رواية أسحار مدفونة الفصل الاول بقلم محمود الامين
كل شيء قسمه ونصيب اكيد سمعت الجمله دي كتير قبل كده ويمكن الجمله دي على قد ما هي صادقه فعلا ربنا بيدي كل واحد نصيبه لكن بعض البشر بيزعلوا بمجرد ما بيسمعوها خصوصا لما يكونوا عاوزين حاجه ومش بتكون من نصيبهم
....
مكنتش متخيل في يوم اني هعمل كده انا المهندس المحترم واقف قدام قبر عشان يدفن اعمال تأذي الناس مش هنكر اني قررت اتراجع كتير لكن كل ما كنت اجي اتراجع افتكر منظر امي وهي بتموت قدام عينيا بسبب كسره النفس وعشان كده كان كل تفكيري في الانتقام نزلت القبر وفي ايدي 3 اعمال بالخراب والموت على الناس اللي اتسببت في موت امي واللي حرمتني من اغلى بني ادمه بحبها في حياتي واللي حرموني اني اتجوز حب عمري... نفذت كل الشروط اللي كانت مطلوبه عشان ادفن الاعمال لكن قبل ما اخرج من القبر ايد متلجه مسكت ايدي بصيت وانا بترعش وكانت الصدمه...
....
#الجزءالأول
المنبه رن على الساعه 8 الصبح وعشان كده كان لازم اقوم عشان الشغل، اه اصل طبيعه عمل الدكاتره صعبه شويه مفيش حاجه اسمها عايز اريح النهارده انت بتكون رايح الشغل وفي ايدك حياه المرضى اللي لازم تحافظ عليها
وعشان ما اطولش عليكم انا الدكتور يحيى دكتور جراحه في مستشفى كبيره جداً في القاهره عندي 37 سنه متجوز من سبع سنين ومراتي اسمها زينب وعندي ولد واحد اسمه عماد
قمت من النوم لقيت زينب محضره الفطار وكالعاده دخلت اخدت دش سريع وقعدت فطرت مع زينب وعماد ولبست ونزلت على شغلي.. واول ما وصلت المستشفى عرفت ان مدير المستشفى عامل اجتماع للدكاتره عشان عاوز مننا تقرير مهم عن الحالات اللي توفت الفتره اللي فاتت وتدهورت حالتها بشكل سريع وخصوصا المصابين بامراض خبيثه او مستعصيه
وعشان كده اتعرض عليا ملف مريض من المرضى اللي يعتبر اغرب حاله عدت عليا في تاريخى المهني
حاله عمر، عمر ابو الفضل... عمر شاب كان عنده 29 سنه وتوفى بمرض كانسر في الدم والعياذ بالله سرطان يعني ولكن حاله عمر تدهورت بشكل سريع مما ادى لوفاته بعد اصابته بالمرض باسبوع واحد لكن عمر ساب جواب قبل وفاته وجنبها مذكرات وانا فاكر اني قريت المذكرات دي وهحكيلكم حكايه عمر
...
دخلت الارشيف جبت ملف عمر واللي كان مرفق معاه جواب سابه عمر قبل وفاته ومعه اجنده صغيره، الجواب بيطلب من اي حد يلاقيه انه يفتح المذكرات ويقراها ويوديها لواحده اسمها ياسمين
وفتحت المذكرات واسمعوا قصه عمر
...
