رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل العاشر 10 بقلم سيلا وليد


رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل العاشر 10 بقلم سيلا وليد 



الفصل العاشر 

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

اولا ياريت متنسوش فووت وكومنت ياحلوين

أخبرني قلبي عندما رأيتك...ذات مساء 

بأن هناك عابر اً سأذوب عشقا ً في هواه..

  و أن حاولت نسيانه ابداً "أبداً "

لن انساه 💗

ً و أني لو هربت منه ففي كل طريق سألقاه..

  و أني سا استسلم لهذا الحب

ولا أغير مجراه..

  فإنه ليس صنع يدي بل رزق من عند الله ..!

❈-❈-❈

رجع جواد بظهره على الفراش

-الولاد بيضيعوا ياصهيب، حازم اللي سافر ومنع ولاده بنزولهم مصر بعد مارفضت جواز جواد بجنى، وجنانه عليا اخر مرة، وادي عز وتهوره اللي وصله أن بنتي معدتش عايزاه، وابني اللي مطرود برة العيلة والكل نافره، حتى أوس قطع علاقته بيه، قولي ارتاح ازاي وولادي كلهم وقعوا

ربت صهيب على كتفه

-عدينا بأكتر من كدا نسيت ولا ايه ..سحب نفسا طويلا، وزفره على مراحل ..وآه خرجت متألمة

-لا ياصهيب المرادي الضربة شديدة في اكبر واحد من ولادي ..استمعوا الى صرخات نهى بالخارج

نظروا لبعضهما البعض، حاول جواد الخروج ..دلفت غنى إلى والدها

-بابا ألحق فيروز برة وعز هجم عليها وبيضربها

اعتدل جواد بهدوء وخرج بجوار ابنته، بينما صهيب جلس زافرا الهواء المكبوت بداخله بقوة ثم رفع هاتفه

قبل قليل

كانت تقف أمام المرآة تنهي زينتها، بينما هو يجلس على فراشهما وعيناه تبحر فوق ملامحها الجميلة، ابتسمت له من خلال المرآة

-هتفضل تبص عليا كدا مش هعرف أخلص، نهض متجها إليها، وقف خلفها ولف ذراعيه حولها يدفن رأسه بعنقها

-مش مصدق إنك بين ايدي، لثم عنقها، شعرت بصاعقة كهربائية تسري بكامل جسدها، أطبقت على جفنيها عندما لافحت أنفاسه الحارة عنقها، فهمست بتقطع:

-جا..س.ر.رفع رأسه ينظر لأنعكاس صورتهما بالمرآة

جذبها حتى ارتطدمت بصدره

-قلب جاسر، ارتجف جسدها وخانتها ساقيها ابتلعت ريقها بصعوبة، فلقد استحوذ على كيانها بالكامل؛ مما جعلها تتمنى قربه بتلك اللحظة

أطبقت على جفنيها تحاول استيعاب تلك السعادة التي انتابتها بقربه وعشقه

ظلا كلاهما بتلك الحالة هي التي أغمضت عيناها مستمتعة بأنفاسه وقربه، وهو احتوائه لها بحوذة أحضانه ..رفعها بين ذراعيه وتراجع إلى تختهما

فتحت عيناها مذهولة

-جاسر هنتأخر، وصاحبك

اشش..قالها وهو يضع إبهامه على شفتيها، استند على الفراش بظهره وأجلسها بأحضانه وهو مغمض العينين، يمسد على خصلاتها فقط، ران صمتا بينهما، كلاهما ذاهبا بملكوته، وضعت رأسها على صدره ورفعت كفيه حولها ..فتح عيناه وابتسامه مغرمة بأفعالها، انحنى يطبع قبلة فوق رأسها، ثم تحدث :

-جهزي نفسك لما نرجع من عند راكان هنسافر، لازم نسافر يومين، انا مش موافق..اعتدلت على ظهرها تطالعه ومازالت على وضعها

-أنا مش عايزة أسافر صدقني، واظن انت عارف من صغري مبحبش السفر والحاجات دي

خلل أنامله بخصلاتها مردفا

-ماهو علشان كدا هنسافر، قطبت جبينها متسائلة:

-دا اسميه إيه بقى، مش معقول ياجاسر تعاند وخلاص

انحنى يداعب أنفها وهتف دون جدال

-من وقت ماكتبتك على اسمي وبقيتي ملكي، مع إنك ملكي من زمان؛ كل حاجة لازم تتغير، مش عايز تشابه في حياتنا إحنا الأتنين

كانت تطالعه بعيناها الهائمة، رفعت كفيها على وجنتيه وكأن لرؤيته مذاق خاص يشعرها بكم السعادة التي تنتابها

-جاسر هنفضل نحب بعض كدا، ولا دي هتكون مجرد لحظات حلوة هتتنسي مع الوقت

انتابه خوف من كلماتها ولا يعلم لماذا شعر بتلك الحالة التي انتابته وكأنها ستختفي من حياته، فاعدل من وضعيتها، احتضن وجنتيها ونظر بعمق لعيناها

-جنى هقولك سر، واتمنى متزعليش مني، بس لازم تفهمي أنا عملت كدا علشان تكوني زي دلوقتي كدا، تكوني في حضني ومحدش يقدر يقرب منك وياخدك غيري

ارتجف جسدها ونظراتها عليه تنتظر حديثه بشق الأنفس

دنى من كرزيتها يتذوق شهد عسلها، ظل لفترة كأنها قبلته الأخيرة، حتى انتابها الخوف، ورغم قبلاته وعشقه لها إلا أن هذه المرة امتلاك بمعنى أخر، حاولت التخلص من حوزته لثغرها إلا أنه المتحكم الأقوى، مرت دقائق تاركة له نفسها، فلقد خانها جسدها بقربه ولم تقو على أبعاده ..دقائق مرت عليهما كالحظات مسروقة من الزمن

اخيرا بعد فترة استلقى على ظهره جاذبا إياها لصدره دون حديث سوى من أنفاسهما، صمت للحظة يستعيد هيئته ثم امسك هاتفه وحاول السيطرة على نفسه

-راكان أنا آسف هتأخر ساعة أو ساعتين، هقابلك في المزرعة ، واعتذر لي من الموجودين

قطب راكان حاجبه متسائلا:

-إنت كويس يابني..ارجع جاسر خصلاته للخلف ينظر لتلك القابعة بأحضانه وانسابت دموعها بصمت فأجابه

-ممكن نأجل الموضوع لبكرة، وهبعتلك حاجة يبقى شوفها وعايزك تعملها زي ماهطلب ..قالها واغلق هاتفه

