رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل التاسع 9 بقلم هدير نور

 



رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل التاسع 9 بقلم هدير نور


دلف داغر إلى القصر بوجه مكفهر مقتضب فقد عاد مره اخري بطائرته الخاصه بعد ان تذكر بمنتصف الرحله انه لم يأتي بالعقود الخاصه بالصفقه التي سيتم عقدها فقد كان يحتفظ باوراقها بخزانة مكتبه السريه و التي لن يستطع احد الوصول اليها سواه مما جعله يضطر العوده ليأتي بها بنفسه...


فقد جعله ما حدث مع داليدا قبل ذهابه يفقد عقله و تركيزه فقد فر من الغرفه وقتها حتى لا يتهور و يفقد سيطرته على نفسه و يتملكها كما يشتهي فقد اصبحت رغبته بها تؤلمه معذبه اياه بقسوه...


لكنه تجمد بمكانه ما ان فتح باب القصر و رأي الجميع يقفون ببهو المنزل صدم من الامر فالوقت قد تجاوز منتصف الليل مما جعله يشعر بان هناك شئ خاطئ يحدث. و تأكدت شكوكه تلك عندما رأي صافيه الخادمه تهرع نحوه سريعاً ما ان رأته هاتفه بتعثر و الخوف يرتسم على وجهها

=داغر بيه، داغر بيه الحق داليدا هانم...

شعر بانفاسه تنسحب من داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله فور سماعه كلماتها تلك

=مالها داليدا،؟!


اجابته بتلعثم والذعر بادي على وجهها ببنما تشير إلى اخر الرواق

=اوضه المكتبه النار ولعت فيها و داليدا هانم فيها و الحريق جامد محدش قادر يدخ...


لم ينتظر داغر ان يستمع إلى باقي كلامها و ركض نحو المكتبة وقلبه يقفز بعنف داخل صدره من شده الذعر لكنه وقف متجمداً مكانه عندما رأي النيران التي تنبثق من اسفل باب الغرفه بينما وقف كلاً من طاهر و شهيره التي كانت تحتضن نورا بحمايه يقفون بهدوء بعيداً يتابعان ما يحدث...

صاح بهم بشراسه بينما يندفع نحو باب الغرفه يحاول فتحه بينما الخوف يسيطر عليه فور تخيل داليدا داخل تلك النيران المستعره.


=وقفين تعملوا ايه، واقفين تتفرجوا...

اجابته شهيره بينما تتراجع إلى الخلف بارتباك و عينيها مسلطه بذعر على الباب المحترق

=عايزنا نعمل ايه يا داغر. طلبنا المطافي و زمانها جايه، واكيد مش هدخل طاهر في النار مش مستعثغنيه عنه...

لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما رأت النظره الشرسه التي رمقها بها فقد جعلت الدماء تتجمد في عروقها راقبته بذعر بينما يتجه يهتف بغضب بصافيه

=هاتيلي بسرعه بطانيه وبليها بالميا...


اسرعت صافيه بتنفيذ امره هذا بينما اتجه إلى الباب المحترق و ضربه بقدمه عده ضربات حتى انكسر و انفتح.

صرخت شهيره بوجه شاحب فور ادراكها ما ينوي فعله

=انت. انت بتعمل ايه داغر مينفعش تدخل جوا ممكن يحصلك حاجه...

لكنه تجاهلها و اختطف سريعاً من صافيه البطانيه المبلله التي احضرتها هاتفاً بقسوه

=اتصلي بزكي و خليه يجي بسرعه...


من ثم دلف إلى داخل الغرفه المشتعله بعد ان احاط رأسه بالغطاء المبلل متجاهلاً صراخات شهيره التي كانت تحاول منعه من الدخول فكل ما كان يهمه الان هو ان يصل إلى داليدا و انقاذها

ففكره انه قد يفقدها إلى الابد تجعله يريد بالقاء نفسه إلى تلك النيران لكي تلتهمه.


