رواية ولادة من جديد الفصل الخامس والثمانون85 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الخامس والثمانون بقلم مجهول

القلق المتزايد

في تلك اللحظة، سال أحدهم: "هل تعتقد أن حسام سيحضر حفل خالد الليلة ؟"

"لا اعتقد أنه سيفوته كانا مقربين آنذاك"

ولكن لماذا لم يظهر حتى الآن؟"

نعم، لماذا لم يظهر؟

نظرت رهف بشكل غريزي إلى هاتفها. كانت قد أرسلت رسالة نصية إلى حسام قبل أن تنطلق، تسأله عنه مكانه. إلا أنه لم يرد عليها. لذلك كانت تفترض أنه كان يقود السيارة.

لكن كان وقتاً طويلاً قد مضى منذ وصولها، ومع ذلك لم يظهر بعد، ولم يرد على رسالتها. لم تملك أن تشعر بشيء من القلق.

خطرت خطة على ذهن صديقة رهف عندما رأت الشابة تفحص هاتفها. عندئذ اقترحت أمام الجميع قائلة: "رهف لماذا لا تتصلين بحسام؟ اسأليه عن مكانه. أنا متأكدة أنه يجيب على جميع مكالماتك ؟"

عندئذ نظرت رهف إلى صديقتها، التي غمزت لها، مشيرة إليها أن تجري المكالمة.

كانت رهف تعرف بالضبط ما تحاول القيام به، صديقاتها لا بردن سوى مساعدتها لتوكيد علاقتها مع حسام أمام الجميع. إلا أن ... كان حسام لم يرد على رسالتها التي أرسلتها قبل أن تنطلق بعد. هل سيرد إن اتصلت به في هذا الوقت ؟

لم يكن هذا رهاناً آمناً، وبالتأكيد ستشعر بالإحراج أمام

الجميع إن لم يرد حسام.

لا، لا داعي" رفضت رهف الاقتراح، وقالت: "لقد تأخر الوقت كثيراً بالفعل. على أرجح أنه في المصعد أو في طريقه إلى هنا. على أرجح لن يرد حتى لو اتصلت به.

للأسف، كان اهتمام الحشد بالفعل قد أثير.

ولكنك لن تعرفي إن لم تجربي هيا اتصلي به."

نعم يا رهف تعرف جميعاً مقدار أهميتك لحسام. بالتأكيد

سيجيب مكالمتك حتى لو كان يقود السيارة.
عندئذ، بدأ الجميع في حثها على اجراء المكالمة. وشعرت بأنها قد وضعت في موقف صعب، فتوجهت رهف بشكل لا

إرادي إلى خالد، عندما جائتها الفكرة.

واحسرتاه، كان الرجل يخفض رأسه ويحدق في هاتفه، وبدا أنه غير مدرك للضجة من حوله.

هيا يا رهف اتصلي به. لقد مر وقت طويل منذ سمعنا

صوت حسام ."

نعم، يا رهف هيا اتصلي، لمجرد اشباع فضولنا."

ترغبون في اشباع فضولكم؟ هاه سخرت رهف من تظنون أنفسكم؟ هل ترغبون في اشباع فضولكم؟ ما كنت حتى أتيت لو لم يكن من أج لحسام

عندئذ، ابتسمت الشابة. وعندما كانت على وشك الكلام فتح الباب، مما لفت انتباه الجميع.

ظهر حسام ، مرتدياً معطفاً أسود اللون، ومن ورائه فايزة تتبعه عن كتب في معطف بيج بتصميم مشابه كان شعرها الطويل مربوطاً خلف رأسها، وكان وجهها الناصع نظيفاً وخالياً من المكياج.
ومع ذلك، لم يؤثر ذلك على جمالها البتة. كانت قسمات وجهها حادة، وكانت بشرتها مشرقة وناعمة. بل أن وضع المكياج كان ليؤذي وجهها بدلاً من تحسينه.

أذهل عدد الضيوف في الغرفة الخاصة فايزة للحظة، بينما . لم يكن حسام مهتماً طوال الوقت. وعندما رأت أن الرجل لم يكن لديه أي نية ليفسر السبب وراء تأخرهما، فتحدثت فايزة وهي تعتذر: نعتذر، ولكن المرور كان مزدحماً بعض الشيء."

كان صوتها واضحاً صادحاً، مثل الماء الجارس، وبدت نحيلة ورقيقة بجوار حسام . اضافة إلى ذلك، كانا يرتديان معطفين متشابهي التصميم، لذا بدا للناس أنهما كانا يتفقان على ملابسهما مسبقاً.

