رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الخاتمه الثانية والاخيرة بقلم هدير نور
كانت داليدا جالسه على احدي المقاعد و في احدي الانديه العامه بينما تجاورها سارة زوجة زكي و التي اصبحت خلال السنوات الماضيه صديقتها المقربه...
كانت عينين داليدا منصبه على اطفالها الذين كانوا يلعبون امامها مع عدة اطفال من بينهم ايثر و ساندي ابناء زكي و ساره.
غمغمت ساره بمرح
=شايفه يامن ابنك لازق لساندي ازاي...
ضحكت داليدا بينما تتطلع إلى طفلها الذي كان يمسك بيد ساندي رافضاً جعلها تلعب مع الاطفال الاخرين
همست داليدا بدهشه عندما رأت وجهه يتجهم بغضب وهو يجذبها بعيداً عن احدي الاطفال الذي حاول التحدث اليها
=مش عارفه الواد ده طالع كده لمين
اجابتها ساره وهي تدير عينيها بسخريه
=بقي مش عارفه طالع لمين لابوه ياختي. ده انا ساعات بحس من شدة غيرته عليكي هاين عليه يحطك في اوضه و يقفل عليكي...
هزت داليدا رأسها قائله بصدمه مصطنعه حيث انها كانت تعلم جيداً مدي جنون غيرة داغر عليها
= مش للدرجه دي...
قاطعتها ساره وهي تنكزها في ذراعها بخفه
=مش للدرجه دي ايه انتي هتستعبطي، ليه نسيتي اللي حصل من اسبوعين لما كنا قاعدين في مطعم و واحد قاعد على الطرابيزه اللي جنبنا ابتسملك بس، ده مخلاش في الراجل حته سليمه...
ضحكت داليدا فور تذكرها ذلك مغمغمه
=عندك حق داغر. في حته الغيره دي صعب شويه...
قاطعتها ساره قائله بصوت منخفض بينما تدير وجهها جانباً
=يعني انتي اللي عدله، ده انتي اصعب منه...
هتفت داليدا التي ابعدت كوب العصير عن فمها فور سماعها ذلك
=انااااا،!
لتكمل بينما تضع الكوب من يدها على الطاوله التي امامها
=لا يا ساره مالكيش حق، ده انا عاقله خالص و بتفهم انه بحكم شغله لازم يتعامل مع ستات كتير. عملا، و موظفات...
اومأت ساره رأسها وهي تغمغم بصوت ساخر فهي اكثر من تعلم ان صديقتها تتحول إلى قنبله موقوته عندما يتعلق الامر بزوجها
=طبعاً، طبعاً، يا روحي انتي هتقوليلي...
ضربتها داليدا في كتفها و هي ترمقها بسخط. نهضت ساره وهي تضحك قائله بينما تتجه نحو الاطفال
=ما اروح اطمن على بنتي ما اشوف ابنك المفتري ده مش عايزها تلعب ليه مع صحابها...
هزت داليدا كتفيها قائله بمرح مدافعه عن طفلها
=ابني يا حبيبتي مش مفتري...
لتكمل عندما رمقتها ساره بتهكم وهي تجذبها من ذراعها مجلسه اياها مره اخري على المقعد
=طيب قعدي، اقعدي مش هتعرفي تاخدي منه حق و لا باطل سيبهولي و انا هتصرف معاه...
غمفمت ساره ضاحكه بمرح
=والله حتى انتي مش بتقدري عليه، مفيش غير داغر اللي يامن بيخاف منه وبيحترمه...
رمقتها داليدا بسخط وهي تهتف بصوت مرتفع باسم يامن الذي ما ان سمعها نهض على الفور متجهاً نحوها وهو يمسك بيد ساندي وقف امام و الدته بينما اتجهت ساندي نحو والدتها
=نعم يا مامي...
تراجعت داليدا في مقعدها عاقده ذراعيها اسفل صدرها وهي ترسم على وجهها الجديه
=مقعد ساندي جنبك ليه، و مش سيبها تلعب مع صحابها.؟!
هز يامن كتفيه قائلاً بهدوء بينما يلتف إلى ساندي
=ساندي، هو انا منعك تلعبي...
