رواية ولادة من جديد الفصل السابع و التسعون97 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل السابع و التسعون بقلم مجهول

الكارما

قامت حنان في المستشفى باجراءات التسجيل والدفع. بينما جلست فايزة في زاوية ملتفة حول نفسها في عدم ارتياح، عندما انتهت حنان من كل شيء، ذهبت للتحقق من حالة فايزة وزاد قلقها عندما رأت مدى تعبها.

سالت: "هل أنت بخير؟ لماذا تبدين وكأنك مريضة بدلاً من

كونك حاملاً فقط ؟" ومدت يدها لتلمس جبينها.

عندما تأكدت أن فايزة لا تعانى من الحمى، تنفست الصعداء. طالما ليس لديها حمى، فإن عدم الارتياح الذي تشعر به على الأرجح ناتج عن الغثيان الصباحي، وليس نتيجة أي مشكلة أخرى.

في هذه الأثناء، قامت فايزة بفرك يدها بشكل لا ارادي وقهقهت برقة: "أنا لست مريضة، وإنما في الواقع أشعر بالنعاس، ولا أرغب في تناول أي شيء عندما يصيبني الفتيان، أريد فقط أن أتناول الأطعمة الحلوة طوال الوقت

" الأطعمة الحلوة؟ الحلويات ليست صحية لك، حتى في الأيام العادية، فما بالك أثناء الحمل، دعينا نسأل الطبيب لاحقة اقترحت حنان

اومات فايزة بالموافقة: "حسناً."

بينما كانت حنان تراقب فايزة وهي توافق على كل ما تقترحه، شعرت بأنها كانت مطيعة بقدر جعلها لطيفة للغاية. كما لو أن الزمن كان قد عاد إلى الوراء عندما كانتا صغاراً. على الرغم من أنها وجدت فايزة رائعة، إلا أنها شعرت أيضاً بالأسف لها. كانت تشعر بالوحدة وراء سعادتها الزائفة والضيق وراء طاعتها. لا شك أنها كانت قد دفنت هذه المشاعر في أعماق قلبها . كان ينبغي أن يكون حسام بجانيه ويقوم بكل هذه الأشياء معها، ولكن الآن ... كان على الأرجح في المستشفى مع امرأة أخرى.

عند التفكير في ذلك، تكونت غصة في حلقها، ولم تستطع إلا أن تمد يدها وتربت رأس فايزة. "لا تقلقي، سأكون دائماً هنا بجانبك مهما حدث عليك اللعنة يا حسام لنرجو أن لا

تندم لاحقاً ! لعنت حسام مئة مرة في بالها.

قضت الاثنتان ساعة تقريباً في المستشفى للفحص، وعندما

غادرتا، كان الساعة 12 ظهراً بالفعل. بدا وجه فايزة أسوا

بعد أن قضت الصباح بأكمله في المستشفى.
عندما غادرنا المستشفى سندت حنان فايزة، ودعتها ترتكن على جسدها، "الحمد لله أنك لست مريضة، وإلا كنت

سأطلق عليك كثيراً. دعينا نجد مطعماً لتتناول شيئاً أولا"

بدت فايزة واهنة: "حسناً، دعينا نتناول بعض الحلوى"

عند سماعها ذلك لم تجد حنان ما تقوله لبعض الوقت ثم قالت: "يمكننا الذهاب، ولكن ألم تسمعي ما قاله الطبيب؟ حتى لو كنت تحبينها، لا يمكنك أن تأكليها كثيراً، وإلا فإن

ذلك قد يؤثر على بعض المؤشرات لاحقاً."

عند تذكيرها، بدت فايزة في حيرة: "أعلم، ولكنني حقاً

ارغب في تناولها."

عندما رأت حنان حالتها هذه، لم تملك سوى أن تتنهد داخلياً

وتقول: "حسناً، ستقدم على استثناء اليوم، وسأتناولها معك. ولكن عليك أن تتوخي الحذر لاحقاً. عليك بإطاعة تعليمات

الطبيب هل فهمت ؟"

"نعم" كان صوتها ناعماً، مثل صوت طفل، فكان لطيفاً

ومؤثراً 
إلا أن حنان ظلت تضغط شفتيها في احكام، وعيناها مليئة

بالقلق.

طوال هذه الفترة، وفي كل مرة كانا يلتقيان فيها، بدا أن

فايزة قادرة على السيطرة على انفعالاتها بشكل جيد جدا.

ومع ذلك كانت حنان تعلم في قرارة نفسها أن بعض العواطف، حتى لو لم يتم التعبير عنها، فإن ذلك لا يعني أنها غير موجودة تماماً مثل الألم في قلب فايزة، ولن يختفي

هذا الألم لمجرد أنها لم تعبر عنه.

كانت تعلم أن تلك العواطف ستتراكم في قلب فايزة

وتؤذيها أكثر فأكثر في النهاية، ستنفجر في يوم ما. لم يكن بامكانها التوقع متى ستأتي تلك اللحظة، ولكن عندما نظرت إلى فايزة خمنت أنها حتى فايزة لا تعرف متى

ستنفجر عواطفها.

في عندئذ، كانت فقط تأمل أن تتمكن فايزة من مغادرة هذا

المكان، وترك حسام قبل أن يتحطم قلبها.

