رواية عزلاء امام سطوة ماله الجزء الثاني 2 الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم مريم غريب




 رواية عزلاء امام سطوة ماله الجزء الثاني 2 الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم مريم غريب 


( 45 )


_ مزاج حاد ! _


جالسًا فوق كرسي الصالون الصغير، يسند جبينه إلى يده المرتكزة إلى ساقه المرفوعة فوق ركبة قدمه الأخرى، كان الضجيج من حوله يزداد بمرور الثوانِ و اللحظات.. الجميع تقريبًا فوق رأسه، و كلّ و مطالبه و مشكلاته 


أحس و كأن دماغه تنتفخ كبلون... مع استمرار حديثهم و مناقشاتهم بين بعضهم.. ليجد نفسه و قد فقد السيطرة على أعصابه فجأة، فيصيح منفعلًا بشدة و هو يرفع وجهه إليهم : 


-بــــس !!! 


أطبق الصمت فورًا و جمد جميع أفراد العائلة الماثلين أمام "عثمان البحيري".. أمه و أخته و رضيعتها النائمة على صدر والدتها...


عمل على تهدئة نفسه أسرع من المعتاد، ثم تطلع إليهم قائلًا بخشونةٍ : 


-بالدور لو سمحتوا.. واحد واحد. ممكن ؟! 


و تنفس بعمقٍ مكملًا بلطف و هو يشير بيده نحو أمه أولًا : 


-اتفضلي يا فريال هانم.. سامعك ! 


بللت "فريال" شفتها السفلى بطرف لسانها، ثم قالت برقتها المعهودة : 


-سمر يا عثمان.. مش هاينفع خالص تروح و تنقل عشان تعيش في بيتها القديم. و كمان يحيى و ملك يروحوا معاها. أنا شايفة إن حالتها النفسية مش مظبوطة أبدًا. مافيش سبب يخيلها تروح هناك بعد ما فادي سافر و مش راجع زي ما فهمتني.. أنا متعلقة بيها و بالولاد. مش هقدر أستحمل حاجة زي دي !! 


زفر "عثمان" بحرارة، لكنه رد عليها بصوتٍ فاتر : 


-أنا عارف سمر بتقول إيه من ليلة إمبارح يا ماما. و عارف بردو إنها لسا مصدومة و ليها عذرها.. سبيها تتكلم و تقول كل إللي هي عايزاه و ماتقلقيش إنتي خالص. موضوع إنها تنقل لبيتها القديم و تاخد الولاد ده مش هايحصل. أنا هاتصرف معاها اطمني 


تنفست "فريال" الصعداء و قد شعرت براحة فائقة الآن، ليومئ "عثمان" برأسه ناقلًا ناظريه إلى شقيقته التي تقف إلى جوارها ... 


-ها غيره يا صفية ! .. تساءل متذرعًا بمزيدٍ من الصبر 


تقدمت "صفية" خطوة للأمام و قالت بنزعةٍ عصبية : 


-بص يا عثمان. أنا عارفة إن كلكوا واخدين موقف من هالة.. بس I'm Sorry في الوضع إللي هي فيه ده أنا إللي فيكو هافضل واقفة جمبها. و لو محدش كلف نفسه ياخد باله منها هاعمل أنا ده يا عثمان عشان تكون عارف. مهما حصل هالة من دمي و تخصني لو عملت إيه 


سحب "عثمان" شهيقًا نزِقًا و هو يفرك وجهه بكفيه بقوةٍ، ثم عاود النظر إلى شقيقته قائلًا باقتضابٍ حاد : 


-تحت أمرك يا صافي هانم انتي كمان.. اتفضلي قوليلي. إيه إللي ممكن تكون بتعاني منه الست هالة هانم بعد إللي عملته فينا عشان نفرش كرامتنا لمعاليها مداس. اتكلمي يا حبيبتي خير ؟!! 


ضمت "صفية" حاجبيها بعبسة غاضبة، لكنها تجاهلت سخريته الواضحة و ردت بغلظةٍ : 


-هالة محتاجة دكتور. صحتها بقالها فترة في النازل. و إمبارح بالذات بعد إللي عملته فيها.. تشوفها دلوقتي كأنها مع الأموات 


-يعني مطلوب مني إيه مش فاهم !! .. قالها باستهجانٍ بيّن، و أردف برعونةٍ فجّة : 


-ألبس سماعات و أكشف عليها و لا أجيب Thermometer و أقيسلها الحرارة ؟ .. ماتكلمي دكتور يجي يشوفها و لا وديها مستشفى. أنا ماااالي. هو أنا هاشغل دماغي بامراضها و تمثيلياتها كمان ؟ أنا فيا إللي مكفيني و كفاية هاتصدر للكارثة إللي هاتحل على راسنا كمان شوية بسببها .. 


