رواية ولادة من جديد الفصل الرابع و التسعون94 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الرابع و التسعون بقلم مجهول

اغرب عن وجهي

كلما فكرت رهف في الأمر، كلما زادت كراهيتها. على الرغم من جهود الجميع لايقافها، إلا أنها استمرت في ثورتها.

كان توفيق الذي استدعته مكالمة حسام للمجئ هنا خارج ساعات العمل، يقف عند المدخل في تلك اللحظة. وأخذ يراقب في هدوء من كانت تستشيط غضباً وتلقي بالأشياء في الداخل.

وقف يستند إلى الحائط وقد عقد ذراعيه. عندما رأى المشهد، لم يملك سوى أن يهز رأسه سراً في سخط.

كما كان متوقعاً، إن رهفتتظاهر فقط برقتها .

ومع ذلك، كانت هناك اصابة بالغة في جبين رهف، وكان الطبيب قد قال أنه قد يترك ندبة، لذا كان توفيق مشفقاً

عليها إلى حد كبير.

ففي كل الأحوال، سيكون هذا التشوه ضربة قوية للمرأة.

إلا أنه عندما تذكر أن فايزة حامل، اختفت شفقته على

رهف في لحظة.

ظل شركاء رهف يخبرون حسام بأن فايزة هي من دفعت رهف، وأن هذا هو سبب سقوط رهف واصابتها.

كان توفيق يستشيط غضباً من الداخل لمجرد سماعه ذلك.

فقد كانت فايزة قد استعدت لتحمل أعباء حملها بمفردها..

فكيف يمكنها إذا أن تدفع شخصاً على الدرج ؟

حتى لو فعلت ذلك، لا بد أن هناك سبب وجيه دفعها ذلك.

كان توفيق دائماً يفضل فايزة، لذا لم يكن يحب رهف أو

صديقاتها كثيراً.

وبينما كان يتفكر في الأمر التفتت احدى صديقات رهف

فجأة إليه، وحدقت فيه بسخط.

"ما هذا، أين رئيسك ؟ عجل واتصل بالسيد منصور."

جعلت نبرتها وطريقة مخاطبته توفيق يعبس في عدم رضاء.

ما الذي تفكر فيه؟ أمرك السيد منصور أن تأتي لتساعد. ولكن انظر إليك بعد أن جئت إلى هنا، لم تفعل شيئاً سوى

الوقوف هناك هل أنت لوح من الخشب؟"

لم تكن المتحدثة سوى داليا العصبية.

كانت غاضبة لأن حسام كان قد طردها من الغرفة، لكن الآن، وبعد أن أصيبت رهف بجرح بالغ، نسيت كل مشاكلها.

بالمقارنة لاصابة رهف في وجهها، كانت مشاكلها أموراً

تافهة.

عندما سمع توفيق كلام داليا، علا المزيد من الوجوم وجهه.

"ماذا تقولين؟"

"هل أنا مخطئة ؟ هل تريد أن أكرر ما قلت؟"

سخر توفيق، وكان بالفعل قد شعر بالاشمئزاز من هذه المجموعة من النسوة، لذا، وقد وصلت الأمور الآن إلى هذا الحد، لم يكن لديه أي سبب للبقاء.

وبهذه الفكرة في رأسه، استدار سريعاً ومشى بعيداً، وفي

عينه نظرة باردة.
هاي انتظر إلى أين أنت ذاهب؟ توقف حالاً! لقد قلت لك أن تتوقف إنني اتحدث إليك!"

إلا أن توفيق ببساطة مشى بعيداً، وتركها وكأنه لم يسمعها، بغض النظر عن مدى ارتفاع صوت داليا.

عندما غادر، بدأت داليا تتذمر في عدم تصديق. "ماذا به هذا الرجل؟ طلب منه السيد منصور أن يأتي إلى هنا ويساعد، ولكن ماذا فعل ؟ لقد ظل واقفاً هناك، والآن غادر فجأة رهف هل تعتقدين أن تلك الساقطة قد أغرت

حسام ؟ حتى مساعده يعاملك هكذا !"

أما رهف، والتي كانت لا تزال ثائرة قبل لحظات، هدأت على الفور عندما سمعت لك الكلمات. ثم التفتت لتنظر إلى داليا.

"ماذا تقولين؟"

كانت عيناها لا تزالان محتقنتان ومنتفختان من البكاء و صدمت داليا من نظرة عينيها.

بعد برهة، ردت داليا أخيراً، هل كنت أنا مخطئة؟ قلت لهذا

الرجل أن يتصل بحسام، لكنه تجاهلني وغادر.

عندما سمعت رهف ذلك، تذكرت أخيراً أن حسام كان قد أمر توفيق بالحضور قبل أن يغادر.

إلا أنه نظراً لعدم وجود حسام من حولها، لم تهتم بذلك الرجل، وانتهى بها الأمر إلى نسيان وجوده. لذلك كانت قد ثارت في نوبة غضب للتو.

والآن، وبعد أن ذكرتها داليا به، أدركت رهف أخيراً الخطأ الذي ارتكبته للتو. كان مساعد حسام قد استدار ببساطة وغادر. هل سيسيء الحديث عني لحسام؟

عندما فكرت رهف في ذلك، تبدلت تعابير وجهها.

