رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الثامن 8 بقلم هدير نور
وقف داغر بجسد متصلب يراقب داليدا التي ركضت هاربه من قاعة الحفل تاركه خلفها ضحكات و همسات النساء الساخره من حولها بينما سعير الغضب يكوي اعماقه.
شدد قبضته بقوه بجانبيه حتى لا يرتكب جريمه اتجه نحو شهيره التي كانت تقف بنهاية القاعه زمجر بغضب فور ان اصبح امامها
=هو ده الفستان اللي قولتلك تختريه لها...
همست شهيره بصوت مرتجف بينما بدأ الذعر يتسلل بداخلها من رؤيتها لغضبه هذا.
لكنها تنفست ببطئ محاوله السيطره على ذعرها هذا مذكره ذاتها بالخطه المحكمه التي وضعتها
=لا، طبعاً، ازاي تفكر ان ممكن اختار فستان زي ده لمراتك. انا اخترتلها فستان تاني خالص...
لتكمل سريعاً بارتبارك عندما رأت علامات الشك فوق وجهه اخذت تبحث بهاتفها عدة لحظات قبل ان تضعه امام وجهه المقتضب.
=لو مش مصدقني ادي صورة الفستان اللي اخترتهولها هتلاقيني بعتهالك الصبح علشان تشوفه و تقول رأيك فيه قبل ما اشتريه بس انت مشوفتش المسدج...
اخذ داغر يتفحص الصورة التي كانت تتضمن دابيدا و هي ترتدي فستان فضي الرائع باعين حده مشتعله غاضبه حتى اخفضت شهيره الهاتف بينما تردف بعصبيه.
=لو لسه مش مصدقني هتلاقي الفستان في دولابها، انا معرفش جابت الفستان المعفن اللي لبسته ده منين و مش عارفه عملت كده ليه اصلاً استفادت ايه...
ابتلعت باقي جملتها عندما رأت داغر يبتعد عنها بخطوات سريعه نحو باب القاعه و جسده متصلب ينبثق منه الغضب مما جعلها تسرع و تلحق به قابضه على ذراعه هامسه بلهاث حاد.
=رايح فين يا داغر و سايب حفله مهمه زي دي، هتروح وراها ليه، ما تسيبها قاعده فوق و كفايه الفضيحه اللي حصلت بسببها...
قبض داغر على يدها التي فوق ذراعه منفضاً اياها بقسوه بعيداً وهو يزمجر بفحيح حاد
=ميخصكيش اللي بيني و يين مراتي و لو على الفضيحه...
ليكمل بسخريه لاذعه بينما يشير برأسه نحو طاهر الذي كان يقف امام احدي الطاولات و بين يديه كأس من الخمر
=الحقي انتي جوزك قبل ما يسكر زي عادته و يفضحنا.
تراجعت شهيره إلى الخلف بعينين متسعه تلتمع بالاهانه كما لو قام بصفعها التفت تتطلع نحو زوجها الذي كان بالفعل قد انهي نصف زجاجه من الشراب من ثم التفت مره اخري إلى داغر مغمغمه بذعر
=داغر الحقه قبل ما...
لكن ابتلعت باقي جملتها عندما وجدت نفسها تتحدث إلى الفراغ فقد تركها و كان بالفعل يصعد الدرج بخطوات سريعه حاده...
فور ان دخلت داليدا إلى غرفتها بدأت بنزع الفستان الذي ترتديه ساحبه اياه بقوه من فوق جسدها مما جعله يتمزق بعض الشئ لكنها لم تبالي واصبحت تسحبه بقوه اكبر من عليها يث اصبح اهم شئ في حياتها الان هو الخروج من هذا الفستان الذي يذكرها بقسوه بمدي الحرج و الاهانه الذي تعرضت اليهم بسببه...
اطلقت صرخه حاده و هي تلقيه على الارض و اخذت تضربه بقدميها بهستريه مخرجه به كل غضبها حتى انهارت جالسه على الارض باحدي اركان الغرفه تضم ساقيها العاريه إلى صدرها.
