رواية نورة الفصل الثامن عشر بقلم lehcen tetouani
...... امسكا والد هاشم وخولة من ذراعي هاشم وبصعوبة اخرجوه بعيدا عن نورة وما إن خرج حتى اصبح يصرخ كالمجنون بأعلى صوته يفتش عن زياد الذي لم يجده لانه اخذه اخاه عثمان وناصر خارج المنزل ليفهمان عليه مالذي يحدث وماسبب مجيئه
إنقلب منزل هاشم رأسا على عقب ولا احد يتفق مع أخيه أحدهم متهم والثاني محام والثالث يقاضي والآخر في حيرة من أمره
بينما الشيخ كعادته يرى الامور بحكمة فطلب من هاشم في تلك الاثناء ان ينتقل للمنزل الآخر حتى يهدأ وتظهر الحقيقة خاصة انه خرج عن طوعه وحاول ان يضرب زياد
لولا عثمان وناصر اللذان انقذوه مابين فك يديه في اخر لحظة حينها اعطى عثمان المال الذي كان يحتاجه زياد لانه خسر في القمار وعليه دين كبير وجب تسديده في الحال قبل ان يأذونه بتهديداتهم وطلب منه الرحيل وانذره انها آخر مرة يعطيه فيه المال وعليه ان يبطل عادته السيئة ويصبح كالبقية رجلا كباقي الرجال الذين يعتمد عليهم
قبل ان يرحل زياد قال لهاشم سأقول لك ياهاشم كلمة واحدة فقط وارحل ربما لاتصدقني لأني سكير ومقامر مما زاد ظنك بي سوء ولكن إسمع لكلامي زوجتك أطهر من الشرف هي عفيفة ونقية وإن خسرت إمرأة كهته فانت خسرت بقية حياتك وداعا وآسف حقا على كل ماحدث بسببي رغما عني
إنتقل فعلا هاشم إلى المنزل الآخر فهو لم يستطع ان يشاهد نورة أمامه نورة التي طلبت من الشيخ ان يأخذها إلى عمتها بعد ان طلقها إبنه ولكنه ابى وطلب منها التريث والصبر قليلا فهو يرى مالايراه البقية
اما خولة فهي لم تتحمل الوضع فعادت إلى منزلها بعد معاتبة وتأنيب اختها خديجة عن كل ماسببته من مشاكل وتفريق اخوها عن زوجه.
كما عثمان عاد ايضا معهم إلى دياره وترك زوجته خديجة وراءه الذي اصبح لايتحملها وينفر من افعالها لتصرح وتمرح في المنزل بمفردها
مر اكثر من اسبوعان وعادت نوبة الدوار التي كانت تزور نورة بين الفين والآخر وعندما اغشي عليها لثاني مرة اخذها الشيخ إلى المستوصف القريب منهم وعند معاينتها إتضح
قال لها نورة مبروك انت حامل
تلقت نورة صدمة بعد سماعها الطبيب يبارك لها عن حملها فالشيء الذي خطر في بالها تلك الاثناء جنينها الذي فقدته سابقا رغم محاولاتها بالإحتفاظ به فاقشعر بدنها وهي تشاهد شريط الذكريات المؤلمة يمر امامها فاحتضنت بطنها وهي تقول في نفسها
هل استطيع ان احتفظ بهذا الطفل او اخسره مثل سابقه خاصة وانا امر بهذة الظروف الصعبة التي اعيشها هذه الايام
فرح الشيخ بالخبر وبارك لنورة ودعا الله ان يحفظها ويحفظ حفيذه او حفيذته من كل سوء واراد ان ينقل فرحته لباقي افراد عائلته وبدأ بمناداة صابر فور وصوله إلى المنزل.
نعم ياجدي انا هنا هل نورة بخير هل احضرت لها الدواء لتشفى المسكينة من تعبها
تعال ياصابر سأخبرك بشيء انت الآن اصبح لك اخ او أخت بعد تسعة أشهر من نورة حضر نفسك لتكون اخا يعتمد عليه.
احقا.. احقا يانورة ستجلبين لنا طفلا صغيرا احمله وألعب معه كأصحابي الذين لهم إخوة يلعبون ويمرحون معهم
صحيح ياصغيري. ولكن لن يكون جميلا مثلك فانت ستبقى الولد المدلل والمحب لقلوبنا
عانق صابر نورة وهو يقول احبك يانورة مثل امي.
قال خ خديجة ياصابر كيف تقول شيء كهذا فشتان بين هذه وتلك هل تسألها اولا من هو والده.
قال الحج خديجة قبحك الله كيف تقولين كلام كهذا وامام طفل صغير كهذا.
اني اقول الحقيقة ياوالدي؟
حينها فرت نورة كالبرق إلى غرفتها بعد ان حسبت الله عليها وتركتها تجادل والدها الذي تطلب منه ان يعيد نورة إلى والدها
علم هاشم بالخبر وطبعا سمع لكلام اخته خديجة ان مافي بطن نورة ليس من صلبه كما طلب منها عبر اخته ان تلحق بوالده الحقيقي زياد وان مكوثها في منزل والده لايفيدها بشيء فهو طلقها وبالنسبة إليه اصبحت غريبة.