رواية أحببت كاتبا الفصل السابع 7 بقلم سهام صادق

 


رواية أحببت كاتبا الفصل السابع

وقفت خلفه تُمسك بفكرتها التي قد دونت بها جميع ملاحظتها وعروضهم عن هذا الاجتماع الذي قد انتهي للتو ، ورفعت بأعينها قليلا لتري اي رد فعل منه الا انه كان مازال يعطيها ظهره ووضع بكلتا يديه في جيب بنطاله ولكن ماحدث اخيراً انه قد تنحنح بصوته الخشن الجامد
عامر: هنفضل في السكوت التام ده لحد امتا ، ولا القطه بلعت لسانك .. ما تقولي ملاحظاتك ياأستاذه
لتنصدم صفا من رد فعله الا انها وجدت صوتها يخرج بصعوبه منها : حاضر
وبدأت تقص له كل شئ قد دونته في مفكرتها
الا انه ألتف اليها برسميه ،واقترب منها بتمهل شديد لم تشعر به هي لأندمجها في كل ما تقرأه
وبدء يُطرقع اصابعه امام اعينها المنخفضه فقط علي مدونتها ، لتفزع صفا من حركته هذه وتشهق بصوت عالي
ليضحك عامر بقوة قائلا : مش معقول تكوني خوافه لدرجادي ،وبدء يعيد حركته امامها ثانية
الا انها بدأت تتنفس بصعوبه من استفزازه وسخريته منها الدائمه حتي هدأت لتعود تُكمل قراءة اخر سطر من ملاحظتها فيبتسم عامر بهدوء ، بعدما اغلقت مفكرتها وعادت تخفض برأسها ارضا كما اعتاد منها امامه الا ..
فضحك بلطف لأول مره
عامر: وانتي ايه رأيك في العروض ياصفا
وصار ناحية مكتبه وجلس بأسترخاء علي كرسيه واغمض عيناه بأرهاق واضح ، ولكن ظلت تلك المسكينه واقفه تستوعب ما تفوه به
ليفتح عامر أعينه فيجدها واقفة كالبلهاء تحتضن مفكرتها وكأنها تحتضن طفلا
عامر : انتي مسمعتيش سؤالي ياصفا
فتحرك صفا برأسها نافية ، الا انها عدلت عن خطأها هذا سريعا فحركت رأسها بالأيجاب
لتتحدث صفا بصوت منخفض : كان كويس
فيضحك عامر ساخرا : طب هايل
واشار اليها كي تجلس ، الا انها
صفا : لاء انا كده كويسه ياعامر بيه ..
فأستشاط عامر غضبا من نطقها لكلمة بيه بهذه الطريقه فهي دوما تضغط في نطقها لهذا اللقب الغير محبب اليها
ليقول عامر : ساعات كتير بحسك بتقولي بيه بسخريه
فتتحدث بجرأه قد اكتسبتها من معاملته الوقحه : ابدا ياعامر بيه
فينهض عامر من علي كرسيه غضبا قائلا : بلاش تنطقيها بالطريقه ديه ، ده استاذ كانت ارحم ياستي
لتبتسم صفا رغما عنها ، ليلاحظ ابتسامتها الصافيه ..فيشاهد فيها علامات النقاء والبرأه ... وينطق اخيرا
عامر وهو يشير اليها بأحد اصابعه محزراً : صبري ليه حدود ياصفا
ويصمت قليلا الي ان يقول : للاسف محتاجك في معظم الاجتماعات اللي هتكون مع الشركه الالمانيه .. لأنك برضوه للاسف عندك قدره انك توضحي كل حاجه بإيجاز بسيط
ونظر اليها طويلا ثم عاد لحديثه : لو عايزه تستغني عن وظيفة المرافقه في القصر مافيش مشكله
لتحادثه صفا بتلقائيه سريعه : لا لا .. بلاش اسيب شغلي في القصر ، انا بحب ناهد هانم اووي متحرمنيش منها
فيتأمل عامر لهفتها الصادقه في البقاء مع امه
فتقطع هي تأمله هذا لتقول : انا هقدر اوفق بين الاتنين صدقني يا أستاذ عامر
ليضحك عامر من عودتها لنطقها لكلمة استاذ ثانية ، ولكن بالنسبه لنطق الكلمه فهي ألطف بكثير من كلمه بيه تخرجها هي من بين شفتيها متهكمه
عامر :الاجتماعات مش هتكون كل يوم اكيد ، وقت ما احتاجك هقولك
واخرج من حافظته نقودً ورقيه ،واقترب منها وهو يتأمل هيئة ملابسها
عامر : ديه فلوس لشغلك النهارده ، من بداية الشهر هيكون ليكي مرتب زي اي موظف ، وطبعا ده غير مرتبك في القصر
واخرج مبلغاً اخر ليقول لها دون رحمه : وديه فلوس عشان تشتري هدوم تناسب وظيفتك الجديده ، هدومك ديه متنفعش في الشغل هنا ..ديه تلبسيها في البيت
لتصعق صفا من كلامته الجارحه ، وتلتف بجسدها دون رد فعل منها .. وتسير ناحية باب غرفة مكتبه وايد عامر مازالت ممدوده في الهواء ، ونظراته مازالت مسلطة عليها وهو غير قادر ان يستعب لماذا قد غضبت هي منه ؟؟
وقبل ان تمد بيدها المرتجفه ناحية باب مكتبه المفتوح منه القليل لكي تدفع بجزء منه اكبر يسمح لها بالمرور
ألتفت اليه بصمت تام ، الي ان نطقت اخيرا
صفا : لو حضرتك عايز تتقبلني بشكلي ده وهدومي اللي نالت سخطك وبوظت هيئة الشركه العظيمه .. وهبطت بأعينها التي قد لمعت بها الدموع لتتأمل ملابسها فقد كان هذا الفستان افخم شئ عندها ولكن نظرات الأثرياء المتعجرفين لا تعرف سوا الترف والمظاهر وفقط
وتابعت بحديثها: فأنا موافقه علي الوظيفه ياعامر بيه .. غير كده فأكتفي اني اشتغل في قصر حضرتك مرافقه لناهد هانم
..................................................................
