رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الخاتمه الأولي بقلم هدير نور
بعد مرور سبع سنوات...
وقفت داليدا وهي تكتف ذراعيها اسفل صدرها تتطلع بغضب و هي تحاول التقاط انفاسها اللاهثه بينما جسدها كان متعرق من اثر الجهد الذي كانت تبذله إلى اطفالها الثلاثه يامن و الذي اصبح يبلغ من العمر 7سنوات. و مازن ذو ال6 سنوات و مالك ذو ال4 سنوات و الذين كان يقفون امامها يتطلعون اليها بأوجه محتقنه غاضبه مما جعلها تكاد ان تبتسم فقد كان يذكرونها بداغر عندما تفعل شيء يثير غضبه فبالاضافه إلى انهم يشبهونه في الشكل.
حيث كانوا يمتلكون ذات الشعر الأسود الحربري و الأعين العسليه الا انهم اخذوا منه ايضاً طباعه العنيده المتحكمه.
هتف يامن بحنق
=يا مامي مينفعش اللي بتعمليه ده...
ليكمل وهو يتطلع إلى شقيقتيه التوأم ليانا و نايا اللتان تبلغان من العمر 3 سنوات و اللتان تشبهان و الدتهم بشعرهم الناري و عينيهم الرمادي المائله للزراق، لكنهم رغم ذلك لم يكونوا توأم متشابه فقد كان لكل واحده منهم شكل مميز خاص بها.
=وليانا و نايا كمان معاكي...
قاطعته ليانا هاتفه بتعثرها المعتاد الطفولي راسمه على وجهها الغضب مقلده شقيقها
=و انت مالك، يا يامن، ايه حشرك
لتسرع نايا قائله بغضب وهي تساند شقيقتها
=ايوه، انت مالك...
هتف مازن بغضب الذي كان يأخذ نفس موقف شقيقه الاكبر
=بقي كده يا ليانا. انتي ونايا طيب والله ما هتلعبوا معانا تاني...
ثم بدئوا بالتشاجر. مما جعل داليدا تتجه نحو اطفالها الثلاثه دافعه اياهم لخارج صالة الالعاب هاتفه بصرامه وهي لازالت تقاوم نوبة الضحك المتصاعده بداخلها
=اطلعوا انتوا التلاته برا...
هتف مالك الصغير بغضب بينما يضرب الارض بطفوليه بينما يمسك بيد يامن و مازن و يتجهان للخارج
=كده يا مامي طيب و الله لما بابي يجي هنقوله، على اللي بتعملوه ده
هتفت نايا و ليانا في ذات الوقت وهم يخرجون السنتهم بحركه طفوليه.
=قولوله...
لتكمل ليانا و هي تمسك بيد والدتها هاتفه بطريقه مغيظه و هي تتطلع نحو اشقائها بشماته
=يلا يا نايا. يلا يا مامي علشان نكمل...
لم تستطع داليدا السيطره اكثر من ذلك على نفسها لتنفجر ضاحكه مما جعل هؤلاء الشياطين الخمس يتطلعون اليها باستغراب كما لو جنت فقد كانوا في خصم شجار من شجاراتهم التي لا تنتهي فلما تضحك بهذا الشكل...
اخذ يامن يتطلع اليهم بغضب قبل ان يزفر بحنق و يتجه للخارج مع شقيقاه...
بعد بعض الوقت...
دلف داغر إلى القصر بعد يوم عمل طويل مرهق. لكن ذهب ارهاقه و تعبه هذا فور ان وقعت عينيه على اطفاله الثلاث الجالسين على الاريكه بجانب بعضهم البعض يكتفون اذراعهم فوق صدورهم و و وجههم يرتسم على الغضب و الحنق
اتجه نحوهم على الفور قائلاً بقلق
=في ايه مالكوا قاعدين زعلانين كده ليه...
