رواية علي حافة الهاوية الفصل الحادي عشر بقلم ولاء عمر
«الفصل الحادي عشر »
القصة اللي قالها دي تشبه لقصتي، حمد وسهيلة كل شوية حد منهم ينصحني من ناحية وأنا أطنش، وكإني مش مستمعة لكلامهم، وكإن هما الغلط وأنا اللي صح لكن.. لكن أنا دلوقتي تايهة، مش عارفة أحدد طريقي، ولا أحدد أنا إيه هدفي، كل اللي حاسة إني عايزة أعمله هو إني أبعد عن السوشيال ميديا لفترة .
كنت قاعدة مش فاهمة حاجة، يعني دلوقتي الاتنين الصحاب اللي بقوا مكاني هما نهلة وشيرين؟
معقول خسرت بسببهم! دول في وقت من الأوقات كانوا ولا كإننا مثلث.
قعدتي في البيت خنقتني بس أنا مش عايزة أطلع، قعدت شوية أسمع في البودكاست، كالعادة الكلام بيأثر في أعماق قلبي.
" لما الإنسان يبعد عن ربنا ويبدأ يمشي في طريق الدنيا والمعاصي، حياته بتبقى زي الدوامة اللي مش عارف يخرج منها. في الأول ممكن يحس إنه ماشي تمام، وإنه بيحقق اللي عايزه، بس مع الوقت يبدأ يحس بحاجة نقصة، حاجة مش مريحاه.
الفلوس والشهرة، والمتعة اللي بيدور عليها، في الآخر مش بتملّي قلبه، بيبقى دايمًا حاسس إنه عايز أكتر، وفي نفس الوقت مش قادر يلاقي السعادة الحقيقية. ساعات يحس بفراغ كبير جواه، رغم كل اللي حواليه من مظاهر النجاح.
القلق والتوتر بيزيدوا، وممكن يوصل لمرحلة إنه ميبقاش عارف ينام كويس من كتر التفكير. كل حاجة حواليه ممكن تكون شكلها حلو من برة، لكن من جوا، فيه إحساس بالخوف، والضيق، والحيرة. كأن قلبه مربوط بحاجة مش فاهمها، ومش عارف يتخلص منها.
الصحبة اللي بتجره للغلط بتبقى مبسوطة بيه وهو بيبعد عن الطريق الصح، لكن في الحقيقة، هما كمان مش حاسين براحة. دايمًا فيه جو من السطحية، الكل لابس قناع، بيضحك ويمثّل إنه سعيد، لكن الحقيقة إنهم زي بعض، تايهين وملخبطين.
ربنا قال في القرآن: "وَمَن أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا"، وده معناه إن البعد عن ربنا عمره ما هيجيب غير ضيق الحال، حتى لو شكل الدنيا من برة مختلف.
اللي بيفهم ده ويرجع لربنا، هو اللي بيكتشف إن السعادة الحقيقية مش في المعاصي ولا في الدنيا، لكن في القرب من ربنا. وقتها بس، القلب بيريح، والنفس بتسكن، وبتبدأ تحس إن حياتك ليها معنى، وإنك ماشي على الطريق الصح."
سمعت كلامه وساعتها بحثت وأنا جوايا إحساس إني عايزة فعلاً أتغير، وكإن في من جوايا حاجة بتزقني، عرفت عن صلاة التوبة، ساعتها أنا وقفت من مكاني وطلعت على أوضتي اتوضيت علشان أروح أصليها، لبست الاسدال الواسع في الأول.
وقفت قدام المرايا وأنا بشوف شكلي وأنا مش باين أي حاجة من جسمي ولا شعري، حاسة إني مرتاحة، فكرة إن مش باين من حاجة مريحاني، حاسة إني مستغرباني.
فرشت سجادة الصلاة اللي كنت حطاها زينة وكنت بصلي أيام وجود سهيلة، لكن كنت بحس الموضوع حاجة روتينية، بس دلوقتي في جزء جوايا عايز يأخد الخطوة وجواه خشوع.
بدأت أصلي وأنا دموعي بتنزل، كل دمعة معاها ندم عن اللي فات،عن اللي عملته، وصلت للسجود وأنا بدعي بكل خشوع وتضرع إن ربنا يغفر لي ويتقبل توبتي، سلمت وقرأت آية الكرسي وقعدت أردد دعاء "رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم".
خطوة بخطوة بحافظ على صلواتي في معادهم، بحس إني بجدد طاقتي وبشحنها، بسمع البودكاست اللي بقى جزء مهم جداً في يومي.
مختفية عن السوشيال بقالي ما يقرب تلات أسابيع، بدخل أشوف وبس مش بظهر في حاجة، شايفة نهلة وشيرين وهما مستمرين وأنا بقالي مدة منشرتش أي حاجة .
سمعت صوت خبطات على باب أوضتي، خمنت إنها حد من اللي بيساعدونا في البيت فسمحت لها تدخل، لكني اتفاجئت وفرحت لما كانت سهيلة، قومت جري عليها وحضنتها وقعدت أحكي لها بحماس عن اللي حصل في غيابها.
حضنتني وهي بتطبطب عليا وبعدها بعدتني وهي بتبصلي في عيني بفخر وهي بتقولي:- أنا فخورة بيكي، وفرحانة بيكي أوي، المهم أنا جاية لك في حاجة مهمة ليا ومفرحاني أوي.
- قولي بسرعة فرحيني.
- طبعاً أنتِ عارفة إني مخطوبة.
- أها، وأنك ملتزمة بضوابط الخطوبة لدرجة إني كنت بنسى إنك مخطوبة.
- أحم إحنا حددنا معاد الفرح وهو هيكون الشهر الجاي، هنكتب وبعدها هنعمله في قاعة مقسومة لجزئين،قاعة للرجالة والتانية للستات.
- إيه دا؟؟ يعني إيه بجد مش هتعملوا فرح عادي؟!!!
- أولاً يا ست جنات إحنا حابين كدا، ثانياً تعالي جربي وهتسمتعتي.
- هو أنا كدا كدا جاية جاية يعني علشان عيون الست سهيلة.
- حبيب عين سهيلة والله الموضوع هيعجبك أصلا، المهم عايزاكي معايا من أول اليوم.
قضينا وقت حلو مع بعض وبعدها مشيت وأنا رجعت لقوقعتي، بتعدي الأيام وبعدها بكون قاعدة في الجنينة بقرأ في المصحف بتاعي لحد ما بيدخل حمد، ساعتها أنا قومت جري وأنا بحضنه وبعيط وأنا مفيش على لساني غير كلمة وحشتني..