انا اسمي عمر ابو الفضل عندي دلوقتي 29 سنه عمري اللي هينتهي خلاص دلوقتي بعد ما عرفت ان انا مصاب بكنسر في الدم وللاسف في حاله متاخره او تقدروا تقولوا ان حالتي اتدهورت بشكل سريع وعشان كده انا بكتب المذكرات دي
قصتي بتبدا من ايام الجامعه انا كنت في كليه هندسه وكان عندي حلم ان اكون احسن مهندس في مصر بس كان عندي عقده في حياتي والعقدة دي هي بابا، بابا كان محبوس على ذمه قضيه نصب وعشان كده والدتي اتطلقت منه وانا وهي عشنا مع بعض وبطلنا نروح نزوره اصلا لكن سيرته بتلاحقني في كل مكان
المهم ان انا قررت ان انا اركز في دراستي وانسى كل حاجه واخ بالي من والدتي... لحد ما قابلت ياسمين.. كانت اجمل بنت شافتها عيني ياسمين مش بس كانت جميله لا دي كانت دايما بتطلع من الاوائل كانت ذكيه جداً واي حد يشوفها كان لازم بيعجب بيها، كنت بحاول الفت نظرها بأى طريقه لحد ما في يوم قررت اني اصارحها وقلتلها اني بحبها
وكان رد فعلها وقتها مفاجاه بالنسبالي لانها كانت بتبادلني نفس الشعور كانت بتحبني بس مكانش ينفع تقول
ساعتها حسيت ان الدنيا كلها بتبتسملي، معقول البنت اللي حبتها واتمنيتها طلعت هي كمان بتحبني وعشان كده عزمت على اني لازم اتقدملها
ولما سالت عليها عرفت انها من اكبر عائلات اسكندريه وانها جايه تدرس هنا في القاهره بسبب التوزيع الاقليمي اللي بيحصل في التنسيق والدها كان عقيد شرطه سابق متقاعد يعني ووالدتها بنت مسؤول كبير ولكنه توفى من فتره
لما رحت وعرضت على والدتي الموضوع، والدتي كانت موافقه وفرحانه جداً لكن كان اعتراضها على حاجه واحده وهي العقده اللي في حياتي هنقول للناس ايه عن والدك هنقول ميت ولا هنقول في السجن عشان متهم في قضيه نصب
بصراحه مكانش شاغلني الموضوع انا كل اللي كنت بفكر فيه اني عايز اتجوز ياسمين... وعشان كده عرضت عليها اني هاجي انا ووالدتي عشان نتقدم واخطبها رسمي من اهلها
يومها شفت فرحه في عيون ياسمين ما تتوصفش.. حددنا يوم الخميس من نفس الاسبوع عشان اتقدملها
...
طبعا هي قالت لوالدها وقالتله على اسمي بالكامل، وعلى الاساس ده هو عمل تحريات عني
وجيه اليوم الموعود يوم الخميس من نهايه الاسبوع ورحت انا ووالدتي على بيت ياسمين، الناس كانوا في استقبالنا عادي ومفيش اي مشكله
وعشان كده بدأت الكلام وقلت
_ عمي انا يشرفني ويسعدني اني اتقدم واخطب بنت حضرتك
= وحضرتك شغال ايه دلوقتي يا استاذ عمر؟
_ في الحقيقه انا لسه بدرس يا عمي.. بس انا جاي عشان اخطبها عشان مش عاوزها تروح من ايدي.. انا مش هخجل من حضرتك انا بحب بنتك وعاوز اتجوزها
= شوف يا ابني انا معنديش مشكله انك تتجوز بنتي.. لكن انت عارف اني كنت راجل قانون واني قبل ما اجوز بنت لحد لازم اعرف عنه كل حاجه وانا اتحريت عنك وعرفت كل حاجه
والمثل بيقول لك ايه يا ابني حاسب قبل ما تناسب.. لو انت مكاني ترضى تجوز بنتك لواحد ابوه متهم في قضيه نصب؟
...
في اللحظه دي ساد الصمت حسيت اني محرج جداً.. لكني رديت وانا باصص في الارض وقلتله
_ واكيد حضرتك عارف بما انك عملت تحريات عني ان احنا متبرين منه واني مستكفي بامي وعايش معاها
= اه بس ده ما يمنعش انه دي سيره ابوك برضو اللي هتفضل ملازماك طول عمرك وبصراحه انا مش عاوز سمعه بنتي وسمعتي تيجي في حوار زي ده، مش عايز يتقال عليا مناسب ابن نصاب
انا اسف يا جماعه طلبكم مرفوض
...
ياسمين في اللحظه دي كانت واقفه والدموع مغرقه وشها، وانا من اثر الصدمه قمت ومشيت انا وامي من غير ولا كلمه طلعنا بره بيتهم وركبنا العربيه ومشينا كنت سايق زي التايه مش عارف افكر وامي كانت مش مبطله كلام.. كله كان كلام لوم ليا اني حطيتها في الموقف ده واني كسرت نفسها ونفسي
في اللحظه دي كنت بتمنى موت ابويا اللي سيرته للاسف بتلاحقني في كل حته... لكن في عز ما انا تايه سمعت امي بتصرخ وحطت ايدهاعلى صدرها وفضلت تشاور بايدها عشان اجيب لها البخاخ.. اه اصل والدتي كانت بتعاني من ضيق تنفس وكانت بتستخدم بخاخ ليه، لكن من سوء الحظ اني ملقيتش البخاخ في الشنطه حاولت انقذها باي شكل لكن كان خلاص الوقت فات وصلت بيها لاقرب مستشفى وبمجرد ما دخلت وطلبت ترولي متنقل عشان ننقل والدتي لجوه المستشفى واخذناها ودخلنا على جوه على قسم الطوارئ
الدكتور كشف عليها وقال البقاء لله شد حيلك يا استاذ.. محستش بنفسي ووقعت من طولى لكني لما فوقت لقيت..