رواية عزلاء امام سطوة ماله الجزء الثاني 2 الفصل السادس والخمسون 56 بقلم مريم غريب




 رواية عزلاء امام سطوة ماله الجزء الثاني 2 الفصل السادس والخمسون 56 بقلم مريم غريب 



( 56 )


_ ليس الحبيب ! _


تبعته بخطواتٍ راكضة عبر رواقٍ طويلٍ يفضي إلى مصعدٍ كهربائي.. و لكنه قبل أن يصل إليه تمامًا، قبل أن تحط أنامله على زر الاستدعاء ... 


إنبعث صوتها هاتفًا باسمه من الخلف محملًا بكل شوقها و لهفتها و لوعتها : 


-فادي ! 


جمدت أصابع "فادي" فوق زر المصعد لحظة سماع صوتها ... 


لم يتحرك من مكانه على الفور.. لكنه لم يمكث طويلًا على تلك الوضعية... سرعان ما استدار بطامل هيئته المهيبة ذات التغييرات الطفيفة التي أعطته مظهر الثقة و الجلال 


علقت أنفاس "هالة" بحلقها، عندما تلاقت عينيها بعينيه الخضراوين اللامعتين كعانقيد الزيتون الناضجة النضرة 


"فادي"... أخيرًا "فادي".. حبيبها الذي ظنّت بأنها لن تراه قبل وقتٍ طويلٍ جدًا... ها هو.. بشحمه و لحمه يقف أمامها.. هو فقط... إنما الآخر.. الحبيب... لم يكن هنا أبدًا ! 


••••••••••• 


-إيه إللي جابك و عرفتي مكاني إزاي ؟! 


تسمّرت "هالة" محلها... هناك عند عتبة حجرة المكتب المخصص لزوجها.. أو طليقها ! 


لم تتخيّل أن تكون هذه أولى كلماته لها بعد كل هذه المدة، صحيح لنها تخيّلت الأسوأ.. لكن إتضح بأن هذه النبرة وحدها الأكثر سوءً كما شعرت الآن !!! 


تمكنت "هالة" من إبتلاع الجفاء الناضح منه و من نظراته و كلماته.. تغاضت عن كل شيء و ولجت مغلقة باب المكتب وراءها .. 


كان يقف على مقربةٍ منها، بمنتصف الحجرة الصغيرة المرتبة و الباهرة في آنٍ.. تقدمت منه، لتقف تاركة مسافة قصيرة بينها و بينه ... 


-إزيك يا فادي ! .. مرة ثانية يخرج صوتها في وجوده 


تحلّت ببعض الثبات، بينما يرد عليها بفتورٍ مُلقيًا الحقيبة من يده السليمة فوق أحد المكتب القريب منه : 


-الحمدلله.. كويس. جاوبي على سؤالي بقى من فضلك. إيه إالي جابك و عرفتي مكاني إزاي ؟ 


إزدردت ريقها بقدرٍ من التوتر و قالت بصوتٍ أبح : 


-أنا ماكنتش متصورة بصراحة تقابلني المقابلة دي.. آه ممكن أكون عملت حسابي أسمع كلمتين قاسيين على شوية عصبية منك ...


-لالالالا ! .. قاطعها "فادي" بلهجةٍ مستخفة 


-مافيش الكلام ده أكيد. أنا بيني و بينك إيه عشان أتصرف بالشكل ده معاكي ؟ كان زمان يا هالة هانم.. إنتي دلوقتي ماتخصنيش لا من قريب و لا من بعيد. و لا تهميني أساسًا 


كانت عبارته من الأول للأخر بمثابة طعنةٍ مسمومة رشقت بقلبها مباشرةً، لم تعطها التأثير الفعلي.. لكنها أطفرت الدموع من عينيها، الدموع التي لم تهزه قيد أنملة، بل زادته تكبرًا و قساوةً عليها و هو يرى تدفق مدامعها و يستمع إلى صوتها المُمزق بالنشبج المكبوت : 


-هدوءك.. قسوتك. طريقتك دي كلها بتموتني يا فادي ! 


