رواية ولادة من جديد الفصل الثامن و السبعون78 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الثامن و السبعون بقلم مجهول

اعطيني حضنا

لم تتوقع فايزة أبداً أن تختار يارا السبيل الذكي وتتصل بحسام. لولا الشجار المستمر، لكانت قد أشادت بذكاء يارا.

علاوة على ذلك، قد ينتقدها عندما يعلم بحادثة الليلة. مجرد فكرة توبيخه لها مثلما يفعل الأب، تثير لديها الاحباط.

عادة ما يعامل الرجال شريكاتهم بالرعاية واللطف، لكي لا يخيفونهن، إلا أن حسام دائماً ما أظهر لها وجهاً جافاً كما يفعل الأخ مع أخته. لهذا السبب اعتقدت أنه لا يكن لها بأية مشاعر.

وبينما غرقت هي في أفكارها، سمعت صوت خطوات ثابتة.

رحب الرجل الضخم الذي يحرس المدخل قائلاً: "سيد

الرماح."

تعجبت فايزة من اللقب العائلي: الرماح ؟

سأل الصوت المتعجرف، وإن كان مألوفاً: "أين هي؟"
الانسة صديق هناك

حسناً. يمكنك المضي قدما كان صوته منخفضاً ورخيماً.

ظلت فايزة جالسة دون أن تتحرك قيد أنملة، كانت مندهشة المعرفة هوية الشخص القادم برقت أسماء معارفها القدام في ذهنها، باستثناء واحد منها - خالد الرماح.

لماذا هو ؟

كان خالد على رأس قائمة الأشخاص الأكثر كراهية عندما كانت صغيرة. على الرغم من أنه كان صديقاً لحسام، إلا أن خالد لم يحترمها قط. كان ذلك العفن دائماً يجذبها من

ضفائرها، ومن نشأت الكراهية.

ولا ننسى تسميتها بلقب "فيكسي" - والمستوحاة من الكلمة الإنجليزية "بيكسي" أى الجنية - ولكنها كرهته كثيراً لأنه كان يخبرها بقصص عن حسام ورهف.

"لماذا لم تحضري حفلة عيد ميلاد رهف؟ أهداها حسام قلادة رائعة هل رأيتها ؟

بالأمس، دعت رهف حسام إلى حفلة تنكرية، وفازا بلقب أفضل ثنائي ! لماذا لم تحضري ؟"

أعطت رهف لحسام سترة مصنوعة خصيصاً له، قامت هي بنفسها بتصميم الصورة على الظهر وشغلت بيدها الكلمات التي على الكتف الأمامي الأيمن. هل رأيتها ؟"

كان خالد يتحدث بلا توقف عن حسام ورهف في حضور فايزة، وكلما فعل ذلك، كانت تقول له دائماً بجدية: "كف عن اخباري بهذه الأمور يا خالد لم أسمع شيئاً ولا أريد معرفة أي شيء. هل تسمعني ؟"

إلا أنه بدا وكأنه لا يفهم لغة البشر؛ لأنه لم يتوقف أبداً. زهقت تتدريجياً من الأمر حتى سمعت حسام نفسه يقول أنه لا يرى سوى رهف في الحديقة الصغيرة ذات يوم.

لم تعد فايزة تثور غضباً على خالد بعد ذلك، حتى عندما كانت تشعر بالغيرة.

أما عدم رغبتها في سماع أخبار حسام ورهف فما كان ليغير الواقع؛ لأنه لن يرى أحد غير رهف.

لاحقاً، عندما لاحظ خالد صمتها كلما جاء بذكر الثنائي، كف عن الحديث عنهما نهائياً. في اليوم الذي غادر فيه البلاد ودعه الجميع ما عدا فايزة. ارسل لها رسالة نصية، وطلب من حسام أن يشتري لها هدية نيابة عنه.

"أراك قريباً يا فيفي "

كانت الهدية وشاحاً. أحبت لونه وملمسه، إلا أنها احتفظت به في عليته بعد أن القت عليه نظرة، ولم تفتحه مرة أخرى أبداً.