خرج نشيج حاد من فمها فور تذكرها نظرات الجميع التي كانت موجهه عليها و ضحكاتهم الساخره التي لازالت تصدح بأذنها اخرجت انين متألم من بين شفتيها راغبه بان تنشق الارض و تبتلعها اسفلها لعل هذا يريحها فقد وقعت بكل سذاجه في مكيده قد نصبتها لها شهيره لا تعلم لما فعلت ذلك، لما خدعتها و تسببت باحراجها بهذا الشكل فقد كذبت عليها مستغله عدم خبرتها في حضور مثل تلك الحفلات هزت رأسها بقوه. لا، لا كيف يمكن لشهيره ان تعلم بانها لم تحضر من قبل حفله مثل تلك...
لكن هذا لا يمنع انها قامت بالكذب عليها و اوهمتها بانها سترتدي فستان مماثل لقبح فستانها لكنها كان ترتدي فستاناً اخر، فستان يخطف انفاس من يراه...
انتفضت بمكانها فازعه عندما انفتح باب الغرفه فجأه و دلف داغر إلى الغرفه بوجه قاتم ارعبها فقد اشبه لبركان ثائر يسير على قدمين راقبت باعين متسعه بالذعر وجهه المقتضب الحاد، و الغضب الذي ينبثق من خلايا جسده...
صرخت فازعه عندما اتجه نحوها و قبض على ذراعها بقسوه رافعاً اياها منه لتصبح تقف بمواجهته زمجر بفحيح غاضب
=ارتحتي، ارتحتي لما...
لكن تجمدت باقي الجمله على شفتيه فور ان رأي مظهرها الذي تقف به امامه، اشتعلت رغبته بها على الفور.
لكن تبخرت تلك الرغبه عندما وقعت عينيه على الفستان ذات اللون الفضي الذي ارته صورته شهيره قبل قليل موضوع باهمال فوق الفراش لتتأكد شكوكه بانها تعمدت عدم ارتداء الفستان الذي قامت شهيره باختياره لها و ارتدت ذاك الفستان الذي اشبه بملابس المهرجين حتى تقوم باحراجه امام شركائه بالعمل...
زمجر بشراسه بينما يهزها بقوه من كتفيها
= وصلتي للي عايزاه،؟!
شعرت داليدا بالغضب يشتعل داخل صدرها دفعت يديه الممسكه بكتفيها بعيدا هاتفه بانفس لاهثه بينما تشير إلى الفستان ذات اللون الاسود والاحمر والالوان الاخري المتعدده الملقي فوق الارض ممزقاً
=انت اللي وصلت للي انت عايزه انت و بنت عمك مش انا...
لتكمل بحده مشيره إلى الفستان الممزق الملقي فوق الارض
=لما خاليتوا كل اللي في الحفله يضحكوا و يتريقوا عليا...
قاطعها داغر هاتفاً بقسوه.
=لما انتي خايفه على شكلك كده اوي ملبستبش ليه الفستان اللي اخترتهولك شهيره.
قاطعته بشراسه بينما تلتقط الفستان الممزق وتلقيه نحوه
=لبسته، لبسته و خلتوني شبه المهرج قدام كل الناس...
اتجه داغر بصمت نحو الفراش و التقط من فوقه فستاناً بلون فضي ذات تصميم رائع، تعرفت عليه على الفور فهذا الفستان الذي اعجبت به و كانت تريد شراءه لكن شهيره رفضت و قالت انه لا يناسب الحفل، كما ان ثمنه غير باهظ كالأخر حتى تشتريه و تتباهي به امام زوجات شركاء زوجها...
افاقت من افكارها تلك عندما القي الفستان نحوها مما جعله يرتطم بوجهها بقسوه و هو يهتف بشراسه بثت الرعب بداخلها
=اومال ده يبقي ايه...
هزت داليدا رأسها بقوه هامسه بصوت لاهث حاد و عينيها مسلطه فوق الفستان الذي اصبح اسفل قدميها
=الفستان ده، عجبني و كنت هشتريه بس شهيره معجبهاش و قالت انه مش لايق للحفله ايه اللي جابه هنا...
قاطعت جملتها عندما اندفع نحوها قابضاً على ذراعها بقسوه مؤلمه هاتفاً بخشونه و عصبيه مفرطه.