فور ان دلف إلى الداخل تراجع إلى الخلف خطوه فقد كانت النيران تملئ كل مكان بالغرفه ذات المساحه الواسعه اخذ يبحث بالغرفه عن داليدا و قبضه حاده تعتصر قلبه اخذ يصرخ باسمها بينما يبحث بلهفه عنها لكنه كان لا يستطيع ان يري جيداً بسبب عينيه الزائغه من شدة الدخان المتصاعد من النيران.


انتفض جسده بتأهب فور ان استطاع ان يري من وسط الدخان الذي يملئ الغرفه الجسد المتكوم باحدي اركان الغرفه حيث كانت تضم جسدها إلى صدرها بينما تخفي رأسها بين ساقيها بخوف اتجه نحوها على الفور متجاوزاً بصعوبه النيران المشتعله بالاثات المنتشره بالغرفه.


لكنه فور ان وصل اليها صاح اسمها بصوت متحشرج ملهوف و الخوف يسيطر عليه من انه قد اصابها شئ لكن عندما لم تجيبه اسرع بالقاء الغطاء المبتل عليها الذي كان معه لكي يحميها من النيران التي كانت تلتهم كل ما بطريقها بوحشيه قبل ان يحملها بين ذراعيه و يتجه بصعوبه نحو باب الغرفه بينما النيران اوشكت اكثر من مره ان تصيبهم لكنه استطاع تجاوزها سريعاً فكل ما كان يهمه ان يخرج بها من هنا حتى تحصل على الاكسجين النقي...


فور ان خرج بها قابله رجاله الذين اسرعوا يحاولون اخماد النيران بينما صوت سيارات الاطفاء المرتفع يملئ المكان مما يدل ان قد اتوا اخيراً.

اتجه داغر إلى الخارج يضع جسد داليدا التي كانت تسعل بقوه على الارض بينما اسرع برفع الغطاء بيد مرتعشه عن وجهها لكي تستطع التنفس لكن لصدمته كانت التي امامه تمارا ابنة صافيه الخادمه و ليست داليدا...


تمارا التي ما ان رأتها والدتها بهذا الوضع اطلقت صرخه فازعه و هي تسرع منتحبه نحوها تحتضنها بقوه محاوله تهدئة سعالها المختنق...

تراجع داغر إلى الخلف بتعثر حتى سقط على الارض من شدة الصدمه همس بصوت مختنق و عينيه متسعه بالذهول على تمارا

=فين داليدا...


بدأت الارض تميد به شاعراً بالدماء تفر من جسده فور ان ادرك بانه ترك داليدا بداخل الغرفه المشتعله. نهض سريعاً بتعثر على قدميه حتى انه كاد ان يسقط لكنه لم يبالي و اتجهه مره اخري نحو الغرفه التي لازالت مشتعله و الخوف يسيطر عليه بانه قد تركها بالداخل وسط تلك النيران لكن اسرع طاهر و شهيره بامساكه ومنعه من الدخول صاح بغضب منفضاً ايديهم التي كانت ممسكه به مبعداً اياهم عنه و صدره كان يعلو وينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط انفاسه بحدة.


=ابعدوا...

نجح بالفعل من التحرر منهم و اسرع نحو الغرفه مره اخري لكن اوقفه صوت تمارا المختنق التي استعادت قوته بعد ان هدئ سعالها

=داليدا هانم مش جوا يا داغر باشا اطمن...

تراجع داغر إلى الخلف فور سماعه كلماتها تلك هاتفاً بغضب

=اومال هي فين، و ليه قولتوا اصلاً انها جوا، انتوا عايزين ه

تجننوني...

همست صافيه التي كانت تحتضن ابنتها بحمايه و هي لازالت تنتحب بشده.


=انا افتكرتها جوا لان لما طلعت اوضتها علشان ابلغها بالحريقه وانها تنزل تحت علشان لا قدر الله المطافي مقدرتش تسيط، على الحريقه نلحق نطلع برا القصر لكن ملقتهاش في اوضتها و دورت عليها في الجنينه و في كل مكان بتعقد فيه ملقتهاش فعرفت انها جوا خصوصاً انها معظم وقتها بتقضيه في اوضة المكتبه، ده غير صوت الواحده اللي كانت بتصرخ جوا...


