رواية نورة الفصل الثانى و العشرون بقلم lehcen tetouani
...... في عشية اليوم الذي قبل موعد ذهاب نورة للكشف لها مرة اخرى عن حملها جاء عثمان زوج خديجة و اختها خولة مع زوجها ناصر لزيارة المريضة بعد ان راسلهم هاشم واعلمهم بخبر كسورها وما إن سمعوا حتى اتوا مسرعين وكم عاتب عثمان هاشم انه لم يراسله في اليوم الذي وقع فيه الحادث لزوجته
اما خولة فطلبت من اختها ان تذهب معها لمنزلها كي تقوم برعايتها جيدا حتى تفك جبرها ثم تعود لديارها بعد الاخذ والرد قبلت خديجة بالإقتراح فقط لكي تخفف العبء عن نورة وقبل رحيلهم إنفردت خديجة بهاشم وتأسفت على ماأحدثته من المشاكل فغيرتها والحقد اعموا بصيرتها
كما اخبرته ان نورة بريئة وشريفة مما لفقته إياها وهي من ارسلتها في ذلك الصباح كي تنظف الإسطبل وبما انها في مرحلة الوحم فطبيعي انها لا تتحمل الرائحة الكريهة وكثرة التعب لذلك اغشي عليها وزياد هو من قام بمساعدتها فقط..
كما نصحته ان لايفقد نورة من يديه فهي إنسانة طيبة وكريمة ومسامحة نادرة الوجود مثلها
لم يستطع هاشم ان يبدي برأيه لأخته أو حتى يلومها على كل مافعلته وغيرت بسببها مجرى حياته للاسوء بل كانت كل الافكارالسيئة التي تراوده عششت داخله وكل الوساوس الشيطانية تمكنت منه وكل ماهمه في تلك الاثناء ليزيح الشك عنه هو التأكد ان مافي بطن نورة من صلبه
في الصباح إستقل هاشم ونورة عربة اجرة وتوجها نحو عيادة خاصة بالمدينة بينما الشيخ إعتذر عن الذهاب معهم متحججا ان صابر لايدعه بمفرده
طيلة الطريق كانا نورة وهاشم صامتان لااحد يتجرأ المبادرة بالحديث مع الآخر غير الانظار التي تقوم بالسرقة بينهما لتطفىء بعض الشوق الذي ألم بقلبيهما
وبعد الفحص والقيام بالتحاليل كان عليهما الإنتظار قليلا لتخرج النتائج هنا فقط خرج اخيرا هاشم عن صمته وطلب من نورة ان يخرجا للمدينة ليقوما بتناول وجبة الغذاء
ورغم رفض نورة للفكره إلا ان هاشم اصر عليها واقنعها ان مشوار العودة طويل وهي في حالتها هذه لاتستطيع تحمل الجوع ومشقة الطريق فوافقت بعدها
كان المطعم الذي إختاره هاشم يقدم المشاوي على انواعها فطلب تشكيلة منها وكأنه دون وعي منه يريد من نورة ان ترم عظمها وتقتات جيدا لتكسب قليلا من القوة وهنا كانت المواجهة الحتمية بينهما.
قالت إسأل ياهاشم السؤال الذي طالما اردت جوابه انت وأنا الان لوحدنا وقل مايحلوا لك من شتائم حتى تبرد لهيب غضبك ألست تريد ان تقول هل خنتني مع زياد ام لا
وانا سأجيبك في كل الاحوال لو اردت ان اخونك مع رجل آخر لما تزوجت بك من الاول لكانت حريتي تجعلني افعل ما أشاء ومع من أشاء
صعق هاشم مما تقوله نورة من جرأة في الكلام وهي تردف كلامها
صحيح انا ليس لي ماضي مشرف ولكن ليس بهذا انني إمرأة خارجة عن القانون وإن أخطأت مرة فهذا لايعني ايضا أنني ساظل مكتوب على جبيني خطيئة الماضي وكلما اراد احد ان يبتليني بالقذارة سأجد نفسي محكوم علي بالإعدام قبل ان اثبت براءتي وانت ياهاشم هذا مافعلته بالضبط حكمت علي بالموت قبل ان تسمع مني وصدقت غيري قبل ان تتحقق منه
حتى وان ثبت انت ماجئت عليه الآن فتأكد لن تكون لي عودة معك فأنت ياهاشم ظلمتني وأحرقت قلبي بفعلتك وأن قبلت الزواج بك يوما ظننت انني سأجد اخيرا الرجل الذي فقدته طيلة حياتي رجل يأويني ويحترمني ويعوضني عن كل الأسى الذي مررت به منذ صغري
لكني كنت مخطئة فأنت اثبت لي ان الجميع مثل بعضهم البعض فلا احد يحب إلا نفسه وكفى إنتهيت من الغذاء دعنا نذهب حان الوقت لتعلم حقيقة من والد الصبي
إبتلع هاشم كعادته لسانه أمام نورة وكم إستشعر بالضعف امامها كي يثبت عكس ماقالته