيقي

أطلق ضحكات مرتفعة لا تتناسب مع آلامه فتحدث من بين ضحكاته:

-لا دا أنتِ اتجننتي صح، دنى يطالعها بنظرات اختراقية، ثم أشار بسبباته

-اوعي تفكري وتجنني اني ممكن اتجوز على مراتي، تبقي هبلة وعايزة موتك

عقدت ذراعيها أمام صدرها وأردفت:

-على أساس انك متجوزتنيش عليها

دفعها بقوة وصاح بغضب

-بت متصدقيش نفسك، انت هنا لأيام مش اكتر، متفكريش علشان كتبت عليكي يبقى اتجوزت، لا دا انا بقرص واحد بس اما لو على مراتي مستحيل اشوف دمعة من عيناها، وزي ما قولتلك انت هنا علشان احرق قلب واحد بس..قالها وتحرك يقف بالشرفة، ذهبت ابصاره إلى بيجاد الذي يحاوط خصر رُبى مستندًا على سيارته لبعض الوقت، ثم تحرك متجهين إلى منزله

استدار متحركًا، توقفت فريدة أمامه

❈-❈-❈

-ممكن اعرف رايح فين، وانا هفضل هنا في الاوضة دي طول الوقت

دفعها وهو يشير بسبباته

-فريدة احنا متفقين، فيد واستفيد، بلاش تخرجي جناني، أنتِ هنا كومبارس وبس، حدود متخرجش من باب الأوضة دي، وإياكي ثم إياكي تتخطي حدودك

قالها وتحرك هابطًا للأسفل ..ولجت ربى بجوار بيجاد، قابلتهما نهى ..

-ربى، ثم رفعت نظرها إلى بيجاد

-خير فيه حاجة، وصلت العاملة

-الكيك يادكتورة..أشارت ربى إلى نهى

-جبت حاجة حلوة ياطنط نهى، عارفة عندكم مناسبة، محبتش ادخل بإيدي فاضية

ضيقت نهى عيناها

-جايبة كيك ياروبي، تناولت الكيك من العاملة وابتسمت ابتسامة مرتعشة تنظر إلى نهى بعينيها اللامعة بطبقة كرستالية من الدموع

-ايه مش ابن عمي اتجوز امبارح، انا عملت لجاسر وقولت لازم اجيب حاجة حلوة علشان الباشمندس يحلي

دنت نهى منها ونظراتها تحاوطها ، تناولت منها الكيك ثم وضعته على المنضدة، واقتربت تحتضن وجهها

-لدرجة دي مش فارق معاكي يابنت جواد، بدل ماتحاولي تحافظي على بيتك جاية تدوسي اكتر واكتر

تراجعت للخلف وضغطت على شفتيها حتى لا تنساب عبراتها

-بيتي عند ابويا ياطنط، وانا جاية ابارك للباشمهندس علشان يعرف أننا خلاص مبقاش بينا حاجة

جلست بجوار بيجاد الذي رفع ذراعيه على المقعد وهو يرى نزول عز كالمطاردة ..أكملت ربى حديثها

-يبقى دوقي الباشمندس منها وعروسته كمان،

-لا والله ، وياترى مين اللي قرر الهبل دا

قالها عز الذي وصل

أطبقت على جفنيه مانعة عبرة تجمعت بعينيها، مجرد صوته يجعل نبضها يرتفع، ضغطت على ردائها وسحبت نفسًا، ثم رفعت نظرها إلى بيجاد الذي أومئ برأسه، استدارت بهدوء

-صباح الخير ياعريس، جيت أصبح عليك..انحنت تحمل الصحن الذي يوضع به قطع الكيك ثم دنت منه وتوقفت أمامه مباشرة، قربت منه الكيك

-جبتلك دا علشان ابارك لك واقولك دي حلاوة طلاقنا وجوازك، ودلوقتي ترمي عليا يمين الطلاق، وياريت بالتلاتة ياحبيبي، علشان مترجعش تاني تعملي ابو جلمبو وتقولي إنك جوزي

أطاح بقوة الصحن الذي تحمله، ثم جذبها بقوة يضغط على خصرها، ونظر إلى عيناها مزمجرا

-كلمة كمان وهتشوفي وش عمرك ماشوفتيه، وكويس إنك جيت برجليكي لعندي، امسك فكيها ودنى يهمس بجوار شفتيها

-هموتك ياروبي بحبي لو استفزتيني، المرة اللي فاتت سبتك علشان متقوليش مغتصب، لكن هتتمادي هعرفك المغتصب دا ممكن يعمل ايه، قربها اليه بقوة حتى اختلطت أنفاسهما يضغط بقوة أكثر من الاول