تركت ساندي والدتها و اتجهت نحو يامن تقف بجانبه قائله على الفور
=لا يا طنط انا اللي مش عايزه العب معاهم...
عقدت داليدا حاجبيها قائله بدهشه
=ليه يا حبيبتي، ما تلعبوا مع صحابكوا و تنبسطوا.
اقتربت ساندي من يامن اكثر ممسكه بيده قائله بطفوليه
=لا يا طنط. مش هنلعب معاهم اصل نيره و احمد كل مره بيغشوا في اللعب.
و بيعقدوا يرخموا علينا و يامن كل مره يضرب احمد...
مررت داليدا يدها بشعر طفلها تعيد ترتيبه بحنان
=طيب العبوا مع صحابكوا التانين ومالكوش دعوه باحمد ده...
اومأ يامن برأسه بالموافقه
=حاضر يا مامي...
لتكمل داليدا بنبره يتخللها الصرامه و التحذير
=و لو ضايقك تيجي تقولي، مش تضربه
اومأ يامن برأسه انحنت داليدا مقبله خده بحنان ثم ابتسمت بلطف وهي تراقبهم يتجهون نحو الاطفال الاخرين ويبدأوا اللعب معهم.
في وقت لاحق...
زفرت داليدا بحنق بينما تنظر للساعه التي بمعصمها
=هو داغر اتاخر ليه كده، ده بقاله ساعه مكلمني وقالي جاي.
اجابتها ساره و هي ترتشف من كوب العصير الذي بيدها
=تلاقيه عنده شغل و لا حاجه. كلميه
تناولت داليدا هاتفها تهم الاتصال به لكنها اعتدلت في مقعدها بترقب عندما رأت زكي يتقدم نحوهم لكن خاب املها عندما رأته بمفرده و داغر ليس معه غمغمت بقلق
=اومال فين داغر يا زكي،؟!
اجابها بهدوء بينما يطبع قبله لطيفه على رأس زوجته ساره محيياً اياها
=10دقايق و جاى ورايا...
عقدت داليدا حاجبيها بشك فزكي دائماً يرافق داغر بكل مكان لما تركه بمفرده بمكان عام كالذي هما فيه
=ليه بيعمل ايه،؟!
ظل زكي صامتاً عدة لحظات وقد ظهر معالم الارتباك على وجهه قبل ان يجيب عليها بتعثر
=هو، هو، زمانه جاي متقلقيش.
لم تغفل داليدا عن ارتباكه هذا كما لاحظت انه يقف امامها كما لو كان يقصد حجب عنها رؤيه شيئ ما خلفه
انتفضت واقفه من مقعدها بحده تنظر إلى ما يخفيه عنها لكنها لم تجد شيئ لكنها رغم ذلك لم تطمئن لذا ابتعدت و اتجهت نحو المكان الذي يلعب به الاطفال حتى تستطيع رؤية المكان جيداً.
. تصلب جسدها بغضب فور ان رأت المشهد الذي امامها حيث كان داغر يقف يتحدث إلى احدي النساء ذات جمال خلاب جعل نيران الغيره تنشب بقلبها.
غمغمت بحده بينما تلتفت إلى زكي الذي اصبح يقف بجانبها هو زوجته يتابعان باعين تلتمع بالقلق ردة فعلها
=بتكدب عليا ليه يا زكي، و مين بقي الحلوه اللي واقف معاه دي؟
اجابها زكي بينما يبادل زوجته نظره قلقه فقد كانوا يعلمون مدي جنون غيرتها
=مكدبتش عليكي يا داليدا، انا قولتلك جاي ورايا، بعدين دي تلاقيها واحده من العملا او حاجه...
همست داليدا بصوت منخفض و عينيها المشتعله منصبه بتركيز على داغر وتلك الواقفه امامه.
=عميله، قولتلي اها.
حاولت تهدئت النيران المشتعله بداخلها باقناع ذاتها بانها قد تكون عميله بالفعل تتحدث اليه. لكن زاد شكها فور تذكرها ارتباك زكي السابق وعندما استدارت اليه تهم ان تسأله عن ذلك لكنها ابتلعت كلماتها و قد اهتز جسدها بعنف عند سماعها لتلك المرأه تضحك بصوت مرتفع ادارت رأسها نحوهم بحده لتجدها تضع يدها فوق صدر داغر الذي كان يبتسم لها بينما هي تضحك بمرح راقبت باعين عاصفه تعميها الغيره هذا المشهد.