لتكمل بصوت متقطع يمتلئ بالقهر بينما ازداد انتحابها و هي تشدد من احتضانها لابنتها

=مكنتش اعرف ان اللي بتصرخ دي بنتي، بنتي اللي جوا...

زمجر طاهر الذي كان يتابع ما يحدث بوجه شاحب فور اكتشافه اختفاء داليدا و فشل خطته

=انتي يا زفته انتي كنت بتهببي ايه في اوضة المكتبه بليل كده...

همست تمارا بينما تحاول التقاط انفاسها المختنقه

=كنت عايزه كتاب اقرأه...

لتكمل سريعاً عندما رأت الغضب الذي ارتسم على وجه طاهر.


=داغر بيه، داغر بيه اللي سمحلي ابقي اخد كتب من المكتبه اقرأها و ارجعها تاني.


ثم ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها و قد سيطر الرعب عليها من ان يكتشف احد ما الذي كانت تفعله حقاً داخل المكتبه بهذا الوقت فقد اعتادت من حين إلى اخر سرقة احدي الكتب القيمه التي تملئ المكتبه و بيعها، لكن لسوء حظها ما ان دخلت المكتبه اليوم و همت ان تأخذ كتاب ما شعرت بخطوات شخصاً ما يقترب من باب الغرفه لذا اسرعت بالاختباء خلف الاريكه ثم رأت داليدا زوجه داغر الدويري تدلف إلى الغرفه بوجه شاحب وانفس لاهثه و قد كان مظهرها غريب كانت ترتدي منامتها و شعرها مشعث فقد كانت تبدو كما لو كانت تهرب من شيئاً ما...


لكنها وقفت في الغرفه اقل من دقيقه قبل ان تتجه نحو باب الغرفه تفتحه مره اخري لكنها لم تفتحه بالكامل اخذت تطلع منه إلى الخارج عدة لحظات قبل ان تلتف و تغادر المكتبه سريعاً مره اخري.


وقتها نهضت تمارا حتى تأخذ الكتاب و تفر هاربه قبل ان تعود داليدا مره اخري لكن فجأه و دون سابق انذار رأت النيران تشتعل بأرضية الغرفه من حولها اندفعت مسرعه نحو باب الغرفه تحاول الخروج لكنها لم تستطع حيث كان الباب محكم الغلق برغم انها تأكدها بان هذا الباب ليس له قفل من الخارج او الداخل لذا اخذت تصرخ محاوله ان ينقذها احد حتى سقطت مغمي عليها من شدة الخوف و استيقظت بعدها لتجد النيران تحاوطها من كل اتجاه اخذت تصرخ باعلي ما لديها حتى يأتوا و ينقذوها...


خرجت من شرودها هذا على صراخ داغر الدويري الحاد الذي كان يزرع الارض ذهاباً واياباً كالاسد المحبوس داخل قفصه و وجهه محتقن يظهر عليه علامات الفزع و الهلع بديان عليه بوضوح فلأول مره تراه بهذه الحاله فدائماً يظهر امامهم بقناعه الحاد الجليدي

=انتوا هتفضلوا ترغوا اقلبولي المكان ده لازم اعرف داليدا فين

ليكمل ملتفاً إلى حازم رئيس امنه.


=5 دقايق و داليدا تبقي قدامي فاهم لو ملقتهاش اعتبر نفسك وكل اللي موجودين هنا مطرودين...

ثم التف و توجه للخارج لكي يشاهد كاميرات المراقبه لعله يجد انها قد خرجت من المنزل...


كانت داليدا جالسه منزويه في احدي اركان غرفة الخاليه لفطيمه والدة زوجها فبعد ان حاول طاهر ان يعتدي عليها هربت منه و اتجهت نحو غرفه غرفة المكتبه لكي تختبئ بها لكن فور ان دخلتها ادركت انه من السهل عليه ان يعثر عليها بها ان بابها لم يكن يحتوي على مفتاح داخلي يمكنها غلقه جيداً عليها كما يمكن ان يكون بالفعل قد اتبعها إلى هنا.


