رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل التاسع 9 بقلم سوما العربي

 

رواية فراشة في جزيرة الذهب
الفصل التاسع
عمت الفوضى باحات القصر ونصب طبلية المشنقة سيقت لها رنا وهي تحاول المقاومة تصرخ...الطريق من الحرملك للطبلية كان طويل قاومت فيه و صرخت حتى أنتحب صوتها وماديولا كانت غليظة القلب قاسية وجهها أسود من شدة التعطش للقتل ورؤية القهر وملامح الرعب والذل في وجوه كل البشر.

تقف في أحدى شرفات القصر تتابع ما يحدث وبعيداً تقف أنچا تتابع كذلك ولجوارها خادمتها تردد:
-سيدتي...هل ستُعدم تلك الفتاة حقا؟
ردت أنچا تدعي البراءة:
-على مايبدو ذلك..كما ترين بعينك...ليس بيدي شيء
-ربما ما حدث في صالحك سيدتي لكن... الملك هل سيمرر الأمر بسهولة؟
-الملك في زيارة سياسية لأحدى الدول ولن يأتي قبل الليل....ما ذنبي أنا....شقيقته هي من فعلت وأستغلت غيابه..لا دخل لنا بالقصة.. أنها الأميرة مديولا شقيقة الملك ولا يمكن لأي شخص مهما أن كانت صفته أو مركزة في عصيان أمرها أليست تلك هي القوانين؟

أبتسمت الخادمة تردد بلمعة عين:
-وهكذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد...تخلصنا من الفتاة البيضاء نهائياً وحدث خلاف كبير بين الملك وشقيقته أليس كذلك سيدتي؟

ضحكت أنچا ضحكة عاليه وبعينها لمعة الأنتصار وأخيراً سترتاح من قرف تلك الفتاة، لقد كانت بمثابة هم كبير يشغلها ليلاً ونهاراً لكنها وأخيراً تخلصت منها.

بينما يجبر أحد الجنود رنا على صعود درج السلم المؤدي لطبلية المشنقة كانت كل فتيات وحريم القصر تقف تشاهد ما يجري ومن بينهن سوتي وماريا التي تقدمت تقول بغضب:
-سوتي ..سيقتلوا الفتاة...ألن تفعلي شيء

نظرت لها سوتي وقالت بأعين باردة:
-وماذا بيدي أنا لأفعل
-ماذا بيدك؟ أليست تلك الفتاة صديقتك؟!

-همممم..حسناً أيتها الوفية تقدمي أنتي من الأميرة مديولا شقيقة الملك راموس وأعترضي على أمرها إن كنتي تريدين.

صمتت ماريا بصدمة فأبتسمت سوتي ببرود وقالت:
-لا يمكن...أليس كذلك...جيد جداً..أمتعيني بصمتك إذا وكفي عن الثرثرة.

لم تبالي سوتي برنا المصدومة وعيناها على تلك الفتاة التي تعدم دون ذنب فقط لأن الأميرة رغبت في ذلك.

جلست ماديولا على أحد الكراسي الوثيرة في الحديقه أمام المشنقة العالية ترفع رقبتها ورأسها مقابلها بزهو....

وكأنها تعلم وتردد ... إن لا أحد يستطيع إثناء أمراً لها .

لكن تقدمت أنكي تحاول أن تتحدث مجدداً بتردد:
-سيدتي.

نظرت لها ماديولا بحدة:
-ماذا تريدين؟
-سيدتي...على سبيل النصيحة... تلك الفتاة على وجه التحديد حضرتك لا يمكنك شنقها.

زجرتها ماديولا بعينها وصوتها أيضا تردد:
-ماذا؟ هل جننتي؟ أتعلمين مع من تتحدثين.. أنا الأميرة ماديولا.. أميرة مملكة جزر الذهب وشقيقة الملك راموس.
- ولهذا السبب انصحك سيدتي... تلك الفتاة تخص الملك راموس تحديداً ولن يسمح لأي أحد بأيذائها.

أنتفضت ماديولا من جلستها و وقفت تقول بغضب:
-لقد جننتي بالفعل..الملك راموس لو كان موجود و رأي رغبتي بقتل إحدى الأشخاص لقطع رقبته بنفسه دون التطرق للسؤال عن السبب حتى... أنا الأميرة ماديولا يا هذه...من تلك الفتاة بالأساس كي أفكر في أمرها أو يرمش جفني لها....ستقتل الآن لتصبح عبرة لغيرها والملك إن أحتد فسيحتد عليكي لأنك فقط ناقشتيني... حسابك معي فيما بعد أنكي...أنتي معزولة من منصبك.

