رواية دميه فى يد غجرى الفصل العشرون بقلم سمسم
(دمية فى يد غجرى)
البارت العشرين
وضع رأسه بين يده وهو يشعر كأن روحه تغادره ببطئ فظل يدعو الله ولكن اثناء دعاءه لمح خروج ممرضة بسرعة من غرفة العمليات ولكن يبدو على وجهها الذعر ابتلع ريقه يخشى ان يكون حدث مكروه لزوجته
الممرضة:" انت حضرتك جوز المريضة اللى جوا مش كده"
ثائر:" ايوة انا فى ايه "وتين" جرالها حاجة مراتى حصلها ايه انطقى بسرعة فى ايه "
الممرضة بأسف:" للاسف مراتك حالتها خطيرة ونزفت كتير ومحتاجة نقل دم"
ثائر:" وانتوا مستنين ايه ما تعملوا اللازم واى حاجة هى محتجاها اعملوها"
الممرضة:" فصيلة دمها مش موجود منها غير كيس دم واحد بس هنا فى المستشفى وهى محتاجة كيس دم كمان بسرعة"
رمزى:" فصيلة دمها ايه هروح بنك الدم اجبلها بسرعة وهاجى على طول"
الممرضة:" فصيلة دمها +A"
سمع ذلك شعر بأمل فهى تحمل نفس زمرة الدم الخاصة به فهو بإمكانه ان يتبرع لها بدماءه فهو على استعداد ان يقدم لها حياته وليس دماءه فقط
ثائر بلهفة:''دى فصيلة دمى انا كمان انا مستعد اتبرعلها بالدم دلوقتى"
الممرضة بتفاؤل:"كويس اوى اتفضل معايا يا استاذ"
ذهب مع الممرضة سريعا دلف الى غرفة تمدد على سرير بها قامت بايصال الشىء الذى ستسحب به الدماء منه ظل يدعو الله ان يمر الموضوع بسلام وان تتعافى زوجته سريعاً فهو لا يصدق فدماءه ستجرى فى عروق معشوقته أيضاً .جلس "رمزى'' و "مريم" بالغرفة التى يرقد بها "ثائر" بعد انتهاءه من التبرع بالدم لزوجته عندما حاول الجلوس وجد نفسه يسقط على الفراش فهو لم يتناول اى طعام وايضا تم سحب الدماءه منه مما زاد فى احساسه بالوهن لاحظ" رمزى" ذلك اقترب منه سريعا يحمل بيده علبة من احد علب العصائر التى بحوزتهم
رمزى:"خد يا "ثائر" اشرب العصير ده انت فاضلك شوية ويغمى عليك وكده مش هينفع"
مريم:"ايوة يا عمو اشرب العصير والاكل ده كمان لازم تاكل"
ثائر:"مليش نفس صدقونى مش قادر اكل او اشرب حاجة"
رمزى:"ما بلاش العند اللى فيك ده بقى هتبقى مبسوط لو جرالك حاجة دلوقتى مراتك محتجالك كل يا" ثائر" علشان تقدر تقف على رجلك وتواصل"
مريم:"ايوة يا عمو علشان خاطرى كل الاكل ده"
امام الحاحهم اخذ منهم الطعام والعصير بدأ تناول الطعام ببطئ فهو يشعر بغصة فى حلقه تجعله غير قادر على بلع الطعام ولكن يجب ان يصمد فى هذا الوقت العصيب بعد ان رأى انه فى حالة جيدة نسبيا خرج من الغرفة ظل ينتظر امام غرفة العمليات يريد ان يخرج اى احد يطمئنه على زوجته التى اذا صار لها شئ فهو لن يقوى على العيش بدونها ستكون ايامه حزينة ومظلمة بعد بضع ساعات خرج الدكتور من غرفة العمليات ولكن من تعبيرات وجهه خشى "ثائر "ان يسأله حتى لا يسمع منه ما سوف يجعل قلبه وحياته حطاما شعر بأن لسانه معقود غير قادر على الكلام
رمزى:"خير يا دكتور طمنا هى عاملة ايه دلوقتى "وتين" اخبارها ايه"
الدكتور بأسف:"احنا خرجنا الرصاصة بس للاسف المريضة دخلت فى غيبوبة"
ثائر بغصة قوية:"يعنى ايه الكلام ده هى ممكن تفوق امتى يا دكتور"
الدكتور:'فى ناس ممكن تفوق بعد يوم بعد شهر بعد سنين فدى حاجة الله اعلم بيها فاحنا هننقلها العناية المركزة والباقى على ربنا وربنا قادر يشفيها''
رمزى بحزن:"شكرا يا دكتور"
الدكتور:'' عن اذنكم"
ذهب الدكتور نظر "رمزى" الى "ثائر" الذى اصبح الآن جامداً لا يتحدث او ينطق لم يفعل اى شئ مجرد حالة من الذهول والجمود سيطرت عليه مجرد عبرات تتساقط من عينان أصابها الحزن والجمود والصدمة .سمعت "مريم" ذلك بكت بقوة على فتاة كان الله ارسلها لها لتكون لها اختاً وصديقة وهى الآن فى عالم آخر.لا يعرف "رمزى" ما يفعل فزوجته منهارة من البكاء وصديق عمره لديه حالة ذهول شديد
رمزى:"ثائر ثائر"
ثائر:"......