هتفت بحده بينما تقبض يديها بجانبها محاوله منغ نفسها من الاندفاع نحوهم و تمزيق وجههم باظافرها...
=يامن، مازن، مالك...
اندفع نحوها اطفالها الثلاث على الفور بينما تتبعهم كلاً من شقيقتهما ليانا و نايا هاتفين بطفوليه و مرح
=نعم يا مامي، نعم يا مامي...
امسكت ساره بذراع داليدا التي كانت عينيها تنبثق منها شرارت الغضب منصبه على زوجها وتلك المرأه غمغمت بصوت يتخلله القلق.
=داليدا اهدي بلاش تتهوري علشان خاطري، احنا في مكان عام
تجاهلتها داليدا ملتفه إلى اطفالها قائله بمرح مصطنع بينما ترسم على شفتيها ابتسامه متشنجه بينما تشير باصبعها نحو داغر الواقف بنهاية الطريق
=بابي وصل، يلا يا حبايبي روحوا استقبلوه...
لم ينتظروا الاطفال الخمس لسماع باقي جملتها حيث اندفعوا راكضين نحو والدهم و هم يصرخون بفرح...
كان داغر واقفاً يتحدث إلى شيما التي كانت زميلته بالكليه منذ عدة سنوات ماضيه فلم يراها منذ اكثر من 15 عاماً فقد هاجرت إلى امريكا بعد زواجها وعندما قابلها صدفه هنا لم يستطع التعرف عليها في بادئ الامر لكنه تذكرها بعدها على الفور...
شعر بشئ يمسك بساقه بقوه اخفض عينه ليجد ابنته نايا تتمسك بساقه بقوه محتضنه اياه و هذ تبتسم له بفرح ليرفع نظره ليجد باقي اطفاله يندفعون نحوه و وجههم مشرق بابتسامه رائعه التفوا من حوله يحتضنوه بشده وهم يهتفون بفرح
=بابي، بابي
مرر داغر يده على روؤسهم بحنان منحنياً على عقبيه طابعاً قبله على خد كل واحد منهم مرحباً بهم بحنانه وحبه المعتاد.
ثم استقام واقفاً عندما سمع الشهقه الصادمه التي صدرت من شيما.
=ايه ده يا داغر، انت اتجوزت...
لتكمل وهي تضع يدها على ذراعه بحركه تكاد عفويه وهي تنظر باعين متسعه بالصدمه لاطفال الذين لا يزالون يحتضنون والدهم
=وكل دول اولادك. ازاي
هم داغر بالرد عليها لكنه تفاجأ بداليدا التي لا يعلم من اين ظهرت تجيبها بحده بينما تقف بجانبه
=قولي ما شاء الله يا حبيبتي، و اها متجوز و دول ولاده...
لتكمل و عينيها تلتمع بالغضب قابضه بقسوه على يد شيما التي كانت مستقره على ذراع داغر مما جعلها تطلق صرخه متألمه
=و ياريت تحتفظي بايدك دي بعيد عنه. احسنلك
تراجعت شيما للخلف خطوه وعينيها مسلطه بخوف على وجه داليدا المحتقن و عينيها التي تلتمع بشراسه دمويه
=داغر، مين دي، هو في ايه.
احاط داغر خصر داليدا بذراعه مرجعاً اياها للخلف ليلصقها بجسده عندما رأها تتخذ خطوه مندفعه نحو شيما هامساً في اذنها بنبره منخفضه يتخللها الهدوء و التحذير في ذات الوقت
=داليدا. اهدي
ثم التف إلى شيما قائلاً و هو يرسم على وجهه ابتسامه خفيفه
=داليدا تبقي مراتي...
غمغمت شيما بينما ترمق داليدا من اعلي لاسفل بنظره تملئها الصدمه و هي تفكر بانه كيف لتلك المخلوقه رائعه الجمال ان تكون والدة لخمسة اطفال
=اهلاً...
اساءت داليدا فهم نظراتها تلك مما جعل النيران المشتعله بداخلها تزداد اكثر و اكثر هتفت بحده
=ايه ده انتي بتبصلي كده ليه...