-بعد الشر عليكي ! .. قالها مبتسمًا بتهكمٍ


-ماتخافيش يا هالة هانم.. مش هاتموتي. إللي يبقى عنده إرادة زيك و هدف مصمم على تحقيقه مهما حصل.. الحياة مش ممكن تغلبه أو تكسره


-إنت كسرتني ! .. تمتمت بصعوبةٍ 


فادي رافعًا حاجبيه : 


-لا و الله !! 


أردفت "هالة" غير عابئة بسخريته منها : 


-بُعدك عني.. كسرني. إنت سبتني منغير ما تسمع. منغير ماتفهم.. مادتليش فرصة. أقولك إني بـ آ ا ... 


-أسكتي !!! .. صاح "فادي" مقاطعًا للمرةً الثانية، و أكمل بحدة شديدة : 


-إياكي تنطقيها.. إنتي سامعة ؟ إياكي !!! 


هالة بتحدٍ عنيد : 


-لأ هانطقها.. بحبك. بحبك يا فادي.. ياما قولتها. يمكن في البداية ماكنتش أقصدها.. بس كنت بتصدقني. ليه. دلوقتي و أنا قصداها بجد مش عايز تسمع و لا تصدق ؟؟؟ 


-عشان أنا مش لعبة في إيدك يا ست هانم ! .. هتف بعصبيةٍ جمّة و هو يخطو خجوة واسعة تجاهها 


كان وجهه عبارة عن جمرة كبيرة مشتلعة، بدا العنف حبيسًا في عمق عينيه و هو يحدق فيها بنظراتٍ مباشرة مستطردًا بغلظةٍ : 


-إنتي فكراني إيه ؟ إنتي و أهلك.. لعلمك كلكوا على بعض كده ماتسووش في نظري حاجة. قبل ما أعرفك و تربطني بيكي أي علاقة كنت بكره عيلتك و على راسهم إبن عمك الواطي. رغم إنه صلح غلطته مع أختي و عمل كام لقطة حلوة معانا.. عمري ما صفيت من ناحيته. و الحقيقة إن عمري ما هاصفى.. كان في أمل إنك تكوني مختلفة بالنسبة لي و أفتح معاكي صفحة جديدة.. لكن دلوقتي بقى بقيتي زيه. زي عيلتك كلها. ماتسويش في نظري أقل حاجة يا هالة هانم. بطل جاهك و جمالك.. و لا تفرقي معايا خلاص. ده آخر كلامي.. و ياريت ترجعي مكان ما جيتي بسرعة. إنتي مالكيش حد هنا تستني عشانه ! 


و إلتفت ليلتقط حقيبته مرةً أخرى، ثم جاء ليمر من جانبها معتزمً الرحيل.. فإذا بها تنفجر مُعلنة : 


-أنا حامل ! 


صعقته الكلمة فجأة صلبته بأرضه، د ةستغرقه الأمر دقيقةٍ كاملة حتى استوعبها جيدًا... ليستدير في مواجهتها ثانيةً 


كانت على وجهه أكبر علامة إستفهام، بينما هددت ساقي "هالة" على حين غرة بالسقوط.. فسارعت بالجلوس فوق أقرب كرسي و هي تلهث من شدة الأعياء .... 


______________


"إذا كنتَ محبطًا، حزينًا، ترى العالم بنظراتٍ سوداوية.. أحضر ورقة، و دوّن بها كل ما يُثقلك، ثم أحرقها، بعدها ربما تهدأ قليلًا .. ! " ... 


لأول مرة بحياتها تسير "سمر" خلف تلك الترهات المروّجة عبر متصفح (Google).. نفذت بالحرف الواحد النصيحة و دوّنت كل ما يضيق صدرها و يؤرقها ليلًا و نهارًا 


و خاصةً ذلك الموقف الذي لا ينفك يراودها منذ حدوثه، في أحلامها و حنى في صحوتها.. حين باح لها بكل شيء و لم يتردد للحظة... تتساءل كيف واتته هذه القوة كلها.. كيف صارحها ؟ .. 