رمزى:"ثائر رد عليا فوق يا "ثائر" فوق يا ابنى ورد عليا"
ثائر بتوهان:"وتين ضاعت منى يا" رمزى" "وتين" دخلت فى غيبوبة الله اعلم هتقوم منها امتى"
رمزى:"لاء ان شاء الله ما ضاعتش وهتفوق يا "ثائر" صدقنى "وتين" هتصحى وهتفوق وهترجعلك بالسلامة"
مريم ببكاء:"بجد يا "رمزى" هتفوق "وتين" هترجع لنا تانى"
رمزى بحيرة:"ان شاء الله يا حبيبتى بس اهدوا بالله عليكم مينفعش اللى بتعملوه ده دلوقتى"
***
تجلس أمام التلفاز واضعة قدم على الأخرى تشاهد احد المسلسلات باستمتاع غير عابئة بما ستسمعه من تلك المرأة التى لا تكف عن التذمر من كل شئ فهى لن تعطيها الفرصة لمضايقتها فهى ستتسلح بالبرود حتى تستطيع العيش معها فهى امرأة لا تطاق ابدا سواء هى او ابنتها
عايدة:'وكمان قاعدة تتفرجى على التليفزيون وحاطة رجل على رجل ولا هامك حاجة"
أميرة ببرود:'فى حاجة يا حماتى عايزة حاجة منى خير"
عايدة:"انتى صاحية من النوم على التليفزيون منضفتيش الشقة وحضرتى الفطار ليه ها مستنية مين يعمل الحاجات دى يا ست أميرة"
أميرة:" أنا عملت الفطار و"سمير" فطر ومشى على الشغل والشقة ونضيفة وكل حاجة تمام فى ايه تانى بقى يا حماتى"
عايدة:"قومى انزلى هاتى طلبات البيت علشان تعملى الغدا"
أميرة:"ما تنزلى الحيلة بنتك تجبهم هى صغيرة يعنى ولا ايه مش هتعرف تشترى شوية طلبات"
خرجت "هيام" من غرفتها سمعت كلام أميرة عنها نظرت اليها نظرات صارخة واردفت بتلك الجملة التى زادت من شرارة الغضب لدى أميرة
هيام:"ليه خدامة ابوكى انا ولا ايه علشان انزل اجبلك الطلبات"
أميرة:"كاتك بو فى قلبك يا هيام واحدة قليلة الادب والذوق ومعندكيش دم ولا اتربيتى"
عايدة:"يا نهارك مش فايت بتشتمى بنتى يابت انتى. انتى يومك مش معدى النهاردة"
أميرة:"تبقى تتبنى فى حيطة الشحطة بتاعتك دى اللى مورهاش حاجة غير المضايقة فى خلق الله ومبتعملش حاجة مفيدة فى حياتها ابدا"
هيام:"لا انتى عايزة تنضربى بقى وتتأدبى على غلطك ده وقلة ادبك"
عندما اقتربت "هيام "من "أميرة" تريد ضربها وجدت "أميرة" تقوم بلوى ذراعها خلف ظهرها تضغط عليه مما جعلتها تصرخ من شدة الوجع
هيام بصراخ:'ااااه دراعى سيبى دراعى يابت انتى دراعى هيتكسر"
حاولت "عايدة" تخليص ذراع ابنتها من يد "أميرة "ولكنها لم تفلح فهى فتاة قوية بالرغم من بنيتها الجسدية الضعيفة
عايدة:"سيبى بنتى كاتك كسر رقبتك يا شيخة"
أميرة:"كسر رقبتها هى ويكون فى معلومكم بقى بعد كده اللى هيقولى كلمة مش هتعجبنى او يحاول يرخم عليا منكم مفيش غير المعاملة دى من هنا وجاى انتوا فاهمين"
عايدة:"لما ييجى جوزك حاضر انا هخليه يربيكى يا بنت سالم"
أميرةببرود:"وليا الشرف ان انا بنت "سالم" انا هدخل انام شوية عايزة حاجة يا حماتى لو دراع السينيورة بتاعتك ورم حطيله تلج من الفريزر"
ذهبت الى غرفتها جلست" هيام" ممسكة بذراعها وتبكى من شدة وجع ذراعها
هيام:"شوفتى يا ماما عملت فيا ايه دى كانت هتكسرلى دراعى كسر رقبتها"
عايدة:"دى طلعت بت عضمها ناشف انا مكنتش قادرة احوشها عنك دا كان فاضل شوية وتضربنى انا كمان"
هيام:'وانتى هتسكتلها يا ماما على اللى عملته ده دى لازم تتعلم الادب علشان تعملنا احترام بعد كده"
عايدة:"لما يجيلها جوزها هو يشوف حل فيها القادرة دى"
ظلت تفكر فى ما ستقوله لابنها عند عودته من عمله فهى تريده ان يعاقب زوجته بشدة
***
تم نقل" وتين" الى غرفة العناية المركزة كان يقف بالخارج ينظر اليها عبر زجاج الغرفة بجسد يغزوه حالة سكون لا يتحرك به شئ سوى تلك الدموع التى تساقطت من عينيه حزنا على رؤيتها بهذا المنظر فهو لا يقوى على شئ الآن سوى ذرف الدموع والدعاء نظر خلفه وجد "مريم" "ورمزى" يجلسون فهم ايضا فى حالة حزن وارهاق شديد فاليوم الجديد بدأ وهم مازالوا على تلك الجلسة
ثائر بهدوء:"رمزى خد" مريم" روحها البيت وروح ارتاح انت كمان"
رمزى:"ازاى يا حبيبى اسيبك فى وقت زى ده لاء طبعا مش هروح"
ثائر:"انا كويس يا "رمزى" ثم قعادكم هنا مش هيفيد بحاجة و"مريم" لازم ترتاح هى كمان تعبانة واحنا قاعدين من امبارح نفس القاعدة وهى متستحملش ده كله"
مريم برفض:"لاء ياعمو انا هفضل هنا معاك مش هروح"
ثائر:"حبيبتى روحى حتى تغيرى هدومك وترتاحى شوية وابقى خلى "رمزى" يجيبك تانى بس ارتاحى شوية علشان مبقاش قلقان عليكى انتى كمان يلا خدها يا "رمزى" وامشى يلا"