أطبق على جفنيه متألما عندما شعر بدموعها على صدره، لم يتفوه بكلمة، ظل يمسد على خصلاتها لفترة ثم سحب نفسا وطرده على فترات

-الأول عايزك تتأكدي عملت كدا من عشقي، انا كنت مقرر أطلق فيروز بعد ماتولد، بس القدر كان في صالحي والطفل نزل، وافترقنا بهدوء، انا عوضتها قولتلها ولو عوزتي حاجة هتلاقيني جنبك

مسد على خصلاتها بحنان ثم أستأنف :

-لأني قررت من يوم خطوبتك اتجوزك؛حتى لو اضطريت اخطفك ونبعد ونعيش لوحدنا

التوت زاوية فمه بابتسامة عابثة

-بس طبعا جواد الألفي خنقها عليا جدا، وزي مايكون حس انا ناوي على إيه، ففضل يقولي لو قربت من بنت عمك مش هسكتلك وهعمل واعمل، رفع ذقنها وسبح ببنيتها حتى لمعت عيناه بطبقة من الدموع

-اتفق مع بابكي يحرموني منك فعملوا ايه وافقوا على يعقوب، وكنت متأكد ورا الخطوبة دي حاجة بعدها حضرتك جيتي ووقفتي قدامي وقولتي هتسافري، فهمت لعبتهم اهو يبعدونا عن بعض، أنتِ تنسي وأنا ارجع لحياتي مع أنه قالي طلق فيروز بعد ماتولد

تنفس بتثاقل وكأن حجرا ثقيلا أطبق على صدره ثم قال بوجع مرير:

-حاولت ارسم قدامهم اللامبالاة مع اني روحت لعز وهددته أنه مايسفرش، بس طبعا عز كان عارف بحبك ليا، وازاي اسيبك واتجوز، وزي ماحكيتي أنه كان مجروح مني، فحب يعاقبني ويبعدك وكان مرحب بالفكرة

نظر حوله وأشار على ذاك المنزل واستأنف

-جيت اشتريت البيت دا، وجهزته زي ماانت شايفة، عارف انك بتحبي الطبيعة، من جهة ابعد عن القاهرة وعن حي الألفي ومن جهة تانية محدش يعرف مكانا حتى بابا نفسه، وقررت يوم الحادثة بالليل اجيبك هنا، مسح على وجهه بعنف كلما تذكر رؤيتها ذاك اليوم

رفعت نظرها إليه بحزن شديد شعرت بقلبها يقتلع من بين ضلوعها وانحباس عبراتها داخل جفنيها، رفعت كفيها واحتضنت كفيه

انحنى يعانق عيناها

-مقدرتش ياجنى، من وقت مايعقوب قرب منك وانا اتجننت، كنت الاول بضغط على نفسي وبصبرها بقربك، بس الدنيا اسودت في وشي لدرجة بقيت انادي على فيروز بجنى، طبعا أي ست مكانها هتتجنن، انا مش بقولك كدا علشان ابرر اللي هي عملته، بس بعرفك انا ظلمتك وظلمتها معايا، اخر خمس شهور في حياتنا كانت جحيمية بمعنى الكلمة، لدرجة ..توقف يكور قبضته ولم يقو على تكملة حديثه، وضعت رأسها بصدره وشهقت ببكاء مرتفع

حاوطها بذراعه يربت على ظهرها

-آسف، آسف ياجنى بس بقولك كدا علشان تعرفي كنت مضغوط اد ايه فاعذريني من اللي هقولهولك دلوقتي

احتضنته تشدد من احتضانه وتخفي نفسها بداخله

-شكلك عامل حاجة كبيرة أوي يابن عمي، وبتبرر

-زورت تقرير المستشفى ياجنى، هبت فزعة تنظر إليه ودقات قلبها تصم أذنيها تنتظر باقي حديثه الذي ازعنت أنه كارثي

تقابلت نظراتهما وأكمل :

-خليت الدكتورة تقنعهم انك اغتصبتي فعلا، وخليتها تغير التقرير، ودا ميعرفوش غير باباكي وبابا بس، الباقي ميعرفش أو ممكن عرفوا معرفش ..قالها ونظر للأسفل بأسى

كانت تطالعه بصدمة، شعرت وكأنه غرس خنجرا بمنتصف صدرها، فأشارت على نفسها

-طلعتني مغتصبة ياجاسر، زورت، وصل بيك الحال تزور وتطعن فيا

احتضن وجهها وهز رأسه نافيا

❈-❈-❈

-عملت كدا علشان بحبك، لو معملتش كدا كان مستحيل نكون مع بعض، ربنا جابلي فرصة لحد عندي، رغم اني كنت ناوي اموتهم على اللي عملوه فيكي لكن حمدت ربنا لولا..صمت ولم يستطع تكملة حديثه

انزرفت عبراتها بقوة تهز رأسها رافضة حديثه

-إنت متعرفش انا حسيت بإيه، افتكر كدا كل ماكنت بتقرب مني كنت بعمل ايه

احتضنها يخفيها داخل أحضانه، اغمض عيناه ورغما عنه صدرت منه آهة حارقة وهو يحاول السيطرة على نفسه حتى لا ينهض يحطم الغرفة بأكملها

-صدقيني غصب عني، وعارف ومتأكد مكنوش هيوافقوا، باباكي قالها صريحة، مستحيل اجوزك بنتي حتى لو طلقت فيروز

ابتسم من بين دموعه

-اصلي قولتله يوم خطوبتك اني بحبك، بس هو عنفني ومن حقه لانه جه قبل جوازي يقنعني بحبي ليكي، بس انا رفضت لما عرفت انك بتحبي جواد

بكت بنحيب وهي تلكمه بصدره

-موتنا يابن عمي لا انت عرفت تعيش ولا أنا عرفت اكرهك

بكت وبكت بشهقات مرتفعة مزقت روحه حتى تمنى أن تزهق روحه

كم آلمته دموعها التي نزلت فوق صدره تحرقه، اعتدل يحملها بهدوء متجها إلى المرحاض، ثم فتح المياه الدافئة ووضعها بداخل حوض الأستحمام

-خدي شاور دافي هتروقي..أزالت عبراتها وهتفت وهي تبتعد عنه بنظرها

-اطلع برة، مش عايزة اشوف وشك..انحنى يطبع قبلة على رأسها واستدارخارجا دون حديث

استندت برأسها على حافة الحوض وتذكرت حديثها مع والدها

-عاملة إيه مع جاسر حبيبتي..ابتسمت له

-كويسة يابابا، جاسر حنين، استحمل تعبي ووقف معايا تعرف في مرة كنت هقتله، دخل عليا علشان يشوفني وكنت نايمة قومت لقيته جنبي ضربته بالسكينة، نزلت عبراتها واكملت