-لو مفكرة علشان رميت الطلاق عليكي يبقى خلاص اللي بينا انتهى، دا حتى لو طلقتك مليون مرة هتفضلي قدري وانا قدرك، فاتلمي يامراتي الجميلة علشان متشفيش المغتصب اللي بتقولي عليه مش راجل،

دنى بيجاد يجذبها منها، ثم حاوطها بذراعه

-ربى حبيبتي ياله نمشي، صبحتي على عريس الغفلة كفاية كدا، اقترب من عز

-المفروض تتطلع صدقة علشان هي اتناولت وجت تباركلك، مش هتتكرر انك تشوف الجمال دا كله

لكمه عز بعدما ذهب ببصره بفستانها وهيئتها، لقد تأكل صدره بنيران الغيرة

-اياك تلمسها وتقرب منه ياحيوان دي مراتي واللي يقرب منها هدفنه

اختبأت ربى خلف بيجاد عندما وجدت تحول عز كالشيطان، جن جنونه وهو يراها تتحامى بظهر بيجاد

دفع بيجاد وتحولت نظراته لنيران تحرق الأخضر واليابس

وجذبها يحتضنها بقوة ثم

احتضن شفتيها بغضب نيران الغيرة ، أمام بيجاد ووالدته المذهولة، دفعته بقوة، ولكنه كان المسيطر الأقوى، تركها وهو مازال يحاوطها هامسا لها بجوار أذنيها

-طعم الشيكولاته حلو اوي ياحبيبتي بس ياترى حبيبتي عارفة إني مبحبش الشكولاتة علشان كدا عملتها وهي عارفة ومتأكدة مش هقرب منها

دفعته بقوة وصرخت به

-إنت واحد حقير ياعز وانا بكرهك، ويوم ماتقرب مني تاني بطريقتك الحقيرة دي هموتك، أنا مستحيل ارجع لندل ذيك

اقتربت تنظر لمقلتيه ولكمته بصدره

-إنت ماضي وانتهى، أنا جيت النهاردة علشان اقولك مبقتش تفرق معايا، وزي ماانت خونت الوعد يابن عمي، اوعدك أن ربى جواد الألفي لتحرق قلبك زي ماحرقت قلبي

رفعت نفسها وحاوطت عنقه هامسة بجوار أذنه حتى تلامست شفتيها بإذنه

-هخلعك يابن عمي، ومش بس كدا هتجوز أي راجل يتقدملي ، ومش بس كدا ياحبيبي هحرق كل ماله علاقة بيك، وهعيش حياتي مع راجل حق وحقيقي، راجل يعرف معنى الرجولة، مش من أول مشكلة يدوس عليا

أشعلت كلماتها جحيم غضبه والذي تجلى بعينيه، فتحولت عيناه لنيران جحيمية واقترب منها بملامح مرتعبة

-بتقولي ايه يابت، جذبها بقوة متحركا لغرفتهما

صفعة قوية من بيجاد، ثم دفعه بقوة بعيدا عنها

-أنا واقف محترم والدتك من الأول، بس هتقل بتربيتك هفعصك يابغل،

استدار إلى بيجاد وبداخله نيران تحرق أوردته فكلماتها أشعلت نيران بصدره يريد أن يحرقها بالكامل فصاح بغضب

-إنت مين اصلا، وبصفتك ايه توقف بيني وبين مراتي، وبتعمل ايه، دفعه عز بنيران مشتعلة تخرج من مقلتيه

-اطلع برة مش مرحب بيك هنا

❈-❈-❈

عززز..صرخ بها صهيب الذي وصل على أصواتهم المرتفعة، توقف بينهما ينظر بريبة إلى ربى التي تقف تعقد ذراعها وبيجاد الذي ملامحه تنم عن مدى غضبه ..فيه ايه مالكم؟!

تسائل بها صهيب

أخرج بيجاد بعض الوريقات من فئة المائتا جنيها ووضعهما بجيب عز يربت على كتفه بعنف قائلا:

مبروك ياعريس الغفلة، ثم استدار إلى صهيب قائلا:

-ايه بلاش ابارك لعديلي ياعمو صهيب ولا إيه، لازم أوجب معاه، مش دي الأصول، ثم جذب عز من كتفه يضغط عليه

-ماتقول لأبوك ياباشمهندس أننا جاين نبارك لك وكمان نفرحكم بخبر حلو، قالها وهو ينظر إلى ربى بمغذى

-ايه ياأم عتريس مش ناوي تفرحي العريس

هرولت إلى بيجاد وهزت رأسها

-بيجاد لو سمحت، تلألأت العبرات بعيناها وهتفت غاضبة

-متزعلنيش منك بجد، اتجهت إلى عز وانسابت عبراتها رغما عنها وهتفت بصوت متقطع

-مبروك يابن عمي بجد، والحمد لله نصيبنا انتهى كدا، ياريت ياعز تبعت ورقة طلاقي للابد، ثم استدارت إلى عمها