مريم:"عمو انت كمان هدومك غرقانة دم ولازم تغير هدومك مش هينفع تفضل كده تعال روح معانا وابقى ارجع تانى"
ثائر:" لاء مش هروح ومعلش يا "رمزى" وصل" مريم" وهاتلى هدوم وارجعلى تانى وبعد كده ابقى روح"
رمزى:"حاضر يا حبيبى عايز حاجة تانية غير الهدوم"
ثائر:" لاء هاتلى هدوم بس هاتلى هدوم كاجوال يا"رمزى" ماشى"
رمزى:" حاضر يلا بينا يا مريم"
ذهبت" مريم" معه جلست فى السيارة بكت بشدة على حال عمها وزوجته قام "رمزى" بسحبها فى أحضانه لكى يطمئنها قليلاً فهو يعلم ان ربما حالتها النفسية ستسوء بسبب ما حدث معهم
رمزى:"اهدى يا حبيبتى اهدى يا مريم بلاش عياط علشان خاطرى يا حبيبتى"
مريم:"مش قادرة يا "رمزى" زى ما اكون فى كابوس ومش عارفة اصحى منه هو انا هفضل كده على طول"
رمزى:" ان شاء الله يا حبيبتى كل حاجة هتعدى على خير"
مريم:" يارب يا رمزى لأن مش هفضل حياتى كلها عايشة فى حزن"
رمزى بحنان:" بعد الشر عليكى يامريم"
ضغط بذراعيه حولها صدر منها انين تعجب" رمزى" من ذلك وشعر بالقلق
رمزى بقلق:"مالك يا "مريم" بتتوجعى ليه كده فى ايه اللى بيوجعك"
مريم:"الحيوان اللى كان خاطفنا ضربنا بالكرباج جامد اوى لحد ما اغمى علينا"
رمزى بغيظ:"ربنا يجحمه فى جهنم شكله ضربكم جامد منه لله"
مريم بدموع:"اوى يا رمزى والضرب علم علينا ومش مستحملة اى حاجة تلمسنى"
رمزى:"معلش يا حبيبتى بعد الشر عليكى "
بعد ان رأى انها هدأت قليلا قام بادارة السيارة متجها الى منزل "ثائر" لتوصيل "مريم" ولجلب الاغراض الللازمة ل"ثائر"
وصلوا الى المنزل رأت "حسنية"مريم "جرت عليها تحتضنها بقوة ولهفة وهى تسألها عن سبب غيابهم كل هذا الوقت
حسنية:"مريم انتى كويسة فين "وتين" انتوا كنتوا فين من امبارح"
مريم بحزن:"وتين فى المستشفى يا دادة فى غيبوبة"
حسنية:"ليه ايه اللى حصل يا بنتى طمنينى"
رمزى:"انا هطلع اوضة "ثائر" اجبله هدوم علشان الحق اروحله عن اذنكم"
صعد "رمزى" الى غرفة "ثائر" روت "مريم" ل"حسنية" كل شئ حدث معهم
حسنية بشفقة:"يا حبايبى كل ده حصلكم"
مريم:"ليلة امبارح كانت اغرب ليلة فى حياتنا كلنا يا دادة"
هبط "رمزى" من غرفة" ثائر"يحمل بعض من اغراضه للذهاب له بها الى المستشفى
رمزى:"انا هروح ل"ثائر" وانتى يا" مريم" حاولى ترتاحى شوية خلى بالك منها"
حسنية:"من عنيا الاتنين يا استاذ رمزى"
رمزى:'تسلم عينك عن اذنكم"
مريم:"متنساش تيجى علشان تودينى المستشفى تانى ماشى"
رمزى:"حاضر عن اذنكم دلوقتى"
خرج "رمزى" من المنزل ذهبت" مريم "الى غرفتها ساعدتها "حسنية" فى اخذ حمامها ثم ذهبت سريعا الى سريرها تريد نيل قسط من الراحة قبل العودة إلى المستشفى مرة أخرى
***
"فى المستشفى"..وصل "رمزى" الى "ثائر" اعطاه اغراضه كان يريد ان يظل معه ولا يتركه ولكن" ثائر" اصر عليه بالذهاب الى منزله فليلة البارحة كانت من اصعب الليالى التى مرت عليهم منذ مقتل اخيه
رمزى:"ثائر خلينى هنا معاك علشان لو عايز حاجة"
ثائر:"لاء روح انت علشان ترتاح شوية انت كمان"
رمزى:'طب وانت هتعمل ايه دلوقتى"
ثائر...الاوضة اللى فيها وتين فيها سرير تانى فهفضل هنا معاها مش هقدر اسيبها مش هقدر انها تغيب عن عينى"
رمزى:"طب لو عوزت اى حاجة رن علينا فثوانى اكون عندك ماشى يا حبيبى"
ثائر:"ماشى يارمزى"
رمزى:"سلام يا ثائر"
ثائر:"مع السلامة"
اراد "ثائر" تغيير ملابسه ولكنه يريد ايضا اخذ حمام وجد احد الممرضين الرجال فااستوقفه لسؤاله عن مكان يستطيع ان يغير به ملابسه
ثائر:"لو سمحت"
الممرض:"افندم اؤمر حضرتك"
ثائر:"مفيش حمام هنا يكون فى دش او اى حاجة عايز اخد شاور ممكن
الممرض:"اه فى اتفضل معايا على اوضه الممرضين"
ثائر بامتنان:"شكرا"
قام باخراج بعض النقود من جيبه لاعطاءه للممرض ولكنه رفض بشدة ان يأخذ منه المال
الممرض:"لاء يا افندم ايه اللى بتعمله ده اتفضل معايا"
ثائر:"دى حاجة بسيطة"
الممرض بابتسامة:"اتفضل حضرتك معايا والا هعتبر دى إهانة"
ذهب "ثائر "معه الى غرفة خاصة بالممرضين الرجال دلف الى الحمام قام بخلع ملابسه اخذ حمام سريع ارتدى ملابسه النظيفة ثم خرج من الحمام وجد الممرض بانتظاره وبيده كوب من القهوة
الممرض:"انا جبتلك قهوة ولاحضرتك مبتحبش تشربها"
ثائر:"لاء طبعا بحبهاومتشكر جدا على جدعنتك معايا"
الممرض:"متقولش كده ولو حضرتك عايز حاجة تانية اطلب"