و هي.. كيف تساهلت بدورها.. كيف لم تثور مثل كل مرة ؟ أهذا فتور ؟ فتور أصاب علاقتها به ؟ أم أن خيبة أملها فيه كانت كبيرة بحيث أعجزتها عن إتخاذ ردة فعل حازمة ؟ 


في الحقيقة لا تدري بالضبط أيّ من هذا الأصح تعبيرًا.. لكن الشيء الوحيد الذي تثق منه هو أنها لم تعد كالسابق.. حتى لو كان لا يزال قادرًا على إخضاعها و السيطرة عليها ... 


Flash Back .. 


بعد هزيمتها المخزية أمامه مجددًا.. لم تسمح للعواطف بأن تتغلّب عليها هذه المرة... فسحبت نفسها من بين أحضانه و قامت متدثرة بروبٍ وجدته ملقى أسفل مشجب ملابسها الداخلية 


جلست فوق الآريكة الصغيرة الحمراء ذات الغُرز جمالية الشكل.. نكست رأسها غير قابلة النظر إليه.. إلا أنه لم يكترث لتصرفها و شد كرسي بالجوار ليجلس أمامها ... 


-جاهزة تسمعيني و تستوعبي كلامي كويس ؟! .. هكذا ألقى "عثمان" سؤاله الثاقب على زوجته باسلوب لا يخلو من الشِدّة 


أومأت "سمر" رأسها دون أن تتطلع إليه.. هذه المرة أرادت بأن تعرف حقًا... كل شيء أرادت أن تحيط به علمًا... عسى أن ينتهى كل هذا.. عسى الأمر يستحق كل هذا العناء ! 


يتنحنح "عثمان" متحفزًا في جلسته، ثم يسحب نفسًا عميقًا و يمصي قائلًا بصوته القوي الواثق : 


-إنتي فاكرة لما قولتلك إن جوازي من نانسي كان مجرد خطوة مضطر أخدها.. و أكيد كمان فاكرة لما قلت إن ده هايحصل بسبب حاجة لو ماكنتش حصلت عمري ما كنت هافكر أتجوز عليكي.. و بعدها قولتلك لو عندك ثقة فيا هاتقفي جمبي و تسانديني لحد ما نعدي المحنة.. طبعًا إنتي ماعملتيش كده خالص ...


و هنا ترفع "سمر" وجهها لتنظر إليه ..


ثبت ببرودٍ أمام نظرتها الملتهبة، بينما تقول بصوتٍ أثقلته نيران الغيرة : 


-لا بجد ! طيب و إنت عملت إيه ؟ لأ قلت إيه من الأول ؟ .. لما جيتلي ليلة ما كتبت عليها.. مش قولتلي إن عمرك ما تفكر فيها ؟ عمرك ما تحب تقرب منها أو تلمسها ؟ عمرك ما تتخيل واحدة غيري في حضنك ؟ مش إنت قلت كل ده جوا و أنا نايمة في حضنك ؟؟؟ 


علا صوتها قليلًا بأخر العبارة و قد بدا عليها الانفعال و هي تشيح بذقنها مشيرة تجاه غرفة النوم ... 


أجفل "عثمان" لأول مرة الآن، لكنه ما لبث أن استعاد رباطة جأشه و رد عليها بهدوء : 


-مظبوط.. و أنا ما عاملتهاش عكس كده 


-كدااااااب !!! .. صرخت "سمر" بوجهه بجماع نفسها 


-أنا من ساعة بالظبط شوفتك.. شوفتك تحت في المكتب و إنت. و إنت ... 