فتحت ببطئ و هدوء باب غرفة المكتبه تطلع من شقه البسيط المفتوح باحثه عن طاهر لتشهق بصوت منخفض و قد بدأ جسدها بالارتجاف من شدة الخوف فور ان رأته يقف خارج الغرفه يمسك بذراعه المصاب بينما بتطلع بشرود إلى الارض كما لو كان يفكر في امراً ما لكنه سرعان ما رأته يلتف و يتجه نحو المخزن الخلفي و على وجهه يرتسم تعبير جعل الدماء تجف في عروقها فور تأكدها من اختفاءه اسرعت بالخروج من الغرفه و اتجهت نحو الجناح الغربي للقصر حيث توجد غرفة فطيمه والدة داغر التي كانت مسافره منذ اكثر من اسبوع لدي شقيقها.


فقد كانت غرفتها هي أأمن مكان لها حيث لن يأتي بعقله انها تختبئ هنا...


لكن رغم ذلك ظلت في مكانها جالسه باحدي اركان الغرفه و عينيها مسلطه فوق الباب بخوف متوقعه ان يدخل طاهر عليها في اي لحظه رغم اغلاقها للباب جيداً كان جسدها يرتجف بقوه اثر النوبه التي قد اصابتها بوقت سابق بعد هروبها من طاهر تنفست بعمق محاوله تهدئت خوفها فأول شئ ستفعله فور بزوغ النهار هو انها ستغادر هذا القصر لحين عودة داغر الذي ستخبره بكل ما فعله طاهر بها...


حتي و ان لم يكن سيصدقها فعلي الاقل طاهر سوف يتراجع عما يفعله بها خوفاً من ان ينكشف امره لداغر...

انتفضت في مكانها فازعه فور سماعها اصوات ابواق الانذار التي تأتي من خارج القصر فعادة يكون هذا الصوت تابع لسيارات الاسعاف او الاطفاء...


اسرعت بالنهوض و التوجه نحو النافذه تنظر منها حتى تفهم ما يحدث لتجد انه بالفعل يوجد سيارات اطفاء ضخمه تقف بالخارج لتعلم بانه يوجد حريق بالقصر شعرت بالخوف يدب في اوصالها ركضت مسرعه خارج الغرفه تتجه إلى الاسفل فاذا كان يوجد حريق فيجب عليها الخروج فوراً من هنا...


كانت تركض بالرواق عندما اصطدمت بقوه بشخص ما كان يأتي من الاتجاه المعاكس، تراجعت سريعاً للخلف بخوف و الدماء قد انسحبت من جسدها فور ادراكها لهوية الشخص الذي اصطدمت به...

اقترب منها طاهر على الفور قابضاً على ذراعها بقسوه مانعاً اياها من الهروب جاذباً اياها بحده لتصبح واقفه امامه مباشرة

همس بالقرب من اذنها بينما قبضته تشدد حول ذراعها

= بقي كنت مستخبيه هنا يا ملعونه...


ليكمل بقسوه و عينيه محتقنه بشده فقد كانت تشبه بعين شيطان خرج لتوه من الجحيم

=الحريقه اللي تحت دي كانت من نصيبك، بس فلتي منها، بس المره الجايه صدقيني مش هتفلتي لو بوقك ده اتفتح و نطقتي بحرف واحد لداغر عن اللي حصل، او بكل بساطه ممكن ادبر لحبيب القلب اللي قالب الدنيا عليكي تحت حادثة عربيه ولا رصاصه تخلص عليه علشان اضمن ان...


قاطعته داليدا هامسه بصوت مرتعش وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الهلع فهي لن تتحمل ان يحدث لداغر اي مكروه بسببها

=مش هقوله حاجه، مش هقوله حاجه...

هز طاهر رأسه و على وجهه ترتسم ابتسامه راضيه

=ما نشوف...

ثم دفعها بقسوه بعيداً عنه قبل ان يكمل طريقه لنهاية الرواق اندفعت داليدا على الفور راكضه والخوف يسيطر عليها و هي لا تصدق بانه حاول حرقها لتعلم بانها تواجهه مريض نفسي و يجب ان تتخلص منه...