ثائرمتشكر جدا عن اذنك"
الممرض:"اتفضل"
اخذ "ثائر" كوب القهوة وذهب الى غرفة زوجته شعر بانتعاش قليل بالرغم من الحزن الذى يفتت قلبه من رؤيتها بهذا الشكل سحب كرسى وجلس بجوارها اخذ يدها بين يديه يقبل يدها بكل ما يحمله فى قلبه من عشق لها وجد دموعه تتساقط على يدها
ثائر بدموع:"وتينى انتى سمعانى لو سمعانى انا عايز اقولك انا مقدرش اعيش من غيرك انتى لو مصحتيش يا "وتين" انا هموت يا" وتين" هموت كل يوم الف مرة وانا شايفك كده فأميرتى الحلوة مش لازم تفضل نايمة كتير لان اميرك جمبك انتى مش محتاجة تستنيه هو ربنا وجده فى الدنيا دى علشان يكون نصيبك انتى وتكونى انتى نصيبه"
ظل يقبل يدها بقوة ويشعر باهتزاز فى جسده بسبب الشهقات الصادرة منه بسبب بكاءه حاول تمالك نفسه الا انه لم يستطيع فمن يراه لا يصدق ان هذا هو "ثائر العمرى" الذى كانت لاتهتز شعرة واحدة فى راسه بسبب اى شئ كان ولكن الآن يبكى بقوة هدأت عاصفة بكاءه قليلا وضع يدها بجانبها ذهب إلى السرير الاخر فهو طلب من مدير المستشفى بالسماح له بالمكوث مع زوجته فى غرفة واحدة نظرا لمعرفته القوية بصاحب المستشفى فصاحب المستشفى كان الصديق المقرب لأخيه الراحل "رؤوف" وضع رأسه على الوسادة اغمض عينيه من شدة تعبه وارهاقه غفى فى النوم سريعاً
***
عندما عاد" سمير" من عمله وجد أمه واخته فى انتظاره يريدون ان يجد حل مع زوجته فوالدته تتوعد لها ولن تترك ابنها الا وهو يعاقبها بشدة على ما فعلت فهى ستسبب فى ضربها مثلما كانت تفعل مع "وتين"
سمير:"السلام عليكم"
عايدة بمسكنة:"وعليكم السلام يا سمير يا ابنى كويس انك جيت"
سمير:"مالكم كده فى ايه"
هيام:"مراتك يا سمير ضربتنى وكانت هتكسر دراعى وكمان كانت هتضرب ماما"
سمير:"ايه تضرب ماما ازاى يعنى" أميرة" أميرة" انتى فين"
خرجت من غرفتها تنظر اليهم ببرود فهى علمت من نبرة صوت زوجها الغاضبة أنهم الآن فى انتظار ضرب "سمير" لها
أميرة بدلع:"ايوة يا حبيبى ايه ده انت جيت حمد الله على السلامة يا حبيبى"
سمعت نبرة صوتها التى تحوى دلعا واغراء شعر بالضعف يسرى فى مفاصله فهو قد نسى ماذا كان يريد منها الآن
أميرة:"احضرلك الاكل يا حبيبى تلاقيك جعان يا روحى"
سمير:" اه جعان اوى ياريت بسرعة بقى تحضريلى الأكل"
اميرة:'' بس كده من عنيا الاتنين يا قلبى"
سمير:"تسلم عيون الجميل"
عايدة بغضب:"سميييير"
سمير:"ها ايوة يا امى فى ايه"
هيام:"فى ايه! انت بتسأل فى ايه لحقت قوام من كلمتين نستك اسمك"
أميرة:"وهو حرام يعنى جوزى يحبنى يا حماتى ولا ايه هو حمايا الله يرحمه مكنش بيحبك"
سمير:"صحيح يا اميرة انتى ضربتى "هيام" وكنتى هتضربى امى"
أميرة بشهقة:"هااا اضرب امك ازاى يعنى دى برضه حماتى مقدرش امد ايدى عليا"
هيام:"بس ضربتينى انا يا أميرة"
أميرة:"انتى اللى كنتى عايزة تمدى ايدك عليا الأول وانا كنت بدافع عن نفسى والله يا حبيبى انا معملتش حاجة هم اللى مش عارفة عايزين منى ايه لو كده انت تشفلنا شقة برا نقعد فيها شيل ده من ده يرتاح ده عن ده"
عايدة:"تقعدوا فين يا اختى انتى عايزة تاخدى منى الواد اللى حلتى"
أميرة:"لو مش عايزنا نمشى خلاص كل واحد يلتزم حدوده وأنا مش هخدم غير نفسى وجوزى وبس انا كنت بخدمكم بما يرضى الله بس انتوا سوقتوا فيها زيادة اوى كنت بقول معلش علشان خاطر ربنا بس خلاص ربنا ميرضاش بالظلم ده بنتك عندك اهى ابقى خليها تخدمك هى انا خلاص بطلت"
دخلت الى غرفتها بعد ان قالت ما لديها كانت تفكر كيف كانت تتحمل "وتين" منهم كل هذه الافعال التى تصل بالعاقل الى حافة الجنون فيالصبرها عليهم كل تلك السنوات التى عاشتها معهم فهى تعيش معهم منذ بضع شهور قليلة وشعرت بالسأم منهم ومن تصرفاتهم الغريبة
عايدة:"عاجبك كلام مراتك يا سمير"
سمير:"هى مغلطتش فى اللى قالته وانا عارف يا امى معاملتك انتى و"هيام" بس قولتهالكم قبل كده "أميرة" مش "وتين" وهى مش هتستحمل كتير فبلاش تخربى عليا حياتى يا اما كده اشوف شقة ايجار واخد مراتى وامشى علشان ترتاحوا وارتاح انا كمان"
دلف الى غرفته وجد زوجته تجلس على السرير تنظر اليه عاقدة حاجبيها من امتعاضها وضيقها من سلوك والدته واخته معها