اختنق صوتها بالدموع فجأة و لم تقوَ على إكمال الجملة، رفعت كفيها و غطت وجهها مجهشة ببكاءٍ مكتوم.. لينهض "عثمان" متجاهلًا قرون استشعارها التي أحست باقترابه و دفعتها للابتعاد عنه 


لكنه أبقاها مكانها، و ركع أمامها فوق الأرض ممسكًا بكفيها، و مباعدًا إياهما عن وجهها ليرى جيدًا و هو يقول محاولًا تهدئتها : 


-سمر.. إللي شوفتيه مش حقيقي.. و الله ما حقيقي. صدقيني.. أنا إنهاردة نهيت علاقتي بنانسي. أي حاجة حاولت تربط بيها بيني و بينها خلاص راحت. ماعادش في مجال لأي غلط ممكن أقع فيه معاها. و إوعي تقارني نفسك بيها.. إنتي أنقى و أحلى حاجة امتلكتها في حياتي. إنتي حبيبتي يا سمر. أنا ماحبتش غيرك. أنا بحبك ! 


صدر أنينها مكتومًا من بين شفاهها المطبقة، بينما تغمغم بمرارةٍ : 


-بتحبني.. تقوم تتجوز عليا. مهما كانت أسبابك.. أنا عمري ما هاقتنع بيها ... 


إتسمت نظراته بقتامة قاسية في هذه اللحظة، ثم قال بجمودٍ و كأنه ينتزع السر من قاع الجحيم : 


-سمعتي و سمعة عيلتي.. شرفنا كلنا و مستقبل إبنك. دي كلها أسباب ماتتهمكيش و لا تقنعك يا سمر ؟! 


توقف نشيجها الخافت لبرهةٍ، ثم إنقطع.. و هي تحدق فيه عاقدة حاجبيها بشدة .. 


ليتنهد تاركًا يديها، و يقوم ماشيًا نتحية باب الحجرة المربعة.. يستند بكتفه إلى إطار الباب المزدوج، يعقد ساعديه أمام صدره العاري، ثم يبدأ برواية القصة كلها عليها ... 


-قبلت تتجوز واحدة كانت مع عمك ؟؟؟ 


كان هذا السؤال هو تعليق "سمر" الوحيد بعد سماع تصريحات زوجها ...


ليرد الأخير مستنكرًا : 


-هو ده كل إللي شاغلك في الحكاية كلها ؟ ده إللي خرجتي بيه من كلامي كله ؟!! 


هبت "سمر" واقفة بلحظة هاتفة : 


-إنت سامع نفسك فعلًا ؟ و لا إنت مش مدرك الوضع إللي إنت فيه ؟ .. إنت حبيت تصلح غلطة. بكارثة ! 


و إنفعلت بغتةً : 


-ده إنت في يوم من الأيام قولتلي ماليش في الجواز الرسمي و خلتني أمضي معاك عقد عرفي.. ماكنتش عايز تتجوزني أصلًا لولا إصراري. و دلوقتي تقع في المصيدة دي ؟ صحيح.. ما يقع إلا الشاطر يا عثمان باشا. شوف ربنا عمل فيك إيه !! 


-سمر !!! .. صاح محذرًا بغضبٍ شديد 


و لكنها لم تتراجع عن موقفها، و لم تتبدل نظرتها إليه طرفة عين .. 


ساد الصمت لثوانٍ بدت ثقيلة جدًا، حتى قررت "سمر" أن تتجاوزه خارجة من حجرة الملابس لتقصد دورة المياه ... 


Back 


خرجت "سمر" من الذكرى الأشدّ وطأة بعقلها مُعبئة شهيقًا عميقًا إلى رئتيها.. زفرته ببطءٍ، ثم هبطت بناظريها لترى الورقة التي أخذت تدوّن فيها ما بداخلها 


اكتشفت بأنها قد ملأتها بالفعل.. لكن ما من شيء وقعت عليه عيناها مفهوم... كلها عبارات قالتها أو قالها زوجها من مختلف المواقف التي جمعت بينهما في السراء و الضراء 


تأففت "سمر" بضيقٍ شديد، و مجددًا سحبت و الورقة و أشعلت فيها النار بالقدّاحة، ثم ألقتها بسلة النفايات أسفل قدمها.. لترجع و تعيد الكرّة مرةً أخرى على أمل أن تجد بداخلها ذلك الشيء الذي يغير صدرها بالحزن و المرارة فتبوح به، ثم تحرقه و تتخلص منه.. هكذا بمنتهى البساطة ... 