تغيرت تعابير وجوههم فور رؤيتهم له حيث اشرقت وجوههم بالسعاده و الفرح اندفعوا نحوه على الفور يحتضنونه بقوه مستقبلين اياه بحماس و سعاده كعادتهم عندما يعود من العمل فبرغم حبهم لوالدتهم و تعلقهم الشديد بها
الا انهم كانوا اكثر تعلقاً بوالدهم متخذين اياه مثلاً أعلي لهم حيث كانوا يقلدونه في كل شيء تقريباً...
جلس داغر على عقبيه محتضن الثلاثه بين ذراعيه يضمهم اليه بحنان قائلاً.
=ايه بقي اللي مزعل وحوش الدويري،؟!
اجابه مالك الصغير الذي عقد ذراعيه حول عنق والده يتشبث به بقوه
=مامي يا بابي، طردتنا من صالة الالعاب...
مرر داغر يده فوق شعر صغيره قائلاً بهدوء
=اكيد جننتوها بعاميلكوا زي كل مره...
اجابه يامن بينما يضع يده فوق وجه والده مديراً اياه نحوه حتى يجذب اهتمامه له...
=ابداً يا بابي والله بس ينفع مامي تشغل اغاني و تاخد ليانا و نايا و تعلمهم الرقص.
ليكمل بتذمر و وجه مقتضب.
=ده يرضيك...
غمغم داغر بحده وهو يتطلع نحوهم بصدمه
=يعني ايه بتعلمهم الرقص،؟!
ليكمل بصرامه وحده
=هما فين،؟!
اجابه مالك سريعاً بينما يشير إلى اخر الردهه
=في صالة الالعاب...
تركهم داغر و اتجه نحو تلك الصاله بوجه متصلب يرتسم عليه علامات الغضب
بينما اخذ الصغار الثلاثه يتطلعون إلى بعضهم البعض بنظرات تمتلئ بالانتصار والفرح قبل ان يركضوا خلف والدهم سريعاً محاولين اللحاق به حتى لا يفوتوا المشهد المنتظر...
اقترب داغر من صالة الالعاب الرياضيه التي كان ينبعث منها اصوات اغاني مرتفعه للغايه...
فور ان دلف اليها وجد داليدا توليه ظهره بينما ترقص مرتديه فستاناً احمر قصير يشابه إلى حد كبير إلى الفستاين التي ترتديها كلاً من طفلتيه نايا و ليانا التي كانت كل واحده منهم تحاول تقليد حركات والدتهم البارعه في الرقص...
بينما كان الاطفال الثلاثه يقفون بباب الصاله يتابعون باعين تلتمع بالحماس والدهم الذي تقدم نحو هؤلاء المندمجين بالرقص غير مدركين لوجوده...
همس مالك في اذن مازن بصوت منخفض يملئه فرح طفولي
=بابي هيجبلنا حقنا.
تقدم داغر مقترباً منهم بهدوء ثم فجأه و دون سابق انذار انحني حاملاً طفلتيه كل واحده منهم على ذراع من ذراعيه مما جعلهم يصرخوا بمفاجأه و صدمه...
بينما توقفت داليدا عن الرقص فور سماعها صرختهم تلك لتستدير إلى الخلف وتجد داغر واقفاً يحمل كلاً من ليانا و نايا على ذراعيه. اشرق وجهها على الفور بابتسامه واسعه بينما عينيها تلتمع بالشغف و هي تتأمله.
اقترب منها بوجه جامد مما جعلها تستغرب حالته تلك همت ان تسأله مت به لكنها سرعان ما انفجرت ضاحكه عندما بدأ بالرقص على نغمات الموسيقي و هو لايزال يحمل طفلتيه مقبلاً كل منهما على خدها و ابتسامه مشرقه على وجهه ملاعباً اياهم لتبدأ داليدا بالرقص معهم بحماس و هي تغني بصوت مرتفع مردده كلمات الاغنيه...
بينما كان يقف الاطفال الثلاثه بفم فاغر من الصدمه مما فعله والدهم فقد كانوا يعتقدوا بانه سيقوم بتعنيفهم عما فعلوه لكنه ولصدمتهم شاركهم بالرقص...