أميرة:"وبعدين يا "سمير" هنفضل فى العيشة اللى تقرف دى كتير انا مش ناقصة حرقة دم دا انا عروسة لسه مكملتش كام شهر وزهقت من عيشتى بسببهم هم فاكرين علشان مليش ام فاكرنى ملطشة لاء لا عاش ولا كان اللى يعمل فيا كده واسكتله ان شالله كان مين"
سمير:''خلاص يا "أميرة" عرفت اسكتى بقى وقومى حضريلى الاكل علشان جعان"
أميرة:"حاضر بس هجبلك العشا هنا مش هناكل على السفرة برا"
سمير باستغراب:"ليه مش عيزانا ناكل على السفرة"
أميرة:"مش ناقصة حرقة دم واعصاب اكتر من اللى انا فيها والا كده اروح اقعد عند بابا"
سمير:"تروحى فين لاء طبعا انتى مش هتخرجى من هنا خلاص هاتى الاكل ناكل هنا"
خرجت من الغرفة قاصدة المطبخ قامت بافراغ الطعام لها ولزوجها حملت الصينية متجه الى غرفتها
عايدة:"راحة فين بالصنية دى يا شملولة"
أميرة:"هاكل انا وجوزى فى اوضتنا"
هيام:"ليه ان شاء الله تاكلوا لوحدكم ما ناكل كلنا على السفرة''
أميرة ببرود:"عندك الاكل فى المطبخ روحى فرغى الاكل وكلوا بس بسرعة احسن يبرد عن اذنكم مش عايزة اتأخر على جوزى"
قالت جملتها الأخيرة بكل ما تحملة نبرة صوتها من دلع تبتسم ابتسامة جعلت الغيظ يتملك من قلب والدة زوجها واخته تركتهم وذهبت الى غرفتها نظرت" هيام" الى أمها
هيام بغيظ:"شوفتى بتتكلم بدلع ومياصة ازاى البت دى"
عايدة:"وبعدين هنعمل ايه لتنفذ تهديدها وتاخد اخوكى وتمشى من البيت واحنا ملناش غيره"
فكرت هل يمكن حقا ان تنفذ "اميرة" تهديدها وتاخد زوجها وتترك المنزل وهو سندهم الوحيد بعد وفاة والده
***
بعد مرور يومان...فتح جفونه ببطئ وجدها تنظر اليه بابتسامة مشرقة وعيون لامعة لم يصدق نفسه انه يراها امامه تبتسم له اعتدل سريعاً في جلسته
ثائر بعشق:"وتينى انتى صحيتى يا قلبى انتى كويسة انتى فوقتى يا قلبى"
وتين بابتسامة:"ايه ده كل ده نوم يا حبيبى انت نايم بقالك كتير يا ثائر"
ثائر بلهفة:"حبيبتى انتى كويسة فى حاجة بتوجعك حاسة بحاجة وجعاكى ياوتين"
وتين:"حاجة ايه يا حبيبى اللى بتوجعنى انا كويسة قدامك اهو مالك يا "ثائر" فى إيه"
ثائر:"الرصاصة يا "وتين" مكان الرصاصة مش بيوجعك"
وتين:"رصاصة ايه انت كنت بتحلم ولا ايه يا حبيبى"
ثائر:"يعنى انتى كويسة مفكيش حاجة يا قلبى"
وتين:"ايوة يا حبيبى انا كويسة اوى اهو قدامك انت مش شايف ان انا كويسة يا ثائر"
ثائر بعشق:" عشق ثائر انتى يا "وتين"وحشتينى اوى اوى يا وتينى"
وتين:"وحشتك اوى خالص ولا حبة صغيرة بس"
ثائر:اوى اوى اوى يا قلبى انا كنت حاسس ان انا هموت يا وتين"
لفت ذراعيها حول عنقه تنظر اليه بعيون براقة وابتسامة عاشقة
وتين:"بعد الشر عليك يا حبيبى انا لازم امشى بقى ماما مستنيانى ومش لازم أتأخر اكتر من كده عليها"
ثائر باستغراب:"ماما مين اللى مستنياكى يا وتين"
وتين:"مامتى يا حبيبى انا هروح معاها دلوقتى وهنمشى سوا انا بس جيت علشان اقولك واشوفك قبل ما امشى"
قالت ذلك وجدها تبتعد عنه تبتسم له تلوح له بيدها كمسافر الى طريق ليس له منه رجوع وجده نفسه يرجوها ان لا تذهب وتظل معه شعر بالخوف يحرق اوردته ونبضاته تتسارع كأنها فى سباق
ثائر بخوف:"تمشى تروحى فين لاء يا "وتين" متروحيش معاها خليكى معايا هنا متسبنيش خليكى معايا "وتين" وتييييييين"
انتفض من نومه بسبب صراخه باسمها نظر حوله وجد نفسه فى غرفة المستشفى وهى مازالت نائمة فى تلك الغيبوبة وجد نفسه يقترب بلهفة منها يتحسس بيده وجهها يريد ان يتأكد ان ما حدث منذ قليل لم يكن سوى حلما انتهى بكابوس بشع
ثائر بتنهيدة:"الحمد لله الحمد لله انه طلع حلم"
انحنى عليها يقبل جبينها ثم وجد نفسه يقترب من شفتيها يقبلها برقة شديدة يريد ان يتذوق مذاق شفتيها الذى يسكره ويجعله كالمغيب شعر ان قبلته تحولت من الرقة إلى النهم فهو قد اشتاق اليها كثيرا كأنها غائبة عنه منذ سنوات وليس من مجرد يوم واحد ابتعد عنها وهو يلتقط انفاسه بصعوبة فهذه اول مرة يقبلها ولا يرى تلك النظرة الشغوفة التى كان يراها فى عينيها عندما كان يعانقها فكم اشتاق ايضا الى رماديتها الجميلة فهو اشتاق لكل شئ بها اغمض عينيه بعد شعوره بأن دموعه على وشك السقوط فهو الآن يريد ان يصرخ بكل ما لديه من قوه فقلبه لم يعد يحتمل كل هذا الألم والعذاب كأن قلبه كتب عليه الحرمان من السعادة خرج من الغرفة يشعر بحاجته الى استنشاق الهواء خرج من الغرفة متجهاً الى الحديقة الخاصة بالمستشفى كان يسير شاردا لم ينتبه لتلك الفتاة القادمة التى اصطتدمت به