في الوقت عندما كان الجميع لا يزالون في سن المراهقة كان عمليا من المستحيل الفصل بين فايزة وحسام اللذان ترعرعا معاً، وكان الجميع معتاداً على رؤية الاثنين يظهران في أي مكان معاً. ولكن لهذا السبب عينه، لم يفكر أحد أنهما سيصبحان أكثر من مجرد أصدقاء. فأصدقاء الطفولة يتعرفون على الغالبية من الجوانب الصادقة لبعضهما البعض، لذا فمن المستحيل أن ينتهي بهما الأمر معاً.

والأكثر أهمية، لو كانا يكنان لبعضهما البعض بأي مشاعر حقيقية، لكانا قد تقاربا منذ زمن بعيد، ولذلك، شعر الحشد ببعض الحزن عندما رأوهما يظهران بملابس متشابهة، ولم يماكوا منع أنفسهم من تحويل أنظارهم إلى رهف أيضاً.

بطبيعة الحال، لم تكن الشابة تشعر أنها في أفضل حالاتها لأن حيلة الزوجين كانت تمثل صفعة في وجهها.

وزاد قلقها بهذا. كانت الأمور تتحول إلى الأسوأ، وتخرج عن ت السيطرة، ولكن ماذا كان بامكانها أن تفعله؟ أن أقل ما يمكنها أن تفعله هو عدم احراج نفسها أمام هذا الجمع من الناس، أليس كذلك؟

عندئذ، سارت نحو فايزة وعانقت ذراعها بحنان: "لا تقلقي. الأهم أنكما وصلتما بأمان. تعالي واجلسي بجانبي"

بعد أن كانت قد عرفت حقيقة رهف في الماضي، عرفت فايزة أن الشابة تحب التمثيل أمام الجمهور. لذلك، خفضت جفونها قليلاً عندما عانقت رهف ذراعيها. لم ترفض الشابة بل تبعتها إلى حيث مقاعدهما.

اندهش الجميع، وكانوا ينظرون إلى الاثنتين بمشاعر متخالدة.
أما حسام ، فجلس بجوار خالد الذي كان في الواقع يحدق في فايزة على الرغم من أن حسام حياه قائلا: "مرحبا"

"مرحبا" نظر حسام بعد أن جلس، وألقى على خالد نظرة. عندما وجد الأخير يحدق في اتجاه واحد، جائته فكرة وتبع نظره، ليجده ينظر إلى فايزة وهل هناك غيرها ؟

على الفور تحول وجهه إلى تجهم، بينما تعمقت نظرته

وأمست تشع عداء.

شعرت فايزة بنظرة باردة عليها، فالتفتت لتلتقي بنظرة

حسام الثلجية.

أخذتها على حين غرة، وعبست سريعاً. هل ينظر إلى هكذا لأنني جالسة بجوار حبيبته الغالية؟ هاه، كنت أعلم أنني يجب أن أنبذها أمام الجميع، ولكنه ربما سيغضب أكثر

أليس كذلك ؟

كانت رهف أيضاً تنظر إلى حسام ، وزاد قلقها عندما رأته يحدق فقط في فايزة منذ وصوله.

عندئذ، خفضت جفونها وعضت شفتها السفلى برفق بينما

تشابكت اصابعها.
بدا أربعتهم وكأنهم قد انغمسوا في جو مريب، وبعد وقت طويل، طلب أحدهم القائمة، وسأل الجميع إن كانوا يريدون

شرب الخمر.

رفض خالد بابتسامة. لقد قدت السيارة إلى هنا، لذا ساضطر إلى الاعتذار. لا تترددوا في الشرب إن كنتم ترغبون"

أما حسام ، فظل صامتاً، وكالعادة، لم يجرؤ أحد على سؤاله عندما شعروا بالهالة الباردة من حوله.

في البداية، كان الجميع يتجاذبون أطراف الحديث حول السنوات الماضية، ولكن بعد احتساء بضعة كؤوس من مشروب بعينه، أصبح الجميع أكثر جرأة.

كان رجل يرتدي النظارات، وكان خفيف الوزن، قد وصل بالفعل إلى حالة السكر، وقام بتفحص رهف لفترة طويلة قبل أن يمكس كأسه أخيراً ويقول: "الأميرة رهف، ليس كل يوم أن نلتقي جميعاً. هل فعلا لن تشربي أنت و حسام معنا؟"

ساد الصمت في الغرفة الخاصة للحظة، قبل أن تندلع

الضجة مرة أخرى.
نعم، هيا انضموا داليا!! إنه أمر رائع أن تتمكنا من البقاء معاً لسنوات عديدة"

صاح الرجل ذو النظارات: "نعم! متى ستدعوننا إلى حفل زفافكما ؟"

نظرت رهف تلقائياً إلى حسام ووجدته جالساً في صمت وعيناه شبه مغلقتان، وبدا كأنه لم يسمع كلمة مما قيل.

في هذه اللحظة، لم تملك رهف سوى أن تقهقه في حرج وتقول : "كفاكم مزاح يا رفاق. لم يعد حسام الشخص الذي يمكنكم الاستهزاء به بهذه البساطة.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-