رواية نورة الفصل العشرون20بقلم lehcen tetouani


 

رواية نورة الفصل العشرون بقلم lehcen tetouani


...... جلست نورة على المقعد مقابل خديجة المستلقية على السرير التي تذكرت اليوم المشؤوم بالنسبة لها والدموع تنزل من وجنتيها كالمطر وهي تروي تفاصيله لنورة التي كانت تنصت لها بكل إهتمام

كانت لي صديقة أحبها مثل أختي اخبرها بكل شيء حتى اسراري ويوم احببت شابا سكن في ضيعتنا من جديد إذ أسر قلبي واحببته بكل جوارحي وكنت دائما اتتبع خطواته من بعيد دون ان ألمح له او يعيرني اي إهتمام منه  فكانت صديقتي هي المنفس الوحيد لما احسه من آهات وعذاب الحب من طرف واحد

وفي تلك الاثناء كنت أرفض بسببه كل الخطاب وكل مرة اتحجج بأي سبب مقنع او غير مقنع وأملي ان يلتفت ذلك الشاب لي ولو بنظرة ومن حظي كان ذاك الشاب إلتفت إلى صديقتي واعجب بها فحاول التقرب منها ولأنها اصيلة ونبيلة واعز اخت وصديقة رفضته ونبهته ان هناك فتاة تحبه من قلبها وعليه ان يبحث عنها لانه لن يجد احد يحبه بإخلاص مثلها حتى ولو وجد مئة فتاة معجبة به

ورغم كل محاولاته ليعرف من أكون إلا انها أبت ان تشير له ولو ببصيص يوجهه إلى مكاني أويعلم من أكون لانها تخاف ان يستغل حبي له وأضيع بسببه ربما قد يكون ايضا طائش التصرف بل نصحته ان يدع قلبه ربما هو من يقوده إلي ذات يوم

إنتظرته كثيرا وقلبي زاد تعلقا به رغم البعد والجفا من المشاعر التي لم يبادله اي شعور منه ولكن انا إنتظرت بإرادتي ولكن هل العمر كذلك ينتظر معي وهل والدي واخي ايضا يقبلان ان اكون عانسا وكل بنات الضيعة التي هم في سني تزوجن  وانجبن اولادا واختي خولة ماذنبها تنتظر دورها بفارغ الصبر لتكون عروسا من بعدي. 

في احد الايام جاء لي والدي وقال لي خديجة مبروك حان الوقت ان تكوني عروسا وصاحبة بيت مسؤولة عنه واما في المستقبل وعندما علمت من هو العريس صعقت

كان عثمان صاحب هاشم الذي كان يزورنا مابين الفين والآخر اعجب بي عندما رآني اقدم له الضيافة في منزلنا ولكن ليست هنا المشكلة في قبولي بالزواج او لا بل بعثمان نفسه الذي يكبرني في العمر بسنين عدة و التي كنت أراه بعيد كل البعد ان يكون لي زوجا لاتوافق معه في حياتي المستقبلية

ولماذا قبلتي به إذا وقلبك وعقلك كانا رافضان له
حينها إنتهت الحجج فعثمان كان رجلا شهما وعلى خلق وكم كان يمدحه اخي ووالدي من ورائه فمالذي تتوقعين يكون سبب رفضي له لايوجد خاصة ان هشام اقنعني ان صديقه طيب و سيدللني ويلبي كل حاجياتي و.. و.. و فلم استطع غير قول موافقة
 
بعدها قرر الجميع ان تكون الخطبة الرسمية ويوم العرس معا في آن واحد لان عثمان كان مستعجلا في تلك الاثناء كانت روحي تكاد تخرج مني فكثر ذهابي وإيابي لصديقتي لتزيح بعض همي هنا إلتفت ذاك الشاب لي اخيرا ولكن بعد ماذا

ولكن هذه المرة انا من اصبح يهرب من انظاره وتتبعاته وقبل يوم العرس بيوم واحد جاءت صديقتي وهي شاحبة المنظر ترتجف ويتلعثم لسانها وبالكاد اخرجت بعض الاحرف الغير واضحة من فمها حتى نطقت اخيرا بكل وضوحعصام يريد ان يأتي مع اهله لخطبتك
 
صعقت وأصابني إنهيار حتى صديقتي خافت من الاول ان يكون ردي بإنفعال جسماني كما خافت ان تكون السبب في تعاستي خاصة والعرس لم يبقى له إلا يوما واحدا ياليتها جعلته سرا ولم تخبرني به ابدا ولكنها المسكينة ارادت ان تعلمني حتى لايكون عليها ذنب بإخفاء الحلم الذي إنتظرته طويلا. 

وماذا بعد هل إستسلمتي ولم تحاولي ان تحققي حلمك الذي يظهر عليه مستحيلا منذ البداية.؟ 
هنا قاطعهما بالدخول عليهما الشيخ وهاشم لكي يطمئنا على خديجة فهاشم كان يؤجل رأي اخته منذ الحادث لكي لايصطدم برأية نورة نورة التي عندما رأته إنتفض قلبها وشعرت بالحنين لزوجها السابق لهاشم الذي لقت في اول ايامهما الحب والحنان والرعاية  منه ولكنه تغير واصبحت لاتعرفه وكأنه رجلا آخر كان مختلفا تماما.

ارادت الخروج من الغرفة ولكن الشيخ منعها وفي كل الوقت كان هاشم يسرق انظاره إلى نورة وقلبه يدق بقوة بسبب كتلة مشاعر إنتابته فجأة الغضب والحنين والشك والطمأنينة كلما ينظر في وجه نورة
تعليقات



×