ربما كان يتخذ الإهانة في الحديث كأسهل تعبيرٍ، لكن الجميع يدرك جيدًا بأنه لا يفعل ذلك إلا تفاديًا لغضب عظيم إذا أطلق له العنان فستكون الخسائر وخيمة لكل الأطراف، إن هو إلا شرًا بداخله يحاول السيطرة عليه بتلك التصرفات و هذه الكلمات الجارحة.. لأجل هذا عليهم الاستماع إليه، الاستماع فقط ... 


-و إنتي يا آنسة ! 


انتفض الفرد الثالث الذي وقف خلف سيدة المنزل و إبنتها لمجرد سماع صوت كبير العائلة شديد اللهجة.. لم تكن سوى إحدى المستخدمات المخصصين للقسم السفلي بالقصر 


تطلعت الفتاة اليافعة في وجلٍ إلى سيدها مغمغمة :


-إحم. عثمان بيه.. هو كان في ضيف. ضيف مستني حضرتك برا على البوابة ! 


تحفزت ملامحه و هو يسألها بصوتٍ أجش : 


-ضيف مين ؟ قصدك نبيل الألفي ؟ هو وصل ؟؟ 


-لأ يا باشا.. ده ضيف كان جه مرة قبل كده. دكتور أدهم عمران ! 


-و سايبينه واقف كل ده ؟!!! .. صاح "عثمان" و هو يهب واقفًا بعنفٍ مفاجئ 


وثبت الفتاة خطوة للخلف و هي ترد بذعرٍ : 


-أنا كنت واقفة مستنية أما حضرتك تأذنلي بالكلام آ ا .. 


-هشششش خلاص ! .. هكذا أخرسها بحزمٍ 


ثم مضى متجاوزًا الجميع إلى الخارج، أعطى أمرًا بالسماح للدكتور "ادهم" بالدخول فورًا... و كان يقف بانتظاره عند مدخل باب المنزل 


استقبله "عثمان" راسمًا ابتسامة كبيرة على محياه، ما إن وصل عنده حتى تصافحا بحرارةٍ، ثم تعانقا للحظة و عقّب "أدهم" قائلًا : 


-البقاء لله يا عثمان.. عظّم الله أجركم في عمك و ألهمكم الصبر 


عثمان بامتنانٍ شديد : 


-و نعم بالله.. متشكر يا دكتور أدهم. إتفضل لو سمحت. إتفضل ! 


و سار به إلى الداخل.. حتى أجلسه بالصالون الذي كان فارغًا الآن ... 


-أنا كنت عايز أجي من إمبارح و الله ! .. قالها "أدهم" و هو يجلس مقابل "عثمان" فاتحًا زر معطفه الثقيل 


-بس كان عندي شغل في الجامعة و ارتباطات للأسف ماعرفتش آجلها. سامحني بالله عليك يا عثمان 


عثمان بلطفٍ : ماتقولش كده يا أدهم.. كفاية مجيتك بس. في أي وقت. إنت بقيت حاجة كبيرة عندي. مش هبالغ لو قولتلك غلاوتك من غلاوة مراد و صالح . ما هو أنا ماليش أخوات رجالة. و هنا أخواتي. و إنت كمان زيهم دلوقتي 


-الله يبارك فيك و يحفظك يا سيدي. نفس الشيء و الله بالنسبة لي. أنا كمان زي حالاتك وحداني ! .. و ضحك مكملًا ليغطي على حرجه منه : 


-و أحب أكرر أسفي على تصرف مراتي. و الله أنا إتكلمت معاها و خلاص هي عمرها ما هتحاول تتواصل حتى مع مدام سمر. إطمن خالص. و بعتذر للمرة الأخيرة 


ابتسم "عثمان" ليبدد هذا الحرج المتبادل بينهما و النادر الحدوث بالنسبة إليه، ثم قال برفقٍ : 


-و الله ما تقول كده و لا تعتذر. أنا إللي بعتذرلك.. أنا كنت عصبي بس عشان الوفاة جت فجأة و لما كلمتك و قولتلي أجي بنفسي أعزيك ماكنتش عاوز أتعبك فقلت الكلام ده و أنا ماعرفش طلع مني إزاي.. أنا إللي آسف. مدام سلاف على راسي و الله مهما حصل 


-الله يخليك.. كلك ذوق ! 


و ساد الصمت بينهما لبرهةٍ، إستشف "أدهم" خلاله وجود خطبًا ما بمضيفه و صديقه الجديد.. و كعادته تعامل بجديته و شفافيته المعهودة و توجه إليه بالسؤال مباشرةً : 


-خير يا عثمان ! فيك حاجة مضايقاك ؟! 