-اصلي كنت حاطة السكينة تحت المخدة، شهقت ببكاء

-وصل الحال ببنتك تحط السكينة تحت المخدة حتى كانت هتموت ابن عمها

احتضنها والدها بحزن واردف :

-جاسر بيحبك ومش هيزعل منك، وعارفه صبور علشان كدا خليته يتجوزك، مسد على خصلاتها واستأنف بقلب أب مكلوم على فلذة كبده

-هو بيحبك ومستحيل يأذيكي حتى لو بنظرة، رمق نهى بنظرة فهمتها، فجذبتها لأحضانها

-ابعد عن البنت ياصهيب عايزة اطمن عليها..سحبتها من كفيها ووقفت تغمز لصهيب، وجلست بعيدا ببعض الخطوات

-قوليلي حبيبتي، عاملة ايه

قالتها وهي تتهرب بنظراتها

-أنا كويسة ياماما، ماانا قولت لبابا من شوية

رفعت خصلاتها ووضعتها خلف أذنها مقتربة منها تنظر لعيناها

-جاسر كمل جوازه منك ياجنى، شعرت بقشعريرة بجسدها، فهو منذ أكثر من أسبعين لم يأت إلى المنزل، أحست بإشتياقها الكامل له، حتى اقسم قلبها لها عند عودته ستلقي نفسها بأحضانه ..فركت كفيها وتوردت وجنتيها تهز رأسها بالنفي

اومأت نهى برأسها، نظرت إلى صهيب الذي يتحدث بهاتفه ثم دنت من ابنتها وهمست لها

-جنى أنا عارفة أن اللي اتعرضتيله صعب، بس دا جوزك ياقلبي، وقبل مايكون جوزك دا حبيبك اللي حلمتي بيه وانا متأكدة من حبه ليكي، اصلك مشفتيش حالته، أنا اكتر واحدة حسيت بألمه، ابتلعت ريقها تنظر لأبنتها بعدما ابتعد صهيب بهاتفه واستأنفت حديثها بمغذى

-حبيبتي اسمعيني كويس لأن مفيش حد هيحس بوجعك غيري، ولا حد هيتمنى لك السعادة غيري، جاسر بيعشقك وعمره ماهيأذيكي، امسكي فيه بقلبك قبل عقلك، صدقيني الواد عاشق وبيفكرني بجواد ويمكن اكتر منه، اوعي ياجنى يجي يقرب منك تحسسيه أنه بياخد حاجة غصب حبيبتي فهماني

انزلت برأسها للأسفل تهزها بخجل، ابتسمت والدتها ونظراتها على صهيب فهمست لها

-اوعي تطلعي أي كلام بينك وبين جوزك لحد حتى لو بابا نفسه، فهماني ياجنى دا جوزك، وشيلي موضوع فيروز دا خالص جاسر طلقها بس قالي معرفش حد دلوقتي ليه معرفش، بس تأكيد أنه بيحبك بجد

❈-❈-❈

قاطعهم صوت صهيب

-نهى ياله قبل ماعز يرجع من الشغل، توقفت جنى تنظر إليه بحزن

-عز وحشني أوي يابابا، ممكن اروح أشوفه، يمكن لما اقعد معاه يهدى شوية

قبل رأسها قائلا

-لا ..بلاش دلوقتي مش ضامن ممكن يعمل ايه، الايام هتنسيه ولازم يقتنع انك اتجوزتي جاسر خلاص

رفع بصره لنهى

-حبيبتي ياله، تعبت وعايز ارتاح ..احتضنت كفه وقبلته

-لسة تعبان ياحبيبي..مسد على خصلاتها

-لا ياحبيبة قلبي، بس الدكتور منعني من الحركة، بس وحشتيني وقولت اجي اشوفك واطمن عليكي

خرجت من شرودها على صوت جاسر بالخارج

-"جنى" اتأخرتي حبيبتي

-خارجة..نهضت وقامت بتجفيف جسدها، جاذبة مأزرها وتحركت للخارج

كان يجلس يضع رأسه بين راحتيه، رفع رأسه عندما وجدها ..

كم آلامها حالته وصمته الموضوع..ابتسمت قائلة

-ممكن تساعدني اغير هدومي ..تحرك إليها سريعا، يسحبها متجها لغرفة الملابس

توقفت تمسك كفيه

-هلبس وشعري مبلول

قطب جبينه ونظر إليها مستفهمًا

امسكت المجفف الكهربي

-ممكن حبيبي يساعدني وينشفلي شعري ..قالتها وعيناها تتعمق بمقلتيه

رسم إبتسامة حزينة ثم أجلسها، ينظر لذاك الجهاز قائلا

-مستعملتوش قبل كدا، وعلى فكرة أنا مش طفل علشان تحاولي تخففي عني، عارف انا غلطت، واستاهل عقاب منك بس

توقفت تضع كفيها على شفتيه

-ممكن منتكلمش دلوقتي، عايزة اغير وتاخدني في حضنك بس، مش طالبة غير كدا

انحنى يحاوطها بذراعه ثم طبع قبلة على رأسها ينظر لهيئتها بالمرآة

-حبيبتي تؤمر وعلى حبيبها التنفيذ

أومأت رأسها دون حديث، انتهى أخيرا من تجفيف خصلاتها القصيرة، قربه إلى أنفه يستنشق رائحته مغمضًا عينيه هامسًا لها

-ربنا ما يحرمني منك ولا من ريحتك ياأجمل هدية

لفت ذراعيها حول خصره وتمسحت بصدره

-وأنا بعشق ريحتك أوي، رفعت نظرها إليه قائلة:

-أقولك سر..رفعت أناملها تتلاعب بزر كنزته البيتية

-كل انواع برفانتك عندي، كل ما اتغير نوع اروح اخده من دولابك واخبيه عندي، لما بقى عندي دولاب كامل مقفول من جميع برفانتك، في مرة ربى فتحته وكانت هتعرف وقتها جه عز وانقذني

ظل صامتا وابتسامة مغرمة لمعت بريق عيناه، ظل يطالعها وينظر إلى أناملها التي تتحرك على كنزته بنعومة أهلكته

انحنى بعد لحظات صامتة، يضع جبينه فوق جبينها ولامس كرزيتها هامسا من بين أنفاسه العاشقة

-بعشقك مهلكتي، خلي عندك ثقة اللي قدامك دا مستعد يبع العالم علشان ياخدك في حضنه زي كدا..قالها وهو يحاوطها بذراعه ثم رفعها من خصرها حتى أصبحت بمقابلته

قائلا ببحته الرجولية

-خلي حد يقرب منك ياجنى وشوفي وقتها هعمل ايه، إذا انا اتخليت عن اعز صديق تخيلي ممكن أعمل ايه تاني