=بطلي كدب. انتي ايه حياتك كلها كدب في كدب، عايزه تفهميني انك لبستي فستان زي ده علشان شهيره اخترته ليكي ايه مالكيش عقل ولا ذوق...
بعدين غبائك صورلك ايه ان لما تعاندي و تلبسي حاجه بالقرف ده انك كده بتحرجيني انا...
ليردف دون رحمه او شفقه للألم الذي ارتسم على وجهها
=بس اللي اتريق و ضحك مضحكش عليا، ضحك على مراتي اللي كانت شبه البلايتشو...
تجمدت باقي الكلمات على شفتيه وقد افاق من فورة غضبه تلك وقد تصلب بمكانه بينما قبضة حاده تعتصر قلبه عندما رأها تنفجر باكية بينما تتراجع إلى الخلف بخطوات متعثرة بعيداً عنه و وجهها شاحب بشده واضعه يديها فوق وجهها تخفيه عنها بينما شهقات بكائها تتعالي بقوة
وقف عدة لحظات يتطلع بصدمه إلى مظهرها هذا بينما الضغط الذي قبض على صدره يهدد بسحق قلبه.
اقترب منها سريعاً محيطاً كتفيها بلطف محاولاً جذبها بين ذراعيه لكنها فور ما ان شعرت بلمسته تلك حتى انتفضت مبتعده عنه اطلق لعنه حاده بينما يراقبها تتراجع إلى الخلف بقوه حتى كادت ان تسقط على الارض هتفت من بين شهقات بكائها
=ابعد، ابعد عني...
وقف داغر بجمود بمكانه يتطلع اليها شاعراً بالعجز و الغضب في ذات الوقت من نفسه، مرر يده بقسوه بشعره لا يصدق بانه قد اصبح ضعيفاً نحوها بهذا الشكل ففي اقل من ثانيه تبخر غضبه منها فور ان رأها تبكي متناسياً الاهانه التي عرضته اليها امام شركائه في العمل...
تنفس بعمق محاولاً تهدئت ذاته و قد بدأ ينتبه إلى جسدها الشبه عاري مما جعل الرغبه تضرب جسده بقوه مره اخري...
اسرع بالتقاط الفستان الفضي من فوق الارض من ثم اقترب منها واضعاً اياه فوق رأسها محاولاً البسها اياه...
اخذت داليدا تقاومه و هي تصرخ معترضه لكنه قبض على خصرها بذراعه مسيطراً على حركتها بينما يكمل انزال الفستان على جسدها...
ابتعد عنها متمتماً بحده وعينيه منصبه على الفستان ابذي اصبحت شبه ينسدل فوق جسدها
=كملي باقي لبسك، علشان اتأخرنا على الناس تحت...
هتفت داليدا بصوت مرتعش ضعيف بينما تمسح بحده وجهها من الدموع العالقه به
=مش هنزل تحت تاني، ايه مش مكفيك البهدله اللي اتبهدلتها...
زمجر بحده بينما يقبض على دديه بقوه
=مش بمزاجك، تقولي هتنزلي او متنزليش...
ليكمل بقسوه بينما يسرع بالقبض على يدها التي كانت تحاول الوصول إلى السحاب الخلفي للفستان لكي تفتحه
=انتي اللي عليكي تنفذي اللي بقوله بس...
هتفت داليدا بحده بينما تحاول بضراوه نزع الفستان عنها.
=مش هيحصل، لو على رقبتي مش هنزل تحت...
اعتصر خصرها بأصابعه بقسوه حتى تأوهت متألمه بصوت منخفض لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره له اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=لو مش هتنزلي قدامي بالذوق هنزلك انا بطريقتي و ساعتها هتعرفي ان تريقتهم على فستانك مش هاتيجي حاجه جنب اللي هيحصل...
شحب وجهها فور سماعها كلماته تلك مدركه انه قادر على تنفيذ تهديده هذا...
همست بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه، بينما تتمسك بسترة بدلته بضعف و اليأس يسيطر عليها تشعر بالموت اهون عليها من مواجهة هؤلاء الناس مره اخري
=وحياة اغلي حاجه عندك يا داغر، بلاش تعمل فيا كده، مش هتحمل تريقتهم عليا تاني...