نظر "عثمان" له و لم يتكلم على الفور.. بل غزت الابتسامة ثغره من جديد و هو يقول مثنيًا عليه : 


-يعني بجد مش عارف أقول فيك إيه يا دكتور.. هاتخليني أشك إن ليك كرامات بجد و لا إيه ؟ 


ضحك "أدهم" بتفكهٍ و قال : 


-لا و الله و لا كرامات و لا حاجة. ده تقدر تقول عليه احساس بس.. أنا حاسس إنك مش تمام. في قلبك حاجة. أو مخنوق من حاجة.. على فكرة أنا مستمع جيد جدًا. ممكن تفضفض و انت مطمن كمان 


عثمان بجدية : أنا فعلًا محتاج أتكلم معاك ! 


أدهم بسماحة و رحابة صدر كبيرة : 


-و أنا سامعك.. معاك للصبح ماتقلقش 


سحب "عثمان" نفسًا عميقًا.. لكنه لم يكد حتى يزفره، فبرز صوت الوافد المنتظر فجأة ... 


-مساء الخير ! 


ارتفعت نظرات كلًا من "عثمان" و "أدهم" لتقابلا نظرات "نبيل الألفي" الذي وصل لتوّه .. 


كان ماثلًا أمامهما مبتسمًا بسماجةٍ لا يخطئها النظر، في المقابل لم يتكلف "عثمان" عناء الرد عليه في الحال.. فتمكن "أدهم" ببصيرته النفّاذة أن يدرك بأنه سببًا في سوء مزاج مضيفه ... 


-و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ! .. قالها "أدهم" ببشاشة نائبًا عن "عثمان" في الرد 


لم تمر لحظة أخرى، و قال "عثمان" في إثره و هو يقوم واقفًا و قد تبدّل حاله مئة و ثمانون درجة فصار يبتسم له أيضًا : 


-أهلًا أهلًا.. أهلًا يا نبيل .. 


و صافحه الأخير قائلًا : 


-أهلًا بيك يا عثمان.. أخبارك إيه إنهاردة ؟ 


عثمان بثباتٍ متقن : 


-زي الفل.. إنت عامل إيه ؟! 


-تمام و الله الحمدلله. لو عدينا حالتي النفسية السيئة بس.. لسا مش قادر أصدق إللي حصل. مش قادر أصدق إن رفعت الله يرحمه يعني ... 


-كلنا لها يا بيلي ! .. قالها "عثمان" بقصد الترويح عنه 


ربت على كتفه و هو يدعوه للجلوس : 


-أقعد يا نبيل.. أنا كنت مستنيك 


نبيل مبتسمًا بخبث : 


-و أنا كنت جايلك ! 


و ما لبث لبّى دعوته و جلس بوسط الأريكة المواجهة ... 


-طيب إيه !! .. تمتم "عثمان" رامقًا إياها بنظراتٍ أقرب إلى الزجر رغم ابتسامته 


-أنا شايف بدل المقدمات و التزويق إللي مالوش لازمة.. ندخل قي الموضوع علطول أحسن. و لا إيه رأيك ؟! 


وافقه "نبيل" بايماءة صغيرة : 


-عين العقل يا أبو يحيى.. طبعًا ندخل في المفيد عدل 


تنهد "عثمان" متظاهرًا بالاسترخاء و قال : 


-طيب مبدئيًا الدكتور أدهم مش غريب.. ف هانتكلم في وجوده عادي 


نبيل بهدوء : مافيش مشكلة ! 


-تمام ! .. ثم تنحنح "عثمان" و قال بجمودٍ : 


-بلغني إللي هالة عملته يا نبيل. و عارف إنت جاي ليه إنهاردة.. بس إديني بقصر المسافات عشان مانفرهدش من بعض منغير داعي 


نبيل ضاحكًا ببرودٍ مستفز : 


-ربنا ما يجيب فرهدة يا عثمان.. إحنا في الأول و في الأخر أهل 


عثمان بحدة : لأ.. مش أهل. تاخد كام يا نبيل و تكنسل إتفاقك مع هالة ؟؟ 


رفع "نبيل" حاجبه و لم يعلّق.. فتابع "عثمان" بنفس الاسلوب : 


-أنا مش مسؤول عن تصرفات ولاد عمي آه. لكن لما توصل المسألة لخصوصيات العيلة و الشكل العام لإسمنا إللي حافظنا عليه سنين.. ف أنا طبعًا يحق لي أتكلم و تطلع من تحت إيدي أفعال كمان .. 


