رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الحادي عشر 11 بقلم سيلا وليد

 



رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الحادي عشر 11 بقلم سيلا وليد 


الفصل الحادي عشر

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين



ماقيمةُ الحُبّ إلّا في مُسامَحةٍ


          تشفي القلوبَ وتُحيي كلّ مافيها..


في بريد القلب رسالة لم تفتح


لغائب ربما لن يعود ..!


لشخص غادر المكان لكنه


لم يغادر القلب ....




سيأتي النور .. ليعتذر عما فعله بنا الظلام ....


❈-❈-❈



أغمضت عيناها بقهر وانسابت عبراتها، كفف دموعها بأنامله، وجذبها حتى جلست بأحضانه

- عارف إنك مضايقة وغيرانة ودا حقك، بس إنتِ اللي وصلتني لكدا


تنهد بوجع فاحتضن وجهها


، انتي مراتي وحبيبتي


خللت أناملها بأنامله وهمست بعدما طبعت قبلة بجانب شفتيه


-وانت عشق الروح، لو بعدت أموت، وضعت كفيه على صدرها


-دا بيغلي من الغيرة ممكن تطفيه، تعرف تبرد ناره ياجاسر، تعرف تطمني وتقولي أن دا كله كان كابوس وانتهى


انحنى ولمس ثغرها بخاصته قائلًا :


-أعرف اعيشك في جنة عشق الجاسر ياروح جاسر

دفنت رأسها بصدره وحاوطت خصره

-غصب عني يابن عمي، قلبي مولع نار، ومش قادرة اتحمل فكرة قربها منك

ملأ صدره بأكسجين عطرها يمسد على خصلاتها مبتسمًا

-كدا أفرح أنا أوي علشان جنجونة قلبي بتغير عليا

رفعت رأسها وبدأت ترسمه بعينها حتى رست على رماديته اللامعة

-يعني فرحان بوجع قلبي..أطلق ضحكة رجولية جذابة حتى جعلت قلبها يدق بعنف بصدرها بقوة، ثم انحنى واضعا جبينه فوق جبينها

-غريتك نار ياجنجون وأنا بعشق الخدود الحمرة دي لما بتتعصب، ثم مرر إبهامه على شفتيها وهمس بجوارها

-وبعد كدا اعرف ارضى حبيبي بمعرفتي، قالها وهو يحتضن ثغرها بخاصته، لحظات ثم تمدد يجذبها لأحضانه قائلا:

-فيروز راحت حي الألفي، تشتكيني لبابا، وطبعا طلعتني حقير وندل، تجمعت العبرات بعينيه واختنق صوته فتحدث بصوت متحشرج:

-عمك زعلان مني أوي ياجنى، واخد على خاطره، ودا وجعلي قلبي، عارف صدمته فيا كبيرة، بس هو ماسبليش حل

اعتدلت تستند على صدره متسائلة :

-ليه معرفتهمش إنك طلقتها، رفعت ذقنه ونظرت لمقلتيه

-جاسر إنت فعلا كنت بتنادي فيروز باسمي

أطبق على جفنيه يعصرها متألمًا ..لمست وجنتيه بأناملها الناعمة

-أنا مبحبش الظلم يابن عمي، بس انت هنا كنت قاسي اوي، حتى لو مراتك فيها عيوب الدنيا كلها، دي لوحدها قهرة، وليها حق تموتني مش تبعتلي ناس بس

رفع بصره وظل يطالعها بصمت للحظات ثم تحدث بصوتًا حزين:

-أنا مش حقير ياجنى، اه فعلا غلطت مرة بس غصب عني، هي كل مشكلة بينا كانت بتحطك، ودايما بتحسسني إني ظلمتها

-وانت شايف نفسك مظلمتهاش ياحضرة الظابط، لما رحت اتجوزتها وانت بتحبني زي ما حضرتك بتقول دا مش ظلم

سحب نفسا عندما شعر بإنسحاب الأكسجين من رئتيه هو يعلم أنه اخطأ ولكن ليس للقدر حكما

-عارف إني ظلمتها، لكن اقسم بالله ياجنى انا اتجوزتها وقولت هبني حياة جديدة وهتعايش مع قدري، وفعلا عيشنا كام شهر والأمور طبيعية لحد مافي يوم حياتنا اتقلبت واتحولت لجحيم، ليه معرفش، خروجات وفصح غير طريقة لبسها، صدمتني وفوقت على كابوس حياتي في حقيقة معرفتهاش إلا بعد جوازنا، يعني كذبت عليا،

مسح على وجهه بعنف

-اه غلطت اني اتجوزتها مع اختلاف حياتنا، بس هي وعدتني هتتغير وقالت باباك هعتبره باباي، معرفش ايه اللي حصلها بعد كدا وبدأت تبجح وتقنعني أن ابويا شيطان وبيظلم الناس

اعتدل وأمسك كفيها يهز رأسه وانسابت عبرة عبر وجنتيه

-أنا جيت في مرة رفعت صوتي على ابويا وقولتله انت ظالم

كور قبضته بعنف، وتحولت عيناه لنيران جحيمية كلما تذكر تلك الليلة

رفع نظره إليها واستأنف

-كنا الليلة دي مبيتين عندنا في البيت، ذهب بذاكرته

فلاش

ولج غرفته وابدل ثيابه

-فيروز قومي حبيبتي العشا جهز والعيلة كلها تحت

ألقت الغطاء متأففة

-هو لازم الأكل اللي بمواعيد دا، هو احنا في جيش افرض انا مش جعانة

تنهد بوجع فتحدث:

-حبيبتي استحملي اليومين اللي بنجيهم هنا، علشان بابا ميزعلش هو وماما، يالة حبيبتي غيري هدومك وبلاش الفساتين الضيقة دي، عز موجود وبيجاد غيراوس مش هيسكت

نهضت وهتفت غاضبة

-حياتي وانا حرة فيها محدش ليه يدخل، دا لبسي واللي مش عجبه يشرب من البحر

جذبها من رسغها وأشار إليها بتحذير

-غلط مش هسكت، من قبل جوازنا وغيرتي نظام لبسك، ليه رجعتي تاني للبس دا معرفش ، بس انا راجل ومبحبش مراتي تمشي تتمخطر بجسمها

دفعته موبخه اياه وهتفت مزمجرة :

-دا جسمي انا ومحدش له حكم عليا

استدار للباب وتحدث:

-لو نزلتي بغلطة يبقى تروحي عندك والدتك وورقة طلاقك هتلحقك، قالها وتحرك للخارج

ضربت أقدامها بالأرض واطاحت كل ماعلى المرآة صارخة ..هبط جاسر للأسفل قابله عز وأوس وهما يحملون بعض الأشياء للحديقة

-صح النوم ياحضرة الظابط، ايه يابني بتيجي هنا علشان تنام

تحرك بعدما حمل مقعدين بيديه، واتجه للخارج

-شغل الشرطة دا مقرف أوي ياحبيبي

وصلوا بعدما رتبوا المكان.. وصلت ربى وطبعت قبلة على خديه


❈-❈-❈

-جاسورة حبيبي وحشتني، حاوطها وطبع قبلة على رأسها، وأنتِ كمان ياحبيبة قلبي..نظرت حولها متسائلة

-فين فيروز منزلتش ليه!!