فور وصولها اعلي الدرج تسمرت مكانها و قد بدأت الارض تميد بها فور رؤيتها للغرفه المحترقه بينما رجال الاطفاء يحاولون اخماد النيران اهتز جسدها بقوه فور تخيلها ما الذي كان سيحدث لها لو لم تهرب من هذه الغرفه.

جذب انتباهها عن الغرفه صوت صراخ داغر الواقف بمنتصف بهو القصر يصرخ بحازم و الخدم

=يعني ايه اختفت راحت فين انطقواااا...


كان يبدو بحاله مزريه لم تراه بها قبل فقد كان وجهه شاحب بينما شعره المنظم دائماً مبعثر الان باهمال وسترة بدلته قد اختفت بينما قميصه الابيض ملطخ ببقع سوداء كبيره لم تشعر بنفسها الا و هي تهبط الدرج بقدمين مرتجفه تتجه نحوه محاوله ان تستمد منه بعض الاطمئنان للخوف الذي يلتهم قلبها...


فور ان اصبحت امام داغر الذي كان يمرر يده بشعره بشده و عينيه للاسفل همست بصوت مرتعش متردد و قد بدأت دموعها التي كانت تحبسها لمده الطويله تتساقط من عينيها داعيه من الله ان يظهر لها ولو بعض اللطف فهي بأشد الحاجه إلى حنانه

=داغر...


رفع داغر رأسه بحده فور ان سمع صوتها اخذ ينظر اليها عده لحظات باعين فارغه متسعه كما لو كان يحلم او يرا سراباً امامه همت داليدا بالتحدث اليه مره اخري شاعره بالقلق عندما وجدته لا يبدي اي ردة فعل

ولكن و قبل ان تنطق بحرف اخر اندفع نحوها دون سابق انذار يضمها بين ذراعيه بقوه دافناً وجهه بعنقها بينما ذراعيه تحيط خصرها جاذباً اياها ليلتصق جسدها بجسده بشده هامساً باسمها بصوت مختنق متألم...


شدد من احتضانه لها مستنشقاً بقوه رائحتها و الذعر و الخوف من فقدانها لا يزال يعصفان بداخله مرر يده بلهفه فوق ظهرها متلمساً اياها حتى يطمئن نفسه بانها بالفعل سالمه و بين يديه لا يصدق بانه كاد ان يفقدها فعند تخيله لها ملقاه كجثه هامده داخل تلك الغرفه المشتعله كاد ان يفقد عقله لا يعلم سبب ما يحدث له لكن ما يعلمه جيدا انه غير مستعد ان يفقدها...


هبط جالساً على اولي درجات الدرج الذي كان خلفه و هو لا يزال يحتضنها قبل ان تخونه قدميه التي اصبحت كالهلام غير قادرتين على حمله...

دفن وجهه بعنق داليدا التي كانت تستقر جالسه بحضنه مستنشقاً بقوه رائحتها و هو لا يزال يهمس باسمها بصوت منخفض كما لو كانت تعويذه يحاول ان يهدئ ذعره بها...

ضمته داليدا هي الاخري ممرره يدها بحنان فوق ظهره محاوله تهدئته فقد كان كامل جسده يرتجف بقوه...


قبل داغر جانب عنقها بقوه من اسفل حجابها بينما يجذبها إلى جسده اكثر حتى اصبحت ملتصقه به كما لو كان يرغب بتخبئتها داخل صدره بينما هي الاخري احاطت ظهره بذراعيها تضمه بقوه متشبثه يديها بقميصه من الخلف تدفن به الخوف الذي تشعر به...

هتفت شهيره التي كانت تتابع هذا المشهد بوجه محتقن بالغضب

=ما خلاص كفايه يا داغر في ايه، الناس واقفه...


لتكمل بحده بينما تنفض بعيداً يد نورا التي كانت تقبض على يدها تعتصرها بقوه بينما جسدها يهتز من شدة الغضب و عينيها التي ينبثق منها الحقد و الغل مسلطه على داغر الذي لا يزال يحتضن داليدا كما لو كانت كنزه المفقود

=ما هي كويسه اهها و مفيش فيها حاجه...

لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف فور ان رفع داغر رأسه من فوق عنق داليدا زاجراً اياها بنظره جعلت الدماء تجف بعروقها...