وقف يتطلع اليها عدة لحظات بتردد و ضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه بعينيها المغرورقتين بالدموع لكنه نفض بعيداً شعوره هذا مزمجراً بقسوه بينما يخطو للخلف بعيداً عنها.
=قدامك 10 دقايق، تجهزي نفسك فيهم...
ليكمل بينما يتجه للخارج
=هعمل مكالمه برا تكوني خلصتي
ثم تركها و اتجه نحو الخارج بينما ظلت هي جامده بمكانها عدة لحظات قبل ان تتجه نحو الحمام ببطئ لكي تغسل وجهها و تتجهز مره اخري...
بعد مرور ربع ساعه.
دلف إلى الحفل كلاً من داغر و داليدا التي كانت تحاول السيطره على ارتجاف جسدها بينما الحراره تضرب وجهها من شده الحرج تسلطت انظار الجميع عليهم على الفور مما جعلها تقبض على يد داغر الممسكه بها هامسة بصوت منخفض بينما عينينها تمر بارتباك و حرج بين على وجوه الحاضرين
=داغر علشان خاطري سبني اطلع اوضتي...
لكنه شدد قبضته حول يدها بصمت متجهاً بها إلى داخل القاعه ظنت انه سيترك يدها ما ان يصلوا إلى للمكان المخصص لهم لكن على العكس من ذلك ظل ممسكاً بيدها بين يده...
كانوا يقفون مع مجموعه من شركائه في العمل يتحدث داغر باهتمام مع الرجال عن الاعمال الخاصه بهم بينما النساء كانوا يتحدثون في امورهم المعتاده حاولت داليدا رسم ابتسامه لطيفه على وجهها و هي تتصنع الاستماع إلى حديث المرأه التي تقف بجانبها محاوله تجاهل نظرات باقي النساء الساخره المنصبه عليها...
غمغمت منال زوجه احدي شركاء داغر بصوت مرتفع جذب انتباه جميع الحاضرين...
=لكن مقولتلناش يا داليدا هانم الفستان اللي كنت لبساه في اول الحفله ده تصميم مين،؟!
لتكمل بخبث و فوق وجهها ترتسم ابتسامه ساخره بينما تسدد إلى باقي النساء الاخريات نظره ذات معني
=بصراحه متزعليش مني الفستان كان بشع اوي. هو صحيح تصميم هادي المؤمني لكن هادي عمل الفساتين اللي زي دي علشان يكسر بها الروتين في عروض الازياء بتاعته مش علشان حد يشتريها، لان استحاله حد ممكن يلبس فستان بالبشاعه دي...
شحب وجه داليدا بشده من شدة الحرج فور سماعها كلماتها تلك شاعره برغبتها في البكاء تعاود اليها...
اردفت منال بسخريه لاذعه عندما ظلت داليدا صامته
=شكل داليدا هانم زعلت مني و لا ايه...
قاطعها صوت داغر الحاد القاطع الذي كان يتابع ما يحدث باهتمام
=داليدا مزعلتش قد ما هي مش عارفه تقولك هي اختارت الفستان ده ليه...
رفعت داليدا وجهها اليه بصدمه و قد ازداد شحوب وجهها اكثر من شدة الخوف من ان يخبر الجميع عن ظنونه السيئه بها...
همست بصوت مرتجف محاوله منعه عن فعل ذلك.
=داغر...
لكنه تجاهلها قائلاً بهدوء و هو يحيط كتفيها بذراعه
=انا اللي اخترت لداليدا الفستان ده، و طبعاً مرضيتش ترفض تلبسه و تحرجني...
ليكمل بمرح و على وجهه ترتسم ابتسامه لعوب
= خافت تكسفني و تقولي بصراحه اني ذوقي وحش و ان ده فستان مينفعش يتلبس...
من ثم انحني مقبلاً جبينها بحنان قائلاً
=حبيبتي الطيبه...