أجابها جواد الذي يقف خلفها

-روحي شوفيها وأكدي عليها تنزل حبيبتي، عمو ريان ومراته جايين في الطريق مينفعش متنزلش

تحركت ربى بعض الخطوات ولكنها توقفت على صوت جاسر

-سبيها براحتها ياروبي، هي تعبانة شوية، ولو لقيت نفسها مرتاحة هتنزل

اقترب جواد عندما أشار لأبنته

-ادخلي ساعدي مامي حبيبتي..اومأت برأسها وتحركت للداخل دون حديث..وصلت ياسمينا وهي تحمل بعض العصائر

-ازي حضرتك ياحضرة الظابط

رسم ابتسامة واجابها

-كويس، ازيك إنتِ ياياسمينا عاملة ايه

الحمد لله، بعد اذنكم هدخل علشان لو محتاجين حاجة

جلس جواد ونظراته على ابنه..هز رأسه وتحدث:

-بتبصلي كدا ليه ياحضرة اللوا، مط شفتيه ورسم شبه ابتسامة

-هتفضل لحد امتى كدا، عديم المسؤلية، ومراتك هي اللي ممشياك

هب من مكانه وتحدث بغضب:

-بابا لو سمحت بلاش كلامك اللي بيضايق دا، ايه يعني لو منزلتش، قولتلك تعبانة

أومأ برأسه وأخرج صوت من فمه

-اممم.. تعبانة، وياترى التعب دا مابيجيش غير هنا، ماسهراتها وصلتني..اقترب من ابنه

-إنت ظابط حافظ على مركزك، علشان تكون قدوة وتكون في عيون صحابك بقيمة، مش مراته اللي كل شوية من حفلة لحفلة

مسح على وجهه بعنف وهتف:

-هو ليه حضرتك ظالم يابابا، ليه دايما بتحسسني إني مش ابنك وتربيتك

-قوم من قدامي ياجاسر، علشان منساش انك ابني

وصلت جنى

-مساءالخير ياعمو، مساء الخير ياحضرة الظابط

-اهلا قالها وتحرك دون حديث..توقفت تنظر إلى أثره بحزن، بينما جواد الذي شعر بغصة تعتصر قلبه

جلست جنى بجوار عمها

-ماله جاسر ياعمو ..ابتلع غصته وحافظ على هدوئه

-مشغول حبيبتي ، عاملة ايه دلوقتي..ابتسمت وتحدثت

-احسن بكتير الحمد لله، هقوم اشوف انطي غزل

اومأ برأسه، تحركت جنى متجهة للداخل، وجدته يقف. امام المسبح يضع كفيه بجيب بنطاله وشاردا في ملكوته ..اتجهت إليه، توقفت خلفه وتحدثت بخفوت

-اتغيرت أوي يابن عمي، حتى مش هاين عليك تبص في وشي ..استدار ينظر إليها للحظات ثم اتجه ينظر للأمام مرة أخرى وكأنها لم تكن موجودة..تحركت حتى وصلت إليه وتوقفت أمامه

-مالك ياجاسر، وليه الحزن اللي مالي عيونك دا، فين جاسر بتاع زمان

ظل صامتا لبعض اللحظات، فاستدارت متحركة

-آسفة لو كنت متطفلة..توقفت بعدما استمعت إليه

-جواد فين مش باين!!

-معرفش ومش عايزة اعرف..استدار واتجه إليها

-عايزة تعرفي مالى، وانا مش عارف مالك يابنت عمي، هز رأسه ونظر لمقلتيها قائلا:

-ابعدي عني ياجنى علشان مأذكيش، خليكي بعيد ..قالها وتحرك، وقفت مصدومة من كلماته، أطبقت على جفنيها قائلة:

-وانت لسة مأذتنيش يابن عمي ..

عودة للحاضر

خرج من شروده عندما شعر بأناملها تتحرك على وجهه

-وبعدين ماكملتش، ايه السر اللي فيروز خبته عنك قبل جوازكوا

طبع قبلة على جبينها

-حبيبي ياله ننام، بكرة لازم نروح حي الألفي، لازم نحط النقط على الحروف

اعتدلت جالسة

-نروح هناك ليه، بابا قالي بلاش دلوقتي ، لازم ..وضع إبهامه على شفتيها

-جنى لو سمحتي لازم نروح، مش هتحمل بابا يفضل كدا، لازم اتكلم مع بابا، وعارف ومتأكد أنه هيطلب يقعد معاكي، ويخيرك بيني وبين حريتك، وخصوصا بعد ما عملوا اللي هما عايزينه

نظرت إليه غير مستوعبة حديثه

-جاسر هو اللي بيحصل

احتضن كفيها ثم طبع قبلة عليهما ونظر لعيناها

-جنى باباكي طلب مني اكتب عليكي بس لمدة معينة، هو مقاليش كدا، بس سمعته بيتفق مع بابا، ماهو عندهم التقرير، فلازم يثبت انك اتجوزتي، حب يلعب عليا، كان ناوي يخليني اطلقك، وياخدها من ناحية بنت عمك ولازم توقف قدامها ولازم تثبت انك راجل .. والكلام دا

هزت رأسها غير مستوعبة حديثه

-ازاي، لا مستحيل بابا يعمل كدا، لا ..قالتها مذهولة

تراجع واطبق جفنيه

-دا اللي سمعته ياجنى محدش قالي للأسف، مع أنه عارف اني بحبك بس معرفش ليه كان ناوي يكسرني بالطريقة دي، حتى طلب مني ..صمت للحظات ونظر لعيناها هامسا

-مقربش منك، كان شاكك في كل حاجة، مستني يفوق من تعبه ويكشف عليكي في مكان تاني، قال لباباي كدا

ماهو معدش بيثق في أي حاجة وخصوصا بعد ماسحر راحت المستشفى

-يعني بابا كان عايزك تطلقني، نهضت من مكانها

تدور حول نفسها

-هو اللي بيحصلي دا، كله بيضرب فيا شوية ليه، انت تزور وتطلعني مغتصبة، وبابا يجوزني حتى من غير ما ياخد رأيي، لا وعايز يطلقني، وعز يتصل بيا ويقولي لو مرجعتيش انسي يكون ليكي اخ

أشارت على نفسها

- طب أنا حياتي فين، هو ماليش رأي اخد خطوة في حياتي، وازاي عمو جواد ساكت على كل دا

نهض متحركا إليها

-جنى ممكن تهدي علشان نعرف نقرر هنعمل ايه

ضربت كفيها في بعضهما واطلقت ضحكات من بين دموعها، ثم رفعت كتفها

-نقرر، ابتسمت بسخرية

ماهو انتوا قررتوا وخلاص، العروسة الماريوت بتتحرك بمنتهى الحرفية اللي انتو رسمتوها ..دنت تطالعه

-قولي ياحضرة الظابط

ناوي على إيه لو بابا أصر انك تطلقني، أشارت بكفيها وتحدثت:

-ومتنساش أن صهيب الألفي لما بيحط حاجة في دماغه والله لو عملت ايه مستحيل يتنازل، واكيد جربته في موضوع جواد

سحب كفيها وأجلسها، وجلس على عقبيه أمامها محتضنًا كفيها بين راحتيه

-حبيبتي طول ماانتِ عايزاني صدقيني محدش في الدنيا ياخدك مني، إنما لو انت ..وضعت كفيها على فمه وانسابت عبراتها رغما عنها

-للأسف يابن عمي أنا بقيت مسيرة مش مخيرة، انت في الاول خططت لكل حاجة، وكأني ماليش لأزمة

جذب رأسها يضمها لأحضانه

-علشان اخد حقي من الدنيا اللي ضيعتوا بإيدي، كان لازم اعمل أي حاجة علشان تبقي ملكي، بابا وعمي بيعاقبوني على جوازي من فيروز

اعتصرها بأحضانه مغمض العينين وأستأنف حديثه

-جنى قلبي وجعني من فكرة اني اخسرك، كفاية خسرتك أول مرة بغبائنا احنا الأتنين، لو سمحتي بلاش نضيع حبنا تحت أي ظروف

رفع وجهها واحتضنه

-شوفتي عملت ايه ومستعد أعمل اكتر من كدا كمان، المهم تفضلي في حضني

لمست وجهه وهتفت من بين بكائها

-بحبك أوي ياجاسر، ومش هقدر أعيش بعيد عنك، مش هقدر .قالتها بشهقة مرتفعة

حملها وهو يضمها كطفل رضيع يقربه إلى صدره

-جاسر بيموت فيكي ياروح جاسر .وضعها على الفراش بهدوء كأنها قطعة أثرية غالية الثمن وتمدد بجوارها يجذبها لأحضانه