نهض داغر حاملاً بين ذراعيه داليدا صاعداً بصمت بها الدرج متجاهلاً همهمات شهيره الرافضه فكل ما كان يهمه تلك التي بين ذراعيه و التي كان على وشك يفقدها إلى الابد...

همست مروه الخادمه بصوت حالم بينما تراقبهم يصعدون الدرج موجهه حديثها إلى صفيه التي كانت تساعد ابنتها تمارا على تناول كوب الماء بعد ان استعادت وعيها تماماً

=يا سلام شايفين كان خايف و هيتجنن عليها ازاي...


بقي ده داغر باشا قالب التلج المتحرك اللي مفيش حاجه بتأثر عليه ابداً يبقى حاله كده...

نكزتها صفيه في ذراعها بتحذير مشيره برأسها بخوف نحو نورا التي كانت تستمع اليها و شرارت الغضب تتقافز من عينيها اسرعت مروه بالتنحنح قائله بكذب

=يا خبر انا، انا شكلي نسيت اللبن على النار، ما اروح الحقه قبل ما يولع في البيت هو كمان مش ناقصين...

ثم اسرعت بالهروب من امامهم قبل ان تفجر بها نورا غضبها

هتفت نورا وراءها بغضب.


=لبن ايه اللي بتغليه الساعه 2 بليل يا كدابه...

لتكمل هامسه من بين اسنانها بغل

=الحيوانه، الحيوانه بتغيظني...

و ديني لأربيها...

ضغظت شهيره على يدها قائله بحده

=ولا بتغيظك و لا غيره يا نورا هي فعلاً عندها حق، كلنا اول مره نشوف داغر يبقي في الحاله دي...

لتكمل بصوت منخفض كما لو تحدث نفسها

=ودي حاجه مطمنش ابداً...

هتفت نورا بغضب التي سمعت كلماتها تلك

=مطمنش ازاي، يعني ايه؟!


اجابتها شهيره مرمقه اياها بنظره جعلتها تصمت

=يعني تخرسي خالص دلوق...

لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان رأت طاهر الذي كان يقترب منهم هتفت بحده

=انت كنت فين، و اختفيت فجأه كده،؟!

اجابها طاهر بغضب بينما يفحص بعينيه الغرفه التي تدمرت بسبب النيران...

=كنت فوق هكون فين يعني ايه هو تحقيق...

لمست شهيره ذراعه قائله بارتباك

=لا يا حبيبي مش تحقيق بس كن...


لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان شعرت باللزوجه الساخنه اسفل يدها التي كانت تستقر فوق ذراع زوجها ابعدت يدها و قد شحب وجهها فور رؤيتها للدماء التي تلطخت بها يدها صائحه بذعر

=دم، دم من ايه يا طاهر، ايه اللي حصلك...

ارتبك طاهر فور ادراكه ان الجرح الذي تأكد من تضميده جيداً برقت سابق قد اصبح ينزف مره اخري مغرقاً قميصه الجديداجابها بارتباك واضح

=مفيش. ده مجرذ جرح بسيط اتخبطت في الباب...

همست شهيره بشك.


=باب ايه ده اللي يعمل في دراعك كده،؟!

هتف طاهر بغضب مقاطعهاً اياها

=يوووه هو في ايه بالظبط ده شكله تحقيق بجد.

ثم تركها وصعد الدرج سريعاً متهرباً تاركاً اياها واقفه تطلع نحوه بشك تعلم ان وراء جرح هذا امراً اخر يحاول تخبئته عنها...


فور ان دخل داغر الذي كان يحمل داليدا بين ذراعيه انهار مستلقياً على الفراش وهو لا يزال يحملها لتصبح مستلقيه فوق جسده الصلب كان يضمها اليه بشده دافناً وجهه بعنقها و هو مغلق العينين و لازالت ضربات قلبه تعصف داخله بجنون بينما هي الاخري كانت دافنه وجهها بصدره متشبثه به شاعره بالامان بين ذراعيه بعد الخوف الذي تعرضت اليه على يد زوج شهيره الذي حاول الاعتداء عليها لا تدري ما يجب عليها فعله فاذا كانت ببداية الامر خائفه من اخبار داغر خوفاً من انه يمكن ان لا يصدقها فهي الان اصبحت خائفه من ان تخبره بالامر يقوم ذلك المريض بايذاءها و ايذاءه معه شعرت باليأس يحنقها مما جعل تدس وجهها اكثر في صدره...