ظلت شيما تتطلع اليها وهي لا تفهم ما تقصده مما جعل داليدا تتملص بقوه بين ذراعي داغر محاوله الافلات منه و تندفع نحوها و قد اعمتها نيران غيرتها
=شوف برضو بتبصلي ازاي...
احكم داغر ذراعه حول خصر داليدا و قد بدأ يشعر بالغضب من تصرفاتها الطفوليه تلك غمغم من بين اسنانه بقسوه في اذنها وهو يحاول السيطره عليها
=قولتلك اهدي، و اعقلي بقي كفايه فضايح، الناس بتتفرج علينا
استكانت داليدا بين ذراعيه فور سماعها لنبرة الغضب بصوته...
بينما اخذت شيما تمرر عينيها باضطراب بينه و بين زوجته التي كانت تتطلع اليها بعينين شرسه و صدرها يموج بعنف بسبب انفاسها المضطربه المتلاحقه.
غمغمت شيما بارتباك بينما تمرر يدها بشعرها باضطراب
=طيب يا داغر. هضطر امشي بقي علشان الحق اجيب الاولاد و اروح زمان يوسف خلص شغل و روح...
اومأ داغر برأسه قائلاً بهدوء يعاكس الغضب المستعر بداخله
=سلميلي عليه و قوليله هكلمه و نتقابل كلنا قريب...
همهمت شيما بهدوء...
= الله يسلمك، حاضر هبلغه
لتكمل وهي تلقي نظره قلقه على داليدا قبل ان تنصرف مسرعه
=عن اذنكوا...
ثم انصرفت مسرعه من امامهم كما لو هناك شياطين تلاحقها.
ابتعدت داليدا بحده من بين ذراعي داغر الذي سمح لها بالابتعاد بسهوله هذه المره.
التفت اليه تطلع نحوه بنظرات تستشيط بالغضب. لكن سرعان ما تبخر غضبها هذا ليحل محله الخوف بداخلها فور رؤيتها لملامح وجهه المتصلبه بغضب عاصف و نظراته المظلمه المسلطه عليها قاتم همست بتردد
=داغر انا...
لكنه لم يدع لها الفرصه لتكملة جملتها حيث انحني حاملاً على ذراعيه كلاً من نايا و ليانا اللتان كانتا لا تزالان تتشبث كل منهما بساقيه.
حملهم و اتجه نحو ممر الخروج المخصص للنادي قائلاً بصوت صارم قاطع
=يامن هات اخواتك و تعالوا ورايا...
اتجه نحوه زكي مغمغماً بارتباك
=رايح فين يا داغر مش قولنا هنتغدا سوا النهارده...
هز داغر رأسه قائلا بأسف
=معلش يا زكي لازم نمشي...
ليكمل وهو يهز رأسه بتحيه صامته نحو ساره التي كانت تقف بجوار داليدا
=خد باقي اليوم اجازه انا هروح مش ناوي اخرج في اي مكان النهارده...
اومأ له زكي بصمت
في ذات الوقت همست ساره بصوت منخفض بجانب اذن داليدا
=ايه اللي هببتيه ده يا داليدا، داغر شكله على اخره منك...
عقدت داليدا ذراعيها اسفل صدرها وهي تهمهم بحده
=و انا عملت ايه يعني...
ربتت ساره على ذراعها قائله.
=ابداً هجمتي على الست مرتين بس وكنت عايزه تضربيها، استلقي وعدك بقي منه
همت داليدا بالرد عليها لكنها انتفضت بذعر عندما التف داغر اليها قائلاً بصوت حاد قاسي قبل ان يممل طريقه نحو ممر الخروج و هو لايزال يحمل طفلتيه على ذراعيه
=داليدا، يلا
ربتت ساره قائله بمرح و هي تغمز لها بعينها
= متخفيش هتعدي. ادلعي عليه انتي بس و خليه ينسي عملتك السودا. اقولك البسيله القميص اللي اشتريناه امبارح.
رمقتها داليدا بغضب قبل ان تهرع تلحق بداغر ممسكه بيدي اطفالها و قلبها يدق بسرعه جنونيه...
في وقت لاحق...