كانت هذه المقابله هي المقابلة الثالثه لهم ، مقابله قد رتبوها لهم ولم تخلقها الصدفه كما كانت تدعيها هي
لتتحدث اميره ضاحكه :
يعني انت يابشمهندس مبتتقبلش اي حد بسهوله ، امممم بجد انا محظوظه انك رحبت بصداقتي
ليبتسم احمد بود لها قائلا بهدوئه المعتاد : يمكن عشان انتي انسانه واعيه ومُتفتحه .. وعقولنا قريبه من بعض
فتضحك اميره اكثر : واكبر منك سناً علي فكره
ليضحك احمد علي صراحتها التي تكرهها اي أمرأه .. فالنساء لا تحب ان تتحدث عن أعمرهن وخاصة امام الرجال
احمد : السن عمره ماكان حكم علي العقول او الاندماج بين الناس.. مش شرط تكون اعمرنا متوحده
فتبتسم اميره براحه : بس فرق السن مش كبير اووي بينا هما بس سنتين ، لتفتكرني عجوزه
فيضحك احمد بقوه ،ناظرا اليها طويلا..قائلا :ليه كنتي بتخلقي الصدف عشان تقربي مني يا بشمهندسه
لتقف تلك الكلمه في حلق أميره ، وتطيل بنظراتها له حتي قالت دون وعي : مش عارفه ؟
..............................................................
خرجت الكلمات من الطبيب بسهوله ، ولكن عندما سقطت علي مسمع تلك البائسه جنه .. فاقت قدرتها علي التحمل
فيشفق الطبيب عليها ويخرج اخر كلمة أمل : لو سرعتوا في عمل العمليه ، ان شاء الله حالته هتتحسن وهيبقي احسن .. قلب والدك تعبان ياأنسه وده من زمان اووي
لتبتلع جنه ريقها بصعوبه من شدة جفاف حلقها قائله : هي العمليه هتكلف كام يادكتور
ورغم شعوره بالشفقه علي حال تلك المسكينه تحدث بأسف : 200 الف جنيه ، ولازم تتعمل في مستشفي خاصه
ورحل الطبيب ليتركها تتأمل هيئة هذه المشفي الحكوميه المتهالكه التي حتما ستقضي علي عمر والدها
وبخطوه واحده كانت تقف في العنبر الذي به والدها ضمن عدد كبير من هؤلاء الأشخاص الذين حكم عليهم بهذا العلاج وهذه المشفي
ووقعت ببصرها علي امها الحزينه وهي ممسكة بكف زوجها وتربط عليه لتطمئنه بأنها ستظل جواره لباقي عمرها المتبقي
واقتربت منهما لتسمع صوت والدها المتهدج وهو يتغزل في حب والدتها
صابر بتعب : عارفه ياصافيه انتي كنتي الرزق الجميل اللي ربنا ادهوني .. وبدء يسعل بشده من أثر أرهاق كلماته
لتحثه صافيه بأسي : متتعبش نفسك بالكلام ياصابر
صابر : سبيني أتكلم ياصافيه .. وتابع بحديثه قائلا : ما اصل الرزق مش فلوس بس .. الرزق ممكن يكون زوجه سند ليك في الدنيا وتفتح بيها ابواب الجنه في الاخره ،وممكن ولاد يكونوا عوض ليك عن كل سنين الوحده والحرمان،او صحه ربنا مباركلك فيها ، او علم تفيد الناس بي وتفيد بي نفسك وتكون امنيه وحلم لحد يكون زيك
وتابع بحديثه وقد بدأت حبات العرق تتناثر علي وجهه بوضوح : وانا كان رزقي انتي ياصافيه والحمدلله لو مت هموت فرحان
لتمد صافيه بيديها وتمسح حبات عرقه ، ونظرات أبنتهم تحاوطهما .. فخطت جنه بخطوات سريعه خارج العنبر لتبكي بصمت علي هذا الحال الذي قد وصلوا اليه
وتضع بيدها علي قلبها قائله بألم :
كان عندها حق صفا .. تصرخ من الوجع ، كان عندها حق لما دعت "اللهم لا تحملني ما لا طاقتي لي به "
وجثت علي احد أرائك المشفي لتفكر في حل لجلب اموال العمليه ، الا ان تذكرت اعمامها .. فأخذت حقيبة يدها وقررت ان تسافر اليهم الصعيد لكي يساعدون والدها وأخاهم فهم يملكون المال.. ولينسوا كرههم لاخاهم الذي قد كان بسبب ترك والدها لأبنة عمه وتزوجه من امها ذات الاصول الفقيره
............................................................