لكنها خرجت من افكارها تلك فور ان شعرت بداغر يمرر شفتيه فوق عنقها يقبلها همست معترضه بصوت مرتجف ضعيف

=داغر لا...

لكنها ابتلعت باقي عندما استدار بها لتصبح ترقد هي اسفله بينما يصبح هو مشرفاً عليها...

مرر شفتيه برقه على وجهها مقبلاً عينيها و خديها حتى اخفض رأسه اخيراً متناولاً شفتيها في قبله حاره يبث بها حاجته اليها.

عمق قبلته اكثر و قد تحول خوفه عليها إلى حاجة ملحة تكاد ان تقتله.


عقد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر حتى اصبحت ملاصقه به.

عمق قبلته اكثر و قد زاد من جنونه تجاوبها الحار معه شاعراً بدقات قلبه تزداد بجنون داخل صدره ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف.

بعد عدة لحظات طويله...

خرجت داليدا من فقاعتها تلك عندما بدأ احداً ما يطرق بحده فوق باب الجناح همست بصوت مرتجف لداغر

=داغر الباب...

همس قبل ان يتناول شفتيها في قبله اخري حاره.


=مش مهم...

ازداد الطرق الحاد على الباب مما جعل داغر يتركها و ينهض على مضض مطلقاً لعنات حاده قاسيه فقد كان على ب

علي وشك جعلها ملكه، زوجته...

وقف يعدل من ملابسه و شعره المبعثر بسبب يد داليدا التي كانت تجوب به قبل ان يتجه نحو الباب و يفتحه ظهرت امامه صافيه هاتفه بلهفه فور ان رأته امامها

=داغر، باشا شهيره هانم عايزاك تحت ضروري...

زمجر داغر بحده بينما يحاول السيطره على غضبه

=ليه في ايه،؟!


اجابته صافيه بتلعثم

=اصل، اصل الست نورا تحت و...

هتف داغر مقاطعاً اياها بقسوه

=نورا، مالها ما انا سيبها من نص و كانت كويسه

اسرعت صفاء تجيبه بصوت منخفض

=معرفش يا داغر باشا بس هي قاعده بتعيط تحت و الست شهيره طلبت مني اطلع لحضرتك اعرفك...

هتف داغر بحده من بين اسنانه وقد نفذ صبره فقد كان يرغب ان يتخلص منها حتى يستطيع العوده إلى زوجته

=و المطلوب مني اعمل ايه لنورا اللي بتعيط، انزل اطبطب عليها مثلاً...


همست صافيه بتردد بينما تتراجع إلى الخلف بخوف من الغضب المشتعل بعينيه

=بصراحه كده يا باشا هي شكلها مضروبه و متبهدله على الاخر...

زمجر داغر بصدمه...

=ايه مضروبه...

ليكمل بعنف و حده

=مين ده اللي ضربها، و ازاي...

هزت صافيه رأسها بينما تجيبه بتلعثم

=معرفش، معرفش يا باشا...

اشار اليها برأسه بصمت لتغادر مغمغماً بقسوه و عقله شارد

=طيب روحي انتي و انا جاي و راكي.


اومأت له منصرفه سريعاً بينما خرج هو من الغرفه و بينما كان يهم بغلق الباب عاد إلى داخل الغرفه سريعاً مره اخري

اتجه نحو الفراش يراقب بتردد تلك التي كانت تدفن وجهها المشتعل بحمرة الخجل بوسادتها وهي لا زالا لا تصدق ما كادت ان تفعله معه لولا الطرقات التي قاطعتهم انحني عليها مديراً وجهها اليه مقبلاً خديها المشتعلان قبل ان يقبل بحنان فوق جبينها هامساً في اذنها بصوت اجش.


=مش عايزك تفكري في حاجه، و انا 5 دقايق بالظبط هنزل اشوف في ايه تحت و هرجعلك على طول...