-من حقي أعيش ياعمو، ابنك موتني بالحيا، هو اختار وانا من حقي اختار حياتي

دفع كل ما يقابله ووصل إليها يجذبها بغضب

-تختاري ايه ياحيوانة دا انا ادفنك مكانك..حاول بيجاد الفصل بينهما ولكنه تحول لوحش وهو يجرها خلفه

صرخ صهيب عليه ولكنه لم يستمع لأحد، قام بحملها

-والله لادبك ياروبي،وهعرفك ازاي تبجحي في جوزك، تحرك للخارج ..وقف بيجاد أمامه

-بتعمل ايه ياحيوان، سيب مراتك، صاح عز مزمجرا

-ابعد عني علشان منخسرش بعض، دي مراتي محدش له دخل بينا

أطبق صهيب على جفنيه متألمًا، يشير إلى نهى

-وقفي ابنك المتخلف دا، هزت رأسها متنهدة

-أنا شايفة أن ربى ذودتها اوي ياصهيب، ماتخليك عادل بقى، انت مش شايف عمايلها وكلامها، هو فيه ايه البت فلتت اوي، وبعدين بيجاد مالوش يدخل بينهم ..قالتها وتحركت

فتح عز باب السيارة ، لكزته ربى تصرخ به، وصل أوس

-عزززز، صرخ بها بصوت كالرعد، وصل إليهما، ثم لكمه بوجه حتى تراجع بعدما جذب أخته

أشار بسبباته وصاح مزمجرا:

-احمد ربنا اني وعدت ابويا مش اقرب منك، ابعد عن اختي ياحلوف ولو انت ابن صهيب الألفي خليك راجل وابعتلها ورقة طلاقها

جحظت عيناه ينظر الى أوس متألمًا

-إنت عايزني أطلق مراتي ياأوس..قهقه أوس وهو يجذبه من ياقته

-ليه هو مش الحلوف مش قالها قبل كدا

دفعه بغضب يكفي كلمات الإهانة التي احرقت صدره، مما جعله غير قادر على التنفس وصاح مزمجرا

-كلكم شايفين عز حقير..دنى ينظر إلى مقلتيه

-مسألتش اختك عملت ايه، جذبها من ذراعيها ودفعها على أخيها

-ماتقولي لأخوكي اللي عاملي راجل حامي اوي، قوليله قولتي ايه..دنى وعيناه تغرز بمقلتيه قائلًا

-اختك بتقولي لو راجل طلقني، طلقني يامغتصب علشان عايز حقي منها قالتلي انت مغتصب، أشار عليها وتكورت عبراته بعينيه:

-البنت اللي بموت كل ماتبعد عني يوم وقفت قدامي وقالت لي أنا مش شيفاك راجل اصلا، وبكرة الاقي اللي يعرف يقدرني ويبقى راجل، البنت اللي بعشقها واقفة تقولي هعيش حياتي مع راجل صح إنما أنت أشباه الرجال..لكم أوس الذي وقف مذهولا من حديثه وهتف

-دا كله ليه علشان عايز اختي متبقاش مذلولة تحت ايد حد ..صرخ وهو يدور حولهم

-محدش يجي يقنعني أن جاسر بيحب جنى، مش دي جنى اللي كانت قدامه وكلكم حاولتوا تقنعوه بيها هو قال ايه ، دي اختي

ضرب على صدره وصرخ وانسابت عبراته

-بس دي بنتي، نظر إلى والده بعتاب

-كان فين جاسر واختي بتموت ببعده وهي شيفاه في حضن واحدة تانية ، كان فين وانا بلف بيها من دكتور نفسي لدكتور، كان فين الحب دا وهو واقف يضحك ويقول مراتي حامل

لكم أوس مرة أخرى وانسابت عبراته بقوة أكبر

-قولي إنت ياحكيم العيلة ، اخوك كان فين واختي منهارة بسببه، اقولك انا كان بيفسح مراته اللي بيقول عليها دلوقتي عيشت معاها ايام جحيمية

اقترب اكثر يهمس لأوس

-أقولك بقى اخوك اتجوز جنى ليه علشان مراته الجميلة معدتش تنفع تجيب ولاد، واه اتجوز واحدة مغتصبة وبتموت فيا متقدرش تقولي كلمة، وبنت عمي هترضى بكل حاجة كفاية عليها اني اتجوزتها، هو فيه حد كان هيرضى بيها