كانت داليدا جالسه بجناحهم الخاص عينيها مسلطه على الباب بترقب فبعد وصولهم للمنزل دلف داغر مباشرة إلى مكتبه بخطوات متصلبه تنم عن مدي غضبه دون ان يتحدث اليها و لو بكلمه واحده.
و عندما حان موعد العشاء ارسلت اليه مالك ليخبره بان العشاء قد جهز لكنه اخبره بانه ليس جائع ولديه عمل كثير...
كانت تريد ان تذهب اليه لكنها تراجعت عالمه مدي غضبه تركته يهدئ قليلاً و من ثم ستتحدث معه.
و ها هي الساعه قد تجاوزت الثانيه صباحاً ولم ينتهي عمله هذا...
وقفت داليدا تتفحص مظهرها بالمرأه وهي تضع يدها فوق بطنها تفركها ببطئ محاوله التخفيف من التوتر الذي يعصف بها. تأملت مظهرها في قميص النوم ذات اللون الناري كلون شعرها اطلقت تنهيده مضطربه قبل ان تعاود الجلوس مره اخري لكنها سرعان ما انتفضت واقفه عندما رأت داغر يدلف للغرفه.
كان لا يزال وجهه مكفهر مقتضب تابعته بعينيها بينما يتجه نحو الخزانه يخرج ملابسه ثم دلف إلى الحمام بصمت دون ان ينبث بكلمه واحده متجاهلاً اياها تماما ً كما لو انها ليست موجوده بالمره...
ظلت داليدا واقفه مكانها تنتظره واضعه اصبعها في فمها تمضغه بتوتر لكنها نزعته سريعاً عندما رأته يخرج من الحمام عاري الصدر لا يرتدي سوا شورت اسود دلف إلى الغرفه بينما يفرك رأسه بمنشفه صغيره بين يديه.
تنحنحت داليدا محاوله تصفية حنجرتها قبل ان تردف بصوت حاولت طبيعي قدر الامكان
=احضرلك العشا،؟!
استمر داغر بتجفيف شعره دون ان يجيبها كما لو انها لم تتحدث اتخذت خطوه نحوه قائله بصوت مرتجف
=داغر...
لكنه لم يجيبها مستمراً فيما يفعله بهدوء مما جعلها تنفجر هاتفه بغضب محاوله قلب الطاوله عليه
=هو انت كمان اللي زعلان و مقموص.
لتكمل بحده و صوت مرتفع اكثر عندما تجاهلها و القي بالمنشفه على المقعد متناولاً بهدوء المنبه الصغير الذي على الطاوله منشغلاً بضبطه
=علي فكره بقي المفروض انا اللي ازعل مش انت، بس انا علشان طيبه و هبله مبيهونش عليا تزعل مني.
هتفت من بين اسنانها و هي تضرب الارض بقدمها عندما استمر بتجاهله لها
=داغر مش بكلمك...
زفرت بحنق عندما لم يعيرها اهتماماً احاطت خصرها بيديها قائله باعين تلتمع بالتحدي.
=طيب انا بقي هقولك على حاجه كنت مخبيها عليك و خايفه انك تزعل بس بما انك كده كده زعلان فهقولهالك...
التقطت نفس عميق قبل ان تغمغم سريعاً
=انا حامل...
القي داغر المنبه من يده على الارض مما جعلها تنتفض فازعه في مكانها شاهدته باعين متسعه يتجه نحوها بوجه اكثر تجهم و عينين عاصفه.
قبض على ذراعها بيده هاتفاً بصوت حاد مرعب و عينيه تلتمع بشرارت الغضب
=بتقولي انتي ايه، سامعيني تاني كده...
ليكمل مشدداً من قبضته على ذراعها هاتفاً بشراسه
=يعني ايه حامل، فاهميني، بقي ده اتفاقنا سوا طيب و صحتك...
قاطعتع داليدا محيطه عنقه بذراعيها ضاممه جسدها إلى جسده باغراء دافنه وجهها بعنقه هامسه بدلال
=بهزر معاك يا حبيبي انا مش حامل ولا حاجه...
لتكمل وهي توزع قبل خفيفه على عنقه
=كنت بستفزك بس علشان ترد عليا...