شهقت أنكي بصدمة لكنها نظرت لرنا آلتي بدأت ترتجف من شدة الرهبة والخوف من الموت المقدم عليها لا محالة وقالت مجددا ببعض القوة:
-ليكن سيدتي...لكني أحذرك من جديد لا تقتلي تلك الفتاة.

تملك الغضب من ماديولا ونظرت الى أنكي بغضب ثم نادت الحراس تردد بحده:
- يا حراس خذوا تلك السيدة... ستشنق الآن بجوار تلك الفتى الحقيرة

عمت الفوضى في المكان ستشنق السيدة انكي مديرة الحرملك بذات نفسها لمجرد أنها حاولت حماية الفتاة.

وصرخت ماديولا بصوت ملأ أرجاء القصر :
-أنا الأميرة ماديولا .. أميرة مملكة الذهب.. أمر بعزل السيدة أنكي من منصبهاو شنقها هي الأخرى الآن لجوار تلك الفتاة هيااا..

حبس الجميع انفاسهم ووقفوا منتظرين تنفيذ الأمر يرون الحراس هم يتقدمون من السيده انكي يجرونها للمشنقه بجوار الفتاه البيضاء

الأمر أصبح كارثة...ولا أحد يستطيع الإعتراض أو التحدث ...فمن سيفعل سيشنق الآن ...كذلك أدركت رنا أنه لا مفر من الموت.... هي قادمه عليه لا محاله ولا يوجد من يستطيع حمايتها

كان جسدها بارد ينتفض نفضاً من الرعب إن للموت رهبه يا إخوان... ستقابل ربها بعد قليل وسيحاسبها الملكين ..تحمل كذلك هم ألم القتل ...هل يؤلم الشنق؟ ..هل ستتألم من إختناق صدرها حتى يخلو منه الهواء...لعنة الله على سكان ذلك القصر والمملكة كلها.

رفعت الاميره ماديولا يدها بإشاره وكأنها تخبر الجميع أن ......بأشاره من أصبعها الصغير آمرت بأخذ روح من اعترضها ...و لف حبل المشنقه حول رقبة رنا التي تنتفض تردد "أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله"

الكل صامت سينفذ امر الإعدام ولا أحد سيعترض ستذهب تلك الفتاه ولن يعلم بأمرها أحد...

وبإشاره أخرى من يد الأميره أمرت الحراس بتنفيذ الحكم وسحب الحجر من تحت أقدام رنا فتعلقت بحبل المشنقه وبدأت تلفظ انفاسها الاخيره والكل يشعر بالقهر عليها....

_____________________

في القاهرة

أنتفضت جنات من نومها واعتدلت في فراشها وهي ترتجف... أنفاسها مسلوبة وصدرها يختنق... كأن أحدهم يلف حبل حول رقبتها...قلبها مذعور يؤلمها ولسانها لا يردد سوى كلمة واحدة "رنا...بنتي...رنا"

وقفت على الفور من فراشها تردد:
-سلام قول من رب رحيم ... سلام قول من رب رحيم....سترك ورضاك يارب.

دارت حول نفسها في الغرفة تشعر بقلة الحيلة لكنها بدأت تردد:
-لااا...لا بنتي فيها حاجه.... قسماً بالله فيها حاجة... وانا مش هسكت.

صمتت لثانية تفكر إلى أن قالت:
-حورية...هي إلي عارفه طريق الشركة إلي كانت شغالة فيها..هروح لها.

سحبت جنات ملابس عشوائية من على المشجب الخشبي واتجهت لباب الشقة ولم تهتم حتى بغسل وجهها.

قاصدة شقة جنات في بيتها الجديد مع زيدان.

في شقة زيدان

كان يجلس على عقبيه أمامها ينتظر ردها بشوق وقلق إلى أن أنشرح صدره وهو يراها تبسمت بحرج ثم هزت رأسها موافقة وكأنها لا تقوى على رفع صوتها.

لم يتمالك زيدان نفسه ولم يستطع... لحورية بهاء وجمال يربك أعتى رجل.

