رواية علي حافة الهاوية الفصل العاشر 10 بقلم ولاء عمر
لحد ما كنت ماسكة الموبايل وبتفرج على فيديوهات وأشوف مدى نجاحي بس ظهر ليا فيديو كان منزله حمد أخويا، كان بودكاست لشخص و حمد بيشكر فيه وفي طريقته، وبما إني شخص فضولي دخلت ودورت على البودكاست دا واللي كان اسمه " من الصفر" .
دخلت اسمع والحقيقة إنه اسم على مسمى، بودكاست شخصه غريب، كلامه مريح، يجذب، يغيرك من غير ما تحس، يخليك تستشعر مدى كمية النعم اللي ربنا من عليك بيها .
سمعت كام فيديو قصير ليه كان كذا حد مشيره وبعدها إتشجعت وخدت الخطوة وجيبت الـ Airpods بتاعتي وحطيتها، قررت انعزل اليوم دا عن العالم، حسيت إن معنديش طاقة أواجه ولا أتكلم مع حد، عملت الموبايل وضع طيران وقعدت أسمع كام حلقة منه، لكن قطعت وصلة الانعزال بعدما جات في باللي نهلة وإنها وحشاني، فـ قررت إني هروح أزورها في بيتها.
خدت الخطوة وركبت العربية وروحت، بس مش هي اللي قابلتني، لاء شيرين واللي استقبلتني إستقبال حافل الصراحة.
فتحت ليا الباب وهي بتستقبلني باستقبال رهيب حافل، بصت ليا وربعت إيديها :- جنة إزيك، مش منورانا خالص الصراحة.
حاولت أتلاشاها بغضب:- بعد إذنك أنا مليش كلام معاكي، أنا جاية علشان نهلة.
- ونهلة مش عايزه يبقى ليها أي علاقة أو أي صلة ولو بسيطة بحد زيك.
ساعتها مقدرتش أسكت ورديت عليها بترفع :- مش معقول، شيرين اللي كانت بتتلزق فيا علشان شهرتي وفلوسي بتتكلم معايا كدا ؟! مش عارفه من إمتى بقوا بيدوا لعديم القيمة قيمة!
بعدها بصيت لنهلة اللي كانت واقفة وراها:- وأنتِ رأيك إيه في الكلام دا يا نهلة؟ مش عايزه فعلاً تكلميني؟
هزت رأسها بمعنى آه، ساعتها قولت لها بعصبية:- معندكيش لسان تردي سيباها ترغي وأنتِ ساكتة؟
- وأنا هقول إيه غير اللي هي قالته؟ وبعدين ما أنتِ السبب في كل حاجة جرت لينا.
- يعني دا مش قضاء وقدر؟ يعني أنتِ يا نهلة مكنتيش عارفة اللي حصل ساعتها؟!!
- كنتي سبب، إيه جاية عايزة تخلصي مننا ولا إيه ؟
- للدرجة دي ؟؟ طيب تمام؛ أنا ماشية.
خدت بعضي ولفيت علشان أمشي لقيت شيرين بتضحك وبتقولي:- مع السلامة متخليناش نشوفك تاني.
بصيت عليها وأنا بضحك ضحكة مستفزة:- مع السلامة يا شوشو، أبقي شوفي بيت يلمك بدال ما أنتِ يا حبة عيني ملاقياش حتة تلمك، دايرة تقعدي عند كل واحدة شوية، وأنتِ يا نهلة مكنتش أتوقع إنك تمشي ورا واحد. زي دي.
رميت كلامي وسيبتهم ومشيت، وصلت البيت وأنا على آخري من طريقتهم معايا، قعدت بسمع البودكاست شوية وصليت ونمت، قعدت بعدها بكام يوم وأنا متذبذبة في فكرة إني أرجع أروح الشغل تاني ولا لاء لكني كنت متمسكة بيه، نزلت ساعتها الشغل وطنشت إحساسي.
- أستاذة جنة، معلش إحنا استغنينا عن خدماتك ولاقينا أتنين أصحاب ودا هيساعدنا أكتر في الترويج.
- إزاي وأنتو مأكدين لي إنكم متمسكين بيا؟
- الشغل شغل يا فندم، وخلاص كدا العقد إنتهى.
زعقت معاهم وبعدها مشيت، روحت عند سهيلة واتخانقنا إحنا كمان، والحقيقة إنه كان بسببي وبسبب عصبيتي، وكمان بسبب إنها حاولت تنصحني وأنا مسمعتش لنصيحتها.
- نعم يا حمد، قصدك إني غلط؟
- أيوا غلط يا جنات، يعني دي جزاتها إنها نصحتك؟
- حتى أنت كمان هتغلطني؟
- خليكي كدا شايفة إنك صح على طول لحد ما تخسري كل اللي حواليكي.
قفلت معاه وقعدت مع نفسي وأنا تايهة ومش عارفة أحدد حاجة، بس أكيد أنا مش غلط، لو غلط فـ فين غلطي أصلاً؟ ما كل الناس بتعمل كدا!