حاول داغر مقاومتها تلك مشيحاً بعينيه بعيداً عن مشهد جسدها المحكم داخل قميص نومها فقد كاد ان يصاب بنوبه قلبيه فور ان دخل للغرفه و رأها واقفه بمنتصف الغرفه بمنظرها هذا. نجح بصعوبه بالسيطره على ذاته قبض على ذراعيها مزيلاً اياها بعيداً عن عنقه متراجعاً للخلف بعيداً عنها محاولاً وضع اكبر مسافه بينهم حتى لا يفقد السيطره على نفسه و يخضع لها فقد اغضبه بشده ما فعلته سابقاً مع شيما ففور اندفاعها نحوهم قدر انها تشعر بالغيره لذا حاول في بادئ الامر احتوائها بين ذراعيه و تهدئت غضبها لكن على العكس ازداد غضبها اكثر حتى انها حاولت ضرب شيما اكثر من مرتين لولا انه حجزها بين ذراعيه.
فقد تسببت لهم بفضيحه فقد جذب مشهدهم هذا جميع من بالنادي حيث وقف الجميع يشاهدونهم و يتهامسون ويضحكون كما لو كانوا يشاهدون سيركاً ما.
ابتعد عنها متراجعاً للخلف و هو يزمجر بغضب
=لو فكرك انك باللي بتعمليه ده. هتقدري تضحكي عليا زي كل مره تبقي غلطانه...
ليكمل و هو يتجه نحو الفراش يستلقي فوقه
=ياريت تبعدي عني النهارده و متستفزنيش علشان انا ماسك نفسي بالعافيه...
قاطعته داليدا بحده و قد بدأ جسدها يهتز من شدة الغضب
=ده انت بقي مصدق نفسك بجد...
لتكمل وهي تندفع نحوه هاتفه بشراسه
=لا يا حبيبي مش علشان بحاول اراضيك يبقي تعيش الدور انت اللي غلطان، و قفلي تضحك مع المسرسعه اللي كانت معاك ده شغل مسخره وقلة ادب ولا كانك راجل محترم و متجوز...
قاطعها داغر بحده و هو يرمقها بصدمه
=ضحك ايه و مسخرة ايه اللي بتتكلمي عنهم...
صرخت داليدا بنبره هستريه.
=مش عارف ضحك ايه، اسال نفسك وانت تعرف
تنهد باحباط وهو يسقط رأسه فوق الوساده جاذباً الغطاء فوق جسده
=ممكن تقفلي النور، وتخلينا ننخمد احسن...
وقفت داليدا تطلع اليه باعين متسعه تنطلق منها شرارات الغضب اندفعت نحو الفراش ملتقطه احدي الوسائد من عليه و اخذت تضرب داغر بها في وجهه وهي تهتف بغضب وهستريه منفعله
=انت بارد، بارد و معندكش دم.
ثم قذفته في النهايه عندنما تعبت بالوساده في وجهه و اتجهت نحو باب الغرفه بانفس لاهثه مغلقه الاضاءه
=نام براحتك، سيبالك الاوضه اشبع بها.
ثم غادرت الجناح على الفور متجهه إلى الغرفه الضيوف المجاوره ارتمت على الفراش منفجره في بكاء مرير فقد كانت هذه المره الاولي منذ تسع سنوات زواج داغر يكون معها بهذه القسوه و من اجل ماذا، من اجل امرأه اخري دفنت وجهها في الوساده مطلقه العنان لدموعها وقد بدأت شهقات بكائها تملئ الغرفه...
شهقت بصدمه عندما شعرت بذراع قويه تحيط بخصرها علمت على الفور صاحب تلك اليد...
حاول داغر الذي كان مستلقي على الفراش بجانبها بجذب جسدها اليه لكنها قاومته رافضه لكنه شدد ذراعه حولها جاذباً اياها اليه باصرار لتصبح ملتصقه بجسده.
احتضنها بحنان إلى صدره ممرراً يده فوق شعرها و هو يحاول تهدئتها ففور مغادرتها للغرفة لم يستطع جعلها تبتعد عنه بهذا الشكل فطوال سنوات زواجهم لم ينم ليله واحده الا وهي مستقرة بحضنه وبين ذراعيه بامان كما لا يمكنه تركها تنام و هي حزينه بهذا الشكل...