التفت داغر نحو الباب و هو لا يزال مبتسماً عندما انتبه لهؤلاء الواقفين بباب الصاله بوجه متجهم بغضب طفولي هتف مشيراً اليهم بالتقدم إلى الداخل والانضمام اليهم.
لكنهم هزوا رأسهم بالرفض والغضب لا يزال مرتسم على وجوههم، مما جعله يخفض طفلتيه على الارض بجانب والدتهم من ثم اتجه اليهم يجلس على عقبيه امامهم قائلاً بهدوء
=كنتوا مستنين اني اعمل معاهم ايه ازعق لهم، و لا اضربهم.؟!
اجابه يامن سريعاً و قد شحب وجهه من هذه الفكره بينما تعلقت عينيه بحب و خوف في ذات الوقت على والدته الواقفه تتابع ما يحدث بصمت
=لا يا بابي طبعاً...
ليهمهم كلاً من مالك و مازن بالرفض هم الاخرين، مرر داغر يده على رأس كل واحد منهم بحنان قبل ان يحاول شرح الامر لهم بهدوء حتى يستطيع استعابه عقلهم الذي لم ينضج بعد...
=ماما معملتش حاجه غلط، ولا ليانا و نايا هما بيرقصوا مع بعض و فرحانين. و مادام هما في البيت فبراحتهم مينفعش تقيد حريتهم...
ليكمل بحزم و هدوء في ذات الوقت...
=و ماما مش صغيره علشان تيجوا تشتكولي منها، ماما عارفه كويس هي بتعمل ايه و عمرها ما هتعمل حاجه غلط. مش كده
احمر وجه اطفاله بحمرة الخجل بسبب فعلتهم تلك، همس يامن بصوت منخفض بينما يرفع عينين دامعه إلى والدته ثم اخفضها سريعاً ينظر إلى الارض و هو يشعر بالضيق والخجل مما فعلوه
=عندك حق يا بابي...
ثم التفت إلى والدته قائلاً بهمس
=احنا اسفين يا مامي...
ركض مالك الصغير نحو والدته يحتضنها بينما تبعه شقيقيه جلست داليدا على عقبيها امامهم تحتضن ثلاثتهم بحنان و تسامح فقد كانت تعلم ان اطفاله لا يزالوا صغار و من الوارد ان يخطئوا لكن يقع على عاتقها هي و داغر اصلاح اخطائهم تلك وجعلهم يفهمون الامر بشكل صحيح حتى يتعلموا من اخطائهم تلك.
اخذوا يقبلونها بانحاء وجهها وهما يعتذرون منها لكنها بدأت تضحك بصخب عندما بدأ مازن يدغدغها ببطنها، انضمت اليهم كلا من نايا وليانا يحتضونها لكن بدأوا هم الاخرين بالضحك عندما اخذوا اشقائهم بدغدغتهم...
وقف داغر يتأملهم و عينيه تلتمع بالحب والسعاده قبل ان يتجه اليهم و هو يهتف بمرح
=يعني انا اصالحكوا و في الاخر تنسوني...
اندفع نحوه اطفاله الخمس يحتضنونه هو الاخر رفع عينيه لتلتقي باعين داليدا التي كانت تتطلع اليهم باعين بارقه بالحب و الحنان. مما جعله يشعر في هذه اللحظه بانه قد ملك العالم باكمله...
تركه الاطفال واخذوا يرقصون سوياً مما جعله ينهض و يتجه نحو داليدا التي جذبها بين ذراعيه يحتضنها مقبلاً جانب عنقها و هو يهمس باذنها بصوت منخفض حتى لا يصل إلى سمع اطفالهم
=ايه اللي انتي لابساه...
ليكمل و يديه تمر ببطئ و شغف على جانبي فستانها القصير الضيق مستغلاً انشغال اطفاله بالرقص
=شكلك ناويه تجننيني...