___________ 


فتح باب الشقة عن آخره داعيًا إياه للدخول بلهجةٍ جافة : 


-إتفضلي ! 


إستجابت "هالة" لدعوته و خطت بقدمها اليُمني للداخل ... 


الشقة بناطحة سحاب، و بطابقٍ شاهق تستطيع أن ترى من خلال وجهاتها الزجاجية السُحب و البنايات المجاورة في قلب المدينة الاستثمارية الضخمة و الأشهر حول العالم.. بالاضافة إلى رُقي المكان و ذوق الديكور العصري الجذاب المبهج للنظر 


ليس هناك أفضل من ذلك بالطبع ... 


ارتعدت "هالة" فجأة حين سمعت باب الشقة يُقفل، إستدارت من فورها ناظرة نحوه.. كان يحمل حقيبتها العملية الصغيرة في يده السليمة، رأته يضعها عند المدخل، ثم يمشي ناحيتها بتوأدة و هو يقول بصلابةٍ : 


-شايف في عينك أسئلة كتير.. بس خلينا متفقين إن مش من حقك تسأليني أي سؤال. إنتي هنا في البيت ده ضيفة. لحد ما أشوف أقرب فرصة أنزل بيكي مصر. ممكن قرب الولادة. عشان المصاريف و تسجيل الطفل و الحاجات إللي إنتي عارفاها 


-مصاريف إيه مش فاهمة ؟! .. تساءلت "هالة" ببلاهةٍ 


فادي بصرامة : مصاريف إبني أو إبنتي.. أيًّا كان إللي في بطنك. هو ملزوم مني. مني أنا بس.. و من لحظة ما عرفت بوجوده محدش هايصرف عليه جنية غيري.. أنا ماقبلش جمايل و لا معروف من حد 


رمقته بعدم تصديق.. هل هذا وقت الحديث عن تلك التعقيدات ؟ بحق الله ... 


إنه لن يتغير أبدًا !!! 


-يعني إنت مش هاتردني ؟! .. استوضحته "هالة" بجديةٍ 


أجابها بحسمٍ : لأ.. مش هاردك. الموضوع منتهي بالنسبة لي.. و مش هايز أفتحه مرة تانية. إنتي هاتقعدي هنا ضيفة. معززة مكرمة. مالكيش عندي أكتر من كده لحد ما نرجع مصر.. حتى الكلام بينا لازم يبقى بحساب. فاهماني كويس ؟ الجواب على أد السؤال 


رفرفت بأهدابها عاجزة على الرد، كيف تراها ترد و بِمَ.. إنه لا يحدد إقامتها فحسب، إنما يقرر مساحات أبسط حقوقها الأنسانية.. الكلام و التحاور... يريدها أن تحيا بالوحشة و الوحدة في وجوده 


ما هذا العقاب !!!! 


-أنا خارج دلوقتي ! .. قالها بصوته العميق 


-ماظنش في حاجة في البيت ناقصة. بس لو احتاجتي حاجة كلميني على الرقم إللي سجلته عندك من شوية.. دلوقتي مش عايزة أي حاجة ؟ 


إلتمعت نظراتها بألق الشوق و هي ترنو إليه الآن، فتجرأت و قالت بصراحةٍ مطلقة : 


-عايزاك. عايزاك إنت يا فادي.. أنا لسا بحبك ! 


أطبق جفونه بقوة و هو يستمع إليها، عادت القساوة تجلل قسمات وجهه كلها.. لم ينتظر ثانية أخرى أمامها و أولاها ظهره بنية الرحيل ... 


لكنها مدت يدها بسرعة البرق.. فقبضت على كفه بشدة، و قالت بنظراتٍ صاغرة و لهجةٍ منكسرة : 


-بقولك لسا بحبك... و إنت ؟!! 


لم يختلج محياه مثقال شعرة حتى و هي لا تراه، و مرةً أخرى شد يده من يدها بحزمٍ، ثم تركها متجهًا للخارج ! ............................................................. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الفصل السابع والخمسون من هنا



تعليقات



×