احتضنت وجهه

-جاسر، لازم تصلح علاقتك بعز، علشان خاطري، لو ليا معزة عندك اع..وضع إبهامه على شفتيها

-اشش ..ايه اللي بتقوليه دا، بقولك أبيع الدنيا، تقولي لو ليا خاطر عندك

جذبها متجها إلى غرفة الملابس..أخرجت ثيابها

-ممكن اغير..رفع حاجبه ساخرا

-بت هتشتغليني ولا ايه قولتي تعالى اساعدك، بتر حديثه اتصال صهيب

❈-❈-❈

-أيوة ..اجابه صهيب

-فيروز هنا وعاملة حريقة، ياريت تيجي قبل ماأبوك يعرف حكاية طلاقك ، هيولع فيك

-تمام جاي ..قالها ثم أغلق الهاتف ينظر بشرود، فيبدو العاصفة القادمة لا تبشر بالخير

-جاسر فيه حاجة..اتجه إليها ورسم إبتسامة يجذبها

-لا حبيبي، كنت بفكر هلبسك إيه ..جذب تلك المنامة الوردية ، وأشار إليها

-عندي مشوار ساعة بالكتير، ارجع الاقي مهلكتي عاملة حفلة لحبيبها اللي بتوحشه وهي في حضنه

طيب ياله شوف شغلك ياحضرة الظابط ..توقف يشير إلى كرزيتها

-طيب مفيش حاجة لحبيبك تصبره لحد ما يرجع

دفعته للخارج وهي تضحك، ياله روح شوف شغلك ياحضرة الظابط، قالتها ثم أغلقت الباب خلفه..

تحدث من خلف الباب

-مش هتأخر حبيبي، ارجع الاقي حفلة من لجوزك حبيبك

استندت على الباب ، تستمع إلى حديثه بقلبًا يئن ألمًا، تحرك للخارج وهو يحمل مفاتيحه، تبدل حالها، فانسابت عبراتها، وضعت كفيها على شفتيها تمنع شهقة حتى لا يستمع إليها، هوت خلف الباب فهي لا تعلم ماذا عليه فعله، آلامها قلبها على حالته ، رغم أنه كذب عليها وعلى الجميع

هزت رأسها مستنكرة ماقاله

-لدرجة دي ياجاسر، زورت وسيئت سمعتي، ظلت لأكثر من ساعة وهي جالسة تتذكر أيامها معه ، تنهدت بعدما فشلت ب ماذا تفعل؟!

بفيلا الألفي خرج جواد وجد حرب دائرة بين أوسوعز بحضرة فيروز

اتجه عز إلى فيروز صارخا بها

-هموتها الحقيرة دي، ليها عين تيجي هنا، دنى ينظر إليها بعيون جحيمية

-ياترى المدام جاية وفرحانة بحوزها اللي رماها وراح اتجوز عليها

وصل إليها بعدما دفع أوس بغضب فمن يراه يظن إنه وحشا كاسر

امسكها بغضب

-بقى حشرة ذيك يابت تبعتي ناس لأختي يغتصبوها، وحياة ربي لأحصرك على عمرك

تراجعت بخوف من حالته تهز رأسها رافضة حديثه ثم هتفت ببكاء

-أنا معملتش حاجة، ابن عمك اللي دبحني هو واختك الحقيرة ...صفعة قوية على وجهها ثم جذبها من خصلاتها، يجرها بأرض

-مين دي يا زبالة اللي حقيرة، دا هي مترضاش تشغلك عندها خدامة ، يامجرمة يابنت المجرمين

دفعه أوس بقوة وصاح مزمجرا

-قلة ادب مش عايز، اه انت أكبر مني وليك الاحترام بس

دي مرات اخويا، غلطت مش غلطت جوزها اللي يحاسبها، إنما أنت تمد ايدك عليها هكسرهالك يامحترم،وصل بيك البجاحة تضرب ست لا وكمان مرات اخوك

جن جنون عز وبدأ يحطم كل ما يقابله وزأر كأسدا مفترس

-ست في عينك انت واخوك، قال ست دي شيطانة، شوف الحقارة اللي اخوك الزبالة ابتلانا بيها، حاول الوصول إليها مرة اخري، فنيران قلبه تحرق الأخضر واليابس

صفعه أوس بقوة وصرخ به،

-ماتتلم يلا، بقولك دي مرات اخوك، تضربها

قابله عز بالصفعة، وقفت نهى وغزل بينهما تحاول الفكاك ..أزاح عز والدته واتجه إليه غاضبا

-أنا ماليش اخوات غير فارس وبس، احنا ولاد صهيب إنما انتوا ولاد جواد يعني لا أم ولا اب

استمع الى تصفيق خلفه ..استدار الجميع وجدوه جواد

تحرك بخطوات ضعيفة هزيلة يكاد يتحرك من آلامه، أسرعت غزل إليه

-جواد ايه اللي نزلك..أشار بكفيه بالتوقف

-مش عايز أسمع ولا كلمة، رفع نظره الى عز الذي نظر للأسفل بأسى وخزي

-سمعني يابن صهيب كنت بتقول ايه

استدار ولم يجوابه..فأشار إلى ربى التي كانت تطالعه بوجعًا

-خدي جوزك وروحي، كفاية قعدتك هنا، ليكي بيت أولى بيكي

-بابا..استدار ببصره

-قولت إيه !! روحي مع جوزك، خد مراتك وامشي من هنا يابن صهيب

-عمو ..أنا آسف كنت متعصب

أشار يكفيه بالصمت

-خد مراتك وامشي من هنا ولما عمك يموت ومايعرفش ياخد حق بنته اللي هي اختك اللي هو انكم ولاد صهيب يبقى تعالى واعمل راجل واضرب مرات اخوك ياقليل الادب

تحرك عز إليه

-عمو..هتف بصوت حاد مرتفع على ابنته

-مش قولت خدي الولد دا وامشوا من قدامي

-بابا أنا مبقتش مراته..توسعت عيناه بغضب، ورمقها محذرا

-كلمة كمان وهنسى أنك بنتي اللي ربتها ، امشي على بيت جوزك، عايزة تربيها هناك في بيتكم مش هنا

ثم اتجه إلى عز مردفا

-متفكرش بعتها علشانك لا..تبقى متخلف، أنا بعتها علشان هي بنت جواد الألفي واخت جاسر اللي اتبريت منه من شوية

اقترب ببطئ يرمقها بنظرات نارية ثم لكزه وهتف

-بعتها علشان أخويا اللي كان من شهر بيموت وانا عاجز ومش عارف اعمل إيه، إنما لو عليك متستهلش تبص في وشها لأنها حاجة كبيرة وانت حاجة صغيرة اوي في نظري يابن صهيب