احاطت داليدا عنقه بذراعيها قائله بدلال
يتخلله المرح
=و انت لسه هتجنن،؟! ما انا جننتك و اللي كان كان...
ضحك داغر بينما يزيد من احتضانه لها جاذباً اياها فوق جسده لكنها تراجعت للخلف هامسه بينما تشير إلى اطفالهم
=داغر. اعقل. الاولاد.
غمغم داغر بعينين تتلاعب بها المرح
=اعقل و لا اقلع...
اطلقت داليدا ضحكه مرحه فور سماعها يردد كلماتها له منذ عدة سنوات و التي كانت قبل ولادة يامن مباشرة
=انت لسه فاكر...
مرر يده على جانب عنقها بحنان
=ولا عمري هنسى...
اطلقت تنهيده منخفضه و هي تضع رأسها على كتفه محيطه خصره بذراعيها تضمه اليها قبل ان يتجه نحوهم اطفالهم و يجذبونهم من أذرعهم حتى يرقصوا معهم...
في وقت لاحق...
كانت داليدا مستلقيه بالفراش بين ذراعي داغر بعد انتهائهم من احدي جولات عشقهم بينما كان داغر يقبل عنقها بحنان و شغف...
وضعت يدها فوق رأسه المدفون بعنقها هامسه بتردد، و هي تشعر بالخوف مما
هي تنوي اخباره به
=حبيبي. كنت عايز اقولك حاجه...
همهم داغر بصوت منخفض و هو لا يزال يقبل عنقها بشغف مما جعلها تكمل بصوت مرتجف
=انا، انا. روحت للدكتور النهارده...
رفع رأسه عن عنقها فور سماعه كلماتها تلك و التي جذبت كامل انتباهه غمغم و هو يتطلع اليها بقلق
=ليه، مالك، تعبانه او حاسه بحاجه،؟
هزت رأسها بالنفي قائله بهدوء يعاكس التوتر الذي يعصف بداخلها
=لا، متقلقيش ده الدكتور كريم منتصر، بتاع النسا و الولاده...
تصلب وجه داغر فور سماعه هذا و قد تغيرت النظره القلقه التي بعينيه إلى نظره حاده
=روحتيله ليه،؟!
اجابته داليدا بتلعثم و قد اربكتها نظراته الحاده تلك.
=يعني. علش، علشان اشوف لو ينفع ان اقدر احمل تاني و كده...
قاطعها داغر بغضب
=تحملي تاني ايه؟!، قولي خامس...
ليكمل بحده و عينيه تتقافز بها نيران الغضب
=انا وافقتك على اللي عايزاه و الحمد لله ربنا رزقنا ب5 اولاد ملوا علينا حياتنا لكن اكتر من كده يا داليدا لا...
قاطعته داليدا وقد احمر وجهها من شده الحنق و الغضب
=احنا اتفقنا مادام الدكتور شايف ان صحتي تستحمل احمل يبقي احمل ايه مشكلتك بقي انا مش فاهمه...
اجابها داغر بنفاذ صبر و قد بدأ يفقد اعصابه معها
=مشكلتي ان مش هفضل اخليكي تفضلي تحملي و تولدي لحد ما صحتك تتبهدل علشان وقتها ابدأ اقرر ان خلاص كفايه...
ليكمل بصرامه و هو ينتفض جالساً مبتعداً عنها بحده
=ده غير ان احنا اتفقنا ان خلاص على كده، لكن انتي قررتي تتصرفي من دماغك وتروحي كمان للدكتور، وطبعاً شلتي وسيلة منع الحمل. مش كده.
اخذت داليدا تتطلع اليه باعين متسعه صامته و قد احمر وجهها بشده مما جعله يسب غاضباً و هو ينتفض ناهضاً من فوق الفراش
لكن اسرعت داليدا خلفه فور ادراكها انه قد اساء فهم صمتها
وقفت خلفه تحتضن جسده إلى جسدها مسنده وجهها إلى ظهره الصلب العضلي بينما يديها موضوعه على صدره قائله بلهفه
=لا طبعاً. معملتش كده مقدرش اخد قرار زي ده لوحدي. من غيرك
لتكمل و هي تقبل ظهره بحنان.
=انا قولت بس اكشف و اشوف الوضع عامل ازاي و بعدها اتكلم معاك و اقنعك...
استدار اليها داغر ليصبح مواجهاً اياها قائلاً بحزم
=لاء يا داليدا. فاهمه يعني ايه لاء، لما ابقي مستغني عنك هبقي اخليكي وقتها تحملي تاني.
هتفت داليدا بحده و هي تضع يديها حول خصرها
=قصدك ايه يا سي داغر بقي، يعني انت مستغني عني...
لتكمل بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=عندك حق ما خلاص هتحبني ليه، اكيد زهقت مني و...
جذبها داغر بين ذراعيه ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها مبتلعاً باقي جملتها تلك...
كان يقبلها في بادئ الامر بحده غاضباً من كلماتها الحمقاء تلك لكن سرعان ما تحولت قبلتهم إلى عشق و شغف
اجبر داغر نفسه بصعوبه ان يبتعد عنها مسنداً جبهته فوق جبهتها وهو يلتقط انفاسه بصعوبه بينما تسيطر عليه رغبته بها التي لم تقل طوال سنوات زواجهم بلا على العكس كانت تزداد يوماً بعد يوم حتى يكاد يجزم بانه اصبح مهووساً بها...
مرر يديه على جانبي وجهها مبعداً شعرها إلى خلف ظهرها و هو يهمس بالقرب من شفتيها
=انا بقول. لو انا مستغني عنك هخليكي تحملي، و انا رافض اصلاً انك تحملي يبقي انا، ايه يا داليدا...
رفعت عينيها تتطلع اليه بصمت وقد احمر وجهها فور ادراكها انها اسأت فهم كلماته اكمل عندما ظلت صامته.
=يبقي انا مش مستغني عنك و لا عمري هستغني، انتي روحي، والنور اللي منور حياتي و دنيتي يا داليدا و لأخر نفس في حياتي هيفضل ده شعوري ناحيتك و عمره ما هيتغير حتى لو عدي على جوازنا 100 سنه مش 8 سنين بس...
ليكمل بخبث وهو يتصنع الحزن
=و لا يمكن انتي اللي زهقتي بقي علشان كده بتقولي كده...
شهقت داليدا بصدمه قائله بلهفه وهي تضع يدها على خده متحسسه جلده الدافئ بحنان
=لا طبعاً...
لتكمل وهي تمسك بيده واضعه اياها فوق صدرها موضع قلبها
=انت ده. و لو انا مستغنيه عن ده يبقي وقتها انا مستغنيه عنك...
لتردف هامسه بصوت ممتلئ بالمشاعر و عينيها تلتمع بالدموع
=ده انت العوض يا داغر، العوض اللي ربنا كرمني به علشان ينسيني كل حاجه وحشه شوفتها في حياتي، انا لو بفكر احمل تاني فده علشان املي البيت علينا و متحسش انك لوحدك في الدنيا...
قاطعها داغر برفق و هو يقبل جبينها بحنان.
=و انا مش لوحدي عندي انتي و اولادنا. انتوا عندي بالدنيا و ما فيها...
مرر اصبعه برفق على فوق موضع قلبها هامساً بصوت مختنق بالمشاعر
=من غيرك كل حياتي تتهد مقدرش اكمل من غيرك، علشان كده مينفعش اشجعك انك تدمري في صحتك انتي حملتي 4 مرات منهم اخر مره ربنا رزقنا بتوأم، يبقي كفايه يا حبيبتي على كده علشان نقدر نهتم بهم ونعرف نربيهم صح...
اومأت داليدا مبتسمه وهي تهمس بالموافقه
=صح يا حبيبي عندك حق...
ازال داغر دموعها العالقه بوجهها برفق باصابعه قائلاً بمرح
=شوفتي خلتيني انسي ازاي المفاجأه اللي محضرهالك...
اقتربت منه اكثر حيث اصبح جسدها ملتصق بدفأ جسده مغمغمه وعينيها تلتمع بالحماس
=مفاجأة ايه،؟!
قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت منخفض كما لو كان يخبرها سراً ما بينما عينيه تلتمع بالمرح
=سمعت ان روسيا غرقانه في التلج علشان كده بكره. هنطلع احنا والاود على هناك نقضي اسبوعين في الكوخ بتاعنا...
تراجعت داليدا إلى الخلف بصدمه حتى تستطيع النظر إلى وجهه جيداً هامسه بارتباك
=بتتكلم جد.؟!
اومأ لها برأسه بصمت وهو يبتسم لينقشع ذهولها هذا و تبدأ بالقفز في مكانها وهي تصرخ بفرح محيطه عنقه بذراعيها تحتضنه بقوه.
احاط داغر خصرها بذراعيه محتضناً اياها هو الاخر مقبلاً اعلي رأسها و هو يشعر بقلبه يكاد يقفز من داخل صدره من رؤيته لسعادتها تلك التي لا تقدر بالنسبه اليه بجميع اموال العالم...
حملها بين ذراعيه و اتجه نحو الفراش وهو يغمغم بصوت اجش بالقرب من اذنها...
=يلا علشان ننام. ورانا يوم طويل بكره.
وضعها بلطف فوق الفراش لكن سرعان ما اختفت خططه للنوم فور ان شاهد الشرشف الذي يحيط بجسدها ينزلق قليلاً رفع عينيه المشتعله بنيران الرغبه اليها قائلاً و هو ينحني عليها
=بس قبل ما نام في حاجه عايزه اقولك عليها...
ضحكت داليدا فور ادراكها ما يرمي اليه همت بالتحدث لكنه لم يعطها الفرصه حيث انحني مقبلاً اياها على شفتيها بحزم يتخلله الشغف ليغارقا بعدها في بحور شغفهم...
بعد مرور يومين...
في روسيا بالكوخ الخاص بهم...
كان داغر جالساً على الاريكه الكببره التي تحتل نصف غرفة الاستقبال يضم بين ذراعيه داليدا و على ساقيه يجلس كلاً من نايا و مازن الذين قد تشاجروا على من يجلس فوق ساق والدهم ليفض داغر الاشتباك بينهم باجلاس الاثنين على ساقيه، بينما كانت ليانا و مالك يجلسون فوق ساق والدتهم و بين جسد داغر و داليدا يجلس يامن بينهما مسنداً رأسه فوق صدر والدته.
كانوا جالسون يستمتعون بالجو الدافئ الذي يحيط بهم وهم يشاهدون الكرتون فهذا كان الشيء الوحيد الذي كان يستطعون مشاهدته و فهمه قليلاً فقد كان باقي القنوات تعرض اشياء باللغه الروسيه التي كانوا لا يفهمون منها شيئ...
جذبت داليدا الشرشف الثقيل تضعه فوقهم محاوله بث الدفأ بهم قدر الامكان انحنت للامام حتى تتأكد من ان الشرشف يغطي جانب ظهر داغر لكنه فاجأها بانه امسك بيدها تلك رافعاً اياها إلى شفتيه مقبلاً اياها بحنان ابتسمت له داليدا مسنده رأسها على كتفه لكن همهمت معترضه نايا الجالسه فوق ساق والدها دافعه رأس والدتها بعيداً عن كتف والدها بينما تدفن رأسها بعنقه.
مما جعلهم ينفجرون جميعاً بالضحك فقد كانوا يعملون مدي تعلق نايا بوالدها وغيرتها عليه، عاندتها داليدا و وضعت رأسها فوق كتف داغر مما جعلها ترمق والدتها بنظره حاده غاضبه همس داغر باذنها برفق
=ماما راسها واجعها، فسبيها علشان متوجعهاش اكتر...