طبع على عنقها قبلة لطيفة قبل ان ينهض واقفاً ظل يتطلع بشغف إلى وجهها المحتقن بحمرة الخجل التي تحاول ان تخفيه.

عنه مره اخري بالوساده عدة لحظات كما لو كان يتردد بتركها لكنه اضطر بالنهاية الى المغادره حتى يتخلص من الحاح شهيره الذي لم يننتهي اذا لم ينزل اليها.


بعد عدة دقائق... 











كان داغر واقفاً بالبهو الداخلي للمنزل يجذب خصلات شعره بقسوه بينما عينيه مسلطه على تلك المستلقيه بين احضان شقيقتها تنتحب بقوه و كامل وجهها مليئ بالكدمات

صاح بنفاذ صبر و قد وصل غضبه لاعلي درجه

=هتفضلي ساكته كتير، انطقي مين اللي عمل فيكي كده...

احنت نورا وجهها المتورم بصمت رافضه الاجابه مما جعل شهيره التي كانت تضمها بين ذراعيه تهمس باكيه

=انطقي يا حبيبتي مين عمل كده...


لتكمل مربته بحنان على ذراعها

=انطقي يا نورا متوجعيش قلبي...

رفعت نورا رأسها نحو داغر تطلع اليه بخوف قبل ان تهمس بتردد

=حازم، حازم اللي عمل فيا كده...

تصلب جسد داغر بقسوه فور سماعه اسم خطيبها وقد بدأ الغضب يشتعل بانحاء جسده

هتفت شهيره بصدمه

=حازم خطيبك، ليه، عمل فيكي كده ليه

زمجر داغر بغضب مرمقاً اياها بنظره حارقه

=وانتي قبلتيه فين علشان يمد ايده عليكي الساعه دلوقتي 2 بليل.


همست نورا بانكسار بينما تأن متألمه

=اتصل بيا وقالي انه مستنينيفي العربيه بتاعته برا القصر في موضوع مهم هيقولهولي بسرعه ويمشي وفعلا طلعتله و اول ما ركبت عربيته ساقها و موقفش الا في نص الطريق و نزل فيا ضرب من غير ما ينطق حتى بحرف واحد

قاطعها داغر بقسوه

=حسابك معايا بعدين، علشان تخرجي في نصاص الليالي من ورانا بس اخلص حسابي مع الكلب اللي عمل فيكي كده.


ثم التف مغادراً القصر بخطوات سريعه غاضبه بينما سعير الغضب يكوي اعماقه...

بعد نصف ساعه...

كان داغر جالساً يضع ساقاً فوق الاخري يراقب بصمت ذاك الذي الملقي فو الارض باهمال يأن متألماً و هو مخفض الرأس تمتم قائلاً بهدوء مميت

=هااا، مش سمعلك يعني صوت و قلبت زي الست الوسخه، ولا انت مش فالح بس الا انك تمد ايدك على بنات الناس؟!

ظل حازم جامداً بمكانه يتطلع نحو داغر بغضب و احتقار.


اشار داغر برأسه الى زكي الذي كان واقفاً بجانب حازم في انتظار هذه الاشارة حتى يعاود من جديد بتسديد اللكمات له.

اخذ يسدد له اللكمات الفاسيه حتى توقف زكي عندما اشار اليه داغر بالتوقف صاح حازم بصوت غاضب حاد والدماء تسيل من فمه

=طبعاً ليك حق، تتحمق و تدافع عنها ما هي الزباله تبقي عشقيتك

انتفض داغر من مقعده واقفاً هاتفاً بشراسه بينما يندفع نحوه

=انت بتقول ايه يا ابن الكلب...


اندفع نحوه هاجماً عليه يقبض على عنقه بيديه يعتصرها بقوه و الغضب يسيطر عليه حتى ازرق وجهه من شدة الاختناق مما جعل زكي يتجه نحو داغر يجذبه بعيداً عنه مغمغماً بينما يراقب وجه حازم الذي اصبح لونه اسود بالكامل

=داغر باشا، سيبه كفايه ك 

              الفصل العاشر من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-