أشار بيديه اتجاه منزله

-دلوقتي بيتك هناك، محرم عليك تدخل المكان دا، بنت جواد بس اللي ليها الحق

جواد قالتها غزل بذهول

رمقها بنظرة اخرصتها

-بررررة..صرخ بها جواد حتى أصاب الجميع بالصدمة من حالته ..جذب كف ربى وتحرك تأكل خطوايه النارية الأرض

اتجه بأنظاره إلى فيروز

-جاية ليه هنا، جوزك مش هنا ومنعرفش مكانه

توقفت مذهولة مما يحدث، لا تصدق أن هذه العائلة التي كانت مترابطة كاليد الواحدة

❈-❈-❈

هبت فزعة بعدما صاح جواد بها

-مبترديش ليه، ايه اللي جابك، انا مش قولت مش عايز أشوف وشك ولا الست الوالدة ماوصلتش الرسالة

اقتربت منه تنظر بقوة لداخل عيناه

-جاية اخد حقي من ابنك، مش انت راجل العدل والحق، هاتلي حقي وحياتي اللي ابنك ضيعهم

قطب جبينه واقترب منها

-لو جاية تحاسبيني على جوازه تبقي هبلة وعبيطة، لأنه اتجوزها من غيرماأعرف، يعني مااعرفش مكانه فين

رمقها بنظره مستاءة وحقيرة ثم أشار لها

-إظاهر الجمال مش كل حاجة، بدليل أنك مكفتهوش وراح اتجوز عليكي

صرخت بوجهه

-إنت ظلمتني زمان ياحضرة اللوا وفضلت تقوله دي بنت مجرم وهتكون زي ابوها لحد ماابنك باعني ورماني

دنت تطالعه وتجمعت عبراتها بعينيها تضع كفيها على أحشائها

-اخد ابسط حق ليا، وحرمني من الأمومة طول حياتي، انسابت عبراتها بقوة واقتربت تمسك كفيه وانهارت باكية

-ترضى بنتك يحصل فيها كدا، ترضى أنهم يحرموها من حق الأمومة

نظر إلى غزل غير مستوعب حديثها ..هزت كتفها لا تعلم بينما نهى التي نزلت ببصرها الأرض لأنها تعلم بطلاقها وفقدانها للطفل

هوت أمام ساقيه وبكت بحرقة

-ابني مات يوم حادثة جنى اللي حضراتكم اتهمتوني بيها، بكت بصوت مرتفع واستأنفت من بين بكائها

-كنت ضحية زيها، وبدل ماابنك يوقف جنبي رماني بعد ماعرف مش هينفع اجيب ولاد تاني

ضربت الأرض وصاحت بقهر

-ابنك طلقني ورماني لما فقدت الأمومة وعملولي استئصال للرحم، رفعت نظرها باكية

-ابنك رماني ياراجل العدل وحرمني من حقوقي علشان يتجوز البنت اللي بيقول عليها حبيبته، طيب لما بيحبها ليه يظلمني معاه،

توقفت توزع نظراتها بينهم وضربت على صدرها صارخة بجنون

-كلكم عيبتوا في تربيتي وبقيتوا تشوفوني بنت مجرم ، بس مقدرتوش تعذروني وأنا بحاول ابعد جوزي عن البنت اللي ليل نهار مفيش على لسانه غيرها

هزت كتفها تدور حولها

-اعمل ايه وانا جوزي بيفكر في بنت تانية، دنت من غنى تطالعها بألم

-قوليلي أنتِ عايزة اعرف تحسي بأيه وأنتِ بين ايد جوزك ويناديك باسم حبيبته، تحركت إلى أن توصلت لغزل

-عارفة انك كنتي دائما بتحاولي تصلحي من اسلوبي بس أنا كنت معذورة، شهر وحياتي كلها اتقلبت ليه ..هزت كتفها تنظر إلى صهيب الذي وصل في تلك الأثناء فأشارت عليه

-علشان بنت الراجل دا خطفت جوزي، هزت رأسها تدور كالمجنونة

-كل عزومة جنى، كل حفلة جنى، كل كلمة جنى، حتى في المنام جنى

ظلت تهز رأسها كالمجنونة

وأصحى على كابوس حياتي

وان جنى السبب في خسارتي أغلى حاجة في حياتي، وياريت توقف على كدا ..اتجهت إلى جواد ونظرت بمقلتيه المذهولة من حديثها

-ابنك الجاحد جالي وأنا بين الحياة والموت ورمى يمين الطلاق عليا ..قهقهت تضرب كفيها ببعضهما

-وجاي يحاسبني على اللي حصل لجنى

ضحكات. ضحكات حتى انسابت عبراتها

-شوفت ذل أكتر من كدا ياحضرة اللوا ..بكل فخر ابن حضرة اللوا المحترم المتربي رمى مراته بعد سنة ذل في جوازهم ..أشارت بكفيها إليه

-اه أصلي نسيت أقول لحضرتك أنه اعترفلي اتجوزني تحت ضغط ..نظرت لصمته وهتفت

-ايه ياحضرة اللوا مالك مش دا تربية الناس المحترمة، إنما أنا تربية المجرمين

ضيقت عيناها وأشارت يكفيها

-اه ..إنما حضرتك عاملي كبير عيلة ومتعرفش مصايب ابنك دي كلها ازاي، ولا حضرتك اللي طلبت منه يعمل كدا

دارت حوله تنظر للأرض وتهز رأسها

-لا مش معقول تكون عارف، ماهو متربي ازاي يكون قليل الأصل كدا وتسكت

تحركت إلى أن وصلت لصهيب وهتفت

-عرف بنتك مش هسيبها تتهنى، وان شاءالله هاخد حقي منهم هما الأتنين

-فيرووووووز، صرخ بها جاسر، وصل إليها يجذبها بعنف صارخا

-ايه اللي جابك هنا..جذبها متحركا...ولكنه توقف عندما استمع إلى حديث والده

-رايح بيها فين؟!

