رواية ولادة من جديد الفصل الثامن و التسعون98بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الثامن و التسعون بقلم مجهول

تفكرت في الأمر جلياً

كانت فايزة ورهف في وقت سابق قد عقدا اتفاقاً شفهياً لأن كلا الطرفين كان لديه مكسب من ورائه إلا أنه بناء على الوضع الحالي، ستتدهور علاقتهما بسبب هذا الحادث. وبغض النظر عما إذا كانت فايزة قد دفعتها أم لا، فمن المحتمل أن تلقي رهف عليها اللوم عن كل شيء حدث. وبدا من المستحيل أن تتمكنا من التعايش في سلام في المستقبل.

والأهم من ذلك بعد هذا الحادث، أدركت فايزة أنها تحتاج التزام توخي الحذر مع رهف كانت رهف مختلفة تماماً عما كانت تتصوره. في البداية كانت فايزة قد ظنت أنها فقط تتظاهر بأنها سيدة رقيقة، ولم يكن هذا بالأمر الجلل. ففي كل الأحوال، كان الجميع يرغب في الحفاظ على صورة ايجابية أمام الآخرين. إلا أن من وراء هذا القناع من الرقة كان هناك قلب شرير، يخطط لايذاء الآخرين، ولذلك لم يعد الأمر بسيطاً.

وعندما فكرت فايزة في ذلك، قالت لحنان: "لا تقلقي. سوف أحمي نفسي. اضافة إلى ذلك، أنها أرادت أن تؤذيني هذه المرة، لكن انتهى بها الأمر إلى ايذاء نفسها."
أومات حنان: "هذا صحيح، من المرضي أن نرى خطة أحدهم الشريرة تعود على صاحبها.

وبينما كانتا تتبادلان أطراف الحديث، وضع النادل كعكة الشوكولاتة المنصهرة على المائدة.

عندما رأت الحصة الثانية من الحلوى، فوجئت: "يا إلهي! متى قمت بطلب واحدة أخرى خلسة وأنا غافلة؟ ألم تسمعي نصيحة الطبيب، يا فايزة؟ لا يمكنك أن تأكلي أكثر

من هذا."

أعلم. سأخذ فقط بضع لقمات أخرى."

لا، لقد تناولتي للتو قطعة كبيرة من كعكة البراوني مع

الآيس كريم."

حاولت فايزة الفصال : "حسناً، لقمة واحدة فقط."

"كلا! لا البتة !"
بعد تناول الغداء ذهبت الاثنتان للتسوق في المركز التجاري، ولم تعودا إلى المنزل حتى وقت متأخر.

كانت فايزة قد وضعت هاتفها على نظام صامت طيلة النهار ولم توقفه إلا عندما عادت إلى المنزل، وكان أول شيء رأته هو عدد من الرسائل من يارا بخصوص العمل، لذا ردت عليها واحدة تلو الأخرى قبل الخروج من المحادثة. ولم تلاحظ إلا حينها رسالة من حسام ، الذي كان هو الآخر قد أرسل عدد من الرسائل على واتساب.

كانت الرسالة الأولى تقول: "إلى أين ذهبت؟"

تم ارسال الرسالة الثانية بعد نصف ساعة، على الأرجح لأنها لم ترد على الرسالة الأولى، لذا اتسصل بها حسام . "لماذا لم تردي على الهاتف ؟"

وصلت الرسالة الثالثة في فترة ما بعد الظهر، عندما كان

يلح عليها؛ لأنه لم يتمكن من التواصل معها. هل أنت

غاضبة بسبب موضوع رهف ؟"

ردي على الهاتف يا آنسة بياض الثلج. لدي ما أريد اخبارك به

بعد ذلك، لم يرسل المزيد من الرسائل، على الأرجح لأنه لم

يتلق أي رد منها.

لم تلاحظ أنه كان قد اتصل بها عشر مرات، إلا بعد أن خرجت من تطبيق واتساب اعتقدت عندما قرأت الرسائل أنه لم يعد الاتصال بها في فترة بعد الظهر، ولكن تبين أن هناك أكثر من 10 مكالمات فاتتها، وكانت أحدث مكالمة واردة قبل 15 دقيقة. هذا بالتأكيد غير متوقع .

بمجرد دخولها المنزل، هرع إليها فتحي، كبير الخدم ليحييها قبل أن تتمكن من قول أي شيء: "لقد عدت أخيراً

يا سيدة منصور."

بدا قلقاً وتفحص فايزة من رأسها حتى أخمص قدميها. عندما تأكد أنها بخير وسلام، بل أنها تحمل بضع حقائب

تسوق في يديها، أطلق أخيراً تنهيدة ارتياح.

سألته بلطف: "ما الأمر؟"

"لا شيء، يا سيدة منصور" وإذا قال ذلك، اقترب منها ليأخذ منها الحقائب. هل ذهبت للتسوق طيلة اليوم؟"
نعم، لم أكن قد ذهبت للتسوق منذ فترة طويلة، لذا ذهبت في جولة."

كان السبب الرئيسي هو أنها كانت قد ذهبت إلى المستشفى ولم تكن في المنزل طيلة النهار، لذا فإن لم تأتي بأي شيء كانت لتشعر بتأنيب الضمير، وما كانت لتتمكن من تقديم اجابة عندما يسألها أحدهم عما كانت تفعله أثناء غيابها. لذا كان التسوق هو الإجابة الأفضل، ومع احضارها لهذا العدد من الحقائب، فلن يشتبه أحد في أي شيء.