لذا، لم تتمكن خلال وجبتهما من كبح لجام فضولها: "على الرغم من أنني أعلم أنه ليس الوقت المناسب لأسألك هذا الآن، إلا أنني أريد أن أسأل متى ستجرى جراحة السيدة منصور الكبيرة؟ إنها حالياً تعيش في المنزل، وليس في دار المسنين، أليس كذلك؟"

"نعم" لم تمانع فايزة أن تسألها حنان. فعلى كل الأحوال

كانت هي صديقتها الوحيدة الحقيقية، وليس لديها شيء تخفيه عنها، إنها تبقى في المنزل من أجل الرعاية، ولكن لم يتم تحديد موعد بعينه لاجراء الجراحة، ونظراً لأن جدتي كانت قد أصيبت بالاغماء في المرة السابقة، يعتقد الطبيب أن نفسيتها بحاجة إلى ضبط، لذلك يأملون أن يمنحوها مساحة من الوقت لتجنب اصابتها بتوتر ثانوي

عند سماعها هذا، لم تملك حنان إلا أن تتنهد: "إذاً، سيتم تأجيل هذه المسألة؟"

"نعم، إن حالة جدتي مهمة، لذلك ليس لدينا خيار آخر."

لم تكن حنان فايزة، لذلك لم يمكنها التفكير من منظورها ولم تملك سوى التفكير من منظورها الخاص. هذا هو

السبب في أن فايزة كانت الشخص الوحيد الذي يهمها في

مجمل هذه المسألة.
عندند همست قائلة: "أعلم أن حالة السيدة منصور الكبيرة مهمة، ولكن مسألتك أنت أيضاً مهمة."

دمت شفتيها، وأعربت أخيراً عن قلقها: "أنا قلفة أن الناس الذين في صف رهف قد يقدمون على ايذائك"

ففي كل الأحوال، فإن ما حدث الليلة الماضية، أظهر واضحاً

أن من في صف رهف يحملون ضغينة كبيرة تجاه فايزة، بل عندما تفكر في الأمر الآن، فإنه من الطبيعي أن يكون لديهم ضغينة كبيرة تجاه فايزة، ففي كل الأحوال، كانت فايزة مع حسام طيلة العامين الماضيين، ولكن مع ذلك، ما الذي يعنينا لو كان لديهم ضغينة كبيرة؟

في نظرها، كانت هذه المشاعر ببساطة غير عقلانية، ليست فايزة هي التي في وضع العشيقة هنا، ورهف ليست فعلياً في علاقة مع حسام، فمن يكونوا حتى يحملوا ضغينة تجاه

فايزة كلما زاد تفكيرها في الأمر كلما زاد غضبها، وكلما أصبحت حركاتها أثناء الأكل أكثر خشونة.

لاحظت فايزة، التي كانت تجلس قبالتها، حركاتها وابتسمت باستسلام: "حسناً، يا حنان، أعلم أنك تهتمين بي، ولكن اطمئني، أعرف ما يجب أن أفعله"
مممم. تعرفين ما يجب أن تفعليه، ولكن هذا لا يعني أن الآخرين يعرفون ليس لدى الجميع قيم وخصائص حميدة. وإلا ما كان حدث أمر مثل الذي وقع ليلة أمس، وبمناسبة الحديث عن ليلة أمس، كيف حال رهف؟ هل كان وقعتها شديدة ؟ هل تشوهت؟"

عندما تم اثارة هذا الموضوع ضاقت عينا فايزة قليلاً. ولانت نبرتها قليلاً: "ليس إلى حد التشوه. ولكن سمعت أن

اصابتها بالغة، وقد تترك ندبة.

"ندية؟" على الرغم من أن حنان كانت تعلم أن الضحك في هذه الحالة لا أخلاقي، إلا أنها لم تملك أن تمنع نفسها من الضحك. "إذا ترك ندبة على وجهها، ألن يكون ذلك رهيباً ألم تجلب ذلك على نفسها ؟ لا بد أنها تندم على ذلك الآن"

كان لديها الأصل شعور بوقوع ظلم على صديقتها، ولكن بعد سماعها أن رهف ستصاب بندية، شعرت بتحسن كبير. يبدو أن الكارما حقيقية، فماذا لو أنها حاولت ازاحة اللوم والقائه على فايزة؟ لقد أفسدت وجهها بالفعل، بغض النظر

عن عدد الأشخاص الذين تحاول الباسهم تهمة، لن تستطيع

العودة إلى شكل وجهها السابق.
ولكن هل تعتقدين أنها ستحمل ضغينة تجاهك، وتستمر في الباسك التهمة عن ذلك؟" كان قلقها على فايزة في ازدیاد مستمر كلما فكرت في ذلك. "لا في الواقع، اعتقد أنها بالتأكيد ستحمل ضغينة تجاهك، حتى لو لم تفعل، فإن الناس حولها قد يفعلون، وماذا لو حاولت استغلال الآخرين لا يذائك ؟"

مجرد التفكير في ذلك جعلها تبدأ في التعرق البارد خوفاً.

بعد سماع كلمات حنان غرقت فايزة أيضاً في تفكير عميق: هل ستحمل ضغينة تجاهي؟

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-