استدار ينظر لوالده

-بابا أنا طلقتها..مط شفتيه للأمام واستدار متحركا

-غزل قولي لابنك لو ليك أب يبقى تعالى له بكرة، دلوقتي أنا تعبان ومش عايز أشوف حد

قالها وتحرك..توقف أمام صهيب الذي يهرب بنظراته منه..ابتسم ساخرا

-كنت عارف بكل البلاوي دي كلها..ابتعد صهيب ببصره الى جاسر..نظر جواد للذي ينظر إليه فهز رأسه

-أيوة صح ماهو أنا أكون لابني ايه ..قالها وتحرك

اسرع جاسر خلفه

-بابا.. اوقفه أوس عندما توقف أمامه

-امشي دلوقتي علشان مقلش بأصلي ونخسر بعض للأبد، بينما تحرك جواد الذي تمتم متألما وحجز عبراته بمقلتيه

-ابوك مات ..اعتبره مات، ظل يردد بها متحركا..أسرعت غنى خلفه وهي تهز رأسها رافضة أفعال جاسر

كور قبضته متألمًا عندما وجد حالة والده

❈-❈-❈

عند عز وربى

ولجت إلى جناحهما، وجمعت أشيائها متجهة إلى غرفة آخرى ..توقف أمامها

-بتعملي ايه ..قطبت جبينها

-دا سؤال ولا إيه

امسكها بعنف يضغط على ذراعها

-ربى الموضوع مش مستاهل اللي بتعمليه دا

نزعت نفسها وأشارت محذرة

-اياك تلمسني تاني، انا هنا في بيت عمي، باباي تعبان شوية ومحبتش ازعله، جيت اقعد عند عمي كام يوم

إنما أنت هنا ابن عمي وبس ياباشمهندس تحفظ لقبي شوية اللي كنت بتقوله في المستشفى

-دكتورة..ايه حالا نسيت ..دنى منها وهتف بإستنكار

-ربى ممكن تهدي علشان نعرف نتكلم

دنى بعض الخطوات تراجعت للخلف

-إياك تقرب، احنا دلوقتي في حكم المطلقين، مالكش حاجة عندي ، وياريت تقنع نفسك إننا أطلقنا

ضغط بقوة مزمجرًا بغضب

-هموتك ياروبي شوفتي هموتك، تجيبي السيرة دي تاني هموتك

لكمته بقوة وصرخت كالمجنونة

-لا موتني ..عايزاك تموتني ياعز، على الأقل ارتاح منك ومن وجع قلبي

حاوطها بذراعيه يجذبها بقوة حتى ارتطدم ظهرها بصدره هامسا لها كفحيح أفعى

-اسمعك تتكلمي عن الطلاق تاني هموتك واموت نفسي ، نزل برأسه بعدما جذب حجابها ملقيه على الأرض

-عايز أعرف هتمنعيني ازاي ياحبيبتي عنك، قوليلى كدا هتقدري تبعدي عن عز حبيبك، قالها وهو يدفن رأسه بعنقها يستنشق رائحتها التي اشتاقها حد الجنون

دفعته بقوة تزيل آثار أنفاسه من فوق عنقها وصرخت به

-ابعد عني وإياك تقرب، مبقتش متحملة قربك، اقتربت تنظر لمقلتيه بقيت بكره قربك ياعز، وياريت الزمن يرجع بيا ولا أحب واحد خسيس زيك

كلماتها كانت كالطلقات النارية التي أصابت صدره

نظر إليها بذهول وتحدث بتقطع

-أنا ياروبي، بتقولي عليا كدا ، تحرك إلى أن وصل إليها يهزها بعنف

-بقيتي بتكرهيني، بتكرهي عز، عز حبيبك

دفعته صارخة وظلت تلكمه وتبكي

-أيوة انت واحد حقير، بكرهك، بكرهك ومش عايزة أعيش معاك..امسك كفيها وانسابت عبراته يضمها لأحضانه

-روبي انا تعبان، بلاش تدوسي عليا..

-طالعته بذهول

-ادوس عليك!! قالتها ثم أطلقت ضحكات، تشير على نفسها

-أنا، ادوس عليك، طيب انت ايه ..توقفت متجهة إليه وتوقفت أمامه

-إنت موتني ياعز بدل المرة تلاتة ..تابعت حديثها بقلبا يأن ألمًا

-تحب نبدأ منين، تراجعت وهوت على المقعد وذكرياتها المتألمة تصفعها بقوة

-أول مرة خذلتني وبعدت عني وحطمت قلبي بحجة العيلة ، وتاني مرة لما حاولت تغتصبني لولا رحمة ربنا بيا، ابتسامة سخرية مستأنفة حديثها

-والتالتة لما جنى اتعرضت للأغتصاب وكالعادة حبيبتك أول تنزيلاتك ترميها وتدوس عليها، رفعت عيناها الباكية واستأنفت نزيف روحها

-كل مرة تموت فيا واقول معلش معذور، المهم بيحبني لحد ما خلاص رصيد حبك في قلبي انتهى، دمرتني ودمرت نفسك ودمرت كل اللي حواليك، كل حاجة عندك غضب وتحط اعذار لنفسك وتدوس على الكل إنما إنت الملاك المظلوم، نهضت متجهة إلى وقوفه وهتفت بقوة

-اسمع يابن صهيب الألفي اللي عمل في جنى كدا إنت مفيش حد غيرك، دنت حتى اختلطت أنفاسها تنظر لمقلتيه بنظرات نارية

-لما هجمت عليا زمان جه اللي هجم على أختك مع اختلاف كبير ومؤذي يابن عمي ..لكزته بصدره بقوة وأردفت

-إن اللي هجم على جنى واحد مجرم ، إنما اللي هجمت عليها بنت عمك من لحمك ودمك

احتضن وجهها وانسابت عبراته

-روبي بلاش تدبحيني لو سمحتي

نظرت إليه بذهول

-ادبحك!!

-ليه علشان عريتك قدام نفسك، ابتلعت غصة بطعم العلقم

-دوق تندبح مرة يابن عمي، بدل ماانت ماشي تدبح في الكل .، ودلوقتي، ياتطلع برة الأوضة دي ياأطلع أنا، واتمنى اطلع أنا لأن ريحتك في الأوضة وانا قرفانة منها

ألجمته الصدمة ولم يستطع النطق أمام كلماتها، ران صمتا مميتا بينهما لبعض اللحظات، هي تجمع اشيائها بجسد ينزف متألما، وهو بنظراته التي تحاوطها، اقترب منها وحاوطها من الخلف

-هموت لو بعدتي عن حضني، ارتجف جسدها من كلماته التي شعرت بالأختناق من أثرها ، لملمت شتات نفسها وانزلت كفيه بهدوء، ثم رسمت قناعًا باردا على ملامحها فاستدارت له

-مفيش حد بيموت قبل نصيبه ياباشمهندس، متخافش كل واحد بيعيش حياته المكتوباله

-روبي لو سمحتي

مسحت دموعها التي خانتها بعنف، وطالعتها بتحذير

-دكتورة ربى الألفي متنساش الألقاب يابن عمي، علشان تفضل الباشمهندس العظيم اللي فرق العيلة كلها