نورين:" ايه ده مش تحاسب"
ثائر:" آسف يا آنسة على اللى حصل"
نورين:" ابقى امشى بص قدامك بعد كده وانت ماشى تخبط فى خلق الله كده زى الاعمى"
ثائر:" على العموم شكرا على ذوقك وحاضر هفتح وانا ماشى عن اذنك"
يجب ان يذهب الآن فهو لو انتظر دقيقة اخرى ربما لانفجر فيها يخرج ما به من غيظ وخوف على تلك الفتاة تركها واقفة مكانها تتبع خطواته بعينيها حتى اختفى وذهبت الى غرفة والدها فهى ابنة صاحب المستشفى طرقت باب الغرفة ثم دلفت بابتسامة على وجهها
نورين:" بابى انا جيت"
فريد:" اهلا يا حبيبة بابى ايه المفاجأة الحلوة دى"
نورين:" كان عندى مشوار قريب فقولت اعدى عليك نروح سوا خلصت ولا لسه"
فريد:" شوية بس وهنمشى على طول"
نورين:" طب انا هستناك فى الجنينة برا"
فريد:" ماشى مش هتأخر عليكى يا حبيبتى"
خرجت من غرفة مكتب والدها متجه الى حديقة المستشفى ولكنها اصطدمت ب"ثائر" مرة أخرى
نورين:" انت ايه حكايتك بالظبط انت ماشى تايه ليه كده انت هو مفيش غيرك اخبط فيه النهاردة"
ثائر:" حظك بقى جايز انتى اللى ماشية تايهة ما هو لو انتى واخدة بالك انتى ماشية فين مش هتخبطى فيا طالما انتى مفتحة اوى كده وانا أعمى"
نورين:" الظاهر عليك كده قليل الذوق اوى"
نظر اليها "ثائر" رافعاً احدى حاجبيه ينظر لها بعيون عاصفة فهو فى حالة لا تسمح له بالكلام مع احد او ان يثير احد أعصابه. لا تعرف لماذا شعرت بالخوف من نظرة عينيه كأنها تشبه موج البحر الهائج تركها وعاد الى غرفة زوجته. فعادت هى الأخرى لغرفة مكتب والدها
فريد:" انتى مش كنتى هتستنيتى فى الجنينة"
نورين:" غيرت رأيى خلصت يا بابى ولا لسه"
فريد:" خلاص فى بس مريضة هبص عليها قبل ما نمشى علشان تبقى مرات واحد معرفة"
نورين:" ماشى وانا هاجى معاك تشوفها ونمشى على طول"
فريد:" ماشى يلا بينا"
ذهبوا الى غرفة "وتين" طرق فريد الباب ثم دلفوا الى الغرفة ابتسم ل"ثائر" ولكن عندما رفع" ثائر" نظره وجد تلك الفتاة فاستغرب وجودها هنا
فريد:" اخبارك ايه يا ثائر"
ثائر:" تمام يا دكتور عايزة ايه حضرتك تانى لسه فى كلام نسيتى تقوليه"
فريد باستغراب:" هو انتوا تعرفوا بعض"
ثائر:"لاء معرفهاش بس حظى ان انا اقابلها النهاردة واخبط فيها مرتين وتقولى يا اعمى''
نورين:'' سورى مقصدش ان انا اقولك كده"
فريد:" على العموم حصل خير دى تبقى بنتى نورين وده ثائر العمرى اخوه رؤوف اللى يرحمه كان من اعز اصحابى"
ثائر:" أهلا يا آنسة"
نورين:" اهلا بيك وسورى على اللى حصل"
ثائر:" حصل خير"
فريد:" انا كنت جاى اطمن على "وتين" وعليك قبل ما امشى"
ثائر:" شكرا على اهتمامك يا دكتور فريد"
فريد:" متقولش كده ربنا يشفيها ان شاء الله"
واقفة لا تهتم بشئ سوى حركة شفتيه وهو يتكلم وعيناه التى تجمعت بها زرقة السماء والبحر سويا ونبرة صوته الهادئة برغم ما تحمله من عدة انفعالات لم تفيق من تأملها له الا على صوت والدها
فريد:" يلا يا نورين علشان نمشى"
نورين:" يلا يا بابى سلام يا استاذ ثائر"
ثائر بجمود:"مع السلامة يا آنسة"
ذهبت مع والدها ولا تعرف ما أصابها كأنها تريد العودة مرة أخرى الى المستشفى
فريد:" مالك يا نورين فى ايه"
نورين:" مفيش يا بابى بس هى مرات ثائر دى جرالها ايه"
فريد:" كانت مضروبة طلقة بس دخلت فى غيبوبة"
نورين:" طب وهى ممكن تفوق منها امتى هى حالتها خطيرة"
فريد:" مش عارف ممكن تفوق امتى دى حاجة فى علم الغيب بس فعلا حالتها الصحية سيئة"
نورين:" ربنا يشفيها بس هو جوزها قاعد معاها على طول"
فريد:" ايوة مش بيسيب المستشفى خالص حتى طلب منى ان اخليه يفضل معاها فى الاوضة بتاعتها"
نورين:" باين عليه بيحبها اوى"
فريد:" الظاهر كده مقولتليش عملتى ايه فى المعرض حجزتيه"
نورين:" اه لقيت قاعة حلوة اعمل فيها معرض اللوحات السنة دى بس انت هتيجى مش زى كل سنة تقول هاجى ومتجيش"
فريد:" ان شاء الله يا حبيبتى هحاول افضى نفسى يوم الافتتاح"
نورين:" انت متحاولش انت تفضى نفسك فعلا يا بابى وتيجى"
فريد:" ان شاء الله ربنا يسهل"
*"*"*
"فى منزل ثائر العمرى" ارتدت "مريم" ملابسها اخذت بعض الاغراض الخاصة بعمها فكل يوم تذهب إلى المستشفى للاطمئنان على" وتين" التى مر عليها الان اسبوعين وهى على حالتها ولم تفيق من غيبوبتها ذهبت الى المطبخ لترى اذا كانت انتهى "حسنية" من اعداد الطعام التى ستاخذه معها ايضا لعمها فهو لا يفارق زوجته مقيم معها بشكل مستمر لا يتركها لحظة واحدة