-كفاية عليا دي بس ياجنى،اخدك في حضني واشم ريحتك، تمسحت بصدره واغمضت عيناها تملأ رئتيها من رائحته

مسد على خصلاتها وأغمض عيناه مستسلما لنوم مريح بعدما أخبرها بكل شيئا


بمكان اخر يطل على النيل ..جلس بهيبته ينفث تبغه الغالي وهو يطالعها بصمت ثم تحدث قائلا:

-تودين إخباري بشيئًا مهما، أنني استمع اليكِ، ماذا تريدين، ولمن هذه الصور

وضعت ساقا فوق الأخرى وتحدثت بعنجهية

-الصورة الاولى طبعا عارف صاحبتها، اللي هي كانت خطيبتك بعد ماضحكوا عليك وجوزها لابن عمها، دنت تضع كفيها على الطاولة ونظرت لزرقة عيناه مردفة بنبرة شيطانية

-ابن عمها المحترم غلط معاها، فيعملوا ايه جوزوهم لبعض في السر، وطبعا ضحكوا عليك وقالوا سافرت زي ماوصلني

نفث تبغه ومازالت نظراته تحاوطها كثعلب ماكر، ثم تحدث:

- جُننتي ياأمراة، كيف لكِ أن تطعنين بشرف حبيبتي

ألم تعلمين الشخص الذي أمامُكِ؟!

ابتسمت ساخرة وتحدثت

-لا عارفك كويس، علشان عارفة هتعمل ايه بعد ماتعرف، ومستنية منك ضربتك طبعا

هز رأسه ينظر بكافة الأتجاهات وأشار بيديه

-هل لديكِ شيئا آخر تودين قوله

ابتسمت ووضعت الصورة الأخرى أمامه

-دي صورة عرفتها صدفة من حد معرفة، وعرفت انك بدور عليها، مش دي بنت عمك بردو

لم بيد على وجهه أي ملامح رفع نظره إليها وتحدث بجدية :

-انك تضيعين وقتي، ادخلي في الموضوع

-أعرف مكان بنت عمك، بس عندي شرط، وقبل ماترد، ريح نفسك من جواد الألفي علشان البنت اختفت من 5 سنين وجواد معرفش يوصل لها ، واحد من رجال. الأعمال حبها وحاول معها لكن جواد الألفي خنق عليها الدنيا، الراجل دا ولع في الدار اللي هي كانت شغالة فيه، ماهي سابت المستشفى واشتغلت دكتورة في دار للأيتام ، وخطفها ومحدش عرف يوصلها

أشارت لنفسها وهتفت بعنجهية

-أنا اعرف مكانها، متنساش كنت متجوزة واحد مهم وكل الأخبار عندي

نفث تبغه وعيناه تحدق بها بريبة فتحدث بهدوء، رغم نيرانه المتأججة بداخله

-لم اعلم بماذا تحاولين الوصول، ولكني اعلم تلك الشخصية جيدا..أشار بسبباته محذرا

-اعرفي قيمة الشخص الذي تودين اللعب معه، انا اريد اعلم بماذا تريدين

-خبر..أشارت بسبباتها عايزة خبر فيه جاسر الألفي اعتدى على خطيبتك وخطفها علشان يداري فضيحته


❈-❈-❈

رغم قوة ماقالته الا إنه تسلح بالبرود وهتف بمغذى

-في مقابل انكِ تخبريني مكان كارمن ..هذا ماتودين قوله

ابتسمت وهو تغمز بعينيها

-حلوة أوي كارمن، شبهك اوي كمان

مسح على ذقنه بتفكير

-اعتقد أنك تهددين أليس كذلك!!

تجهمت ملامحها فيبدو أنه رجلُ حريص، سحبت نفسا وطردته قائلة :

-ليه متقولش مساعدة قصاد مساعدة أو ديل يعني


نصب عوده وهو يطالعها قائلا :

-اخذتي وقتا ثمنيا دون داعي ..قالها وتحرك وهو ينفث نيران غضبه، امسك هاتفه وتحدث:

-مرحبا سيد جواد ..اجابه جواد

-اهلا يايعقوب ..

-اريد مقابلتك لأمر ضروري الآن

-تمام ..بإنتظارك


بغرفة ربى

جلست بعد ما وضعت أشيائها بمكانها المخصص، سقطت منها صورة، تناولتها بين أناملها تنظر إليها بحزن

صورة تجمعهم ...حركت أناملها على صورة أخيها وانسابت عبراتها رغما عنها، اتجهت للأريكة ثم جلست عليها ومازالت تنظر لصورتها التي تجمع عز وجاسر وجنى" دقائق وهي مازالت على وضعها

أمسكت هاتفها وهاتفت اختها

-غنى ..لو فاضية تعاليلي ضروري

وضعت غنى ابنها ب فراشه، ثم أجابتها

-كنت هاخد شاور وانام فيه حاجة حبيبتي

سحبت نفسا طويلا، وحاولت التنفس ولكنها لم تقو، فهي تشعر بغصة تمنع تنفسها، همست من بين بكائها

-جاسر وحشني اوي، عايز اروح أشوفه، ماليش دعوة انا بالمشاكل دي، 3 شهور وهو بعيد مش كفاية كدا

هنا لم تستطع التماسك وانهمرت دموعها تجري فوق وجنتيها

-غنى لو سمحتي اعرفيلي مكانه من بابا، هو أكيد عارف لازم اروح اشوفه

تحدثت غنى بمرارة

-جاسر كان هنا النهاردة وبابا طرده، بعد ماعرف اللي عمله

نهضت وصرخت بقهر

-بقولك ماليش دعوة ياغنى، عايزة اروحله، اخويا ووحشني، لازم اعرف ايه نهاية اللي بيحصل دا

هدأت غنى وأجابتها:

-تمام حبيبتي اهدي، شوية وهجيلك، هحاول اقنع بابا

قالتها وتحركت متجهة للأسفل ..طرقت على باب الغرفة، وجدته مستعدا للنزول

-عامل ايه يابابي ..طبع قبلة على رأسها

-كويس يابابي، هنزل المكتب شوية، يعقوب جاي

فركت كفيها وهربت بأنظارها بعيدا عنه، هاتفة بتقطع

-بابي هو ينفع ..يعني ينفع..وقف لدى الباب متسائلا:

-عايزة تقولي ايه ياغنى، عايز انزل الراجل هيجي

-عايزة اروح لجاسر انا وروبي، وبتمنى متزعلش يابابا..اقتربت منه وامسكت كفيه

-بابي مهما عمل منقدرش نبعده عننا، بابا لو سمحت متزعلش مننا

ربت على كتفها وأومأ برأسه:

-تعرفوا مكانه، يعني هو قالكم هو ساكن فين

هزت رأسها بالنفي

-عنوانه عندك في النوتس اللي هناك، متتأخريش علشان سفيان، وبلاش عز يعرف، عز مجروح ولازم نعزره، وعقلي اختك خليها تتجنبه الأيام دي

طبعت قبلة على وجنتيه

-إنت احسن أب في الدنيا..رسم ابتسامة وتحدث

-أنا سعيد بيكم ربنا مايحرمكم من بعض، استدار وتحرك بعض الخطوات ثم توقف

-بلاش تعرفوه اني عارف انكم رايحين..صمت للحظات ثم رفع نظره إليها

-خليه يهتم بنفسه شوية، شكله مش عجبني وزنه نازل خالص، ووالدتك من وقت ما شفته كدا وهي عيانة

اقتربت منه ونظرت إليه تسجديه بعطف

-ممكن ناخد مامي معانا، تحدثت سريعا

-صدقيني هتفرح أوي، ومتخافش مش هنعرفها حضرتك عارف، هنقولها خارجين نشتري شوية حاجات لسفيان

ابتسم وتحرك قائلا:

-الكذب حرام يابنت جواد

صفقت بيديها تحتضنه

-كذبة بيضة ياحضرة اللوا، ربنا ما يحرمني منك يارب يابابي

بعد قليل نزلوا أمام منزل بإحدى الأماكن الراقية بالقاهرة ..ترجلت غزل تنظر حولها متسائلة

-احنا جاين لمين هنا، دي منطقة سكنية، مش مولات

سحبت غنى كفيها تنظر الى رقم المنزل..وصلت لحارس المبنى

-لو سمحت دا منزل جاسر الألفي

-أيوة ياست هانم مين حضراتكم

أشارت غنى لوالدتها

-دي مامته واحنا اخواته، هو فوق علشان فونه مقفول

اومأ العامل برأسه

-أيوة ياهانم رجع من قيمة 5ساعات كدا

توقفت غزل وقلبها ينتفض بداخلها تنظر إلى المنزل بزهول، همست بعيون مترقرقة

-جاسر..ثم أشارت على منزله عندما وجدت لافتة يكتب عليها منزل جاسر جواد الألفي..تحركت أمامهم وعيناها تنزرف منها الدموع، وقفت تلمس اللافتة التي يكتب اسمه عليها، أسرعت غنى وربى إليها عندما وجدوا انهيارها..أشارت إليهما

-دا بيت اخوكو، يعني هو ساكن هنا، في آخر الدنيا

احتضنت غنى وجهها

-مامي حبيبتي المهم أنه معانا في المكان، ومتنسيش هو عايز يبعد علشان المشاكل، وبعدين مش شايفة الفيلل اللي حواليه، يعني ابنك مش في صحرا

سحبت كفيها وتحركت تقوم بطرق الباب


بالداخل قبل قليل

تململت جنى بنومها، فتحت عيناها بهدوء، وجدت نفسها مازالت بأحضانه، رفعت عيناها تنظر لوجهه ..لمست وجهه تحرك أناملها تتذكر حديثه

دنت تضع رأسها بأحضانه تغمض عيناها تريد الأ تبتعد ابدا عن ملكيتها حاوطت جسده بذراعها تختفي بأحضانه

-انا كدا مش عايزة حاجة ياجاسورة غير حضنك دا ..وضعت كفيها على أحشائها داعية المولى عز وجل

-اللهم هب لي منه قرة عين

أطبقت جفنيها وابتسامة خلابة على وجهها وهي تتخيل ابنهما

رفعت رأسها وجدته مازال غافيا ...استمعت إلى طرقات على باب منزلهما، نهضت بهدوء تجذب مأزرها، تنظر لساعتها

-مين هيجي لنا دلوقتي، حنان مشيت، كان لازم امشيها يعني..تحركت إلى الخارج، تنظر في شاشة المراقبة

وضعت كفيها على فمها من الصدمة

-طنط غزل، هرولت للخارج تفتح الباب

-انطي غزل..قالتها وهي تلقي نفسها بأحضانها

حاوطها غزل بحنان

-جنجونة حبيبة قلبي ..ظلت جنى بأحضانها لبعض الوقت حتى انسابت عبراتها

-وحشتيني اوي ياطنط ..مسدت على خصلاتها التي انسابت على وجهها بعشوائية، وارجعتها خلف أذنيها

-وانت كمان ياروح قلبي.

جذبتها غنى

-ايه ياست ماما، عايزة اسلم على مرات اخويا

كانت تطالعها بهدوء وهي توزع نظراتها بينها وبين والدتها واختها، ولجت للداخل على أمل تجده بالداخل ولكن خاب ظنها عندما وجدت المكان فارغ سوى من رائحته التي استنشقتها من جنى

توقفت وعيناها على جنى التي يبدو على ملامحها الهدوء والسعادة، أنار وجهها بإبتسامة بعدما وجدت عيناها اللامعة بالسعادة

استدارت جنى تبحث عنها، تقابلت نظراتهما ببعضهما البعض، تحركت بهدوء حتى وصلت إليها

-مش هتسلمي عليا ياروبي، ايه جنجون مش وحشتك، انسابت عبراتها تجذبها بقوة لأحضاتها وتضربها على ظهرها

-وحشتيني اوي ياحيوانة، كدا روبي تهون عليكي ومتسأليش عليا

احتضتنها جنى وبكت بشهقات

-غصب عني وحياة ربنا، لو عليا ماكنتش خرجت من حي الألفي ابدا

ابتعدت تحتضن وجهها

-مش مهم ياقلبي، المهم تكوني سعيدة ومرتاحة، بحثت بعيناها عن أخيها

-فين حضرة الظابط، عايزة اضربه واعاقبه، واحضنه واعمل فيه كل حاجة

ضمتها جنى مرة أخرى وبدأت تضحكان مرة وتبكيان اخرى، ثم تحدثت جنى

-حضرة الظابط نايم..جلست غزل عندما خانتها ساقيها، ودقات قلبها بالأرتفاع منتظرة قرة عيناها، فهمست لجنى

-روحي صحيه ياجنى، قوليله ماما برة ..تحركت ربى

-تعالي نعمل فيه مقلب ياجنى زي زمان

-روبي..قالتها غزل، استدارت ربى متسائلة

-ليه يامامي دي جنجون مش فيروز

-اقعدي حبيبتي ، مراته هتصحيه، قالتها وهي تنظر لثياب جنى، التي أخبرتها بأن ابنها تتم زواجه بها

اومأت ربى بعدما فهمت والدتها وتحركت جنى للداخل، كانت غزل تراقب تحركها حتى ولجت لغرفتهما وأغلقت الباب

تنهدت غزل متألمة

-ياترى اللي فهمته صح ولا لا ياجاسر، يارب متكنش اتهورت يابن جواد

بالداخل ولجت إليه وجدته مازال غارقا بنومه، نظرت إليه بحزن من إرهاقه، جلست بجواره تمسد على خصلاته ، ثم انحنت تطبع قبلة مطولة على وجنتيه

-حبيبي قوم، ابتسم من بين نومه هامسًا

-حبيبي قام من حضن جوزه ليه ..وضعت رأسها بجوار رأسه

-جاسورة قوم ياحبيبي، الساعة تسعة ..جذبها بذراعه حتى أصبحت بأحضانه

-مشبعتش نوم، لما أشبع نوم هصحى علشان نسهر

داعبت أنفه بأبهامها

-فوق ياجاسر، فيه خبر حلو اوي، خبر هيخليك تطنطط من الفرح

-ايه حبيبي حامل ولا إيه

لكمته بصدره

-ايه الهبل دا ، هحمل من اسبوعين، ليه قوة خارقة

لحظة واحدة حتى وجدت نفسها أسفله ينظر إليها بعينان يكاد يفتحهما من شدة نومه

-ايه عندك شك في قدرات جوزك..تسارعت أنفاسها من وضعهما فهمست بتقطع

-جاسر اعقل، ابعد كدا، مش معقول اللي بتعمله دا ..نزل يرأسه هامسا لها

-قولي كلمة حلوة وانا اسيبك

ابتسمت وهتفت

-كلمة حلوة

رفع حاجبه بسخرية

-هتستهبلي!! رفعت كفيها على وجنتيه

-مش انت قولتلي اقول كدا

هز رأسه بالنفي

-جنى متزعلنيش منك

تعمقت برماديته وهمست له

-جنى متقدرش تبعد عن حبيبها، مقدرش ابعد عن حضنك يابن عمي

نزل بجبينه ولافحت أنفاسه وجهها بالكامل

-ابن عمك!!