فهمت. لماذا لم تردي على الهاتف يا سيدة منصور؟ إن السيد منصور كان يحاول الاتصال بك، وجن جنونه قلقاً عليك"

جن جنونه قلقاً؟ ابتسمت فايزة ابتسامة غير ملحوظة وظهر بريق سخرية في عينيها. هذا الاختيار للكلمة ... لو أنها لم تكن تعلم أن فتحي دائماً ما يتحدث بشكل إيجابي عن حسام ، لكانت حقاً ظنت أن حسام جن جنونه قلقاً عليها. كان على الأرجح يتصل من داخل الغرفة التي تقيم بها رهف .

شرحت في هدوء : كان هاتفي على وضع صامت قبل أن

أذهب إلى النوم ليلة أمس، ونسيت ايقافه عندما

استيقظت"
عند سماع هذا راود فتحي ادراك مفاجئ، وقد ظهر في تعبير وجهه.

عندما رأت أنه كان على وشك أن يأخذ أكياس التسوق منها، قالت: "لا داعي أن تحملها عني، إنني صاعدة إلى الطابق العلوي لفرزها على أي حال. يمكنني حملها بنفسي "

دعيني أساعدك في حملها إلى الطابق العلوي، إذا."

لا داعي. سأحملها بنفسي " ورفضت عرضه ثم حملت الحقائب إلى الطابق العلوي، تاركة فتحي واقفاً مكانه في حرج، وهو يحك رأسه. وفي اللحظة التي كان فيها على وشك الاتصال بحسام رن هاتفه

سيدي، نعم، لقد عادت السيدة منصور للتو."

كانت فايزة قد صعدت بالفعل الدرج، لكن ظل بامكانها سماع تقرير فتحي، وفي تلك اللحظة ابتسمت ابتسامة سخرية خفيفة. يا للهول ! كل هذا الاهتمام ! إنه ييتبعني بواسطة هاتفه طوال الوقت . لماذا لا يخرج من غرفتها أولاً؟ ودون الالتفات إلى الوراء، حملت الأكياس إلى الطابق العلوي.
حيث أنها كانت بحاجة إلى فرز مشترياتها، لم تتعجل في الاستحمام، بدلا من ذلك، فتحت أحد الأكياس، وأعطت أولاً الفضيلة الهدايا التي كانت قد أعدتها لها. لم تعد إلى فرز الباقي إلا بعد ذلك.

في الواقع، بالاضافة إلى كونه عذراً مقبولاً، ذهبت للتسوق بشكل رئيسي لشراء بعض الملابس الواسعة. فقبل أن تصبح حاملاً، كانت ملابسها كلها ضيقة. على الرغم من أن بطنها لا يزال صغيراً، ولا يمكن لأحد رؤية أي فرق حتى لو ارتدت ملابس ضيقة، إلا أنه كان عليها التخطيط للمستقبل والانتقال ببطء حتى لا تلفت الانتباه. لحسن الحظ، كان

أيضاً الطقس شتوياً.

وضعت ملابسها في سلة، وكانت على وشك أن تأخذها إلى الطابق السفلي لتعطيها للخادمة، لكنها كادت أن تصطدم بحسام الذي كان صاعداً الدرج.

لحسن الحظ، أن حسام توقف في الوقت المناسب، واستند إلى الحائط، وهو يحدق بها وتنفسه متقطع.

لم تكن تتوقع عودته بهذه السرعة، فقطبت حاجبيها قليلا "لماذا .."
قبل أن تتمكن من اكمال جملتها، أمسك بكتفها، ثم سمعته يلهث وهو يسألها: "أين كنت ؟ لماذا لم تردي على مكالماتي؟ هل تعلمين منذ متى أبحث عنك ؟"

أحكم قبضته القوية على كتفها، وقطبت حاجبيها لا ارادياً وهي تحاول التحرر من قبضته.

إن كنت غاضبة بسبب ما حدث ليلة أمس، ف...

لست غاضبة. تحررت من قبضته، وأخذت خطوتين إلى الوراء، والسلة في يدها، ثم شرحت في هدوء: "لم أرد على مكالماتك؛ لأنني نسيت ايقاف وضع الصامت. لم يكن ذلك متعمداً."

ضاقت عيناه وهو يحدق بها : "ألم تتحققي هاتفك من وقت لآخر؟" كان من الواضح أنه لا يصدقها.

أجابت وعلى وجهها تعبير من الهدوء: "لا، لم أفعل. كنت بالخارج طيلة النهار للتسوق، ولم يكن لدي وقت لتصفح هاتفي"

لم يلحظ حسام سلة الملابس في يدها إلا حينها، وكانت مليئة بالملابس التي كانت قد اشترتها اليوم، في هذه اللحظة تغيرت نظرته بعض الشيء.

"أما بالنسبة لما حدث ليلة أمس، فلا حاجة لك أن تستمر

في القلق بشأنه. لقد تفكرت في الأمر جلياً بالفعل "

عند سماعه هذا ضاقت عيناه الطويلتان الضيقتان، وحدق بها في شراسة: "أي أمر هذا الذي تفكرت فيه جلياً؟"

كانت هناك ابتسامة خفيفة تلوح على شفتيها وهي تقول: "اعتقد أنك على حق. لم تتمكن من التخلص من المأزق في ذلك الوقت، لذا كان السبيل الصحيح لها أن تلقي اللوم علي "

انقبضت عدساته: "ماذا؟"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-