رواية ولادة من جديد الفصل المئه والتاسع 109 بقلم مجهول

 



رواية ولادة من جديد الفصل المئه والتاسع 109 بقلم مجهول


كان تنفس فايزة بطيئاً ومنتظماً عندما نامت. سار حسام إلى الجانب الآخر من السرير حيث كانت ادارت ظهرها إليه ورأى أنها كانت فعلاً قد نامت، بل وغرقت في النوم.


رفع يده يلمس المكان الذي صفعته فيه، وشعر بالذهول لو لم يكن خده لا يزال لاذعاً، لكان ظن أن الخيبة برمتها كانت. حلماً. فعلى كل الأحوال، كيف يمكن لشخص أن يكون غاضباً في لحظة، ثم ينام دون تردد في اللحظة التالية؟ لقد


تغيرت فايزة كثيراً جداً، حتى أنه لم يعد يتعرف عليها.


شعر بضيق الصدر حيث أنه لم ينفس عن بعض انفعالاته ولكنه لم يستطع قول أي شيء بعد رأى أنها تنام في سكينة. بل أنه حتى خفف من وطأة خطواته عندما غادر بعد قليل جانب السرير، واستقر على الأريكة في الخارج. كان الليل قد انتصف بالفعل، لكن عقله ظل مستيقظاً وهو يعيد استرجاع ما قاله شادي له قبل أن يغادرا.


عندما غادرا الحانة، أوقفه شادي: "إن لم تتمكن من فهم الأمن سأغير السؤال."


شعر حسام بالارتباك وهو يحدق في شادي من طرف عينه. على الرغم من أن تعبير حسام ونظرته كانت مشحونة بنفاذ الصبر، إلا أنه لم يبتعد.


قهقه شادي وهو يقول: "الأمر بسيط، فكر فقط إن كانت تتحمل أن تكون فايزة مع رجال آخرين بعد أن تتركل "


عيس حسام في انزعاج: "شادي، ما الذي تريد قوله بالضبط ؟"


هل تتحمل أن تعانق فايزة رجال آخرين وتقبلهم، أو فعلت معهم ما يفعله الأزواج؟"


لم يستطع حسام أن يمنع نفسه من العبوس عند ذكر العناق، ناهيك عن الباقي عندما انتهى شادي من الكلام كان هناك غضب واضح في عيون حسام .


وكما لو كان يتوقع ذلك بالفعل، ابتسم شادي قليلاً: كان مقصدي مجرد بلاغياً، ولكنك غضبت بهذا القدر، فكيف ستكون حالتك عندما يحدث هذا فعلياً، يا حسام ؟ لا تنتظر


حتى يفوت أوان اصلاح الامور ثم تندم على ذلك "


إن حدث ذلك فعليا؟ إن فايزة شديدة الذكاء، وسيكون لديها الكثير من المعجبين بعد أن تصبح عازبة . بمجرد أن تتحرر من زواجها، ستكون مع شخص آخر تجده مناسباً لها . كيف يمكن لأي رجل أن يتحكم في نفسه عندما يكون معها؟ لا شك أنهم ....


انقبضت يدا حسام لمجرد تفكيره في ذلك. وبعد برهة اسند ظهره، ووضع رأسه على الأريكة، قبل أن يغلق عينيه من الارهاق. في هذه الأثناء، كانت فايزة تنام نوماً عميقاً


في غرفة النوم .


شعرت بالحيوية والنتعاش عندما استيقظت في صباح اليوم التالي. كانت قد نسيت الفاصل القصير الذي حدث أثناء الليل، عندما اعتدلت جالسة وتثاءبت. كانت على وشك النهوض من السرير للاغتسال، عندما رأت حسام فجأة وكان جالساً على الأريكة.


التقت أعينهما، واستطاعت فايزة أن ترى عينيه محتقنتين. توقفت هل ظل جالساً هنا طوال الليل دون أن ينام؟ إذا لم. 



ینم، فهل يعني ذلك أنه ظل طوال الوقت يحدق في؟ كانت







هذه الفكرة مرعبة.


كان حسام يعلم أنه يجب عليهما أن يصطحبا الجدة إلى المستشفى، لكنه لم ينم على الاطلاق خلال الليل. في النهاية، قررت عدم توبيخه فعلى كل الأحوال، كانت جدته هو العزيزة، وكان يجب عليه أن يضع هذا في اعتباره. بعد أن اتخذت هذا القرار، نهضت لتستعد لليوم.


عندما خرجت من الحمام بعد الانتهاء من روتينها اليومي رأت أنه لا يزال جالساً على الأريكة، ولم تملك إلا أن تذكره


"آه ... ألن تغتسل ؟ يجب أن نأخذ جدتي للفحص."