احتضنها بقوه دافناً وجهه بشعرها هامساً باذنها بحنان
=بتعيطي ليه يا حبيبتي...
ليكمل وهو يبعد بلطف شعرها الذي كان يغطي وجهها بعيداً شعر بغصه حاده تعصف بقلبه فور رؤيته لوجهها المحتقن الغارق بالدموع...
=طيب علشان خاطري اهدي و متعيطيش...
همست داليدا بصوت متشنج يتخلله نشيج بكائها
=دي اول مره تتعامل معايا بالطريقه دي. و علشان مين علشان واحده تانيه.
اخفض شفتيه يلثم وجنتيها بحنان و هو يهمس لها بصوت مرتجف.
=انا عارف اني كنت بارد و رخم معاكي انا اسف متزعليش...
ليكمل وهو يمرر اصبعه اسفل عينيها يزيل دموعها بعيداً
=و طبعاً انا مضيقتش منك علشان واحده تانيه، زي ما بتقولي...
انتي باللي عملتيه ده خليتي شكلك و وشكلي وحش و مش قدام شيما بس لا قدام الناس اللي وقفت تتفرج علينا...
احمر وجه داليدا بشده فور تذكرها للناس الذين لفت انتباههم مشاجرتها مع تلك المدعوه شيما...
اردف داغر بينما يده تملس بحنان ظهرها.
=شيما تبقي زميلتي في الكليه ومشوفتهاش بقالي اكتر من 15 سنه، و لما كنا بنضحك. كنا بنضحك علشان عرفت انها اتجوزت يوسف معيد كان بيدينا في الكليه كانت بتقولي انهم كانوا بيحبوا بعض وقتها وكانوا مخبين على الكل ولما اتخرجت جه واتقدملها واتجوزوا وسافروا برا...
اقتربت داليدا منه وقد هدئت نيران غيرتها فور سماعها ذلك خاصة و قد تذكرت حديث شيما عن الذهاب لجلب اطفالها حتى تستطيع العوده للمنزل قبل ان يأتي يوسف من العمل...
مررت كف يدها بلطف على صدره قائله بدلال
=طيب صالحيني يلا...
ابتسم داغر قائلاً بصوت يتخلله عدم التصديق
=يعني بعد ده كله و انا اللي اصالحك،؟!
اومأت داليدا برأسها بينما تتطلع اليه باعين متسعه تلتمع بالشقاوه...
غمغم داغر بصوت لاهث وهو ينحني يضغط شفتيه فوق شفتيها
=انتي ست مفتريه على فكره...
قبلها داغر بحنان في بادئ الامر لكن سرعان ما تحولت قبلتهم إلى قبله اكثر عمقاً و الحاحاً قطع قبلتهم تلك هامساً باذنها بصوت حار قوي
=عايزك تعرفي اني مش بس بحبك لا انا مجنون و مهووس بيكي. وعمري ما واحده في الدنيا دي تقدر تجذب انتباهي مهما كانت مين او شكلها ايه، انتي اغلي و اجمل واحده عندي في الدنيا دي...
امتلئت عيني داليدا بالدموع شاعره بقلبها يرتجف داخل صدرها عند سماعها كلماته تلك دفنت اصابعها بشعره هامسه بصوت مرتجف
=انا عمري ما شكيت فيك، انا بثق فيك اكتر من روحي انا بس بتجنن لما بشوف اي واحده بتبصلك او تضحك معاك ببقي هاين عليا اموتها بايديا، واقولها انك ملكي، ملكي لوحدي، و انك جوزي، و حبيبي. نور عيني. و فرحة قلبي عوض ربنا ليا...
انهت جملتها ممرره شفتيها على شفتيه بقبله لطيفه حنونه لكن داغر جذبها نحوه ضامماً جسدها إلى جسده بقوه بينما يعمق قبلتهم يبث لها مشاعره المتأججه بها حتى سقطا معاً في بحر شغفهم و عشقهم.
بعد مرور عدة ايام...
كان داغر مستلقي على الفراش يتأمل باعين تلتمع بالشغف و الحب تلك النائمه بين ذراعيه دافنه وجهها بعنقه بينما ذراعها يحيط بخصره و يدها الصغيره منبسطه على ظهره و تحتضن اياه كما لو كانت تخشي ان يختفي.