صاعقة نزلت على الجميع حتى شهقت نهى تهز رأسها رافضة حديث ابنها

-باااس ياعز ، ليه يابني ليه تقول كدا

ابتسم متهكما، ثم أردف

-ايه مصدومة، دي الحقيقة اللي حضراتكم بتحاولوا تخبوها

وقفت ربى تهز رأسها بعنف

-إنت واحد كداب وحقير، اخويا مستحيل يعمل كدا، هو بيحبها، لا هو مش حقير، رفعت نظرها إلى أوس الذي نزل بنظره للأسفل

-متصدقوش ياأوس، مستحيل جاسر يكون بالحقارة دي، لا هو تربية جواد الالفي، اتجهت إلى عز وظلت تلكمه وتصرخ بهستريا

-إنت كذاب، جاسر مستحيل يعمل كدا، ظلت تدور كالمجنونة ذهب بصرها إلى بيجاد

-إنت ممكن تصدق جاسر يعمل كدا يابيجاد، أنه يتجوز جنى علشان كدا ، لا هو بيحبها انا شوفت دا

-اهدي ياربى لو سمحتي متنسيش انك حام..لم يكمل كلمته عندما استمع إلى حديث فيروز بهاتف عز

-طلعتني شيطانة وانا عايزة اذي اختك، طب اسمعني بقى ومستعدة اكدلك كلامي

-جاسر اتجوز جنى علشان الولاد، بعد ماعرف أننا مش هيبقى عندنا ولاد، قالي هتجوز جنى وارجعك بعد ماجنى تحمل، ماهو مش معقول من يوم وليلة جاسر ينسى حبنا، وارجع بذكرياتك ياباشمهندس شوف جاسر عمل ايه علشان نتجوز

نهضت وابتسمت بنصر قائلة:

-أنا مش عدوتكم انا ست وغيرت على جوزي في الاول، بس بعد ماكنت عندكم هو جابني واتفق معايا هيرجعني لعصمته مش مصدق اتفضل مش دا جوازنا ..بص كويس على ما اعتقد انك عارف خط ابن عمك

انحنت تنظر لمقلتيه

-جاسر قبل الفرح بساعات رجعني لعصمته، يعني انا دلوقتي مراته، وقالي سر بينا بس حضرتك مش سايبني في حالي وكل شوية تنطلي هنا وعايز تاخد حق اختك

ليه مفكرتش أن جاسر هو اللي عمل في جنى كدا علشان تكون سهلة في الوصول، ايه معرفتش أن اللي هجم عليها عدو جاسر في شغله اصلا، ايه اللي خلاه يتصل بيها في الوقت دا تحديدا

هزت ربى رأسها رافضة حديثه، وزعت نظراتها للجميع، صهيب الذي هوى جالسًا غير مستوعب مااستمع إليه، نهى التي تهز رأسها كالمجنونة، أوس الذي توقف كأن على رأسه الطير أما بيجاد الذي تحدث

-كذب، جاسر ميعملش كدا، ولو الجواز حقيقي يبقى اكيد وراه مبرر، المفروض نستنى لما يرجع ..اومأ أوس برأسه

-أيوة مستحيل جاسر يعمل كدا، هو بيحب جنى، هو قالي كدا،وهو عمره ماكان كذاب ولا مخادع

قهقه عز على غير الموقف واردف وعيناه مازالت تنزرف عبراتها

-ليه مش هو قال بيحبها يعني خدعنا بجوازه بفيروز، طيب لو محبش جنى يبقى خدعنا بجوازه

امسكه أوس من تلابيبه مزمجرا

-إنت مصدق كلامك دا يلا، دا انت اقرب واحد له

ازال دموعه بعنف وهو يهز رأسه قائلًا:

-مصدقتش والله ياأوس، بس خليك مكاني، شوف انت عملت ايه علشان بس قولت اتجوزت على اختك طيب لو لعبت بمشاعرها هتعمل ايه

وصلت فريدة

-زيزو حبيبي، اتأخرت قولت هتنزل تجيب فطار واتأخرت، استدار الجميع ينظر لتلك التي تقف برداء شفاف للنوم، ذهب أوس بنظراته الى أخته التي أمسكت احشائها تصرخ

-آآآه، صرخت بها ربى وهي تجثو على الأرضية وبكت بنشيج

-ابني..هرول بيجاد الذي يعلم بالطفل وهتف بأوس

-أوس شلها بسرعة اختك حامل، صاعقة نزلت على رؤوس الجميع عندما هتفت نهى وهي تنظر إلى أثر الدماء التي تساقطت من بين أقدامها

-حامل!! البنت بتنزف

❈-❈-❈

عند جاسر وجنى

فتحت عيناها بتمهل مع ابتسامتها التي أرسلت لقلبه عزفا من نوعًا خاص، بعد ليلة عاشقة بينهما