اخذت داليدا ترفرف بعينيها بصدمه من كلماته تلك فلم تتوقع ابداً ان يلقي اللوم على نفسه حتى ينقذها من هذا الموقف الحرج. استمعت إلى تنهيدات النساء التي كانت ترمقها بنظرات تملئها الحسد
بينما غمغم احدي شركاء داغر قائلاً بينما يتحدث إلى زوجته
=شايفه الستات اللي بجد يا منال. مرضيتش تزعل جوزها ولبست فستان زي ده، مش زيك مفيش اي حاجه تعجبك...
هتفت منال بتحذير مختلط بالغضب بينما تنكزه في صدره بمرفقها بقوه
=محمود...
لكن محمود تجاهلها ليكمل بينما يوجه حديثه لداغر و عينيه مسلطه على داليدا تلتمع بتقدير و اعجاب واضح
=يا بختك يا داغر بيه حقيقي يا بختك...
لكنه اسرع بابعاد نظراته بعيداً عنها عندما رأي الغضب الذي ارتسم على وجه داغر و النظره الشرسه التي يزجره بها متمتماً بخوف و ارتباك عندما زجره
=طبعاً، انا اقصد انها بتحبك و مش بترضي ترفضلك طلب...
شدد داغر من ذراعه حول جسد داليدا بتملك واضح للجميع مقرباً اياها حتى اصبحت ملتصقه به بينما يجيبه بحده
=فاهم قصدك كويس متقلقش...
لكن جذب انتباههم الهمهمات المنخفضه التي ملئت المكان بينما جميع انظار الحاضرين انصبت نحو باب القاعه التفت داليدا تطلع نحو ما يجذب انتباههم لتشهق بصدمه فور ان رأت شهيره تقف بباب القاعه و هي ترتدي الفستان البشع الاخر الذي اشترته معها و اخبرتها انها سوف ترتديه هي ايضاً.
شعرت داليدا بالارتباك لماذا ارتدت هذا الفستان فقد كان بشع ذات اللون متعدده غير متناسق و تصميمه فضفاض كيف ارتدته رغم معرفتها للسخريه التي تعرضت لها عندما ارتدات فستان اقل بشاعه بكثير من فستانها هذا، خاصة و انها كانت ترتدي فستان اخر انيق يخطف الانفاس لما قامت بتغييره.
اخذت داليدا تتفحصها و هي لازالت لا تستطيع استاعب ما يحدث فقد كانت شهيره واقفه بوجه شاحب للغايه تتلفت حولها بتوتر واضح و هي تتمسك باطراف فستانها هذا بقبضه مشتده بينما تحيطها النساء الذين بدأ ضحكاتهم تتعالي بينما تلقي بعضهم تعليقات ساخره حول مظهر شهيره بهذا الفستان...
شعرت داليدا بالارتباك لا تعلم ايمكن ان تكون قد اساءت الظن بها و هي بالفعل اشترت لهم هذه الفساتين بصفو نيه بالتأكيد ظلمتها والدليل على هذا ارتدائها هي ايضاً هذا الفستان البشع الذي ابتعته معها...
التفت إلى داغر الذي كان يتابع ما يحدث بوجه متصلب حاد همست بحرج بينما ترفع وجهها اليه
=داغر، انا شكلي ظلمت شهيره، هي...
قاطعها داغر الذي احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحوه لتلتصق به بلطف انحني هامساً باذنها بصوت منخفض غريب
=شكلك طيبه فعلاً يا بنت الراوي...
ابعدت داليدا رأسها للخلف هامسه بارتباك
=هو في ايه انا مش فاهمه حاجه.؟!
قربها منه مره اخري محيطاً خصرها بصمت دون ان يجيبها وقد تركزت عينيه على شهيره التي كان يتابع معاناتها بسخريه وهو يتذكر ما حدث بعد خروجه من غرفتهم و تركه لداليدا لكي ترتدي فستان اخر غير ذلك الذي كان يشبه ملابس المهرجين...
فلاش باك...
استدعي داغر. شهيره إلى غرفة مكتبه حتى يتأكد مما حدث فقد كان الحرج و الحزن الذي تشعر به دليدا بسبب ما تعرضت له بالحفل كان صادقاً لا يمكنه تكذبيها.