ظهرت لمحة من نفاذ الصبر في عيني حسام قبل أن ينهض. "أعلم. لست بحاجة لتذكيري."


ثم مر بجانبها ودخل الحمام. لم تجد فايزة ما تقوله عند سماع ذلك. إلا أنها ذكرت نفسها بالتزام الهدوء حيث لم


يتبق سوى بضعة أيام.


نظراً لأنها نامت نوماً هنيئاً، لم يكن هناك هالات سودات


تحت عينيها. وبالتالي قررت أن تتخطى روتين المكياج


ونزلت الطابق السفلي مباشرة بعد تغيير ملابسها. عندما نزلت الدرج، اكتشفت أن والدي حسام كانا أيضاً في غرفة المعيشة، وكانا يتحدثان مع فضيلة التي كانت في الكرسي


المتحرك.


لم تندهش فايزة لرؤيتهما، حيث أنهما كانا قد قالا في الليلة


السابقة أنهما سيأتيان اليوم. لم تمكنا من اللحاق بالطائرة


بسبب اخرها عندما كان من المقرر اجراء العملية، وعلى


الرغم من أن فضيلة لم تدخل غرفة العمليات، إلا أنهما شعرا. بالذين، وعادا في وقت أبكر. وصلا مبكراً في ذلك الصباح على الرغم من أنهما لم يعرفا إن كان سيتم اجراء العملية في ذلك اليوم.


كانت فايزة قد نزلت الدرج للتو عندما سمعت فضيلة تقول لابنها وزوجته: "إنكما مشغولان جداً بالعمل، لذا لا يجب عليكما العودة هنا لهذا السبب وحده إن لم يكن لديكما الوقت الكافي، أنا عجوز على كل الأحوال، لذا لن يهتم أحد على الأرجح إن مت على طاولة العمليات"


قبل سماع النصف الثاني، كانت فايزة قد اعتقدت أن فضيلة كانت صادقة، لكنها سرعان ما أدركت أن السيدة المسنة كانت متعالية فحسب. فكرت في قرارة نفسها: أحيانا تكون جدتي جذابة للغاية.


وضعت فريدة، التي كانت تلعب بالفنجان وتدرسه على الأريكة، وضعت الإبريق بسرعة ونهضت لتركع أمام فضيلة. امسكت بيد المرأة المسنة وهمهمت قائلة: "يا أمي ما الذي تقولينه؟ قد يكون عملنا مهماً، ولكنه ليس بأهميتك. إنك تحتلين المكان الأكبر في قلب زكريا وأيضاً في قلبي، ولا شيء يمكنه أن يضاهيكي "


كانت فريدة تماماً كما تخيلتها فايزة، لكن فضيلة سحبت يدها بنظرة استهزاء: هل تعتقدين أنني سأصدق مثل هذه الكلمات المبتذلة ؟"


أوه، يا أمي. إن لم يكن لبعض الكلمات المبتذلة أي تأثير كبير، فسأستمر في قولها حتى الوصول إلى المستشفى


كفى سأظل اشتكي أنك مزعجة إن فعلت هذا " بدا أن فضيلة كانت مشمئزة، ولكن كان هناك ابتسامة تتراقص على شفتيها.


شعرت فايزة بالغيرة وهي تشاهد أحداث المشهد تتوالى. يبدو أن فريدة كانت قادرة على التعامل مع مثل هذه الظروف بشكل جيد بغض النظر عن سوء مزاج الشخص


وذلك من خلال استعادة الأجواء اللطيفة بشكل مثالي. يا لها من ماهرة لم يكن لدى فايزة مثل هذه القدرات.


رأت فضيلة فايزة، ونادتها: "فايزة؟"


تمالكت فريدة نفسها وتتبعت نظرة فضيلة لتجد فايزة واقفة هناك. كان وجهها الجميل يبدو مبتهجاً. "فايزة."


ابتسمت فايزة لفريدة، وابتسمت على الرغم من شعورها بالخجل، وحيت الجميع: "صباح الخير، يا جدتي. أمي وأبي. لماذا جئتما بهذه السرعة ؟"


كان زكريا شخصاً محافظ للغاية في انفعالاته، ولكنه كان قد شاهد فايزة وهي تترعرع. كانت عائلتيهما قريبتان جداً. وكانت تكاد تكون ابنه له. وفي النهاية أصبحت زوجة ابنه. مما جعل زكريا ووالدها على صلة قرابة، مما عمل على المزيد من التقارب بين العائلتين.


أوما ومنحها ابتسامة صادقة: "كنت قلقاً من حركة المرور لذا جنت مبكراً مع فريدة


تقدمت فريدة وعانقت فايزة فايزة، اعتذر عن ازعاجك


طوال الوقت. سمعت أنك توليت مسؤولية رعاية أمي" 

          الفصل المئه والعشره من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-