رواية ولادة من جديد الفصل السادس6 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل السادس بقلم مجهول

 أمسح جسدك من الداخل


ميلودراما؟
‏صمتت فايزة برهة ثم قهقهت لنفسها وقالت: "طبعاً، لن أتمكن أبداً من مضاهاة رهف في ايثارها للآخرين."
كانت الكلمات قد خرجت قبل أن تتمكن من التفكير فيها.
وأصاب الذهول حسام ، وكذلك اصابها.
ما هذا الذي أقوله!
وبينما أصابها الندم على ما قالته، قام هو برفع ذقنها، ونظر بعينيه السوداوين الغامضتين في عينيها. ثم ضاقت عيناه، وكانت نظرتها حادة مثل نظرة الصقر.
"أتغارين منها؟"
انتفض حاجباها، وشعرت ببعض القلق، وحاولت أن تبعد يده عنها.
"ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه؟"     إلا أنه لم يكن لديها قوة في يديها، وعندما حاولت دفع يده، شعرت بضعف حركتها.‏
جعلته محاولتها هذه أن يرفع حاجبيه، ويمسك بمعصمها وهو يتسلى: "هل أنتِ بهذا الضعف؟"
ردت فايزة بحسم: "أنت الضعيف!"، ثم سحبت يدها عنه. ونظراً لأنها لجأت للكثير من الشدة، فقد سقط جسدها إلى الوراء على الأريكة، ولم تتمكن من النهوض. كانت حقاً شديدة الضعف، أما حسام فوقف ينظر إليها وقد علا وجهه تعبير معقد. فذهب إلى الحمام، وملأ وعاء بلاستيكياً بالماء، وعاد بمنشفة. ووضعهما على الكرسي الذي بجانبها.
غمس المنشفة الجديدة في الماء البارد، ثم عصرها، ومسح فايزة بها.
"ماذا أنت فاعل؟"
عندما رأته يقترب منها بالمنشفة، ابتعدت عنه بشكل غريزي.
فأمسك بكتفها، وقد قطب حاجبيه الوسيمين، وقال: "لا تتحركي، إنني أحاول تلطيف حرارتك."
أرادت أن تقول لا، إلا أنه عندما لامست المنشفة بشرتها، طغى عليها شعور بالبرودة، فلم تتمكن من الرفض.
كانت حرارة جسدها ملتهبة، وكان من الأفضل أن تنخفض.
على أية حال، لم يكن الأمر سوى تبريد جسدي ...
وفي ظل هذا الخاطر، سمحت فايزة له أن يفعل ما يشاء.
مسح حسام العرق عن جبهتها، ثم مسح خديها. وأثناء مسحه لها، طرأ على ذهنه فكرة، فلانت شفتاه وقال في حنان: "فايزة، إنك فعلاً مثيرة للابهار."
جعلت كلماته جفنيها يرتجفان.
"ماذا؟؟"
كانت عيناه في تلك اللحظة عميقتين كسواد الماس، ثم تذمر وقال: "لماذا تتظاهرين بالغباء؟ هذه أول مرة لي أن أفعل فيها هذا للآخرين، لذا فإنك مثيرة للابهار."
وبهذا، نقل حسام يده من على كتفها إلى ياقتها، وفتحها، ليكشف عن بشرة بيضاء كالثلج، ثم أدخل المنشفة المبللة إلى الداخل.
وعندها تبدل وجه فايزة بعض الشيء، وأطبقت على يده وقالت: "ما الذي تفعله!؟"
أجاب ببراءة: "أمسح جسدك من الداخل."
لكنها شعرت بالجزع والحرج وهي تعيد ياقتها إلى مكانها وقالت: "لا، يمكنني أن أفعل ذلك بنفسي."
لكنه راقب حركاتها، وقطب حاجبيه تدريجياً.
"لماذا أنت غاضبة مني؟"
لم تتحرك يده، وما زال يمسك بالمنشفة المبللة فوق صدرها. من زاوية بعينها، قد يبدو وكأن يده على ...
لو أن شخصاً آخر رأى هذا ...
"لست غاضبة منط، ولكن يمكنني القيام بذلك بنفسي."
لكنه ظل قاطباً حاجبيه، ويبدو مستاء وهو يحدق بها.
بدأ بالقول: "هل أنت ..."
بااام!
‏قبل أن ينهي جملته، جاءهما صوت عال من خارج الباب. نظر حسام وفايزة إلى الباب، ليجدا رهف تلتقط على عجل بعض الأشياء من الأرض.
تجمدت يده في منتصف الهواء، ثم سحبها بعد وهلة، وقد عادت تعبيرات وجهه محايدة. أما فايزة، فكانت ببساطة مستلقاة، وتبتسم ابتسامة خفيفة.
في هذه الأثناء، قامت رهف سريعاً بجمع أشياءها، ودخلت الغرفة وهي تبتسم بلطف لحسام وفايزة، وكأن شيئا لم يحدث.
وقالت: "اوقعت شيئاً قبل قليل؛ لأنني لم أكن امسكه بشكل صحيح. هل اخفتكما؟"
ذم شفتيه، وكاد أن يقول شيئاً، لكن رهف اقتربت منه ومدت يدها قائلة: "دعني أنا أقوم بذلك."
لم ينطق بكلمة، وسلمها المنشفة المبللة.