أبتسمت العجوز الجميله بسعاده وهي تخطي بأرجلها الي حديقة القصر فمنذ زمن وهي دائما تمكث بحجرتها ،والتي دوما ماكانت تطلب من حنان ان تصفها لها
وزادت ابتسامتها وهي تسأل صفا عن أحد الاشجار ..
لتكذب صفا قائله : اهي موجوده ، وبقيت كبيره اووي اووي
لتضحك ناهد قائله : انتي بسيطه اووي ياصفا ، حتي في تعابيرك .. وتابعت ناهد حديثها بأسي :
عارفه لو كنتي عرفتيني من عشر سنين فاتوا ، مكونتيش حبتيني ولا كنت انا حبيتك
لتضحك صفا من حديث ناهد وأجلستها برفق علي احد الارائك المريحه وجلست بجانبها وهي تمسك أحد ايديها وتربط عليها بحنان
صفا بدعابه : ياخبر ، في حد ميحبش جميلة الجميلات
فتزداد ضحكات ناهد
صفا بمرح : وكمان حد يشوف الضحكه الحلوه ديه ، وميحبش صاحبتها
فتبتسم ناهد لحنانها قائله بتسأل لاول مره : أهلك في البلد ياصفا صح ، باباكي ومامتك موحشكيش .. لو عايزه تروحي تزوريهم .. انا هستأذنلك عامر وسافري ليهم
لتتساقط دموع صفا علي ايد تلك العجوز ، فتفزع ناهد قائله : مالك ياصفا ؟
صفا بألم :لاء مافيش حاجه ياناهد هانم
ناهد بطيبه : لاء فيكي ،قوليلي يابنتي مالك ...
ليأتي صوت عامر الجامد قائلا من علي بعد منهما : صفا !
فتزداد ابتسامه ناهد لسماع صوت ابنها
وترتجف هذه المسكينه من نظراته وصوته .. الي ان نهضت من علي كرسيها بخوف حتي سمعت صوت ناهد راجيه : خديني ليه ياصفا
لتتراجع صفا إليها بضحكه مرتجفه : اصلا عامر بيه بيقرب مننا اه .. وقالت بدعابه مصطنعه :انا بس هروحله لاحسن يخصم من مرتبي ولا حاجه ، ويقول الخدامه قاعده وانا واقف
وصارت الي ذلك المتعجرف الواقف من علي بعد بتأفف ، وركضت اليه لاهثه
صفا : نعم
وكدا عامر ان يتكلم ويصرخ بها ، الي أن قالت بأنفاس متقطعه
صفا : ارجوك ياعامر بيه روح لناهد هانم الاول ، وطيب بخاطرها .. ديه كل شويه بتسأل عنك وكانت عايزه تيجي تحضنك .. ارجوك رحلها وتعالا عاقبني عن كل حاجه عايز تعاقبني بيها
وادمعت عيناها وهي تتراجه اكثر قائله : ياريت بابا وماما كانوا لسا عايشين ، ياريت حتي واحد فيهم يكون عايش .. كنت عيشت ليهم طول عمري خدامه مهما عملوا فيا
وظلت كلامتها ودموعها .. تتناثر عليه كالرائحة النفاذه ، ليهتز قلبه ألما لا يعرف سببه ..
ليخطو بخطوات مرتجفه نحو والدته ، ويجثي علي ركبتيه قائلا : عامله ايه النهارده
فتمد ناهد بكلتا ايديها بسعاده وهي تحادثه : تعالي في حضني ياعامر
ومنذ زمن بعيد يرتمي بين أحضانها ، ولكن قد نهض سريعا من امامها وهو يقول : ورايا شغل عايز اخلصه ، وألتف ناحية صفا ليشاهدها تقف بعيدا ناظرة اليهم ببتسامة باكيه
وتابع بحديثه قائلا : لو احتاجتي حاجه .. قولي لصفا تبلغني بيها
...............................................................