ضغط على خصرها غاضبا

-أنا ولا أخوكي..تعمقت بنظراته وأجابته

-انتوا الأتنين للاسف، اقرب اتنين لحياتي بقيتوا اكتر اتنين أتمنيت انسى كل مايخصهم

نادت على العاملة ..وصلت العاملة سريعا ..أشارت لها

-خدي الحاجات دي انقليها الأوضة التانية..تحركت العاملة بالأشياء دون حديث

دفعها بقوة غاضبا على الفراش حتى هوت عليه وحاصرها بجسده

-عايزة توصلي لأيه، لكزها برأسها بإبهامه

-انسي اللي بتفكري فيه على جثتي ياروبي..انحنى عندما شعر بإرتجافها، دفن رأسه بعنقها ولثمها بعنف حتى ترك أثارها عليها ثم نظر إلى شفتيها وهي تصرخ وتدفعه بقوة ..ابتلع صرخاتها وهو يحاول تقبيلها بعنف، دفعته بكل قوة ورغم ذلك لم يتركها إلا حينما ابتلع دموعها ابتعد عنها، اعتدلت سريعا وصفعة قوية على وجهه

-حقييييير، بتعيب على جاسر، شوف نفسك يامغتصب، دفعته بقوة مجنونة برررة ياذبالة، بكرهك ، بكرهك ياعز، بدأت تحطم كل ما يقابلها بالغرفة،

شعر بدوار أصابه مما تفعله، وحالتها المزرية التي شقت صدره وحولته لكتلة نارية، اقترب بخطوات متعثرة إليها، بسط كفيه

-ربى..بدأ تزيل اثاره بقوة تنظر إليه نظرات نارية

-اهو شوف بقيت بكره جسمي اهو، يارب ترتاح ، برة مش عايزة اشوف وشك قدامي، برة، برة ..صرخت بها عدة مرات في دخول نهى إلى المنزل، أسرعت لغرفتهما، ذهلت من حالة الفوضى التي بالغرفة، هرولت إلى ربى الجاثية على الأرض، ووقوف عز بعيدا عنها

-ربى حبيبتي ايه اللي حصل

أشارت عليه بجنون

-خليه يمشي ، حقير مش عايزة اشوف وشه

خرج سريعا يتخبط بسيره وكأنه يدوس على سيوف مدببة، تحرك مهرولا إلى سيارته وقادها بسرعة جنونية، بينما ربى

❈-❈-❈

انهارت قواها ونظرت حولها بنظرات تائهة ضائعة

حتى هوت بين ايدي نهى مغشيا عليها

عند جاسر وجنى

دلف إلى منزله، جلس على الأريكة بالخارج واضعا رأسه بين راحتيه وكأنه فقد والديه، انسابت عبرة عبرة وجنتيه، أطبق على جفنيه متألما كلما تذكر نظرات والده الحزينة، يود لو يصرخ ويخرج مابداخله، تراجع وأغمض عيناه، بالداخل أغلقت جنى الهاتف مع والدتها وخرجت بعدما علمت بوجوده، اتجهت للخادمة

-حنان روحي، النهاردة إجازة..تحركت العاملة بعدما شكرتها، ثم اتجهت إليه، جلست بجواره واحتضت كفيه

-جاسر..فتح عيناه الحزينة يطالعها بصمت

دنت تضع رأسها على صدره وحاوطت خصره

-وحشتني أوي، قولت هتتأخر ساعة مش ساعتين

رسم ابتسامة، ورفع ذراعيه يجذبها حتى اختفت بأحضانه

-آسف ياقلبي، كان مشوار مهم مقدرتش أجله

رفعت رأسها واحتضنت وجهه ثم تجرأت لأول مرة مقتربة تطبع قبلة على شفتيه

-حبيبي لازم يتعاقب علشان اتأخر على قلبه

ارتجف قلبه من كلماتها، وشعر بسعادة تغمر روحه

فوضع رأسه بحنايا عنقها

-بموت فيكي مهلكتي

أغمضت عيناها مستمتعة بأنفاسه .. وتخللت انأملها بأنامله هامسة بجوار أذنه

-مهلكتك وحشتك ولا لا

نهض وهو يحملها متجها إلى غرفتهما

-مهلكتي وحشاني وهي في حضني بس ملهمها عايز شوية تغيير ايه رأيك

وصل إلى غرفة الملابس وانزلها

-تغير دا وتلبس حاجة لجوزها حبيبها ..قالها وتحرك سريعا

اتجهت إلى خزانتها ارتدت منامة باللون الأحمر تصل إلى كاحلها مفتوحة من الجانبين ذو قصة واسعة من الصدر، ثم وضعت عطرها بسخاء ورفعت خصلاتها فأصبحت ذو طلة تخطف القلب والعقل معا، دلف جاسر بعدما تأخرت بالداخل..تسمر بوقفته عندما وجد نجمته متلألئة بتلك الهيئة، لأول مرة يراها بتلك الطلة..خطى بخطوات سلحفية يطلق صفيرًا.. حتى وصل إليها لف ذراعيه حول خصرها ينظر لأنعكاس صورتهما

-مهلكتي ناوية على إيه؟!

قالها وهو يلفها عليه، نزلت برأسها خجلا من نظراته الأختراقية ..انحنى يهمس لها

-بتحبيني اوي أوي

وضعت رأسها بصدره، فجذب بيديه إحدى المنامات التي اختارها قبل ذهابه،

-عايزك تلبسي دي علشان خاطري

أشارت على ثيابها

-ماأنا لابسة أهو، هو دا وحش

رفع ذقنها بأنامله

-حلو..بس عايز دا، مش من حقي تلبسي الليلة على ذوقي، متنسيش إنتِ طلبتي

تنهدت وامأت برأسها ..تحرك للخارج وهو يطلق صفيرًا يضع كفيه بجيب بنطاله، توقف على باب الغرفة

-متتأخريش ..قالها وتحرك للخارج

خرجت بعد دقائق معدودة، كان يقف ينظر من النافذة على سقوط الأمطار ينفث سيجاره وذكريات حياته كشريط سينمائي أمامه

ابتسامة زينت وجهه عندما لاحت ذاكرته بلمسها لأول مرة، شعور الراحة والأكتمال سيطر عليه، تذكر

حديث والده الذي غرز بصدره وانزف روحه، ليه يابابا تقسى عليا كدا ..أطبق على جفنيه متألما، فتح عيناه وحديث صهيب لجواد، هنا كور قبضته حتى تفتت تبغه بكفيه وهو لا يشعر، شعر بإحتراق صدره رغم برودة الجو، هز رأسه وهمس لنفسه

-هشوف هتعمل ايه ياعمو لما تعرف

شعر بوجودها استدار بهدوء يطالعها، تحرك إليها وعيناه تبحر فوق جسدها الأنثوي، دنى منها وهمس بأنفاسا تمر فوق شفتيها