و أضاف بصراحة يغلّفها تحذيرٍ واضح : 


-طول ما أنا عايش لا يمكن أسمح لحد يهز إسم عيلتي و لو بأبسط حاجة.. إنت مش قليل يا نبيل. عندك كتير و مش محتاج مننا و لا من غيرنا حاجة. لكن مع ذلك بقدملك عرض. تاخد كام و ترجع نصيب هالة في البيت و تِركة العيلة ؟ أتمنى مايوصلش الأمر بينا لطرق مسدودة و نلجأ للمحاكم و كده. أنا مابحبش الشوشرة الفارغة. و بردو أحب أنوّرك و أقولك. لو حصل و وقفنا قصاد بعض في محاكم إحنا إللي هانخرج كسبانين.. كسبانين في كل الأحوال. فكر فيها صح يا نبيل 


مرّت لحظات صمتٍ مطوّلة، قبل أن يضع "نبيل" ساقًا فوق الأخرى و هو يقول بفتورٍ : 


-خلصت يا عثمان ؟! 


رمقه بنظرة عدوانية محضة، فابتسم مكملًا : 


-أولًا إنت غلط معايا في نقطة. هي أصلًا أساس القاعدة اللي إنت عاملها دي كلها و مفتاحها.. أحنا أهل فعلًا يا عثمان. مش لازم أكون قصدت في كلامي عيلة البحيري. لكن هالة و صالح.. هالة و صالح من أهلي. و بناء على كده بالذات لا إنت و لا أشطر محامي ممكن تجيبه يقدر يبطل اتفاقي مع هالة.. أنا مش هاكنسل حاجة. أنا جاي أعيش وسط ولاد أختي إللي ماليش غيرهم و مالهمش غيري في الوقت الحالي في مقام أبوهم. مين يقدر يمنعني دلوقتي ؟ 


-أنا يا نبيل !!! .. هتف "عثمان" بثقة، لو بمعنى أدق بعنجهيةٍ مستنكرة ترفض قبول فكرة حلول ذاك الرجل بمنزله بصفة المالك 


يظل "نبيل" محافظًا على ابتسامته و هو يقول : 


-ماتقدرش يا عثمان.. صدقني ! 


و كاد "عثمان" يناطحه الرد بأعنف منه، لولا تدخل "أدهم" في هذه اللحظة : 


-أنا آسف بس هقاطع كلامكو دقيقة واحدة ! 


نظر "عثمان" له و قال باقتضابٍ و هو يقطب وجهه بشدة : 


-إتفضل يا دكتور.. قول إللي إنت عايزه !! 


توجه "أدهم" سبؤاله إلى كلاهما ... 


-على حسب ما فهمت النقاش بيدور حوالين بيع نصيب فرد من أفراد عيلتك يا عثمان للأستاذ نبيل.. صح ؟ 


عثمان / نبيل : صح ! 


تابع "أدهم" تساؤلاته : 


-عثمان حابب يبطل البيع. و هو يقدر يعمل كده فعلًا بحق الشفعة.. إلا إذا ! 


-إلا إذا إيه ؟؟؟ .. سأله "عثمان" مستنكرًا بشدة 


أجفل "أدهم" بتوتر و هو يسأل "نبيل" : 


-حضرتك قلت تقرب للعيلة. أو للبعض منها.. إيه صفة القرابة بالظبط ؟ 


أجابه "نبيل" برزانة : 


-أنا أبقى خال صالح و هالة. ولاد المرحوم رفعت البحيري. إللي يبقى عم عثمان 


نقل "أدهم" بصره إلى "عثمان" الذي بقى يرمقه بترقبٍ، ثم قال : 


-بص يا عثمان.. أنا عندي فكرة عن أحكام الشفعة. عارف إن لو حد من عيلتك حابب يبيع نصيبه في حاجة أو حتى باع و إنت رافض. القانون بيسمحلك تلغي البيع و تشتريه لنفسك لو حابب. لكن الحد ده باع لحد تاني من عيلتك بردو. أو من عيلته هو.. ف القانون بيعترف بالبيعة 


عثمان بخشونة خطيرة : 


-إزاي ده ؟ لأ طبعًا !! 


هز "أدهم" رأسه آسفًا و هو يدلي إليه : 


-إذا وقع البيع بين الأصول و الفروع أو بين الزوجين أو الأقارب حتى الدرجة الرابعة أو بين الأصهار حتى الدرجة الثانية.. فلا يجوز الأخذ بالشفعة. دي مادة في القانون أنا فاكرها كويس. لأني حضرت حكم شفعة قبل كده ! 


جف حلق "عثمان" و هو يواصل التحديق بعيني "أدهم".. يناشده تغيير كلامه... أو حتى إيجاد حلًا ما.. و لكن بدا أن هذا كل ما يستطيع تيمه و المساعدة به 


أيّ مساعدة ؟ لقد فاز خصمه و ها هو يرنو إليه مبتسمًا بهدوء لم يخدعه ... 


غرز "عثمان" نظراته بعيني "نبيل" الماكرتين، لم يتكلم... لكن في صدره أقوالًا كثيرة، أقوال لا يمكن التعبير عنها سوى بالأفعال فقط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! 

الفصل السادس والاربعون من هنا



تعليقات



×