كما لا يمكنها ان تعرض نفسها لمثل هذا الحرج و السخريه من اجل ان تنتقم منه فقط.
ولا يزال يؤثر به بكاءها امامه بهذا الضعف فمظهرها الشاحب و هي واقفه بمنتصف قاعه الحفل والجميع يسخرون منها لا تزال ترافقه معذبه اياه فقد كان يرغب وقتها ان يطيح بهم جميعاً خارج منزله لكنه تمالك اعصابه باعجوبه.
فور دخول شهيره إلى مكتبه و هي ترتدي فستانها نبيذي اللون الرائع هاتفه باعين يرتسم بهم الحزن بينما توجه حديثها إلى داغر الذي كان منشغلاً بالتحدث بهاتفه...
=داغر الناس مش مبطله ضحك و تريقه على داليدا لحد دلوقتي مش عارفه اعمل ايه بج...
لكنها ابتلعت باقي جملتها و قد اتسعت عينيها برعب فور ان سمعت الصوت الذي يخرج من هاتف داغر الذي كان يشغله على نكبر الصوت.
=داغر بيه، اؤمرني معاك هادي المؤمني المساعد بتاعي بلغني انك عايزني خير اتفضل...
شحب وجه شهيره فور ادركها ان داغر يتحدث مع صاحب دار الازياء التي اشترت منها الفساتين
مما يمكن ان يعرض خطتها للانكشاف
اجابه داغر بينما عينيه مسلطه على شهيره يتفحصها باعين تلتمع بالقسوه
=هادي. كنت عايز اعرف منك شهيره هانم الدويري اشترت منك كام فستان النهارده...
اجابه هادي بهدوء بعد ان سأل مساعده ان يتطلع على الدفاتر الخاصه بزبائن اليوم
=اشترت 4 فساتين، يا داغر بيه
ليكمل هادي بتوتر
=خير يا داغر بيه فيهم مشاكل او حاجه،؟!
اجابه داغر بهدوءبينما عينيه لازالت على شهيره التي كانت على وشك البكاء
=لا ابداً مفيش حاجه.
بس عايزك تبعتلي صور الفساتين دي حالاً...
اجابه هادي بهدوء من الطرف الاخر للهاتف
=اوامرك، ثواني و هيكونوا عند حضرتك، اي اوامر تانيه يا باشا.
اجابه داغر نافياً قبل ان يغلق معه الهاتف من ثم ظل بمكانه يتطلع نحو شهيره التي كانت واقفه بوجه شاحب مرتعب حتى صدح صوت تنبيه بهاتفه يدل على وصول الصور التي اسرع بفتحها على الفور.
اهتز جسده بشده فور رؤيته للفستان الذي ارتدته دليدا اليوم بالحفل بالاضافه إلى اخر مماثل له بالبشاعه ان لم يكن ابشع منه بكثير و اخر رائع الذي وجده بغرفه داليدا و اخر الذي ترتديه شهيره الان.
انتفض داغر واقفاً على قدميه و الغضب يشتعل في كل خليه من جسده مما جعل شهيره تتراجع إلى الخلف هامسه بتلعثم وخوف
=داغر. داغر انت مش فاهم. انا. انا عملت كده علشان ه...
قاطعها داغر بحده بينما يقبض على ذراعها جاذباً اياها منه بقسوه
=علشان تهيني مراتي و تحرجيها قدام كل اللي في الحفله هيكون علشان ايه يعني...
همست شهيره بصوت مرتجف وقد ارعبها مظهره المظلم هذا
=لا مش كده ان...
قاطعها بغضب بينما يشير إلى احدي الصور بهاتفه
=الفستان التاني ده انتي اكيد اشترتيه لنفسك علشان تقنعي داليدا انها تلبس الفستان المعفن اللي اخترتهولها مش كده...
ليكمل عندما ظلت صامته تطلع نحوه بوجه يرتسم عليه معالم الارتعاب بينما شفتيها ترتجف بقوه خائفه من ان تفتح فمها و تنفي كاذبه حتى لا يصيبها غضبه...
=الفستان ده تطلعي تلبسيه حالاً وتنزلي به الحفله...
خرجت شهيره من صمتها هاتفه باستنكار و رعب.