النظر لوجهه يسر...مان أن يرفع عيناه لها وهي هكذا بذلك القرب منه يتملكه إحساس ناعم يلح عليه في أن يمد إليه يدها وكأنها تفاح آدم...

لكنه مد يده بالفعل....لقد سحبه الأحساس دون أن يدري وجرده من خجله و تردده....قطع كل ذلك مقابل رغبته وذلك الشعور القوي الذي تملك حواسه.

لقد تبسمت حورية....وافقت على شراء خاتم خطبة يخصه هو...خاص به.

وصل كفه لوجنتها الطرية الغضه فجفلت كل خلاياها ورفعت عيناها له .

كانت خصل شعرها الأحمر مشتعله حول وجهها متدليه على جبهتها وخدها فسحب الخصل يحبسها خلف أذنها كي يتثنى له مس خدها الناعم الجميل.

كانت لحظة توقف عندها الوقت وكذلك كلاهما وحاول زيدان التحدث بصوت وضح فيه لهاثه تأثراً بمشاعره وبالحدث وبانت لهفته وهو يسأل:
-حورية...عارفة ده يعني أيه؟

عضت شفتيها ولم تجرؤ على الرد بل لم يسعفها حسها ولم تقدر سوى على هز رأسها إيجاباً.

لمعت عينا زيدان ولمعت كما لم يحدث من قبل... هذا يعد إعتراف ضمني من حورية أنها موافقة على بداية إرتباط به.

عض هو الآخر على شفته السفلى...لا يصدق أن هنالك فتاة قبلت به...وليست أي فتاه أنها حورية أجمل فتيات الحي كله.

و أتسعت عيناه بينما ينظر لها يتأمل جمال تلك التي قبلت به منذ قليل يسأل ماذا بينه وبين الله كي تصبح بين عشية وضحاها من نصيبه هو.

ترعرعت داخله رغبة جديدة قويه في تقبيلها.. لقد وافقت فقط على خطبة لكنه يرغب في تقبيلها على وجنتها ..فقط وجنتها..قبلة شريفة و الله لكنه مسكين يريد أن يجرب ذاك الشعور الذي سمع عنه فقط ولم يجربه.

أستجمع كل قواه وتطلب الأمر منه الكثير من الجرأه كي يفعل لكن رغبته وإعجابه كانا الأقوى.

وأقترب..أقترب... أقترب أكثر حتى مست شعراتها وجهه يرغب في المزيد...حتى أقترب شفتيه من جلد خدها الطري و أوشك على تقبيلها كما أراد لكنها لم تتحمل.

و أنتضفضت تشهق بصدمة....ربما ما كان عليه أن يفاجئها بتوالي رغباته هكذا...بالأخير هو بالنسبة لها المعلم زيدان.... كانت ترهبه بشدة.

و وقفت أمامه تلهث منكمشة حول نفسها تبتعد عنه.

و هو وجهه أراضاً بحرج لا يعرف كيف يواجهها.

وكان صوت جرس الباب بمثابة المنقذ له من ذلك الموقف المحرج ..ليس له وحسب بل لحورية كذلك التي ركضت تجاه الباب تفتحه.

حاول أستجماع شتات نفسه وتهدئة أنفاسه المتلاحقة بينما يستمع لصوت خالة حورية على الباب تردد بخوف:
-حورية... ماعلش يا بنتي لو جيت لك بدري كده وأنتي لسه عروسة بس انا....

قاطعتها حورية تردد بقلق:
-أنتي تيجي في أي وقت يا خالتو..مالك كده في أيه؟
-قلبي واكلني على رنا يا حورية...شوفت حلم صعب قوي وقومت من النوم مفزوعه...قلبي مش مرتاح و أنا قلبي دليلي...بنتي فيها حاجة... أنا متأكدة.
-لا حول ولا قوة إلا بالله... لأ ماتقوليش كده رنا واعيه وشاطرة ومدربه كويس كمان

-بقولك أنا حاسة بيها دي بنتي... أنا مش جايه ازعجك أنتي وعريسك يا بنتي.. أنا بس عايزة منك عنوان الشركه الزفت إلي طلعتها الرحله المنيلة دي ...هروح هناك أسأل أشوف في ايه ومش بتكلمنا ليه وليه تليفونها على طول مقفول كده يمكن هما عارفين يوصلوا للفريق بتاعهم .
-عندك حق يا خالتي ... عدى وقت كبير من ساعة ما سافرت ولا حس ولا خبر وده مش طبعها وماخبيش عليكي أنا كمان قلقانة بس مش عايزة أقول قدامك لا يزيد قلقك.