هزت رأسها واستأنفت

-ابن عمي وحبيبي ونصيبي الحلو، ابتعد عنها وجذبها من كفيها حتى اعتدلت، ثم تسطح مرة أخرى مغلق عيناه بعد جرعته التي روت روحه

لمست وجنتيه بأناملها


فيه ناس عايزينك برة

داعبت الأضاءة رماديته

-اطفي النور ياجنجون وتعالي في حضن جوزك حبيبك وبطلي كلام كتير

طبعت قبلة مرة أخرى على وجنتيه هامسة بجوار أذنه

-جاسر ..فيه ناس عايزينك برة ..فتح عيناه وتسائل بصوت متحشرج بالنوم

-ناس مين، وكأنه أفاق فاعتدل سريعا ينظر إلى ثيابها ..وأشار عليها

-انتِ ازاي تفتحي الباب كدا ومين دول، قالها وهو يتجه للخارج ، توقفت أمامه تعطيه كنزته

-حبيبي ألبس تي شيرتك، هتخرج كدا..جذبه وعيناه ترمقها بغضب

-حتى لو ابوكي وحياة ربي ماهسكت اصبري عليا

حاوطت خصره تنظر لعيناه

-مستعد للمفاجأة ..قطب جبينه وانزل ذراعها ثم تحرك خارجا..وصل لمكان تواجدهم ..وقف متصنما عندما توقفت غزل تنظر اليه وعيناها تغشاها الدموع قائلة

-جاسر..!!فتحت ذراعيها وانسابت عبراتها

احتضن والدته

-حبيبة قلبي..مسدت على على ظهره وشهقت ببكاء

كدا امك هانت عليك ياجاسر،كدا تمشي من غير ماامك تاخدك في حضنها

ظل لدقائق محاولا الصمود أمامها حتى لا يبكي، خرج من أحضانها يزيل عبراتها، ثم انحنى يلثم رأسها

-حبيبة قلبي ياست الكل..جذبته

-تعالى جنبي ..توقفت غنى بمشاكسة

-لاحظي ياست ماما أننا موجودين، ايه مالناش حق في حضرة الظابط ولا إيه

جذبها لأحضانه:

-غنونة قلبي إنتِ، ذهب ببصره على التي تقف تضغط على شفتيها حتى لا تبكي، فتح ذراعيه

-روبي مخصمة جاسورة، هرولت تلقي نفسها بأحضانه حاوطها يرفعها ويدور بها

-الطفلة اللي بتعيط ياناس..انزلها بهدوء يحتضن وجهها

-وحشتيني ياقلبي، ازال عبراتها ثم انحنى يطبع قبلة مطولة على جبينها

-عاملة إيه ياروح اخوكي

تحركت جنى إلى المطبخ تمنع عبراتها

-هجهز عشا نتعشى كلنا مع بعض.. ذهب ببصره لمتيمة قلبه ولمح نظرة الألم بعينيها

كانت غزال تراقبهما، فهتفت إلى ربى وغنى

-روحوا مع مرات اخوكم ساعدوها، هنتعشى معاهم، طبعت روبي قبلة على وجنتيه قائلة:

-هساعد جنى وارجعلك علشان نتعاتب

اومأ برأسه ونظراته على تحرك جنى للداخل، جذبته والدته

-تعالى حبيبي، اقعد جنبي عايزة اتكلم معاك شوية

❈-❈-❈

جلس يحتوي كفيها

-وحشتيني ياماما، اقتربت منه توزع نظراتها عليه وترقرت عيناها بالدموع

-ليه يابني دايما تاعب قلبي معاك، يعني فيروز وجنى

نظرت إليه بقلب مفتت من الوجع

-ناوي على إيه، بعد كدا يابن جواد..تمدد على الأريكة ووضع رأسه على ساقيها

-مش عايز اتكلم في حاجة ياماما لو سمحتي، عايز افضل نايم على رجلك كدا وبس

مسدت على خصلاته

-لسة زي ماانت ياجاسر، بتهرب بالنوم

سحب كف والدته يضعها تحت رأسه

-أنا تعبان اوي ياماما، ابنك تعبان ومش لاقي راحته

مسدت على خصلاته وتحجرت عيناها بالدموع

-ليه ياحبيبي بتقول كدا، مش انت اتجوزت جنى، وهي بقت في حضنك دلوقتي ، الباقي يهون

اعتدل ينظر إليها بنظرات معذبة وقلب يتفتت من الألم

-بس خسرت كل حاجة، بابا اتبرى مني، مسمعتيش قالي ايه

احتضنت وجهه

-ابوك مهما يقسى، بس عمره مايغضب عليك ياحبيبي، هو واخد على خاطره، متنساش انك صغرته قدام نفسه، ودي كبيرة أوي عند جواد الألفي

دنت منه تنظر بعينيه

-جاسر لازم تقنع العيلة باللي عملته، وبعدين تعالى هنا عمك صهيب قالي انت كاتب كتاب بس، بس شايفة الموضوع اتطور ياحضرة الظابط

ابتسم جاسر، ثم رفع كفيها يقبلهما

-متركزيش معايا يازوز، علشان منتعبش مع بعض، دي مراتي ايه، مش عايز كلام كتير في الموضوع دا

توسعت عيناها مذهولة من من كلماته

-يخربيتك ياجاسر، انت يابني مش صابر لما نعمل للغلبانة دي فرح ..طيب عمك صهيب مش هيسكت

هز كتفه للأعلى قائلا:

-ولا يقدر يعمل حاجة، وبعدين مالكم واخدين بالكم مني ليه يازوزو واحد ومراته

جزت على أسنانها ترمقه غاضبة

-طيب ياحبيبي يابتاع مراتك، قابل عمك وشوف هيعمل فيك ايه

نهض من مكانه قائلا:

-زوزو متفكريش كتير ، فكري في الحج جواد وخليه يرضى عني وحياتك

ابتسمت على كلماته

-طب ياخويا، هشوف آخرة عمايلك السودة دي

بالمطبخ أنهت البنات وجبة العشاء، تحركت غنى

-هجهز السفرة، بينما ربى التي تحركت تقف بجوار جنى الشاردة ..أمسكت خصلاتها المتمردة تضعها خلف أذنها

-عاملة إيه مع جاسر ياجنجون

ابتسمت بخجل وأجابتها

-الحمد لله ياروبي، أكيد مش هقولك اخوكي حنين اد ايه

لكزتها ربى قائلة:

-أنما تعبك دا كله بسبب حبك لأخويا يابت، طب ماكان من الأول

لمعت عيناها بالسعادة ونطق قلبها قبل لسانها

-حاولت اعيش بعيدة عنه ومقدرتش ياروبي، اخوكي كان واخد روحي وقلبي

شعرت بأحد يحضنها من الخلف، غمز إلى روبي قائلا:

-شامم حد جايب سيرتي هنا

تحركت ربى ببعض الأطباق قائلة

-مراتك بتتغزلي فيك ..وضع ذقنه على كتفها

-حبيبي بيتغزل فيا، حاولت التملص من بين قبضته

-جاسر عيب كدا، اخواتك يقولوا ايه دلوقتي

وضع وجهه بعنقه يملأ رئتيه برائحة عطرها

-ولا يهمني حد، المهم أنتِ في حضني وبس

لكزته وحاولت الخروج من بين ذراعيه وهي تنظر لباب المطبخ

-جاسر اتلم هتفضحنا ..لثم عنقها ثم تحرك للخارج وهو يدندن، هوت جالسة على المقعد، بعدما خارت قواها، ولم تعد ساقيها على التحمل ،محاولة التنفس بعدما سحبه بوجوده، دقات عنيفة ، تلوح بيديها على وجهها بعدما شعرت بحرارة وجنتيها

دلفت غنى تبحث عنها

-جنى يالة حبيبتي، قاعدة كدا ليه ..هزت رأسها واتجهت متحركة إلى الثلاجة

-هحيب حاجة وجاية..خرجت بعد قليل، وجدت الجميع على مائدة الطعام ..أشارت لها غزل

-تعالي حبيبتي جنبي

سحبها من كفيها

-ايه ياماما هتيجي تقعدي ساعة معانا هتفرقينا

ابتسمت غنى بمشاكسة

-طيب ياسيدي خف على البنت، شايفها قلبت فرولاية ازاي

بس ياغنى، قالتها غزل ..أشارت لها

-سيبك منهم حبيبتي

اتجهت وجلست بجوار غزل

طالعها بنظراته العاشقة

-كدا تبعيني من الأول، نظرت إلى طعامها وتوردت وجنتيها تبعد بصرها عنه

لكزته غزل قائلة

-بس يلا، جنجونة دي حبيبة قلبي، بدأو بتناول طعامهم، نهضت متحركة للمطبخ قائلة:

-نسيت اجبلك الجبن بتعتك، رجعت بعد قليل تضع أمامه بعض الجبن التي يحبها، ثم تحدثت إلى غزل

-آسفة ياطنط، مكنتش نعرف انكم جايين، وكمان جاسر عودنا على الخفيف بالليل

ابتسمت غزل بمحبة

-لا حبيبتي، احنا متغدين وعارفة إن جاسر مبيتغداش بعد خمسة، وعارفة كمان عشقه للحاجات اللي عملاه دي

ربتت على ظهرها وهتفت داعية

-ربنا يسعدكم حبيبتي..جلست تبعد عن ذاك الذي يخترقها بنظراته

حمحم جاسر بعدما وجد نظرات ربى تحاصره، فتسائل:

-روبي عز عامل ايه، سمعت بالمشاكل اللي بينكم بسببي

ابتلعت غصة آلامها وابتعدت بنظرها عنه قائلة

-المشاكل مش بسببك خالص يا حبيبي، أنا وعز الأيام دي بنضغط على بعض، يومين كدا ونروق عادي مشاكل عادية

ربتت غنى على ظهرها

-روبي الجميلة هو فيه حد يزعل الجمال دا، وبعدين عز مايقدرش يبعد عنها ساعة يابني، انت تايه عنه

اومأ ونظراته تبحر فوق ملامح وجهها، نهض بعدما أنهى طعامه

-هعملكم أنا القهوة، هبت جنى واقفة

-لا خليك، ماأكلتش حاجة هروح انا اعملها، خليك مع اخواتك شوية ..قالتها متحركة ولكنه جذبها من خصرها رافعا ذقنها

-انتِ هبلة، دول اخواتك قبلي، وبعدين مش هنقول أسرار ياحبيبي مفيش حاجة هتتخبى عنك

جزت على أسنانها تحاول الفكاك

-جاسر عيب مامتك بتبص علينا، بترت حديثهما غنى

-ايه ياجاسر هتقعد تعاكس مراتك واحنا هنا نستنى القهوة ..تحركت سريعا وهي تسبه

اتجه لوالدته وجلس بجوارها

-مقولتوش ازاي حضرة اللوا تعاطف عليا وخلاكم تزروني، رغم أنه طردني الصبح ، ارتبكت قليلا ثم

تنهدت قائلة :

-باباك ميعرفش أننا جايين هنا ..تورمت غصته ولكنه تحامل وابتسم

-حقه أنه يزعل مقدرش اعاتبه بابا

ملست على شعره

-معلش شوية كدا وهترجعوا تاني ، المهم شايفة ربنا عوضك بجنى، عجبتني اوي اهتمامها بيك

تراجع بجسده على الأريكة

-الحمد لله ياماما، صلحت الغلط..قولي عملت ايه مع فيروز، وايه الكلام اللي هي قالته دا

- ماما موضوع فيروز مش عايز افتحه تاني، ممكن تتسي، وكمان مش عايز جنى تزعل

بالداخل جلست جنى بجوار روبي

-أنا مصدقتش الكلام اللي قولتيه برة دا

انسابت عبراتها على وجنتيها تنظر إلى غنى التي تسكب القهوة وهمست لها

-مش عايزة جاسر يعرف حاجة ياجنى..أمسكت كفيها وتحدثت بحزن شديد

-أنا طلبت الطلاق من عز..شهقة خرجت من فم جنى ثم هتفت بغضب

-اتجننتي ياروبي، ايه اللي بتقوليه دا

وضعت ربى كفيها على فم جنى

-بقولك اسكتي، محدش يعرف، اخوكي خلاص جاب اخري، تخيلي وقف قدام بابا وقاله جنى مكان ربى، يعني بنتك عندك لحد ما تجيب اختي، أشارت على نفسها وبكت بشهقات

-أنا عز يبعني بعد الحب دا كله، عز يبيع روبى اللي متمنتش غيره، نسيتي هو عمل ايه واتحملته، ليه بيحاسبني على أفعال غيري، وقبل ماتتكلمي وتقولي حاجة، الموضوع مايخصكيش، الموضوع أن عز اول حد بيدوس عليه أنا

اخوكي بعني ياجنى داس على قلبي، شوفتي قلبي غرزه بخنجر بارد

انتهت من كلماتها المتألمة مع أنفاسها المتقطعة وبكت بشهقات،وصلت غنى إليهما

-روبي حبيبتي ، فيه ايه ياقلبي ..ألقت نفسها بحضن اختها

-غنى أنا حامل وعايزة أطلق من عز

شهقت غنى وتصلب جسدها تنظر إلى اختها بذهول

-حامل!! كررتها ثم هتفت بتقطع

-عايزة ايه..تطلقي!! اتجننتي

ضربت على صدرها وانهارت ببكاء اخترق روحها

-هنا نار، جوايا نار مش عارفة اطفيها، صعب اوي الخذلان، شخص تحط حياتك كلها بين أيده وهو في لحظة يدوس عليك بجذمته

بكت جنى على بكائها

-أنا السبب، انا قولتله، قولت لاخوكي هندمر العيلة، وادي النتيجة، نهضت تهز رأسها كالمجنونة

-لا ..لازم يطلقني وارجع بيتنا، لا مش مستعدة ادمر العيلة لا

هبت فزعة تعترض طريقها

-متبقيش مجنونة، جاسر باع الكل علشانك، إنما أنا جوزي باعني في أول مطب، ودا مش أول مرة ياجنى، عز لازم يعرف قيمتي، مش هفضل اسامحه، لو سمحتي

احتضنت جنى وجهها وزالت دموعها

-بس عمل كدا بسببي ياروبي

تراجعت ربى للخلف تهز رأسها

-لا ..مش بسببك، لا علشان انا رخيصة عنده

اقعدي ياجنى، قالتها غنى بغضب، زفرت بغضب تمسح وجهها وهي تتحرك دون هدى، ثم هتفت

-عز بيحبك بس مابيعرفش يسيطر على غضبه، لازم تربيه وتعلميه الادب

نظرت إلى جنى وتحدثت:

-جنى اقنعي جاسر ربى تقعد معاكم كام يوم

حبست أنفاسها تهز رأسها رافضة حديث غنى

-نسيتي بابا ميعىرفش اننا هنا ..أشارت غنى لنفسها

-أنا هقنع بابا، المهم محدش يعرف انك حامل، أما عز دا وديني لأربيه

اتجهت إلى جنى وضحكت

-متزعليش ياجنجون بس اخوكي مش متربي وعايز غنى تربيه


❈-❈-❈

توقفت متجهة بالقهوة للخارج

-براحة عليه وحياتي ياغنى،عز مفيش أحن منه

ابتسمت متحركة بالقهوة إلى زوجها وغزل


انتهت الزيارة وخرجوا للخارج بصحبة جاسر، توقف حتى استقلت ربى وغزل السيارة، بينما توقفت غنى بجواره

-جاسورة حبيبي طالبة منك خدمة، بكرة هقولك عليها

رفع حاجبه ساخرا

-هو جوزك فين ياغنون، وسايبك طايحة فينا كدا

قهقهت عليه ثم طبعت قبلة على وجنتيه

-حبيبي، اكيد مش هيكسف أخته مش كدا ولا ايه

فتح باب السيارة وأجابها

-على حسب ياغنى، بكرة اعرف الخدمة ايه، وبعدها اقرر

ركبت وأشارت بكفها

-طول عمرك حبيبي ياجاسورة ..