=البس ايه، انت عايز تفضحني يا داغر...
صاح مقاطعاً اياها مقرباً وجهه منها يتطلع اليها باعين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها سريعاً بخوف
=ايوه عايز افضحك، زي ما فضحتي مراتي و فضحتني...
ليكمل بينما يتجه نحو باب الغرفه
=5دقايق يا شهيره و تبقي تحت في الحفله بالفستان اللي قولتلك عليه، لو كلامي متنفذش يبقي متلوميش ساعتها الا نفسك...
من ثم غادر الغرفه تاركاً شهيره تقف بمنتصف الغرفه بوجه شاحب كشحوب الاموات و اعين غارقه بالدموع عالمه بانها ليس امامها خيار سوا ان تنفذ اوامره حتى تتقي شره فهي تعلم جيدا كيف يكون داغر عندما يكون غاضباً...
نهاية الفلاش باك...
راقب داغر شهيره و هي تقترب منهم بخطوات متعثره بسبب ضحك المدعوين على مظهرها همست فور ان اقتربت منهم بانفس لاهثه وقد كان وجهها شاحب اللون.
=داغر علشان خاطري كفاية كده. و سبني اطلع اغير هدومي انا اتهزقت جامد
غمغم داغر ببرود بينما يلتف إلى داليدا التي كانت تتابع ما يحدث بوجه محتقن من شده الغضب وقد ادركت ما يحدث فشهيره ما ارتدت هذا الفستان الا بأوامر من داغر الذي بالتاكيد قد علم بانها نصبت لها فخ لكنها لا تعلم كيف علم هذا فهو عندما خرج من غرفتهم كان يكذبها هي و يصدق ابنة عمه.
=والله يا شهيرة دي حاجه مش في ايديا اقررها، عندك داليدا اهها هي اللي هتقرر تغيريه، ولا تفضلي طول الحفله به...
تطلعت شهيره نحو داليدا بوجه عاصف من الغضب بينما تجز على اسنانها بقوه لا تصدق بانه يترك تحديد مصيرها بيد تلك الحقيره الحمقاء لكنها حاولت تهدئت غضبها هذا راسمه على وجهها الحزن في محاوله منها استعطاف داليدا هامسه بصوت منخفض اظهرت به مدي بؤسها.
=داليدا، انا عارفه اني غلطت في حقك. سامحيني علشان خاطري و صدقيني اللي حصل ده مش هيتكرر تاني...
لتكمل باعين تلتمع باللهفه و الامل
=هاااا اطلع اغير الفستان ده.؟!
اجابتها داليدا بهدوء بينما تهز كتفيها ببرود
=و تغيريه ليه يا شهيره. قصدك يعني علشان شكله وحش و يقرف...
لتكمل تعيد عليها كلماتها السابقه لها بينما ترسم على وجهها ابتسامه واسعه.
=متبصيش، للشكل المهم اسم المصمم اللي عليه ده حتى ب100الف دولار و كل الستات اللي هنا هتجنن عليه...
اشتعل وجه شهيره بنيران الغضب بينا تطلع نحوها بحقد عالمه انها ترد اليها ما فعلته بها لملمت اطراف فستانها المتناثر حولها بغضب قبل ان تبتعد عنهم وهي تغمغم بكلمات غاضبه غير مفهومه من ثم اتجهت إلى اخر القاعه جالسه باحدي الاركان محاوله بقدر امكانها الاختباء عن اعين الحاضرين...
التفت داليدا إلى داغر لتجده يتطلع نحوها و نظره غريبه ترتسم بعينيه لاول مره تراها بينما ترتسم على شفتيه ابتسامه رائعه خطفت انفاسها همست بحده بينما تهز رأسها بتساؤل
= بتضحك على ايه،؟!
جذبها نحو دون ان يجيبها متجهاً بها نحو قاعة الرقص من ثم احاطها بذراعها يضمها اليه بحنان لكنه اتخذ فجأه خطوه إلى الخلف حتى يستطيع تأملها في ذلك الفستان الخلاب الرائع الذي يرسم جسدها بطريقه تخطف الانفاس رغم احتشامه.