-صباح الخير حبيبي..وضع رأسه بجوار رأسها يمسد على خصلاتها

-صباح الحب على أجمل بنوتة شفتها عينيا

لمعت عيناها بإبتسامة، وعيناها تراقب رماديته

-بنوتة، بعد دا كله بنوتة..اعتدل ثم رفعها لأحضانه

-أيوة بنوتي أنا، هو إنتِ مفكرة نفسك مراتي بس، ابدا حبيبي

أرجع خصلاتها خلف أذنها ودنى يطبع قبلة على وجنتيها

-كدا اختي، ثم طبع قبلة على جبينها

-ودي امي، نظر لعيناها للحظات ثم دنى على كرزيتها يتذوق شهدها

-ودي حبيبتي وروحي وحياتي ومراتي

دفنت نفسها بأحضانه:

-وانت كل حاجة حلوة ياجاسر، ربنا يباركلي فيك ياحبيبي ..رفع ذقنها وتعمق بالنظر لعيناها

-أنا النهاردة بس حسيت اني ملكت الدنيا ومافيها، شكرا ياجنى، شكرا على ثقتك فيا، وشكرا على حبك

وضع جبينه فوق جبينها

-شكرا حبيبي على كل لحظة عيشتها معاكي في سعادة

كانت تنظر إليه فقط، صمت دام بينهما لم يخلو من نظراتهما العاشقة

تلألأت عيناها بالعبرات

-جاسر أنا بحبك أوي، وعلشان السعادة اللي شيفاها بعيونك دي مستعدة اعمل اي حاجة

رفع كفيها ولثمه ثم هتف

-جنجون مش عايز غير إنك تفضلي في حضني وبس

جلس وحاوطها بأحضانه

-ياله عايز ألففك استراليا كلها، تراجعت بجسدها عليه

-تلفنني دولة كلها ياجاسورة احتضن كفيها ثم رفعهما ولثمهما

-اه هو إنتِ اي حد، انت روحي ياجنجون ..استدارت تنظر لرماديته

-طب لو قولتلك مش عايزة غير حضنك بس هتصدقني

بتر كلماتها بجوفه، ثم وضع جبينه فوق خاصتها

-مش حضني بس حبيبي، أنا كلي ملكك لوحدك، لامس وجنتيها بانامله يحتضن بنياتها هامسا بحب

-من النهاردة مفيش حاجة تقدر تبعد جنجونة روحي عني، دلوقتي أقدر اقولها بثقة وقوة أن جنى عشقي أنا تقدري تقولي عشق الجاسر ، غمز بعينيه قائلا ولا جنة الجاسر، حلوة جنة الجاسر دي

دنت منه وطبعت قبلة على خاصته قائلة:

2

-لا ملهمي عايزة تبقى مهلكة الجاسر؛ علشان اعرف أن قلبك اهلكته بعشقي لوحدي

داعب أنفها بإنفه:

-كتيرعلى قلب مهلكك حبيبي، لاحظي انك بتضعفيني، ابتسمت وهي تحاوط وجنتيه

-أنا أسعد واحدة في الدنيا دي كلها حبيبي مش عايزة حاجة تانية ..حملها متجها بها للمرحاض

-لا حبيبي السعادة دي عايزة التوثيق الجد، ودا مش هيحصل غير مع أول شاور لينا مع بعض..دفنت رأسها بصدره

-لا ياجاسر علشان خاطري مش هقدر.. انزلها بهدوء يحاوطها بذراعه

-مش معقول بعد دا كله لسة بتتكسفي مني ياجنى، خلاص أنا قررت ومستحيل أتراجع، انسي حبي

بعد فترة كانا يتجولان ببعض الأماكن المشهورة، وهم يرتديان ثيابهما الثقيلة بسبب الجو، ذهب بها لجولة بالتزلج على الثلوج، عدت الأيام بينهما بالعشق الذي يتزايد يوما عن الآخر،

ذات مساءا

فتحت عيناها بعدما شعرت ببرودة الفراش، نظرت تبحث عنه، همست بإسمه

-جاسر..ولكن لم يوجد رد، بحثت عن ثيابها ، وجدت قميصه يوضع على طرف الفراش، جذبته وعلى شفتيها ابتسامة جذابة

-ابن عمي خلاص جنني وعلمني الانحراف، ماشي ياجاسر، هشوف مين هيعلم التاني، بتقولي جاهلة في الحب..صمتت للحظة وذهبت بذاكرتها لزاوجه، تجمعت العبرات بعينيها

-ياترى كنت معاها كدا ياجاسر، وضعت كفيها على صدرها ونيران الغيرة تشعل صدرها

-اعمل ايه علشان مفكرش في الموضوع دا، أطبقت على جفنيها عندما شعرت بنزيف روحها

-بحبه أوي لكن فكرة أنه كان ملك لواحدة تانية بتموتني، يارب ساعدني علشان سعادتنا..نزلت بساقيها وخطت للخارج تبحث عنه، استمعت إلى صوت بالمطبخ، تحركت اليه، وجدته يقف يعد الطعام ويستمع إلى موسيقى هادئة، اقتربت بهدوء تحاوطه من الخلف

-حبيبي بيعمل ايه؟!

