رواية نورة الفصل السابع عشر بقلم lehcen tetouani
..... لم يتوقع زياد ان يجد نورة مغشية عليها في الإسطبل كما لم يتوقع سوء الكلام الذي وجهته إياه خديجة عندما كان خارجا من غرفة نورة بعد ان وضعها على مخدعها واراد بعد ذلك المساعدة لإيقاظها فلم يجد غير خديجة امامه و التي وجهت له ابشع إتهام
ماقصدك بذلك ياخديجة إستعيذي بالله من الشيطان وتعالي ساعديني في إيقاظ نورة فهي مغشي عليها حتى احضر القليل من الماء واوافيك
هذا الكلام قله يازياد لواحدة غبية كي تصدقك اما انا فلا اكذب عيوني مارأت
هل تتكلمين عن جد ياخديجة ام جننتي لكي تتسلي في أمر كهذا مالذي تهذين به وأنقصي من صوتك رجاء اتريدين فضحنا ونحن ابرياء تأكدي اولا ثم أنثري كلامك القبيح هذا كيفما شئتي
عبث ماكان يقوم به زياد من توضيح لخديجة عن الموقف المحرج الذي وضعته فيه خاصة بعدما إجتمع البقية عليهما بسبب صراخها ولكن إصرار خديجة غير معقول الذي شوهت به سمعة نورة في دقائق حتى ادخلت الجميع في الشك بحدوثه
دخلت خولة على نورة فوجدتها تبكي بحرقة ويديها تغطيان وجهها إذ سمعت كل ماقالته ولفقته إياها خديجة والتي لقبتها بالخائنة والفاسقة
حاولت خولة ان تسمع منها تبريرا يبعد إدانتها لكن تجأشها من كثرة البكاء حال ان تفهم عليها كلمة وخديجة مازالت وراءها لتتصفها بالكاذبة وانها تمثل عليهم دور البريئة والشريفة.
في تلك الاثناء تدخل الشيخ بعد ان طلب من صابر ان يأخذ اطفال خولة الصغار ويلعبون خارج المنزل فالحديث الذي يدور مابينهم لايحضره الصغار
لم يفهم صابر مالذي يدور حوله إلا انه تقطع قلبه على نورة وهي بتلك الحالة المزرية وخرج وهو غاضب من الجميع بإعتقاده هم من قسوا عليها بكلامهم مثل ماشاهده من صراخ خديجة عليها ونعتها بأقبح الألفاظ الموجهة إليها
طلب الشيخ ان يسمع من كلا الطرفين وهما متواجهان وبعد ان هدأت نورة قليلا من روعها اخبرت الشيخ قالت له انا ياحج لاادري فعلا مالذي اصابني وكيف وجدت نفسي على سريري واخر مااتذكره وانا انظف الإسطبل احسست بدوار مفاجىء وبعدها لم استفق إلا على صراخ خديجة وزياد التي تتهمني بالباطل.
وكم اتأسف عليها انني ظننتها مثل اختي الكبرى وهي لم تحبني منذ رأيتي لاول مرة و لاادري مالسبب و مالذي فعلته لها حتى تنعتني بهذا الإتهام الشنيع ياحج اقسم لك بالله العلي العظيم ليس بيني وبين هذا الشخص اي شيء والله يشهد على ذلك
وانت يازياد كيف حتى وجدت نورة في ذاك المكان؟
قال انا ياعمي لاانكر انني قمت من مائدة الإفطار للبحث عن نورة. فالبعض ذكر انها لازالت نائمة. وبما اني كنت متيقنا انها مستيقظة لاني قابلتها صباحا وهي تحضر الإفطار فاردت ان تشاركنا إياه فقط وبالبحث عنها
لااعلم كيف حتى وصلت إلى ذاك المكان وهو الإسطبل فوجدت نورة هناك مستلقية على الأرض فهرعت إليها وحاولت إيقاظها لكن عبثفحملتها واخذتها إلى الغرفة وما إن هممت خارجها البقية انت تعلمها خديجة وسوء تفكيرها هذا كل ماحدث بالضبط ياعمي ولم ازيد عليه حرفا.
في تلك اللحظة إستدارت خولة نحو اختها خديجة وهي مغتاظة منها لانها كذبت عليها سابقا لما سألتها عن نورة وردت عليها بسيناريوا كان جد درامي منها. واخبرتها انها لها كلام بينهما لاحقا
بعد الاخذ والرد إقتنع الشيخ انه مجرد سوء فهم. وان الشيطان إستغل الموقف لكي يجعل الفتنة بين الاهل.. ولكن خديجة لم تقتنع ولم يهدأ لها بال حتى عاد هشام والبقية مساء من الصيد وصعقته بالخبر دون سابق إنذار او يتوقع امر كهذا يحدث من زوجته في حين لم يمر يوم فقط عن غيابه
بعد ان حشوت خديجة اذنيه بأسوء الكلام وبالإتهام المباشر لزوجته انها زنت وخانته مع سلفها زياد بعد كشفتها مرتان وهما يلتقيان خلسة وخلوة بمفردهما فجن جنون هاشم واغمضت بصيرته عن الحقيقة ولم يحاول حتى التحقيق في الامر فتوجه مسرعا صوب نورة التي كانت مستلقية على سريرها طيلة اليوم من شدة تعبها والدوار الذي ينتابها بين ساعة واخرى
واكمل عليها هاشم إذ إنهال عليها بالصفع على خديها مرة وإثنان واربع لايكاد يتوقف وهو يشتمها ويسبها وهو يردد انت أوسخ الناس حقا كنت احسبك تبتي فكنت معك رجلا فسترتك ولم تحمدي ربك بستر نفسك كيف صدقتك وامنت توبتك فمن له طبعا سيصبح تطبعا طيلة حياته وانت طبعك الوساخة والرذالة من الآن فانا لااريدك بعد الآن فأنت طالق..
وكل هذا ونورة تجهش بالبكاء ولم تستطع الدفاع عن نفسها فلايوجد دليل على براءتها غير كلامها وكلام زياد الذي لا يسمن من جوع