-جاسر زي ما قولتلك ياحبيبي بكرة تجيب جنى وتيجي ضروري، اوعى تنسى

أن شاءالله حبيبتي..تحركت السيارة وظل متوقفا يتابع تحرك السيارة

بالداخل جلست شاردة تتذكر حديث ربى عن عز، أمسكت هاتف جاسر وقامت بمهاتفته..كان مستغرق بنومه ، نظر إلى الهاتف، والقاه بغضب سابا إياه

-عايز ايه الحيوان دا..استمع الى رنين الهاتف مرة أخرى

امسك الهاتف وصاح بغضب

-عايز ايه ياحيوان، انا قولتلك انساني

استمع إلى صوت بكائها ، اعتدل جالسا بنومه

-جنى، هو انتِ حبيبتي، عاملة ايه ياقلب اخوكي، إنتِ فين ياجنى

زمت شفتيها تحاول السيطرة على نفسها من البكاء

-عز اختك بتعيش أسعد أيام حياتها، مستخسر فيا السعادة

ارتفع صوت بكائها، وضعت كفيها على فمها، واكتسى الألم بصوتها وهي تتحدث:

-حاولت أعيش بعيد عنه ومقدرتش، كنت ميتة ياعز، وماصدقت الدنيا ضحكتلي تاني ورجعت روحي، ليه مصر تسرقها مني، ليه بتعذب نفسك وتعاقب ربى على سعادة اختك

انتحبت بحرقة واختنق صوتها من البكاء قائلة

-لو عايز اختك تفضل ميتة هسيب جاسر واجيلك، بس اتأكد هكون ميتة

نهض من مكانه وكأنها طعنته بشدة بخنجر بارد

-ياهبلة ايه اللي بتقوليه دا، دا انا اوهب حياتي علشان اسعدك، بس دا باعك واتجوز غيرك، ولما ماارتحش رجع لك ، ليه بترخصي نفسك

صرخت بقهر وانتحبت بشهقات

-علشان بحبه، علشان روحي فيه، جربت اعيش بعيدة عنه ومقدرتش، ليه مش عايز تقنع نفسك أن جاسر روحي اللي مقدرش تفارقني، ليه ياعز بتخرب حياتك وحياتي

-جنى، اللي يبيع مرة يبيع مليون مرة

-زي ماانت بعت ربى ياعز

صدمة صفعته بقوة فهتف غاضبا

-أنا مسبتهاش ورحت اتجوزت غيرها، مقهرتهاش ياجنى، إنما جاسر قهرك

سحب نفسا وطرده يمسح وجهه بكفيه غاضبا

-جنى هتعملي ايه لو رجع مراته، انتي متأكدة إنه بيحبك، متأكدة منه، ارجعي حبيبتي بلاش تكوني ضعيفة قدامه بسبب الحادثة

شعرت بأحدهما خلفها يضمها إلى صدره، تراجعت بجسدها عليه وتحدثت

- خلاص ياعز معدش ينفع الكلام، قالتها وأغلقت الهاتف ..

- صرخ بالهاتف

جنى استني، صرخ بها ، قام بالرنين على الهاتف

نظر إلى رنين الهاتف رفع ذقنها

-مش هتردي..وضعت رأسها بصدره وبكت بشهقات مرتفعة

-مش عايزة اكلم حد، رفع رأسها يمسح دموعها

-طيب ليه العيون الحلوة دي بتعيط، وتنزل على قلبي تحرقه ، عايزة تحرقي قلبي ياجنجون

تمددت بجواره قائلة

-جاسر خدني في حضنك مش عايزة اتكلم مع حد

جذبها محاوطها بذراعيه، حتى غفت بأحضانه، فحملها متجها الى غرفتهما

بمنزل جواد الألفي

جلس بمكتبه بعد خروج يعقوب ، ينظر لتلك الصورة بصمت للحظات ، تفاقم الغضب بوجهه ، حتى شعر بنيران تحرق جوفه، امسك هاتفه وتحدث:

-أيوة يابني عايزك تنشر الخبر دا في كل مكان

-زواج جاسر الألفي من ابنة عمه صهيب الألفي، غدا بمنزل العائلة

أنهى المكالمة ثم ألقى الهاتف والغضب يتسرب بجسده بالكامل، دلفت غزل إليه

-حبيبي لسة قاعد، ابتسم وأشار إليها متسائلا :

-اشتريتوا الحاجات اللي كنتوا عايزنها، فركت كفيها تبتعد بأنظارها بعيدا عنه، وصلت إلى النافذة تنظر للخارج، نصب عوده وتوجه إليها ، حاوط كتفها

-ايه حبيبتي نسيتوا اشتريتوا ايه

حاوطت خصره تضع رأسها بأحضانه

-كان وحشني أوي ياجواد مقدرتش أ كون قدام بيته ومدخلش، رفعت رأسها وتعمقت بالنظر بعينه

-جاسر ياجواد، هان عليك تبعده المدة دي كلها، انا مقدرتش صدقني

لثم جبينها وتحرك للخارج دون حديث ، هو كان يعلم بذهابها، لكنه أراد ألا تخفي عليه شيئا

توقف لدى الباب وتحدث وهو يواليها ظهره

-اتصلي بيه، خليه يجيب جنى الصبح بدري، لازم نعملهم حفلة بسيطة الناس تعرف أنهم اتجوزوا

أمسكت كفيه

-جواد إنت زعلان علشان رحت لجاسر

هز رأسه نافيا

-لا ياحبيبي، المهم انك كويسة، دا أهم حاجة عندي


عند فيروز وسحر

جلست ترتشف مما حرمه الله وتحدثت :

-متخافيش لو مفضحتوش في كل الدنيا يبقى متعرفيش انا مين

نهضت غاضبة وبدأت تحطم المكان، ثم انهارت قواها فهوت جالسة تبكي

-ماما أنا مش عايزة حاجة غير جوزي، جوزي اللي بسببك طلقني، ليه عملتي فيا كدا ، هو انا مش بنتك، ليه حرمتيني منه

وضعت ساقا فوق الأخرى وهتفت ساخرة

-معرفش هتفضلي هبلة لحد إمتى، انت كنز يابنتي معرفش ليه ماسكة في ابن الالفي، مش عارفة قيمة نفسك ياهبلة

وضعت رأسها على ركبتيها تنظر أمامها بشرود

-أنا حبيته اوي، وكنا عايشين كويس لحد ما دخلتي حياتي ودمرتيها، استحملني كتير، قالي حافظ على حياتنا، وانا عاندت، قالي عايز حياة هادية، وانا كل شوية حفلات

قالي عايزة أسرة بسيطة، وانا رحت اجهضت ابنه ، رفعت نظرها إلى والدتها

-قالي انا بحاول اعمل كل حاجة ترضيكي وانا قولتله انا مش عايزة حياتك دي، عايزة أخرج واتفصح واطنط مش عايزة اكون مسؤولة عن أسرة وبيت، عايزة اعيش حياتي

نهضت تدور حول والدتها وصاحت كالمجنونة

-قالي لبسك وحش ومرضاش لمراتي جسمها يبقى رخيص، وانا كنت بروح اجيب اكتر حاجة بيكرهها واعملها

رفعت أكتافها وبكت

-تفتكري اللي زي دا ممكن يعيش مع واحدة باعت كل الغالي ..دا حتى شوية الاموراللي اتعلمتهم حضرتك كنتي بتتريقي عليا وتقولي متخلفة

دنت من والدتها ونظرت إليها بكره

-زي ماخليتيه يكرهني خليه يرجعلي، علشان مدمرش حياتك ياسحر هانم ، قالتها ودلفت للداخل

عند ربى ، ولجت إلى غرفة مكتبه وجدته منكبا على عمله، رفع نظره عندما شعر بها

-روبي فيه حاجة ..توقفت أمامه ترمقه بنظرات نارية ثم هتفت غاضبة

-مين اللي نقل حاجتي من الأوضة ..تراجع بجسده يطالعها باشتياق، فلقد انفجر بركان الشوق إليها