أسبوع إتنين تلاتة وبيقولوا إني بروج لحاجات كدابة ومضرة، متابعين بيقلوا، هجوم عليا من كل ناحية، معقول هو دا عالم السوشيال ميديا اللي كان واخد عقلي؟
روحت قعدت على المرجيحة وشغلت البودكاست وكان ساعتها بيحكي قصة وقعدت أسمعه.
"فيه شاب كان متعود يعمل حاجة غلط، زي مثلاً إنه يتاجر في حاجة حرام أو بيعمل حاجة مش قانونية، لكن هو شايف إن اللي بيعمله عادي وبيجيبه فلوس كويسة. أهله وأصحابه كانوا شايفين إن الطريق اللي هو ماشي فيه هيوديه لنتيجة وحشة، فبدأوا ينصحوه ويكلموه بالراحة.كل ما حد منهم يقعد معاه ويكلمه، كان بيقول لهم: "انتوا مش فاهمين حاجة، أنا مش بعمل حاجة غلط. ده شغل وبيدخل فلوس، وأنا مش بأذي حد." كانوا يحاولوا يقنعوه إن فيه طرق تانية للشغل وكسب
الفلوس، وإن الفلوس اللي بتيجي من حاجة حرام عمرها ما هتجيب خير. لكنه كان دايمًا يرد عليهم إنه هو عارف مصلحته أكتر منهم.مع مرور الوقت، بقى فيه مشاكل في حياته بسبب اللي بيعمله.
ممكن يكون بدأ يحس بالذنب أو يحس إن حياته مش ماشية كويس، لكن برضه كان مكمل في اللي بيعمله ومش عايز يغير رأيه. كل ما حد يقوله إنه غلط وإن ربنا مش هيرضى عن اللي بيعمله، كان يقول: "أنا مش محتاج حد يقولي الصح من الغلط، أنا عارف أنا بعمل إيه."
اللي حواليه بدأوا يقلقوا عليه، وبدأوا يبعدوا شوية عنه عشان بقى عنيد ومش بيسمع لحد. بقى فيه مسافة بينهم وبينه، لأنهم حاسوا إن كلامهم ملوش تأثير عليه، وإنه متمسك برأيه مهما حاولوا يقنعوه. في نفس الوقت، الشاب بدأ يحس إنه لوحده، لكن برضه كان مصمم على موقفه.
الشاب ده فضل مكمل في الطريق الغلط، كل يوم بيعدي وهو مصرّ على موقفه، متجاهل كل النصايح اللي جات له من أهله وأصحابه. الفلوس اللي كان بيكسبها من شغله الحرام بدأت تزيد، وده خلاه يحس إنه كان صح من الأول، وإن الناس اللي كانت بتحذره هما اللي غلط.لكن مع الوقت، الدنيا بدأت تضيق عليه. شغله بدأ يجيب له مشاكل، سواء مع القانون أو مع الناس اللي بيشتغل معاهم. وبقى في خلافات كتير وضغط عليه من كل ناحية. الفلوس اللي كانت بتدخل بسهولة في الأول، بقت بتخرج أسرع، وبدأ يحس إنه بيدخل في دايرة مشاكل مالهاش نهاية.في نفس الوقت، الناس اللي كانوا بيحبوه ويخافوا عليه بقى عندهم قناعة إنه مش هيتغير. بعضهم بعد عنه خالص، والبعض التاني كان بيحاول من بعيد إنه يساعده أو يحافظ على علاقته بيه، لكن من غير فايدة.
بعد ما الشاب ده اختار يمشي في الطريق الغلط ويبعد عن ربنا، حياته بدأت تتغير بشكل ملحوظ. في البداية، كان فاكر إنه بيعيش حياة حلوة ومليانة بالفلوس والنجاحات اللي كان بيشوفها قدامه. لكن مع مرور الوقت، بدأ يحس بفراغ كبير جواه. ساعتها حس بـحاجات كتيرة منهم
الوحدة، فقدان السكينة:الشاب ده كان دايمًا حاسس بقلق وتوتر. رغم إن الفلوس كانت بتدخل، لكنه كان دايمًا حاسس إنه في حاجة ناقصة.
الندم المستمر:رغم إنه كان مصرّ على موقفه لفترة طويلة، بدأ الشاب يحس بندم شديد. كل يوم كان بيفتكر كلام أهله وأصحابه اللي حاولوا ينصحوه، ويفتكر إزاي كان بيرفض يسمعهم.
الندم ده كان بياكل فيه، لأنه كان عارف إنه ضيّع حاجات كتير بسبب عناده وإصراره على الغلط.التوهان:مع بعده عن ربنا، الشاب حس إنه تايه. كان بيدور على أي حاجة تديه له راحة أو سعادة، لكن مكنش بيلاقي غير مؤقت. كل حاجة كانت بتبقى مجرد مسكنات، لكن الألم الداخلي كان بيزيد مع الوقت. بقى فاقد للبوصلة اللي توجهه للطريق الصح، وكان عايش من غير هدف واضح. فقدان الأمل:الشاب في النهاية وصل لمرحلة فقد فيها الأمل. بقى شايف إنه حتى لو حاول يصلح غلطاته، الطريق هيكون طويل وصعب. الإحساس ده كان بيدفعه أكتر للغرق في اليأس والندم، وماكنش عارف يبدأ منين أو يعمل إيه."
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا