رواية أحببت كاتبا ( كاملة جميع الفصول ) بقلم سهام صادق

 


رواية أحببت كاتبا الفصل الاول

الفصل الاول
********

في ظلام تلك الحجره البسيطه كان هناك عينان تفتح وتغلق بتنهد وسط ضجيج هالك من المشاعر التي تنتاب صاحبتها كل ليله بعد قرأة احد كتبه بحالميه وكأنه يسطر كلماته لها فقط
لتتنهد تلك النائمه بجوارها قائله بريبه : لسا منمتيش ياصفا
فتفتح صفا عينيها بدهشة من أستيقاظ ابنة عمتها فجأة
فتضحك جنه قائلة بعفويه : هو اللي يسمع تنهيداتك ، يعرف ينام جنبك لاء وكمان عماله تتقلبي زي السمكه اللي بتتقلي في الزيت .. يادي مراد زين ده اللي بيدهور حالتك كده
فتنهض صفا من فراشها بعفويه مشعلة بنور حجرتها ، ذاهبة اللي مكتبها الصغير الذي يضم بعض الروايات والكُتب لكبار الكتّاب وخاصة عاشقها المتيمه به من كلماته
صفا بحالميه وهي تفتح أخر كتاب قد أصدره منذ اشهرعديده وأنهت قرائته للمرة المئه،وتأملت احد كلماته : الحب كاللعبه الجميله حين نمتلكه ننسي العالم بأكمله وكأنه ساحر يأسرنا اليه ولكن أسرهه لنا دوما لاذع
فتضحك أبنة عمتها وتصقف بأيديها
جنه: هايل يافنان ، انا كرهت الرومانسيه بسببك وبسبب الكاتب ده ميكونش القيصر ياختي
ربنا يعوض عليك ياخالي ، انا قررت ألم هدومي واخد شنطتي واروح بلدنا للحجه صافيه الغاليه ... اجازه سوده عليا
لتتجه اليها صفا ضاحكه : ليه كده بس ياجنه ، هو الحب حرام
لتبتسم جنه ساخره : لاء ياهابله الحب مش حرام بس اللي انتي عايشه فيه ده وهم .. في حد يحب حد من كلماته بس
فتفتح صفا احد الأدراج حالمه وتتأمل صورته الوحيده التي قد حازت بها أحدي المجلات ، فعاشقها مجهول للجميع ولا يحب الظهور ابداً
لتلتقطها منها جنه ضاحكه : هو ده بقي مراد زين .. لاء تصدقي اموور ياصفا ،عندك حق تحبيه .. ده في عمر خالي ياصفا
وتنهدت جنه بعمق وعادت بحديثها ثانية : صفا بلاش جنانك ده انا كنت فاكره انه مجرد هيام بكاتب لوقت معين لحد ما تلاقي الحب بس أكتشفت انك قفلتي علي قلبك وسيبتي مفتاحه لأوهامك .. اصحي للواقع بقي وشوفي مستقبلك وحياتك
فتبتسم صفا بسعاده وهي تتذكر أحد الجوابات التي ترسلها إليه بريدياً قائله : ياريت يكون شاف رسالتي الاخيره
لتنصدم جنه مما سمعت قائله : فعلا مجنونه !!
...................................................................
أبتسم بهدوء يدل علي وقاره وهيبته التي تطغي علي عمره التاسع والثلاثون
عامر : الحفله خلصت من زمان يا أستاذ ولا أقولك ياحضرت الكاتب العظيم
فيبتسم أحمد قائلا وهو يرفع تلك النسخه التي حصل عليها من دار النشر منذ قليل : مش هتقولي مبروووك
فيتهكم وجه عامر متأملا سعادة اخيه بذلك العالم الذي دخله رغم ان عالمهم الحقيقي هو الثراء والسلطه وليس الادب الذي ينظر اليه هو بالأخص انه عالم من السخافات وأهدار الوقت
فيقترب منه احمد بموده وحب : ياعامر أنا بحب الكتابه جدا وانت عارف اووي كده ، غير اني قادر ادمج بين عالم المال وعالم الادب
فيمتقع وجه عامر أكثر ناهضا من علي كرسي مكتبه غالقا حاسوبه بقوه الذي كان يتابع من خلاله البورصه ليقول بجمود : طالع زي خالك هقول ايه غير مبرووك
فيبتسم أحمد متذكرا خاله الذي لم يجد شيئاً ليثبت حبه له ويخلد أسمه سوا أنه يأخذ بأسمه اسما مستعارا (بمراد زين)
فيتنهد أحمد ببطئ قائلا : ربنا يرحمه
ويسير خلف أخاه وهو يقول : ماما نامت صح
فيحرك عامر رأسه بالأيجاب وهو يصعد أول درجات سُلم قصرهم الضخم
...................................................................
اغمض عينيه بأرهاق بعد يوماً شاقاً ،وتنهد ببطئ وامسك بهاتفه ليفتح صفحات التواصل الاجتماعي وهو يري كم تعليقات متابعينه علي كلماته وعباراته البارعه في وصف الاحساس في معظم كتابته ..
ليتأمل احد التعليقات الطريفه فيضحك بقوه وهو يقرء : انا بحبك اووي استاذ مراد ، ده انا من حبي فيك بندهه جوزي بأسمك وسميت ابني برضوه علي اسمك وقريب اووي هطلق بسببك !
ليقطع ضحكاته اتصالا من صديق عمره والوحيد الذي يعلم بحقيقة مراد زين هو واخاهه عامر
احمد : خير !
فيضحك رامي بقوه قائلا : قولت اسألك للمره الالف نطبع برضوه بالاسم المستعار ولا ننزل بالحقيقه بقي ده هيبقي خبر الموسم يامراد .. ييييه اقصد يا احمد السيوفي يا ابن الحسب والنسب
ليمتقع وجه احمد ساخرا من حديث صديقه : اقفل يارامي وأوعدك ان الربح اللي بتكسبه من نشر رواياتي همنعه عنك واديه لدار نشر تانيه وابقي شوف دار النشر بتاعتك هتكسب ازاي
فيصرخ رامي قائلا : لا وعلي ايه الطيب احسن يابشمهندس ، فعلا سيوفي سيوفي .. مافيش عندكم رحمه عيله جباره
وينتهي ذلك الحديث الممل بالنسبه له فقد اعتاد عليه من صديقه عندما يتم طباعه اي جديد له
ثم يجذب اخر ابداعاَ له قد خطاه قلمه.. ناظر في صفحاته حتي وصل الي صفحته المنشوده وقرء بعض كلماته
حياة من نحب ليست لعبه بين اصابعنا او عقولنا ، فحين نحب يجب ان نلغي العقل قليلا ونسير بقلوبنا .. فالعقل احيانا كثيره يفكر بالظروف والمنطق والمُفترض والماضي والحاضر والمستقبل .. اما القلب فلا يهتم سوا بأحلامنا ولا يري مستحيلا
..............................................................
فتح عيناه فجأه وهو يتذكر حبيبته التي هجرته منذ زمن بعد ان كرهت جموده وصلابته وحبه في التملك
ليتذكر احد كلماتها له قبل ان تترك البلد بأكملها محاولة نسيان ماضي وزواج فاشل
اميره : انا كرهت تملكك وجمودك ياعامر ، حبي الكبير ليك انت ضيعته بسبب جفاء مشاعرك .. وصرخت بوجهه معاودة حديثها
اميره : اوعاك تقول انك بتحبني ، وان انا سطحيه ومش عايزه غير كلام الغزل