استدار إليها يضمها لأحضانه

-حبيبي الكسلان، ايه النوم دا كله، لامس وجنتيها وابتسم

-حبيبي نايم اكتر من ست ساعات ووحشني اوي ولازم يتعاقب، رفعت ذراعيها وحاوطت عنقه ثم طبعت قبلة بجانب شفتيه

-كدا كويس، قهقه عليها، ثم حملها ووضعها على رخامة المطبخ

-طفل انا ياعشقي، علشان تضحكي على جوزك مش كدا ..ابتسمت تنظر إلى ما يفعله بتعمل ايه

-امسك السكين بيديه وأشار على الخضروات

-بعمل عشا، خلصت بس باقي السلطة

ضربت كفيها ببعضهما

-حضرة الظبوطة بتاعي واقف بالمريول يجهز أكل، فينك ياعمو جواد..رفع نظره إليها وهو يضحك

-لا الظبوطة باع كله لجنجونة قلبه، توقف عن الحديث عندما ذهب ببصره لقميصه وساقينها العارية، دنى منها وحاوطها بذراعيه

-انتِ اد الحركة دي، ضيقت عيناها متسائلة:

مش فاهمة، امسك زر القميص وقام بفتحه قائلًا بهدوء

-عايز قميصي وحالا، قالها وهو يفتح زره بالكامل، صرخت به تحاول لملمته عليه

-جاسر والله هعيط، حاضر هدهولك بس اصبر، هز رأسه رافضا

-لا عجبني دلوقتي وعايزه هنا على الرخامة دي

وضعت رأسها بعنقه وانسابت عبراتها

-هزعل منك بجد والله هعيط وهزعل اوي

أطلق ضحكات مرتفعة وهو يضمها

-بس ياهبلة، هو أنا واخدك غصب غبية

ظلت كما هي، فأردف

-والله مااسكتي لأخلعهولك

قفزت من فوق الرخامة وهرولت للداخل وهي تسبه

-ماشي ياجاسر يامنحرف

تحرك خلفها

-ماشي ياجنجون هعرفك المنحرف دا هيعمل ايه

بعد قليل كانوا يتناولون العشاء، رفع ذقنها وهو يضحك

-لسة زعلانة ياجنونة

دفعت ذراعيه

-والله زعلانة، وابعد بقى، ومعنتش هلبس قمصانك يارب ترتاح، قالتها وهي تنهض متجهة للداخل

فجأة وجدت نفسها بين ذراعيه متجها بها للبحر، هزت ساقيها صارخة

-جاسر ابعد بقولك اهو، دلف البحر وهو يحملها

-لازم نعوم شوية، المية دافية دلوقتي

-لا ياجاسر هبرد بلاش وحياتي..ألقاها بالمياه وهو يجذبها لتتحرك معه لداخل البحر

بعد فترة

خرج من البحر وهو يحملها، ثم جذب المأزر وساعدها بإرتدائه، لكمته بصدره

-والله إنت مجنون، حد يعوم الساعة ٥الفجر يامجنون

جذب رأسها لأحضانه

-لازم أكون مجنون ياجنجون، طيب مهلكتي مسيطرة على عقلي قبل قلبي، فهكون ازاي من غير عقل

ضيقت عيناها

-معرفش شامة ريحة مش كويسة يابن عمي..فجأة وجدت نفسها بالهواء

-اهو علشان ابن عمي دي غيرت رأيي، ولازم ارجعك لسمك القرش

هزت ساقيها تصرخ

-خلاص، خلاص والله ماهقولها تاني، اتجه للبحر وهو يقهقه عليها

-ابدا ..لازم أعلمك الأدب ونلعب مع الأخطبوط وسمك القرش ياروحي

هزت رأسها بإعياء تمسك احشائها

-جاسر انا تعبت ودايخة، وعايزة ارجع

شحب وجهه عندما وجدها تسرع وتقوم بإفراغ مافي معدتها

وقف خلفها يحاوطها بذراعه

-حبيبتي مالك، ارجع خصلاتها للخلف يرفع ذقنها

-جنى حاسة بإيه..وضعت رأسها ب صدره

-عايزة انام بس، بطني وجعتني ممكن أكون اخدت برد

حملها متجها إلى الداخل، ساعدها على التخلص من ثيابها، وارتداء الأخرى بعد استحمامها