تناولي المزيد. لن تلمسي طعامك بعد لقمة واحدة فقط. هل تغيرت تفضيلاتك؟ أن أن هذا ليس على هواك؟"

استدارت فايزة لتواجه الشخص القادم. كانت خمس سنوات كفيلة لمحو مشاعر المراهقة، مما جعله يبدو أكثر نضجاً وأكثر حدة، مصحوبة بلمسة من الحكمة التي تربعت

على حاجبيه المرتفعين.

كان مهندماً في ملبسه، حيث ارتدى قميصاً أبيض اللون

وبدلة ذات لون داكن. كان هناك مشبك على ربطة عنقه

والذي كان السبب في تعبير دقيق غطى وجهها.

لم تتوقع أن يحتفظ بهذا المشبك على الرغم من مرور كل

هذه السنوات الطوال.

جعلته نظرة التفحص الحارقة التي ألقتها عليه يرفع حاجبه وبيتسم : "ما الأمر؟ ألم تتعرفي علي يا فيكسي؟"

فقدت هدوءها عند سماعها للاسم: "من هي فيكسي؟ من أعطاك الحق في أن تناديني بهذا الاسم؟"

ابتسم عندما رأي خديها المتحفزين: "تبدين وكأنك سمكة منتفخة. أليست هذه فيكسي صغيرتي؟"

سمكة منتفخة ؟ عبست وقالت: "هل يمكنك الكف عن إطلاق القاب علي ؟"

"حسناً، حسناً." اقترب منها خالد بابتسامة ود وربت على شعرها: "اعطيني حضنا."

حضن؟ قبل أن تتمكن من أي رد فعل، كان قد فتح ذراعيه بالفعل، وانحنى إلى الأمام. أصبحت رائحة التبغ أقوى.

هب أريج خفيف من فايزة إلى أنفه، بينما جذبها إلي

حضنه مما زاد من شعوره بالرضا.

لقد مضت خمس سنوات، ولم ينساها للحظة واحدة لو

كانت قد جاءت إلى المطار قبل خمس سنوات، لما كان اضطر أن ينتظر حتى اليوم ليحظى بهذا العناق.

امتلأ بشعور ناعم وراض حتى اكتفى، وإن لم يمتليء الفراغ الذي في قلبه. لم يجرؤ على تضييق ذراعيه مخافة

أن يخيفها.

لقد أمسيت أمرأة جميلة يا فيكسي. جميلة لكن نحيفة."

تذكرت فايزة فجأة الرسالة التي أرسلها لها قبل أن يرحل. كان من المؤثر أن يشتاق شخص إليها بهذا الشكل على الرغم من سنوات طويلة من الانفصال. ومع ذلك، رأت أنه من غير اللائق أن يتعانقا بهذه الطريقة، على الرغم من أنهما

كانا صديقين منذ نعومة أظافرهما.

في اللحظة التي كانت على وشك ابعاد خالد عنها، لاحظت عبر كتفه وجود شخص يقف عند الباب.

كان حسام ، الذي هرع إلى هنا بمجرد أن تلقى رسالة طلب . المساعدة من يارا، وكانت ملابسه غير مهندمة.

خوفاً من أن فايزة قد تخرج، قفز الحواجز ليصل إلى هنا. بينما حاول استعادة نفسه، رأى المشهد وتجمد وجهه. لم يتمكن من التعرف على الرجل من ظهره.

تحت نظرة فايزة المرتبكة، أطلق ابتسامة ثلجية وقال: "تعالي هنا يا فايزة!"

كان الاحباط واضحاً في صوت حسام ، مما كان يدل على نفاذ صبره أصيب خالد بالدهشة لوهلة عندما سمع صوته. ثم ابتسم.

شعر بفايزة تدفعه بعيداً، فسرعان ما زاد خالد ضغط ذراعيه حول خصرها، وهمس : ألا تريدين معرفة ما سيفعله إن لم ت تطيعي ما يقوله؟"

ما سيفعله؟ لم تكن فايزة بحاجة للتفكير لتعرف أنانية حسام سوف تؤلمها. سبق لهذا أن حدث عدة مرات، لذا فقد كانت تعرف الاجابة.

"... لست"

قبل أن تتمكن من انهاء اجابتها، مشى حسام فجأة نحوهما وهو متجهم.

مرحبًا!

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-