تأمل وجهها الملائكي بشغف. قام بطبع قبلة رقيقة على جبينها شاعراً بقلبه يتضخم بعشقه لها فقد مر على زواجهم اكثر من تسعة سنوات و رغم ذلك لم يقل اياً من حبه بها بلا على العكس كانوا يزدادوا يوماً بعد يوم حتى يكاد يجزم بانه اصبح مهووساً بها...
ارتسمت ابتسامة على شفتيه فور تذكره تاريخ اليوم، فاليوم هو عيد زواجهم التاسع. فقد اعتادوا ان يستقيظوا مبكراً بهذا اليوم حيث يقضوه سوياً يأخذون اطفالهم ليحتفلوا معاهم...
فاحياناً كانوا يحتفلوا باليخت الخاص بهم. و احياناً اخري يسافرون يقضون اسبوعاً بروسيا لكنه قرر هذه السنه سيقضوه سوياً هنا بالمنزل سيأخذ اليوم و غداً اجازه من العمل لكي يتمتع بدفئ عائلته التي حرم منها الفتره الاخيره بسبب انشغاله في احدي الصفقات الهامه.
مرر شفتيه على عنق داليدا الدافئ مستنشقاً رائحتها بشغف غمغم بالقرب من اذنها بينما يده تدلك بحنان ظهرها محاولاً ايقاظها
=ديدا...
همهمت داليدا بصوت منخفض و هي ترفض الاستيقاظ لكنه استمر بتقبيل عنقها مزعجاً اياها مما جعلها تفتح عينيها هامسه بصوت اجش من اثر النوم
=ايه يا داغر في ايه. بتصحيني ليه...
قبل خدها بلطف وهو يبتسم لها
=النهارده 24/1 مش بيفكرك التاريخ ده بحاجه يا شعلتي...
تثائبت داليدا بتعب هامسه بصوت منخفض
=اها تمرين الكوره بتاع يامن...
لتكمل وعينيها نصف مغلقه
=متقلقش مش هنسي...
غمغم داغر بحده وقد تجهم وجه بغضب.
=تمرين يامن؟! يعني مش فاكره غير تمرين يامن
اجابته داليدا وهي تمرر يدها بشعرها تبعثره بحده علامه على سخطها.
= هيكون ايه يعني. بعدين انتي هنا لسه. مروحتش شغلك ليه
ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات بصمت وهو لا يستطيع التصديق بانها نست بالفعل عيد زواجهم
=داليدا بتتكلمي جد،؟!
تأففت داليدا بتعب بينما تدحرج على الفراش بعيداً عنه منقلبه على جانبها الاخر موليه ظهرها له دافنه وجهها بالوساده وهي تهمهم بصوت ناعس.
=سيبني يا داغر نايمه بقي. علشان خاطري. وقوم روح شغلك اتاخرت، انت شكلك فاضي
اتتفض داغر واقفاً من الفراش بوجه متجهم غاضب هاتفاً بشراسه
=حاضر. يا داليدا هتزفت اروح شغلي...
ثم دلف إلى الحمام مغلقاً اياه خلفه بقوه اهتزت له ارجاء المكان لكن لم يؤثر على تلك التي كانت مستغرقه بنوماً عميق...
بعد عدة ساعات...
كان داغر جالساً على طاوله الاجتماع يستمع إلى خطط موظفينه المستقبليه لتطوير احدي الشركات الخاصه به.
عندما رن هاتفه القي نظره عليه ليجد داليدا المتصله تجاهلها باول مره فغضبه منها لا يزال يسيطر عليه...
عاد تركيزه للاجتماع لكن عندما بدأ هاتفه بالرنين مره اخري استأذن من الحاضرين و ذهب لمكتبه لكي يستطيع الاجابه عليه في خصوصيه...
اجاب عليها بحده يتخللها الغضب.
=عايزه ايه يا داليدا، انا في اجتماع مش فاضي...
لكنه ابتلع باقي جملته عندما وصل اليه
صوت داليدا اللاهث بخوف
=داغر، داغر انا حاسه في حركه غريبه في القصر...
غمغم و قد شعر بالقلق يسيطر عليه
=حركة ايه، و فين زكي، و الحرس اللي سايبهم برا