-طب هاتي العنوان يابنتي خليني أروح.
-لا تروحي إيه أنا جايه معاكي.
-و جوزك يا بنتي.

تقدم زيدان بعدما جمع بعض من شتات نفسه اخيراً و حمحم بصوته ثم تحدث:
-ست جنات؟ صباح الخير ... واقفه على الباب كده ليه أدخلي مايصحش كده ده بيتك ..مش تدخليها يا حورية.

نظرت جنات لحورية بتحذير لم تعلم أسبابه ثم إلتفت ترد على زيدان:
-أاا... لأ دي.. أصلها مستعجله... ماعلش هروح معاها مشوار كده لحد الشركة بتاعت رنا أصلها مش عارفه الطريق.

نظر لهما بإستغراب ثم سأل:
-مشوار ايه.. أنا في الخدمة وبلاش أنتي تنزلي.

رفضت جنات على الفور وقالت بحزم:
-لا يا حبيبي كتر خيرك...خليك أنت مع عروستك وخلي حورية كمان أنا عارفة انك خايف عليها وأنها مايصحش تخرج دلوقتي... أنا عايزة العنوان بس.

رد زيدان يصحح الموقف :
-لا يا ست الكل أنا ماقصدش أنا قصدي أكون أنا معاكي يمكن تحتاجي حاجة بس خلاص ..روحي معاها يا حورية وخلو بالكو من نفسكم.

قالت حورية :
-دقيقة واحدة وهكون لبست.

دلفت حورية للغرفة تاركه زيدان يحاول مضايفة خالتها لكنها لم تستغرق وقتاً طويلاً وخرجت بعدما بدلت ثيابها تردد:
-يالا أنا جاهزة.

نظر لها زيدان بشمول يدقق فيما أرتدت إلى أن تتمم عليها وقال بقلق:
-حورية.....خلي بالك من نفسك.

نظرا له فقال بتوتر:
-ومن خالتك.

هزت رأسها موافقة ثم غادرت مع خالتها وتركته ينظر لأثرها بمشاعر مختلطة.

_______________________________

في مكان جديد عامر بالأشجار و النباتات النادرة وينابيع المياه خيم فريق البحث الخاص بالشركة المصرية وجلسوا متعبين منهكين وردد أحدهم:
-ازي الحال دلوقتي...متسوحين و متبهدلين ومش عارفين نوصل لأي حاجة لأ و وفوق ده كله هنرجع للشركة في مصر بأيدينا فاضيه... أيد ورا و أيد قدام..يارب الست منه تكون مبسوطة كده و مرتاحة.

رفعت منه وجهها وقالت بنزق:
- وهي منه مالها يا سي نزار؟
رد نزار بغضب:
-مالك؟ بالذمة ليكي عين تسألي ؟

وقفت منه وصرخت فيه:
-خد بالك من كلامك يا نزار واتكلم على قدك ..مش أنا إلي يتقالي كده وبلاش تخليني احطك في دماغي أنت عارف إلي بحطه في دماغي بيحصل فيه إيه وبتكون نهايته إيه.

-طبعاً طبعا يا أستاذة منه مانتي والأستاذة دعاء حطيتوا رنا في دماغكم وبعدها لعبتوا لعبتكوا القذرة والبت تاهت مننا في عرض البحر ويا عالم عايشة و ماتت.
-تعيش تموت مش قصتي و وطي صوتك يا نزار أحسنلك وماتنساش إن أنا مديرتك.

وقف نزار من جلسته بسرعة يقول ساخراً:
-شي لله يا مديرة...هو أنتي لسه عايشة الوهم كلنا عارفين مين هي المديرة الحقيقية...رنا الي خوفتي منها ومن شطارتها وعشان كده عملتي فيها إلي عملتيه عشان بس تبقي مديرة الكامب على أساس إيه مش عارف ولا عارف إزاي خيالك صورلك أنك تنفعي ...تقدري تقوليلي دلوقتي هيبقى إيه الحال واحنا راجعين للشركه إلي صرفت على الرحلة دي ملايين الملايين على أمل بالعائد إلي هنرجع بيه لما نوصل للدهب مش عارفين أنك ضحيتي بالخبيرة إلي كانت معانا وأنتي مسوحانا وكل يوم مش عارفه توصلي لنتيجه واحده صح.. ده انتي بتطلعي نتايج الميكروسكوب غلط ...بقالنا أد إيه هنا وكل يوم تعشمينا لحد ما خلاص.