أين هو ؟ بسرعة امتعوه من المغادرة"

كانت رهف تحدق في داليا، وكانت مستاءة. "لماذا تتحدثين إليه بهذا الأسلوب ؟ طالما أن حسام هو من طلب منه المجيء، فلا شك أنه في صف حسام. وعندما تعاملينه بهذه الوقاحة، فما الذي سأفعله إن تحدث عني بشكل مسيء امام حسام؟"

ذهلت داليا؛ لأنها لم تتوقع أن توبخها رهف. "أ.. أردت فقط أن يتصل بحسام؛ لأنك كنت تبكين في حزن بدا وكأنك

فقد فقدت السيطرة على عواطفك وما إلى ذلك."

إلا أن رهف لم تهتم بتبريرات داليا. لم تكن التطورات الأخيرة في صالحها، لذا كانت قد خططت أن تصاب اصابة

طفيفة حتى يركز حسام كل اهتمامه عليها.

إلا أنها لم تتوقع أن يتحول الاصابة التي كان من المفترض أن تكون طفيفة، إلى جرح خطير. كانت حقاً قد تورطت هذه المرة.

إلا أن ذلك كان أمر جانبي، فالمشكلة الرئيسية كانت أن حسام قد تركها في مثل هذا الوقت على الرغم من اصابتها البالغة.

هذا هو الأمر الذي كانت رهف أشد قلقاً بشأنه.

لن يفيد أن تصبح مشوهة، وفي هذه الحالة لن يرغب فيها حسام .

كانت رهف في حالة ذعر لم تتمكن من الاهتمام بأي شيء

آخر وهي تطلق أوامرها قائلة: "بغض النظر عما ستضطرين إلى فعله، استرجعيه عوضيه عما بدر منك، واعتذري له إن اضطررت"

ظلت جميعهن متسمرات في أمكانهن، لذا تحدثت رهف بصوت أكثر حزماً: "هيا، تحركن!"

لم تتمالك الأخريات أنفسهن إلا عندئذ، ثم استدزن وخرجن من الغرفة.

كان توفيق على وشك المغادرة، ولكن عندما نزل الدرج صادف حسام الذي كان قد عاد لتوه.

لم يكن في أفضل مزاج، لكنه توجه نحو حسام ورحب به على أية حال.

"السيد منصور."

عندما لاحظ وجهه الباهت ونغمة التكدر في تحية توفيق عبس حسام قليلاً وقال: "إلى أين انت ذاهب ؟ ألم اطلب منك أن تتواجد لأي طارئ ؟"

عندما سمع توفيق ذلك، انفعل على الفور.
نعم، لقد طلبت مني أن اتواجد لأي طارئ، ولكن فيما يبدو،

أنهن لا يحتجن لي في شيء، لذا نزلته "

ظل حسام صامتاً.

ضاقت عيناه وهو يتفحص توفيق. كان يتصرف بشكل غريب هذه الأيام؛ لأنه ما كان ليتصرف بهذه الطريقة في الماضي في حوادث مماثلة. كان توفيق دائماً يتحدث إليه بحذر، ولكن خلال الأيام القليلة الماضية، بدا توفيق مندفعاً في كلامه، وكان دائماً يحدق في حسام بنظرة غريبة.

لم يكن هذا السلوك المتوقع من مساعد حقيقي.

عند هذا الخاطر، تحدث حسام بصوت بارد و تبدلت نظرته إلى البرود: أمرتك أن تتواجد لأي طارئ. هل سمحت لك بالمغادرة؟"

اقشعر بدن توفيق للبرودة في صوت حسام ، وجفل قليلاً. كان يخشى أن يغضب حسام ويصب عليه جام غضبه.

إلا أنه على الرغم من رد فعله اللا ارادي هذا، إلا أن توفيق

ظل عصياً.

لم تطلب مني المغادرة، ولكن هؤلاء النسوة فعلن إنهن لا

يحتجن إلي."

هن، إذاً، من يدفعن راتبك ؟"

عند ذكر الرواتب، توقف توفيق عن الكلام، وشعر ببعض الخجل لسبب ما.

حدق حسام فيه بحنق: "ما خطبك هذه الأيام؟"

هر توفيق رأسه، وقال: "ماذا تعني، يا سيد منصور؟ أي

خطب قد يكون بي؟"

بمجرد قوله ذلك، بدأ يتذمر في صمت: هذا لأنك وغد. زوجتك حامل، ولكنك لم تقم حتى بحمايتها، بل وجئت إلى

المستشفى لتعتني بامرأة أخرى . هاه .

إلا أن توفيق لم يدرك أن تعبير وجهه قد فضح أفكاره.

ولم يجد حسام ما يقوله.

لم يحصل قط على اجابة على هذه الأسئلة، ولكن رد فعل توفيق كان دائماً يأتي بهذه الطريقة

تبدل وجه حسام وهو يستهزأ : "طالما أنك لا تريد القيام بذلك، فاغرب عن وجهي. لا أريد رؤيتك هنا وأنت تحدق في وجهي بهذه النظرة."

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-