-هو فيه قمر بينزل بالنهار، لا ونازل عندي الأوضة كمان، دا ربنا بيحبني

نزلت بنظرها للأسفل ولم تقو على النظر لعيناه ..رفع أنامله يتحسس وجنتيها

ثم دنى واحتضن كرزيتها بخاصته التي اغدقها بقبلة مسكرة يبث بها كل عشقه لها ..فصلها بعدما شعر بإختناقها

جذبها لأحضانه يملأ رئتيه من رائحتها وبدأ يتحرك على نغمات الموسيقى الهادئة ..لحظات ثم أمسك كفيها وأدارها

بدأت تتحرك كرقاصة باليه، رداء ناعم ذو فتحة صدر واسعة، يصل مافوق الركبة ،يبرز منحنايتها المغرية..دنى منها وبحركة فجائية ظل يدور بها ،جعلها تلتف حول نفسها فتطاير فستانها القصير كاشفا ساقيها، وحركات خصلاتها التي تدور وتنساب حلو وجهها

ضحكاتهما ارتفعت بالمكان، فحملها يدور بها، لحظات ثم انزلها بهدوء يحاوطها وعيناه ترسمها بقربها الشهي للعين والقلب بشكل يحبس الأنفاس

اكتفى بتنهيدة مرتجفة بدقات قلبه من تفاقم عشقه الذي تغلغل بروحه، وغزى شريانه

نزل بجبهته هامسا بأنفاسه الحارة "عجز لساني عن كلمات تعبر عن عشقي لكِ مهلكتي" رفعت كفيها على وجنتيه

"وعشقك استوطن ثنايا روحي ملهمي"..دنى ثم دنى حتى اختلطت انفاسهما وتلامس ثغرها بخاصته حتى عقد معذوفة سيمفونية، فهاهي روحهما تصدر ألحان العشق

سحب كفيها واتجه إلى المدفأة وحاوطها بوشاحا ثقيل، نظر لعيناها المهلكة لقلبه

-سقعانة حبيبي..وضعت رأسها على كتفه

-لا ..إنت مدفي الأوضة كويس جدا..رفع رأسها يهز رأسه رافضا كلماتها

-لا ياحبي مش دا اللي مدفي الأوضة

قطبت مابين جبينها

-اومال!!..دنى يضع جبينه فوق جبينها

-حبي ليكي هو اللي مدفي المكان زي ماحبك مدفي صدري..ذهب بصرها لقميصه، ثم رفعت نظرها لعيناه

-جاسر كنت عايش إزاي مع فيروز..قالتها بشكل موجع اجتاح كل خلية بجسدها، رفعت أناملها لزر قميصه وأصابها قبضة اعتصرت قلبها من نيران الغيرة، ظلت تتلاعب بزر قميصه، تضغط على شفتيها حتى لا تنساب عبراتها

-كنت عندها مش كدا، عرفت انك روحتلها

رفع ذقنها بأنامله

-جنى ممكن تنسي موضوع فيروز دا ، علشان حبنا يكبر مش يقل، مال على أذنها وهمس لها

-فكري في عيالنا، عايز منك عيال كتير علشان احكيلهم أد ايه حبيت امهم وازاي اتحولت لمزور علشان اخطفها لنفسي

تلألئت الدموع بعيناها تهز رأسها

-عايزة أعرف ازاي كنت عايش معاها وزي ماقلت محبتهاش هو ممكن حد يعيش مع حد وقلبه مع حد تاني ، وهي ليه راحت لعمو النهاردة وانت قولتلها ايه

سحب نفسا عميقا وزفره بنيران غضبه، وهو يعلم بأن موضوع فيروز سيكون كابوس حياته

أدارت وجهه إليها

-حبتها في وقت من الأوقات، قولتلها بحبك، اخدتها في حضنك زي ماأخدتني، وضعت كفيها على صدره وانسابت عبراتها

-كانت بتلمس صدرك مش كدا..نيران اكتوت صدرها واحرقته تنظر إليه بغشاوة دموعها

-حرقتني كام مرة وانت معاها، ازاي قدرت تكون بالجبروت دا ياجاسر، ازاي دوست علينا إحنا الأتنين

ابتلع ريقه بصعوبة، حرك شفتيه التي جفت بنبرة يبدو عليها الندم قائلا

-بلاش تقلبي في القديم يابنت عمي، قولتلك هنتعب

هزت رأسها رافضة حديثه

-الماضي هو أساس للحاضر والمستقبل يابن عمي، عايزة أعرف ازاي الراجل اللي بيحلف بعشقي قدر يخوني

انزعج من حديثها فنهض وهو يشير إليها

-لو فضلتي كدا هنخسر بعض، انا حكتلك كل حاجة بلاش تمشي ورا شيطانك لو سمحتي، انا بحبك إنتِ، وعلاقتي فيروز ماضي وحياتي معها ماضي

نهضت وتوقفت غير قادرة على الجدال بسبب فرط ألمها

-عملتوا ايه الساعتين دول ياجاسر

كور قبضته يهز رأسه بغضب

-جنى ممكن تنسي موضوع فيروز مش عايز اسمع حاجة عنها لو سمحتي

عايزة أنام، اتجهت إلى فراشها، وقف يتابع تحركها بألمًا مفرط، تحرك خلفها وجدها تمددت على الفراش تواليه ظهرها

جلس بجوارها يمسد على خصلاتها، ثم انحنى بذقنه يستتند على كتفها العاري

-قولتلك قبل كدا مكنتش عايش ياجنى، ولو فكرتي أن حياتي مع فيروز زيك تبقي غلطانة وغلطانة اوي حبيبي؛ لأني معرفتش طعم الحب إلا في حضنك، كل كلمة حب قولتها مستمعتش بيها الا معاكي ياجنى،

سحب نفسا طويلا وزفره يلفح وجهها

-عارف إنك مضايقة وغيرانة ودا حقك، بس إنتِ اللي وصلتني لكدا

تنهد بوجع فاحتضن وجهها

، انتي مراتي وحبيبتي

خللت أناملها بأنامله وهمست بعدما طبعت قبلة بجانب شفتيه

-وانت عشق الروح، لو بعدت أموت، وضعت كفيه على صدرها

-دا بيغلي من الغيرة ممكن تطفيه، تعرف تبرد ناره ياجاسر، تعرف تطمني وتقولي أن دا كله كان كابوس وانتهى

انحنى ولمس ثغرها بخاصته قائلًا

-أعرف اعيشك في جنة عشق الجاسر ياروح جاسر


 الفصل الحادي عشر من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-