وصمتت لتترك له عباره ظل صداها يحاوطه : انا وفقت نتجوز في السر واتنزلت عن اكبر حق ليا بس عشان بحبك .. اهم حقوقي اتنزلت بيها عشان الحب وللاسف الحب خذلني .. ابقي افتكر اني اتمنيتك كتير تبقي زوج فعلا ليا زوج مش بنك فلوس بيمتعني بفلوسه وبيه
وتابعت بحديثها قائله :
الحب في وجهه نظرك تملك بالفلوس مش بالقلوب
ليفيق من شروده بعد ذلك العذاب الذي يعصف به كل ليله
ونهض من فراشه ليخرج الي شرفة حجرته الواسعه متنهدا بحراره مشتعله في اعماقه .. لم تطفأها الايام ولا حتي ذلك الهواء البارد
...............................................................
تأملت صفا الكتاب القابع بين أيديها قليلاا لتقرء اسمه وتتخيل بأن كلماته حقا جميعها اليها فقط ..وأبتسمت وكأنها قد رأته هو وليس كتابه الذي يحمل أسمه
عم محمود :مالك يا صفا ، هل أعجبكي الكتاب
لتتأمل صفا ذلك الرجل قليلاا حتي خرج صوتها الحالم قائله بدعابه : نعم وجدا جدا كمان، سعره بقي كام ياعم محمود واوعي تقولي ان حتي الكُتب بقيت اسعارها فوق فوق
فيبتسم عم محمود ذلك الرجل الطيب، ويمسح علي خصلات شعره التي أبيضت وسط تلك الاغلفه القديمه والحديثه
عم محمود : سبعون جنيها!!
لتتطلع اليه صفا قليلا كالطفله البلهاء التي حين يبدء والديها بأن يعلموها أحرف أسمائهم فتنظر إليهم بتعجب حتي تخرج من فمها الصغير بعد مشقه أسمائهما التي لا تنطق منها سوا حرفين وفقط
صفا: نعم قول تاني كده ياعم محمود ، الكتاب بسبعين جنيه ، لا خلاص خذ كتابك ياراجل ياطيب
عم محمود ضاحكا : خدي الكتاب من غير فلوس ياصفا هو انا عندي اغلي منك ، بس هما يومين والاقي الكتاب عندي سامعه !!
لتتطلع اليه صفا بأمتنان وانصرفت من امامه سريعا ، وهي تفكر في تلك الازمه التي ستصبح هي بها ،اذا ارتفعت اسعار الكُتب عن هذا الثمن ، لتتذكر والدتها قائلة :
يالهووي ديه بطه هتموتني ، مش كفايه اتخرجت وبقيت عاطلة وانا بشمهندسه قد الدنيا
وانتبهت للكتاب القابع بين ايديها ثانية وسارت بخطي سريعه كي تصل الي منزلها في احد الاحياء البسيطه بالقاهره ،وتنفرد بكلماته التي تشعرها دوماً بأنها تخاطبها وحدها ، ولكن يداها لم تصبر قليلا فبدأت تفتح بصفحات الكتاب وهي تسير علي احد الأرصفه وبدأت تقرء بخيال حالم ... حتي ...
مش تحسبي يا أنسه ، يقطع الكُتب والي عايز يقرء ، ما تقروا في بيوتكم ولا الثقافه خلاص نزلت عليكم في الشارع !!
لترفع الكتاب عن أعينها وهي تتمتم بصوت هامس
صفا : إذا كان صوته كده ، اومال شكله هيبقي ايه
فتصعق من منظره العملاق ، وتنهدت بأرتباك
صفا : أنا حره أقرء في المكان اللي يعجبني ، حتي لو في الشارع وسع كده عديني
فيهبط الرجل لمستواها... ليشعرها بقصر قامتها قائلا بتهكم : مبنخدش منكم غير طولت اللسان !!
وانصرف من أمامها ... ليتركها تتأمل أعين الناظرين لها بغرابه
صفا : لازم اجيب لنفسي التهزئ يعني ، استغفر الله العظيم

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-