مريم:"خلصتى يا دادة الاكل ولا لسه شوية"
حسنية:"لاء يا حبيبتى الاكل خلاص جاهز اهو بس استنى اجى معاكى اشوف وتين"
مريم:"خلاص اجهزى على رمزى ما يوصل"
حسنية:"ثوانى واكون جاهزة"
ذهبت "حسنية" الى غرفتها لترتدى ملابسها وتذهب معهم الى المستشفى فهى ايضا حزينة على حال تلك الفتاة
وصل "رمزى" الى المنزل كعادته لايصال "مريم" الى المستشفى فهو الان من يدير العمل نيابة عن "ثائر" ولكنه تحول من انسان كان لايكف عن المزاح الى شخص اكثر جدية وحزن ايضا بسبب حزن رفيق دربه
رمزى:'خلاص يا "مريم" نمشى ولا ايه"
مريم :''ثوانى بس دادة جاية معانا تشوف وتين"
رمزى:"هى خلصت ولا لسه علشان نمشى"
مريم:"مش عارفة يا دادة يا دادة"
حسنية:"ايوة خلاص انا خلصت اهو"
رمزى:"تمام يلا بينا"
اخذهم "رمزى" فى سيارته منطلقا فى وجهته الى المستشفى وصلوا الى هناك وجدوا "ثائر" كعادته جالسا بجوارها خرج اليهم من الغرفة
مريم:"عمو الاكل والهدوم اهى"
ثائر:"ماشى يا حبيبتى تسلمى"
حسنية:"الف سلامة عليها وربنا يشفيها ويعافيها"
ثائر:"تسلمى ادعيلها"
حسنية:"بدعيلها من غيرما تقول ربنا يعلم وتين غالية عليها قد ايه هى كمان"
رمزى:"ثائر فى شوية اوراق عايزة امضتك علشان الشغل"
ناوله رمزى ملف به عدة اوراق تحتاج الى توقيعه قام بالتوقيع عليها وناولهم لرمزى مرة اخرى
رمزى:"لسه مفيش اخبار يا "ثائر" الدكتور مقلش حاجة
ثائر باحباط:"مفيش جديد هى زى ما هى"
رمزى:"ان شاء الله هتقوم وتبقى كويسة"
ثائر:"ان شاء الله انتى عاملة ايه يا حبيبتى معلش سامحينى ان انا مشغول عنك اليومين دول"
مريم:"متقولش كده يا عمو انت كل يوم تطمن عليا وكمان "رمزى" ودادة معايا متشغلش بالك بيا اهم حاجة دلوقتى "وتين' تقوم بالسلامة"
ثائر:"ان شاء الله"
رمزى:"ثم انت ناسى ان "مريم" مراتى وفى عنيا يا "ثائر" عيب عليك"
ثائر:"عارف يا حبيبى انك واخد بالك منها بس انت عارف "مريم" ايه بالنسبة ليا"
مريم:"ربنا ما يحرمنيش منكم ابدا وتفضلوا على طول جمبى وحواليا"
رمزى:"فى اى حاجة انت محتاجها يا حبيبى قولى لو عايز حاجة"
ثائر:"شكرا يا" رمزى" انا مش محتاج حاجة غير ان مراتى تفوق وترجع ليا تانى"
رمزى بتفاؤل:"ان شاء الله وده هيحصل متقلقش وعلى فكرة قضية "رؤوف" اخوك اتقفلت وكمان التحقيق خلص فى قضية خطف "وتين ومريم" لان "بدر" اللى كان خاطفهم مات"
مريم:"منه لله هو السبب فى العذاب اللى احنا فيه ده كله وهو اللى قتل بابا وماما"
رمزى:"اهو اخد جزاءه ولسه حسابه عند ربنا على اللى عمله كله"
ثائر:"خلاص مش عايز افتكر اسمه مش طايق اسمع اسمه علشان بفتكر كل حاجة وانه هو اللى ضيع منى اخويا وكمان كان هيضيع مراتى"
بعد ان قضوا وقتهم مع ثائر هبوا واقفين حتى يعودوا إلى المنزل
مريم:'عمو عايز حاجة اجبهالك معايا بكرة"
ثائر:"لاء يا حبيبتى تسلمى خالى بالك انتى بس من نفسك"
مريم:"ان شاء الله يلا بينا يا دادة"
حسنية:"يلا يا بنتى والف سلامة عليها مرة تانية"
ثائر:"الله يسلمك"
رمزى:"انا هوصلهم البيت وارجعلك"
ثائر:"ملوش لزوم يا رمزى تتعب نفسك"
رمزى بمزاح:"لاء عايز ارغى معاك شوية مش لاقى حد ارخم عليه"
ابتسم "ثائر" ابتسامة خفيفة فهو يعلم ان رمزى يفعل ذلك حتى يخفف عنه حزنه
قام "رمزى' بايصال "مريم" "وحسنية" إلى المنزل ثم عاد ثانية الى "ثائر" اخذه وذهب للجلوس فى الحديقة الخاصة بالمستشفى فهو يعلم حال صديقه جيداً فذلك الهدوء الذى يكتنفه ربما يختزن بداخله براكين على وشك الانفجار
رمزى:"ها مش هتتكلم يا ثائر"
ثائر بتنهيدة:"عايزنى اقولك ايه يا "رمزى" معنديش حاجة أقولها"
رمزى:"اتكلم يا "ثائر" متفضلش تخزن جواك وييجى وقت وتنفجر فيه"
ثائر:"حلمت حلم غريب اوى يا رمزى ومن ساعتها وانا خايف على وتين"
رمزى:" خير اللهم اجعله خير حلمت بايه"
ثائر:"ان "وتين" بتقولى ان مامتها مستنياها وهتمشى معاها وفعلا سابتنى ومشيت"
رمزى:"دا تلاقى الشيطان بس اللى صورلك الحلم ده علشان يخليك تحزن أكتر استعيذ بالله من الشيطان الرجيم"
ثائر:"اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واستغفر الله العظيم رب العرش العظيم و اتوب اليه"
رمزى:"متفضلش حاطط أوهام فى راسك ان مراتك بعد الشر هبجرالها حاجة خلى عندك ثقة في الله"