تعالت اصوات ضحكاتهم ، في ذلك المطعم الذي قد اصبح مقر لقائتهم كرفقاء ..
لتنظر اميره لوجبتها قائله : شُربة ضفادع ، هي ديه هدية المطعم النهارده
فيضحك احمد من تأمل الاطباق قائلا بمرح : هديه جميله يا أميره ،يلا خلصي طبقك وطبقي .. اصل انا ماليش غير في شُربة الصراصير
فتزداد ضحكاتهم اكثر ، وتلمع عينا أميره بقوه وهي تتأمله اكثر وأكثر .. فتهمس داخلها : انا شكلي حبيتك فعلا ياأحمد !
................................................................
كانت كالمغيبه وهي جالسة علي متن ذلك القطار الذي سينقلها الي بلدتها ثانية ، فمنذ ثلاثة ايام عاشت فيهم بين أعمامها تأكدت فيهم .. بأن جفا القلوب اصعب شئ يمكن تواجه خاصة عندما تكون من أقرب الناس اليه
لتنظر جنه من خلف زجاج ذلك القطاربأعين تائهه وتتنهد بحسره وهي تحادث نفسها : طب اعمل ايه انا دلوقتي ؟
وتذكرت ثراء أعمامها ، لتظهر ضحكه ساخرة علي شفتيها وهي نادمة من نفسها عندما تذكرتهم ..
................................................................
أمسكت ببعض الاوراق تترجمها له ، ليرفع وجه من فوق بعض الملفات بتعب
عامر : ها ، ياصفا خلصتي
لترفع صفا بوجهها اليه مبتسمه لهدوء ذلك المتعجرف وطيبته التي ظهرت متأخره
صفا : ايوه ياعامر بيه
فيضحك عامر من هذا اللقب الذي لاول مره لا يشعر فيه بسخريتها
ونهض من علي كرسي مكتبه وتقدم نحوها ليأخذ منها ما قد ترجمته
عامر : انا كده رحمتك من اجتماع بكره ، هاتي الورق اللي ترجمتيه .. عشان أقراه فوق .. واطلعي نامي
فتبتسم صفا أبتسامة واسعه اليه من معاملته الغريبه ، واعطته الورق وهي تحادثه : هتطلع تشوف ناهد هانم قبل ما تنام صح
ليفاجأها عامر بسأله.. قائلا : انتي حبيتي أمي ياصفا
صفا : اه حبيتها اووي واتعودت عليها كمان ، وعمر حبي ليها ماهيوصل لحبك ليها
وتابعت بحديثها عندما وجدت بأن كلامها اصبح له أثراً داخله
صفا : عيونك بتلمع لما بتيجي سيرتها ، انت بتحبها بس بتكابر .. احنا ساعات كتير بنكابر في حبنا ، بس مش كل الناس ينفع نكابر بحبنا ليهم لانهم لوضاعوا .. مش هيكون فيه فرصه تانيه نعوضهم
ليرفع عامر احد حاجبيه ، من كلماتها ونصحها اليه وكأنه ليس سيدها
عامر : صفا انتي مبتخافيش مني ، انتي مش شايفه ان مساحة حدودك معايا اتجاوزتيها
وعاد يحادثها بلطف بعدما وجد ان كلامه قد اصاب هدفه عامر : تصبحي علي خير ، وخطي بخطوة خارج مكتبه .. ولكن عاد اليها ثانية عندما وجدها كالتمثال لا تتحرك
عامر : انا طالع اطمن عليها علي فكره ، وعاد لجموده ثانيه : انتي هتباتي في المكتب ، اطفي النور واطلعي نامي يا أستاذه صفا، ياصاحبة اللسان الطويل ...
...................................................................
حديثاً طويلا قد دام بينهم ، ولكن وسط حديثهم المحفل بالاعمال والصفقات
قاطع اكرم الحديث قائلا : هي صفا مجتش اجتماع النهارده ليه
ليترك عامر القلم من بين ايديه ، وعيناه قد لمعت بقراره الذي فكر فيه ليالي طويله منذ ان تحدث معه أكرم عن الزواج وطريقة زوجه وكيف أختار زوجته والأنجاب بطفل يرثه
عامر : انا هتجوز ياأكرم !
فتتهلل أسارير أكرم بسعاده قائلا : أخيراً فكرت في حياتك شويه ، ومين بقي سعيدة الحظ
لتلين مصارعة العقل والقلب داخله.. ويصرخ عقله بأسمها
عامر : انا هتجوز صفا... ياأكرم 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-