أرتبكت منه من حديث نزار الصام والذي كان بالصميم وكشفها فوقف باقي أعضاء الفريق يحاولون تهدئة الموقف بينما قالت منه:
-أنت إزاي تتجرأ تقولي كلام زي ده...أعتبر نفسك متحول للتحقيق أنت سامع.
-هيييئ ...حوش حوش... إسم الله... أنتي فاكرة إننا لما نرجع مصر هيكون الوضع هو الوضع ... أنتي مش عارفه أنتي عملتي إيه ولا إيه.

ألتف نزار يواجه زملائه مكملاً بحدة:
- وانتو... ساكتين كده ليه... واحده لحم و دم كانت معانا وفقدناها و الهانم عمالة تلبسنا في الحيط ..هنرجع مصر نقولهم إيه؟

وقفت إحدى عضوات الفريق تقول:
-لاااا... إحنا بنفذ التعليمات وبس وأستاذة منه ...هي المسؤولة عن كل حاجة حصلت وبتحصل ولا إيه يا ريسة؟

أحتدت عينا منه وهي تنظر لهم
فوقف شخص آخر يؤكد:
-مالك بتبصي لنا كده ليه؟ إحنا نفذنا كل إلي قولتي عليه ولسه مكملين مشي ورا دماغك وشطارتك إلي فلقتينا بيها و أنتي إلي غفلتينا ساعة ما مشينا بالمركب من الجزيرة إلي وقفنا ريست فيها

أكملت الفتاة الأولى:
- و ساعتها قولتي إن عددنا كامل ولما سألنا على رنا قولتي أنها في الكابينه نايمة شوية عشان جالها دوار البحر... وما أكتشفناش الكارثة الحقيقية غير بعدها بكتير ولا نسيتي يا مديرة؟

رفعت منه هامتها وقالت بجحود:
-والله؟ خلاص؟ خلصتوا..ياريت إلي عندو كلمه يخليها لنفسه وآه.. أنا المسؤولة هنا يالا من قدامي كل واحد على شغله مش عايزة لك كتير...يالااا..

تحركوا جميعاً على مدد يردد كل منهما:
-نتحرك على إيه والنبي؟
-قال يعني ماشية صح وعارفة بتعمل ايه
-دي احنا ولا إلي بيبلط البحر

صرخت بغيظ وعنجهيه:
-مش عايزة أسمع صوت ومخصوم من كل واحد فيكم أسبوع عشان تبقوا تتكلموا قوي.

نظروا لها بلا مبالاة وسخرية ثم تحركوا جميعاً وبقت منه وحدها مع دعاء آلتي كانت تنظر لها بقلق بالغ قالت:
- وبعدين يا منه... احنا كده روحنا في داهيه..لا وصلنا للدهب ولا عملنا حاجة وكمان إلي أسمها رنا دي هيتهمونا فيها.
-يتهمونا في إيه... واحدة نزلت من المركب وتاهت عنا كنا هنعمل لها إيه؟
-و باقي الفريق... ماسمعتيش قالوا إيه؟
-خلي حد فيهم ينطق بكلمة كده وشوفي أنا هعمل فيه إيه؟
-يا منه.. إحنا حتى مانجحناش و ما عرفتيش توصلي للدهب..هنرجع مصر نقولهم إيه؟

في تلك الأثناء دق هاتف منه بإتصال من القاهرة فنظرت هي و دعاء لبعضهما ثم فتحا المكالمة.

في القاهرة

وصلت حورية مع خالتها لمقر الشركة التي تعمل بها ربنا.

وصلت بالمصعد للطابق المنشود تسأل عن المدير وأرشدتها إحدى الفتيات لغرفته.