ثائر:'ونعم بالله خايف يا "رمزى" ارجع اعيش فى كوابيس تانى خايف الانسانة الوحيدة اللى حبيتها تختفى من حياتى ساعتها انا مش هستحمل الصدمة دى انا ممكن يجرالى حاجة"
رمزى:"بعد الشر عليك يا غجرى"
ابتسم "ثائر" على كلام "رمزى" ف"رمزى" يفعل ما فى وسعه حتى يساعده على الخروج من تلك الحالة التي اصبح عليها
ثائر:'بقالك كتير مقولتليش الكلمة دى"
رمزى:"وحشتك كلمة يا غجرى طب يا غجرى يا غجرى يا غجرى"
ثائر:"بس كفاية ايه بلاعة واتفتحت فى وشى"
رمزى:"بلاعة! انا بلاعة دى اخرتها يا "ثائر" طب دلعنى وقولى يا بلوعتى"
ثائر بتعب:"واد انت قوم روح انا مش ناقصك انت كمان ولا فايقلك"
رمزى:"ماشى يا سيدى همشى عايز حاجة"
ثائر:"سلامتك مع السلامة"
رمزى:"الله يسلمك"
ذهب "رمزى" ظل "ثائر" مكانه بعض الوقت لم ينتبه لتلك الجالسة فى مكان ليس ببعيد تخط بيدها على تلك الورقة التى بيدها تنظر اليه ثم تعود الى الورقة التى بيدها فهى خطت ملامح وجهه على تلك الورقة فهى منذ ان رأته اول مرة ظلت تتردد على المستشفى لعلها تراه ولا تعرف ما هذا التفكير الأحمق التى باتت تفكر به ؟عاد "ثائر" الى الغرفة عاد الى الجلوس بجوارها مد يده يرتب خصلات شعرها ممرا يده على وجنتها بحب واشتياق سمع طرق على باب الغرفة
ثائر:'ايوة اتفضل"
كانت الممرضة المسئولة عن رعاية "وتين" جاءت لتنظيف جسدها حتى لا يسبب لها الرقود فى قروح الفراش
الممرضة:"عن اذنك يا استاذ ثائر علشان عايزة اغيرلها الهدوم اللى عليها"
ثائر:" اه اتفضلى"
الممرضة:" حضرتك فى حد سابلك الظرف ده"
ثائر باستغراب:" ظرف ايه ده وبتاع ايه"
الممرضة:" مش عارفة العامل وصلهولى وقالى اديه لحضرتك"
ثائر:" ماشى شكراً"
خرج" ثائر" من الغرفة قامت الممرضة بسحب الستار على الزجاج وقامت بمسح جسدها وتغيير زى المشفى باخر نظيف بعد الانتهاء قامت بتعليق بعض المحاليل المغذية التى تعيش عليها وتين حاليا فتح الظرف وجد به رسمة له عقد حاجبيه فمن قام برسمه ولماذا ؟ وجد بعض الكلمات تحت الرسمة اخذ فى قراءتها بدهشة كبيرة
ثائر:" إلى عينان لا يليق بهم الحزن وشفتان لا يليق بهم إلا الابتسام"
" ايه ده كمان ومين اللى عمل كده"
بعد انتهاء الممرضة مما تفعله نادت على "ثائر" الذى كان واقفا يفكر من ارسل له بهذه الرسمة؟
الممرضة:"خلاص يا استاذ "ثائر" اتفضل"
دلف الى الغرفة خرجت الممرضة رمى الظرف من يده على المنضدة الصغيرة الموجودة بالغرفة وجلس بجوار زوجته ولكن هذه المرة جلس على السرير يريد ان يشعر بها قريبة منه وجد نفسه ينام بجانبها يدفن وجهه فى عنقها ويده على خصرها ظلت يشتم رائحتها يقبل عنقها
ثائر بهمس:''مش هتصحى بقى يا "وتينى" بقالى اسبوعين محروم من ان انا اشوف عينيكى الحلوة دي او اسم اسمى من بين شفايفك انتى عارفة يا "وتين" انا لما كنت بشوفك جنبي كنت بحس ان مالك السعادة اللى فى الدنيا دى كلها مجرد ما كنتى بتبصيلى كنت بضعف قدامك من نظرة عنيكى بقيتى انتى نقطة ضعفي بقيتى بالنسبة ليا فتنة العالم كله كانت ابسط حركة منك او موقف كان بيخلينى عايزك تبقى ملكى قريبة منى مجرد التفكير فى انك ممكن تبعدى عنى كنت بتجنن مكنتش بحب حد غريب يبصلك او يتكلم معاكى واول مرة قربت منك فيها وبقيتى مراتى بجد الدنيا مكنتش سيعانى من كتر الفرحة انك بقيتى ليا مراتى وحبيبتى ودنيتى كلها بس الظاهر اميرتى النائمة عجبها النوم ومش عايزة تقوم وتشوف اللى حصل لحبيبها من غيرها اصحى بقى يا "وتين" وحشتينى يا قلبى مش كفاية عذاب فيا لحد كده يا "وتينى" بقى وتصحى "ثائر" بيموت بالبطئ يا "وتين" مبقتش قادر استحمل وجع قلب اكتر من كده"
تساقطت دموعه على عنقها وظل هكذا يحدثها بما فى قلبه حتى غلبه النوم بجوارها ولم يشعر بنفسه
*"*"*
استيقظت نورين من نومها ارتدت ملابسها سريعاً لكى تذهب إلى المستشفى لكى تراه فحالها انقلب رأس على عقب منذ ان رأته اول مرة فى المستشفى وهى قد ارسلت اليه صورته التى قامت برسمها فهى ستذهب الى هناك لتتكلم معه بأى حجة فهى تريد ان تراه فقط
استيقظ من نومه قام من مكانه ذهب الى الحمام توضأ وخرج بدأ صلاته بخشوع بعد الانتهاء جلس مكانه يدعو الله ان يرد اليه زوجته فسمع صوت يهتف به
:"حرما"
ثائر:"جمعا ان شاء الله"
ثم نظر الى من يحدثه باستغراب شديد
الفصل الواحد والعشرون من هنا