اومأت نايا برأسها بالموافقه بينما تنحني مقبله رأس والدتها بحنان مما جعل داليدا تجذبها من فوق ساق والدها و تحتضنها بقوه لينتهي الامر بان انتقلت ليانا جالسه فوق ساق والدها بينما ظلت نايا بحضن والدتها...
لم تمر دقائق حتى انتفض كلاً من يامن و مازن و مالك يهتفون بفرح بينما يشيرون إلى الجدار الزجاجي الذي يظهر الخارج
=الحق يا بابي، تلج، تلج...
التفت كلاً من داليدا و داغر يتطلعون إلى ما يشيرون اليه ليجدوا الثلج يتساقط بغزاره.
اتجه جميع الاطفال نحو النافذه يشاهدون بحماس و فرح الثلج المتساقط مما جعل داغر يهتف بحماس
=طيب يلا اجهزوا علشان نطلع نلعب في التلج...
اندفعوا الاطفال نحوه هاتفين بفرح
=بجد يا بابي...
اومأ لهم مبتسماً قائلاً...
=ايوه و يلا اطلعوا و البسوا اتقل جواكت عندكوا.
اندفع الاولاد الثلاثه إلى غرفتهم بينما حملت داليدا نايا و حمل داغر ليانا واتجهوا بهم إلى الاعلي لمساعدتهم في ارتداء ملابسهم.
في وقت لاحق.
كان الجميع يلهون بالثلج الذي كان يغطي ارضية الحديقه باكملها يقذفون بعضهم البعض بكرات الثلج دائره حرب بينهم و صراخات ضحكاتهم المرحه تملئ ارجاء المكان...
اتجه داغر نحو داليدا فور سماعه صوت ضحكتها التي جعلت قلبه يتضخم داخل صدره يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها بصمت لتسرع هي الاخري باحاطة جسده بذراعيها تضمه اليها دافنه وجهها بعنقه تستنشق بشغف رائحته التي تعشقها همس في اذنها بصوت منخفض اجش من اثر العاطفه المشتعله بداخله...
=ما تيجي نطلع اوضتنا شويه. و نسيبهم يلعبوا في التلج براحتهم...
رفعت رأسها تتطلع اليه ضاحكه
=لا طبعاً، مينفعش.
زفر داغر قائلاً باحباط مصطنع فهو يعلم جيداً بانهم لا يمكنهم ترك اطفالهم بمفردهم
=انتي ست محبطه. و مش وش نعمه على فكره...
دفعته داليدا في صدره بيديها ممازحه مما جعل وزنه يختل و يسقط فوق كتله ضخمه من الثلج انفجرت داليدا ضاحكه فور رؤيتها حالته تلك فقد كان الثلج يغطيه باكمله لكن تحولت ضحكتها تلك إلى صرخه عندما قبض على يدها وجذبها للاسفل نحوه لتقع جانب جسده قرب داغر شفتيه من شفتيها و بعينيه نظره تعلمها جيداً مما جعلها تهتف بتحذير
=داغر الاولاد.
توقف متجمداً و كأنه قد نسي امرهم تماماً همس وهو يهز رأسه بعدم تصديق.
=شوفتي، دايماً شغلاني لحد ما عقلي طار بسببك...
وضعت يدها فوق خده تتمتع بملامسته
=يارب دايماً اكون شغلاك، و مطيره عقلك. كده
ابتسم داغر مقبلاً راحة يدها التي فوق خده هامساً بصوت اجش
=بحبك يا شعلتي...
مررت اصابعها فوق ملامح وجهه وعينيها تلتمع بالشغف
=و انا بموت فيك يا قلب و روح شعلتك.
هم داغر بالتحدث لكنه ابتلع جملته عندما ارتمي مازن فوق جسده ليتبعه باقي اشقائه وهم يصرخون بمرح مرتمين فوق اجساد والديهم يحتضونهم بقوه ليصبحوا جميعاً يستلقيون على الثلج وهم يضحكون بسعادة وحب سيدوموا الى الأبد...