ضمها إلى صدره واتجه إلى الفراش دثرها بالغطاء يمسد على خصلاتها

-حبيبتي حاسة بإيه، رفرفت أهدابها مبتسمة

-كويسة قوم البس حاجة بدل ماتاخد برد..انحنى يهمس لها

-خايفة عليا حبيبي ولا خايفة تضعفي قدامي

❈-❈-❈

أغمضت عيناها مبتسمة

-جاسر ابعد بقى، اعمل فيك ايه بس

لمس وجنتيها قائلًا:

-خديني في حضنك حبيبي هتخفي

تراجعت وأشارت له

-تعالى، بجد مش محتاجة غير حضنك بس..نهض من مكانه قائلا

-دقيقة هاخد شاور من مية البحر

بعد اسبوعين عاد جاسر وجنى من شهر عسلهما

استيقظت ذات صباحًا على ألمًا يفتك بجسدها، تحركت متجهة للمرحاض وقامت بإخراج مافي معدتها

جلست بإرهاق على الأرضية

-لا الموضوع ذاد اوي، توقفت تنظر لملامح وجهها بذهول عندما رأت نفسها بالمرآة

رفعت كفيها لوجهها تلمس شحوبه، ثم انسابت عبراتها بفرحة عندما تذكرت شيئًا

وضعت كفيها على أحشائها

-معقول، معقول أكون حامل، نهضت بهدوء ورفعت هاتفها وهاتفت إحدى الصيدليات وجلبت اختبار حمل

أقل من دقيقة وهي تقف تنظر لذاك الذي يوضع أمامها ونبضات قلبها تنبض بعنف

انسابت عبراتها بغزارة على وجنتيها عندما وجدت شرطتين باللون الأحمر

وضعت كفيها على فمها وابتسامة أنارت وجهها، اتجهت إلى هاتفها لتهاتف والدتها، ولكنها توقفت

-لا مفيش حد يعرف قبله، وقفت أمام المرآة تضع كفيها على احشائها

-ماأجمل كرمك ياربي، اتجوزت من حبيبي ودلوقتي جوايا حتة منه، جلست تمسد على بطنها وابتسامة من بين عبراتها

-مش مصدقة أنه يرجع دلوقتي، آآه ياجاسر عايزة اشوفك هتعمل ايه لما تعرف

صمتت للحظات ثم هزت رأسها

-لا مش هقوله هنا، يعرف عند عمو جواد، في البيت اللي جمعنا كلنا

دلف جاسر ينظر إليها بابتسامته

-ايه حبيبتي قاعدة كدا ليه

نهضت متجهة إلى المرآة

-لا هجهز أهو، مش قولت هنروح حي الألفي ونعملهم مفاجأة برجعونا

جذبها لأحضانه:

-ماهو علشان كدا رجعت بدري اهو، ياله اجهزي لازم نروح حي الألفي كلهم وحشوني، غنى اتصلت كتير بس ماردتش اكلمها عايز اعمل مفاجأة للكل ، وكمان بابا وحشني أوي، عايزه يشوف ويعرف أد ايه احنا مبسوطين مع بعض

طبعت قبلة على وجنتيه

-بحبك أوي اوي، وحبك كل يوم بيكبر ياجاسر، لدرجة بقيت اتنفس حبك

ضمها لصدره متنهدًا بعشقها

-وأنا ياجنى، مش متخيل حياتي بعيد عنك، رفع ذقنها ونظر لبنيتها

-بعشق حبك يابنت عمي

ابتسمت بخفوت وهزت رأسها

-بنت عمك، رجعت تقول بنت عمك

حملها ودار بها واضعا جبينه فوق جبينها

-علشان بنت عمي أغلى من روحي، لو طلبت روحي مش هتأخر ..احتضنت وجنتيه قائلة:

-تعمل إيه لو كنت حامل..انزلها بهدوء وعيناه تحتضن عيناها، ثم وضع كفيه على أحشائها

-هتكون أجمل هدية بعدك ياجنجون، لو ربنا أراد هتكون أجمل فرحة لينا حبيبي

لو حملت في ولد هتسميه ايه

طبع قبلة خاطفة على شفتيها قائلا:

-عايزة توصلي لأيه

انتظرت حديثه بقلبا منتفض

قول ياجاسر لو حملت في ولد هتسميه ايه

مسح على خصلاته قائلًا:

-يجي بس ياجنى وقتها يبقى نتكلم ..أمسكت كفيه واحتضنته وتلألأت عبراتها بطبقة كرستالية