فوقفت أمام سكرتيرة مكتبه التي شملتها بنظرة بعينها ثم سألت:
-أقدر أساعدك إزاي؟
فقالت حورية:
-عايزين نقابل مدير الشركة لو سمحتي
-في ميعاد سابق؟
-لأ...بس... إحنا مش هناخد من وقته كتير.. إحنا قرايب رنا فهمي وكنا عايزين أي طريقة تطمنا عليها يعني لو أنتي هتقدري تطمنينا وتوصلينا بيعة فتمام مش ضروري ندخله

زمت الفتاة شفتيها بأسف وردت:
-للأسف يافندم مش هقدر أفيدك لكن ممكن تدخلي لأستاذ عاصم كمان عشر دقايق بالظبط هو في أجتماع وقرب يخلص... اتفضلوا أستريحوا.

تقدمت تجلس بجوار خالتها تنتظر إلى أن أذنت لهما السكرتيرة بالدخول فتقدمت مع خالتها تدق الباب.

وقف عاصم عن مكتبه يرد بإنشغال:
-إدخل.

فتحت حورية الباب ودخلت جنات أولا وهي بعدها تردد:
-السلام عليكم.

لم ينتبه عاصم كثيراً كان منشغل بجمع أوراقه..نظرت جنات لحورية التي حمحمت بصوتها ثم قالت:
-أحمممم.... أستاذ عاصم.

رفع نظره لها ما أن أستمع لأسمه من ذاك الصوت العذب لتفتن عيناه و هو يرى أحدى الحوريات متجسدة أمامه حتى أنها ترتدي فستان قطني أبيض.

فبدت ناعمة مثل حلوى المرشميلو...بهت عاصم و أنعقد لسانه لا يسعه سوى التطلع له يمتع أنظاره بحسنها النوراني يتوه في ملامحها.

نظرت جنات وحوريه لبعضهما بإستغراب ثم رددت حورية تسأل:
-أستاذ عاصم؟

رد بتيه وذهول:
-هو.
فتقدمت تكمل:
-أنا حورية
فقال بتأكيد:
-أنا قولت كده والله
-أفندم؟
لم ينتبه أو يبالي بحدتها وإنما كان يبحث عن شيء واحد مهم شغل باله... أول ما اهتم به؟ هل تلك الحورية متربطة؟ أهنالك خاتم خطبة أو زواج بيدها؟

تنهد بارتياح وهو يرى أصابع كلتا كفيها فارغة تماما..التقطا أنفاسه وكأنه كان بمهمة صعبه ومصيرية.

ثم قال بترحاب شديد مبالغ فيه:
-أتفضلي أتفضلي يا أنسة حورية.

تقدمت مع خالتها إلتي لم تكن تبالي لكل أفعاله حالياً هي كل همها ابنتها الآن.

جلست كل منهما مقابله فقال:
-تشربي إيه.

نظرت له بإستغراب وكأنه معتوه..هل خالتها شفاف لهذه الدرجة؟

وردت:
-لأ مالوش لزوم أنا....
قاطعها يردد بيقين تام:
-حورية.

تنهدت جنات بسأم فلاحظها عاصم أخيرا وقال:
-أ.. أهلا وسهلا يا مدام.
- أهلاً بك يا بني... أنا جايه وعايزه أسألك عن رنا
-رنا؟

نظرت له حورية بضيق تسأل هل هو غبي أم معتوه ثم أكملت:
-حضرتك أنا حورية بنت خالة رنا فهمي ودي خالتي ومامتها وأحنا جايين لحضرتك عشان نطمن عليها لأنها من ساعة ما سافرت ومافيش أي خبر او إتصال عنها.
لكن عاصم كان لا يزال تحت تأثير إنعجابه بحوريه وجمالها فهتفت بنفاذ صبر:
-يا أستاذ.

أجفل أخيراً ينتبه ثم قال:
-أاا..ااه..رنا..ماهو.. يعني.. إزاي... ممكن عشان الشبكة هناك ضعيفة جداً... أنا هتواصل معاهم دلوقتي وأحاول اخليكم تكلموها

تهلل وجه كل من حوريه وجنات التي سألت بلهفة:
-صحيح يابني؟
-أيوة طبعاً...ثواني.