=الفستان ده انتي اللي اخترتيه.؟!
اومأت له داليدا برأسها بالايجاب بينما ترفع حاجبها استعداداً لهجومه لكن لمفاجأتها رفع يدها مقبلاً اياها بحنان من ثم وضعها على صدره موضع قلبه و هو لايزال يحيطها بيده هامساً باذنها بصوت منخفض اجش
=متزعليش مني، اول و اخر مره اخاليكي تلبسي على ذوق حد...
اخذت تطلع نحوه بارتباك غير قادره على فهم ما يحدث معه همت ان تسأله لكنه اسرع بجذبها بين ذراعيه مشدداً من احتضانه لها بينما يخطون ببطئ على انغام الموسيقي الهادئه...
بعد انتهاء الحفل...
خرجت داليدا من الحمام المرافق لجناحهم بعد ان قامت بتبديل فستانها إلى منامتها لكن تجمدت خطواتها فور ان رأت داغر واقفاً امام الخزانه يخرج ملابسه و يضعها بحقيبه مفتوحه و موضوعه على الفراش
ظلت واقفه تطلع نحوه بارتباك و الفضول يتأكلها لكي تعرف إلى اين سيذهب بهذه الحقيبه لكنها ظلت واقفه بصمت بمكانها رافضه ان تسأله حتى لا تظهر له اهتمامها هذا...
اخذت تفرك يديها بقوه محاوله السيطره على فضولها هذا لكنها لم تستطع و خرج السؤال من فمها قبل ان تستطع ان تتحكم به
=هو انت بتعمل ايه،؟
اجابها بسخريه مرحه دون ان يلتف اليها و اهتمامه منصب على وضع ملابسه بالحقيبه
=شايفه ايه بحضر شنطتي...
غمغمت بتعثر بينما تتقدم بالغرفه بخطوات بطيئه وهي تلوي ذراعيها بارتباك
=اقصد، يعني رايح فين.؟!
اجابها وهو لايزال يصب اهتمامه على توضيب ملابسه بالحقيبه
= مسافر استراليا...
همست بصدمه بينما تهبط جالسه على الفراش باحباط
=استراليا، دلوقتي الوقت متأخر؟!
اجابها بهدوء بينما يغلق حقيبته
=عندي اجتماع مهم كمان كام ساعه هناك...
و بعد ان انهي غلق حقيبته جلس بجانبها على الفراش اخذ يتطلع اليها عدة لحظات طويله بصمت متفحصاً اياه باعين تلتمع بالشغف فقد كانت ترتدي منامه بيضاء ذات رسومات كرتونيه بينما شعرها الناري ترفعه فوق رأسها بكعكة عشوائيه يتناثر منها بعض الخصلات الشاردة فوق عنقها الابيض الغض شعر برجفة حادة تمر بجسده و قد اصبح تنفسه متثاقل بشده قبض على يديه بقوه بجانبه حتى لا يقوم بتمريرها فوق ملامح وجهها الخلابه التقط نفساً مرتجفاً قبل ان ينحني عليها هامساً بالقرب من اذنها.
= ايه مش عايزاني اسافر،؟! ا
هتفت بتلعثم بينما تبتعد بحده بالجزء العلوي من جسدها للخلف بعيداً عن وجهه الذي اصبح لا يبعد عنها سوا انشأت بسيطه حتى سقطت للخلف على الفراش واصبحت مستلقيه عليه
=و انا مش هعوزك تسافر ليه. انا مالي كنت...
لكنها ابتلعت باقي جملتها بينما تراقبه باعين متسعه بالذعر و هو يقترب منها حتى اصبح يستلقي فوق جسدها مشرفاً عليها يستند إلى مرفقيه بجانب رأسها حتى لا يسحقها بوزن جسده.
همست بذعر بينما تضع يديها فوق صدره محاوله ابعاده عنها
=انت، انت، بتعمل ايه...
شهقت بقوه عندما شعرت بذراعه تلتف حول خصرها جاذباً اياها بقوه نحوه ليصطدم جسدها الناعم بصلابة صدره القوي العضلي.
شعرت بالصدمه تجتاحها عندما اخفض رأسه بدون سابق ان