نصب عوده وتوقف قائلا:

-مفيش نوم برة اوضتنا تاني، ومفيش بعد عن حضني

التوت زاوية فمها بإبتسامة ساخرة وهتفت

-هو انت اهبل ولا عبيط، احنا هنطلق، متفكريش انا عايشة معاك، اقترب منها فتراجعت حتى اصطدمت بالجدار خلفها فانحنى يهمس بجوار أذنيها

-مفيش حاجة هتبعدك عني غير الموت، حتى لو جواد الألفي نفسه جه هنا وقالي طلقها ياإما نتبرة منك، وقتها هخليه يتبرى مني

دغدغ مشاعرها بكلماته، لملمت شتات نفسها وتراجعت برأسها بعيدا عن أنفاسه

-بس إنت اتبريت فعلا، ومعدش تفرق معايا، من الاخر كدا أنا مبقتش عايزاك ومن بكرة هخلي المحامي يمشي في إجراءات الطلاق

جذبها بقوة من خصرها يضغط عليه

-خليني عاقل، بدل مااتجنن عليكي..انحنى يدفن رأسه بعنقها، جعلها تتوتر وتحاول التملص من قبضة ذراعه تدفعه بقوة ولكنه غرس أنامله بقوة الامتها

-مفيش خروج لك من مملكتي ياروبي، فاتلمي احسن، كفاية اللي قولتيه امبارح ..قالها ثم احتضن ثغرها ساحبا انفاسهاللحظات، ثم تركها وتحرك للخارج وهو يطلق صفيرًا..هوت على المقعد وانسابت عبراتها ، أزالت عبراتها بعنف، ثم تحركت سريعا إليه ، دلفت وجدته متجها إلى المرحاض

أمسكت ثيابه بالكامل، والقتها بخارج الغرفة تشيراليه

-اطلع برة الأوضة دي لوانت راجل فعلا يابن صهيب، مع اني اشك في كدا

برق عيناه وتوقف الدم بعروقه ينظر إلى جمودها وهي تدوس على ثيابه بحذائها ثم استأنفت جبروتها

-أنا بكرهك، ومستحيل افضل على ذمة واحد زيك، اتجهت تقف أمامه ونظرت إليه بكبرياء انثى وهتفت بقوة

-لو ترضى على رجولتلك واحدة مش طايقة حتى ريحتك يبقى براحتك، لكن وقتها هتكون عديم النخوة والرجولة في نظري للاسف

رفعت نفسها ونظرت بقوة إلى مقلتيه

-أنا دلوقتي مش شيفاك غير واحد واطي ياابن عمي، يعني مش راجل اقدر اأمن حياتي معه

تجمد بوقوفه، وتسربت البرودة لجسده، حتى شعر بإختناق تنفسه، فهمس وهو يطالعها بغموض

-أنا مش راجل..رفع أنامله يمررها على شفتيها

-أنا مش راجل ياروبي

دفعته بقوة كأنه مرض معدي وصرخت كالمجنونة

-أيوة انت عمرك ماكنت راجل معايا، انت واحد ندل وواطي، دنت تهمس له وهي تنظر لمقلتيه

-إنت واحد مغتصب، وانا مايشرفنيش وجودك في حياتي

-إنتِ طالق يابنت عمي


مساء اليوم التالي

اعد جواد حفلة وقام بدعوة المقربين، دلف جاسر الحفل وهو يطوق ذراع جنى، وسط تصفيق حار، جلس الجميع يهنؤن العروسين مع اتخاذ بعض الصور

انتهت الحفلة بعد فترة ليست بالقليلة ..

صعدت بجواره إلى غرفته

أشار على بعض الأشياء

-حبيبي جمعي الحاجات دي علشان محتاجها، اللي هناك دا خلي منى ترميهم برة

رفع ذقنها وحاوط وجنتيها يعانق ثغرها يعزف لها معذوفة عليه، فصل قبلته وهويتنفس بصعوبة، قائلا من بين أنفاسه السريعة

-آسف، ضيعت عليكي فرحة عمرك، لكن بعد شوية هتعرفي ليه عملت كدا ، اتمنى مش تخذليني ياجنى

عصرها بأحضانه وهو يهمس بجوار أذنها

-عايزك تتأكدي وجودك في حضني دا حياتي قبل ماتكون سعادتي

أخرجها من أحضانه ورسمها بعينيه مؤكدا

-جنى يوم ماتبعدي عني هتكوني حكمتي عليا بالموت

لم تتحدث ..كانت تنظر إلى عيناه فقط، حتى اقتربت تطبع قبلة على خاصته قائلة

"بحبك ملهمي، ويوم ماابعظ اعرف اني نهيت حياتنا"

بتر حديثهما العاملة

-الباشمندس صهيب طالب حضرتك ياباشا ..اومأ لها فتحركت دون حديث، أما هو فوقف ينظر إليها بصمت، ثم انحنى طابعا قبلة بجانب شفتيها وتحرك إلى الباب

❈-❈-❈

بغرفة أوس

ظل يدور بالغرفة كالأسد الجائع ، وصلت إليه ياسمينا تحمل ابنتهما

-أوس مالك في ايه !

هز رأسه ونظرات ضائعة

-مش معقول اللي بيحصل دا ، مستحيل اللي عمو صهيب عايز يعمله

ضيقت عيناها متسائلة

-تقصد ايه ..تحرك للخارج

-مهما كان جاسر غلط، بس مش هسمح أنهم يسرقوا حياته، لازم بابا يوقف عمو صهيب، مستحيل يعمل كدا في اخويا واسكت

توقفت تنظر إلى أثره بذهول مردفة

-هو ايه اللي بيحصل، شكل الليلة مش هتعدي على خير


بمكتب جواد دلف أوس دون استئذان

-عمرك ماظلمت حد فينا، جاسر غلط اه، كلنا بنغلط بس اللي عمو ناوي عليه دا كدا يبقى بتدبحوه يابابا، ارجوك بلاش تسرق حياة ابنك، صدقني وقتها مش هتلاقيه

ضيق عيناه مستفهما

-تقصد ايه بكلامك دا ياأوس


بمنزل صهيب

دلف جاسر إلى مكتب صهيب بعد إستدعائه

-حضرتك طلبتني ياعمو

اقعد ياعمو، لازم ننهي المسرحية بتاعتنا

انسحبت أنفاسه فهو كان يعلم بما يخطط، سحب نفسا بهدوء وتسائل

-تقصد ايه؟!

-جاسر..لو ليا خاطر عندك عايزك تطلق جنى،عملت اللي عليك كدا كل واحد يروح لحاله، الناس كلها عرفت انك اتجوزتها، وزي ماخليتك تتجوزها بطلب منك تطلقها، هي هتسافر مع اخوها بكرة ومع الوقت هتنسى

دنى من صهيب وانحنى بجسده ، ينظر بمقلتيه

-مراتي مش هطلقها، واستعد ياعموخلال ايام هتباركلي وان شاءالله تكون جد..جحظت أعين صهيب ينظر إليه متسائلا

-تقصد ايه، انت قربت من البنت

ضيق عيناه مستاءا من حديثه:

-البنت دي مراتي، اوعى تفكرني غبي ومفهمتش لعبتك ياعمو، لا اللي قدامك دا مش غبي

انا تممت جوازي من بنتك اللي هي مراتي..صفعة قوية على وجه جاسر ، فأشار بسبباته :

-إنت واحد كذاب، مستحيل تبيع عمك ، بتر حديثهم صوت ضوضاء بالخارج تحرك الاثنين وقف صهيب مذهولا عندما وجد عز واقفا بجوار احداهن وهو يشير بكفيه:

-وادي ياستي صهيب الألفي باباي..ثم أشار لوالده قائلًا

-بابا فريدة مراتي ..


الفصل الثاني عشر من هنا



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-