-مستنية حبيبي، قول ..وضع كفيه على وجنتيها وانحنى يهمس لها

-هسميه كنان..رجفة أصابت جسدها وانسابت عبراتها فهمست بشفتين مرتجفتين

-يااااه، لسة فاكر، مع انك قولت لفيروز هتسمي الولد ذياد

اغمض عيناه وهو يضع جبينه فوق خاصتها

-جنى كل حاجة خاصة بيكي في قلبي، ماليش دعوة فيروز كانت عايزة ايه، مش كنتي دايما بتقولي لو جبتي ولد هتسميه كنان

لمست وجنتيه وابتسمت

-طيب فاكر البنت..قهقه عليها وهو يحملها

-لا هتجيبي ولد متأكد لو حملتي هتجيبي ولد أو ممكن يبقى ولد وبنت

-جااااسر، ابتسم قائلا :

عيون جاسر ياروحي ..رفع كفيها بعدما انزلها

-خلاص خلاص هنسميها لين ..كدا حلو، يالة بقى احملي وهاتي كنان ولين علشان تفرحي

ظلت واقفة متنهدة وعيناها تحاصره بنظرات هائمة، ثم تحركت للمرآة

-هكمل لبس..وقفت تنهي زينتها وهو يحاوطها بنظراته، نظرت إليه من خلال المرآة

-هتفضل تبصلي كدا، تحرك متجها إليها يحاوطها من الخلف واضعا ذقنه على كتفها

-عايز اخبيكي جوا صدري ومش عايز حد يشوفك غيري

شعرت بقشعريرة بعمودها الفقري، كأنه لأول مرة يقترب منها استدارت تنظر إليه

-شكلنا مش هنخرج زي كل مرة، كفاية شكلنا بقى وحش عند راكان، ايه ناوي على ايه

تراجع بعدما استمع الى رنين هاتفه

-أيوة ..ايه ، خلاص ياراكان مسافة السكة هكون عندك متعملش حاجة

طبع قبلة على وجنتيها واتجه لسلاحه

-حبيبي اجهزي ساعة وراجع ..توقفت أمامه

-جاسر رايح فين

تحرك قائلا

-شغل حبيبتي، ثم اقترب

-عايز كريزة لحد ماارجع

ابتسمت قائلة

-كريزة برضو، ياله ياحبيبي شوف عايز تعمل ايه

تناول كرزيته سريعا قائلًا

-محدش يقدر يمنع عني الكريز ياكريزة قلبي قالها وتحرك سريعا

❈-❈-❈

هرجعلك بسرعة سلام

خرج سريعا وهي جلست تسحب نفسًا عندما شعرت بعدم قدرتها على التنفس

استمعت إلى رنين جرس الباب اتجهت مبتسمة

-شكله نسي حاجة المجنون

فتحت الباب وعلى وجهها ابتسامة، إلا أنها اختفت و شعرت بدوران الأرض تحت أقدامها عندما رأت فيروز أمامها

-اذيك ياخرابة البيوت..قالتها وولجت للداخل بعدما دفعتها تنظر للمنزل بتهكم

-دا بقى عش الزوجية اللي حضرة الظابط باعده عني علشان ماوصلكيش

ظلت لفترة تتحدث إليها ثم تحركت وهي تنظر إليها بتشفي

-ساعتين وهكلمك تاني على حسب ميعادنا لو مش مصدقة، علشان اثبتلك بس مش اكتر

مر الوقت عليها كعقد من القرون، قلبها ينتفض بعنف ناهيك عن جسدها المرتعش، تدعي الله بسريرتها أن تلك الخبيثة ماهي الا خبيثة

أمسكت الهاتف بيد مرتعشة وأجابتها

-تمام، لحظات ووصلها ذاك الفيديو الذي ماإن رأته حتى شعرت بتفتت قلبها إلى أشلاء متمزقة، وكأن هناك سيف غرس بصدرها، لحظات ووصلت رسالة أخرى، هنا فاق الألم وكأن أحدهم هوى بمطرقة قوية فوق قلبها، فوقعت صريعة تتمنى أن تسحب أنفاسها إلى بارئها

نهضت متحركة بعينين تهتز من ثقل العبرات، وقلبًا يتمزق اربا، وروحا تنزف ببطئ

وصلت لذاك العنوان بأنامل مرتعشة ضغطت على جرس الباب ، فتحت الخادمة الباب تشير إليها

توقفت تنظر إليهما بعيون غاشية لم ترى من كثرة دموعها، أرادت أن تصرخ من أعماق قلبها صرخة تؤدي بها لتحت سبعين أرضًا ..تراجعت وهي تهز رأسها وتحركت سريعا للخارج تتخبط بحركاتها متجهة سريعا لسيارته
 

الفصل الثالث عشر من هنا


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-