رفع سماعة هاتفه بتصل برقم منه إلى أن جاء الرد فتحدث وعينه على حورية بإعجاب لا يمكنه تنحيتها:
-الو... أيوة يا منه . إيه الأخبار عندك.
-كله تمام يا عاصم
-تمام... طيب رنا ايه أخبارها؟

إرتبكت منه وتلجلجت في ردها حين سؤلت عن رنا فقالت:
-كو.. كويسه.
-طيب هي فين؟ مامتها هنا وبتسأل عنها عايزة تكلمها.. ايديها التليفون
-هاااا...ألاا.
-نعم؟ في ايه يا منه؟

جمعت منه كل شجاعتها وكذبها ثم قالت بقوة وثبات:
-هيكون في ايه يا عاصم..بس الفريق دلوقتي كله في الموقع وأنا عند الخيم والشبكه مش شغالة هناك.

-خلاص لما ترجعوا ..كله تمام عندك.
- تمام تمام.

أنهى معها الأتصال ونظره مازال على حورية يردد بإنجذاب ولباقة:
- شوفتي ياستي..أطمنتي؟
زاغت عينا حورية.. نظرات الرجل صريحه تماماً أي فتاة تعرف تلك النظرات جيداً... حاولت تحاشي النظر له وتوجهت لخالتها تسألها:
-ها يا خالتو...أتطمني؟
-لسه بردو.
-ماهو قال كويسة وفي شغلها ولما ترجع بالليل هيكلمها... إيه رأيك.

هزت جنات رأسها بتقبل فنظرت حورية لعاصم لتجده ينظر لها مبتسماً فقالت بإرتباك:
-خلاص يا أستاذ عاصم وأحنا متشكرين جدا لحضرتك و متاسفين على الازعاج إلي عملته لحضرتك.

فرد بتيه:
-إزعاج إيه إلي عملتيه أنتي عملتي إحتلال
-بتقول حاجة حضرتك؟

أنتبه على نفسه ثم قال بلهفه ومكر:
-بقول تسيبي لي رقمك عشان ابلغك الأخبار أول بأول
فقالت جنات:
- أه ياريت يابني اللهي يسترك .. اديلو الرقم يا حورية ألا أنا مش حافظة رقمي .
-حاضر.

ثم بدأت تمليه رقمه فقال:
-حفظته خلاص.

إستأذنت كي تغادر مع خالتها بينما عاصم ينظر عليها بإعجاب صارخ وكأنه أخيراً وجدها.

____________________________

في قصر الملك راموس

وصل مبكراً عن موعد عودته وتوقفت الطائرة في أحد الممرات المخصصة لها بجوار القصر وتقدم يدخل وسط حراسته ليتفاجئ بكل عمال وحراس القصر من الصغير للكبير مجتمع فسأل:
-ماذا هناك كاكا؟
-لأ أعلم مولاي

فتقدم ليرى ماذا يجري ليستغرب نصوب مشنقة في وسط القصر...دقق النظر ليرى جثة أحدهم معقلة في المشنقة تفرفر بأقدامها كالدجاجة المحبوسة وسأل كاكا أحدهم ماذا يجري فجاء الرد:
-السيدة ماديولا أمرت بإعدام الفتاة البيضاء.

صرخ الأسم في عقل راموس عدت مرات...يعني أن من تبدل بقدميها أثر الأختناق هذه هي فتاته؟

تقدم سريعاً يصرخ:
-توقفوووووووووا

أنتبه الكل وصرخ الحراس إنتباه بوصول الملك.

أنتفتضت ماديولا من على كرسيها الملكي بأعين متسعه و هي ترى الملك يتقدم من طبلية الأعدام يعتليها وصرخ في الحراس يأمر بفك الحبل عن رقبة الفتاة البيضاء وإزاحة القماش الأسود عن رأسها.

كانت لحظات كالدهر عليه لا يصدق...كيف ولماذا..هل كانت ستموت ...لا يصدق...يشعر أنه هو من يختنق الان وليست هي.

تلقفها بين يديه أمام أنظار الجميع يتحسس عنقها الذي أحمر من حبل المشنقه ونفسها ضعيف للغاية وصرخ:
-أستدعوا الطبيب حالاا هيااا.

وظل يقلب فيها يضرب على خدها برفق وهي بين يديه جثة يردد:
-لا تذهبي..لااا..ماذا فعلوا بكي في غيابي... ماذا فعلوا..

ثم صرخ:
- لما تأخر الطبيييب ؟

حملها على ذراعيه وهو يصرخ في الجميع أن يتحرك و ذهب بها لجناحه.

بينما مديولا مشدوهة مصدومه و أنچا كأن على رأسها الطير ..........

    الفصل العاشر من هنا

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×