رواية علي حافة الهاوية الفصل السابع 7 بقلم ولاء عمر





رواية علي حافة الهاوية الفصل السابع 7 بقلم ولاء عمر 


ركنت الموبايل وأنا جوايا صوت طفلة مبسوطة برجوع حقها، نمت وبعدها صحيت علشان أخد العلاج لأن دا معاده، اخدته وبعدها مسكت الموبايل تاني لكن المرة دي ظهرلي فيديو مختلف، كان فيه حد بيتكلم عن التيك توك ، أعتقد كان بودكاست، كان الشخص اللي في الفيديو دا بيقول:


" يوم ورا يوم بنحس إنّا عشنا حياة بعيدة عن الله سبحانه وتعالى، لكنه بيرسل لنا آيات تذكرنا فيه، تعيدنا للمسار الصحيح والمجرى الطيب والحياة الطيبة اللي الله سبحانه وتعالى يريدها، لأنه سبحانه وتعالى خلقك لتعيش وتكون على المستوى الذي يريده هو سبحانه وتعالى."


وقفت الفيديو وقعدت أفكر، حياة بعيدة؛ أنا فعلاً بعيدة كل البعد، آيات يعني مثلاً كلام حمد كان صح؟ 


قعدت أفكر بعدما قلبت الفيديو ومكملتهوش، لكني رجعت ليه وكملته، بس يعني هي دي فعلاً ممكن تكون إغرائات من الشيطان بجد؟ طيب وليه إحنا جايين للدنيا، وإيه الفايدة ؟


دخل حمد بعدما جه من برا وعلى وشه إبتسامة نصر.


- شوفتي جبتلك حقك إزاي ؟

- يارب يديمك .


قام من مكانه وهو بيقول :- أنا مسافر بقى عايزة حاجة ؟

- يعني حتى أنت كمان هتمشي؟ مع السلامة يا حمد.










يعني ما هي مجاتش عليه، بابا وماما كل واحد منتبه لشغله وهو الأولوية، حتى حمد أو لو إديت عذر لحمد إنه ماشي لأن شغله كـ ظابط بيحكم عليه كدا، طيب وهما؟


لاء بجد، قعدة الإنسان مع دماغه متعبة لأقصى الدرجات والمراحل، بنت سعِت كتير علشان تحس إنها متشافة وموجودة، لما ملاقتش دا من بيتها دورت عليه برا.


- خدي الدواء يا أستاذة جنات إتفضلي.

- what?!!! أنا اسمي جنة

- لكن حضرتك كان مكتوب في بياناتك جنات.

- علشان ما اتعصبش عليكي اسمي جنة تمام؟

- تمام.


اسم جنات بيفكرني بشخصيتي القديمة وأنا صغيرة، شخصية هادية، هشة، ضعيفة، لا بتعرف تتكلم ولا تتعامل مع الناس، حد مع نفسه وبيخاف يتكلم.


خدت العلاج ونمت، صحيت على أذان الضهر، لقيت البنت اللي بتساعدني بتصلي، خلصت صلاة وجريت عليا عدلتني و بعدها نزلت جري تجيب الفطار، مش فاهمة هي ليه مهتمة أوي كدا، دا أنا فاكرة لما بابا كان تعبان الممرضة اللي كانت مكانتش كدا ولا مدية الإهتمام دا.


جابت بسكوت وشاي باللبن ومعاهم كوباية مية، ليه بالرغم من إنه حاجة بسيطة إلا إني حباه وحابة شكله؟


كنت خلاص قتلني الملل، وقررت أتنازل عن استفزازي وأقعد أتكلم معاها، حساها بتجذبني لكدا بملامحها الهادية، لقيتني بتكلم معاها بسلاسة وبسأل أسألة كتير.


كانت بتساعدني أكل بإبتسامة بشوشة، وأنا من جوايا حساني مخنوقة، حساني مثال حي للتناقض، واقفة بين البينين لا أنا عارفة أنا حباها ولا أنا متدايقة من وجودها، لكني خلصت وسألتها.


- أنتِ ليه بتعملي كل دا بضحكة وبشاشة؟


ردت بكل هدوء:- عادي علشان دا شغلي.


- طيب ومابيجيش عليكي وقت وتدايقي من كدا؟

- في الأول كنت كدا جداً، وشايفة إن شغلي دا حاجة يعني بيئة، إيه هأهتم بحد والكلام دا، لحد ما من خلال تعاملي من ناس كتير عرفت ان أنا ربنا سخرني لحاجة زي كدا، وإني مأجورة على كدا وإن دا في ميزان حسناتي.

- طيب وليه بتضحكي؟

- علشان تبسمك في وجه أخيك صدقة ودا حديث عن الرسول ﷺ.

- طيب وليه بتتقنيه؟

- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ".الحديث بيقول إن ربنا بيحب إن لما حد يعمل حاجة، يعملها بإتقان وبأفضل طريقة ممكنة. يعني، مش بس يعملها وخلاص، لكن يعملها كويس وباهتمام.

- بس أنتِ مش مجبرة يعني تأخدي بالأحاديث والسنة.


كنت بتكلم باستهياف ومش مدركة لكلامي، وإن ليه هي مجبرة تعمل كدا أصلاً برضوا..


- مين قال كدا؟ أنا هتسأل عنه، وهتسأل عنك قدام ربنا، " كلم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" ودا كمان حديث، أنا لو ما اتقنتش عملي وأهملت يبقى إيه فايدتها؟

- سهلة، تبقى خدتي فلوس على الجاهز.


حسيتها بدأت تخرج عن شعورها، لكنها إتكلمت بهدوء:- بس هتبقى مش حلال.


رجعت خصلة شعري اللي طلعت على عيني وأنا بقول بكل فخرا:- عادي طيب ما أنا بكسب من الفيديوهات.

- حرام

                  الفصل الثامن من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 


تعليقات



×