رواية نورة الفصل التاسع9 بقلمlehcen tetouani


 

رواية نورة الفصل التاسع بقلمlehcen tetouani


...... أصبحت المواجهة حتمية وليس لها مفرا مابين نورة وعائلة هاشم الذي أسمعها كلاما قاسيا بسبب إخفائها حقيقة امرها  مازاد للطين بلة من وجع نورة وألمها خاصة بعد إحتراق قلبها على إبنها التي اجهضته مؤخرا

فاخبرته ان كل مايحدث لها ناتج انها احبت شخصا بكل جوارحها لاغير وكان جزاءها الحكم عليها بالموت وأوضحت انها هربت لتنقذ طفلها الذي في بطنها وبما انه لم يكتب له العيش ستعود من حيث أتت وهروبها لم يمنع القدر من الإحتفاظ به مابين احضانها وعليها ان ترضى وتتقبل مصيرها مهما يكن قسوته.. 

هنا رأف قلب هاشم عليها وهي تتكلم وتذرف دموعا سخية على وجنتيها وقدميها بالكاد تحملانها من شدة التعب والإرهاق
قال لابأس فهمت الموضوع الآن ولاداعي للعودة فلا أحد يذهب للموت برجليه فهذا يعتبر إنتحارا. 

قال الحج صحيح يا بنيتي لاداعي ان تعودي إلى قريتك الآن حتى يمر بعض الوقت وتهدأ الأوضاع وينسى الجميع القصة وبعدها عودي متى أردتي ولكن أود فقط ان اسألك هل والديك هما ايضا ينضمان للبقية ويريدان حتفك مثلهم. 

أجت والدي اين هو والدي في حياتي فهو ليس موجودا مابين يومياتي فمنذ زواجه بعد وفاة امي اصبح لايراني وكأنه إعتبرني متوفية أيضا مع أمي وانا مازلت حية ارزق امامه و كل إنشغالاته كانت لأعماله وواجباته نحو زوجته المصون وابنائه الثلاثة لاغير

لذلك لجأت إلى اول شخص غريب بادلني بالحب والإهتمام فكان السند والرفيق في اسوء ظروفي ولولا فقره وعوزه لكنا تزوجنا منذ مدة إلا أن فضلنا ان نؤجل الأمر حتى يعتدل حظه. ولكن الامور جرت عكس أمانينا واليوم انا جدا خائفة ان افقده على يد الوحوش التي لاترحم وأعود إلى وحدتي من جديد.. 

أنصتي لي يابنيتي انا لن أعاتبك على فعلتك وسوء تصرفك. ولكن  أنتم الجيل الاخير شوهتم المعنى الحقيقي للحب فلو كان الذي تحبينه حقا يحبك لما لمس شعرة منك وجعل منك جوهرة لايلمسها إلا بالشرع وموافقة اهلك الحب عبارة عن تضحية وعطاء بدون مقابل هذا هو الحب الشريف العفيف يابنيتي وليس تنديس للشرف..

اما عن حب والدك لك فاكيد أنت مخطئة بتقديرك نحوه فكل الآباء بدون إستثناء يحبون ابناءهم وكل الكلام لايعبر عن الشعور الداخلي الحقيقي إتجاههم. 

واين إذا الافعال ياحج إن غاب الكلام فانا افقدهما كليهما من والدي للاسف.. 
بعدها إستمرا هاشم ووالده بإقناع نورة عن العدول بالرحيل دون ان يتلقيا منها أي جواب شافي بالموافقة على كلامهما

ثم ذهب كل واحد منهم إلى اشغاله فهاشم مثلا ذهب للتبضع لبعض لوازم المنزل. ووالده إتجه نحو الإصطبل وصابر كان ملتهيا بلعبته المفضلة ألى وهي اللعب بالكرة

اما نورة عندما ادركت ان البيت ساكن لايوجد به شبح توجهت نحو باب المتزل وخرجت مهرولة مسرعة قبل ان يراها احد وما إن تخطت بخطوات لابأس بها إذ تسمع مناديا ينادي عليها نورة.. نورة. اين تذهبين في هذا الوقت.؟ 

نعم ياعزيزي لما تركت لعبك ولحقت بي انا فقط ذاهبة لجلب بعض الخضر من البستان المجاور وأعود حالا.. 
انتِ تكذبين انت حتى لاتفرقين بين بستاننا وبستان جارنا نورة انا سمعت كل حديثكم قبل قليل هل فعلا تفضلين الرحيل على البقاء معنا.؟ 

لا ياعزيزي انا اود البقاء معكم ولكنك مازلت صغيرا لأوضح لك سوء ظروفي ولا احب ان تتأذوا بسبب مشاكلي لذلك فضلت الرحيل على البقاء لذا هيا عد إلى المنزل ولاتخبر أحدا انك رأيتني حتى يمر بعض الوقت من رحيلي. 

ولكنني تعودت عليك ومنذ ان رأيتك للوهلة الاولى احببتك لانني أحسست بطيبتك وحنيتك التي تشبه حنية أمي 
وانا كذلك احبك ياصغيري والله يشهد على مافي قلبي ولكن للظروف احكام انت شجاع و قوي يا صابر وستحظى بمستقبل زاهر واحمد الله انك لست بمفردك ولست وحيدا مثلي فوالدك الذي يحبك وجدك المتيم بك سيظلان يساندنك حتى تصبح رجلا إنتبه على نفسك ياعزيزي وكن مطيعا لوالدك هيا إذهب الان قبل عودتهما وداعا

إستدارت نورة  عن صابر وسارت بضع خطرات حتى لحق بها صابر واحتضنها بكلتا يديه من خصرها وهو يبكي بأعلى صوته ويتوسلها ان لاترحل فالتفتت إليه نورة ووسدت ركبتيها على الارض ثم عانقته بقوة وهي تبكي كالطفلة مثله وتمسح الدموع من عينيه

وأثناء هذا المشهد المؤثر فجأة سمعا صابر ونورة تصفيقا من الخلف مؤثر جدا حتى دموعي اوشكت ان تشارك مسرحية دموعكما بارعة في التمثيل حقا يا إبنة العم
تعليقات



×