وقالت: "لقد شرح لي رامز كل شيء، لذا يمكنك ترك فايزة في رعايتي. ولا تقلق، فسوف اعتني بها جيداً."
بعد سماعه هذا، نظر حسام إلى فايزة، التي استلقت مستكينة على السرير وكأنها جثة هامدة، قبل أن يوميء موافقاً برأسه، وقال: "حسناً."
سرعان ما غادر الغرفة، وأغلق الباب وراءه.
كانت الغرفة هادئة للحظة، قبل أن تشطف رهف المنشفة مرة أخرى، وتتجه نحو فايزة بها.
وقالت برفق: "يا فايزة، اسمحي لي أن أساعدك في مسح جسدك."
كانت فايزة بالفعل أضعف من أن تقوم بذلك بنفسها، فاقترحت قائلة: "ألا ينبغي أن نستدعي ممرضة؟ فهذا أمر شديد الازعاج والتعب لك."
ابتسمت رهف برفق وقالت: "يا يوجد أي ازعاج أو تعب، فالممرضة لن تؤدي العمل بمهارة مثلي. كما أنه يسهل علي القيام بهذا، طالما لا يضايقك إن رأيتك عارية."
ومع وصول الأمور إلى هذه النقطة، ماذا كان بامكان فايزة أن تقوله؟ لم يكن هناك مجال لها سوى أن توافق بابتسامة.
وبعد أن وافقت، انحنت رهف وفتحت أزرار ملابس فايزة.
ولتجنب أي حرج، أغلقت فايزة عينيها، غير مدركة لنظرة رهف الفاحصة، وهي تفتح أزرار ملابس فايزة.
عضت رهف شفتها، وتحول وجهها إلى قبح.
لو لم تكن مخطئة، فقد كان حسام ممسكاً بمنشفة رطبة من قبل، وكان ينوي مساعدة فايزة على مسح جسدها. بل أنه كان قد فتح ياقة ملابسها. منذ متى كانت علاقتهما أمست بهذه الحميمية؟ هل حدث بينهما شيء عندما كانت هي مسافرة لم تعلم به بعد؟
اطبق حاجبي رهف قليلاً حيث شعرت ببعض عدم الارتياح.
أما بالنسبة لجسد فايزة، فقد كان على رهف أن تفتح أزرار ملابسها، حتى تدرك أن لفايزة جسد رائع. وعلى الرغم من فايزة كانت مستلقية، إلا أن بعض أجزاء منها كانت مبهرة جداً، ولم تكن بشرتها شاحبة، بل كان لونها وردي ناعم نسبياً، فأضفى عليها مظهراً جذاباً جداً. وعلى الرغم أن رهف كانت امرأة، إلا أنها استطاعت رؤية الكمال في جسد فايزة. وعضت شفتها السفلى، فلم تكن قادرة على ضبط نفسها وهي تهمس: "شكراً لك على كل ما قدمته لي خلال هذه السنوات."
كانت عيون فايزة مغلقة، وكانت قد شعرت بتأثير التبريد الجسدي ووجدته مؤثراً للغاية، فقد كان الاحساس بالسائل الذي يتم مسحه على جسدها منعشاً. وتلاشت الكثير من الحرارة عن جسدها. وعندما فتحت عينيها، التقت بعيون رهف الحادقة الجميلة.
سألت فايزة: "تشكرينني؟"
أومأت رهف وقالت: "بلى. فعلى الرغم من أن حسام قد تزوج بك، في زيجة مصلحة لمساعدتك في تجاوز الظروف الصعبة، إلا أنني وضع الاجتماعي كمتزوج قد عمل على وقايته من الكثير من الانتباه غير المرغوب فيه خلال العامين الماضيين. لذا، أردت أن اشكرك. وإلا، فإن التعامل مع كل هؤلاء الراغبات الرخيصات كان ليصبح أمراً مزعجاً حقاً."
شعرت فايزة بالذهول عند سماعها هذه الكلمات، ولم تكن غبية، بل فهمت ما كانت رهف تود قوله. استهلت رهف الحديث بالتعبير عن الامتنان، ولكنها انتقلت إلى تذكيرها بأن زواجها من حسام كان كذبة. وكانت رهف تحذرها أن لا ترفع سقف توقعاتها، مشيرة إلى أنها ليست زوجة حسام.
ذمت فايزة شفتيها، ولم تنبس ببنت شفة. أما رهف، فمسحت جسدها لبعض الوقت، وساعدتها على ارتداء ملابسها من جديد، ثم سألتها بحنان: "هل تشعرين بتحسن؟ هل ترغبين في بعض الماء؟ سأصب لك كوباً."
وكانت فايزة فعلاً تشعر ببعض العطش: "نعم، من فضلك."
ذهبت رهف لتصب لها بعض الماء، وشربته فايزة كله. كانت حنجرتها أخيراً تشعر بتحسن. فرفعت نظرها إلى رهف، وقالت ما كان في خاطرها: "في الحقيقة، لا داعي للقلق بشأني أنا و حسام. فإنه سيظل دائماً محافظاً على مكانتك باعتبارك زوجته؛ لأنك انقذتِ حياته. لا يمكن لأحد أن يحل محلك. كما أنك قدمتِ لي أنا أيضاً معروفاً، ولن أنسى ذلك

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-